روايات

رواية مملكة الصعيد الفصل الخامس عشر 15 بقلم سالي دياب

رواية مملكة الصعيد الفصل الخامس عشر 15 بقلم سالي دياب

 

البارت الخامس عشر

 

كاذبون يا رسول الله، لم يستوصوا بنا خيرا، كسروا الأفئدة والقوارير… والقلوب….
انتفضت ريناد من الخضة بعدما كانت تغفو بسلام تأخذ قسطا من الراحة. جلست على الفراش الموضوع أرضا، وضعت يدها على بطنها المنتفخة ونظرت إليه بعينيها الضعيفتين.
وهو، كالمعتاد، لم يشفق عليها، بل قال بصرامة يملؤها القسوة:
2
=جومي حضر الوكل….
هزت رأسها بصمت. استندت بكلتا يديها على الفراش لترفع جسدها إلى الأعلى. أخرجت أنينا وهي تغمض عينيها عندما فتك الدوار برأسها. أبعد بصره عنها ونزع جلبابه الصعيدي وألقاه على الأرض بإهمال، ثم جلس على المساند الأرضية، يفرد ذراعيه على أحدها المسند إلى الحائط ويراقبها بعينيه الباردتين.
1
أخذت نفسا عميقا ثم تحركت ببطء، ومع كل حركة يصدر صوت هذه الكلبشات التي تعانق قدمها يا إلهي، ماذا حدث بك يا صغيرة … ماذا فعلت بالفتاة يا رجل ؟ لقد أصبح وجهها شاحبا كشحوب الموتى، نحيلة إلى حد مؤلم كأنها لم تأكل منذ سنوات. بطنها المنتفخ بالكاد يوحي بالحياة، والهالات السوداء تحت عينيها أقرب إلى ظل موت يخيم على ملامحها. شفاهها باهتة جافة ترتجف من الخوف. سقط جسدها داخل ذلك الثوب القصير الذي أظهر نحولها بوضوح.
5
تقدمت ببطء نحو الأكياس وهي تسحب هذه السلاسل خلفها أخذتها وتوجهت إلى المطبخ الصغير الموجود في هذا المكان.
اختفت داخله على الفور. أغمض هو عينيه بقوة وضغط على أسنانه بقهر، فلم يستطع أن يقتلها في ذلك اليوم، وفي الوقت نفسه لم يستطع مسامحتها….
3
فلاش
……..
بعد أن سقط جسدها على الأرض فور سماعها صوت الطلقة التي اخترقت الفراغ، لم تسقط بسبب الرصاصة بل أغشي عليها من
هول الصوت المفزع. ظل هو واقفا أعلى جسدها الممدد على الأرض الترابية.
تنهد بقوة وأغمض عينيه بألم، ثم رفعها ببطء بين ذراعيه، نظر إلى وجهها الشاحب وقال بحنق:
الله يلعن اليوم اللي شفتك فيه….
4
توجه إلى السيارة ووضعها في المقعد الخلفي، ثم انطلق من جديد متوجها إلى مخبأ سري داخل الجبل، مكان لا يأتيه إلا حين يختلي بنفسه لينظم أفكاره.
كان المكان حفرة داخل الجبل تحت الأرض. دخل بها وهو يحملها بين ذراعيه، وضعها على الفراش الصغير، ثم فتح زجاجة المياه وضغط عليها بقوة ودفعها في وجهها شهقت بقوة واستيقظت من إغمائها.
2
تطلعت حولها بخوف وارتعشت عندما رأته يقف أمامها بملامحه المتوحشة. سحب مقعدا من إحدى الزوايا وجلس أمامها، استند بكفيه على فخذيه وانحنى إلى الأمام قائلا بصوت حاد:- ما تفكريش اني هجتلك بالسهولة دي … لااااه… ده أنا هخليكي تتمني الموت، لأول هسيبك تولدي واخد ابن الحرام اللي في بطنك ادبحه قدام عينيك … وبعد كده هجتلك يا ريناد…
4
انكمشت على نفسها في الزاوية واحتضنت معدتها بحماية وقالت بانهيار
=مش هسمحلك تعمل كده … مش هخليك تموت ابني… وابنك….
3
ارتبكت بشدة عندما وقف فجأة وسحبها من شعرها ليجلسها بين ساقيه على الأرض، ضغط على خصلاتها بقوة لتعود رأسها إلى الخلف بعنف، أمسك فكها وضغط عليه وهو يقول بغضب
– مصمم على الكدب… اللي خنتيني معاه سابك وهرب… صبرك عليا، والله في سما، لأعرفك إزاي تخوني صالح الصاوي على
2
صرخت بألم عندما دفعها على الفراش. وقف متجبرا وقال:
– ما تطلعيش من المكان ده ووصال غير لما ينزل ابن الحرام اللي في بطنك … هدبحه جدام عينيك وبعد اكده هجتلك … هخليكي تتمني الموت… زي الكلب هتفضلي هنا ولما ييجي على مزاجي أبقى أطل عليكي وأخد اللي يكيفني….
1
ماذا ؟ هل سيتركها هنا بمفردها ؟ وقفت سريعا وأمسكت به نظرت إليه وقالت بانهيار
– لا يا صالح… إنت عارف إني بخاف أنام لوحدي … ما تسيبنيش هنا، أرجوك …
3
نظر لها بقسوة، أمسك يدها الممسكة به ثم دفعها للخلف بعنف. لم يعطها فرصة لتقترب منه مرة أخرى. صعد الدرج وهي تركض خلفه برعب أغلق الباب بقوة، فجلست خلفه تضربه بيديها وتصرخ بانهيار
=بالله … لاااا… ما تسيبنيش… والله ابنك… حرام عليك يا صااااالح….
2
ظلت جالسة خلف الباب تصرخ وتستغيث، وهو يقف في الخارج ينظر إلى الباب محاولا أن يتحلى بالجمود والقوة. لكن صوتها وصرخاتها جعلته يغمض عينيه بقوة، ودون إرادة جلس أمام الباب من الخارج واضعا رأسه بين كفيه.
باك
……
منذ ذلك الوقت وريناد حبيسة في هذا المكان. كان يعاملها بقسوة وعنف، يأتي بعد غياب قد يدوم أسبوعا وأحيانا ثلاثة متعمدا الابتعاد عنها حتى لا يضعف أمام مظهرها الذي يجعل القلب يتشقق قهرا .
1
أما هي فقد اعتادت على هذا الوضع؛ تدثر جسدها جيدا بالغطاء وتظل مستيقظة طوال الليل أمام تلك الشاشة الصغيرة، وحينما تشعر أن الضوء قد صدح في السماء، تغفو سريعا. كانت تراقب الوقت في التلفاز لأنها لا تعلم شيئا عن العالم الخارجي.
1
ذلك الكهف لا نوافذ فيه، ولا مخرج سوى ذلك الباب الحديدي. كانت تستمع إلى أصوات الذئاب في الخارج، فتحتمي أسفل
3
الغطاء وتضع يديها على أذنيها وتبكي رعبا. لم تكن تدري ما الذنب الذي ارتكبته.
خرجت من المطبخ حاملة بيدها صينية عليها الطعام الذي أتى به وضعته على الطاولة المنخفضة، ثم وقفت تنتظر أوامره. ألقى سيجارته على الأرض بإهمال وأشار لها أن تقترب. تشنج…حلقها واقتربت ببطء وجلست على عقبيها أرضا، مدت يدها لتخلي الطعام أمامه. اقترب هو من الطاولة وبدأ يأكل بشراهة.
2
صرخت بضعف ووضعت يدها على بطنها المنتفخة عندما ركلها الطفل. مسحت عليه بحنان كأنها تقول له: تحمل يا صغيري…
كررت ما تفعله دوما وهي تضغط على شفتيها السفليتين بقوة. كانت تتضور جوعا، والطفل في الداخل يركلها بإلحاح. أما ذلك المتجبر فكان ينظر بطرف عينه إلى يدها وهي تتحسس بطنها من حين إلى آخر، ويكمل طعامه بلا مبالاة.
1
أنهى طعامه واستند إلى الخلف. دعمت جسدها بيديها على الطاولة لتقف، ثم حملت بقايا الطعام وتوجهت إلى المطبخ وضعتها على الرخامة البسيطة في إحدى الزوايا. بعدها توجهت إلى المرحاض وأحضرت دلوا معدنيا ووعاء، ثم عادت إليه،
وضعت الدلو أمامه على الأرض وسكبت الماء على يديه ليغتسل. شهقت وأبعدت رأسها عندما قذف بضع قطرات ماء في وجهها. نظرت إليه بانكسار، فالتقت بعينيه الحادتين وهو يجفف يديه بالمنشفة قائلا:
– روحي كولي…
2
مسحت وجهها بيد مرتعشة، رفعت الدلو ببطء ووضعته في المرحاض، ثم توجهت إلى المطبخ، أخذت أكياس الطعام وجلست على الأرض وقدماها ترتعشان كانت تعاني من سوء تغذية شديد، ولا دواء ولا فيتامينات كالتي تأخذها النساء في فترة الحمل، فبدت ضعيفة للغاية.
وضعت الأكياس على فخذها وتناولت ما تبقى من الطعام بلهفة وجوع شديد لعقت شفتيها بعدما انتهى الطعام ولم يسد جوعها، والطفل في الداخل لم يكتف رمت الأكياس الفارغة في القمامة ثم وقفت ببطء وأخذت كوبا لتكمل طعامها بالماء ملأت معدتها وقالت برضا…
1
– الحمد لله …
2
أمسكت الفحم المشتعل على المقود، وضعته في الأرجيلة، ثم رفعتها بحذر وتوجهت بها إلى الخارج لتضعها أمامه. ابتعدت خطوتين للخلف في انتظار أوامره أخذ هو الخرطوم ووضعه في فمه وهو يعبث بهاتفه ابتسم حين فتح مقطعا صوتيا لزوجته سحر وهي تقول:
“هحضرلك ليلة ولا ألف ليلة وليلة، وهر قصلك على الغنوة اللي بتحبها، وهلبس بدلة الرقص الجديدة. ”
3
ضحك وأرسل لها مقطعا صوتيا قائلا:
لااه ما عايز كيش تلبسي حاجة واصل، عايزك كده، ملهوش لازمة تضييع الوقت في الكلام الفارغ ده.”
1
أبعدت ريناد عينيها، رمشت بأهدابها مرات عدة محاولة السيطرة على الدموع التي أرادت الانحدار قهرا وحزنا. نظر لها بطرف عينه، ثم أغلق الهاتف ووضعه بجانبه أطلق زفرة دخان نحو الأعلى وقال ببرود:
3
=روحي البسي حاجة مغرية بدل اللي انتي لابساه ده…
1
ارتجفت بشدة، ودموعها انسابت وهي تردد في خوف
= لا لا … أرجوك … لا…
بكت بقوة وهي تفهم أنه سيأخذها في جولة حميمية عنيفة مثل كل مرة يأتي فيها إلى هنا اقتربت بخطوات بطيئة وقالت برجاء باك..
– مش هقدر … أرجوك بلاش المرة دي… أنا تعبانة قوي… وممكن البيبي ينزل… أرجوك بلاش يا صالح….
تابع بكاءها الذي يقطع القلب بعينيه الباردتين وهو يسحب من الأرجيلة ببرود. ثم ألقى الخرطوم أرضا. تراجعت هي إلى الخلف برعب تطلعت إليه برجاء، لكنه وقف واقترب منها بخطوات دب الرعب في أوصالها، وقال بهدوء خطر
3
– جلت ايه؟
– م… ما قلتش حاجة… هروح ألبس….
قالتها بخوف، وكادت أن تتوجه إلى تلك الخزانة الصغيرة الموضوعة في الزاوية لترتدي أحد الملابس الفاضحة التي جلبها لها، لكنه منعها حين أمسكها من ذراعها ودفعها إلى الحائط وأشرف عليها بجسده ابتلعت لعابها بصعوبة وتطلعت إليه بخوف عندما قال قريبا من وجهها
=سمعيني كده… جلت ايه؟ ردي يا رينو…
التصقت بالحائط برعب، ووضعت يدها على صدره العاري محاولة دفعه إلى الخلف، لكنها لم تستطع التحدث، ولم تسعفها الكلمات للخروج. صرخت بألم عندما انقبض على خصلاتها وسحب رأسها نحوه قائلا بشراسة بجانب أذنها: سة بجانم
– انتي اللي عملتي كده في نفسك… كنت غيرهم، فضلتك عليهم وديتك تكملي تعليمك، ومحدش جدر يفتح خشمه… تيجي انتي تطعنيني في ضهري … لااه … ده انتي كلك على بعضك اشتريتك بشوية فكة… ولا نسيتي يا بت؟ نسيتي إني اشتريتك بفلوسي؟
6
لم أنس… ما زلت فتاة لا قيمة لها في عالمكم المتوحش… لم تحملها قدماها، فنزلت بجسدها ببطء على الحائط وأغمضت….عينيها لتترك دموع القهر تنساب على وجهها. وضعت يدها على
1
بطنها، ونهش الألم قلبها، وارتجف صوتها المقهور حين قالت من بين دموعها
=ما نسيتش يا صالح… ما نسيتش ظلمكم ليا … ما نسيتش إنكم استغلتوني… كنت مفكراك غيرهم بس طلعت أسوأ منهم… وحياة ابني، أنا عمري ما أسأت لحد ولا غلطت … أنتم اللي بتيجوا عليا دايما … دلوقتي بس عرفت ليه بابا كان دايما يقول لي ما تقوليش حاضر ونعم على كل حاجة … كان عارف إن الناس وحشة قوي… قبل ما يضيع آخر أمل… روح اكشف يا صالح….
3
رفعت عينيها الباكيتين لتلتقي بعينيه الجامدتين، وقفت على عقبيها وأمسكت يده برجاء قائلة:
– أرجوك… عشان خاطر اللي في بطني … هيتظلم… اكشف يا صالح… اكشف… وما حدش يعرف … ما تقولش لحد خالص… أكيد في حاجة غلط في الموضوع … صدقني في حاجة غلط…. والله ما حد لمسني غيرك … اللي في بطني ده ابنك وهيتظلم…. اكتشف الموضوع قبل ما تخسر ابنك يا صالح… أبوس إيدك…. أنا تعبت وهو تعب … حرام… ربنا قادر على كل شيء… يمكن ربنا له حكمة إنك ما تخلفش من اللي قبلي… انت ذكي… أرجوك فكر في الموضوع واحسبها من كل الزوايا… أبوس إيدك….
4
انتظرت أن يجيبها … انتظرت أن يلين قلبه القاسي أمام مظهرها الذي يقطع القلب، لكن حدسها صدق عينيه الجامدتين لم تحمل أي شفقة، وحين مرر يده على خصلاتها بهدوء وأمسك وجنتيها بين كفيه ورفع رأسها إلى الأعلى، أدركت أن لا أمل. نظر إليها بشهوة وقال ما جعلها تفقد الأمل نهائيا
1
– تصدقي شكلك حلو وانتي تحت رچلي…
1
بكت … لم يكن لديها ما تفعله سوى البكاء. لقد أثبت لها أنه وحش بكل معنى الكلمة سقطت أرضا تبكي بانهيار، فانحنى وسحبها من ذراعها بعنف جعلها تصرخ من الألم. توجه بها إلى الفراش الأرضي وألقاها عليه بقسوة. صرخت بشدة ووضعت يدها على بطنها، وحمدت الله أنها لم تسقط عليه. جثت على ركبتيها واستندت بكفيها على الفراش. نزع بنطاله دون أن يكترث بألمها أو يشفق عليها، أمسك كتفها ودفعها على الفراش لتستلقي على ظهرها رفعت يديها أمام وجهه وقالت برجاء باك:
3
لااا… لا يا صالح… أبوس إيدك لا … مش هستحمل والله ….
1
انحنى فوقها، وضع يده على رأسها وقال بشهوة وقسوة
– ممكن أخليكي تبوسي حاجة تانية ….
عاااااا …. صرخت عندما سحبها من فروه راسها واجلسها بالاجبار …. وقف على عقبيه محاصر ساقيها بين ركبتيه…. امسك راسها وثبتها وبيده الأخرى امسك قضيبه … لم ينتظرها تستوعب او ترفض او اي شيء… بلا دفسه داخل فمها بعنف….. خرج صوت من حلقها يدل على انها تختنق… لم يبالي بل ضاعج فمها بشراسه…. لكمته في معدته وهي تتحرك اسفله بهستيريا… اخرجها من فمهم … لتشهق هي بقوه وتسع عده مرات لم يعطيها الفرصه دفعها للخلف وتمدد عليها … تحركت بهستيريا اسفله وتصرخ بانهيار…
2
=بطني … عاااا… ابعد عننننني … ااااااه …. ابعد عني يا حيوووووان…..
1
رفع راسه من عنقها …. رفع يده وصفعها بقوه جعلت راسها تدور الى الجهه الاخرى … حاضر افكها بين يده وقال بشراسه وهو يضغط عليه بعنف…
1
=جسما بالله لا هاخدك اكثر من مره يا بت الكلب وهعرفك مين هو الحيوان…..
3
مزقه ملابسها بوحشيه امسكه فخديها وبعد بينهم بعنف لتصرخيه بقوه وتحاول ان تمنعه تصرخ وتتوسل وتتالم وتتلوى اسفله ولا حياه لمن تنادي … صمت اذنيه او بالاحرى هو من وضع الحقيقة الكاذبه امام عينيه فرفض ان يصدق غيرها …اااااهه…. اطلقت اصرخه دواء صداها في المكان وتشبثت في الوساده بقوه فور ان اقتحمها بوحشيه وتحرك داخلها بعنف… امسك ما صميها وضغط عليهم بجانب راسها ….. احتكه قضيبه داخل انوثتها دخولا وخروجا بعنف…. وهي كانت عينيها متسعه تظرف الدموع لا اراديا تتنفذ تشعر وكان روحها ستخرج الان… وهو كان يراقب كل ذلك دون رحمه لم يشفق على صرخاتها المتالمه….
3
لم تشفع له الابتسامه البريئه الذي كان يراها في اصعب اوقاته…. نهشه جسدها بشراسه … حطم المقاومه بقوته لتصبح الصرخات المتالمه ابناء ضعيف … والرؤيه اصبح الضبابيه امام عينيها …. اغتصبها بوحشيه …. نعم زوجها ولكن لا يحق له ان ياخذها عنواا … الاغتصاب اغتصاب في جميع الاحوال….
4
شهاقه بقوه ورفعت راسها المرتعشه للاعلى عندما سحب قضيبه من داخلها بعد ان انتهى من مضاعجتها … ابتعد عنها كليا وكانها احد العاهرات الذي كان يقضي معها ليلى محرمه يفرغ بها غرائزه الشهوانيه.
أمسك سرواله وارتداه، ثم أخذ جلبابه وألقى عليها نظرة قاسية. التفتت بعينيها المجهدة إليه وقالت بضعف
=لو كان في 1% إني أسامحك دلوقتي أوعدك إني لو جات لي فرصة إني أقتلك مش هضيعها يا صالح
7
ابتسامة ساخرة كانت الإجابة على حديثها، تركها وخرج من المكان بأكمله، تركها تبكي بضعف جسدها ممدد لا حول له ولا قوة. وضعت يدها على بطنها تتحسس عليها كأنها تريد الاطمئنان على طفلها، والطفل شعر بوالدته فرق لها يخبرها أنه بخير فابتسمت الأم بضعف.
وفي الخارج جلس كعادته في كل مرة يخرج فيها من عندها، جلس أمام الباب، ابت رجولته وكرامته أن يبكي، وفي الحقيقة هو لم يشعر بذلك، ولكن مظهرها حقا جعله يتألم. خمسة أشهر يعانفها، لم تتنازل عن حديثها بأن هذا الطفل ابنه.
عقله يرفض التفكير في هذا الأمر، ولكن لم لا؟ فتاة مثل ريناد لديها شخصية ضعيفة وتخاف من الهواء، إذا كان الطفل ليس ابنه بالتأكيد كانت ستعترف منذ أن صفعها.
استيقظ يا صالح فلقد فات الكثير من الأوان، لم يبق سوى القليل أنقذ ما تبقى.
3
مر أسبوعان، لم يأتِ صالح إليها منذ تلك المرة التي اغتصبها فيها، كان شعبان هو من يأتي ليضع الطعام خلف الباب ويذهب في صمت.
أما صالح فقد اختفى لظروف غامضة، لا أحد يعلم أين ذهب، حتى نساء القصر ليس لديهن أي أخبار عنه، وعندما سألوه قال شعبان
1
مخابرش، ده حتى أول مرة يروح مكان من غير ما يجول لي.
1
انقلبت المملكة، بل الصعيد بأكمله، بعد أن اختفى صالح لظروف….غامضة. أين ذهب؟ وماذا حل به؟ لا أحد يعلم، حتى إنهم وجدوا سيارته في المزرعة. ظنت شقيقته أنه سافر للخارج، لكن جواز سفره كان موجودا في المكتب.
إذن أين ذهب؟ قررت أن تراقب شعبان في الخفاء، لذلك استأجرت أحد الرجال ودفعت له لكي يتتبع خطواته، ظنا منها أنه يعرف أين ذهب شقيقها، أو حتى يأتي بأي معلومة عن اختفاء الآثار.
فبالتأكيد لن تستسلم، لقد علمت مسبقا أن الآثار بحوزة شقيقها وهذا الخبر أوصله لها أحد مصادرها الخفية داخل رجال صالحولكن أين هي لا تعلم.
لذلك كان لابد أن تحصل عليها، ليس لأن عبد الجواد يهددها دائما، بل لأنها عقدت اتفاقية من خلف شقيقها مع أحد المستثمرين الأجانب، وأخذت مبلغا ماليا كبيرا مقابل هذه الآثار. والآن، إن لم تعطهم الآثار سيصبح الأمر جليلا، فالمال الذي اقترضته من المستثمرين الأجانب أعطته لعبد الجواد ليصرف على العمال ويأتي بالأشياء مثل:
3
الزئبق الأحمر … الكاهن أو الرجل الديني).
وأشياء أخرى يطلبها الكاهن الذي يقوم بفتح هذه المقبرة بناء على طلبات الحارس الذي يحرسها في الداخل. لذلك كلفها الأمر كثيرا من الأموال، فكان الحارس يطلب أشياء غريبة، وذات مرة طلب دماء طفل صغير، ورفضت المقبرة أن تفتح إلا بدماء هذا الطفل.
وفي نفس الوقت كان صالح قد فتح المقبرة من الجهة الأخرى وأخذ الآثار، وقد نفذ مطالب الحارس، فأخذ دماء أحد الأطفال الصغار دون أن يقتله. لقد أتى بالطفل وشق يده على الفتحة الأخرى من المقبرة ليسيل دم الطفل على عتبتها فتفتح على الفور.
أما هؤلاء المتجبرون الذين لم يشفقوا على الأطفال، فقد قاموا يخطف أحد أطفال القرية ونحروا عنقه أمام باب المقبرة الأساسي…بخطف أحد أطفال القرية ونحروا عنقه أمام باب المقبرة الأساسي لتفتح، ولكن للأسف فات الأوان، فقد سبقت بفتحة أخرى حفرت من الجهة الأخرى.
2
عمت الفوضى في المملكة، وانتهز الجميع فرصة غياب الكبير، أو بالأحرى رددوا هذه الكلمات
انتهى عصر صالح الصاوي.
الكبير مات.
لا أعلم ما هذه الفرحة التي كانوا فيها أهل المملكة، ولكن يحق لهم، فهو رجل لم يكن رحيما. عمت الفوضى في المملكة بأكملها، وانتشر التسيب بطريقة مخيفة، الأطفال تخطف، والمحاصيل الزراعية تسرق في وضح النهار. لم تستطع عنايات السيطرة على الوضع، حتى بالقوة لم تستطع، وأيضا بعدما انضم إليها عبد الجواد من بعيد.
1
كان الأمر حقا في غاية الفوضى تدخلت قوات الشرطة لردع الفلاحين، ولكنها لم تستطع السيطرة، والآخرون كانوا يسرقون وينهبون، حتى أراضي صالح الصاوي تم نهبها، وكأن هذا المتجبر ما كان يفعله بهؤلاء البشر حلال.
ركض أحد الرجال ليدخل سرايا صالح الصاوي دون استئذان واقتحم غرفة المكتب التي كانت مملوكة لصالح الصاوي، والآن تجلس هذه المتجبرة على مقعد شقيقها. حينما دخل عليها هذا الشاب، ما إن رأته حتى هبت واقفة، اقترب منها الشاب وهز رأسه.
على الفور انطلقت إلى الخارج، وهرولت إلى السيارة التي انطلقت بسرعة مهولة، لتقف في وقت قياسي أمام المكان الذي….تحبس فيه ريناد.
2
نزلت من السيارة مبتسمة بسعادة معتقدة أن الآثار هنا، وتوجهت إلى الباب الحديدي الموضوع عليه قفل، رفعت السلاح وصوبته على هذا القفل، وانتفضت هي في الداخل عندما سمعت صوت الطلقات النارية التي أتت من الخارج.
2
ضحكت وقالت عندما رأت هذه الدرجات
=الله يعينك على ما بلاك يا أخوي، كنت واعر جوي.
نزلت على الدرج بخطواتها العرجاء وهي تبتسم، وانتفضت ريناد التي كانت تجلس على الأرض لتلتصق بالحائط بخوف. رفعت عنايات رأسها لتتلاشى ابتسامتها، وفور أن رأتها تجمدت أطرافها حين لاحظت بطنها المنتفخ رفعت عينيها إليها مرة أخرى لتقول بصدمة
7
=لساكي عايشة انتي وولد صالح.
…..

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية عاشق بيت خالتي الفصل الثالث 3 بقلم ناهد ابراهيم

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *