رواية مغرم مجنون الفصل التاسع 9 بقلم خديجة أحمد - The Last Line
روايات

رواية مغرم مجنون الفصل التاسع 9 بقلم خديجة أحمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية مغرم مجنون الفصل التاسع 9 بقلم خديجة أحمد

 

 

البارت التاسع

 

 

#مغرم_مجنون
البارت التاسع
ياسمين خرجت من الشركة بعد ما خلصت شغلها، الشمس كانت ميلة للغروب، والهواء خفيف بيعدي بين الشجر.
لمحت عبدالرحمن واقف، ساند ضهره على عربيته، بيبص ناحيتها بابتسامة فيها انتظار وراحة.
اسمين رفعت حاجبها وقالت وهي بتقرب:
– اتأخرت؟
ابتسم عبدالرحمن وقال بثقة هادية:
– مبعرفش أعد الوقت وأنا مستنيكي، لو قعدتي سنة برضه كنت هستناكي.
بصّت له بعدم اهتمام مصطنع، وقالت بهدوء وهي داخلة العربية:

 

 

– ممم… تمام.
بعد شوية كانوا قاعدين في مطعم بسيط، الإضاءة هادية والموسيقى خافتة.
بدأوا ياكلوا، قطع عبدالرحمن الصمت وقال وهو بيضحك:
– غريبة… أول مرة تقبلي تتغدي معايا.
ياسمين رفعت عينيها وقالت بخفة دم:
– كنت واقعة من الجوع بصراحة.
عبدالرحمن فتح عينيه بدهشة مصطنعة:
– يعني مش عشان أنا واد حليوه وعايزة تخرجي معايا؟
ضحكت وقالت وهي تهز راسها:
– يا شيخ اتنيل.
ضحك هو كمان، وقال بنبرة فيها جدية ممزوجة بدفء:
– يعني مش ناوية تديني فرصة؟
ياسمين اتكأت بإيدها على الترابيزة، وقربت شوية وقالت بعينين فيها لمعة حذر:
– إنت واحد عينك زايغة، وأنا مأمنش أبقى معاك عشان ممكن تبص لواحدة غيري.
ابتسم عبدالرحمن وقرب هو كمان، المسافة بين عينيهم بقت ضيقة جدًا وقال بهدوء:
– بس إنتي ف إيدك تخليني أتوب.
ابتسمت ياسمين بسخرية ناعمة وقالت:
– وأنا معنديش وقت إني أخليك تتوب، لما تتوب لوحدك… ساعتها ممكن أفكر.
ورجعت ياسمين ضهرها للكرسي، جملتها الاخيره كانت كفايه… كأنها بتدي لمحة صغيرة لعبدالرحمن، أمل خفيف لعلاقة بينهم، رسالة صامتة يفهمها لو قلبه صاحي.
ابتسم هو ابتسامة خفيفة، عينيه لمعت، وفي لمعة دي كل الكلام اللي هو محتاج يسمعه… كأنه فهم بالظبط هي كانت بتقصد إيه.
عند هاجر
كانت العربية ماشية في الشارع، بس عقل هاجر كان تايه.
إيديها على الدركسيون، بس قلبها مش معاها…
مش عارفة تروح فين، كل مكان بقى بيخنقها، حتى الفيلا ، غريبة… مفيهاش روح، ولا دفء، ولا حتى ريحة بيت.
وقفت من غير ما تفكر قدام عيادة مكتوب عليها: “الدكتورة رُقية النفوس أولًا.”
بصت للافتة، ولقت نفسها بتنزل من العربية من غير ما تحس… كأن رجليها اللي جابتها.
دخلت العيادة، كانت رُقية قاعدة ووشها زي دايمًا هادي ومرتاح.
رفعت عينيها وقالت بابتسامة فيها دفء الأم والأخت معًا:
– إيه الزيارة المفاجئة دي يا هاجر؟ اتفضلي، اقعدي.
هاجر قعدت، ووشها باهت كأن كل النور اللي فيها اختفى، والهالات السودة تحت عينيها
سكتت لحظات وبعدين بدأت تحكي…
حكت كل حاجة.
كل صدمة، وكل وجع، وكل كلمة خلتها تحس إنها اتخدعت.
رُقية كانت ساكتة، بتسمعها بعينين فيها فهم وحنان، ولما خلصت، قالت بهدوء:

 

 

– إنتي متضايقة عشان حسيتي إنه كدب عليكي، بس صدقيني يا هاجر… لو مكنتيش قد الوظيفه دي مكانوش وظفوكي
هاجر رفعت عينيها ليها، ودموعها كانت بتلمع وهي بتقول بصوت مكسور:
– بس أنا مش عايزة حد يكدب عليا… حتى لو لمصلحتي.
أنا ليّا الحق إني أعرف الحقيقه ، وأواجه وجعي بإيدي…
أحسن ما أكون ضعيفة كده… ضعيفة زي ما أنا دلوقتي.
رُقية مدت إيدها، مسكت إيدها برفق وقالت بهمس:
– الضعف مش دايم يا هاجر… بس الكتمان بيكسره.
اعملي اللي قلبك شايفه صح، مش اللي خوفك بيقولك عليه.
هاجر سكتت، وبصت في الفراغ، كأنها بتحاول تلاقي في كلام رقية الطريق اللي ترجع بيه لنفسها من تاني.
هاجر مسحت دموعها وهي بتتنهد تنهيدة تقيلة خرجت من جوّا قلبها وقالت بصوت مبحوح:
– يبقى أرجع كندا… كانوا أحلى سنتين في حياتي.
بعيدة عن المشاكل، عن الوجع، عن الضغوطات اللي هنا.
هناك كنت بصحى على هدوء، على نفسي… مش على الخناقات اللي جوايا.
ابتسمت بسمة صغيرة فيها وجع:
– هناك كنت بنام وانا مطمنة شويه، هنا حتى وأنا نايمة بحلم إني بتخانق.
كل حاجة هنا بقت بتوجعني يا دكتورة رُقية… حتى الأماكن اللي كنت بحبها.
رُقية بصتلها بهدوء وقالت:
– كندا كانت راحة يا هاجر ، بس الهروب مش دايما الحل.
يمكن راحتك المرة دي مش في البُعد… يمكن في المواجهة.
هاجر سكتت شوية، عينيها سرحت في نقطة على الأرض،
وقالت بهمس:
– يمكن عندك حق… بس أنا تعبت من المواجهة.
كل مرة بمسك نفسي أكون قوية، بس بحس إني بنكسر أكتر.
رُقية ابتسمت وقالت بلُطف:
– القوة مش إنك ما تتكسريش… القوة إنك تقومي بعد كل كَسرة.
هاجر حست ان كلام الدكتوره صح وقررت تمشي بعد م قالت كل اللي جواها
خرجت هاجر من عند الدكتوره
ركبت العربية وعيونها مليانة دموع مكبوتة، . قررت ترجع الفيلا… يمكن دي تكون آخر محاولة.
في الليل، لما أمّها رجعت من الشغل، كانت الصالة غارقة في ضوء أصفر باهت طالع من الأباجورة. نيهال قاعدة على الكنبة، ماسكة الموبايل ووشها غارق فيه.
هاجر وقفت قدامها وقالت بصوت خافت لكن مليان وجع:
– ماما… محتاجة أتكلم معاكي.
نيهال من غير ما تبص حتى:
– مش دلوقتي، مشغولة.
هاجر حسّت إن الكلمة دي وجعت صدرها أكتر من ألف سكين، شدّت نفسها وقالت بحِدّة:
– ماما، محتاجة بجد أتكلم معاكي.
نيهال رفعت عينيها، زفرِت وقالت بنفاد صبر:
– ها، خير؟
هاجر اتنفست بعمق، كأنها بتحاول تطلع وجع سنين:
– الدكتورة قالتلي إني لازم أواجه وجعي… وأنا قررت أواجهه.
نيهال رفعت حواجبها باستغراب:
– دكتورة مين؟
هاجر ضحكت ضحكة مكسوره، فيها مرارة الدنيا كلها:
– آه، صح… إنتي متعرفيش. أنا بقالي خمس سنين بتعالج عند دكتورة نفسية، اسمها رُقيّة.
من يوم ما إنتي وبابا انفصلتوا… وأنا بتعالج من وجع عمري ما قدرت أحكيه ليكي.
نيهال شدّت نفسها على الكنبة وقالت بسخرية باردة:
– انتي مش أول واحدة ولا آخر واحدة أهلها يتطلقوا.
بلاش دراما اللي عندك دي يا هاجر،زي أبوكي بالظبط.
سكتت هاجر لحظة، بصّت لها بعينين فيها وجع وسنين من الكتمان، وقالت بصوت مبحوح:
– يمكن فعلاً أنا زي بابا… بس انتي عمرِك ما حاولتي تفهمي ليه بقى كده.
نيهال بغضب، صوتها علي واتكسر في آخره:
– افهم؟ افهم إيه اللي فاهماه إنك مديا الموضوع اكبر من حجمه! ….جايه دلوقتي تحاسبيني؟ تحاسبيني على إيه؟
دا أنا كنت بلبسك أحسن لبس، وبأكلك أحسن أكل، ومكنتش بسيبك تحتاجي حاجه!
كنت بجري طول اليوم عشان أوفرلك كل اللي تتمنيه، وبدل ما تشكري تقوليلي إني قصّرت؟!
هاجر سكتت لحظة، ، وبعدين قالت بهدوء موجع:
– فعلاً يا ماما، عمرك ما خلّيتيني محتاجة حاجه… غيرك.
كملت هاجر بحزن، صوتها بيتهدج وهي بتحاول تمسك نفسها:
– حتى لما سافرت… مكنتش عايزة أسافر ولا أتغرّب كنت بس مستنياكي تمنعيني وتقوليلي خليكي معايه، بس لما ملقتش منك كدا قولت خلاص اهو ههرب.
ههرب من البيت، من الزعل اللي مالي الجدران، من نظراتك اللي فيها عتاب أكتر من حب.
كنت فاكرة إن البُعد هيخليني أنسى، بس لما رجعت هنا لقيت كل حاجه بتتعاد من جديد
نيهال بصوت متوتر ومليان غضب متخنق:
– هاجر! إنتي صدّعتيلي دماغي! أنا طالعة أنام.
ولمّا قامت، كانت خطواتها تقيلة، مشيها سريع بس مهزوز، كأنها بتجري من نفسها مش من بنتها.
كانت بتهرب… بتهرب من الحقيقة اللي جوّاها،
اللي عارفاها كويس،

 

 

بس عاملة نفسها مش واخدة بالها.
عارفة إن كل كلمة قالتها هاجر صح،
بس الاعتراف بيها كان هيكسرها.
هاجر فضلت واقفة في مكانها، عينيها فاضية، بتتفرج على ضهر أمها وهي بتطلع السلم.
وقفت في نص الصالة، عينيها على الأرض، همست لنفسها :
– كانت آخر محاولة…
هرجع كندا.
فجأة، حست بوجود حد وراها، التفتت بصعوبة ولقت راكان واقف، عيونه متعلقة بيها، فيها مزيج من القلق والحزن:
– هترجعي كندا؟
هاجر نظرت له بحذر، صوتها هادي لكنه قاطع:
– آه… اكتشفت إن حياتي هناك أحسن بكتير من هنا.
راكان اتقدّم خطوة، وعيونه مليانة حزن:
– بس…
قبل ما يكمل، هاجر قاطعته بصوت جاف وحاسم:
– الموضوع منتهي يا راكان.
سابته وطلعت لاوضتها
قعدت على حافة سريرها، عينها واقعة على الأرض،
كانت نفسها تقول كلمة… كلمة تعتذر بيها لراكان عن اللي حصل منها النهارده.
لكن الصوت جواها اتوقف، وكأن عقلها بيزّق قلبها:
– لأ… خلاص… أنا هسافر والكل هيستريح مني
صحّت تاني يوم، والبيت كله ساكت، كل واحد راحل لشغله
كانت حجزت التذكرة من بليل، ودلوقتي بتحضر شنطتها عشان تسافر.
ماكنتش عايزة تتغرب تاني… بس مفيش حل غير ده، ومفيش طريق تاني هتمشي من غير حتى م تسلم على اي حد .
خدت شنطتها بحذر، وودّعت روي، اللي كان واقف ساكت، عيونه مليانة حزن كأنه فاهم كل حاجة وإنه مش هيشوفها تاني.
نزلت السلم، وقفت قدام الفيلا.
عيونها معلقة فيها، كأنها بتودع كل حاجة… كأنها المرة الأخيرة اللي هتشوفها.
بعد كدا اتجهت للعربيه
حطّت شنطة السفر في شنطة العربية، وتنهدت بعمق، ركبت، ومشيت… كل حاجة حواليها كانت عادية، إلا قلبها اللي كان بيخبط بسرعة.
بعد نص ساعة تقريبًا، حست هاجر بحاجة غلط… عربية وراها، بتقرب بسرعة، كأنها بتطاردها. حاولت تهرب، لفّت في حارات ضيقة وأماكن صغيرة، لكن العربية ما سابتهاش… وفي لحظة، زنقت عليها فجأة.
اتصدمت، قعدت في العربية مش عارفة تعمل إيه. العرق نزل على وشها، قلبها كان بيغلي من الخوف.
وفجأة… ظهر اتنين كبار، جسمهم ضخم، كأنهم بودي جارد، جايين ناحية العربية بسرعة. واحد منهم فتح باب العربية بإيدين ضخمتين، مسكها من إيدها، وبدأوا يجروها ناحية عربيتهم.
حاولت تقاوم بكل قوتها، ركضت، صرخت، بس كل محاولة كانت بتخسرها قدام قوتهم.
وفجأة، واحد منهم حط حاجة على مناخيرها
وقال: اتهدي بقى
… ريحة قوية، خنقتها، وعيونها اتغشّيت… وغابت عن الوعي.!
يتبععع

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x