روايات

رواية مغرم مجنون الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم خديجة أحمد

رواية مغرم مجنون الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم خديجة أحمد

 

 

البارت الثامن والعشرون

 

#مغرم_مجنون
البارت التمنيه وعشرين والاخير
بصّ عليها وهي لسه نايمة في هدوء،
وشّها مطمّنه كأن العالم كله بخير.
مدّ إيده بخوف وهزّها بخفّة، صوته واطي ومبحوح:
— هاجر…
فتحت عينيها بقلق وقالت وهي بتعدل نفسها:
— خير يا حبيبي؟ في حاجة؟
بصّ لها بعينين مبلولين، وصدره بيعلو ويهبط بسرعة:
— كابوس…
قالها بنبرة وجع، ولسه العرق مغرق وشه.
مدّت إيدها تمسح على وشه وقالت بحنان:
— وشك كله عرقان، لحظة أجيبلك مناديل.
مسك إيدها قبل ما تقوم، شدّها ناحيته وقال بصوت متكسر:
— لا… اقعدي هنا، أنا… أنا خايف.
قعدت جنبه بقلق أكبر وقالت بهدوء وهي بتحاول تفهم:

 

 

— من إيه بس؟.
قال وهو بيحاول ياخد نفسه:
— الحلم كان وحش… وحش أوي يا هاجر.
بصتله لحظة، ومن غير كلام فتحتله حضنها.
قرب منها فورًا، وكأن الحضن ده هو الأمان اللي رجّعه للحياة.
ضمها جامد، صدره بيوجع ودموعه بدأت تنزل على هدومها من غير ما يحس.
هي ما قالتش حاجة، بس كانت بتربت على ضهره بهدوء،
كل لمسة منها كانت بتطمنه أكتر من أي كلام.
لحد ما تنفسه بدأ يهدى، ودموعه خفت،
وفضل في حضنها كده لغاية ما تاه في النوم…
وهي لسه حضناه كأنها بتحميه من أي كابوس ممكن يرجع له.
الصبح، نور خفيف دخل من الشباك،
وهاجر كانت صاحيه، عينيها لسه شايفه كل اللي حصل بالليل قدامها.
بصّت عليه، لقيته نايم في حضنها، وشه هادي بس آثار الدموع لسه باينة على خده.
إيده ماسكه في طرف هدومها كأنه طفل خايف يضيع لو سابها،
نَفَسه هادي، وصدره بيرتفع بهدوء بعد ليلة طويلة من الخوف.
ابتسمت بخفة وهي بتمرر إيديها في شعره،
وقالت لنفسها بصوت واطي:
— عامل زي الطفل… أول مرة أشوفك كده يا راكان.
كل القوة اللي كانت دايمًا في صوته،
كل الغضب والعناد اللي متعودة عليه،
دلوقتي اختفوا…
مافضلش غير راجل مكسور، بيحتمي في حضنها كأنه بيتخاف عليه.
قلبها وجعها عليه،
بس في نفس الوقت، حسّت إن اللحظة دي جمعاهم بطريقة عمرها ما كانت تتخيلها.
كانت بتمسح على شعره بهدوء،
كأنها بتحلف له من غير كلام إن الكابوس خلص،
وإنها لسه هنا،
ولسه معاه.
عدّت سنة…
سنة مليانة وجع وخسارة وتعب،
نيهال راحت بحسرتها، وسمير اتحبس وسط ديونه،
لكن وسط الخراب ده، كان في بيت صغير لسه فيه ضحكة بتتخلق من جديد.
راكان كان قاعد على الكنبة، ماسك الريموت، بيتفرج في شرود.
هاجر جات وقعدت جنبه بهدوء،
بصّتلها كأنه لسه مستني يسمع كلمة تريّحه بعد يوم طويل.
قالت وهي بتبص له بابتسامة دافية:
— راكان…
بصّ لها، ملامحه اتغيرت، كأنه حاسس إن في حاجة ورا الكلمة.
قالت بهدوء:
— ربنا استجاب لدعانا بعد سنة كاملة.
اتجمد لحظة،
عيونه وسّعت، صوته طلع متردد:
— يعني إيه؟
هزت راسها وهي مش قادرة تمسك دمعتها،
ابتسم هو، بس الابتسامة كانت مرتبكة، مش مصدّق،
— انتي… حامل؟
ضحكت وهي بتمسح دمعتها وقالت بصوت واطي:
— أيوه يا راكان.
ساعتها حضنها بكل قوته،
زي اللي لقى الدنيا كلها فجأة في حضنها،
وقال وهو صوته بيرتعش:
— ياااارب!
في الصالة، ياسمين كانت قاعدة على الكنبة، وإيديها على بطنها وهي بتبتسم بهدوء.
عبدالرحمن دخل من المطبخ بكوبايتين عصير، قعد جمبها وقال وهو بيقدمها ليها:
ـ خدي يا ست الحوامل.
ضحكت وقالت بخفه:
ـ تسلم إيدك .

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية صغيرة في قبضتي الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم آية عيد

 

 

بعد لحظة سكون، بصلها وقال:
ـ تفتكري هنسمي البنوته إيه؟
رفعت عينيها له وقالت بابتسامة فضول:
ـ مش عارفه، قول إنت.
قال بعد لحظة تفكير:
ـ شمس.
رفعت حواجبها بشك خفيف وقالت وهي بتحاول تمسك ضحكتها:
ـ واشمعنا بقى يا أستاذ شمس؟
ضحك وقال:
ـ يا بنتي عشان انتي ياسمين، فهيا تبقى شمس… ياسمين وشمس، ريحة ودفا.
ضحكت وقالت:
ـ ماشي يا شاعر.
سكت لحظة وهو بيبص لها بمشاكسة وقال:
ـ الحلو بيغير ولا إيه؟
لفت وشها عنه وهي مبتسمة ومكسوفة:
ـ غيرانه؟ أنا؟ أبداًااا.
قرب منها وقال وهو بيهمس عند ودنها:
ـ طب يا ترى البنوته هتطلع شمسك ولا شمسي أنا؟
ضحكت بخجل وقالت وهي بتقوم:
ـ خليني أخلص الغدا قبل ما تجنني أكتر.
ضحك هو وقال:
ـ طيب بس خلي بالك من شمسنا يا ياسمين.
صوت الأجهزة في أوضة العمليات كان بيدق بإيقاع سريع،
هاجر ع السرير، عيونها تايهة وبتحاول تمسك إيد راكان بقوة.
قالت بصوت ضعيف متقطع:
ـ أنا خايفة… يا راكان.
قرب منها، مسك إيدها بإيده الاتنين وقال وهو بيحاول يثبت صوته:
ـ متخافيش يا روحي… أنا هنا، مش هسيبك، سمعاني؟
ابتسمت بخفّة وهي بتحاول تفتح عينيها عليه،
آخر نظرة كانت كلها وجع واطمئنان في نفس الوقت،
قبل ما الباب يتقفل عليهّا ويخرج الدكتور.
وقف راكان في الممر، بيبص ف باب العمليات كأنه بيحاول يسمع صوتها من جوه.
إيده بتترعش، وصدره بيعلو وينزل بسرعة.
أحمد قرب منه، طبطب ع ضهره وقال بهدوء:
ـ متقلقش، إن شاء الله هتبقى بخير.
رد راكان بصوت مبحوح:
ـ يا رب يا عمي، يا رب.
اما حنان كانت قاعدة على كرسي، شايلة جميل الصغير ف حضنها،
بتبص على الباب كل شوية، قلبها بيترج من القلق.
ورقيه كانت جنبها، صامته، عيونها مليانة خوف.
وفجأة، ظهر عبدالرحمن من آخر الطرقة، وياسمين وراه.
مشوا بخطوات سريعة ناحية راكان.
عبدالرحمن وهو بيلمس كتفه:
ـ معلش يا راكان، اتأخرت عليك شوية.
راكان وهو بيهز راسه بتوتر:
ـ يا بني قولتلك متجيش، ومتجيبش مراتك، عشان حملها.
عبدالرحمن بابتسامة هادية رغم القلق اللي باين في صوته:
ـ خلينا بس نطمن الأول على هاجر، وبعدها هرجعها على طول.
ياسمين وقفت جمب حنان، لمّا شافت جميل ضحكت بخفة وقالت:
ـ ما شاء الله عسول.
حنان ابتسمت بصعوبة وقالت:
ـ شبه هاجر.
راكان رجع يبص ع باب العمليات،
كل ثانية كانت بتعدّي عليه كأنها سنة…
وفجأة، في نص القلق والانتظار،
ياسمين شهقت فجأة، وإيدها مسكت بطنها بقوة،
صرخت بصوت عالى:
ـ آاااه!!!
عبدالرحمن اتخض، جرى عليها وهو بيقول بلهفة:
ـ في إيه مالك؟!
قالت وهي بتنهج، العرق نازل من جبينها:
ـ شـ… شكلي هولد!!
رقيه اتجمدت مكانها، صوتها طلع متقطع من الصدمة:
ـ إزّاي؟! هي مش ف الشهر السابع؟!
عبدالرحمن قرب منها مرتبك، عيونه بتلف ما بين وشها والدكاترة اللي جايين من بعيد:
ـ المفروض… المفروض لسه!
ياسمين صرخت تاني وهي ماسكة إيده بقوة:
ـ إنتوا هتفضلوا تتسايروا وأنا هولد على نفسي ولا إيه؟!!
الكل اتلبش!
حنان قامت بسرعة وهي بتنده على الممرضين:
ـ يا جماعةاااا في حالة ولادة هنااااا!
الممرضة جريت ومعاها عربية نقل صغيرة،
عبدالرحمن كان بيحاول يهدّيها، بس وشه كله خوف:
ـ خدي نفس يا حبيبتي، أنا معاكي، متخافيش، كله هيعدي خير إن شاء الله.
راكان، رغم خوفه على هاجر، وقف متجمد مش مصدق اللي بيحصل،
بصّ على عبدالرحمن وقال له بنبرة فيها توتر ودهشة:
ـ اتنين في نفس الوقت؟!

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية عشق الريان الفصل التاسع 9 بقلم روما رمضان

 

 

عبدالرحمن رفع راسه بسرعة وقال بنصف ابتسامة مشدودة:
ـ شكل ربنا قرر يفرّحنا ويختبرنا سوا!
الطوارئ كانت مقلوبة على آخرها…
صوت أجهزة، وصريخ، وممرضين بيجروا في كل اتجاه.
الدكتور خرج بسرعة من عند هاجر وهو بيزعق:
ـ جهّزوا أوضة ولادة تانية حالًا!
عبدالرحمن كان ماسك إيد ياسمين وهي بتصرخ من الوجع،
صوته مبحوح وهو بيقول:
ـ استحملي يا حبيبتي، استحملي شويه بس، كله هيعدي خير، أنا معاكي، أنا مش هسيبك.
ياسمين دموعها نازلة، عرقها مغرق وشها، قالت بصوت متقطع:
ـ مش… مش قادرة يا عبد… الرحمن.
ـ تقدري، والله تقدري… ركزي معايا بس، كل حاجه هتبقى بخير.
الممرضة ندهت عليه:
ـ لو سمحت يا أستاذ، لازم تلبس اللبس المعقم، لو عايز تدخل معاها العمليات.
عيونه فيها خوف وفرحة وغلايان مشاعر،
بص حواليه وكأنه مش مصدق إن اللحظة دي جات فجأة.
بصّ على راكان اللي واقف متجمد قدام أوضة هاجر،
وقال له بسرعة:
ـ ادعي لنا يا صاحبي، شكلنا هنخوض الحرب سوا النهارده.
راكان بابتسامة باهتة وسط قلقه:
ـ ربنا يقومهم بالسلامة يا رب….
عبدالرحمن لبس اللبس بسرعة، والممرضين أخدوا ياسمين جوه.
دخل وراها، قلبه بيدق كأنه هيخرج من مكانه،
شال شعرها اللي لازق في جبينها من العرق وقال بصوت واطي وهو ماسك إيدها:
ـ أنا هنا، سامعة؟ مش هسيبك لحظه واحدة.
هي بصتله بعينين كلها وجع وخوف،
وقالها بابتسامة ضعيفة:
ـ لما النونو ييجي، هنسميها شمس… فاكره؟
ضحكت بصعوبة وهي بتبكي، وقالت بصوت واهي:
ـ فاكره… بس أوعدني هتشوفها الأول.
ابتسم وهو بيقول:
ـ هنشوفها سوا، أنا وإنتِ.
في أوضة الولادة — بعد ساعات طويلة
الجو كان هادي إلا من صوت الأجهزة.
هاجر نايمة على السرير، وشها شاحب لكن فيه لمحة راحة غريبة…
عينها فتحت ببطء، أول حاجة شافتها كانت راكان قاعد جنبها، ماسك إيدها بلُطف كأنه خايف تروح منه تاني.
ابتسم أول ما شافها:
ـ الحمد لله… فقتي يا روحي؟
همست بصوت واهي جدًا:
ـ البيبي؟
ضحك والدموع في عينيه وهو بيقرب منها:
ـ بخير… شبهك قوي، ولد جميل يا هاجر.
مد إيده بخفة ومسح على شعرها:
ـ كنتِ بطلة… بطلة يا حبيبتي.
هاجر ابتسمت وهي بتحاول تفتح عينيها أكتر، دمعة نزلت على خدها من الراحة،
قالت بهمس ضعيف:
ـ كنت حاسة إني مش هقوم منها
قرب منها، حط جبينه على جبينها وقال بهدوء:
ـ بعد الشر عليكي
الممرضة دخلت بهدوء، شايلة المولود الملفوف في بطانية صغيرة.
ابتسمت وهي بتقول:
ـ مبروك يا مدام، ربنا رزقك بولد زي القمر.
هاجر مدت إيديها بخفة، خدت البيبي، قربته منها،
نظرت له بدموع دفا وسعادة في نفس الوقت وقالت:
ـ اسمه يعقوب حلو اوي.
راكان بصّ لها لحظة طويلة، كأنه بيحاول يصدق إن ربنا فعلاً عوضه، وقال وهو بيحضنهم هما الاتنين:
ـ أحلى اسم… وأحلى نعمة ف حياتي.
في غرفة عمليات تانية — بعد شوية
صرخات ياسمين كانت بتملأ المكان،
صوت الدكتور بيصدر أوامره بسرعة، والممرضات بتتحرك بخفة حوالين السرير.
عبدالرحمن كان لابس لبس التعقيم وواقف عند راسها، ماسك إيدها بإيده، بيحاول يخبي خوفه بابتسامة هادية:
ـ خدي نفس يا ياسمين… أنا هنا، معاكِ، متخافيش.
ياسمين بصعوبة بين الأنفاس والتعب قالت بصوت متقطع:
ـ ما… ما تسيبنيش يا عبد الرحمن.
قرب منها أكتر، مسك وشها من غير ما يعيّط وقال بسرعة:
ـ مش هسيبك، ولا ثانية… انتي قوتي، فاهمة؟
صوت الدكتور ارتفع:
ـ تمام، خلاص قربنا!
وبعد ثواني قليلة،
المكان كله سكت لحظة،
وبعدين صوت بكاء طفلة صغيرة ملأ الأوضة.
عبدالرحمن دموعه نزلت من غير ما يحس، بص لياسمين وقال وهو بيضحك ببكاء:
ـ بنتي بنتي يا ياسمين!
ياسمين ابتسمت وسط تعبها، دموعها سالت،
قالت بصوت واهي جدًا:
ـ شمس… اسمها شمس.
الممرضة وقفت جنب السرير وقالت بضحكة خفيفة:
ـ أستاذ عبدالرحمن تعبنا أوي جوه، كل شوية يدوّخ ويقع من المنظر، بصراحة مكناش عارفين نلحقك ولا نلحقه
ضحكت ياسمين رغم التعب وقالت وهي بتحاول تتكلم:
ـ عادي أصل هو خواف من الإبره أصلًا، ما بالك بعمليه كامله
الممرضه ضحكت وقالت:
ـ واضح جدًا، بس أول ما سمع صوت البنت نسي كل التعب، كان هيطير من الفرحة.
ياسمين ابتسمت بخفه وقالت:
ـ طب هي فين دلوقتي؟
الممرضه قربت منها وقالت:
ـ بيجهزوهالك، بنت زي القمر ما شاء الله.
ياسمين دمعت عيونها وقالت بصوت واهي:
ـ الحمد لله يا رب… شمس
_________
مرت الأيام، والدنيا بدأت تهدى بعد سنين من الوجع والفقد والخوف.
في بيت صغير مليان ضحك ودفا، كان صوت الأطفال مالي المكان.
هاجر قاعدة على الكنبة، شايلة ابنها “يعقوب”، وبتبص على راكان اللي بيلعب معاه وهو بيضحك من قلبه .
بصت له بحب، وقالت في سرّها: “يمكن ربنا أخد مننا حاجات كتير… بس عطانا اللي يخلينا نعيش تاني.”
وفي بيت تاني، كانت ياسمين نايمة ووشها هادي، جنبها عبدالرحمن ماسك بنته “شمس”، بيبصلها كأنها نور الدنيا اللي طفى عنه سنين ورجع.
بص لها وقال وهو بيبتسم:
ـ شمسنا طلعت أخيرًا.
الكاميرا بتبعد بهدوء عن البيتين…
صوت أذان المغرب في الخلفية، والسماء لونها دهبي دافي.
ونفس الجملة اللي قالتها هاجر بتتكرر كصوت راوي:
“كل حاجة ربنا بيأخرها، بيأخرها عشان تيجي في وقتها… وقت النور بعد العتمة.”
______
هاجر
دلوقتي بس أقدر أقول إن ربنا عوضني…
ببيت دافي، وأسرة هاديه، وقلب مطمئن.
بصيت للسماء وابتسمت ابتسامة فيها امتنان،
وقولت بهدوء وانا بفتكر ماما وعمو سمير: الحمد لله يا رب… على كل اللي راح،
وعلى كل اللي جاي. 🌿
وب كدا تكون
😭♥️ تمت

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية صدفه مجنونه الفصل الثامن 8 بقلم زهرة الربيع

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *