رواية مغرم مجنون الفصل الأول 1 بقلم خديجة أحمد - The Last Line
روايات

رواية مغرم مجنون الفصل الأول 1 بقلم خديجة أحمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية مغرم مجنون الفصل الأول 1 بقلم خديجة أحمد

 

البارت الأول

 

 

#مغرم_مجنون
البارت الأول
هاجر رجعت من كندا بعد سنتين من الغربة ، قلبها مليان شوق وحنين لمصر، عايزة تشوف مامتها وباباها بعد طول غياب.
رغم إن باباها ومامتها منفصلين، باباها دايمًا بيسأل عليها وقلقه عليها كان واضح، وده كان بيرسم إحساس بالدفا والأمان في قلبها.
أما مامتها، فكانت مشغولة طول الوقت بشغلها، وكل يوم لها مواعيده ومهامه اللي واخدة كل وقتها، وده خلاها تحس شويه بالغربة حتى وهي موجودة في البيت.
هاجر وهي ماسكة الموبايل في إيدها، إيديها كانت متوترة والعرق بيلمع على كفها من التعب والسفر الطويل. أول ما سمعت صوت مامتها، قلبها دق بسرعة، مستنية الكلمة اللي تحسسها إنها وحشتها، أو حتى جملة صغيرة فيها شوق.
لكن رد نيهال جه بارد، مختصر، زي ما يكون واجب بتأديه:
ــ “طيب يا حبيبتي، روحي على العنوان اللي بعتهولِك والخدامة هتفتحلك.”
هاجر عضّت شفايفها بضيق، الصوت خرج من صدرها متحشرج:
ــ “يعني… انتي مش هناك؟”

 

نهى قالت بسرعة، بنفس النبرة المجهدة:
ــ “آه معلش يا هاجر، أنا في الشغل. على بليل هكون عندك.”
ثواني بعدها، المكالمة اتقفلت.
هاجر فضلت تبص للموبايل كأنها مش مصدقة إن الكلام خلص كده. تنهدت تنهيدة طويلة، مليانة زعل مكتوم، ورمت راسها ورا على الكرسي وهي تهمس لنفسها:
“يعني بعد سنتين غياب، أول حاجة تقابلني بيها… غياب تاني؟”
جواها شعور بالخنقة، مزيج ما بين الشوق اللي اتكسر في لحظة، والزهق من واقع بتحسه متكرر… حتى بعد الرجوع.
بعد ساعات قليلة، وقفت هاجر قدام باب الفيلا. الشمس كانت بتنحني وبتلقي خيوطها على واجهة البيت، لكن قلبها كان تقيل ومليان حزن. السواق نزل الشنط وحطها في الجنينه، وبعد كده سابها تمشي لحد الباب.
هاجر بصت للفيلا، عيونها متفحصة كل زاوية من بره، بتحاول تقرأ البيت وتستشف منه روحها اللي كانت متوقعة تحسها هنا. ومع كل لحظة، الحزن كان بيتسرب أكتر.
خبطت على الباب، وسرعان ما سمعت صوت رجل من جوه يقول:
ــ “خليكي، أنا هفتح.”
وقفت هاجر متوترة، وعينيها مفتوحة على اتساعها. الصوت كان حازم وهادئ في نفس الوقت، لكنها مش فاهمة مين الشخص اللي بيتكلم. إحساس الغربة ازداد جوهها، مش بس عن البلد، كمان عن المكان والناس اللي حوالينها.
راكان فتح الباب، وبصلها باستغراب واضح على وشه، كأنه شايف حد غريب تمامًا.
ــ “مين انتي؟”
هاجر حست بالارتباك، لكنها ردت بسرعة، وهي بتحاول تتأكد من العنوان اللي مامتها بعتتهولها:
ــ “مش دا بيت مدام نيهال؟”
راكان حط كفه على كتف الباب شويه، ورده جاء هادئ لكن مليان دهشة:
ــ “مدام نيهال مرات أبويا.”
هاجر وقفت للحظة، الصدمة خدت قلبها ومخها مع بعض، وعيونها اتسعت:
ــ “إيه؟!”
راكان وقف قدامها، عيناه فيها لمعة فضول خفيف، وسألها:

 

— انتي هاجر؟
هاجر اتجمّدت للحظة، الصدمة ماليا عينيها، وصوتها خرج شبه همس:
— أيوا… أنا… إنت تعرف اسمي منين؟
ابتسامة خفيفة وراقة ظهرت على وش راكان، حاول يكسر التوتر وقال:
— طب ادخلي… ادخلي.
دخلت هاجر، ورغم خطواتها الهادية، كانت علامات الصدمة واضحة على وشها، عيونها مليانة استغراب وغضب مختلط. رفعت راسها وهي تنفجر بسخرية مرة:
— إزاي… إزاي ماما تتجوز من غير ما تقولي؟
راكان ضحك ضحكة خفيفة، فيها شوية حيرة وسماجة:
— آه… هي… هي مقالتش ليكي.
هاجر رمت له نظرة فيها استهزاء وجرح عميق:
— وهي من إمتى بتقولي حاجة عنها… ولا عن حياتها؟
في كل كلمة كانت فيها موجة من الغضب، خيبة الأمل، وحس بالخيانة، وكأنها بتحاول تلمّ كل شعوراتها المتضاربة في جملة واحدة.
هاجر وقفت قدام راكان، قلبها بيضرب بسرعة، عينها مليانة غضب وحزن مع بعض، وصوتها ارتجف شوية:
— يعني كل حياتي وقراراتي ومشاعري… مش لها أي قيمة؟ ماما عملت كده من غير ما تفكر فيا؟
راكان حاول يهدي الجو، صوته ودي:
— هاجر… مفيش أي حاجة حصلت فجأة. هي كانت…
هاجر قطعته بغضب:
— كانت إيه؟ خايفة تزعلني؟ ولا خايفة أعترض؟ ولا يمكن كانت متعودة تاخد قراراتها لوحدها؟
راكان وهو بيحاول يسيطر على الجو المشحون، صوته طلع هادي بس فيه رجفة بسيطة:
— هاجر… لازم تهدي. مامتك هتيجي وهتشوفيها، تقدري ساعتها تكلميها بهدوء وتعرفي منها هي عملت كده ليه.
لكن كلامه كان زي الشرارة اللي وقعت على البنزين. هاجر انفجرت، عينيها بقت فيها لمعة دموع وغضب في نفس الوقت، وصوتها طلع حاد:
— انت مالكش دعوة بيا خالص! انت عمرك ما هتكون أخويا، فاهم؟ أنا ماليش إخوات!
الصدمة وقفت راكان مكانه، عينيه اتسعت ومبصتلها في لحظة صمت تقيلة. حسّ بالكلمة وهي بتخبط فيه زي حجر.
هاجر ما استنتش ردّه، قلبها كان تقيل من اللي حصل، فطلعت على السلم بسرعة، دخلت الغرفة اللي اتحطت فيها شنطتها، ورزعت الباب وراها. الباب اتقفل بصوت عالي كان هو التعبير الوحيد عن الغليان اللي جواها.
في الغرفة وقفت هاجر دقيقة، بتتنفس بسرعة، بتحس إنها تايهة وسط حياة بقت غريبة عليها فجأة.
الغرفة كانت واسعة بس غريبة عليها، كل حاجة فيها متوضبة بعناية، ستاير جديدة على الشباك، سرير متغطّي بمفرش لامع، وترابيزه صغيرة عليها فازة ورود صناعية. مكان غريب… مش بيتها، ومش غربتها اللي اتعودت عليها برّه.
هاجر وقفت في نص الأوضة، لسه بتنهج من العصبية. دموعها وقفت في عينيها، بس ما نزلتش. قلبها بيخبط بقوة، وأفكارها متلخبطة زي بحر هيج.
“إزاي؟ إزاي ماما تعمل كده من غير ما تقولي؟ إزاي تسيبني عايشة برّه سنتين… أرجع ألاقي حياتها اتغيّرت كده؟”
قعدت على طرف السرير، سندت وشها في كف إيديها، وصوت أنفاسها بقى تقيل.
“أنا طول عمري لوحدي… من وأنا صغيرة، وهي عمرها ما سألتني محتاجة إيه. دلوقتي جايه تخليني أشاركها فرحتها؟ فرحة هي نسيتني فيها؟”
رفعت راسها تبص حوالين الأوضة، كل تفصيلة فيها حسّستها بالاغتراب. حتى شنطتها اللي كانت متروكة في الركن، حسّت إنها الغريب الوحيد اللي بيتفرج على حياة جديدة بدأت من غيره.
قطع شرودها رنة موبايلها، لمّا شافت اسم “بابا” ع الشاشة، قلبها دق بسرعة. بسرعة مسحت دموعها بطرف إيدها، وحاولت تخلي صوتها عادي، فيه ابتسامة صغيرة عشان متكشفش اللي جواها:
— أيوا يا حبيبي.
جالها صوت أحمد، دافئ ومليان شوق:
— إيه يا حبيبتي، وصلتي؟

 

ابتسامة باهتة ارتسمت ع وشها من غير ما تحس:
— أيوه… لسه واصلة أهو.
صوت أحمد زاد حنية:
— طيب يا هجورة، استريحي النهارده، وبكره لازم تيجي عشان أشوفك، يا حبيبة بابا.
هاجر، وهي بتحاول تثبت صوتها، ردّت بسرعة:
— أكيد طبعًا يا حبيبي.
لكن أحمد حسّ إن فيه حاجة مش مظبوطة، صوته اتغير وبقى فيه قلق:
— إنتي كويسة؟ صوتك ماله؟
هاجر قفلت عن مشاعرها، حاولت تلاقي مخرج:
— لا… لا، أنا بس مرهقة شوية من السفر. هستريح وأكون كويسة. يلا… سلام يا حبيبي.
أحمد سكت لحظة صغيرة، وبعدين قال بصوت فيه شوية غصة:
— سلام.
سكت الموبايل، لكن جواها كان دوشة أكبر من أي كلام، وإحساس إنها محتاجة تحكي لباباها كل حاجة… بس في نفس الوقت مش قادرة.
في وسط دوامة التفكير والتعب، استسلمت هاجر من غير ما تحس، وغرقت في النوم.
عيونها العسلية تقفلت بهدوء، تايهة في بحر النوم اللي خطفها بعيد عن كل الضجيج.
على خدودها البيضاء، بقى فيه أثر واضح للدموع اللي سالت وممسحتش كويس، زي سطور حزينة محفورة ع وشها الرقيق.
ونمشها البني، اللي كان دايمًا يديها لمسة طفولية بريئة، بقى دلوقتي شاهد صامت على تعبها ووجعها.
نامت… بس كان نومها مليان هروب، أكتر ما هو راحة.
يتبععع

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x