رواية مغرم مجنون الفصل العشرون 20 بقلم خديجة أحمد
رواية مغرم مجنون الفصل العشرون 20 بقلم خديجة أحمد
البارت العشرون
#مغرم_مجنون
البارت العشرين
ادعوا لاختي بالشفاء فضلا♥️
اتصدم راكان لما فتح الباب…
الأوضة كانت مقلوبة فوق تحت — المراية مكسورة، الكراسي واقعين، وكل حاجة فيها باين عليها إنها كانت ساحة حرب.
عينه وقعت على هاجر… قاعدة على السرير، ضهرها للحايط، نفسها متقطع، وعيونها بتنزف دم بدل الدموع.
قرب منها بخطوات بطيئة، صوته كان مبحوح من الصدمة:
— هاجر… في إيه اللي حصل هنا؟
هاجر صرخت فجأة، صوتها عالي ومليان رعب وغضب:
— متقربش مني!! انت فاهم؟ كنت فاكر إني مش هعرف؟!
راكان وقف مكانه مصدوم، بلع ريقه بتوتر، صوته واطي ومتلخبط:
— فهميني بس… مش هتعرفي إيه؟
هاجر ضحكت ضحكة قصيرة مجنونة، فيها قهر وسخرية:
— ماما اللي انت حابسها تحت… هي وأبوك!
يعني ماما ماشي، أقدر أفهم إنك بتكرهها، بس أبوك؟!
ازاي قدرت تحبسه بين أربع حيطان؟!
انت… مجنون يا راكان!
راكان وشه قلب، العرق بدأ ينزل من جبينه، صوته كان مكسور وفيه رجفة غريبة:
— أنا يا هاجر؟
هاجر بصتله بعيون كلها غضب ودموع:
— أيوه، إنت!
إنت مجنون… ومحتاج تتعالج من الجنون اللي جواك دا!
راكان قرب منها خطوة، عيونه كانت مولعة ومليانة وجع:
— أنا لو مجنون… فمجنون بيكي يا هاجر.
هاجر اتجمدت مكانها، صوتها اتلخبط وهي بتقول:
— إنت بتقول إيه؟
راكان بابتسامة باهتة كلها وجع:
— بحبك يا هاجر… يمكن انتي مش عايزة تعترفي، بس أنا متأكد إن في حاجة جواكي ليا.
هاجر شدت نفسها لورا وقالت بحدة، عيونها مليانة قهر:
— كان يا راكان، كان!
بس بعد اللي عرفته… أنا كرهتك.
كرهتك أوي كمان
هاجر صرخت الكلمة الأخيرة، وصوتها كان بيرن ف ودانه.
لكن راكان فضل ساكت لحظات، ملامحه اتبدلت، عيونه بقت مظلمة، والابتسامة اللي كانت ضعيفة اتقلبت لهوس.
ضحك ضحكة قصيرة وغريبة، وقال بصوت هادي بس مرعب:
— كرهتيني؟
حلو… بس على فكرة يا هاجر، اللي بيكره… بيفكر.
يعني لسه جواكي حاجة ليّا.
هاجر اتراجعت خطوتين، وقالت بخوف واضح:
— إنت مجنون فعلاً.
راكان قرب منها بخطوات بطيئة، وقال بصوت متقطع من الغضب:
— أنا مجنون؟
ممكن…
بس كل اللي عملته كان عشانها، عشان أمي، عشان حقي اللي اتسلب… وعشانك إنتي كمان! عشان اخد حقك من امك
كنتِ الحاجة الوحيدة اللي مخلّياني أفتكر إن فيّ جزء مني لسه حي.
هاجر كانت بتبصله بخوف ودموعها بتنزل:
— إنت محتاج تتعالج يا راكان، دا مش حب… دا مرض!
راكان صرخ فجأة وهو بيضرب بإيده على الدولاب:
— لااااا، دا حب!
حب ، وجعني أكتر من أي حد، بس عمري ما هسيبك تروحي… ولا حتى لو العالم كله وقف ضدي.
هاجر بصتله بغضب وقالت وهي بتصرخ:
— هتفضل حابسني هنا تمام… بس أنا عمري ما هحبك!
