رواية اجنبي مغرم الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم الهام رأفت - The Last Line
روايات

رواية اجنبي مغرم الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم الهام رأفت

رواية اجنبي مغرم الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم الهام رأفت

 

البارت الثالث والعشرون

 

 

بمطعمٍ مكشوف على النيل، جلست آية برفقة كريم يتحدثان، وكان حديثه مريحًا حين طمأنها بأن الأمور تسير كما المطلوب؛ خاصةً لا ضرارة عليهما بفضل حنكته التي مدحتها قائلة:
-أكتر حاجة بتعجبني فيك يا كريم ذكاءك، بتعرف تفكر لقدام، أهو بالفيديو اللي معاك ده مش هتقدر تتكلم علينا.
أظهر كالمعتاد أمامها ثقته الزائدة وبرز في عينيه مدى الدهاء وأنه شخصٌ داهية بالفعل، فعقّب على ذلك:
-مش لازم أكون في الأمان، دا أنا يوميًا ببعتلها رسايل زمانها مخلية النوم يطير من عنيها.
رغم فرحتها بانتهاء الأمر ومروره دون أذى، اعترضت في رجاء:
-مافيش داعي لكل ده، سيبك منها، وهي أكيد خافت خلاص وكفاية اللي حصلها
فكر كريم في ذلك سابقًا؛ لكنه خشي أن تفتعل الأخيرة حماقة ما، فعلّق مترددًا:
-كل فترة كده هديها قرصة ودن، لشيطانها يوزها تعمل حاجة كده ولا كده.
ضجرت آية من كل ذلك ورغبت في حياة هادئة كأي فتاة، فأخبرته على أمل:
-افتكر مافيش حاجة تمنع نجهز بيتنا ونكون مع بعض
حاوط يديها بين كفيه ليعلن لها مدى رغبته أيضًا في ذلك ببسمته الحالمة حين قال:
-قريب يا حبيبتي، هخلّص المهمة دي وكل حاجة حلمنا بيها هنحققها
جاءت لتتذمر فرن هاتفه باتصالٍ ما، عقدت جبينها من مدى الاهتمام لعمله الوخِم ذاك وأن له الأولوية ولن يتركه حتى يكتظ من المال الوافر. نهض كريم على عجالة وهو يبدي سببًا:
-آية روّحي إنتِ عندي مشوار مهم قوي.
ثم انكتل لخارج المطعم دون انتظار رد منها، فتعقبته بنظراتها غير الراضية ورغم حنقها تحمّلت ما يفعله لمحبتها له..!!
خارج المطعم حين جاء كريم لركوب سيارته تفاجأ بأربعة رجال تحلقوا من حوله، فطالعهم بنظرات مشدوهة لثوانٍ فقط، حيث لم يعطيه الرجال المجال للتفكير حين خبطه أحدهم بقوة على عنقه ففقد الوعي في الحال، ثم أسرعوا في حمله داخل سيارة معهم وانطلقوا بها……….!!
*****
تابعت خروج رامي من باب الشقة وهي تدعو له، ثم وجهت بصرها نحو ابنها الأكبر الجالس أمامها وهو يعد لها القهوة على الموقد الصغير على المنضدة مستنكرة استمرار ضيقه مما فعلته، فبررت ذلك دون ندم:
-أنا أمك يا حسين، وعارفة قد أيه بتحب مراتك فعشان كدا حاولت أرجع المية بينكم من تاني
لأنها والدته ويكِن لها احترامًا عظيمًا بالطبع لن ينهرها على ذلك، وسيطر على حدة استيائه حين قال مصححًا:
-طليقتي يا ماما
سوء حالته حين انفصل عن زوجته ورؤيتها لمدى بؤسه حينها جعلاها لن تتخلَ عما تفكر به، فقالت:
-الحُب مش بيتنسى بسهولة، اللي عملته مُنى بس مزعلك، وهي عرفت غلطها
ناولها حسين فلجان القهوة كابحًا إظهار مشاعره الغاضبة حين تركته طليقته الحقيرة وهدمها مسكن الزوجية وطمعها فيما اجتهد لتجهيزه، وكعادتها فطنت السيدة زبيدة مدى ضغينته تجاه الأخيرة، فقالت في لطفٍ شابه الحنان:
-عارفة إن كرامتك بعد اللي عملته متسمحش تقبل تكون معاها تاني، بس فكر فيها، المهم تكون مرتاح و…
-كفاية يا ماما
قاطعها حسين وقد فاض به هو بالفعل ما زال يكن لها مشاعر ما يلعن نفسه عليها؛ لكن حينما يتذكر غدرها به يعود لرشده، فالتزمت السيدة الصمت وعلى وجهها علامات الشفقة على وضعه، هي لن تسمح بأن يصبح مثل أخيها حين ارتبط بفتاة أعلى منه شأنًا، وسوف تسعى بكل مقدرتها ليترك ورد ويعود لطليقته، فهذا هو الحل لوضعه، حتى ولو تنازل عن كرامته.
بينما جاءت ورد على بال حسين، وتريث في إخبار والدته باتمام زواجه منها حتى تظهر الأخيرة مدى ولائها له، ودق قلبه فجأة وهو يتذكر ما حدث بينهما وأنه سيراها الليلة وتتوالى مقابلاتهما الودية واللطيفة؛ لكن وقفت والدته كالحائل لحدوث ذلك حين قالت في قلق:
-رامي في الشغل الجديد مع قدري أوقات بقى بيبات برة، فمينفعش كل واحد فيكم يبات برة وأنا لوحدي.
لم يكن حسين يعلم بذلك فانتفض ليبدي خوفه عليها:
-لأ يا أمي ميصحش، خلاص في الليلة اللي هيبات فيها برة هكون معاكِ هنا.
-ربنا ما يحرمني منكم يا رب……..!!
*****

شعرت ببعض الأمل والغبطة حين تركت تلك الغرفة بمساعدة والدتها وزوجها الذي يهتم بأمرها والذي عاونها لتجلس في الشرفة، ورغم اهتمامه كانت لا تبدي امتنانًا له. جلست شهد على الكرسي المتحرك تتطلع على الأجواء في الحارة ونوح جالس أمامها ينتظر أن تخاطبه، فقد امتنعت عن الحديث معه بسبب مقايضته الرخيصة معها واستدعت والدتها لتجلب لها ما تريد بدلًا عنه وها هي الأخيرة في المطبخ، فَنَدِم على ذلك فلا يجوز استغلال وضعها فقد كان حقيرًا، لذا خاطبها معتذرًا دون تردد:
-اعتذر عزيزتي، كنت أمزح فقط
حاولت شهد تجاهله ونظرت لكل مكان حولها إلا ناحيته؛ ولكنه استمر في الاعتذار معللًا:
-سبب إنزعاجي منكِ وطلب هذا هو استمرار إهانتك لي.
اخترقت جملته عقلها فهي تفعل ذلك معه عمدًا، وليس من الصحيح أن تسخر من شكله فهو من خلق الله، وجهت بصرها عليه لبعض الوقت كأنها تفكر في شيءٍ ما ثم سألته:
-إنت بجد وحيد ومعندكش حد تعرفه؟!
توتر من سؤالها ولم يدرك مرماه، وفي حذر هز رأسه بالإيجاب، وداخليًا شفقت على وضعه فقد باتت مؤخرًا تشعر بشيءٍ ما تجاهه. فأحس نوح بالضيق من نفسه فهو بذلك يخدعها، لكنه مجبرًا على ذلك.
تنهدت شهد وقالت مترددة:
-لو مش عاوز تعملي حاجة براحتك، أنا هسكت وخلاص وهرضى باللي حصلي.
أخفى نوح عنها ما فعله اليوم بخصوص كريم، ثم تضايق حين أكملت في يأس:
-المهم أخف من اللي أنا فيه، مش باين هرجع زي الأول
تلك الجملة استمعت لها السيدة هنية التي دنت منها وبيدها خلطة منزلية تقلبها قد أعدتها لها، ثم قالت معترضة:
-ربنا كبير يا شهد، شوفي كنتِ فين وبقيتِ فين!
ثم جلست على مقعد مجاور لها حزينة على وضعها. اهتمج وجه شهد فكلما تنظر لجسدها السقيم ترى اسوداد العالم من حولها، وكل ذلك كان كفيلًا بأن يتأجج غيظ نوح ممن فعل بها ذاك، ثم نهض يريد الرحيل، قال:
-سأذهب لرؤية رامي هو ينتظرني على القهوة
لم يعلن نوح وجهته الأساسية وتريث، فخاطبته السيدة في لطف:
-روح يا بني شوف مصالحك، أنا هنا معاها وهعملها كل حاجة.
أومأ شاكرًا وخرج في هدوء، فنظرت السيدة لابنتها العابسة وبثت الأمل داخلها حين قالت:
-ربنا بيحبك، بعتلك واحد زي قدري مهتم بيكِ وأحسن دكاترة بيتابعوكِ، وحالتك بتتحسن
ظل اكفهرار شهد يلازمها فاستنكرت السيدة:
-المفروض إنك دكتورة، وتهتمي بنفسيتك علشان تخفي، يعملوا أيه الناس التانية!
نظرت لوالدتها لتسألها في ترقب:
-ماما شكلي حلو؟!
دُهشت السيدة من سؤالها الأرعن، فقد تركت اعتلال جسدها وتهتم بسخافات مؤذية لنفسيتها، فخاطبتها ضجرة:
-بقولك أيه، كل اللي في وشك شوية كدمات وبكرة تروح، متكبريش الموضوع
ثم رفعت الطبق بالقرب من وجهها وتابعت مبتهجة:
-عملتلك خلطة كتبها العطار، هتخلي كل اللي في وشك يروح ويخف.
ودون أن تعطي شهد رأيها شرعت السيدة في تَضْمِيخ وجهها بتلك الخلطة العجيبة، ولرغبة شهد في وجود أي شيء يخفف آلامها لم ترفض وتركتها، وأثناء ذلك قالت السيدة بفمٍ ملتوٍ:
-شوفتي عمتك، قال عاوزة حسين يرجع لطليقته ويسيب أختك………….!!
******
لمحهما على الطرف الآخر من الطابق يقفان معًا، حيث تقابلت ديما بـ حسين وأخذت تتحدث معه، واستغرب سيف وجودها فاليوم حفل خطبتها، وعلى الفور ملأ قلب سيف كراهية بائنة لذاك الشاب وتجلد بالصبر فسينهي أمره اليوم لا محالة فقد رتّب لكل شيء، وقبل أن يدخل مكتبه ألقى نظرة سخرية عليهما.
على الناحية الأخرى انتبه حسين أن سيف قد ولج مكتبه، فخاطبها نافرًا:
-أهو دخل مكتبه، معرفش البني آدم ده ماله ومالي
كانت ديما تعرف بمتابعة سيف لهما من حسين الذي نبهها لذلك، فقالت في جد:
-حسين لازم تعرف إني واقفة في صفك، ومش عاوزاك تشغل بالك بيه، بس لازم تكون حريص وتخاف على نفسك.
لم يكن حسين يتوقع أن يفتعل الآخر أمورًا شيطانية، حتى أكدت ديما في غيظ:
-سيف مش سهل أنا عارفاه كويس، عنده استعداد يقتل علشان مصلحته.
اضطرب حسين من نبرتها ووصفها لشخص الآخر، فابتسمت ديما له لتلطف من جو الهلع الذي خلقته بحديثها داخله وقالت:
-إنت الليلة معزوم على حفلة خطوبتي، هتيجي مش كده.
اعتذر حسين في أسف وقال:
-مش هينفع، هبات عند ماما ومش عاوز اتأخر عليها علشان بتزعل من الوحدة
لم تبدي ديما ضيقًا بل كان مبتسمة:
-ربنا يخليهالك.
ثم تابعت وهي تستعد للرحيل:
-متنساش تعمل اللي قولتلك عليه.
أومأ مؤكدًا فذهبت. بينما تحرك حسين في الرواق وهو يتصل بـ ورد التي أغلقت هاتفها فجأة، فهو يريد إخبارها بعدم حضوره الليلة وغمغم متأففًا:
-تلاقيها قفلت التليفون علشان عند أمها…….!!
******
بحديقة فيلا والدتها، أغلقت هاتفها مزعوجة بعض الشيء وانتبهت لها والدتها رغم وقوفها بعيدًا، نهضت لميس تجاهها مهتمة، ثم سألتها في فضول:
-فيه حاجة حصلت؟
أدركت ورد مغزى سؤالها لملامحها الكظيمة، فجاوبت مدعية اللا مبالاة:
-دا رامي ابن عمتي، بعد ما اتفقت معاه يشتغل معايا راح واشتغل مع جوز شهد، عادي مش مشكلة
ظنت لميس الأمر أكثر أهمية، فضمرت تأففها من استمرار معرفتها بهؤلاء الناس وتلك القرابة اللعينة، التي حتمًا سوف تنهيها. فعلقت في نفور:
-دول عالم وش فقر، مش عارفة بتختلطي بيهم ليه، إنتِ فين وهما فين.
احتجت ورد وهتفت:
-الناس دي متربية معاهم وعشت وكبرت في وسطهم، ومش معنى إني بقيت معاكِ أنساهم
تمهلت لميس في التعامل مع ذلك كي لا تخسر ابنتها، هي تحبهم ومتعلقة بهم، خاصةً المدعو حسين، فغيرت الموضوع في ود:
-طيب تعالي أقعدي مع إخواتك دول مخرجوش علشان إنتِ جاية
ثم رافقتها لميس وهي تمسك بيدها ناحية الطاولة التي عليها ابنها وابنتها. وأثناء سيرهما هتفت مستاءة:
-كان نفسي تحضري حفلة الخطوبة وتنبسطي وسطينا
مقابلتها لـ حسين اليوم هي سبب رفضها، فاختلقت عذرًا حين عادت تقوله:
-أنا تعبانة قوي النهارده، هروح عندي الشقة أنام
على مضض لم تنناقش لميس معها ثم دنت من الطاولة، فجلست ورد بين الصبي والفتاة وهي تبتسم لهما وبدأت تتودد إليهما وتفاعل الاثنان معها، الأمر الذي أترع قلب لميس بالسعادة وهي تتابعهم، ثم انتبهت لهاتف ورد على الطاولة يضيء باتصال أحدهم، وأثناء انشغال ورد التقطته لميس لتجد حسين من يهاتفها، وارتاحت أن الهاتف صامتًا ولم تنتبه ورد له، ودون تفكير أغلقته كليًا واحتفظت به معها.
وقف فؤاد الذي حضر للتو على بُعد يتابع في بُغض تلك الجلسة العائلية والوداد المتبادل مع تلك الفتاة، ولشدة غيظه لم يقترب للترحيب بها، بل لوّح لـ لميس مناديًا، فرأته لتنهض مجيبة. حين وصلت إليه عاتبته في ضيق:
-فيه أيه ما تيجي وتسلم على ورد، ولا مش طايقها
لم يُرد فؤاد خلق شقاق بينهما بسبب ذلك، فعلل قائلًا:
-أصل فيه حاجة مهمة ومش عاوز ورد تعرفها.
صبت جُل اهتمامها لتستمع له، فأعلن فؤاد ما استشفه قائلًا:
-وصلني إن سيف بيخطط يخلص من حسين، وتقريبًا أمجد بيساعده
لم يزعجها ما يحدث حتى وإن خُبأ عليها الأمر، فقالت:
-في داهية، المهم إني بعيد ومش عارفة حاجة
زادت حيرة فؤاد حين هتف:
-اللي مستغربه أمجد، من إمتى بيساعد يخلص من حسين، مصلحته أيه!.
هي الأخرى لم تتفهم ما قاله فسألته مترقبة:
-إنت أصلًا متأكد، يمكن فاهم غلط
وضّح فؤاد ما علم به مرددًا:
-أمجد فيه واحد بيشتغل معاه دايمًا بيجي مكتبه والراجل دا أنا عارفه، شٌغله شمال، وسيف شوفته واقف معاه لما خرج من عند أمجد، فأكيد أمجد مشترك معاه.
وجهت لميس بصرها تجاه ورد وهي تفكر في ذلك، ووجدتها فرصتها المناسبة لتتخلص من ذاك حسين، ثم طالعت زوجها بنظرات قاسية وهي تخاطبه:
-متقفش في طريقهم، سيبهم يعملوا كل حاجة عاوزة بنتي تبعد عنهم.
كانت ورد تلقي عليهما بعض النظرات الحذرة ولم يرتاح بالها من تعابيرهما كأن هناك مكرٌ يُحاك، وبالطبع فشلت في استشفاف فحواه، وخشيت أنه يخص حسين، واعتزمت حين تراه الليلة سوف تملي عليه بعض التحذيرات، ربما يؤذيه أحدهم. ثم انتبهت لزوج والدتها قد انضم لجلستهم وبالطبع رغمًا عنه، ثم خاطبهما مبتسمًا بزيف:
-أهلًا يا ورد عاملة أيه………!!
******
استأذن غوست بالدخول لمكتبه وحين ولج دهش من وجود السيد فوّاز أحد رجال الأعمال المصريين، ثم وقف أمام مكتب السيد سليمان ينتظر أوامره بعدما انحنى ترحيبًا بهما. وازداد تعجبه من إعطاء السيد سليمان للآخر بعض الأوراق فتناولها الأخير في عناية، وجاهد غوست على عدم إظهار اهتمامه لما يحدث، وتابع خروج السيد فوّاز في صمت، ثم نظر للسيد منتظرًا أن يخبره كالعادة بما يقوم به فهو رجله الأقرب، لكن لم يفعل السيد وأمره:
-Ms Laila will go to the club today with the little girl, you have to accompany them
-آنسة ليلة ستذهب اليوم للنادي مع الصغيرة، عليك مرافقتهما
لم يتوقع غوست أنه استدعاه لذلك الأمر فقط واستنكر، ورغم ذلك أطاعه:
-Yes, Mr. Suleiman, is there anything else?!
-أمرك سيد سليمان، هل هناك شيء آخر؟!
هز رأسه بالنفي وطلب منه الرحيل، فنفّذ غوست على الفور وذهب، وحين خرج دلف ناحية مكتبه يفكر لما وكّله السيد بتلك المهمة بالأخص؟!، وأخذت الريبة تسبح بداخله بأن هناك أمرًا مجهولًا غير مريح بالطبع، وعليه التفكير على مهلٍ……..!!
*****
غطت الدماء ملامح وجهه إثر الضربات العنيفة التي تلقاها بفضل هؤلاء الرجال ضخام الهيئة، ليس ذلك فقط فلم يكن قادرًا على الاتزان فجسده يتألم وجعًا من ضراوة ما فعلوه به، حيث كان كريم مربوطًا من ذراعيه وهو واقف. ولشدة تعجبه من ضربه دون التفوه بكلمة منهم أعاد سؤاله على أمل معرفة ماذا يريدون:
-إنتوا مين وعاوزين مني أيه؟!،
حين أنهى سؤاله ولج نوح، والغريب هو قدومه كاشفًا لهويته دون تنكّر، فضيق كريم نظراته بالكاد ليتطلع على هذا الرجل الذي حضر لتوّه، فدنا منه نوح بوجهٍ مكفهر، وهيئته الدميمة لم تشفع لما فعله بزوجته، وقف أمامه وتحدث غاضبًا:
-إذن أنت أيها الحقير من فعلت ذلك بزوجتي
أحس كريم بأنها هناك سوء فهم، فأسرع يوضح:
-أنا معرفش إنت مين ولا أعرف مراتك، إنت أكيد غلطان يا باشا
-شـهد!
نطقه لاسمها جعل كريم يتجمد مشدوهًا، فألقى عليه نوح نظرة احتقار وهو يخاطبه:
-سوف تلقى الأسوأ معي، أنت ومن كان معك، ستدفع ثمن ما فعلتوه بها.
أمور كثيرة اختلطت على كريم وشتتت فكره ومنها، من هذا الرجل؟، هو يعرف زوجها جيدًا، شخص بدين قبيح الطلعة، فمن يكون هذا؟. ثم انتفض فجأة حين وضع أحدهم شيء ملتهب على كتفه من الخلف جعله يصرخ بعنف ويقف مترنحًا، فابتسم نوح وقال جادًا:
-سوف أتركك تعيش، فقط إذا أخبرتني بمن كان معك وأعطيتني كل ما يخص زوجتي
ارتعش بدن كريم فهذا الرجل أيًا كان من هو عنيف وبالفعل لن يتركه بسهولة، فشدد من استجماع كلماته وهتف:
-أنا عندي فيديوهات تودي شهد في داهية، ولو حصلي حاجة رجالتي هيبلغوا عنها، يعني حياتي قصاد حياتها.
ثم صمت ليرى وقع كلماته عليه والتي قابلها نوح بالبرود العجيب، ثم فاجأه حين هدده:
-ما رأيك أن آتي بخطيبتك هنا، ربما تساعدنا في شيء
ازدرد كريم ريقه وزيف عدم اهتمامه حفاظًا عليها حين ضحك ساخرًا، هتف:
-أنا أصلًا مبحبهاش، وكنت بفكر أخلص منها، يعني اللي هتعمله مش هيفيد
مط نوح شفتيه كأنه يفكر، وبروده كان يستفز كريم فهو لن يفلت من قبضة هذا الرجل دون ثمن. فأشار نوح لأحد رجاله بِكيّه مرة أخرى لكن على ظهره فصرخ كريم وهو يسبهم ويلعنهم بأقذع الألفاظ، لم يتفهم نوح معنى الكثير منها، لكن الرجال كانت تفهمها جيدًا لذلك شددوا من ركله وضربه بقسوة، فابتعد نوح كي لا يلوث ثيابه بدمائه، وأخذ يحدق بذاك السفيه في غلول، ثم أمر رجاله باستمرار تعذيبه حتى يتحدث، فصاح كريم غاضبًا:
-هتدفعوا تمن كل ده إنتوا متعرفوش مين ورايا
تجاهله نوح ثم استدار يريد الرحيل فأوقفه كريم هائجًا:
-هوديها في ستين داهية، أنا لو غبت يوم واحد بعده هيكون مقبوض عليها
استمع له نوح للحظات ثم تحرك للخارج وسط ذهول كريم من عدم مبالاته بتهديده فإن كان يفعل ذلك من أجلها لما لم يهتم بكلامه إذن، فحتى إن نفذ ذلك فسوف يخسر حياته بالمقابل، ثم فقد الوعي نتيجة بعض اللكمات القاسية على وجهه……….!!
******
التوى ثغرة ببسمة مغترة وهو يرى غيظها قد ظهرت بوادره برسالتها التي أرسلتها له، فتحها حمزة ليقرأ فحواها وصُدم من وقاحة وصفها له حين أرسلت كلمة واحدة فقط.
-varmint(سافل)
ثم لم تعطيه ليلة الفرصة للرد حيث حظرته على الفور، وذلك ما أزعجه ليثأر لنفسه من بشاعة كلمتها في حقه، فألقى الهاتف على الأريكة بجانبه وبعض اللقاءات والأحاديث بينهما تتجدد في عقله، كم كان الوضع بينهما لطيفًا قبل الأزمات بينه وبين أخيها.
-يبدو أن هناك من أزعجك!
انتبه حمزة لحديث بيتر له، حيث وقف الأخير يتابع ما يحدث مهتمًا، فنهض حمزة ولم يعلن السبب الحقيقي حيت قال:
-جدي رفض يحضر الخطوبة، شكلي بقى وحش، كل ده علشان نوح، أوقات بحس بيخاف منه وبيعمله حساب
لم يقتنع بيتر بذلك وعلل حسب فهمه:
-السيد سليمان لم يأتِ أعتقد بسبب وجود السيد نوح هنا، لم يريد خلق جو من التوتر إذا حضر وترك هناك
فشل حمزة في معرفة فيما يفكر جده حتى أنه اعتقد ربما مزعوج من ارتباطه بغير ليلة، ثم قرر مرور ما يحدث وإكمال خطبته فهي الأهم اليوم، فوجود علاقات كثيرة له هنا أفضل من أجله.
لمح بيتر وجوم طلعته فخاطبه مستبشرًا:
-لا تقلق أنت لست بمفردك، فخالك السيد جاهد هنا مع أسرته، هو أكبر داعم لك وعليك ألا تنزعج
داخليًا رغم أنها رغبته في الارتباط لم يكن مسرورًا، ربما رسالة الأخيرة من كدرت يومه، فهو لم ينكر أنه أراد مضايقتها انتقامًا لأخيها، فهو أكبر عقبة يواجهها ووجوده يثير حنقه لأبعد الحدود، زفر حمزة بقوة ليتناسى أمر الجميع، ثم سأل بيتر في شدة:
-بدلتي وصلت؟!
هز بيتر رأسه تأكيدًا على تجهيز كل شيء قائلًا:
-كل شيء على ما يرام……….!!
******
-Why am I dressed like this, are we going out?!
-لماذا أرتدي هكذا، هل سنخرج؟!
تساءلت إلين عمتها ليلة التي جلست من خلفها وشرعت في تمشيط شعرها، ثم جاوبت حذرة:
-We’re going to the club, my little cutie, does that bother you?
-سوف نذهب للنادي جميلتي الصغيرة، هل يضايقك ذلك!
حركت الصغيرة رأسها بالنفي وهتفت عفويًا:
-I miss Daddy so much, won’t he be back soon?!
-لقد اشتقت لدادي كثيرًا، ألن يعود قريبًا؟!
جملتها الأخيرة نطقتها بنبرة حزن، فحملتها ليلة على فخذها وأخذت تقبل وجنتيها في حنوٍ، قالت:
-He’ll be back, baby, he just has some work to do.
-سيعود حبيبتي، هو فقط لديه بعض الأعمال
ضمت الصغيرة شفتيها وقررت انتظاره رغم اشتياقها له، فمسحت ليلة على شعرها وفي نفسها اعتزمت أن تسلمها إلى والدها، فاليوم هو المنشود للتنفيذ.
نظرت ليلة إلى ساندرا التي جمعت بعض الأشياء المهمة الخاصة بالصغيرة في حقيبة يد، خاطبتها في أمر:
-Give me your phone!
-أعطيني هاتفك!
ناولتها ساندرا إياه، ثم أخذت ليلة في إرسال بعض الرسائل لـ أندرو الذي وصل صباحًا لأخذ الصغيرة وأخبرته بالمطلوب منه لإتمام المهمة………!!
******
حين ولج من باب الفيلا نهضت من جلستها لاستقباله، ويبدو انتظارها لحضوره بين الفينةِ والأخرى، فاقترب سيف منها وكالعادة قبّل يدها وهو يقول:
-مساء الخير يا ست الكل
وضعت شهيرة يدها على صدغه ولم يعجبها وضعه، لذا قالت مستاءة:
-هتفضل كده لحد إمتى؟!
بنظراته أعلن عدم فهمه فاستأنفت بنفس انفعالها:
-بتجري ورا واحدة مخطوبة، هو دا سيف اللي مليون بنت تتمناه وهما اللي بيجروا وراه.
نفخ سيف في ملل ووضح:
-مالها بس، البنت أخلاقها عجباني وهتفسخ خطوبتها قريب، وكمان بنت لميس، يعني نسب برضو لو دا مضايقك.
رغم أنها كانت ترفض في البداية، إلا أنها شعرت بالندم، هتفت:
-أهي ديما الليلة خطوبتها على رجل أعمال ابن ناس فوق، يا ريتك كنت خطبتها على الأقل نسبها وأصلها معروف.
حدق بوالدته بقوة وقال لينهي الجدال:
-ديما لو آخر واحدة مش هتجوزها، أنا حُر في اختياراتي
جاء ليتحرك فقالت شهيرة في عدم رضى:
-طيب أما أشوف أخرة دا كله أيه، وعلشان تعرف عمك مستحيل يسمح للبنت دي تكمل حياتها وسطنا
هتف في دفاعٍ مستميت:
-ورد هتكون تحت حمايتي، ومش هسمح لحد يأذيها
سخرت شهيرة من حماقته حين قالت:
-هو فيه حد بيقدر يقف قصاد منير، شكلك متعرفوش كويس قدي
ثم أمسكت بذراعه لتحثه على التخلي عن فكرة الارتباط الوخيمة تلك حين استأنفت تنصحه:
-أبعد عنها، أنا خايفة عليك يا حبيبي منير مستحيل يقبل بيها، دا شيطان وسكوته مش خير، وممكن يأذيك بسببها
حديثها غرس القلق بداخله ورغم ذلك قال في جد:
-أنا عارف هتصرف إزاي، وكل حاجة بخطط ليها هتتنفذ، أنا مش كلام بقوله، أنا فعل بعمله………!!
*****
وصل بسيارته أمام العمارة وطيلة الطريق يحاول مرارًا مهاتفة ورد التي أغلقت هاتفها على أمل أنها فتحته، فكلحت قسماته وأدرك أن والدتها السبب، ثم أغلق السيارة، وقبيل نزوله ركبت مُنى بجانبه، فسخط حسين من وقاحتها وبدا نافرًا منها، هتف:
-إزاي تتجرأي وتوريني وشك تاني، ومن البجاحة عاوزاني أرجعلك.
تغابت عن انزعاجه وهتفت في تذلل:
-حسين الشيطان لعب بمخي، وعرفت غلطي، أنا مبحبش غيرك ومش قادرة أشوف حد تاني إلا إنت
صُدم حسين حين اقتربت منه دون حياء ولامست جسده، فدفعها بعيدًا مستنكرًا وقاحة ما تفعل، هتف يزجرها:
-احترمي نفسك، إحنا مطلقين
شعرت بالأسف على وضعها وظهرت الدموع في عينيها، فهي من هدمت بيتها وأنهت معه حياتها، قالت نادمة:
-حسين موافقة نرجع بالشروط اللي تقول عليها، المهم إني أكون معاك، إنت وحشتني
كانت تحثه بنظراتها أن يتذكر أوقاتهما اللطيفة معًا وكم كان هناك قبول بينهما؛ وللحظات حنّ حسين لتلك اللحظات، لكن أمور كثيرة منعته، ومنها ورد التي أضحت زوجته، وكان لوجودها في حياته الآن دفعة ليرفض تلك الجالسة بجانبه، لذلك قست نظراته نحوها وأمرها في غلظة:
-انزلي من العربية، وفي أي مكان أكون فيه يا ريت مشوفش وشك تاني
بكت منى بحرقة فلم تتوقع تلك الصعوبة في الرجوع إليه، هي فقط تدرك حبه لها، فما الجديد ليكون جاف هكذا؟!. وحين جاءت لتنزل تدافع عليهما بعض من رجال الشرطة كما الظروف الخطيرة، فحدق بهم حسين جامدًا، ثم خاطبهما الضابط في حزم:
-إنزل إنت وهي من العربية!
ترجل حسين دون جدال وكذلك منى قد فعلت، ثم أمر رجاله بتفتيش السيارة في دقة، وسط ذهول منى واستنكار حسين لما يحدث معه، وشعر بالعار حين تجمهر سكان الحارة لمعرفة ما يجري في فضول، ثم صكت منى على صدغيها حين قال أحدهم:
-لقينا أكياس البودرة دي يا فندم في العربية……….!!
******
أعد لها الطعام على صينية صغيرة حين ارتضت بمعاونته لها ورحيل والدتها، وحين خرج من المطبخ انتبه لها تضع جهاز التحكم جانبًا فهذا يعني مقدرتها على تحريك يدها، سعد نوح لذلك وأخذ يقترب منها، فلمعت عين شهد من حضوره وابتسمت. وضع الطعام أمامها بوجهٍ بشوش وقال:
-طعام والدتك يبدو لذيذًا، أنا فقط سكبته لكِ
ثم انتظر أن تمد يدها لتأكل لكن لم تفعل، أيضًا تعجبت من عدم إطعامه إياها فخاطبته مستنكرة:
-مش عاوز تأكلني ولا أيه، إنت مش عارف إني مقدرش أحرك إيدي.
تحيّر نوح في أمرها، لكن لم يعلق على ذلك وبدأ في إطعامها بنفسه، وتبادلا النظرات التي جعلته غير متفهمٍ ما يدور بخلدها تجاهه، على عكس شهد التي أضحت متقبلة وجوده معها، ولا تمانع في وجود علاقة تجمعهما، ورأت لُطف أخلاقه معها جعلها تنفض فكرة تركها له.
حين انتهت من تناول الطعام توسخ فمها ببعض الطعام، فجلب نوح منديلًا كي يمسحه لها وكان مترددًا كي لا يضايقها، ثم مسح بخفة فأحبت هي الأمر، ثم فاجأته حين لم يعجبها ما يفعل وقالت في ظلمة:
-ما تمسح كويس، هو علشان إيدي وجعاني هتشتغل بعدم ضمير
كانت مدركة أنه يموت شوقًا ليقترب منها ونظراته تأكلها إن صح القول وكان يقترب منها رغمًا عنه، وفعلت هي الأخرى ليس للتلاعب به كالسابق، بل لتفتح المجال للود بينهما، وخشي نوح حركاتها التي يعرفها جيدًا في صده، وحين تقلصت المسافة بينهما سألته في مكر:
-بتحبني قوي كده!
-(أنا أعشقك) I adore you
كانت نبرته كفيلة لمعرفة مدى ولهة بها، ورغم أنه يدرك مدى غلاظتها معه استمر يقترب، يريد تقبيلها فسوف يموت إن لم يفعلها حتى ولو افتضح أمره بذاك الاقتراب لم يهتم، ووضع يده على عنقها ليجذبها ناحيته، ثم انتفضا الاثنان فجأة من خبط الباب العنيف، فابتعد نوح متفاجئًا، بينما هتفت شهد متخوفة:
-خير يا رب أيه ده!
جاء صوت السيدة زبيدة تستنجد به فنهض مسرعًا ليفتح لها، وحين فتح الباب وجد حالة السيدة مزرية للغاية، والتي بدورها خاطبته في رجاء:
-إلحقني يا قدري يا ابني، الحكومة جات خدت حسين دلوقتي من تحت البيت…………!!
******
وقف جانبًا بعيدًا عن ضوضاء الحفل يتحدث مع حاتم، الرجل الذي كلفه بتنفيذ مخططه الدني الليلة، ففاجأه الأخير بعدم حضور العشيق حتى الآن وأنها بالشقة بمفردها، غضب أمجد وتحابق عليه بلفظ نابٍ، ثم أمره مهتاجًا:
-اتصرف يا زبالة، الليلة تكون منفذ دي فرصتنا
اضطرب حاتم من نبرته الشرسة، فأسرع يقترح مذبذبًا:
-وهي فوق كده، ممكن نجيب واحد تبعنا وينفذ بدل التاني
فكر أمجد في ذلك ولم يجد حلًا آخر، فخاطبه كالحًا:
-تعرف حد يقبل يعمل كده!
-أعرف يا أمجد باشا، بس المهم نراضيه بقرشين حلوين
هتف أمجد منفعلًا:
-هديله، يلا نفذ وحالًا
ثم أغلق الهاتف وتوعد له إن أفسد المخطط، فهو لن يجد الجيد من أبيه الذي وكّل له تلك المهمة.
حين استدار لينضم للحفل وجد سيف من خلفه، فتجمدت نظراته عليه وظن أنه استمع لحديثه وجف حلقه وبهت وجهه، فتحدث سيف متهللًا غير منتبهٍ لشكله:
-خلصت من صاحبك خلاص، ولا مؤبد علشان يخرج منها
استجمع أمجد شتات نفسه حتى وضحت الأمور وأدرك أنه يقصد حُسين، لم يهتم كثيرًا بقدر أنه نفد بنفسه من فضح ما قام به، فزيف فرحة بصعوبة وهو يستفهم منه:
-خير، قولي عملت أيه؟!…………
******
بأحد النوادي، أمسكت بيد الصغيرة حتى مكان الألعاب، ثم انتبهت لـ غوست يلازمها، فالتفتت له وخاطبته منزعجة:
-Will you stay like this behind my back?!
-هل ستظل هكذا من خلفي؟!
توتر من حديثها وبرر معتذرًا:
-Excuse me, Miss Laila. These are Mr. Suleiman’s orders
-العفو منك آنسة ليلة، هذه أوامر السيد سليمان
كبحت ليلة غيظها ثم زيفت أن حرارة الشمس قاسية على الصغيرة وسوف تذهب بها لداخل إحدى الصالات أفضل، فلم يمانع غوست وتركها تفعل ما تريد، ثم وقف مع بعض رجال السيد سليمان يتابع دخولها، ولحظات فقط حتى ولج خلفها.
بالداخل أسرعت ليلة بالصغيرة وساندرا من خلفها، وكانت تعرف وجهتها حيث ينتظرها أندرو، ثم تحركت ناحية غرف تبديل الملابس، وحين وجدته تقدم أندرو منها مسرورًا فقد أكمل المهمة، ثم خاطب ليلة مهتمًا:
-Are you okay?
-هل أنتما بخير؟!
أومأت ليلة مؤكدة ثم بدأ أندرو في حمل إلين، خاطبها متودّدًا:
-Would you like to see your father, dear?
-هل تودين رؤية والدك عزيزتي؟!
سألته الطفلة متهللة:
-Will you take me to him, Uncle Andrew?!
-وهل ستأخذني إليه عم أندرو؟!
-Of course, beautiful, I will!
-بالطبع يا جميلة سأفعل!
-Not yet Andrew!
-ليس بعد أندرو!
نطق بها غوست مستنكرًا ذلك وهو يسلط سلاحه الناري عليه، فاضطربت ليلة من كشف الأمر وذابت أوصالها، بينما تعجب أندرو من غوست وجاء ليستفهم لما يفعل ذلك، هل خان السيد نوح الآن؟، لكن حضور السيد سليمان للمكان دب الهلع بداخلهم وهو يمرر نظراته على الجميع في صمتٍ قاتل ونظرات قوية، ثم خاطب أندرو في تهديدٍ صريح:
-If you don’t tell me where Noah is you will die now….!!
-إن لم تخبرني أين نوح ستموت الآن………!!
******
بشقة حُسين، حين عادت من شقتها أعدت الطعام له بنفسها، هي لم تفعلها من قبل وتمنّت أن يعجبه ما صنعته من أجله، حين انتهت شرعت في ارتداء ملابس نوم جميلة وجذابة بالطبع سيغرم بها حين يراها.
نظرت ورد لساعة الحائط ولم تنتبه لمرور الوقت، وتأخُر حضوره بدأ في بث القلق داخلها، ثم جلست تنتظره وهي تنظر لهاتفها بين الحين والآخر على أمل اتصاله بها، وحين أخذت القرار بالاتصال به هي، تفاجأت بأنه ليس هاتفها، بل هاتف والدتها، شُدهت ورد من تبديلهما وكيف لم تنتبه لذلك، وسريعًا كانت تتصل بوالدتها من خلاله لتخبرها، لكن على الناحيةِ الأخرى كانت لميس تتجاهل اتصالاتها وانشغلت بالحفل. تأففت ورد من عدم الرد ثم أخذت تبحث عن رقم حسين لدى والدتها، زفرت في ضيق وهي تجد اسمه غير موجود، وربما سجلته بغير اسم، حتى لم تجد اسم أي أحد ممن تعرفهم.
وضعت الهاتف وقد وصلت لقمة انفعالها، هتفت:
-هعمل أيه دلوقت، دا حتى اتأخر ومش عادته، ومش بعيد يكون بيتصل بيا والتليفون مش معايا
خرجت ورد من الغرفة للصالة تتحرك هنا وهناك على أحر من الجمر، وطلعتها أبانت مدى سخطها الآن.
وهي هكذا انتبهت لأحدهم يفتح باب الشقة، فورًا أدركت حضوره وركضت لتستقبله مبتهجة، ثم عاونته في فتح الباب هي.
تملك الذعر والرهبة وجه ورد وهي تجد رجلًا غريبًا أمامها، وحين جاءت لتغلق الباب فملابسها وهيئتها ككلٍ لا تليق بأن يراها غير زوجها، أسرع الرجل في الولوج وسط ذهولها مما يفعله، ودار سيناريو اعتدائه عليها فصرخت تستغيث، وهيهات من ذلك فقد كمم فمها وجذبها للداخل ليلقيها على الأريكة بعنف، ثم شرع في لحظات خاطفة بنزع ثيابه فأشاحت نظراتها وهي تنهض لتنجي بنفسها، لم يركض خلفها وحتى هي لم تكمل طريقها حين ركل أحدهم الباب بعنف جعله ينفتح محدثًا صوتًا جعل دماءها تفر من جسدها وشحبت فجأة وهي ترى رجال الشرطة قد غزو الشقة ولم تفهم ما يجري معها وانكمشت في نفسها وهي تحكم ثيابها عليها، حتى انتبهت لأحدهم يهتف محتقرًا إياهما:
-لفلي الاتنين دول في ملاية وعلى البوكس تحت…………………………………………………….!!

 

يُتبع

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)