روايات

رواية نبضة وطلقة الفصل الخامس 5 بقلم آية عيد

رواية نبضة وطلقة الفصل الخامس 5 بقلم آية عيد

البارت الخامس

ليلى خرجت وراه بهدوء: ما نمتش طول الليل… صح؟
أدهم من غير ما يبص: النوم مش هينفعنا دلوقتي.
ليلى (بتزفر): أنا مش عارفة ليه حاسة إنك عارف أكتر ما بتقول.
أدهم سكت، بس قبل ما يرد، صوت موتور عربية سمع من بعيد. عربية فخمة وقفت مش بعيد عنهم، ونزل منها راجل ضخم، عينه غامقة، وابتسامة بايخة.
الراجل: يااا أدهم… ما كنتش متوقع أشوفك تاني بعد السنين دي.
ليلى اتجمدت: إنت… تعرفه؟
أدهم شد نفسه، وصوته بقى تقيل: للأسف.
الراجل ضحك: البنت اللي معاك دي… مش مجرد ورقة ضغط. دي مفتاح. ومفتاح كبير أوي.
ليلى بارتباك: مفتاح إيه؟ إنتو ليه بتعاملوني كأني كنز مدفون؟!
الراجل قرب منها، لكن أدهم وقف قدامها بسرعة: خطوة كمان وهتكون آخر خطوة ليك.
الراجل (مبتسم): نفسك طويل زي ما عرفتك. بس ياريت تحكيلها… تحكيلها هي ليه وقعت في دا كله.
ليلى (بغضب): تحكيلي إيه؟!
أدهم فضل ساكت ثواني، وبعدين قال ببطء: الراجل دا… كان شريك أبوكي زمان.
ليلى اتصدمت: إيه؟! إنت عارف أبويا؟
أدهم (صوته متوتر): مش بس عارفه… أنا حياتي اتدمرت بسببه.
الراجل قاطعهم وهو بيضحك بخبث: أيوه يا بنتي… أبوكي مش بس كان معانا. هو اللي دخل أدهم في اللعبة دي. زمان لما كان شاب صغير… أبوكي خانه، وساب له مصيبة تشيل اسمه لحد النهارده.
ليلى قلبها وقع: يعني… إنت مشيت ورايا من الأول عشان الانتقام؟
أدهم قرب منها، عينه موجوعة: لأ… أنا مشيت وراكي عشان أحميكي من نفس المصير اللي شفته بعيني.
الراجل: كفاية تمثيل يا أدهم. البنت دي لينا. وهي الوصلة الوحيدة اللي ناقصة نكمل بيها اللي بدأنا زمان.
أدهم صرخ: على جثتي.
المواجهة اتوترت، الحرس اللي مع الراجل قربوا بخطوات تقيلة. ليلى وقفت بين أدهم والراجل فجأة: استنوا! أنا تعبت من الغموض. إما تقولولي كل حاجة دلوقتي… يا إما مش هتحرك خطوة.
الراجل ضحك: البنت دي دماغها ناشفة زي أبوها.
أدهم مسك إيدها وشدها وراه: مش هنا ولا دلوقتي. السر دا كبير… ولو عرفتيه قبل أوانه هتكرهي كل حاجة. حتى أنا.
ليلى (بصوت مبحوح): يمكن أنا بالفعل ابتديت أخاف منك.
أدهم قلبه وجعه من الكلمة، بس ما قالش حاجة.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية زواج مصلحة الفصل الثاني 2 بقلم وعد حامد

 

 

الراجل أشر لرجالته: سيبوهم دلوقتي. هما هييجوا لحد عندنا من نفسهم. الليلة دي… البداية بس.
ركب عربيته ومشي، سايب وراه رعب أكبر من اللي قبله.
ليلى وقفت تبص في وش أدهم: إنت مخبي إيه؟ وليه كل ما أعرف حاجة… ألاقيك إنت جزء منها؟
أدهم تنهد، وقال بجدية: يمكن لأني وأنا صغير… كنت واحد منهم.
ليلى اتجمدت مكانها، عينيها توسعت: إيه؟!
أدهم (بهمس): أيوه يا ليلى… أنا ابن نفس اللعبة اللي بيطاردوكي عشانها.
ليلى (بصوت متوتر): يعني إيه كنت واحد منهم؟! إنت بالظبط مين يا أدهم؟
أدهم اتنفس بعمق، وبعدين لف ناحيتها. ملامحه مش سايبة أي مجال للهزار: لما كنت في سنك تقريبا… كنت شاب تايه. أبوكي كان الراجل اللي بيقود كل حاجة. هو اللي خدني تحت جناحه، علمني إزاي أكون “جزء من اللعبة”.
ليلى شهقت: يعني أبويا… كان زعيم عصابة؟
أدهم (بيهز راسه): كان أكبر من كده… كان العقل المدبر. وأنا… كنت مجرد أداة. شغلني في عمليات صغيرة، بعدين أكبر، لحد ما بقيت وش معروف. الناس كلها كانت بتخاف تسمع اسمي.
ليلى بدموع محبوسة: وإيه اللي حصل؟ ليه سيبتهم؟
أدهم عينه غرقت شجن: لما بدأ الطمع يزيد… أبوكي ضحى بيا. رماني في وش عملية فاشلة، وطلع نفسه منها زي الشعرة من العجين. أنا اتحبست سنين. لما خرجت، اكتشفت إنه اختفى… وساب وراه دمار. من يومها وأنا عايش على الانتقام… بس لما لقيتك، حسيت إن ربنا بيديني فرصة أصلح اللي فات.
ليلى قامت واقفة، إيدها بترتعش: تصلح؟! إنت كدبت عليا من الأول… خليتني أفتكر إنك ملاك منقذ، وأنت أصلا جزء من الجحيم ده!
أدهم (موجوع): أنا مش زيهم يا ليلى. آه، كنت واحد منهم… بس عمري ما اخترت أكون كده. كنت صغير ومجبور. وأنا طول الوقت ده… كنت مستني اللحظة اللي أقدر أوقفهم فيها.
ليلى بخوف وغضب: طب وأنا؟! أنا إيه بالنسبة لك؟ وسيلة عشان توصل ليهم؟ ولا مجرد ورقة في لعبة انتقاماتك؟
أدهم قرب منها خطوة بخطوة، عينه مش سايبة عينيها: إنتي الحاجة الوحيدة اللي رجعتني إنسان. وجودك… خلاني عايز أعيش من غير دم.
ليلى دموعها نزلت، بس قلبها لسه مضطرب: بس السر ده كبير أوي يا أدهم… أنا مش عارفة أقدر أصدقك ولا أهرب منك.
سارة اللي كانت ساكتة طول الوقت، اتكلمت أخيرا من جنب السرير: ليلى… أنا عارفة إن الكلام صعب يتصدق. بس الراجل ده… عمل اللي ما حدش هيعمله. حمى حياتنا أكتر من مرة. لو كان عايز يستخدمك… كان سلمك من بدري.
أدهم (بصوت خافت): أنا مش طالب منك تسامحيني دلوقتي. بس لازم تعرفي حاجة… العصابة مش عايزة غيرك. إنتي مش مجرد بنت عادية. إنتي المفتاح اللي يخليهم يسيطروا على اللي فاضل من الشبكة القديمة.
ليلى بصوت مخنوق: ليه أنا بالذات؟!
أدهم تردد لحظة، وبعدين قال: لأنك مش بس بنت أبوك… إنت الوريثة الوحيدة للأسرار اللي هو خباها.
الصدمة خلت ليلى تقعد على الكرسي تاني، وشها أبيض.
سارة همست: يعني اللي جاي… أصعب من اللي فات.
أدهم شد سلاحه وهو بيبص في الشباك:
بالظبط. والليلة دي… لازم نكون مستعدين. اللعبة قربت توصل للنهاية.
ليلى رفعت عينيها عليه، الدموع فيهم :
لو النهاية دي معناها إن حياتي تخلص… هتسيبني؟
أدهم شد نفس، وصوته ارتجف لأول مرة:
أنا أسيب الدنيا كلها… بس مسبكيش انتي.
صوت انفجار بعيد قطع لحظتهم. دخان متصاعد من ناحية الميناء. الناس بتجري وتصرخ، والدنيا اتقلبت فوضى.
أدهم بيجري قدام، سلاحه في إيده، وليلى وسارة وراه. قلب ليلى بيخبط كأنه عايز يهرب من صدرها.
ليلى (بصوت عالي وسط الدوشة): هما مستنيينا، مش كده؟!
أدهم وهو مركز قدامه: أيوه… دي النهاية اللي كانوا بيجهزوها من سنين. بس المرة دي… مش هيسيبوا المكان واحنا عايشين.
سارة بخوف: وإحنا؟! هنموت؟!
أدهم بص لها بسرعة: طول ما إنتوا معايا… محدش يقدر يلمسكم.
وصلوا لمرسى قديم، والبحر هادي بشكل يخوف. رجال العصابة خرجوا من الظلمة واحد ورا التاني،مسلحين. وفي النص… الراجل الكبير واقف مبتسم.
الراجل (بصوت ساخر): أهلا برجوعك يا أدهم… وجبت معاك البضاعة الغالية.
ليلى (صرخت): أنا مش بضاعة!
الراجل ضحك بخبث: إنتي أكتر من كده… إنتي المفتاح اللي يفتح خزنة الأسرار.
أدهم رفع سلاحه: النهارده اللعبة هتخلص. مش هيبقى في مفاتيح ولا أبواب.
المواجهة اشتعلت. ضرب نار اتفتح من كل ناحية. أدهم بيتحرك بسرعة البرق، سارة وليلى مستخبيين ورا مركب خشب مكسور.
ليلى بصوت مرتعش لسارة: هو بيواجههم لوحده! لازم نعمل حاجة.
سارة: نعمل إيه؟ ده جيش!
لكن فجأة، ليلى لمحت برميل بنزين قريب، ماسكة ولاعة صغيرة كانت في جيبها.
ليلى (بجرأة): بصي يا سارة لو ضربنا ده… كل خطتهم هتولع وهما معاها….
سارة (مندهشة): ايه اللى بتقوليه دا إنتي مجنونة!
ليلى (بإصرار): مجنونة ولا مش مجنونه مش مهم بس مش هسيب أدهم يموت!
ليلى جريت وهي مرعوبة، رمت الولاعة على البرميل. نار اشتعلت، النور الأحمر غطى المكان. رجال العصابة اتشتتوا، صريخهم ملا الجو.
أدهم استغل اللحظة، وقع الحراس واحد ورا التاني. الراجل الكبير حاول يهرب ناحية البحر، لكن أدهم لحقه.
أدهم (وهو ماسك السلاح في وشه): دي نهاية الطريق.
الراجل بضحكة بايخة: حتى لو قتلتني… اللعبة مش هتنتهي.
أدهم بصله ببرود: لأ… اللعبة انتهت من اللحظة اللي ليلى اختارت تواجهكم.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية فوق جبال الهوان الفصل السابع والعشرون 27 بقلم منال سالم

 

ضغط الزناد… وانتهى كل شيء.
النار بتاكل الميناء، رجال الشرطة ظهروا في آخر لحظة، واضح إن أدهم كان مبلغهم من قبل.
ليلى جريت عليه، عينيها مليانة دموع: إنت مجنون! كنت هتسيبني أعيش في رعب طول عمري؟!
أدهم حضنها بقوة، صوته مبحوح: بالعكس… كنت بحارب عشان اليوم ده. عشان تعيشي من غير خوف.
سارة وهي بتضحك وسط دموعها: أنا مش مصدقة… عدينا وفلتنا منهم ولسه عايشين الحمد لله شبابي لسه مرحش…
⏳ بعد شهور…
الشمس طالعة على بيت صغير قريب من البحر. ليلى قاعدة في الجنينة، إيدها في إيد أدهم، وسارة بتضحك وهي بتجهز الفطار.
ليلى (بهدوء): عمري ما كنت أتخيل إن النهاية تبقى كده.
أدهم (بابتسامة): أنا وعدتك… إنك هتعيشي. والنهارده دي البداية… مش النهاية.
ليلى حطت راسها على كتفه، عينيها بتلمع بالأمان لأول مرة من سنين:
يمكن الزمن كان قاسي… بس في الآخر جابني ليك.
أدهم بص لها، ووشه لأول مرة مليان راحة: وأنا لقيت اللي يستاهل أعيش عشانه.
سارة وهي داخلة عليهم: يلا بقى يا روميو وجوليت… الفطار هيبرد!
ضحكوا كلهم، والبحر قدامهم كان سايب ورا أمواجه رسالة واضحة: النهايات الحقيقية… مش دايما بتكون فراق. ساعات بتكون بداية لحياة جديدة.
النهاية 🌹

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *