روايات

رواية مملكة الصعيد الفصل الخامس 5 بقلم سالي دياب

رواية مملكة الصعيد الفصل الخامس 5 بقلم سالي دياب

 

البارت الخامس

 

……………
شهدت مملكة الصعيد بأكملها… بل غرقوا في نعيم صالح
الصاوي… ليومين كاملين واليوم تزين قصر الصاوي….
بالزينة والأنوار… وتم نحر الذبائح ليأكل القاسي والداني
في المملكة…
لن يحدث زفاف جليل… فقط أرسل شقيقته عنايات لتتولى
هذه المهمة… فذهبت عنايات بمفردها وجلبت لها فستان لم يكن لائقاً بالمرة لسنها… كان الفستان ذو طراز قديم لذلك
رفضت ريناد أن ترتديه… أصرت عليها عنايات
وهددتها…. فخضعت الصغيره وتظاهرت أنها سترتديه
وها هي الآن تبكي بصمت وعنايات تقوم بوضع
مستحضرات التجميل على وجهها… ٕابتسمت برضا ثم ابتعدت وقالت بغرور…
ـــــ أهااا.. بجيتي كيه الجمر أهو ..
رفعت ريناد عينيها… سرعان ما أغمضتها بضيق
واشمئزاز… هي لم تكن قمر كما قالت هذه المتعجرفة بل
كانت دمية بلاستيكية…
شفتيها الوردية ٕانصبغت باللون الأحمر المستفز… فوق
عينيها كان باللون الأسود لم تتحمل مظهرها الذي كان
يشبه المهرج وقفت وتوجهت ٕالى المرحاض سريعا…
أغلقت الباب خلفها بإحكام ثم وقفت أسفل المياه بمالبسها…
مسحت بيديها المرتعشتين هذه الألوان التي أفسدت جمالها
الطبيعي… ودموعها الساخنة ٕاختلطت بالمياه الباردة…
وفي الخارج كانت عنايات تنظر في أثرها
باِستغراب مصطنع نظرت لنفسها في المرآه وقالت بابتسامة متصنعة…
ــــ مالها دي… دا أني خليتك جمرررر….
خرجت ريناد بعد أن أزالت مستحضرات التجميل من على وجهها… شهقت عنايات وقالت بغضب…
ــــ ٕانتي عملتي ٕايه في الفستان يا واكله ناسك… المعازيم
تحت يا حزينة…
خافت ريناد من غضبها فقالت سريعا…ً
ــــ عندي فستان ابيض هلبسه
…قالت هكذا… متوجهه سريعاً ٕالى حقيبتها وهي تنظر لها بخوف أخرجت هذا الفستان الذي جلبته لكي ترتديه في العيد القادم…كان فستان رقيق وبسيط للغاية باللون الأبيض الخالص…
لم يكن به أي نقوش بل كان بأكمام من خامة الشيفون…
ويلتف عند عنقها بسوار دائري وينزل بخطوط بيضاء على
صدرها ومن عند الخصر متسع حتى ركبتيها… وضعت
عنايات يدها في خصرها وكادت أن تتحدث وتقول لها أن هذا غير مناسب لزوجها الصعيدي ولكن تراجعت وٕابتسمت بخبث ثم قالت…
ـــــ حلو يا ريناد…. همي ٕالبسي…
أخذت ريناد الفستان الأبيض الصغيرة…وقبضت عليه كمن يتمسك بطوق نجاة….لم تنطق بكلمة… بل سارعت إلى المرحاض وأغلقت الباب خلفها بهدوء
كأنها تخشى أن يسمع أحد صوت ضجيج قلبها….
وقفت للحظات أمام المرآة… نظرت إلى نفسها…إلى وجهها الطفولي الشاحب…إلى عينين غلبهما الحزن… ويدين ما زالتا ترتعشان من أثر الخوف… حزينة على حالها لا أهل لاأُم لا أب ولا أقرباء…
تنهدت بمرارة …وبدأت تخلع الفستان المبلل الذي أفسدته المياه… وضعته جانباً بترتيب يدل على تربية بنت ناس…رغم كل ما حل بها…
أخرجت فستانها الأبيض….ذلك الفستان الذي خبأته لتحتفل به بالعيد…كانت تنوي أن ترتديه وهي ذاهبه لكليتها
بابتسامة واسعة…وشعر مفرود..،لكن الآن… ترتديه وهي
تدخل عالماً لا يشبهها…..
إرتدته ببطء… نظرت إلى نفسها مرة أخرى…
كان الفستان بسيطاً…ًلكن يليق بها… يشبه براءتها.
إلتف على جسدها كأنه صنع من أجلها…وأضفى على
وجهها نوراً خافتا….ً
تنهدت….وأغلقت السحاب….وضعت يدها على مقبض
الباب… وترددت…
في الخارج.. كانت عنايات تقف بجوار الباب… ظهرها
للمرآة…تقلب في هاتفها المحمول… لكنها تتابع كل
حركة… وكل صوت….
وحين سمعت المقبض يتحرك، ٕابتسمت لنفسها وقالت
بصوت خافت… كأنها تحدث روحها…ـــــ والله البت دي طيبه ودخلت جلبي… والنبي جلبي
مسكين…
فتحت ريناد الباب ببطء…وخرجت… كانت متوترة…لكن
مظهرها كان أفضل بكثير مما سبق….وحين رأتها
عنايات…رفعت حاجبيها ونظرت إليها من أعلى لأسفل
ثم وضعت يدها على ِخصرها… وإبتسمت ٕابتسامة لا تحمل
مودة…بل مكراً دفيناً وقالت….
ــ ٕايه الحالوة دي.. الأبيض لايج عليكي ….ٕ
إقتربت منها…دارت حولها كأنها تفحص قطعة أثاث
ثم مالت على أذنها وهمست بنبرة باردة…
ــ بس خدي بالك… ف الصعيد…اللي تلبس أبيض لازم
تحافظ عليه أبيض… فهماني…
إرتعشت ريناد من همستها…ولم ترد.. على حديثها التي
لم تفهمه…نظرت إلى الأرض بخجل… عندما وقفت أمامها وقالت بجديه…
ــــ خلي ليلتك تعدي على خير ما تشديش رجليكي إرخيها عشان ما يوجعكيش… كل ما كنتي مطيعة لجوزك كل ما كانت ليلتك أسهل وخدي بالك إحنا عندنا عاده في الصعيد لازم نشوف المالية اللي عليها دم شرفك… فلو في اي حاجه فيكي يا بنت الناس جولي..إنتي لسه ما بجيتيش
منينا و اخوي ما لحجش يتعلق بيكي هو بس واخدك كام يوم إكده…. ٕإكمنك محلويه في عينيه… يعني مش هتفرجي معاه لو طلعتي مش بت بنوت …
كانت تستمع لحديثها بعين متسعه… تعلم أن وجودها هنا مجرد وقت… ولكن هذه السيدة المتجبرة لم تراعي
مشاعرها… لا بأس كل ذلك مجرد وقت وسينتهي…
لم تجيب عليها… مسحت دموعها بيدها مرتعشة… أخذت نفساً عميق…. ونظرت لها والأخرى ضحكت بتهكم… ثم توجهت أمامها وأشارت لها بأن تتبعها…
نزلت ريناد الدَرج الرخامي ببطء…وخلفها عنايات تخطو
بثقة…كانت الأنوار تتلألأ في البهو الكبير..والمعازيم قد
إمتألت بهم القاعة… يضحكون ويتبادلون
الأحاديث….ورائحة اللحم المشوي تعبق في المكان…فقد
نحرت الذبائح كما يليق بعائلة الصاوي…
لكن، رغم كل هذا، كان الكرسي الرئيسي في صدر المجلس فارغا كرسي نعيم الصاوي.
توقف الحضور عن الكلام لبرهة حين لمحت أعينهم الفتاة
القادمة بثوب أبيض بسيط…عيون كثيرة ٕالتفتت إليها
بعضها يراقب بٕاهتمام والبعض بسخرية خفية… وبعضهم
من تنهش الغيرة صدره مثل زوجات صالح الصاوي الالتي لم يستطعن أن يعترضن على هذا الزواج والتزموا الصمت عندما قالت لهم هذه المتجبرة…
__ ربنا حلل الجواز مثنى وثالثة ورباع تشتكي لو چوزك
منجصك حاچه ٕاذا كان مال أو بخلان عليكي ف فرشتك…
كل واحده تفتكر أصلها ٕايه وما تفتحش خشمها واصل والا والله أغرف من تحت رچليها وأطفحها…
لذلك لم يجرؤا على الأعتراض… وكيف يعترضوا وصالح
الصاوي يكرمهم في الفراش وغيره… وأيضا هذه المتجبرة
شبيهة أخيها تعايرهم دائما بأصلهم…أما هذه المسكينة التي تنزل على الدرج… رغم الحزن الالمع داخل عينيها
الرمادية كانت فاتنه… الجميع ينظرون ٕاليها بٕانبهار والكثير من الأندهاش من هذا الفستان التي ترتديه… سؤال واحد
فقط يدور في رؤوسهم هل هذه العارية هي زوجة صالح الصاوي….
ابتسمت نعمات بخباثه عندما فهمت على ٕابنة عمها… التي
كانت تنزل خلف ريناد بخطوات بطيئة نظراً لإصابة قدمها…
علقت أحد النساء بصوت ساخر…
ـــ هي دي مرت عمدتنا وكبير المملكة… والله عچايب يا
بلد..
ضحكت إحدي الجالسات ، وقالت بسخريه…
ــــ صالح بيه ما شافهاش جبل سابج…. دي چياله چهاز
وٕاستلمها…بيجولوا جارشه ناسها…
ردت أُخرى
_ والله يا بلاش… وجت ما يزهج منيها
يمشيها… لا أهل تتكلم معاههم ولا هتعاتبهم…
إرتفعت الضحكات…وكانت كالصفعات على وجه ريناد..
خفضت رأسها…وٕازداد القهر في قلبها يتصاعد ٕالى خالقها
ويلتف كقبضة فوالذيه حول عنقها… وهذه المتجبرة التي كانت بٕاستطاعتها أن تخرس كل هؤالء الثرثارين كانتتتابع ٕانكسار هذه المسكينة بابتسامه متشفية… ٕاقتربت منها وضغطت على ذراعها وهمست في أذنها بحدة زائفه…
ــ ٕارفعي راسك يا بت…ما تبجيش مهانة ٕاكده إنتي مرت
صالح الصاوي…. كفاية الحديت الماسخ اللي هنسمعه من وراكي…
رفعت ريناد رأسها قليال…ً لكنها لم تستطع النظر في عيون أحد…كانت الغربة تمالٔ قلبها…والرهبة تسكن عينيها….
سحبتها عنايات وأجلستها بجانبها على أحد الأرائك
العريضة… والعروس لم تكن عروس بل كانت دميه
يحركونها كما يشاءوا … خطأها الوحيد هي انها ٕاعتادت أن تقول حاضر وفقط…
في الساحة الخارجية لقصر الصاوي..أمتد صف طويل من..الموائد …الخشبية…مغطاة
بأطباق…..اللحم…والفتة…والدخان يتصاعد من مشاوي ما زالت تعمل بال….توقف…صوت الطبول يعلو بين الحين والآخر…والرجال يضحكون ويأكلون…كان المشهد يعج بالحياة..،
لكن في وسط الزحام… وقف صالح الصاوي….صامتا
وجهه كالصخر لا يتزحزح وعيناه كالصقر لا تغفل.
ٕارتدى الجلابية الصعيدي البيضاء… وعليها عبائة سوداء
ثقيلة…مفتوحة من الجانبين… تتمايل مع حركة الريح،
ووضع على رأسه عمامة ضخمة..داكنة.. تغطي جزءاً من
جبينه…
وقف بين الناس كأنه لا ينتمي إليهم…كأنه جبل يراقب
سهولا تعج بالصغار…كانت ابتسامته قاسية بل نادر ما
يبتسم.. ٕابتسامه لا دفء فيها.. تشبه نصل السكين حادة
واضحة لا تخفى….
مر بنظره على الرجال الذين يأكلون من خيره وعلى الاولاد الذين يجرون حول الموائد… لم يفعل كل ذلك لأنه يحتفل
بزواجه بل فقط يرسل… رساله انه تزوج للمرة الرابعة..
هل يجرؤ أحداً على الأعتراض… هل تستطيع عائلات
زوجاته أن يتحدثوا معه أو ما شابه بالطبع لا فانت ستكون هالك لا محال.
ٕاقترب شعبان منه سريعاً ٕانحنى على أُذنه
وهمس ببعض الكلمات ليرفع هو عينيه الحادة وينظر ٕالى
هذا الشاب الذي يرتدي نظاره طبيه وينظر الى هذا الحشد
برهبه إبتسم بسخريه وقال بتهكم….
ــ واضح ٕان عيلة شعيب كلياتها چبانه… هات المأذون…
نعم أعزائي… حان وقت عقد القران…. ٕانفرد كتفيه مرر
عينيه القاسيه على الحشد… ثم توجه الى الداخل بخطوات
دبت الرعب في بعض الجالسين… في الداخل هللت أحد
الفتيات…
ـــ الكبير داخل..
إنقبض قلبها رعباً… وشعرت بأن أنفاسها ثقلت… لم
تستطع رفع عينيها من على الارض… ولكن ٕارتفعت لا
إرادياً بتردد عندما شعرت بخطواته… تزامنا مع تهليل
النساء والزغاريد العالية… ٕابتسمت عنايات وسحبت ريناد
بالقوة وهي تقول بابتسامه متشفيه…
ــ جومي يا عروسه رحبي بعريسك…
الرعب في عينيها والخوف تملك من جسدها جعله يرتعش لا إرادياً… كل هذه المشاعر المذعورة تملكت منها عندما رأت نظرته الحادة الغاضبة… التي ٕانطلقت من عينيه المصوبة على ساقها العارية… رغم أن هذا الفستان محتشم من الأعلى ولكن كان يظهر جزء كبير من ساقها…
لا يمانع أنها كانت ترتدي هكذا أمام حريم القصر ولكن الآن حريم النجع بأكمله رأتها…وااا…
إلتفت بعينه الحاده إلى شقيقته التي قالت سريعاً بخوف
زائف…
ــ هي اللي ما عچبهاش الفستان اللي انا چبته ودخلت
الحمام غرقته ميه وطلعت ده…. ما كانش جدامنا حل غير إن هي تلبسه… مع إني منعتها وجلتلها ما يصحش تنزل إكده بس هي ما سمعتش مني…
ماذا تقولين أيتها المرأه… متى منعتيني عن ٕارتداء هذا
الفستان… كانت عيناي ريناد المتسعة تقول هكذا بصمت
لعنايات التي ٕادعت المسكنة… ٕالتفتت ٕالى هذا المتوحش…
الذي نزع عباءته السوداء أغمضت عينيها بخوف… فور
أن وضع عباءته على جسدها العاري بالنسبة ٕالى عرفهم
الصعيدي…. أحاط كتفها وتوجه بها بصمت دون أن يتحدث إلى غرفة مكتبه الموجودة بالأسفل…
تحت أنظار شقيقته المذهولة فهي ظنت أنه سيعنفها أمام
الجميع…. ولكن حدث العكس… أدركت حالها سريعاً
ٕابتسمت ٕالى الجميع ورفعت رأسها بغرور حتى تداري هذا
الحقد والغيرة…نعم… لا أعلم كيف ولكن حقاً ما يحدث
معها الآن غيره…
لا بأس… كلمه قالتها داخليا لنفسها توحي بأن ريناد
ستعيش عيشه هنيئة….
في الداخل فور أن دخل الى الغرفة… أغلق الباب بحده
جعلتها تنتفض أسفل زراعه… ٕالتفت لها وكاد أن يتحدث
ولكن ٕانزلقت هي للأسفل سريعاً وٕابتعدت عن زراعه…
سقطت العباءة الخاصة به على الأرض وهي ركضت لتقف في ٕاحدي الزوايا وتنظر له برعب وكأنها طفله تختبئ من والدها…
ٕاندهش هو من فعلتها… لم يتحرك بل ظل يتطلع ٕاليها
بصمت وهي كانت ترتعش بخوف… طفله… صالح من أمامك الآن طفله بجسد إنثى… هكذا حدثه عقله فحقاً من تقف أمامه… تشبه الأطفال في تصرفاتها وخوفها الدائم… ومغريه بعفويتها وجسدها…
تنهد بقوه… ثم أشار لها بأن تقترب فنفت برأسها فقال
بأمر…
ــــ تعالي وإلا والله هرميكي للأسد… تعااااالي…
ٕانتفضت… وٕاقتربت منه بتردد… وهو حقا ٕابتسم على
مظهرها ٕابتسامه لم تلاحظها من شاربه الكثيف… وقفت
أمامه تماماً رفعت عينيها الخائفة له… رغم أنها خائفة
ولكن حقا كانت تشبه القطه البريئة… أشار بعينه للعباءة
التي سقطت منها على الأرض ٕالتفتت على الفور وٕانحنت
لتلتقطها… ٕانتفضت كالملسوعة عندما وضع يده على مؤخرتها… تطلعت ٕاليه بخجل يملأه الخوف فٕابتسم بجانب
فمه… ٕاقترب منها فتراجعت للخلف… فٕاقترب أكثر وكادت
أن تتراجع أكثر فباغتها هو عندما سحبها من عنقها وأمسك
هذه العباءة رفعها على كتفيها ضغط على خصالتها من
الخلف فصرخت متألمه… وٕارتفعت رأسها لا ٕارادياً للأعلى انحنى هو أمام وجهها بعد أن ٕالتصقت بجسده.. ثم قال بشراسه…
ـــ الله ف سماء لأعرفك صوح على صالح الصاوي….
صبرك باالله… أكتبك بس على ٕاسمي….
شعرت أنها سيغشى عليها…. كادت أن تسقط أرضا بعد أن شعرت بأقدامها أصبحت كالهلام لكن دعمها هو بلف
ذراعه حول خصرها وقال بقسوة…
ـــــ الاااااه..إچمدي ٕاكده… لسه الليل طويل…
شعباااان…
صاح هكذا بصوت جهوري… وهو يتطلع ٕاليها بقسوة…
خالية من أي شفقه على هذه الدموع الحارقه والاشهقتها
التي تقطع القلب… نعم تقطع القلب ولكن هذا المتحجر
ليس لديه قلب…
دخل شعبان من باب أخر موجود بالغرفه… ومعه هذا
الشاب… سحب العباءه عليها اكثر… وضغط على عنقها
ليخبئ وجهها في صدره…ثم نظر لهذا الشاب وقال بنبره لا تحمل النقاش…
_ ٕانت هتكون وليها .
لبت عمك.. وزي ما ٕاتتفق معاك شعبان هيديك اللي
يكفيك…
نظرت بطرف عينيها لهذا الشاب فاتسعت عينيها بصدمه
فهذا ٕابن عمها… الذي تبغضه كثيراً والذي كان دائماً يتنمر
عليها…. بل وكان دائما وهي صغيره يلعب معها بعنف
وذات مره كان السبب في كثر ِذراعها… دون ٕارادة منها
قبضت على مالبس صالح بقوه وأغمضت عينيها داخل
صدره… أنزل هو عينيه لها ثم أشار لهذا الشاب بأن يذهب مع شعبان…
خرج شعبان بالشاب… وهو شعر… بشيء جعله يلف
ذراعه حولها ويعانقها لا يعلم ماذا يفعل ولكن شعر أنه يريد أن يفعل ذلك… اِحتواها داخل أحضانه… لم تتحدث ولم تبتعد… بل كانت تبكي بصمت وانتفض جسدها من حين الى أخر بين ذراعيه.. وهو لم يتحدث بل لأول مره صالح
الصاوي المعروف عنه القسوه والجبروت يصمت هكذا
ويقف ثابتاً لكي تخرج الصغيره ما بقلبها ولو لقليل من
الوقت..
أدركت حالها… فتراجعت الى الخلف… تركها تبتعد
بارادته… تطلعت ٕاليه من بين بكائها…. وهو نظر لها
بنظره غريبه صامته…. عادت القسوه ٕالى عينيه مره
أُخرى ثم قال بجديه…
ــــ خليكي إهنه راجع لك تاني….
وفقط تركها وذهب… وهي ظلت في الغرفه بملامحها
التائهه… جلست على الأريكه واِنحنت برأسها الى الأمام
تبكي وتنحب… جسدها يرتعش بخوف من القادم…
وضعت يديها الأثنين على وجهها وبكت بحرقه..
اليوم الذي تتمناه أي فتاة أصبح أسوء أيام حياتها….
لحظات وكانت تتعالى زغاريط النساء في الخارج… بعد أن تم إطلاق الأعيرة الناريه في الخارج هذه الأعيرة النارية
وهذه الفرحة التي ٕانتشرت تعلن أن ريناد محمود شعيب
أصبحت زوجة صالح فخر الصاوي…
وهذا بعد أن وضع صالح يده في يد ٕابن عمها… الذي أرسل
أحداً من رجاله لياتي به على الفور….. حتى يتمكن من
عقد قرانه على الصغيرة….
الصغيره التي ٕانتفضت بخضه عندما ٕانفتح الباب ودخل مرة
إخرى وهو يحمل بيده دفتر… ٕاقترب منها جلس بجانبها…
على الأريكه… أعطاها القلم وأشار لها بالمكان المخصص
للتوقيع… حاضر… عقلي الذي تبرمج على هذه الكلمه
قالها هكذا داخليا…ً فتحركت يدها المرتجفه وأخذت القلم
من يده… نزلت دموعها على حروف ٕاسمها التي خرجت
مرتعشه… أصمتي يا ريناد كل ذلك سينتهي قريباً… نعم
نطق قلبها النقي داخل ضلوعها… فور ٕانتهائها من
التوقيع…. رفعت عينيها له عندما قال بابتسامة باردة….
+
_ أهالً بيكي في مملكة الصعيد… يا رينو…

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية ماسة الاركان الفصل الثامن 8 بقلم ميفو السلطان

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *