رواية نهاية وعد الفصل الثالث 3 بقلم آلين روز - The Last Line
روايات

رواية نهاية وعد الفصل الثالث 3 بقلم آلين روز

رواية نهاية وعد الفصل الثالث 3 بقلم آلين روز

 

البارت الثالث

 

 

– “ها، جايين ليه؟”
– “مفاجأة… العريس هييجي يتقدّم لورد آخر الأسبوع.”
أي!
كان “عمر” اللي قالها، وملامحه مصدومة.
عيون لمحت نظراته وكملت وهي بتبصله بقصد:
– “إيه يا عمر؟ مصدوم ليه؟ مش تبارك لورد؟”
– “ألف مبروك يا… ورد.”
قالها بسرعة، ومدّ إيده ياخد مفاتيحه وينزل.
أنا ما استنيتش.
قلبي وقع، وجريت وراه.
كان لسه بيركب العربية، ركبت جنبه من غير ما أفكر.
زعق وقال:
– “انزلي يا ورد!”
– “ممكن تهدى… وتطلع.”
سكت، بس طلع بأقصى سرعة.
خفت.
الهواء بيخبط في وشي، وإيدي راحت تمسك إيده بخوف وأنا مغمضة عينيّ.
لكن هو؟ كان بيزوّد السرعة أكتر!
بعد لحظات، حسّيت العربية بتهدى.
فتحت عيني، ولقيت البحر قدامنا.
نزلت وأنا باخد نفسي بصعوبة.
سألني بنبرة وجع:
– “عايزة إيه تاني يا ورد؟ مش أخدتِ حقك؟ خلاص، بتشوفي حياتك… عايزة إيه تاني؟”
صرخت وأنا الدموع بتغلبني:
– “عايزة أعرف ليه؟ أديني سبب واحد يخليك تسيبني بالطريقة المهينة دي.
أنا مستعدة أرفض العريس… بس قولي، كل حاجة، أرجوك يا عمر… كفاية، أنا تعبت!”
كنت ببكي بانهيار، كل الذكريات بتتسابق في دماغي.
هو حاول يهديني، وبعد ما هديت شوية، قال وهو باصص للبحر:
– “أنا مش هقولك تفسخي خطوبتك يا ورد… خلاص، ده بقى ماضي، وحابب أسيبه في الماضي.
يمكن أتعصبت شوية، بس ربنا يوفقك في حياتك.
ومن النهارده، هعتبرك أختي… زي عيون بالظبط.”
بصّيت له بعد صمت طويل، وقلبي بينزف:
– “إنت مين؟!
إنت مش عمر اللي أعرفه.
كمان بتقول (حياتي)؟
أنا كنت حياتك يا عمر… بس واضح إنك جبان، جبان أوي.”
سيبته ومشيت، حتى مش عارفة أنا رايحة فين.
كان كل اللي في دماغي سؤال واحد بس:
ليه؟
ليه مفيش حد بيحبني بصدق؟
ليه بابا عمره ما حبني؟
فجأة، حسّيت بإيد تمسكني.
كان عمر.
– “أهدي، خلينا نرجع… أنا آسف، أنا…”
– “ابعد، خالص يا عمر. إياك تقرب مني تاني.
إنت عايز إيه؟ تعلقني بيك وبعدين تقول آسف؟
طيب، وأنا كمان هشوف حياتي.
ومن النهارده… إنت بالنسبالي ميت.”
سيبته ومشيت.
طلبت أوبر، ودموعي مش بتقف.
أول ما وصلت، طلعت البيت بسرعة.
قابلتني عمته، بصتلي بحزن، يمكن كانت حاسة باللي بينا.
بس أنا عديت جنبها، طلعت على أوضتي وأنا ببكي.
بابا فتح الباب بخضة:
– “إنتِ مالك؟ إيه اللي حصل؟”
طلعت الأوضة وأنا مش شايفة قدامي.
سيبته واقف، وصوتي وأنا ببكي كان طالع لحد الصالة.
قربت من الدولاب، فتحت الدرج، أخدت المهدّئ وحباية النوم.
لكن قبل ما أقفله…
عيني وقعت على صورة ماما.
مدّيت إيدي، مسكتها بهدوء.
وشّها كان دايمًا بيطمني، حتى في الصور.
همست وأنا ببص لها:
– “ليه يا ماما؟ ليه كل حاجة بتوجعني؟ ليه مفيش حد بيختارني؟”
حطيت الصورة على صدري، ونمت.
أو يمكن غِبت… مش عارفة.
كنت في حلم غريب، بس الإحساس كان حقيقي أوي.
صوت خبط، وباب بيتفتح.
بابا كان بيزعق، وماما واقفة قدامه.
– “إنتِ بتعملي إيه؟!”
– “حسام، سيبني أشرح…”
– “تشرحي إيه يا يسرا؟!”
صوت خبط الموبايل على الأرض.
بابا مسكه، وبص فيه.
ماما سكتت… وأنا كنت بتفرج على المشهد وأنا مش قادرة أتحرك.
حسّيت بدقات قلبي بتوجّعني أكتر من أي مرة.
بابا بصّ لها نظرة ما انسيتهاش، وبعدين مشي.
فضلت ماما تبكي، وأنا واقفة بعيد…
صرخت:
– “باباااااا!”
بس ولا حد سمعني.
فجأة كل حاجة اسودّت.
صوت نفسي وأنا بلهث صحّاني.
فُقت من الكابوس وأنا جسمي بيترعش.
المشهد ده بيطاردني كل مرة،
كل مرة بشوفهم بنفس الطريقة،
بس النهارده… كان أوضح، وأقسى.
قعدت على السرير وأنا بمسح دموعي.
التليفون رن.
بصيت، لقيت رسالة من الدكتور النفسي اللي بروح له – “ها يا ورد؟ هتيجي الجلسة النهارده؟”
قريت الرسالة وسكت.
مش قادرة أتحرك.
بس بعد دقيقة، كتبتله
_ “آه، جاية.”
مرّ يومين من غير ما أخرج، ولا أرد على حد.
لا عيون، ولا حتى الدكتور.
كنت حاسة إن الكلام بقى عبء، وإن صوتي نفسه وجع.
النهارده… اليوم اللي العريس المفروض ييجي فيه.
قمت من غير نفس، لبست فستان بسيط،
حطيت مكياج خفيف يخبي تعب السنين،
ونزلت.
كنت سامعاهم بيتكلموا في الصالة.
ضحك، وريحة عطور غريبة،
وصوت عمتي بيقول بحماس:
– “مش يلا بقى؟ عايزين نشوف العروسة!”
خرجت،
وراسي في الأرض.
كل العيون عليا.
صوت ست كبيرة قال بإعجاب:
– “بسم الله ما شاء الله… يا زين ما اخترت يا غيث!”
رفعت عيني…
وتجمدت.
كان هو.
غيث.
هو نفسه اللي قابلته قدام المستشفى،
اللي كنت فاكرة مجرد صدفة.
بس الصدمة مش هنا.
الصدمة كانت في اللي بعدها.
ابتسم وقال بهدوء:
– “بس أنا مش جاي أطلب الأنسة ورد…
أنا جاي أتقدّم لعيون.”

يتبع….

 

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *