رواية ناي نوح الفصل الثلاثون 30 بقلم ايلا
رواية ناي نوح الفصل الثلاثون 30 بقلم ايلا
البارت الثلاثون
الفصل الثلاثون من رواية….
#ناي_نوح
بقلمي🦋
مراجعة سريعة:
الموهوبين انقسموا لتلات مجموعات، إياد و رزان و أغيد و ليث مع بعض و دول قدر صهيب يوصلهم و قبض عليهم و كان بيحاول يخلي ليث يعترف على مكان الباقيين عشان يوصل لناي، المجموعة التانية سهيل و سهى و زين و دول برضو اتقبض عليهم بعد ما الناس اتعرفوا على زين، المجموعة التالتة و الأخيرة ناي و ريان و كنان، كانوا بيحاولوا يعملوا فخ عشان يمسكوا زهرية المياه بس هي تغلبت عليهم و أخدت كنان معاها جوا البحر.
_________________________
بعيون زرقا بتلمع و حادة ، بشرة باهتة و شاحبة شبه بشرة مصاصي الدماء، بدأت تقرب مني…
_كنان~
اتكلمت بصوت رقيق للمرة التانية و انا بلعت ريقي بارتباك و بدأت أرجع ورا.
ابتسمت بمكر و بدأت تقرب أكتر.
_خايف مني؟!
استجمعت شجاعتي و رديت عليها بحدة:
_جايباني هنا ليه؟ ع..عايزة مني ايه؟!!
بصت للأرض ، سكتت شوية قبل ما تبدأ تتكلم و هي مبحقلة للفراغ و بتلعب بشعرها الطويل بين صوابها:
_ماما قالتلي زمان إن كل الرجالة وحشين..كل الرجالة خاينين و طماعين، بيجروا ورا حاجة واحدة بس و لما بياخدوها…بيرموا الست و يخلعوا!
نطقت آخر جملة و هي باصة في عيوني بحدة، كان شكلها مخيف و هي متعصبة على الرغم من جمالها.
بلعت ريقي بتوتر قبل ما أرد عليها:
_م..مش شرط، أ..أكيد في رجالة كويسين…
بدأت تضحك بصوت عالي قبل ما ترد بسخرية:
_أنا كمان كنت مفكرة كدا…
سكتت شوية و بصتلي قبل ما تكمل:
_لغاية ما قابلته!
تنهدت بعمق و بدأت تلعب بخصل شعرها الطويل تاني قبل ما تبدأ توصفه و كأنها شايفاه قدامها:
_كان شاب وسيم و طويل و جسمه مليان عضلات، قابلته على الشط في مرة و حبيته بس هو…كل اللي كان عايزه حاجة واحدة بس زي ما ماما قالت…
بدأت نبرتها تتحول لنبرة حادة تاني و أنا خمنت بالفعل تقصد ايه، و لكن على عكس توقعي تماماً فتحت عيوني بصدمة لما نطقت فجأة:
_عيوني!
_عيونك؟!
كررت بعدم استيعاب.
ابتسمت تاني و كأن مفيش حاجة، قربت مني أكتر لغاية ما بقت واقفة جمبي :
_أها..بس مسبتهوش يعمل كدا طبعاً، عارف عملت فيه؟!
بلعت بخوف قبل ما أرد:
_ا..ايه؟!
ردت بابتسامة واسعة:
_أخدته و قطعت جسمه حتت و أكلتها لراما.
_ر..راما مين؟!
_سمكتي الأليفة.
بلعت ريقي بخوف للمرة التانية و انا بتخيل راما اللي بتحكي عنها بابتسامة واسعة على إنها حيوانها الأليف و هي على أقل تقدير أكيد سمكة قرش طولها مش أقل من مترين!
ابتسمت بتوتر قبل ما أنطق بحذر:
_أ..أكيد مش ناوية توكليني لراما أنا كمان، مش كدا ولا ايه؟! أنا معلمتلميش حاجة!
ابتسمت و بدأت تحرك صباعها على صدري في دواير وهمية قبل ما تجاوب:
_كل الرجالة اللي بصطادهم كنت بوكلهم لراما كانتقام من حبيبي بس انت لا…
تنهدت براحة قبل ما أفتح عيوني برعب لما نطقت فجأة:
_انت بتشع منك طاقة مختلفة و قوية، انت….أنا اللي هاكلك!
____________________
في مكان آخر:
كان ثلاثتهم في الحبس ، سهى تجلس في ركن بعيد وحدها تطالع كم البالونات السوداء الهائلة أعلى رؤوس السجينات في حين كان كل من سهيل و زين مستلقيان على ظهرهما في زنزانة صغيرة و ضيقة ممتلئة بأجساد المساجين الآخرين.
تنهد زين بهم قبل أن يسحب نفساً عميقاً متحدثاً:
_انت برضو مصدق إن أنا اللي عملت كدا؟!
همهم سهيل بتفكير قبل أن يجيبه:
_بصراحة…كنت مصدق في البداية بس بعد ما عاشرتك و قعدت معاك شوية دلوقتي مبقتش مقتنع بكلامهم الصراحة.
أغمض زين عينيه و تنفس بعمق متحدثاً:
_أنا متأكد إني هاخد إعدام، و مع ذلك..أنا ممتن ليك عشان مصدقني.
أجاب سهيل دون تردد:
_مش حكاية مصدقك، بس انت أضعف من إنك تعمل كدا!
رفع زين جزئه العلوي ليطالعه بحاجب مرفوع قبل أن يتحدث بغضب:
_تحب أموتك في ايدي دلوقتي عشان تشوف مين فينا الضعيف؟ مش هتفرق معايا أنا كدا كدا ميت، مش هيعدموني مرتين يعني!
دفعه سهيل بذراعه ليستلقي مجدداً على ظهره قبل أن يتحدث بدوره:
_اهدى ، انت كل حاجة عندك خناق حتى و انت خلاص هتموت؟!
_انت اللي مستفز!
تجاهله سهيل متحدثا:
_طيب بما إنك كدا كدا هتموت، احكيلي ايه اللي وداك هناك من الأساس؟
طالعه زين بحاجب مرفوع متحدثاً:
_يعني هكون رحت هناك ليه برأيك انت!
_مش قصدي، قصدي…ايه اللي خلاك تمشي في الطريق دا أصلاً من البداية؟!
ابتسم زين بسخرية مجيباً:
_عشان ملقتش حد يربيني.
عقد سهيل حاجبيه معاً بعدم رضا.
_أنا بتكلم بجد!
تنهد زين بهم واضح قبل أن يجيبه:
_طب ما أنا بتكلم بجد، مكانش في حد في حياتي يوجهني للصح و الغلط، أبويا توفى و أنا صغير و أمي اتجوزت تاني و رمتني.
أغلق عينيه بينما يتذكر كيف كان مشرداً بالشارع بلا مأوى.
_بعد فترة اكتشفت موهبتي بالصدفة و بدأت أستخدمها عشان أضحك على الناس و أسرق فلوسهم.
ابتسم سهيل متحدثاً بسخرية:
_أكيد اللي انت فيه دا من دعاوي الناس عليك.
لم يعترض، صمت قليلاً قبل أن يكمل:
_فضلت على الحال دا لغاية ما شفت بنت و أعجبت بيها، كنت بشوفها كل يوم و هي رايحة مدرستها…
_مدرستها؟! أعجبت بطالبة؟
_أيوا، ما أنا كمان كنت لسه صغير يا دوب ١٥ سنة!
ضحك سهيل.
_كنت متمرمط و مع ذلك بتفكر في الحاجات دي؟!
ابتسم زين.
_الحب ميعرفش سن و لا وقت.
_حب اه! المهم كمل، عملت ايه يا عم الحبيب؟
_اعترفلتها بمشاعري.
وسع سهيل عينيه بصدمة:
_بمنتهى البساطة كدا؟!
_أيوا، كنت شاب متهور و جرئ ، أي حاجة بتيجي في دماغي بعملها علطول من غير تفكير.
انقلب سهيل على جانبه ليصير مقابلاً له قبل أن يتحدث بفضول:
_طب و هي عملت ايه؟ قبلت بمشاعرك؟!
تنهد زين بهم واضح قبل أن يجيبه:
_للأسف أيوا..قبلت و فضلنا مرتبطين لفترة، حكيتلها فيها عن كل حاجة حتى موهبتي و هي قالت إنها عايزاني أتغير و أبطل سرقة عشان كدا وقفت اللي كنت بعمله، دورت على شغل و كملت دراستي تحت إلحاحها.
_واو! أما الحب يعمل معجزات بصحيح!
طالعه زين بحاجب مرفوع قبل أن يتحدث بتهديد:
_لو مبطلتش تريقة مش هكملك اللي حصل!
_كمل يا سيدي، أديني سكتت خالص أهو.
