رواية لعبة القدر الفصل الثامن 8 بقلم يمنى محمد

رواية لعبة القدر الفصل الثامن 8 بقلم يمنى محمد

البارت الثامن

اليوم ده كان مختلف. قلبها كان مضطرب، بس لأول مرة من فترة طويلة كان فيه إحساس بالأمان وهي قاعدة قدام سامي. نظراته كانت كلها احترام وهدوء، عكس ياسر اللي طول الوقت كان بيستعجل اللحظة اللي يمسك فيها إيدها أو يلمسها من غير ما تاخد بالها.
سامي كان بيتكلم بنبرة راقية:
“أنا مش بقدم نفسي عشان أضيف اسم جديد في حياتك، أنا بقدملك قلبي، وعارف إن أي حاجة بينا مش هتبدأ غير لما تكوني حلالي.”
الكلام وقع عليها زي المية الباردة بعد نار. فضلت تبص له من غير ما ترد، وهو كمل بابتسامة بسيطة:

“أنا مش بستعجل، ومش عايزك تحسي بأي ضغط. أهم حاجة عندي إنك تكوني مرتاحة.”
دمعة خفيفة نزلت من عينها، حاولت تمسحها بسرعة قبل ما يلاحظ، لكن سامي شافها، ومسك المناديل بهدوء، مدّهالها وهو بيقول بلطف:
“لو في حاجة موجعاكي… أنا هنا عشان أسمعك، مش أحكم عليك.”
هي سكتت ثواني، قلبها كان بيخبط بسرعة. لأول مرة حست إنها عايزة تقول لحد، بس الخوف كان ماسكها من كل ناحية. رفعت عينيها ليه وقالت بصوت مبحوح:
“سامي… أنا مش البنت اللي أنت فاكرها. حياتي فيها حاجات لو عرفتها يمكن تندم إنك جيت.”
هو قرب شوية، من غير ما يمد إيده ولا يحاول يستغل اللحظة، وبص لها بثبات:
“أنا مش مهتم بالماضي، أنا مهتم بيكي دلوقتي… وبكرة.”
الكلمة دي هزّتها من جوا. في اللحظة دي اتذكرت ياسر. افتكرت كل مرة كان يلمسها من غير ما تستأذن، كل مرة كان يضغط عليها بكلمة: “ما تقلقيش، إحنا هنكمل لبعض.”

قارنته بسامي… اللي رغم قربه دلوقتي، ما حاولش حتى يلمس طرف إيدها. كان كل اللي يهمه إنها تبقى مرتاحة.
حسّت بفرق السما والأرض. ياسر كان عايزها لأي سبب غير الحب، أما سامي… سامي كان شايفها أمانة.
وقبل ما تقوم، سامي قال جملة قصفت قلبها:
“أنا عارف إنك مخبية حاجة، بس أوعدك مهما كانت… أنا مش هسيبك لوحدك.”
الجملة دي كسرت آخر حواجزها. قامت وهي حاسة إن رجل غريب لسه شايل عنها نص وجعها، وإن حياتها ممكن تكون لسه فيها أمل.

• لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية لعبة القدر)