رواية مكنتش متخيله إني خاينه الفصل الخامس 5 بقلم ناهد ابراهيم - The Last Line
روايات

رواية مكنتش متخيله إني خاينه الفصل الخامس 5 بقلم ناهد ابراهيم

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية مكنتش متخيله إني خاينه الفصل الخامس 5 بقلم ناهد ابراهيم

 

البارت الخامس

 

 

بوله (بابتسامة سخيفة وهو بيقرب مني):
ـ «يلا خلّصي… عايز أشوفك هتعرفي تتعاملي ولا لأ.»

اتجمّدت لحظة من ريحة المكان والتراب، والخوف مسيطر. حاول يقرب بطريقة قذرة وأنا بدفعه بعيد وقلبي بيخبط. فجأة زقّني ناحية كوم زبالة واتمدّد فوقي بعنف.
قلت له وأنا باخد نفسي بالعافية: «اهدَى يا بوله… بالراحة.»
هو ما كانش سامع غير نفسه. كنت بحاول أخلّص من الموقف بأي شكل، بس كل ما أقاوم يزيد تعنّت.

وفجأة سمعنا طرقة قوية وصوت رجالة وهي بتزعق. بوله اتنفض من فوقيا، وبصيت لقيت دِلفة اتفتحت وناس داخلة. الدنيا اسودّت في عيني ووقعت من الصدمة.

فقت على كفوف بتخبط وشي وصوت أجش:
ـ «فوقي يا ست! فوقي!»

فتحت عيني بشق الأنفس. المنظر كان صادم: بوله مربوط في شجرة، جسمه مليان علامات ضرب، وأنا مرمية على الأرض تحت كرسي قديم في ساحة شكلها مقلب زبالة. الهوا بيقرص جسمي وأنا بحاول أستر نفسي بإيديا.

دخل راجل تقيل في الجسم، شكله «المعلّم مجدي». لمّ بنطلونه بحزام، وعدّى على بوله وهو راشقه كف خلاه يصرخ.
المعلّم (بيزأر): «جايب بنات الخرابة يا فسل؟!»
وما استناش رد، أشار لواحد من رجّالته: «اسكّتوه.»

قعد المعلّم على كرسيه، شد نفسين من الشيشة في صمت طويل، وبعدين فجأة مسكني من شعري ورفعني وقعدني قدّامه. الألم كان فظيع.
المعلّم (ناقرًا على كتفي بنبرة تهديد): «الواد ده كان هياخدك فين؟»
اتلعثمت: «… أنا…»
شدني بعنف أكتر، فقلت بسرعة: «للمعلّم دقدق… كانوا هيودّوني هناك.»

سكت المكان. الضحك اللي كان مالي الساحة وقف. المعلّم مجدي سابني بهدوء وأشار لواحد صغيّر: «يا رفعت، خد الست دي وارفعها على المعلم دقدق. وقوله إنّي لقيتها مرمية في الشارع… وعلشان الأصول، سيبتها له.»

أمر رجالة يفكّوا بوله، وبعدين حصل تهويش عنيف ليه وهم بيكبّلوه تاني. رفعت مسكني من إيدي وشدّني أمشي، وأنا لسه مرعوبة. المعلّم وقّفهم لحظة، بصّ لِبوله بنظرة قاسية وقال كلمتين خلّوا كل الموجودين يبلعوا ريقهم. أنا فهمت الرسالة: المكان ده ما بيعرفش رحمة.

بعد دقائق، رفعت قرب منّي بهدوء مزعج وقال: «المعلّم دقدق ليه عندك أصول… خليكي عاقلة.»
ربط على رقبتي طوق كلاب، ودهس على كرامتي في ثانية. سأل بكل برود: «العباية دي بتاعتك ولا بتاعت المعلم؟»
قلت وأنا واطية عيني: «بتاعت المعلم.»
ضحك: «يبقى هنخلّيها لحد ما نشوف له رأي.»

مشينا لحد ما وصلنا أول الحارة. جاب ميكروباص، وخبّى الطوق بالطرحة، وطلعني. دخلنا حتة أشبه بمدخل بيت قديم. المعلّم دقدق قاعد على كرسي بلاستيك، شيشته قدامه، وحلاق بيظبطله شعره في نص الحارة. رفعت راحله ركّع وباس إيده. قلبي وقع من المنظر.
المعلّم أشار بكلمة: «عفارم يا مجدي.» وبص لرفعت: «خُد واجبك وروّح.»
مشي رفعت وسبني مربوطة من الطوق في الشجرة. العباية ضيّقة، وتحتها مفيش هدوم.

المعلّم بصوت عالي: «يا شرارة!»
ـ «أوامر يا معلم.»
ـ «شايف الست اللي مربوطة؟ دي خانها الزمن… وأنا كنت هأصلح حالها. لكنها اتبهدلت قبل ما تيجي. هنديها فرصة أخيرة.»
حسّيت إن نفسي رجعلي بعد ما كنت خلاص بتهاوى.
قال: «فكّها يا شرارة. ومن غير طوق. وشيل الشنطة، دي ست… عيب.»

اتحرّرت من الطوق. قربت من المعلّم، عملت زي ما شُفت رفعت عمل: نزلت على ركبتي وبوست إيده.
قلت: «تسلم يا معلم… سترتني.»
المعلّم رد جاف: «هتدخلي البيت ده… ومش هتخرجي. مفهوم؟»
هززت راسي: «مفهوم.»

نادى: «يا لمعي!»
لمعي الحلاق قرب وهو متشوّق. المعلّم بصّ عليّ بنظرة فاحصة وقال بحدة: «شوف بعينك… لو محتاجة ترتيب.»
لمعي حاول يمد إيده، المعلّم نقره على قفاه: «بعينك يا روح أمّك، مش بإيدك.»
ضحك لمعي بتوتر: «تمام يا معلم… تمام.»

المعلّم قاللي: «ادخلي الحمام اغسلي ونضّفي، في طشت وغيار. خلّصي وأنا هعدّي.»
دخلت بسرعة. حمّام قديم، ريحته خانقة، طشت ومياه وصابونة بلدي. غسلت هدومي الخفيفة اللي جوا الشنطة وعلّقتها. وأنا خارجة، صبي صغير دسّ راسه وقال بوقاحة: «خلصي يا فاتن… المعلم مستني.» ومشي يجري.

طلعت للبلكونة أنشر، لمّحت المعلّم واقف، ولمعي راكع قدامه بيحلقله بالموس. اتخضّيت من جو الهيبة حوالين الراجل. قلبي بيقول: الخروج من هنا مش سهل.
خلص لمعي وقال: «تمّ يا معلم.»
المعلّم قام وساب الجلابية تنزل. أنا غمّضت عيني لوهلة وبصيت في الأرض فورًا. لمعي هزّر بقلق، المعلّم صمّتُه كان كفاية يسكت الشارع كله: «انجز… العروسة استوت.»

جريت جهّزت كوباية الشاي. وأنا راجعة، لمّحت شباك مفتوح وعيال بتتهامس بوقاحة. حسّيت إن الحارة كلها بتتنفس على حسابي. قلت لنفسي: «اهدَي… هتعدّي.»

دخلت الأوضة.
المعلّم (بصوت واطي لكنه قاطع): «اقعدي عند رجلي.»
ـ «تامر يا سيدي.»

كان واضح إنه ناوي «يمتحن» صبري وطاعتي من غير ما يفتح مجال لأي تجاوز لفظي من اللي شفته قبل كده. كل ما يقرب منّي بنظرة، كنت أقطع المشهد في دماغي وأرجع أبص في الأرض. أي حاجة خارج الحدود — قطع، سكوت، وتبديل مشهد.

المعلّم شَرِب الشاي بهدوء، وعيونه عليّا بترصد. قال في الآخر:
ـ «من دلوقتي، مفيش كلمة زيادة. تنفيذ وبس. هتعرفي واجبات البيت، و… الباقي لما أقول. مفهوم؟»
أنا: «مفهوم يا معلم.»

وقف عند الباب وبص لي نظرة طويلة وقال:
ـ «لو سمعتِ كلامي… هتعيشي. لو لعبتي… الحارة هتبلعك.»
ساعتها فهمت الخلاصة: دي مش لعبة. ده اختبار نجاة.
وقلت لنفسي: «أول خطوة: أهدّي الموج… وأدور على مخرج آمن. حتى لو من جوّه البيت.»

 

 

 

لتحميل الرواية كاملة pdf : اضغط هنا

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *