رواية مغرم مجنون الفصل الثاني 2 بقلم خديجة أحمد - The Last Line
روايات

رواية مغرم مجنون الفصل الثاني 2 بقلم خديجة أحمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية مغرم مجنون الفصل الثاني 2 بقلم خديجة أحمد

 

البارت الثاني

 

#مغرم_مجنون
البارت التاني
هاجر صحت من نومها على نص الليل. عيونها لسه متورمة من النوم والتفكير، قامت ببطء ووقفت قدام شنطتها. غيرت هدومها اللي كانت لسه ما بدّلتهاش من الإرهاق، لبست بيجامة بامبي ناعمة، لونها الطفولي ما قدرش يخفف من وجع قلبها.
نزلت السلم بخطوات ثابتة، لكن كل خطوة كان فيها ارتباك وحيرة. جواها كان فيه خليط غريب… شوق لمامتها اللي وحشتها، وضيق وغضب منها في نفس الوقت.
وصلت عند السفرة. لقت مامتها قاعدة على الطاولة مع جوزها الجديد، وابن جوز أمها اللي لسه حتى مش عارفة اسمه. قلبها اتقبض. إحساس وجع وذهول ملأها.
كانت نفسها تحس بجو العيلة دا… بس مع باباها ومامتها، مش مع ناس تانية. واللي قدامها ده كان صورة جديدة لحياة مامتها، وهي نفسها غريبة وسطهم.
نيهال رفعت نظرها، لقت هاجر واقفة بشرود، ابتسمت ابتسامة واسعة وقالت:
— ألف حمد لله على السلامة يا حبيبتي.
قامت بسرعة عشان تحضنها. لكن هاجر ما بادلتش الحضن، جسمها كان متحجر، بعدت عنها، وصوتها طلع منفعل، مليان حزن وغضب:

 

 

— إزاي متقوليش إنك اتجوزتي؟ عشان عارفة إنّي لو عرفت مكنتش هاجي، مش كده؟
بعدين زودتها بوجع:
— أنا مشفتش حد أناني أكتر منك.
نيهال انصدمت، صوتها بقى متوتر:
— إيه اللي إنتي بتقوليه ده يا هاجر! أنا اتجوزت على سنة الله ورسوله، والجواز مش عيب ولا حرام.
هاجر ردّت بسرعة، عينيها فيها لمعة دموع:
— ومدام الجواز مش عيب ولا حرام… خبيتي عني ليه؟ ها؟ كنتِ عاملاها لي مفاجأة يعني؟!
نيهال اتنفسّت بحدة، وقالت:
— ماقلتيش الكلام ده لأبوك لما اتجوز ليه؟ ولا هو حلال ليه وحرام ليا؟
هاجر صوتها انكسر وهي بتتكلم:
— متدخليش المواضيع في بعض. بابا قالي قبل ما يتجوز، واخد رأيي… لكن إنتي، إنتي اتجوزتي من غير حتى ما تعرفيني. أنا للدرجة دي مبقتش فارقة معاكي؟
نيهال سكتت، كلامها اختفى. راكان وأبوه قاعدين على السفرة بيراقبوا الموقف في صمت. الجو كان تقيل، كأن كل كلمة نزلت زي حجر في ميه راكدة.
هاجر ابتسمت بوجع وقالت بهدوء:
— أنا هروح بكرة أقعد مع بابا. شكلي كنت غلط لما قولت أجي أقعد معاكي.
وطلعت على السلم ببطء، رايحة على أوضتها. نيهال، صوتها ارتفع بغضب وحزن في نفس الوقت:
— مش هتتحركي يا هاجر على جثتي! لو خرجتي من هنا وأنا أمك، وهمشي كلامي عليكي… إنتي فاهمة؟
البيت كله سكت، ومافضلش غير صوت نفس هاجر وهي طالع السلم، وعيونها اللي بتلمع بالدموع.
أبو راكان بصّ على هاجر وهي طالعة على السلم، وبصوت خافض قال لابنه:
— روح شوف أختك يا راكان.
راكان اتردد لحظة، عيناه فيها صراع بين إنه يسيبها في حالها وإنه يسمع كلام أبوه. بعدين ابتسم ابتسامة جانبية فيها هدوء مصطنع وقال:
— حاضر يا بابا.
طلع على السلم بخطوات هادية. وقف قدام الباب اللي مقفول، وسمع صوت شهقاتها وبكاها بيقطع الصمت اللي في الدور كله.
خبط خبطتين خفيفتين:
— هاجر…

 

 

