رواية مملكة الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم سالي دياب
رواية مملكة الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم سالي دياب
البارت التاسع
بسم الله
انحدرت سيارة الدفع الرباعي السوداء وسط الغبار المتصاعد من الطريق الترابي الذي يشق قلب المزرعة……. توقفت السيارة أمام قصر بالطوب الأحمر…. المبني على الطراز الصعيدي القديم… بأعمدته العالية ونوافذه الخشبية المزينة بنقوش دقيقة ….. هذه المزرعه المملوكة لصالح الصاوي كبير مملكة الصعيد…. والتي شيدت في قلب سوهاج… ومن حولها الأراضي الخضراء بمساحة شاسعه ……
وسط ساحة واسعة … يحفها النخيل من الجانبين اصطف الرجال في صفوف كانهم ينتظرون قدوم سلطان لا أحد يتكلم ولا أحد يتنفس بصوت مسموع….
توقفت السيارة …. وخرج منها شعبان الذي هرول سريعاً للباب الخلفي للسيارة ليفتحه ويتنحى جانباً وعينيه أرضاً بخشوع…… نظر إحدي الفلاحين بطرف عينيه في الخفاء إلى هذا المتجبر الذي نزل من السيارة …. يتكا على عصاه الأبنوس المرصع …… كانت نظراته حادة كالسكاكين .. يحمل في ملامحه كبرياء جيل من السلاطين والجبابرة …. هو صالح الصاوي … كبير مملكة الصعيد…. الرجل الذي لا يذكر إسمه في غيابه إلا وهم يتهامسون….. تقدم بخطى واثقة ….. لا يلتفت يميناً ولا يساراً … كأن الهواء نفسه ينحني له احتراماً …..
ــــ فين الرجالة يا شعبان…..
اقترب منه شعبان على الفور وقال بخشوع ……
ــــ كلياتهم في انتظارك يا كبير …. مستنيين جنابك جوه في المزرعه……
ابتسم ابتسامة باردة ثم أنزل نظارته الشمسيه من على عينيه البارده …. نظر إلى هذه المظلة الكبيرة … والتي
يوجد أسفلها طاولات طويلة مفروشة بالسجاد الأحمر.. ثم قال بكل غرور….
ــــ لااا… بالي مش رايج أني ادخل المزرعة هاتهم اهنا…
القى الأمر وتوجه بخطواته الواثقه إلى هذه المظله…. وذهب شعبان لكي يلبي أمره…. والفلاحون ذهبوا ليباشروا أعمالهم بعد أن أشار لهم هذا المتجبر بالذهاب.. وما هي إلا لحظات وكانت عشرات الرجال يخرجون من المزرعة وكلا منهم يتظاهر بالثقة… بينما أعينهم لا تجرؤ على ملاقاة عينيه …..
والله لقد ذهلت من هذا المشهد فمن خرجوا من المزرعه رجال بل شيوخ… الشيبه تلمع في رؤوسهم…. هذا الرجل الذي لا يعلم عن الرحمة شيء إستطاع في هذا السن أن يحكم عليهم فانصاعوا على الفور… اممم… حقاً شعرت بالرهبه….
بدأ الاجتماع ودار الحديث صالح كان لا يفاوض…. بل يملي أوامر في شكل إقتراحات …. لا يرفع صوته لكن صدى كلماته كان يزلزل القلوب …. قال أحد الرجال….
ــــ بس يا كبير إكده كثير …. مش جصدي اعترض على امر جنابك بس إكده مكسبنا واجع……
أخرج السيجاره من فمه ليخرج دخان كثيف من بين شفتيه المكتومة بالشارب الكثيف ثم قال بثبات….
ــــ والمطلوب…
قال أحد الرجال
ــــ طمعانين في كرم جنابك تتهاود في السعر هبابه إحنا تجار لما نستورد من جنابك بالسعر ده هتبيع بايه إكده إحنا تجارتنا اللي هتوجع….هل يشفق عليهم…. هل تتحرك عاطفته… هممم…. لا أعتقد ذلك فلقد قال ما جعل الجميع يخفضون رؤوسهم مغلوبين….
ــــ والله اللي مش عاجبه في أكثر من واحد تجدروا تشتروا منه…..صالح الصاوي ما هيرجعش في كلمه خرجت من خشمه……
احتل الصمت المكان…. لا يجرؤ أحداً على التحدث أو الاعتراض…. فمن في الصعيد بأكملها يجرؤ على أن يرفض طلب كبير المملكه أو يعترض على أمره…..