الكلمة الأخيرة وقعت عليه زي السكينة،
راكان وقف مكانه، عيونه سابت الأرض وبقت مركزة فيها بنظرة مجنونة، صوته لما خرج كان واطي جدًا بس مرعب:
— عمرك ما هتحبيني؟
ضحك ضحكة مجروحة، وبعدين رفع صوته فجأة:
— ماشي يا هاجر… بس برضه عمرك ما هتكوني لحد غيري!
اتجه ناحية الباب وقفله بالمفتاح،
هاجر صرخت فيه:
— افتح الباب يا راكان! انت بتعمل ايه؟!
، ملامحه مليانة وجع وجنون في نفس الوقت، وقال بصوت متكسر:
— كنت بحلم اليوم اللي أسمع فيه صوتك وانتي بتناديني باسمي بحب…
بس شكلك هتخلي أول مره تناديني فيها كدا تكون من خوف.
هاجر قالت وهي بتعيط:
— إنت بتخوفني يا راكان… سيبني أمشي.
راكان بهدوء، قال:
— أنا مش عايز أؤذيكي… بس كمان مش هقدر أسيبك تروحي.
قعدت هاجر ورا الباب، ضهرها لازق في الخشب البارد،
دموعها نازله بغزارة وبتحاول تكتم صوت بكاها علشان محدش يسمعها.
كل نفس بيطلع منها كان مليان وجع وخوف.
بصت حواليها في الأوضة، الحيطان الأربعة اللي كانت شايفها عادي قبل كدا،
بقت دلوقتي عامله زي سجن بيقرب منها كل لحظة.
همست بصوت مبحوح:
— ليه يا راكان؟ ليه تعمل كدا؟ أنا كنت فاكراك طيب…
اتكورت على نفسها،
حطت راسها بين ركبها،
صوت أنفاسها المتقطعة كان هو الوحيد اللي بيكسر صمت الأوضة.
عبدالرحمن رجع من الشغل، ماسك المفاتيح في إيده،
لكن أول ما قرب من الباب اتجمد مكانه…
الباب مفتوح، ونَفَسه بدأ يتقل.
في صوت حركة جوا…
دق قلبه بسرعه، دخل بخطوات حذرة،
وفجأة وقف مصدوم!
شاب ف أواخر العشرينات، ملامحه غليظة،
ماسك ياسمين من شعرها وهي بتصرخ وتحاول تفلت منه.
عبدالرحمن صرخ بصوت هز الشقة:
— إنت بتعمل إيه يا ابن الـ…!
الشاب لفّ ناحيته بعصبية، شدّ ياسمين أكتر وقال:
— دي مراتي، وأنا جاي أخدها بالعافية!
عبدالرحمن عيونه ولعت،
رَمى الشنطة من إيده واتجه ناحيته بخطوات تقيلة كلها غضب،
وقال بصوت غليظ:
— لو ما سيبتهاش دلوقتي حالًا، والله هتندم إنك اتولدت.
ياسمين كانت بتعيط بصوت مبحوح:
— سيبني يا حيوا*ن… سيبني!
عمر زقّها جامد على الأرض وقال:
— هترجعي غصب عنك!
في اللحظة دي، عبدالرحمن ما استحملش،
انقض عليه، مسكه من قميصه، شدّه بعيد عن ياسمين
وخبطه في الحيطة بكل قوته،
صوت الضربة كان عنيف، والولد وقع على الأرض.
عبدالرحمن بصوت متقطع من الغضب:
— لو قربت منها تاني، والله لأدفنك مكانك.
ياسمين كانت مرعوبة،
مسكت في إيد عبدالرحمن جامد، صوابعها بتترعش،
نفسها متقطع وعيونها مليانة دموع.
عبدالرحمن حاول يهديها، طبطب على إيدها وقال بهدوء رغم الغليان اللي جواه:
— خلاص… متخافيش، أنا معاكي.
لكن فجأة، عمر قام من على الأرض،
يمسح الدم اللي نازل من فمه،
صوته مليان غضب وغل:
— قاعده في شقة مع واحد غريب؟!
والله لفضحك يا ياسمين… هخلي الناس كلها تعرف إنك مش متربيه!
ياسمين شهقت بخوف،
رجعت ورا خطوة وهي بتقول بصوت مخنوق:
— إنت مريض! انا جيت هنا هربانه منك!
عبدالرحمن لفله بخطوة واحدة،
مسكه من قميصه تاني، صوته خرج واطي بس كله تهديد:
— جرب بس تفتح لسانك بكلمة عنها، وشوف أنا هعمل فيك إيه.
عمر حاول يفلت، بس عبدالرحمن زقه لحد الباب وقال بحدة:
— برا بيتي دلوقتي… قبل ما أفقد أعصابي فعلًا.
عمر بص لياسمين بغل وقال:
— الحركه دي مش هتعدي على خير.
وبعدين خرج ضارب الباب وراه بقوة.
عبدالرحمن اتنهد وهو بيبص على ياسمين اللي كانت لسه ماسكة إيده بخوف،
قال بهدوء:
— خلاص يا ياسمين… هو مش هيرجع تاني، أنا مش هسمحله يقرب منك.
عبدالرحمن طبطب على شعرها بحنية، حاول يديها إحساس بالأمان.
ياسمين بخوف وحزن:
— عبدالرحمن… عمر معندوش مانع يلطخ سمعتي… حتى وأنا بنت عمه. أنا مش هينفع أقعد معاك، هو عنده حق.
عبدالرحمن متعجب:
— يعني إيه؟
ياسمين بخوف وعيونها مليانة دموع:
— أنا هشوف أي مكان بعيد عنه… مكان ميعرفش يوصلي فيه.
عبدالرحمن بابتسامة ضعيفة وحزن في صوته:
— زي ما وصلك وانتِ عندي… ممكن أوصلك لأي مكان، مفيش داعي للخوف.
ياسمين تنهدت، بصوت حزين ومتقطع:
— مفيش حل… إنت عارف كلام الناس يا عبدالرحمن. مينفعش أقعد معاك أكتر من كده. شكراً على كل حاجة… بس أنا مضطرة أمشي.
حاولت تتحرك بعيد عنه، لكنه شد يديها شوية وقال بغضب ممزوج بالوجع:
— مشكلتك إنك قاعده معايا وأنا غريب عنك؟ تمام النهارده هكتب
عليكي
ياسمين بصت له مستغربة وقلق:
— إيه؟
عبدالرحمن ابتسم ابتسامة واثقة، عيونه مليانة حنية وجديّة:
— هكتب عليكي… يعني هتكوني رسميًا مراتي.
ياسمين اتجمدت، قلبها بدأ يدق بسرعة، عيونها مليانة دموع وخوف:
— إنت… إنت بتتكلم جد؟!
عبدالرحمن قرب منها خطوة، صوته هادي لكنه مليان حزم:
— آه، جد يا ياسمين. مش قصدي اضغط عليكي … بس أنا عايزك تعرفي إن مكانك عندي مضمون، ومفيش حد يقدر يقرب منك.
ياسمين حاولت تبعد، لكنها حسّت بالأمان في حضوره، رغم خوفها:
— و… وده معناه إيه بالظبط؟
عبدالرحمن ضحك بخفة، ماسك إيدها بحنان:
— معناه إن مهما حصل، هتفضلي ملكي… وده وعد مني.
ياسمين سحبت إيدها شوية، ونظرت له بعينين مليانين دموع وخوف:
— عبدالرحمن… مش محتاج تضغط على نفسك وتتجوزني عشان تحميني… أنا مقدّرة كل اللي عملته عشاني، بس مش عايزة تكون مضطر تعمل حاجة مش عايزها قلبك.
عبدالرحمن اتنهد، وعيونه مليانة صدق وحنان:
— مش بضغط… أنا عايز أعملها عشان أنا بحبك… مش عشان أي حد تاني.
ياسمين باصطناع الصدمه :
— بتحبني؟
ابتسم ابتسامة مليانة دفء وقال:
— آه… بحبك يا ياسمين وعارف انك عارفه اني بحبك… وعارف إنك كمان بتحبيّني، بس خايفة تعترفي لنفسك…
ياسمين ابتسمت بخجل، وخدّت نفس عميق، محاولة تهدّي نفسها:
— أنا… أنا فعلاً في شوبه مشاعر يعني كدا… بس الخوف مسيطر عليا…
عبدالرحمن قرب منها أكتر، ماسك إيدها بحنية و ضحك بخف:
— شويه مشاعر،؟
مش مهم مع الوقت هتبقى اكتر من شويه مشاعر
وكمل بصوت هادي:متخافيش… أنا هنا… ومش هسيبك لحظة.
ياسمين حسّت قلبها بدأ يهدى، وكل الخوف اللي كان فيها بدأ يتلاشى شوية…
لأول مرة بعد كل الصعوبات، حست إن الحب بينهم صادق وآمن.
كان راكان قاعد لوحده، قلبه مليان حزن وغضب من اللي حصل. فجأة، ابتسامه ارتسمت ع وشه بعدا ما افتكر انه قابل مامته كأنها شعاع نور وسط عتمة قلبه.
روي كان واقف قدامه بيهز ديله بحماس، وكأن الدنيا لسه فيها أمل. راكان طبطب ع روي وقال بصوت فيه شوية ارتباك:
— عارف يا روي… أنا فرحان أوي إني شفت أمي من تاني.
سكت شويه، وبعدين كمل:
— وعمته… أكيد هتفرح أوي لما تعرف. أنا هتصل بيها وأعرفها كل حاجة.
مسك التليفون بإيد مرتجفة واتصل. بعد لحظات، ظهر صوت رقيه، مليان حنية:
— إيه يا حبيبي، عامل إيه؟
راكان أخد نفس عميق، وابتسم بصعوبة:
— الحمدلله يا عمتو… عندي خبر… حلو ليكي.
رقيه:
— إيه هو؟
بدأ يحكي لها عن كل اللي حصل… عن أميره اللي لسه عايشه. صمتت
سكتت رقيه للحظة، وبعدين الدموع مليت عينها وهي بتهمس:
— لازم أرجع… لازم أشوفها.
وفي قلبها، كان شوقها لأميره أقوى من أي حاجة… رغم إنها كانت مسافره عشان الشغل، لكن الخبر ده قلب كل خططها.
قفل راكان المكالمة واتجه بخطوات سريعة نحو الغرفة اللي حابس فيها نيهال وسمير.
فتح الباب ودخل، وعيناه مليانة شمئزاز وهو بيلمحهم.
سمير بصوت متقطع ومتوتر:
— قابلتها؟ كلامنا طلع صح… مش كده؟
راكان أومأ برأسه بتأنٍ، بصوت هادئ لكنه مليان حزم:
— أمم… صح. أنا هخرجكم دلوقتي… عشان أنا قد كلامي… وكمان عشان هاجر.
وقف للحظة، يبص في وجوههم، وكأن كل كلمة خرجت منه وزنها ثقيل، والجو حوالينهم مليان صمت مش طبيعي.
وقف راكان لحظة، عيونه ماشية بين نيهال وسمير، وكأن كل كلمة بيقولها تقطعهم من جوه.
نيهال حاولت تتحكم في صوتها، لكن الخوف والارتباك كان واضح:
— يعني… هتخرجنا دلوقتي؟
راكان نظر لها بنظرة حادة، بس فيها قليل من الرحمة:
— أيوه… هتخرجوا. بس لازم تعرفوا حاجة… لو فكرتوا تعملوا أي حاجة ضدي، محدش هيرحمكوا مني.
سمير ابتلع ريقه، وحاول يثبت شجاعته:
— إحنا مش هنخليك تندم، بس…
راكان قاطعه بحدة:
— كفاية كلام! دلوقتي اتحركوا قبل ما أغير رأيي.
نيهال وسمير تبادلوا نظرات، ومع كل خطوة خارج الغرفة، حسوا بالخوف والترقب. باب الغرفة اتقفل وراهم، وراكان وقف شوية يتنفس بعمق، يحس بمزيج من القوة والانتصار… وفي نفس الوقت، ثقل القرار اللي خده بس عشان هاجر
يتبعععع
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية مغرم مجنون)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)