رواية نوح الباشا الفصل الثالث 3 بقلم ندى الشرقاوي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية نوح الباشا الفصل الثالث 3 بقلم ندى الشرقاوي
البارت الثالث
#الفصل_التالت
#نوح_الباشا
توقفت فجأة عندما رايك وجه تعرفه جيدًا هتفت بصدمة كان يخرج بؤبؤ عينها من مكانة
-عمتي ؟؟؟؟؟؟؟
اختبأت جيدًا خلف أحد الجدران حتى تحجب الرؤية عنها ،ظلت تراقب من بعيد حتى ترجلت عمتها واختفت ،اخذت نفس عميق وتحركت بإتجاه المبنى الذي تسكن فيه ،كانت تصعد درجتين سويًا حتى وصلت إلى غرفتها ،دلفت واغلقت الباب خلفها سريعًا جلست خلف الباب بعد ما وضعت الاغراض أرضًا ،التقطت انفاسها سريعًا .
إلى متى سوف اظل بهذا الخوف !؟اختبئ مثل الفئران التي تخرج من حجرها تبحث عن الطعام وتهرول إلى حجرها مره ثانية خوفًا أن يراها أحد .
قلبي الحيران ،ذالك الذي لم يعرف السكينة والاطمئنان،سيظل وحيدا في هذه الحياه القاسية وإن جاء قصاء الله ،سترقد جثتي بصمت في الزاويه ،لا يحن إليها أحد ولا يسال أحد ،سيتعفن جسدي مثل ما تعفنت روحي من قبل ،وكأنني لم أكن يومًا هنا.
وقفت عن الارض وهى تستعيد قوتها ،أمسكت الأكياس وقامت بأفضيتها
بدات بتقطيع الخضار وتحضير الأرز ،بعد قليل كانت انتهت من التحضير .
جلست أرضًا وهى تقول ساخرة
-شوربة من غير لحمه ولا فراخ ،كأني زي البط حبت رز على شوربة وخلاص
ثم صمتت قليل وقالت
-الحمد لله نعمه
…………………
في منزل عبدالعظيم الباشا
كانت جالسة الأم وهى تنظر إلى صورة نوح من بداية حياته حتى انتهاء الثانويه العامة
كانت طوال السنين لا تعرف الفرحة البكاء فقط هو من يسيطر عليها ،كُل يوم وكُل سنة وهى تنتظر دقة الباب يكون قدوم نوح لكن لا يأتي نوح ،قلبها ينفطر عليه ،كيف ؟وكيف حياته ؟ماذا فعلت به الحياة ؟
اخرجت الورقة التي تركها نوح قبل المغادرة
(أمي
أنا أسف بس مش هقدر اعيش في ظلم حياتي هتضيع وانا معاكم ،علمتيني إني اكون طير حُر مخدش يقص ليا جناحي ،لكن بابا كان عاوز ينهي حياتي مش جناحي بس ،أمي أنا اسف إني خدت دهب من عندك أنا اسف يا امي بس أنا مكنش معايا حاجة ولازم امشي ،عارف إني نزلت من نظرك بس هرجع هرجع وأنا نوح الباشا اللي اسمه يتعمل ليه مليون حساب
سامحيني يا امي )
اغلقت الجواب وقامت بتقبيله ثم وضعته مره اخرا في الصندوق
فتح الباب ودلف طفل صغير يركض ويتصلق الفراش بصعوبه حتى وصل إلى جدته وهو يقول
-نوح جه ،وحشتيني يا تيتا
ضمته إليها بحب وهي تستنشق رائحته التي تشبه رائحة نوح
-وحشتني يا نوح كل دا
عبث نوح وهتف
-أنا قولتلك قولي لماما بلاش حضانة علشان أنا بوحش تيتا وهيا مصممه قوليلها بلاش حضانه بقا
قهقة الجده على حديثه وهتفت
-لا ازاي لازم تروح الحضانة علشان تبقى شاطر زي نوح
جلس امامها وعقد زراعيه امام صدره وهو يقول
-هو هييجي امته بقا كده كتير ،كل شويه تقولوا نوح جاي نوج جاي و مبيجيش
شردت قليلا وهتفت بهمس
-هييجي يا نوح ،بيرتاح في حضن امه بس هيفضل يلف ويدور ويرجع لحضني .
……………..
كان يتحسّس كأسه بأنامل مرتجفة، فيما شريط ذكرياته يمرّ أمام عينيه كأنه شريط فيديو بلا توقف. كل لحظة قديمة كانت تطعنه بصمت، وكان يشعر باختناقٍ غريب، وكأن أحدهم يلف حبلًا خفيّا حول عنقه ببطء. لم يكن يدري، أهو المخطئ أم أن الخطأ لا يعنيه وحده؟
دق صوت دقّات على الباب، لكنها لم تُحرّكه ظل الصوت يتكرّر، يزداد إلحاحًا، حتى تسلّلت العصبية إلى جميع انحاء جسده ارتعشت يده ورمى الكأس بغضبٍ فارتطم بالجدار وتحطّم، ثم نهض بتثاقل واتجه نحو الباب وقام بالفتح
-ايه ياعم نوح مالك
رد بكل برود
-في اي يا معتصم زن زن دماغي
دلف معتصم وهو يقطب حاجبيه بغرابه
-مالك يا نوح؟برن عليك من بدري
جلس نوح وهو يفق ازرار قميصه ببطئ وجلس على الاريكه بثقل وشرد قائلًا
-مفيش حابب اقعد لوحدي
جلس معتصم قائلًا
-ليه حصل ايه ؟لو هو هو نفس الموضوع ؟ليه مش عاوز تجيب معلومات عنهم ؟ليه مش حابب تنزل أنت خلاص عملت كل حاجة علشان تثبت ليهم إنك وصلت اللي أنت عاوزه
هتف بخوف
-خايف
عبث معتصم قائلًا
-خايف من ايه يا نوح ،أنت مش عارف أنت بقيت مين بص في الاخبار يا نوح ،مع عارف ازاي اهلك لحد دلوقتي ميعرفوش أنت فين
رد ساخرًا
-لا الباشمهندس ميشغلش باله بالهيافه دي ،امي انا متاكد انها بتغلي عليا ،أنا مش قاسي يا معتصم بس ابويا مادانيش حنيه علشان اديله اشتياق ،بس ابويا وبحبه برده
هب معتصم واقفًا وهتف بحديه وصرامه
-قوم يا نوح هننزل مصر دلوقتي
رد عليه باستغراب
-مصر؟ودلوقتي؟أنت اتجننت
-لا متجننتش يلا يا نوح ،لازم تنزل كفايه غربه طلع ميتينك واتمرمط من حته لحته كفايه كده بقا لازم تنزل كفايه ناوي تنزل امته ؟لما تنزل تقف في عزا امك اللي قلبها بيتوجع عليك ولا اختك اللي سبتها عيله في سن المراهقه زمنها وصلت لفين ولا ابوك اللي زمانه دلوقتي على المعاش ومش عارف ابنه عايش ولا مي*ت قوم يا نوح كفايه كده
أنا هكلم المطار احجز اول طياره على مصر وهطلع دلوقتي اجهز شنطتك كمان خلاص
انهى معتصم حديثه وصعد إلى اعلى ،تركه شارد في حديثه لا يعلم ماذا يفعل .
……………..
في اليوم التالي، وتحديدًا عند الساعة الخامسة فجرًا، كانت الطائرة تُقلع من مطار سويسرا متجهة إلى مصر.
جلس نوح على مقعده بجوار النافذة، يحدّق بصمت في السحاب المتراكم كأحلامٍ لم تكتمل،عادت به الذاكرة إلى أول مرة ركب فيها طائرة، كان حينها شابًا في ريعان حياته، مليئ بالطموح والدهشة.
أما الآن، فقد أثقلته السنين، وعقله لا يهدأ… ينهشه الحنين، وتنهال عليه الذكريات كالسيل، لا تترك له فسحة لالتقاط أنفاسه ،غفل قليلا حتى يُحاول أن يرتاح .
مرّ الوقت سريعًا، وكأن الساعات اختُزلت في لحظات بدأت الطائرة في الهبوط التدريجي، ومع اهتزازها الخفيف، سمع نوح صوت المضيفة يصدح عبر مكبر الصوت:
(على السادة الركاب ربط الأحزمة استعدادًا للهبوط)
أعاد جسده إلى وضعية الجلوس، وربط حزامه بهدوء، بينما عينيه لا تزال معلّقة بالسحاب، وكأن قلبه لم يهبط بعد
وقف نوح عن مقعده وخرج من الطائرة وقف وهو يستنشق الهواء الذي حُرم منه منذ الكثير من السنين
رتب معتصم على كتفيه وهو يقول
-يلا بينا يا صحبي
هبط نوح ومعتصم وقاموا بانتهاء الإجراءات وخرجوا من المطار كانت توجد سيارة تقف في انتظارهم
صعد إلى السيارة وجلس وهو إلى الان لا يعرف هل ما يفعله صحيح ام لا ؟
فاق على حديث معتصم وهو يقول
-متاكد إنهم ما مشيوش من البيت
رد عليه
-لا مستحيل ابويا راجل بيحب اسكندريه مستحيل يمشي ومستحيل يسيب بيته وبيت ابوه واجداده دا تراث يابني .
كان ينظر إلى الطريق كم تغير وظهرت اشياء واختفت اشياء
كان الوقت يسير ببطئ فتح النافذة وهو يستنشق هواء اسكندرية ،رائحة البحر الذي اشتاق إليها
وقفت السيارة في الإشارة وكان نوح ما ذال يحدق في الطريق حتى وقعت عينه على موج التي كانت تقف على فرشتها مره اخره تواجه الكل نظر اليها وهى تركض تضع الاسماك في الكيس ،تاخذ المال وتقبلها وتضعها في جيبها
ظل ينظر اليها وإلى خفتها ويسمعها (السمك طازة يا مدام ،يا استاذ دا طلوع انهارده اصطادته بنفسي ،قولي اوزني وصدقني هشوفك كل يوم )
ابتسم نوح على حديثها الذي يسرق الزبون في بضع ثواني
فتح الاشارة وتحركت السيارة ونوح ما زال ينظر إليها حتى اختفاء طيفها
غمز معتصم له وقال
-ايه يا فنان مالك ،عجبتك البياعه ولا اي بس الصراحه مزه ،ياما تحت العباية حكايه
رقمه نوح نظره اخرسته
بعد مرور الوقت وقفت السياره امام منزل نوح ،هبط نوح من السيارة ووقف امام المبنى وهو ينظر إلى المنزل لم يتغير كُل شئ كما هو إلا البشر
الناس ينظرون إليه بغرابه ملامحه ليست غريبه لكن من ؟صعد على الدرج الذي يوجد امام المنزل وقام بدق الباب
استمع حديث من الداخل
(يانوح افتح شوف مين على الباب ،أنا جايه )
عقد حاجبيه من في المنزل على اسمه ،فتح الباب ووجد الصغير ينظر إليه قائلا بمزح اطفال
-جدو مش هنا ولا بابا كمان
جاءت جدته وهى تقول مين يا……..
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية نوح الباشا)
رايكم🤍
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)