توجهت جميع الأنظار إلى هذه السيارة التي توقفت بالقرب من المزرعة ونزل منها عبد الجواد عسفان……
رجل طويل أصلع من الأمام يرتدي جلابية رمادية بسيطة لكنها نظيفة … ووراء ظهره إثنان من رجاله لا يقلون عنه رهبة ….. سادت لحظة من الصمت … لا تقاس بالثواني بل بالقلوب التي توقفت عن النبض….. كاد رجال صالح أن يمنعوه من الاقتراب ولكن توفقوا عندما رفع شعبان بده بعد أن أمره صالح باشاره صامته… هذا الصالح الذي لم يتحرك من مقعده حتى أنه لم يلتفت حينما توقفت السياره…. يل بكل ثبات كان يسحب من سيجارته وعينيه مصوبه على الفلاحين الذين يعملون….
ابتسم عبد الجواد ابتسامة ساخرة … وأخذ خطوة للأمام….. ليجلس على أحد المقاعد ليقول بتهكم خفي…..
ــــ ما صدجتش لما جالوا إن الكبير اهنه… جلت لهم كيف يا ولاد ده عريس… فجيت أتاكد بنفسي وابارك لك بجوازتك الجديدة…….
ضحك صالح ضحكة خفيفة.. لم تصل إلى عينيه … ثم التفت بعينه له وقال…..
ــــ شعباااان…
اومرني جنابك….
ـــ إبچه خلي حد من الفلاحين يملا شلتين فول ويديهم لعبد الجواد وهو ماشي حلاوة جوازتي الجديدة أصل إحنا ما عزمناهوش في الفرح… بصراحه عيله عسفانه عيله جعانه فخفت أعزمهم ياكلوا المعازيم……
نظر عبد الجواد إلى الرجال الذين وضعوا أيديهم على أفواههم حتى يدارو ضحكاتهم الساخره… فمعروف عن آل عسفان أنهم كانوا من أغنياء الصعيد….
ولكن كان لديهم طمع في السيطره وإمتلاك الكثير من الأموال لذلك كانوا يتوجهون الى السكك المشبوهة مثل تجارة الآثار والبحث عنها فكانوا ينفقون الكثير من الأموال على هذه المقابر… فأصبحوا لا يملكون إلا القليل… نظر عبد الجواد الصالح وقال بغضب مكتوم…..
ــــ زودتها يا ابن الصاوي ….. نسيت نفسك إياك … أني عبد الجواد عسفان اللي خيره على البلد…
ــــ واني صالح الصاوي خيري ف جيبي مش محتاج انفج على حد عشان يهيني……..نظرتي كفيله تجيب التخين تحت مداسي…..
وقف رجال الطرفين على أطرافهم…. أيديهم تقترب من خواصرهم حيث تخبأ الأسلحة والعيون تترقب لحظة انفجار الصمت …. وها هو عبد الجواد يقول بعصبيه فشل في التحكم بها…..
ــــ هتتفتح بیان جهنم عليك يا صالح….
ــــ بيجى نفتحها سوا…. ونشوف مين اللي هيطلع منها….عايش
لم يتحرك أحد كان الزمان نفسه تجمد بين وقفة صالح الصاوي ونظرات عبد الجواد عسفان… الذين وقفوا في وجوه بعضهم والعيون تنطلق منها أسهم ناريه … اقترب أحد الرجال وقال بصوت منخفض…..
ــــ بالراحة يا رجالة… إحنا كلنا من بلد واحدة والدم لو سال مش هيفرق بين مين الكبير ومين العدو…
نظر له صالح بنظرة جعلته يتلعثم ويتراجع خطوتين دون أن يشعر … ثم قال صالح والشرر يتطاير من نبرته…..
ــــ الدم لو سال…. الندم هيبقى من نصيبهم…..
التفت بعينيه مرة أخرى لعبد الجواد وقال بنيرة لا تحمل النقاش…..
ــــ اللي في راسك ما هيحصُلش يا عبد الجواد… لا أنت ولا أي شنب ف عيلتك يجدر يحفر في أرض صالح الصاوي مش بس الأرض لاه في المملكه كلها خد كلامي ثجه وإعمل بيه نصيحه ليك….
ضحك عبد الجواد ضحكة فيها قهر وسخرية.. وقال….
ـــ سببها لتصيبها يا كبير المملكة ……
استدار دون أن ينتظر رداً وصفق باصبعيه فتبعه رجاله في صمت قائم… مضى خارج الساحة كمن أعلن الحرب لكن دون أن يشهر سيفه…. وفور أن جلس داخل سيارته رفع الهاتف على أذنه وقال….
ــــ هنفذ جريب…..
و صالح واقفا لا يحرك ساكنا … يعرف أن عبد الجواد لم يات ليلقي كلماته التي لم يهتز لها بتاتاا بل اتي ليرى الأرض التي يوجد بها كنوز كثيره ….. همس شعبان في
أذنه
ـــ نبعت حد براجيه …..
أجابه صالح دون أن ينظر إليه….
ـــ لاااا… اللي بييجي يدور على النار لازم نسيبه يتحرج منيها…..
ثم التفت لباقي الحضور وقال بقوة …..
ــــ السعر اللي جلته يمشي واللي مش عاجبه يروح يشتري من أي حد ..
وفقط تركهم وتوجه إلى سيارته … وعقله يعمل كالجمر لن يهدأ هذا العسفان إلا إن أخذ مبتغاه وهذا الشيء لن يقبله صالح الصاوي مهما كلفه الأمر….
كانت الساعة تقترب من الثالثة بعد الظهر والشمس قد بلغت كبد السماء تبسط لهيبها فوق جدران قصر “الصاوي” العتيق… في الداخل في قلب المطبخ الواسع كانت ريناد تجلو على ركبتيها … ممسكة بمساحة خشنة تنظف يقع الزيت من الأرض كانها تمحو آثار وجودها….
عرقها يسيل من جبينها على رقبتها النحيلة.. وشعرها قد التف حول وجهها بعشوائية لم تجد وقتا لتربطه ملابسها ملطخة بالدقيق والماء وذراعاها الرفيقتان تنبضان بارهاق شدید…..
الإناء الكبير على البوتاجاز كان ما يزال يغلي بدن بصوت مرتفع لكنها لم تلتفت إليه كانت قد فقدت الإحساس بكل شيء ….. فمنذ أن أمرتها هذه المتجبره بأن تقوم بكل أعمال المنزل وهي لم ترحمها …. جعلتها تنظف جميع الأواني المتسخة وأيضا طهي الطعام… الذي كان كثيرا ولم يساعدها أحد حتى من الخدم بل كانوا يشرفون عليها بكل غرور… وهي كانت تحاول جاهده أن تظل صامته أمام كل هذا الجبروت فهي فتاة ضعيفه ورقيقه لم تأكل الا القليل….. هي لم تتناول طعام الإفطار حتى الآن ومع ذلك لم ترحمها ….
رفعت عينيها التي كانت مفعمة بالحياه لتنظر بانكسار الى هذه المتجبره التي دخلت بخطواتها العرجة وقالت بتعالي……
ــــ إيه خلصتي يا عناد ولا لسه … صالح زمانه راجع وهيشندلك انك نزلتي قبل ما يرجع …. اكده يا ريناد تزعلي راجلك وانتم لسه عرسان……
انزلت عينيها مرة أخرى أجابت بصوت مبحوح دون أن ترفع رأسها……
ــــ أنا خلصت.. اا… بس بمسح الأرض زي ما حضرتك طلبتي…..
ضحكت عنايات بسخرية وأشارت إلى الطاولة ….
ــــ طب ودي هتتغسل لوحدها … ولا أنا اللي هغسلها بيدي …. جومي يلا… وانجزي جبل ما ييجي الكبير وينفر منك بشكلك ده….
نهضت بيط… ظهرها يؤلمها وركبتاها كأنهما تتكسران من التعب… ابتسمت هذه المتجيره بتعالي ثم توجهت الى الخارج.. بعد أن حطمت كبرياء هذه الصغير….. تقدمت نحو الحوض وغسلت الصحون الثقيلة كل حركة منها كانت تصرخ ألما…..
دخلت سحر بوجهها المتبرج وابتسامتها الزائفة… لتقول بسخريه..
ــــ شكلك عامل إكده ليه يا مدلعة … تؤتؤ في عروسه جدیده ببقى شكلها متوسخ اكده … صالح هيجول ايه … لما يشوفك الكده……
قهقهت فتحية من عند الباب…. لتقول هي الأخرى…..
ـــ هتحلو في عينه مره ثانيه ويتزوجها…..
قالت نعمات… وهي تمضغ العلكه …..
ــــ چت إهنا لجت جصر وعيشة ما كانتش تحلم بيها تيبجى عايزة ايه تاني….. مرت ابوها ما تحملتهاش تحمد ربنا وتشتغل بلجمتها ….
أدارت ريناد وجهها للداخل تخفي دمعة علقت في طرف عينها … لم تستطيع السيطرة عليها وسقطت على وجنتيها لترفع يدها الملطخة بالصابون وتمسحها بعفويه تركت الطبق من يدها ليسقط على الأرض… شهقت النساء وهي وضعت يدها على عينها وبكت بقوه فهي عندما وضعت الصابون على عينيها قادت النيران داخلهم…. ابتعد الجميع إلى الخلف عندما دخلت عنايات التي قالت بصرامه…..
ــــ كسرتي الصحن…..
حاولت أن تفتح عينيها فلم تستطع اقتربت منها هذه المتجيرة عندما رأتها تتوجه إلى المرحاض تتحسس بيدها المياه كي تغسل وجهها سحبتها بقوة… اممم… كتمت الصغيرة صرختها عندما دعت بقدمها على الزجاج لم تهتم بل أمسكت ذراعها بقوه وقالت بتجبر….
ــــ كسرتي الصحن بابت البندر مفكره إياك لما تعملي إكده بتعانديني الله في سماء لشغلك يزيد الطاج تنين… ومش بس هتشتغلي في الدار ده أني هخليكي تنضفي عشت الطير… نظفي وساختك اللي عملتيها ومن الضحي لينا حساب ثاني خلصي واطلعي غيري خلجاتك صالح ع وصول….. همممي……
قالت آخر جمله بصرامه ودفعتها للمرحاض لترفع يدها المرتعشة وتمسح عينيها الباكية لتستطيع الرؤية … ثم نزلت على ركبتيها لكي تلملم الزجاجه المكسور وتمسح الدماء التي نزلت من قدمها… تحت نظراتهم المتشفيه ونظرة هذه المتجبره التي توجهت إلى الخارج مره أخرى انسحبت النساء واحدة تلو الأخرى بعد أن رمين كلماتهن كالسكاكين على جسدها الصغير…..
ظلت وحدها في المطبخ والمساحة في يدها تحاول أن تكتم شهقاتها المكتومة والسيطرة على دموعها التي شوشت الرؤية أمامها …. أغمضت عينيها لتتسابق حيات الدموع على وجنتيها … تنزل دون مقاومة لم تكن دموع ألم فقط…. يل دموع غربة داخل قصر لا يألفها وسط نساء لا برحمتها ……
انتهت من العمل وصعدت إلى الأعلى بخطوات مرهقه لم تستطيع الجلوس بعد أن أمرتها هذه المتجبره بالذهاب لكي تغتسل قبل أن يأتي هذا المتوحش…. ذهبت إلى المرحاض للتحمم وتطرد الرائحة العالقة في ملابسها … ودموعها لا تتوقف.. كل ما يحدث معها فقط لأنها ضحت بنفسها لأجل الغير أرادت أن تكون الفتاه المطيعة فأصبحت الفتاة المكسوره والضعيفة والآن أصبحت خادمه في قصر زوجها….
اغلقت المياه لفت جسدها بمنشفه كبيره … وتوجهت إلى الخارج… نظرت إلى ملامحها التي بهنت كثيراً منذ أن أتت إلى هنا بنظره صامته طويله ملامحها الراقية تشققت في اسبوع واحد من قدومها إلى هنا فماذا عن القادم ومتى سينتهي كل ذلك …. تنهدت بقوه ثم توجهت الى خزانة الملابس….. تبدلت ملامحها إلى الضيق عندما رأت هذه
الملابس العارية التي أتت بها عنايات ….. نظرت إلى ملابسها الطفولية التي وضعتها أسفل الخزانة كانت أن تنحني وتأخذ بيجامه ولكن استمعت لصوت صراخ يأتي من الأسفل……
على الفور أمسكت… هذه العباءة الخاصة بزوجها وارتدتها كالروب… و توجهت إلى شرفة الغرفة…
قبل ذلك بلحظات… انفتحت الأبواب لتدخل سيارة صالح ….. وقبل أن يغلقوا الغفر الباب كانت إمرأة منهكة… شعرها مبعثر … وملابسها يكسوها الغبار .. أوقفوها الغفر بالقوه لتصبح هي باستهجان……
ـــ يا صالح بيه…. يا كبيررررنا….
التفت صالح الذي نزل من السياره للتو أشار للرجال بأن يتركوها … فركضت السيدة مهروله ثم سقطت أمام قدمه وقالت برجاء باكي…….
ــــ يا بيه أني واجعه ف عرضك… والنبي ما تردنيش اخوات جوزي بهدلوني وعايزين ياخدوا مني ولادي…. عايزين يطلعوني من الدار اللي حلتي واللي ستراني أني وولادي ……
في الأعلى شهقت ريناد عندما رأت هذا المظهر المهين لهذه السيدة أما هذا المتكبر نظر إلى شعبان وقال بغرابه…..
ــــ وانتي جايه لي ليه ما تروحي لاهلك….
دمعت عينيها التي اتسعت بصدمه فور أن انحنت هذه السيدة وقبلت قدمه عدة مرات وهي تقول برجاء وصل الى الذل والإهانه…..
ـــ سايج عليك حبيبك النبي يا كبير أني ما ليش حد لو خدوا مني الدار هعيش في الشارع……
في ذلك الوقت خرجوا النساء الذين كانوا يتابعوا الموقف ببرود… رفعت السيدة عينيها لمحت ريناد التي كان من الواضح أنها تبكي عليها فرفعت يديها باتجاهها وقالت باستنجاد…
ــــ والنبي يا ست هانم ساعدوني… بالله عليكم ربنا يمن عليكم بالخلف المصالح ………
صرخت السيدة بألم وصرخت ريناد يفزع … عندما دفعها هذا المتجبر بقدمه لتسقط على الأرض زحفت السيدة إلى الخلف يفزع عندما رأت ملامحه المتوحشه التي أصبحت جمر ملتهب داخل عينيه …. فهي الآن ضغطت على الزر فخرج الوحش… نعم هذه الدعوه التي دعتها والتي ذكرته بانه رجل عظيم.. والذي قال بقسوه جعلت السيدة تصرخ ….
ــــ اني هجيب لك دار تعيشي فيها شعباااان….
ــــ أوامر جنابك….
إنفرد جسده وقال بتجبر دون أن يرف له جفن…..
ــــ الأسد جعان ارميها ليه……
صرخت السيدة وهلعت ريناد التي لم تستطع الصمود وهرولت إلى الخارج دون أن تنتبه أنها بالمنشفه لا يسترها إلا عبادته التي تمسك مقدمتها بيدها ليتطاير طرفها من قوة ركدها وتظهر ساقيها البيضاء وطرف المنشفه من الاسفل… شهقت النساء عندما رأوها بهذه الهيئة وشعرها المبلل الذي كان يختفي نصفه داخل عباءة صالح ……
وهي لم تبالي توجهت إليه سريعاً ليلتفت هو وتنزل عيناه تلقائياً إلى ساقيها وقدمها الحافية ….. لتسير الحمم الملتهبه داخل عروقه … وقفت أمامه وأمسكت يده بيديها الاثنتين مما جعل العباية تنفتح إمام عينيه وقالت برجاء باكي……
ــــ لاء أرجوك… حرام عليك الست……….
صرخت بضعف عندما ضم العبايه بخشونه على جسدها ليسحبها إليه ليداري جسدها العاري… ارتعشت بين يديه عندما سحبها إلى الداخل بالاجبار وهي لم تكف عن الحديث بل قالت برجاء وهي تتشبث في عباته حتى تجاري خطواته عينيها على هذه السيدة التي يسحبها شعبان بالاجبار…..
ـــــ هتموت … حرام عليك دى عندها عيال… عشان خاطري والنبي عشان خاطري يا صالح……
توقف أعلى الدرج… نظر لها فنظرت هي برجاء من بين دموعها……
ــــ شعباااان….. وجججف….
توقف شعبان وهدأت صرخات السيدة واتسعت أعين النساء ونظروا إلى بعضهم بصدمه إلا هذه المتجبره التي كانت تتابع ما يحدث بصمت ….. ابتسمت ريناد… من بين دموعها وهو قال وعينيه عليها وهي داخل أحضانه..
ــــ اعمل اللازم….. رجع لها عيالها……
وفقط …. صدم الجميع بقراره …. وتوجه بها هو إلى الأعلى… وهي حتى الآن لم تنتبه أنها ذاهبة الى هلاكها فتح باب الجناح دفعها إلى الداخل ببعض القوة ثم أغلق الباب فانتفضت هي بخضه…. نظر له بملامحه المتوحشه فتراجعت هي إلى الخلف تلقائياً وهي تقول بخوف….
ـــ انا …… أنا أسفه …. بس… بس… حرام دي عندها أطفال … عاااا…..
صرخت عندما سحبها فجأه من ذراعها ليرتطم جسدها في جسده بقوه نظرت له يخوف عندما قال بغضب……
ـــ نازله كيف اكده يا واكله ناسك……
هنا وأدركت ريناد أنها لا ترتدي شيئا سوى هذه المنشفه انزلت عينيها إلى جسدها شهقت بقوه نظرت إليه مرة أخرى وقالت يرعب ……
ـــ أنا ما أخذتش بالي أنا أنا سمعت الصوت…… لبست ده وطلعت على طول ما كانش قصدي انزل كده والله انا .. أنا أسفه ….
ـــ انتي ايييييه اجنيتي … نازله عريانه جدام الغفر وتجولي أسفه أسفه ….. على اييييه … آسفه على ان لحمك شافوه الغفر…
ام… صرخت بألم عندما صفعها بظهر يده على مقدمة صدرها عدة مرات وأضاف بانفعال……
ـــ نازله تستعرضي بصدددرك …. اييييه مفكره نفسك اهنه ف سياااااااحه….
شعرت أنها ستسقط على الأرض من شدة الرعب وأيضا من الأرهاق التي رأته منذ الصباح والجرح الموجود بقدمها فتلقائياً
تشبثت في عباءته وقالت ببكاء مرهق….
ــــ أنا أسفه أنا أسفه والله ما كنتش القصد… اناااا… وو… مش هكررها تاني.. اااه…
لف زراعه حول خصرها عندما صرخت هكذا في ضعف وكادت أن تسقط على الأرض فدعمها هو بلف زراعه حول خصرها بل وحملها بين يديه وتوجه بها إلى الأريكة عندما رأى الألم مرسوم على وجهها أجلسها على الأريكة وقال بتعجب….
ــــ فيه ايه مالك….
انفتحت العباءة وظهرت ساقيها بالكامل بعد أن جلست انحنت الى الإمام قليلاً لتمسك قدمها وتقول بيكاء…..
ـــ رجلي وجعاني أوووي…..
نزلت عينيه إلى قدمها اندهش عندما رأى كعب قدمها ملطخ باللون الاحمر … جلسه على ركبته أمامها مما جعلها تتوقف عن البكاء وتنظر له بصدمة رفع قدميها عن الأرض كادت أن تسحبها فنظر لها بحده رفع كعب قدمها أمام عينيه انصدم عندما رأى جرح عميق ينزف دماءاً … نظر لها وقال باندهاش…..
ــــ دوستي على ايه وانتي نازله…..
تذكرت أن هذا الجرح حدث في المطبخ عندما دعست على الزجاج نظرت له بخوف وقالت بكذب خوفاً من هذه المتجبره…..
ــــ مش عارفه …..
وقف وقال مستنكراً
ــــ كيف يعني مش عارفه إزاي !!!!
ما حسينيش….
نكست رأسها أرضاً لتبكي بصمت … زفر هو وتوجه إلى غرفة النوم ثم عاد بعد قليل وبيده صندوق الإسعافات الأوليه …. جلس على ركبته مرة أخرى أمامها بعد أن رفع
جلبابه للأعلى قليلا …….. صرخت هكذا عندما وضع المطهر على الجرح ….. تلقائياً ضغطت بيدها على كتفه والحنت إلى الأمام ليرفع هو رأسه وينظر إلى ملامحها المتألمة بصمت ……
1
فكان وجهها قريب منه كثيراً … فتحت في عينيها المرهقه التنظر له بالكسار من بين دموعها ….
شعر بأمواج مغناطيسية تجذبه تلقائياً ليتعمق في الغوص بل يغرق في رماديتيها وهي شعرت بهذا الاحتواء داخل عينيه القاسية …. ظلت الأعين متشابكة لفتره لا تعلم كم من الوقت ولكن كل واحد منهم يحاول أن يكتشف هذه اللمعه الغريبة داخل الآخر…..
انزلت عينيها أرضاً … أما هو فنزلت عينيه ببطء إلى قدمها ثم قام بتعقيم الجرح بهدوء تام وحنان استغربته هي لف قدميها بالشاش…..ثم وضع علية الإسعافات الأوليه على الطاولة وجلس بجانبها نظرت له بخجل وقالت بنيرة منخفضه…..
ـــ شكرا …
ظل يتطلع إليها بصمت لعدة لحظات ثم قال بهدوء هذه المره…
ـــ اللي حصل دلوجتي ما يحصلش ثاني… لو إنكرر….
ابتسم وأكمل بمكر
ــــ هرميكي للأسد…..
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية مملكة الصعيد)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)