رواية مغرم مجنون الفصل الثالث 3 بقلم خديجة أحمد - The Last Line
روايات

رواية مغرم مجنون الفصل الثالث 3 بقلم خديجة أحمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية مغرم مجنون الفصل الثالث 3 بقلم خديجة أحمد

 

 

البارت الثالث

 

 

#مغرم_مجنون
البارت التالت
كانت قاعدة ع السفرة، شارده، كأنها مش موجودة وسطهم. فجأة موبايلها رن برسالة جاية من رقم مش متسجل.
فتحتها بآلية، لكن عينيها وسعت وهي بتقرأ:
“مهتمتيش تعرفي اسمي، بس ع العموم أنا اسمي راكان.”
رفعت عينيها قدامها ببطء، لقت راكان ماسك موبايله وباصصلها بابتسامة جانبية صغيرة، كأنها ابتسامة متحدية أكتر منها ودودة.
قلبها اتقبض، رجعت تبص في الموبايل، كتبت بسرعة:
– جبت رقمي منين؟
جاوبها بعد ثواني قصيرة:
– سر المهنة.

 

 

رفعت عينيها له تاني، البسمة لسه مرسومة على وشه، وعيونه مليانة غموض.
تنفست بضيق، وشالت عينها بسرعة وسكتت، كأنها بترفض تديله الإحساس إنه قدر يستفزها.
سكتت هاجر شوية، عينيها في الطبق قدامها، وبعدين رفعت راسها وقالت بنبرة ضيق:
– أنا هروح لبابا النهارده.
نيهال ردت من غير ما تبص عليها، صوتها جاف وفيه أمر:
– مش هتروحي في حتة… أنا قولت هتفضلي معايا.
هاجر اتنهدت بسخرية مريرة، وضحكة قصيرة خرجت من بين شفايفها:
– أنا رايحة أقعد معاه شوية وراجعة، مش هبات… ودا مش عشان انتي قولتي، عشان أنا مش عايزة أتقل عليه ولا أشيله همي.
نيهال، وهي بتاكل من غير ما ترفع عينيها:
– خدي راكان معاكي.
هاجر رفعت راسها بسرعة، نظرتها كلها تحدي:
– ودا ليه إن شاء الله؟
سمير حاول يخفف من حدة الموقف، صوته هادي وناعم:
– خليه يوصلك بالعربية يا حبيبتي، عشان متتعبيش في المواصلات.
هاجر كانت على وشك تعترض، لكن قبل ما تفتح بقها، راكان اتدخل بسرعة، ابتسامته جانبية وصوته فيه ثقة:
– مفيش مشكلة يا بابا، أنا هوصلها في طريقي للشغل.
وقف وهو بيحاول يخفي لمعة الانتصار اللي في عينيه، وأسرع يكمل:
– هروح أدور العربية… عقبال ما تلبسي.
مشي من غير ما يبص لهاجر، سايبها متكتفة، متحجرة في مكانها، الغضب مالي عينيها…
طلعت هاجر أوضتها وهي غضبانه، بس بتحاول تبين عكس كده.
وقفت قدام المراية لحظة طويلة، كأنها بتتحدى انعكاسها.
اختارت توب لبني فاتح بيبرز هدوء ملامحها رغم الضيق اللي جواها، ولبست معاه بنطلون جينز أزرق غامق.
سيبت شعرها البني على طبيعته، نازل على كتافها بخفة، وكأنها قررت من غير قصد تعلن تمردها على كل القيود اللي حواليها.
بصت لنفسها تاني في المراية، لمعة صغيرة من التحدي عدت في عينيها… وبعدين أخدت نفس عميق ونزلت.
على الكرسي، والشباك مفتوح والهواء داخل بهدوء.
لما لمح هاجر نازلة، ابتسم ابتسامة جانبية كأنها ابتسامة ترحيب، بس مليانة تحدي.
اتجهت ناحيته بخطوات سريعة، عيونها طالعة شرار. وقفت قدام العربية وقالت بصوت منفعل:
– بقولك إيه… أنا مأعترضتش عشان محرجش والدك، بس أنا مش هروح معاك.
مدت إيدها وخبطت على كبوت العربية بقوة، وكملت بعناد:

 

 

– اتفضل بقى روح من هنا… وأنا هروح بتاكسي.
ضحك راكان ضحكة استهزاء، علي صوته وهو يقول:
– إحنا في كومبوند، يعني مش هتلاقي تاكسي دلوقتي.
قرب بوشه من الشباك، عينيه بتلمع بتهكم وهو يكمل:
– وأكيد مش هتروحي مواصلات… عشان متتبهدليش.
هاجر وقفت لحظة، كلامه نزل عليها كأنه واقع منطق مش قادرة تنكره. عضت شفايفها بضيق، وعينيها راحت بعيد كأنها بتفكر في مخرج… بس لقت نفسها محاصرة بالواقع.
بصت له تاني، لقت ابتسامته المستفزة لسه على وشه، كأنه واثق إنها مش هتلاقي حل غير تركب.
تنهدت بغيظ، ورمت شنطتها على الكرسي اللي جنبه بعصبية، وفتحت الباب بقوة.
قعدت في العربية وهي متكتفة، عينيها مثبتة على الزجاج الأمامي، كأنها مش شايفاه أصلًا.
راكان، وهو مش قادر يخبي ابتسامته، قال بهدوء فيه سخرية:
– كده أهون… صدقيني أنا أسوق أريحلك من ألف تاكسي.
هاجر التفتت له بسرعة، نظرتها نارية:
– بطل أسلوبك المستفز ده، أنا ساكتة بس عشان أوصل وبس.
ضحك بخفوت، وبدأ يدور العربية، صوته واطي بس مسموع:
– زي ما تحبي… بس شكلك وانتي متعصبة بيضحكني.
هاجر شهقت بضيق، ولفت وشها ناحية الشباك، محاولة تخفي ارتباكها وسط الغضب اللي ماليها.
طول الطريق، كانت هاجر ساكتة، عينيها معلقة بالفراغ قدامها، كأنها تايهة في بحر ملوش آخر. الأفكار بتتصارع جواها: حياتها اللي اتشقلبت فجأة، صدمة جواز أمها، ووجود راكان اللي بقى غريب في بيتها.
قطع شرودها صوت راكان، هادي بس فيه لمسة فضول:
– على كدا بقى… اتخرجتي من كلية إيه؟
التفتت له هاجر بحدة، نظرة كأنها سهم، وبعدين رجعت لسكاتها من غير ما تنطق.
هو ما اتأثرش، بالعكس كمل كلامه كأنه بيجس نبضها:
– أنا متخرج من إدارة أعمال.
هاجر، من غير ما تبص له، ردت ببرود جليدي:
– مش مهتمة أعرف.
ضحك بخفة، ابتسامة جانبية ظهرت على وشه، وصوته واطي لكن واثق:
– بس أنا… مهتم أعرفك.
بصتله بضيق وسكتت
وأخيرًا وصلوا قدام البيت.
هاجر فتحت باب العربية بسرعة، ونزلت بخطوات سريعة، كأنها عايزة تقطع أي لحظة بينهم.
وقفت عند الشباك، ومدت إيدها بكام ورقة فلوس، ورمتها جواه:
– تفضل…
راكان رفع حاجبه وهو بيبص للمبلغ اللي نزل على الكرسي جنبه، وبص لها بسخرية واضحة:
– إيه دا؟
هاجر ردت باستهزاء، نبرة صوتها مليانة تحدي:
– حق الأجرة… والبسبوسة اللي دفعتلي حقها.
وسابت الكلمة تترن في ودانه وهي بتدور وتسيبه، ماشية بخطوات ثابتة، ظهرها ليه وكأنها قفلت الباب في وش أي محاولة منه.
راكان فضل قاعد، ابتسامته الجانبية رجعت، بس عينيه فيها بريق مختلف… كأنها أول مرة يلاقي حد قادر يرد عليه بنفس القوة.
بعد ما راكان اتحرك بالعربية في طريقه للشغل، فضلت هاجر ماشيه بخطوات سريعة لحد ما وقفت قدام باب شقة أبوها.
قلبها كان بيدق بسرعة، دقات مليانة فرحة ولهفة… أخيرًا، هتشوفه. كل التعب والزعل اللي جواها اتحول للحظة انتظار، لحظة فيها أمل.
مدّت إيدها وخبطت على الباب، إيدها كانت بترتعش من جوه رغم ثباتها من برّه.
الباب اتفتح… ووش حنان مرات أبوها، ظهر بابتسامة دافية.
– الغالية…
قبل ما هاجر تقدر حتى تنطق، هناء فتحت دراعاتها وضمتها لحضنها، حضن مليان حنية صادقة، كأنه بيحاول يعوضها عن كل حاجة وجعاها.
هاجر اتسندت عليها، وعينيها دمعت من غير ما تقصد، الدموع كانت دموع فرحة وشجن في نفس الوقت.
جاء صوت أحمد من جوه الشقة، صوته مليان شوق ولهفة:
– حبيبة بابا…
وبمجرد ما شافها، فتح دراعاته على آخرها.
هاجر ما استحملتش، جريت عليه وارتمت في حضنه رجعت أخيرًا لمكانها الآمن.
قالت بصوت مخنوق بالدموع، بس مليان حب:
– وحشتني أوي… أوي يا بابا.
أحمد ضمها أكتر، وإيده بتطبطب على ضهرها بحنان أبوي غامر، صوته رقيق وهو بيقول:
– وانتي كمان يا حبيبتي… نورتي مصر، يا قلب باباكي.
هاجر أغمضت عينيها وهي في حضنه، حسّت إن كل التعب والغربة والزعل اتبخروا في اللحظة دي… وكأن الدنيا كلها اتسوت بس بحضنه.
بعد دقائق قليلة، كانوا قاعدين في الصالة، الجو مليان بهجة ودفا.
هاجر كانت شايلة طفل صغير بين إيديها، عيونها كلها حب وهي بتبصله. ابتسمت وقالت بحنان:
– جميل… اسم على مسمّى فعلًا.

 

 

حنان طبطبت على كتفها بابتسامة رضا وقالت:
– شبهك على الآخر يا هجورة.
هاجر ضحكت بخجل وهي بتلعب في صوابع الطفل الصغير، كل مرة يضحك فيها كانت تحس قلبها بيرقص.
لمست خدوده الصغيرة وقالت بحب:
– ربنا يحفظك يا جميل
الصالة كانت مليانة دفء… كأن وجود الطفل قربهم من بعض أكتر وخلى اللحظة دي تبقى ذكرى مش هتتنسي.
في مكتب واسع متقسم بدقة، راكان كان قاعد على مكتب الإدارة الفخم، قاعد بإيده على الكيبورد بس عقله واضح إنه مش حاضر.
قدامه على الكرسي كان عبد الرحمن، صديقه وزميله المقرب.
راكان تنهد وقال بضيق:
– بس يا عم… البيت متوتر اليومين دول.
عبد الرحمن هز راسه بتفهم وقال:
– يومين وهيعدوا… هو برضه ليها حق تتصدم وتاخد موقف من مامتها.
راكان مسك القلم اللي قدامه وبدأ يلفه بين صوابعه وقال بنبرة شبه مترددة:
– أنا مش عارف أتعامل معاها، مرة بتبصلي كإني غريب… ومرة كإني متهم في محكمة.
عبد الرحمن بابتسامة خفيفة:
– متنساش إنها راجعة بعد غربة… ولسه مش متعودة على وجودك في حياتهم. إديها وقت… الوقت ساعات بيعمل اللي الكلام ما يقدر٣ش يعمله.
راكان سكت، عيونه تاهت في نقطة قدامه، كأن كلام عبد الرحمن حرك حاجة جواه مش قادر يعبر عنها.
بعد يوم طويل، مليان ضحك وحكاوي وأحضان دافية، كانت هاجر واقفة عند باب الشقة. عينها لسه متشبعة من صورة أبوها وهو بيبصلها بحب، وصوت ضحكته بيرن جواها.
حنان مدت إيديها ليها بحنية الست اللي بتتمنى تكسب قلب بنت مش بنتها:
– بحب، ابقي تعالي تاني يا هجوره… هستناكي.
هاجر ابتسمت ابتسامة صغيرة، ابتسامة متلخبطة بين الشكر والمجاملة، وقالت بهدوء:
– حاضر.
سلمت على أبوها، حضنته مرة كمان بسرعة كأنها بتحاول تخزن الإحساس ده جواها قبل ما تمشي. قلبها كان بيتقبض وهي بتنزل السلم… إحساس غريب ما بين سعادة إنها شافت أبوها، ووجع إنها لسه مش عارفة هتقدر تتأقلم مع حياتها الجديدة ولا لأ.
خطواتها على السلم كانت تقيلة… كل درجة بتنزلها بتحس إنها بتسيب جزء من روحها فوق.
هاجر نزلت السلم بخطوات بطيئة، قلبها متعلق فوق، عينيها لسه شايفة صورة أبوها وهو مبتسم وحاضنها.
قدام العمارة وقفت تستنشق نفس عميق كأنها مش عايزة تسيب ريحة البيت.
طلعت موبايلها من الشنطة، فتحت التاكسي أبلكيشن، لكن قبل ما تلحق تطلب…
لمحت عربية واقفة مش بعيد والازاز بينزل ببطء.
صوت مألوف قال بسخرية خفيفة:
– إيه يا آنسة، مش ناوية تدفعي أجرة المرة دي برضه ولا هنكملها ب بسبوسة؟
هاجر رفعت عينيها بحدة…
– أنت؟! إنت بتعمل إيه هنا؟
راكان ابتسم وهو مسند دراعه ع زجاج العربية:
– بوصلك… ما تقلقيش مش هاخد ٣٠٠ جنيه المرادي.
هاجر عضت شفايفها بضيق، وقفت مترددة… تروح معاه ولا تركب تاكسي؟
يتبععع

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x