روايات

رواية نبض القلوب الفصل الرابع 4 بقلم آية طه

رواية نبض القلوب الفصل الرابع 4 بقلم آية طه

 

البارت الرابع

 

 

البارت4
في بيت ليلى..
ليلى كانت قاعدة على سريرها، ماسكة موبايلها، عينيها مثبتة على الشاشة، والرسالة اللي وصلت لها من آدم مش بتفارق دماغها.
ليلى (بضيق وهي بتتكلم مع نفسها): “هو عاوز إيه بالظبط؟ بيلعب لعبة نفسية ولا عاوز يثبت حاجة؟!”
قبل ما تكمل تفكيرها، صوت خبط على الباب خلاها تفوق.
يوسف (بصوت هادي): “ليلى، انتي نايمة؟”
ليلى (بتحاول تسيطر على صوتها): “لأ، صاحية، ادخل.”
يوسف فتح الباب، وقف عند العتبة، عينيه بتدور في الأوضة كأنه بيحاول يفهم إيه اللي شاغلها.
يوسف (بتركيز): “مالك؟ شكلك مش مرتاحة!”
ليلى (بتضحك ضحكة مفيهاش حياة): “لا مفيش، ضغط الكلية بس.”
يوسف (مش مقتنع): “ليلى، انتي أختي، لو في حاجة، قوليلي.”
ليلى (بتحاول تقفل الموضوع): “يوسف، بجد، مفيش حاجة!”
يوسف فضل باصص لها شوية، بعدين خد نفس عميق وقال:
يوسف: “ماشي، بس لو احتجتي أي حاجة، أنا موجود.”
ليلى هزت راسها وهي متأكدة إن اللي مضايقها أكبر من إنها تتكلم عنه دلوقتي.
في مكتب آدم..
آدم كان قاعد على مكتبه، ضهره مسترخي، الموبايل في إيده، عينيه بتمسح الشاشة وهو مبتسم بخبث.
دخل كريم، صاحبه، وهو شايل ملفات وحطها على المكتب قدامه.
كريم (بنبرة ساخرة): “واضح إنك مستمتع بحاجة، شاركنا الضحكة!”
آدم (مبتسم): “مجرد لعبة صغيرة.”
كريم (رافع حواجبه): “لعبة؟ على مين المرة دي؟”
آدم (بهدوء مريب): “مش على حد معين.. مجرد اختبار لعقل حد معين.”
كريم بص له بتركيز، حاسس إن آدم داخل في حاجة أكبر من مجرد تحدي عادي.
كريم (بجديّة): “بص، انت بتحب التحديات، بس خلي بالك، مش كل الناس بتلعب بنفس القواعد اللي انت بتحطها.”
آدم بص له بثقة، عيونه فيها لمعة تحدي، وقال ببرود:
آدم: “وإيه الممتع في التحدي لو كان سهل؟”
في الكلية..
اليوم كان طويل، المحاضرات مملة، لكن ليلى كانت سرحانة، كل شوية تفكر في كلام آدم، في رسايله، في الغموض اللي حواليه. كانت بتقاوم فضولها، بس كل ما تحاول تبعد، تلاقي نفسها أقرب.
وهي ماشية في ممر الكلية، فجأة سمعت صوت نادى عليها.
آدم: “ليلى!”
لفت بسرعة، لقت آدم واقف بعيد، ابتسامته المعتادة على وشه، عيونه فيها نظرة متحدية.
مشيت ناحيته، وقفت قدامه، رفعت راسها وقالت بحدة:
ليلى: “إيه تاني؟”
آدم حط إيده في جيبه، اتكأ شوية على الحيطة، وقال بصوت هادي:
آدم: “انتي قلتي إنك مش مهتمة، بس واضح إنك مهتمة أكتر مما كنت متخيل.”
ليلى (عقدت حواجبها): “وإيه اللي خلاك متأكد كده؟”
آدم (قرب منها خطوة، بنبرة واثقة): “إنك واقفة هنا بتسأليني بدل ما تكملي طريقك.”
ليلى فتحت بوقها عشان ترد، لكن سكتت، اكتشفت إن عنده حق.. هي فعلًا مشيت ناحيته بدل ما تتجاهله، وده خلاها تحس بالغضب من نفسها.
ليلى (بثقة مصطنعة): “طيب، لو أنا مهتمة، يبقى انت كمان مهتم.. مش كده؟”
آدم ضحك ضحكة خفيفة، عيونه بترقبها بتركيز، وقال:
آدم: “ذكية.. عشان كده التحدي ممتع معاكي.”
ليلى رفعت حواجبها، قربت منه خطوة، عيونها فيها تحدي وقالت:
ليلى: “هنشوف مين اللي هيكسب في الآخر.”
آدم بص لها للحظة، ضحك بخفة، وبعدها قال بهدوء:
آدم: “أنا مستمتع جدًا بالمنافسة دي، يا ليلى.”
ليلى فضلت واقفة قدام آدم، عيونها بتتحداه، لكن قلبها كان بيدق بسرعة غريبة، مش عارفة إذا كان بسبب الغضب ولا حاجة تانية مش عاوزة تعترف بيها.
ليلى (ببرود مصطنع): “خلي بالك، مش كل التحديات بتكسبها.”
آدم رفع حواجبه بابتسامة جانبية، بص لها بنظرة عميقة وكأنه بيقرأ أفكارها.
آدم: “وأنا مش بلعب عشان أكسب، أنا بلعب عشان أستمتع.”
الكلمة الأخيرة نطت في ودن ليلى، وكأنها دخلت جوا عقلها تقلب الدنيا فوق تحت. كانت عاوزة ترد رد قوي، بس لقت نفسها مش عارفة تعمل غير إنها تبص له بحدة.
ليلى: “مش هتستمتع كتير، لأنك مش هتكسب الجولة دي.”
آدم ابتسم ابتسامته اللي بتستفزها، قرب منها شوية وقال بصوت هادي:
آدم: “يبقى نستنى ونشوف.”
وقبل ما ترد، سابها ولف، مشي بخطوات واثقة كأنه متأكد إن اللعبة لسه طويلة، وإنه عنده كل الوقت اللي يحتاجه.
ليلى أخدت نفس عميق، حست إن الجو حواليها بقى تقيل، زي ما يكون آدم ساب وراه طاقة غريبة مش عارفة تتخلص منها.
صوت مها وراها: “هاااااا.. ده كان إيه بقى؟!”
ليلى اتنفضت مكانها، لفت بسرعة لقت مها واقفة وراها، عنيها بتلمع فضول وحماس.
ليلى (بتحاول تتحكم في نبرتها): “إيه اللي كان إيه؟”
مها (بضحكة مستفزة): “إنتي وهو واقفين قريب كده ليه؟ والجو كان فيه شرارات كأنكو في فيلم رومانسي ولا مسلسل تركي؟”
ليلى رفعت عيونها للسما بإحباط، سحبت مها من دراعها وهي بتقول:
ليلى: “يلا نروح المحاضرة بدل ما تقعدي تألفي سيناريوهات مالهاش لازمة!”
مها (بتضحك وهي بتجري معاها): “سيناريوهات إيه؟ أنا شايفة اللي قدامي، يا شيخة إنتي وهو شكلكو كابل في السر!”
ليلى ضربت كفها على جبينها، وهي عارفة إن مها مش هتسيبها في حالها، وإن الموضوع بالنسبة لها بقى فيلم لازم تتابعه للنهاية.
في مكتب آدم..
آدم كان قاعد على مكتبه، عينيه بتمسح الموبايل، وضحكته لسه مرسومة على وشه. كريم كان واقف قدامه بإحباط، شابك دراعاته وهو بيبص له.
كريم (بملل): “يعني عاوز تقولي إن كل ده مجرد لعبة عقلية؟”
آدم (ببرود وهو بيحرك الموبايل في إيده): “أيوة، مجرد تحدي بسيط.”
كريم (بشك): “إنت عمرك ما لعبت تحدي مع بنت بالطريقة دي.. شكلها مش مجرد لعبة.”
آدم بص له بثقة، قرب منه وقال:
آدم: “التحديات الذكية نادرة، ولما تلاقي حد يستحق، ما ينفعش تفوت الفرصة.”
كريم بصله بتمعن، لكنه فضل ساكت. هو عارف آدم كويس، وعارف إن وراه حاجة أكبر من مجرد “تحدي” زي ما بيسميه.
بالليل – في بيت ليلى..
ليلى كانت قاعدة على سريرها، بتقلب في موبايلها، بتحاول تشتت نفسها بأي حاجة، لكن عقلها كان دايماً بيرجع للحوار اللي حصل بينها وبين آدم. فجأة، موبايلها رن، رقم مجهول.
بصت للشاشة بشك، بعدين قررت ترد.
ليلى: “ألو؟”
الصمت كان سيد الموقف، لكن في صوت أنفاس هادية على الطرف التاني. قلبها بدأ يدق بسرعة.
ليلى (بتوتر): “مين؟”
الصوت اللي جه كان هادي، لكن كلماته كانت بتوصل ليها بوضوح:
آدم: “لسه شايلة همي في دماغك؟”
اتجمدت في مكانها، قلبها زاد دقاته، الصوت ده.. الطريقة اللي نطق بيها الجملة.. كان مستفز بطريقة تخلي أي حد يخرج عن شعوره.
ليلى (بغضب): “إنت بتتصل ليه؟ وعاوز إيه؟”
آدم (بهدوء قاتل): “لسه مش عارفة؟”
ليلى: “لأ، مش عارفة، ولو عندك حاجة قولها، قولها بدل ما تفضل تلف وتدور!”
آدم ضحك ضحكة خفيفة، وكأنها قالت حاجة ممتعة بالنسباله.
آدم: “ماشي، ببساطة.. انتي هدف يستحق المتابعة، وعقلك عندي مسألة لازم تتحل.”
الكلمات دي خلتها تحس برعشة في جسمها، مش خوف.. لكن إحساس مش مفهوم.
ليلى (بحدّة): “وأنا مش لعبة عشان تحلها!”
آدم سكت للحظة، وبعدين صوته جه أهدى وأخطر:
آدم: “هنشوف.”
وبدون مقدمات، الخط اتقفل.
ليلى فضلت ماسكة الموبايل في إيدها، عينيها متوسعة، وإحساسها كان متلخبط بين الغضب والفضول.. والشيء اللي مش عاوزة تعترف بيه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى