رواية آمارة بالسوء الفصل الثاني 2 بقلم محمود الأمين
رواية آمارة بالسوء الفصل الثاني 2 بقلم محمود الأمين
البارت الثاني
الجزء 2
بصّيت على باب القبر اللي اتقفل، ورجعت تاني بصّيت على الجثه.. اللي فتحت عينيها مرّه واحده وقامت قعدت.
استعذت بالله من الشيطان الرجيم وغمّضت عينيّا وفتحتها، جايز أكون بحلم أو في حاجه غلط، الجثه كانت عينيها بيضا ووشّها شاحب وكانت بتبتسم ابتسامه مستفزّه.
حاولت أتحرك بس رجليّا كانت ثابته في الأرض، ومسعد واقف جنبي مبرّق مش عارف يتصرف إزاي؟
بس أنا بدأت أكلّمه وأقوله:
_ اقرأ قرآن، اقري معايا.
كنّا بنردّد مع بعض آيات من سوره البقره، وفي الوقت ده لقيت مسعد مسك رقبته وبيِتخنق، وكأن روح بتطلع.
وبدأ ينزل دم من بوقه ووقع على الأرض لكن…
..
فوقت على صوت حد بيخبط على شباك العربيه، فتحت عينيّا بصعوبه لقيت واحد بيقولي:
_ هو حضرتك شارب حاجه؟ في حد ينام في نص الطريق كده؟ بص وراك وانت تعرف موقف كام عربيه؟
…
بصّيت ورايا لقيت صف عربيات، والكل عمال يضرب كلكس عشان أتحرك، كنت لسه مش مستوعب اللي بيحصل، كل ده كابوس، كل اللي شوفتُه في القبر ده كان كابوس.
الراجل كان على ثواني وهيكسر عليّا العربيه، أتحركت وأنا سامع زعاق وشتيمه بس كان عندي لا مبالاه مش طبيعيه، بصّيت في تليفوني ولقيت إن مسعد رن عليّا فعلاً.
فرجعت أتصلت بيه، رد عليّا وقال:
_ فينك يا أستاذ هشام؟.. قولتلي نص ساعه وهكون عندك.
= معلش أنا آسف حصلي ظرف كده يا مسعد.
_ لا ولا يهمك، طيب هتقدر تاجي دلوقتي ولا لا؟
= آه، مسافة السكه وهكون عندك.
…
أكيد اللي شوفتُه في الكابوس ده مش هيتكرّر، أكيد مش هنزل القبر وأشوف الجثه اللي شبهي، لما وصلت المقابر لقيت مسعد مستنيني وكان باين عليه الزعل.. سلمت عليه.
واتكلم وقال:
_ النهارده كان في حملة تطهير مقابر عملها الشيخ عبد الغفار، ولقينا حاجة تخصّك.
= لقيت إيه؟
_ مش دي عدم المؤاخذه تبقى صوره خطيبتك؟
= آه، هي فعلاً.
_ الصوره دي لقيناها مدفونه في قبر والكلام اللي عليها ده معناه إن في حد بيحاول يأذيها، والشيخ عبد الغفار طلب مني إنك لما تاجي وتشوف الصوره وتعرف اللي فيها إنك تروحله.
= طيب وأنا هلاقيه فين الشيخ عبد الغفار ده؟
_ هتطلع من هنا وتمشي على طول، أول يمين يقابلك هتدخل فيه هتلاقي الجامع وجنبه على طول بيت الشيخ عبد الغفار، لو مش في البيت هتلاقيه في الجامع.
= شكراً يا مسعد.. مش عارف أقولك إيه والله؟
_ متقولش حاجه، ربنا يسترها عليكم ويبعد عنكم المؤذي.
= اللهم آمين يا رب.
…
اتحركت بالعربيه ناحية بيت الشيخ عبد الغفار، كنت حاسس بضيق.. وزعلان وبتمنى ألاقي حل للمشكله دي.
وصلت قدام بيت الشيخ عبد الغفار، وخبطت على الباب وفتحلي كان عارفني وطلب مني أدخل أقعد معاه عشان عنده كلام مهم ليا.
دخلت وقعدت، واتكلم الشيخ عبد الغفار وقال:
_ شوف يا أستاذ هشام، أنا لقيت الصوره دي في قبر والكلام اللي مكتوب عليها ده طلاسم، واللي عامل السحر ده خبيث، السحر اللي معمول على الصوره يخلي صاحب الشأن يتجنن ويشوف حاجات مش حقيقيه.. ده سحر بالجنون.
= طيب وإيه الحل؟
_ المشكله إننا لقينا الصوره بس، لكن سحر الجنون مش بيتعمل بصوره، في حاجات كتير تاني لازم تكون موجوده وأكيد دلوقتي خطيبتك بتعاني من حاجه، وللأسف الموضوع مش هيتحل غير لو لقينا العمل ده.
= طيب ما يمكن في نفس القبر؟
_ لا مش موجود هناك، أنا عملت تطهير لجزء كبير من المقابر وبكره بإذن الله هكمل، إحنا طلعنا كميه أسحار تبين قد إيه إحنا بقينا مؤذيين لدرجه ما حدش يتخيلها، ربنا يرحمنا برحمته.
…
خرجت من عند الشيخ عبد الغفار وأنا مش متطمن، ورنيت على زينب أطمن عليها، ردت عليّا وكان باين عليها لسه نايمه.
وبعد ما اطمنت اتحركت على البيت ما كنتش شايف قدّامي.
وصلت وقعدت على أقرب كرسي وأنا باخد نفسي بالعافيه، وغمّضت عينيّا لكن بدأت أسمع صوت ناس بتقول:
: لا إله إلا الله.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
رجعت فتحت عينيّا بسرعه، لقيت في نعش متشال وأنا ماشي وسط الناس مش فاهم أي حاجه، عاوز أسألهم مين اللي مات؟
شوفت أهلي وأهل زينب ماشيين في الجنازه ومنهارين من العياط، وأنا مش فاهم حاجه.
عاوز أتكلم بس في حاجه منعاني، حطّيت إيدي على بوقي لقيته متخيط تاني، ولقيت الناس وقفت قدام قبر وبينزلوا النعش على الأرض، والكل كان بيقول الأستاذ هشام هو اللي هينزلها، هنزل مين أنا مش فاهم حاجه.
لكن عرفت إن الجثه دي.. تبقى جثه زينب، إزاي ده حصل؟
شلت الجثه أنا وأبوها ونزلنا بيها القبر.. ولقيت التُربي بيقولي:
انزل بضهرك واخرج بوشّك. عملت اللي قال عليه وبمجرد ما نزلنا الجثه لقيت أبوها خرج وسابني، جيت أخرج لقيت إيدها قطعت الكفن ومسكت إيدي.
صرخت وصحيت على صوت رنه تليفوني، كانت اللي بتتصل زينب.
_ ألو، أيوه يا زينب، انتي كويسه؟
= لا مش كويسه، أنا تعبانه أوي ومش عارفه ليه بشوف اللي بيحصل حواليّا ده؟
_ أحكيلي إيه اللي بيحصل.
= من شويه دخلت أغسل وشي، وبعد ما غسلته رفعت وشي للمرايه وشوفت جدتي اللي ماتت من 10 سنين، كانت واقفه قدامي في المرايه، ولا هي لابسه الكفن، نص وشّها سليم والنص التاني عباره عن عضم، وكنت شامه ريحه.. ريحه ميّتين.
_ طيب اهدي يا حبيبتي أكيد بيتهيألك.
= مش بيتهيألي وأنا مش مجنونه، انت سامع؟ أنا مش مجنونه.
_ طيب اهدي يا زينب، وصلي على النبي.
= عليه أفضل الصلاه والسلام.
_ تعالى نغير السيره دي، وقوليلي هتروحي تتفرجي على شقتنا إمتى؟
= هروح النهارده بعد العصر، رايحه معايا أختي الصغيره.
_ هي خلاص كده الشقه جاهزه، وكل حاجه فيها اتفرشت، وخلاص مش مصدق إن فرحنا قرب وهتبقي معايا على طول.
= بجد أنا محتاجاك جنبي، ما فيش حد منهم مصدقني بس أنا عارفه إنك انت اللي هتصدقني.
_ أنا مصدقك وهفضل جنبك العمر كله.
…
قفلت مع زينب ودخلت أوضتي عشان أنام، وكنت بتمنى إن أنام وماحلمش، مش عاوز أشوف كوابيس تاني.
لكن إزاي؟
بس المره دي الموضوع ما كانش كابوس عادي، كان كابوس مش مفهوم، أول ما غمّضت عيني سمعت صوت زغروطه وكان في صوت أغاني وطبل وزمر.. فتحت عينيّا لقيتني قاعد على كوشه وجنبي عروسه بس ملامحها مش واضحه، والمعازيم شكلهم غريب، أنا سامع صوت أغاني وطبل وزمر بس كل المعازيم لابسين أسود وقاعدين وعلى ملامحهم الجمود، رجعت بصّيت على العروسه اللي بدأت ملامحها تظهر بس دي كانت شيطانه ملامحها مرعبه، في خطين دم نازلين من عينيها وكانت بتضحك.
عاوز أقوم مش عارف، استعذت بالله من الشيطان الرجيم.
ولقيتهم كلهم بيصرخوا في وقت واحد، وظهرت نار مسكت في كل المعازيم حتى العروسه.
وصحيت على صوت رنه تليفوني.. كانت زينب هي اللي بتتصل.
رديت عليها لكن الصوت كان صوت أختها اللي كانت بتعيط وبتقول:
_ الحقني يا هشام، زينب ماتت.
= انتي بتقولي إيه؟ بطلي اشتغالات أنا عارف زينب بتعمل مقلب.
_ مقلب إيه؟… بقولك زينب ماتت.
..
نزلت جري ركبت عربيتي واتحركت على الشقه اللي هنتجوز فيها.. وأول ما وصلت لقيت الناس متجمعه قدام شقتي، زقّيت الكل ودخلت وكانت الصدمه… يتبع الجزء الثالث.
لقراءة باقي الفصول أضغط على (رواية آمارة بالسوء)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)