رواية مغرم مجنون الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم خديجة أحمد
رواية مغرم مجنون الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم خديجة أحمد
البارت الخامس والعشرون
#مغرم_مجنون
البارت الخمسه وعشرين
عدت الأيام والشهور، والفرحة بقت عادة في بيتهم.
هاجر كانت مبسوطة بشكل عمرها ما اتخيلته، كل يوم كانت بتحس إن راكان بيتغير أكتر عشانها، وإن قلبه بقى أحنّ من الأول، وكلامه بقى أهدى ودفّيه أكتر.
وهي كمان اتغيرت، مبقتش العصبية اللي بتتعصب من كل حاجه، بقت أهدى، بتضحك أكتر، وصوتها بقى فيه طيبة وحنان.
عدّى الوقت بسرعة، وكل يوم يقربهم من بعض أكتر…
لحد ما جه اليوم المنتظر — يوم جوازهم ♥️
البيت كله كان مليان فرحة وضحك وقلوب بتدق.
هاجر كانت في أوضتها، الكوافيرات حواليها، والطرحة البيضا مغطية شعرها اللي نازل بنعومة على ضهرها. كانت لابسة فستان أبيض بسيط، لكن فخامته في رُقيّه، في التفاصيل الصغيرة اللي شبهها… رقيقة، هادية، ومليانة نقاء.
حنان كانت واقفة بتدمع وهي بتقول:
— زي القمر يا بنتي… ربنا يسعدك يا هاجر.
هاجر مسكت إيدها بحب:
— وجودك جنبي النهارده كفايه عليا يا طنط .
وفي الناحية التانية، راكان كان واقف قدام المراية، بيعدل رابطة عنقه، وإيده بترتعش بخفة.
عبدالرحمن دخل عليه وهو بيضحك:
— إيه يا عم القلق ده؟ شكلك رايح حرب مش فرح!
ضحك راكان وقال:
— الحرب دي اسمها هاجر، وأنا داخلها من غير درع.
عبدالرحمن ربت على كتفه:
— بس المره دي هتنتصر، لأنك بتحب بصدق.
راكان ابتسم، ونزلت منه تنهيدة خفيفة، فيها مزيج من رهبة وسعادة.
النهارده مش يوم عادي… ده اليوم اللي هتبقى فيه هاجر مراته، وحبيبته، وأمانه الأبدي.
كان المكان كله مليان أضواء وورد، والموسيقى الهادية بتعزف لحن كأنه طالع من جوه القلب.
راكان واقف ف الكوشة، عيونه بتدور على هاجر، وكل ثانية بتعدي كأنها عمر.
وفجأة، ظهرت…
كانت خارجة من ورا الستارة، ماسكة إيد باباها، وفستانها الأبيض بيلمع مع كل خطوة بتمشيها، والطرحة بتتحرك مع الهوا بخفة كأنها ملاك نازل للأرض.
راكان اتسمر مكانه، ابتسامته خرجت غصب عنه، وعيونه لمعت بدمعة فرحة مش قادر يخبيها.
باباها قرب منه، وبعد لحظة صمت فيها كل حاجة حواليهم، قال له بصوت متأثر:
— دي أمانة… حطها في عينك يا راكان.
راكان ابتسم وقال بهدوء وثقة:
— في قلبي، مش في عنيا يا عمي.
ضحك الأب وهو بيهز راسه، وسلمه إيد هاجر.
هاجر كانت خجولة، بس في عيونها حب واطمئنان مايتوصفوش.
مسكت إيد راكان بخفة، وفضلوا ماشيين سوا لحد ما قعدوا في المكان المخصص ليهم، والدنيا كلها بتسقف حواليهم، بس هما الاتنين كانوا سامعين صوت بعض بس.
هو بصّ لها وقال بهمس:
— كنتي مستنياني؟
ردت بابتسامة رقيقة:
— من أول يوم عرفتك.
في ركن بعيد عن الزحمة، كانت ياسمين وعبدالرحمن قاعدين سوا.
ياسمين لابسة فستان زيتي أنيق، وشعرها منسدل على كتفها، وبتسقف وهي مبتسمة لهاجر وراكان.
عبدالرحمن بصّ عليها بنظرة فيها دفا وقال وهو بيضحك:
— مش هنعمل فرح زيهم كده؟ إحنا اتجوزنا من غير دوشة ولا زفة حتى.
ياسمين بصت له بابتسامة خفيفة وقالت:
— بجد؟
ضحك وقال:
— أي أي، انتي هتلزقي في الكلمة؟ بهزر يا ستي.
بصت له بطرف عينيها وقالت بنعومة:
— بس لو كنت جاد…
قاطعها بابتسامة وهو بيقرب منها:
— ميغلاش عليكي حاجة، لو عايزة الفرح بكرة… أنا عيوني ليكي.
ضحكت بخجل، وحطت إيدها على إيده وقالت بصوت دافي:
— مش مهم الفرح، المهم إنك معايا.
سكتوا لحظة… عيونهم اتقابلت وسط صوت الزغاريد، واللحظة كانت أهدى من كل الفرح اللي حواليهم
بعد شوية، راكان وهاجر نزلوا يرقصوا وسط التصفيق والزغاريد، عيونهم مليانة حب وسعادة.
عبدالرحمن مسك إيد ياسمين وقال بابتسامة مرحة:
— يلا بينا، مش هنسيبهم يحتكروا الدانس فلور لوحدهم.
ضحكت وقالت:
— انت مش كنت بتقول مبحبش الرقص؟
قرب منها وقال بنبرة خفيفة وهو بيشدها ناحيته:
— مع غيرك آه، لكن معاكي الدنيا بتختلف.
ضحكت بخجل، ومسكها من وسطها وبدأوا يرقصوا بهدوء، وسط الأنوار اللي بتنور كل شوية على وشوشهم.
ياسمين حست إنها في عالم تاني، صوت الموسيقى اختفى من حواليها، ومفيش غير دق قلبها وقربه منها.
عبدالرحمن همس في ودنها:
— بحبك يا ياسمين.
ردت عليه وهي بتحط راسها على صدره:
— وأنا كمان… بحبك أكتر.
في اللحظة دي، عدّى راكان وهاجر جمبهم وهما بيضحكوا،
عبدالرحمن بص لراكان وقال بنغزة خفيفة:
— شفت يا عريس؟ كده يبقى الفرح كامل.
راكان ضحك وقال:
— الفرح من غيرك ناقص يا صاحبي.
ضحكوا الأربعة سوا، والفرح كان مليان حب ودفا وأمان.
اليوم خلص، هاجر و راكان رجعوا البيت.
دخل راكان الفيلا ماسك إيدها بقوة، كأنه مش مصدّق إنها بقت له فعلًا، أو خايف اللحظة الحلوة دي تفلت منه.
بصّ لها بابتسامة دافية وقال:
– لحظة واحدة، أطمّن على ماما.
ابتسمت وقالت بهدوء:
– هاجي معاك.
دخلوا أوضتها سوا بهدوء، كانت نايمة في سلام، ملامحها هادية كأنها طفلة.
ابتسم راكان واقترب منها، انحنى وباس راسها بحنان، وقال بصوت واطي مليان شوق وامتنان:
– منوره الدنيا برجوعك يا أمي.
هاجر كانت واقفة وبتبصله بنظرات كلها حب وحنان، متأثرة بطريقة نظرته لمامته، فيها حنية ووفا نادرين.
هو قام من على الأرض، ومدّ إيده ليها بابتسامة بسيطة وقال بصوت كله دفء:
– يلا يا حبيبتي، نغير الهدوم دي قبل ما تخنقنا.
ضحكت بخفة وهي تمسك إيده وقالت:
– أنا بقول كدا برضه .
راكان قال بهدوء:
– تعالي نبدأ يوم جديد… أول يوم لينا سوا.
ابتسمت وهي ماشيه جنبه، قلبها مليان سعادة وخوف بسيط، بس المرة دي كانت واثقة… واثقة إنها مع الشخص اللي اختارته بقلبها.
راكان وهاجر طلعوا أوضتهم.
هاجر كانت ماشية جمبه مبتسمه بتعب لطيف وقالت:
– أخيرًا هننام، رجلي وجعتني من الكعب.
ضحك راكان وقال وهو فاتح باب الأوضه:
– تستاهلي عشان كنتِ قمر، كل الناس كانت بصه عليكي.
ردت بخجل وهي داخله:
– يعني غيران؟
قرب منها وقال بنبره هاديه:
– غيران ومش عايز حد يشوفك غيري.
ناموا بعد يوم طويل مليان تعب وفرحة،
والصبح دخل عليهم بهدوء، أشعة الشمس بتتسلل من الشباك وتداعب وشوشهم.
هاجر فتحت عينيها على ملامح راكان، كان نايم قريب منها جدًا، نفسه بيخبط بهدوء على خدها.
ابتسمت من غير ما تحس، مدّت إيدها تشيل خصلة شعر كانت نازلة على جبينه.
فتح عينيه ببطء، ولما شافها ابتسامه دافيه طلعت منه وقال بصوت مبحوح من النوم:
– أحلى منظر ممكن أصحى عليه.
ضحكت بخجل وقالت:
– صباح الخير.
قرب أكتر وقال بنعاس وهو بيلمس خدها بإيده:
– صباحي انتي، يا أجمل حاجه حصلتلي.
اتنهدت بسعادة وقالت وهي بتغمض عينيها تاني:
– نفسي الوقت يفضل واقف كده.
رد وهو بيقرب منها أكتر:
– وأنا كمان… اللحظه دي مش عايزها تخلص أبدًا.
بعد اللحظه الجميله دي، قاموا من السرير وبدأوا يجهزوا ليوم جديد.
هاجر كانت بتختار لبسها وهي بتضحك وبتتكلم مع راكان اللي كان بيحاول يساعدها، بس كالعادة كان بيتلخبط في كل حاجه.
قالت وهي بتضحك:
– بطل تساعدني يا راكان، انت بتعطلني أكتر ما بتساعدني.
رد وهو بيقرب منها بابتسامه:
– بس بحب أكون جزء من كل حاجه ليها علاقة بيكي.
خلصوا تجهيز، وهاجر نزلت تساعد أميرة تجهز هي كمان.
لبستها طرحة خفيفة لونها وردي، وجهزت كرسيها المتحرك وخرجوا كلهم سوا.
راكان كان بيدزّ الكرسي برفق، وهاجر ماشية جمبهم، ماسكة إيد مامت راكان بحنية كأنها بنتها مش مرات ابنها.
الجو كان دافي والنسمة لطيفة، صوت البحر قريب منهم، فقرروا يروحوا يتمشّوا على الكورنيش.
أميرة كانت مبتسمة لأول مرة من سنين، عينيها فيها لمعة حياة.
بصّت لراكان وقالت بصوت هادي:
– الجو جميل…
هاجر لمست إيدها وقالت بحب:
– ولسه يا طنط، الجمال الحقيقي لسه جاي.
ابتسم راكان وهو بيبصلهم وقال:
– يوم معاكم يساوي الدنيا كلها.
بعد ما رجعوا البيت، كانوا فرحانين جدًا، الضحكة مش سايبة وشوشهم، والجو مليان دفى وراحة.
المساعدة طلعت بأميرة على أوضتها، ساعدتها تغير هدومها وتحضرها للنوم، وأميرة كانت لسه مبتسمة من الخروجة.
أما راكان وهاجر، فطلعوا أوضتهم يغيروا هدومهم.
هاجر كانت قدام المراية، بتفك شعرها وبتضحك وهي فاكرة مواقف اليوم.
راكان كان بيبصلها من وراها ف المراية وقال بنبرة فيها حب:
– والله جمالك بيزيد كل يوم.
هاجر بصت له بخجل وقالت:
– وانت لسه زي ما انت… كلامك بيدوب القلب.
ضحك راكان بخفه، قرب منها وساعدها تفك الحلق، وقال:
– خليكي كده على طول مبتسمه، ضحكتك دي بتريحني أكتر من أي حاجه في الدنيا.
هاجر ابتسمت وهي بتبصله وقالت:
– طول ما انت جنبي، هفضل أضحك كده دايمًا.
(تلزيق ملناش دعوه بيه)
نزلوا يقعدوا في الصالة يتفرجوا على فيلم، الجو كان هادي والدنيا كلها رايقة.
هاجر كانت متكئة على كتف راكان، وهو كل شوية يبصّ عليها ويبتسم كأنه مش مصدّق إنها بقيت مراته.
بس فجأة الباب خبط.
رفع راكان راسه وهو بيبتسم وقال بنعومة:
— خليكي مكانك، أنا هفتح.
قام بخطوات هادية، لسه ابتسامته مرسومة على وشه…
لكن أول ما فتح الباب، وشه اتبدّل، والدهشة سيطرت على ملامحه.
عينه اتسعت، وصوته اتخنق وهو بيقول بصوت متلخبط:
— إنت؟!
تفتكروا مين اللي ع الباب؟
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية مغرم مجنون)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)