صوتها طلع متقطع ومختنق من البكا:
— مش عايزة أتكلم يا ماما.
فتح راكان الباب ببطء، دخل وهو بيحاول يحافظ على هدوءه. هاجر أول ما شافته رفعت راسها بعصبية وقالت:
— عايز إيه؟ وأوعى تفتكر إنك عشان ماما اتجوزت أبوك إنك بقيت أخويا، إنت فاهم؟
راكان وقف عند الباب، ابتسم ابتسامة صغيرة فيها محاولة تهدئة وقال:
— أنا عارف إن الموضوع جه فجأة… بس دا ميمنعش إن مامتك بتحبك وبتخاف عليكي.
هاجر، صوتها ارتفع وهي تحاول تمسح دموعها:
— قولتلك ما تدخلش بيني وبينها! هي أمي أنا… مش أمك إنت.
راكان قرب شوية، عينه فيها نظرة فاهمة، وصوته بقى أهدى:
— عارفة… إنتِ بتحاولي تقنعي نفسك بحاجة إنها أمك انتي بس، ودا صح. بس مش عايزة تتخيلي إنها ممكن تدي حب لابن مش ابنها… اللي هو أنا. ودا اللي مأثر فيكي.
الكلام وقع عليها زي صفعة صامتة. قلبها اتقلب، حسّت إنها عايزة ترد بس الكلام وقف في حلقها.
الكلمة الأخيرة نزلت على هاجر تقيلة زي الحجر. حسّت نار طالعة من جواها، دموعها ما وقفتش، وصوتها ارتفع بغضب مكتوم بقاله سنين:
— انتَ إزاي تجرؤ تقول كده؟! إزاي!
أنا طول عمري مستنيا منها كلمة حنية… نظرة، حضن بجد! عايشة معاها غريبة، وغريبة عنها.
تيجي إنت دلوقتي تقوللي إنها بتحبك زيي؟!
قامت واقفة بعصبية، إيديها بتترعش، وعينيها مليانة دموع:
— إنت عارف يعني إيه أبقى بنتها الوحيدة وأحس طول الوقت إنها مش شايفاني؟ إنت عارف يعني إيه أرجع من سفر سنين ألاقيها بدأت حياة جديدة… من غيري؟!
صوتها اتكسر فجأة، بقت ما بين البكا والصرخة:
— إنت آخر واحد في الدنيا ليه الحق يتكلم عن علاقتي بيها. هي أمي أنا… مش أمك، ولا هتبقى!
رمت نفسها ع السرير، دموعها نازلة بغزارة، وكأنها مش قادرة تسيطر على نفسها أكتر.
راكان وقف مكانه مصدوم من شدّة انفجارها، ابتسامته اختفت، وملامحه اتبدلت لجدية وصمت.
الجو في الأوضة بقى تقيل، مفيش غير صوت بكاها اللي كان بيخترق قلبه من غير ما يعرف يرد.
سكت راكان شوية، عينه نزلت للأرض، وصوته اتغير من الهدوء للسكون اللي بيخبي وراه وجع قديم:
— إنتي عندك حق… هي عمرها ما هتحبني قد ما هتحبك.
بس… كنت بتمنى يكون عندي عيلة. من بعد ما أمي توفت وأنا طفل، وأنا عايش لوحدي… بابا طول الوقت مسافر، والبيت فاضي، والليل طويل.
كنت بتمنا يبقى عندي أخوات… عيلة تحسسني إني زي أي حد في سني.
رفع عينه ليها، نظرته لأول مرة ماكانتش فيها أي ابتسامة، ولا حتى محاولة يبان قوي. كانت نظرة صريحة كلها حزن:
— أنا مش داخل حياتك عشان أخد مكان حد… أنا نفسي ألاقي مكان ليا.
هاجر سكتت فجأة، كأن كلماته جمدت غضبها للحظة، قلبها اتلخبط، مش عارفة ترد ولا حتى تنظر في عينه.
هاجر مسحت دموعها بعصبية، قلبها لسه بيدق بسرعة، وكأنها مش عايزة تعترف إن كلامه لمسها:
هاجر بحدة: الكلام الحلو مش هيغير حاجة، أنا مش طالبة منك تعوضني عن حاجة.

 

 

سكتت ثواني وعينيها هربت بعيد عنه: بس… يمكن فاهمة اللي انت قصدته.
راكان ابتسم ابتسامة صغيرة بس كانت مختلفة، فيها شوية ارتياح إنه نجح يخليها تسمعه:
— مش عايز أكتر من كده دلوقتي.
هاجر بصت له بنظرة مترددة، ما بين رغبتها تكمل الخصام، وبين حاجة جواها بتقول لها “اسمعيه.”
سابها وخرج، بس قبل ما يقفل الباب وراه كانت عينه لسه بتبص عليها كأنه عايز يقول “أنا قولت اللي جوايا خلاص.”
هاجر فضلت قاعده مكانها، صوت دقات قلبها عالي جوه ودانها، ومش قادرة تحدد إذا كانت متضايقة منه ولا متأثرة بيه.
الليل عدى تقيل، كل ما تحاول تنام تفتكر كلامه عن الوحدة والعيلة. دماغها مليانه أسئلة:
هتعرف تستحمل تعيش وسط حياتهم الجديدة دي؟
ولا هتنهزم قدام وجعها وتروح تقعد مع باباها؟
لقت نفسها تايهة بين اختيارات مالهاش إجابة واضحة، والليالي الجاية هي اللي هتحدد إذا كانت قوية كفاية ولا لأ.
صحيت هاجر تاني يوم، ونزلت بخطوات مترددة على ريحة الفطار اللي ماليه البيت.
نيهال كانت قاعده ع السفرة، ملامحها متجهمة والزعل باين في عينيها، لكن ولا كلمة طلعت منها.
هاجر برضه قعدت قصادها من غير ما تقول حاجة، كأن بينهم جدار من صمت تقيل.
سمير، جوز أمها، حاول يكسر الجمود بابتسامة بسيطة وهو بيصب الشاي:
– قوليلي يا هاجر يا حبيبتي… انتي ناوية تشتغلي ولا تعملي إيه بعد ما رجعتي من المنحة؟
هاجر رفعت عينيها وبصت له بشرود:
– والله لسه مش عارفة.
وسكتت من غير ما تكمّل.

 

هو ابتسم ابتسامة أبوية وقال:
– ع العموم أي قرار هتاخديه… احنا معاكي فيه.
الكلمة علقت في دماغها: إحنا؟
والأكتر منها كلمة معاكي.
حست بغصة صغيرة، كأن الكلمة دي أول مره تسمعها
لأنها كانت عايشه وسط اسره مفككه
يتبععع

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x