رواية مريم والغامض الفصل الثالث 3 بقلم بسمة هلوان
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية مريم والغامض الفصل الثالث 3 بقلم بسمة هلوان
البارت الثالث
_”بار”؟ اسمه خمَّارة؟؟؟
كنت مصدومة وأنا بسأل لحد ما عيون الراجل دا اتفتحت على آخرها من الصدمة وهو بيصحح لي بحدة غير مبررة:
_”بارّ” بشدّ الراء! من البر!
كملت كلامي بصدمة وأنا مش مهتمة باللي قاله:
_وبعدين ايه “أُوَيس” دي؟ أنا آخر معلوماتي عن الاسم دا إنه اسم لعيّل 6 شهور!! هو الأسامي دي كانت مشهورة زمان أصلا؟
“روان” و”كريم” بما فيهم “بار” اللي مش عارفة أنطق اسمه دا كانوا باصين بصدمة!
أنا معرفش بقيت عفوية كدا ازاي وبقول الكلام من غير تفكير! بس يمكن علشان مكنتش أتوقع إني أقابل الراجل الأنيق دا النهاردة!
لما لقيت نظراتهم مركزة معايا مأخدتش بالي من المصيبة اللي عملتها حالا وقلت باستغراب بريء:
_مالكم! بتبصوا لي كدا ليه؟؟
ما زالت نظراتهم مصدومة وأنا استوعبت اللي عملته، كنت حاسة بالإحراج، ازاي أطلّع مني كلام زي دا؟ بس الحقيقة؟ هو يستاهل بصراحة.. ايه “بارّ” دا؟؟
“كريم” حاول يتوّه الموضوع وهو بيطلب من “بارّ” إنه يقعد وبالفعل قعد جنبه، وأختي دخلت على جوة وأنا جريت وراها جري علشان أتفادى الموقف المحرج دا.
أول ما دخلت المطبخ وراها لقيتها باصة لي، فبصيت لها وفضلنا ساكتين لثواني..
وفجأة مُتنا على نفسنا من الضحك وهي بتضرب كف بكف وبتقول:
_الله يسامحك قلبتِ بطني وكنت ماسكة نفسي من الضحك برة.
ضربتها على كتفها بضيق بس ما زلت بضحك:
_بس يا بت يا “روان” متفكرينيش، كانوا بيبصوا لي كإني قلت حاجة غلط.
_يا بنتي دا أنتِ أحرجتِ الراجل، المفروض تكوني في نص هدومك من اللي عملتيه!
كنت مُحرجة اه، بس قلت بسخرية:
_ما هو أبوه غلط، فيه حد يسمي ابنه “بار”؟
_طب بطلي رغي وتعالي ساعديني علشان أنا تعبانة أصلا.
قالتها وكان ظاهر على وشها التعب، أكيد اايومين اللي فاتوا مكنتش بتقعد من الزحمة اللي بتجي لها وكمية الناس اللي بتزورها.. ما هو أنا هموت وأفهم.. ابن عم صاحب جوز أخت صاحبتي جه الفرح ليه؟ كرهي للناس بيزيد كل يوم.
ساعدتها وطلعنا الضيافة للي كان قاعد بشكل متزن، وأنيق، لدرجة أنا مستغرباها شخصيا.. هو اتولد في حواري باريس ولا لندن؟ ماله كويس ومحترم أوي في كلامه ونظراته كدا ليه؟ دا مش راجل طبيعي!
عيني اتقابلت معاه، رغم إني معتادة مشيلش عيني عن حد غير لما هو يشيلها بس حسيت بتوتر لإنه مبعدش عينه، وكان باصص باستغراب.. وبثقة غريبة عليه.
قعدت جنب “روان” دقيقتين، وهم قاعدين يتكلموا بس أنا لسة حاسة بالإحراج، رحت قمت فجأة وأخدت شنطتي وقلت:
_معلش بقى علشان ورايا ميعاد هتأخر عليه، همشي وأزوركم في وقت تاني إن شاء الله.
قلتها بكل هدوء فـ”كريم” ابتسم وهو بيقوم علشان يودعني وقال لي بتهديد:
_اوعي متجيش والله أقاطعك! يوم الجمعة في تجميعة العيلة عاوز أشوفك تمام؟
لمة العيلة؟ يا مراري! أنا مبحبش أروحها بتكون كلها زحمة ودوشة وتجاهل ووو…
بس مقدرش أرفض طلب العيون دي، ابتسمت له وحضنته حضن بسيط وقلت:
_من عيوني، بس موعدكش أقعد أكتر من 3 دقايق.
رفع حاجبه وهو بيبص لي بيأس في خين إني ضحكت، وسلمت على “روان” وتجاهلت “بار” دا تماما ومشيت وأنا في قمة إحراجي، يا رب ما أقابله تاني!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم الجمعة..
هو أنا قلت لكم قبل كدا إن اللي احنا بنتمناه بييجي بالعكس؟
مقلتش؟ خلاص أديني قلت.. والإثبات إني قاعدة في ركن بعيد عن لمة العيلة وهم متجمعين في الجنينة وعاملين حفلة شوي.. بس عارفة إن عيونه بتلاحقني..
آخرة ما زهقت من كتر التوتر رحت قعدت جنب “روان” المنقذة، وأنا بقول لها بزهق:
_هو “كريم” جابه معاه ليه؟ كانت ناقصة يعني؟ أنا نش مرتاحة وهو بيبص لي كدا.
بصت لي باستغراب وودت نظرها في الركن بتاعه وقالت لي:
_بيبص لك ايه يا حبيبتي؟ ما الراجل في حاله وبيضحك مع “كريم” عادي أهو!
ايه؟ دا كان لسة بيبص لي دلوقتي والله؟
بصيت ليه تاني كان فعلا بيضحك مع “كريم”، ضحكته هادية.. منمقة.. وكعادته لابس بدلة غالية حتى وهو قاعد على سجادة في أرض الجنينة! ايه يعني لو كان لبس كاجوال وخلاص!
ركزت في ملامحه وأنا بعقد حواجبي، وشه ملامحه هادية رغم جرأتها بسبب عيونه الزُرق وشعره الأشقر الطويل، جسمه طبيعي زي أي راجل مصري وواضح إنه عليه آثار الجيش أو الجيم ممكن، ميبانش عليه إنه كبير زي ما عرفت إنه عنده 30 سنة، واتعرف على “كريم” في سفرية قبل كدا!
بص لي فجأة، عيونه كانت واثقة وهي بتبص لي كإنه عارف إني مركزة معاه، بعدت عيني بسرعة وأنا ببص للسما ببلاهة ولا كإن شيء حصل!
سمعت ضحكتهم بعد دقايق، ضحكته هو على وجه الخصوص، أول مرة أشوفه بيضحك مش بيبتسم ابتساماته الهادية.. للسمجة دي.
بعد ما أكلنا جمعونا كلنا في دايرة، كنا حوالي 20 شخص بعيال حوالي وعيال عمامي،
وماما وبابا كمان موجودين مع أجوازهم، بيضحكوا ويهزروا.. يمكن الحسنة الوحيدة اللي في حياتي إن ربنا رزقهم مرونة العقل مش التخلف.. وإن الانفصال مش معناه العداوة.
الكبار بعدوا واحنا فضلنا في دايرة، كل الشباب، وقالوا نلعب لعبة، والخاسر هيتحكم عليه حكم لازم ينفذه.. كنت متأكدة إن محدش هيركز معايا لأنهم بينسوني أصلا لأني مبتكلمش.. بس؟؟
عملوا ورقة باسم كل واحد فينا، واختاروا عشوائي.. كنت بضحك أوي بشماتة أول ما لقيت “كريم” هو اللي قام وهيتحكم عليه، حط ايده في البولة بتاعة ورق الأحكام وهو بيختار اللي هيتنفذ عليه.
فتح الورقة وهو بيقرأ اللي فيها وعيونه فيها صدمة، وقال:
_أغنّي؟ بقول لكم ايه أنا مش هغني، أنا صوتي زي الغربان.
_والله؟ بتتريق على نفسك؟ غني يالَا كلنا عارفين إن صوتك حلو.
أول مرة أتكلم من أول القعدة، ولما بتكلم بعفوية مبفكرش في كلامي، لقيته باصص لي بسخرية وتهديد:
_يالَا؟؟ حاضر يا “مريم” حاضر.
بدأ يغني وأنا ببتسم، مغناش أي أغنية، بل كانت أنشودة قديمة من سبيستون، مش عارفة ايه اللي فكره بيها.. بس أنا حاسة بالحنين لذكريات الطفولة، خاصة وإن صوته العميق خلاني أسترجع كل ذكرى وأنا بجري يمين وشمال قدام جدتي اللي كبرت على ايديها.
مكنتش واخدة بالي إن حد مركز معايا، مع كل ابتسامة وكل تعبير مختلف بعمله، مع سندة خدي على كف ايدي ولا ضحكتي الهادية كل ما بفتكر حاجة كنت فاكرة إني ناسياها..
بس لما “كريم” خلص غُنا عيني بعدت عنه وجت في اللي قدامي، “بارّ” اللي كان باصص لي بصة غريبة..واثقة كعادته.. بابتسامة هادية من ابتساماته اللي بيوزعها مُجاملات.. بس المرة دي مكناش مجاملة.. فيه خطوط ظاهرة قدام عينيه يبقى بيبتسم بجد!
رفعت حاجبي ليه باستغراب وأنا ببعد عيني فلقيته بعد عينيه وهو بيحمحم وبيحاول يشتت نفسه، استمرت اللعبة.. دور.. دورين، وأخيرا!
جه الحكم على “بار”.. كان مبهوت من الصدمة ومش عاوز يقوم.. قوموه بالعافية فكتمت ضحكتي على شكله وهو بيقاوم زي الطفل الصغير.
وقف قدامهم وظهر على وشه ملامح زهق وكأنه مستحملنا بالعافية، شال ورقة من البولة وقرأها بصمت، بعدين بص لي فجأة.. استغربت لكنه بعد عينه بسرعة، كانوا فضوليين وبيسألوه فيه ايه فقال ببساطة:
_مكتوب إني أوصف أكتر حد بفكر فيه حاليا.
سمعت صيحات البقية فرحت ضحكت، متحمسة أعرف مين بيشغل تفكير “بارّ” صديق أخي العزيز..!
حمحم، كنت حاسة بإحراجه، بيحاول يبعد عيونه بس دايما بتقع عليّ ودا خلاني أستغرب وييجي شك في قلبي، بدأ يتكلم بصوت خافت شوية:
_اللي بفكر فيه…
سكت واتنهد وبعدين كمل وهو رافع راسه بثقة وبيتكلم بهدوء:
_عيونه بُني، وشه هادي ورقيق، شخصيته عفوية.. مشاغب شوية وخبيث في الخفاء، بيقول كلام تصدم الشخص اللي قدامه.. شخص سنه قريب مني جدا.. ومعانا هنا النهاردة.
كلهم بصوا لبعض، إلا أنا بصيت ليه، وعينه كانت بتحاول تتلاشاني بس ركز معايا لفترة معرفش حد لاحظ ولا لا، لما لقيته بص تاني.. راجعت المواصفات في دماغي..
عينه بني، شخص عفوي، خبيث ومشاغب؟ مـ.. معقول؟ معقول يكون أنا المقصودة؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع….
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية مريم والغامض)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)