تحدث سهيل بينما يحرك يده على فمه و كأنه يغلقه.
تنهد زين و عاد لمطالعة السقف مجدداً قبل أن يكمل:
_فضلنا على الحال دا خمس سنين كاملين، بطلع من المدرسة على شغلي و آخر الليل بروح مهدود أنام في حتة أوضة صغيرة فوق السطوح لغاية ما قدرت أحوش مبلغ كويس أجرت بيه شقة صغيرة.
صمت قليلاً و بدا متردداً قبل أن يكمل:
_كنت في تانية كلية وقتها يوم ما فكرت أتقدملها بعد حب دام خمس سنين كاملين بس أبوها رفض و خطبها لشاب تاني.
ابتسم بسخرية قبل أن يكمل:
_من ساعتها بقى حالي اتغير، رجعت للسرقة تاني و صبيت كل اهتمامي في الفن بس مكانش كافي عشان أنساها، اتعرفت على أصحاب سوء و رحت بارات و هكذا، دخلت في دوامة ملهاش أول من آخر.
_يا عيني يا ابني، و كمان في الآخر هتتعدم بجريمة معملتهاش!
_ممكن تبطل تفكرني إني هموت كل شوية!
_بس دي الحقيقة!
تنهد زين بيأس في حين عاد سهيل للحديث مجدداً:
_بس ايه اللي خلاك تخطف ناي؟!
_دي قصة طويلة.
_شايف ورانا حاجة يعني؟!
سحب زين نفساً عميقاً قبل أن يبدأ بسرد ما حدث على أسماعه.
_في مرة كنت بحاول أضحك على شخص غني بس هو أخد باله من موهبتي، معرفش ازاي! عرض عليا أشتغل معاه مقابل مبلغ كبير و أنا بما إن مكانش عندي حاجة أخسرها وافقت.
_عصابة يعني ولا ايه؟!
_حاجة قريبة لكدا، كان بيطلب مني أعرف معلومات عن أشخاص معينين و من ضمنهم كانت ناي بس مقدرتش أعرف اللي كان عايزه منها فخطفتها و…لحظة واحدة، ازاي عرفت إني خطفت ناي؟ أنا متأكد إنها محكيتش عن اللي حصل لأي حد!
توقف زين عن الحديث فجأة ليسأله بحيرة واضحة.
ابتسم سهيل بجانبية:
_بما إنك كدا كدا هتموت…تحب أحكيلك على سر صغير؟!
طالعه زين بحاجب مرفوع بحيرة في حين اقترب منه سهيل هامساً في أذنه:
_أنا….مش موجود!
___________________
في مقهى صغير على أطراف إحدى القرى كان يلتف ثلاث أشخاص يخفون وجوههم جيداً حول طاولة في ركن منعزل نسبياً عن باقي الأماكن الأخرى في المقهى.
_فين كنان؟!
بدأ أغيد الحديث بعد صمت طويل و مرهق.
ازدرد كل من ريان و ناي لعابهما و تبادلا نظرة سريعة قبل أن ينطق ريان برأس مطأطأ للأسفل:
_مات!
وسع أغيد عينيه بصدمة قبل أن يستفسر بقلق :
_استخدم قوته؟!
أجابت ناي و قد بدأت الدموع تتجمع في مقليتها:
_لا، كنا بنحاول نمسك زهرية المياه و هي…أخدته معاها جوا البحر.
_بس ممكن ميكون….
قاطعه ريان:
_لا مش ممكن، عدى يوم كامل، لو مقتلتهوش هي زمانه مات غرقان!
طأطأ أغيد رأسه للأسفل بدوره في حزن.
تحمحم ريان قبل أن يتحدث موجهاً حديثه إلى موضوعهم الرئيسي:
_المهم دلوقتي انتوا وصلتوا لفين؟ لقيتوا حد؟!
تنهد أغيد بهم بينما يتذكر ما حدث لهم، لقد تم إلقاء القبض عليهم و لم يتمكن أحد من استخدام قوته بسبب حجر المانا الذي كان بحوزة ضابط الشرطة و الذي يجهل حتى الآن كيف حصل على حجر نادر مثله.
أغلق عينيه و سحب نفساً عميقاً قبل أن يقرر اخبارهم في النهاية:
_موصلناش لحاجة، الشرطة قبضت على رزان و بما إننا كنا معاها طبعا أخدونا على اننا شركاء ليها.
شهقت ناي بصدمة في حين تحدث ريان بحاجب مرفوع:
_بس ليث على ما أعتقد كان في مجموعتكم ، ازاي قدروا يقبضوا عليكم؟!
تنهد أغيد بضيق واضح قبل أن يجيبه:
_كان حجر المانا مع واحد من الضباط للأسف.
عقدت ناي حاجبيها بحيرة:
_حجر ايه دا و ايه علاقته باللي حصل؟!
سحب أغيد نفساً عميقاً قبل أن يبدأ في الشرح:
_في حجر اسمه حجر المانا بمجرد وجوده قريب من الشخص الموهوب بيضعف و مش بيقدر يستخدم قوته لأنه بيسحب كل أنواع الطاقة القريبة منه ليه.
_بس انت موجود هنا، ازاي قدرت تهرب؟!
بدأ أغيد يتذكر كيف استيقظ بعد وقت قصير من مهاجمته بمخدر ضعيف المفعول ليجد نفسه محاصراً داخل سيارة شرطة بجانب إياد.
حاول التحول مراراً و تكراراً لكنه لم ينجح بسبب قرب الحجر منه لكن عند نقطة ما اختفى تأثير الحجر عندما ابتعدت عنهم سيارة الشرطة الأخرى خلال الزحام فاستغل الفرصة و تحول إلى نحلة ليخرج من النافذة المفتوح زجاجها قليلاً من الأعلى.
تنهد قبل أن يتحدث:
_دا موضوع طويل، خلينا نأجله مؤقتا لوقت نبقى فاضيين فيه كدا و قاعدين بنشرب شاي بالبسكوت و أنا أبقى أحكيلكم إن شاء الله، أما دلوقتي فعايزين نعرف هنهبب ايه في المصيبة اللي احنا فيها دي؟!
طالعته ناي بقلق:
_مش عارفة، فاضل أقل من يوم و ملقناش و لا زهري تاني!
تنهد ريان قبل أن ينطق بسخرية:
_دا كمان قلوا، كنان راح، و تلاتة محبوسين و الباقيين بنرن عليهم تليفوناتهم مقفولة، إياكش يكون اتقبض عليهم هم كمان!
رفعت ناي الغطاء عن وجهها لتفسح مجالاً للهواء لعله يعود إلى صدرها الذي بدأ يضيق عليها فجأة قبل أن تتحدث بقلق:
_ط..طب و العمل؟ ازاي هنجمعهم كلهم قبل بكرا؟
_أنا بقول نستسلم مؤقتاً و نحاول مرة تاني بعد أربع سنين بقى.
تحدثت ناي باعتراض:
_بابا مش هيستحمل شهر تاني حتى مش سنة!
تحمحم ريان قبل أن يتحدث بدوره:
_بس يا ناي، انتِ عارفة..الحوادث بتحصل و الناس بتموت كل يوم، و…و دا عمر والدك خلاص.
حدقت فيه ناي بغضب قبل أن تنطق بحزم:
_اسكت!
_بس يا ناي ريان معاه حق، حتى لو..
تحدث أغيد مدافعاً قبل أن تقاطعه ناي بحدة:
_اسكت انت كمان!
و على الرغم من غضبها إلا أن ريان تابع:
_افرضنا دلوقتي بعد ما عملنا كل حاجة طلعت المياه مش موجودة من الأساس؟ مش وارد دا يحصل؟ الأحسن ترجعي و تقعدي مع…
_قلت اخرسوا!
نهضت ناي لتصرخ فجأة ضاربة الطاولة بقبضتيها بغضب في نفس الوقت الذي انفجر فيه زجاج واجهة المقهى بالقرب منهم.
نهض الجميع من أماكنهم بفزع في حين أعادت ناي تغطية وجهها من جديد.
_أنا هكمل، اللي عايز يجي معايا أهلا و سهلاً و اللي مش عايز براحته!
نطقت بها سريعاً قبل أن تتوجه ناحية الخارج و ما إن ابتعدت حتى نكز أغيد ريان في جانبه متحدثاً بدهشة:
_شفت اللي حصل؟! أنا شاكك إن ناي…
لم يكمل حديثه بسبب رنين هاتفٍ على الطاولة، لقد كان هاتف ناي!
تناوله ريان و تردد قليلاً قبل أن يجيب لكنه في النهاية فتح المكالمة ليأتيه صوت إياد اللاهث من الجهة الأخرى:
_”ناي…متدوروش على حد تاني…خدي اللي معاكِ و روحوا مكان البير دلوقتي!”
_______________________
يتبع….
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية ناي نوح)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)