رواية ما وراء الصمت الفصل الأول 1 بقلم الاء محمد حجازي - The Last Line
روايات

رواية ما وراء الصمت الفصل الأول 1 بقلم الاء محمد حجازي

رواية ما وراء الصمت الفصل الأول 1 بقلم الاء محمد حجازي

 

البارت الأول

 

اتجوز مين يا ماما؟! دي جاهلة!
أنا! أنا اللي الناس بتحسب له كلمته، أقوم أتجوز واحدة ما تعرفش تقول جملة صح؟
هو أنا ناقص فضيحة يا ماما؟
أنا عايز واحدة تعلّي اسمي مش تنزّله.
واحدة أتكلم معاها تحاورني، مش تفضل تبصلي وتضحك كأنها مش فاهمة حاجة!
أنا عايز شريكة تفهم عقلي، مش واحدة كل همها اللبن اتغلى ولا لأ!
الأم بهدوء وحزن:
يا ابني دي بنت عمك… وما عادش لها حد غيرنا من بعد ما أبوها توفى.
دي أمانة يا معتز، أمانة لازم نحافظ عليها.
معتز بقسوة وسخرية:
أمانة؟!
يعني عشان أمانة أتجوز واحدة جاية من ورا الجاموسة؟!
يا ماما دي ما تشرفنيش… ولا تشبهني…
أنا طول عمري بتعب عشان أكون في مكان، مش عشان أرجع للتراب اللي طلعت منه!
كنت راجعة البيت، شقة عمي.
وقفت عند الباب، همدي إيدي على المفتاح… بس وقفت.
صوته كان واضح جدًا من جوّه، بيكلم ماما سعاد مرات عمي.
أتجوز مين يا ماما؟ دي جاهلة!
أنا مش ناقص أتشرف بواحدة جاية من ورا الجاموسة!
وقفت مكاني كإني اتشلِيت.
الكلمة دي وجعتني أكتر مما توقعت، يمكن عشان طالعـة منه هو.

 

 

أنا فرح… من المنصورة.
أبويا توفى من تلات شهور، وجيت أقعد مع مرات عمي بعد ما أصرت عليا.
ست طيبة جدًا، حنونة بطريقة تخليك تنسي الوجع.
كانت أحن عليّ من أمي الله يرحمها، وعمري ما حسّيت إني غريبة عندها.
بس النهارده… وأنا واقفة على باب الشقة، حسّيت فعلاً إني غريبة.
الكلمة دي كسرت فيّ حاجة، مش عشان هو قالها،
لكن عشان الشخص اللي كنت شايفاه محترم ومتعلم، طلع تفكيره سطحي كده.
أكتر حاجة وجعاني كانت إني كنت معجبة بشخص شبه ده.
مش عارفة كان إعجاب ولا حب يمكن ما كانش أي حاجة أصلاً، لكن اللي أكيد إنه خدعني بصورة قدام نفسي.
كنت بشوف فيه عقل وهو كان فارغ من جوّه، كنت بشوف فيه ذوق وهو كان بس لعبة مظهر.
بس خلاص…اللي سمعته كفّى.
مسحت دموعي بإيدي وقلت لنفسي بهدوء:
ماشي يا معتز…
هوريك أنا الجاهلة اللي بتتكلم عنها دي.
سعاد بعصبية وهي بتحلف:
والله العظيم يا معتز…لو ما أتجوزتها لتكون ابني ولا أعرفك!
في اللحظة دي، الباب اتفتح بهدوء…
فرح دخلت، وشها هادي، ملامحها متماسكة، بس جواها نار.
ولا حد فيهم أخد باله إنها كانت واقفة من الأول.
ما كنتش عايزاها تحلف…
أنا مش قليلة عشان حد يحلف عليا عشان يرميني على ابنها.
ولا عايزة أتجوز واحد يبصلي كأني حمل تقيل أو واجب لازم يتخلص منه.
أنا مش قليلة…
ولا هقبل أكون اختيار بالغصب.
قلبها كان بيخبط في صدرها، بس مش من كسوف… من وجع الكرامة.
بصت لهم بسرعة، من غير كلام، وراحت على أوضتها بخطوات هادية.
فتحت الباب بهدوء وقلت:
– السلام عليكم.
ضحكت ضحكة خفيفة كده وأنا داخلة، بس أول ما دخلت حسّيت إن في نظرات عليا.
مش عارفة ليه، بس كنت حاسة إن كل اللي في الأوضة بيبصلي.
أنا يمكن مش جميلة الجمال اللي يخلي الناس تتقلب،
بس الحمد لله، عارفة إن عندي ملامح حلوة، ربنا مديها لي.
قمحاوية كده، بشرتي دافية، وملامحي هادية، وعيوني محدش عارف يحدد لونها بالضبط.
مش شبه حد، بس برضه شبه الكتير.
سعاد مرات عمي أول ما شافتني قامت بسرعة:
– فرح! حمد لله على السلامة يا حبيبتي،
ده معتز ابن عمك، رجع من اسكندرية الحمد لله.
بصيت له وابتسمت ابتسامة بسيطة:
– ازيك يا معتز، عامل إيه؟
هو ما ردش أول لحظة، واقف كده سرحان،
لحد ما سعاد ضربته بكوعها في دراعه وقالت له وهي بتضحك:
– يا واد رُد!
ضحك ضحكة باهتة وقال:
– ازيك يا فرح، عاملة إيه؟ كبرتي.

 

 

ضحكت بخفة وأنا شايلة الشنطة من على كتفي وقلت له:
– كله بيكبر يا ابن عمي.
وبصوت هادي كده قلت:
– عن إذنكم، هادخل أستريح شوية.
دخلت الأوضة، بس قلبي لسه واقف عند الباب…
مش عشان هو، لأ،
عشان الكلمة اللي قالها قبل ما أدخل… جاهلة.
وأنا ناوية أوريه بنفسه مين هي الجاهلة.
——————
علي الغدا قعدنا على السفرة، الأكل كان محطوط والجو ساكت،
مفيش غير صوت الملاعق بيخبط في الأطباق.
كنت باكل في هدوء، وبحاول أتجاهل وجوده،
بس هو اللي قرر يفتح الكلام.
قال وهو بيبصلي بنص ابتسامة فيها سخرية:
– صحيح يفرح لما جيت مكنتيش هنا، كنتي فين النهارده يا فرح؟ وكمان شكلِك مهمومة قوي.
رفعت عيني عليه بهدوء وقلت:
– كنت بقابل واحدة صاحبتي يا معتز.
ضحك بخفة وقال وهو بيقطع العيش:
– صاحبِتك؟ وإنتِ بقى تعرفي ناس من هنا؟ من القاهرة كمان؟
نزلت المعلقة بهدوء، ومسحت بإيدي على الفوطة،
وبصيت له بثبات:
– أيوه، أعرف يا دكتور، الدنيا مش مقفولة على قاعة المحاضرات اللي حضرتك فيها.
في ناس برضه بتفهم، حتى لو ما معاهاش لقب.
سكت المكان كله،
مرات عمي بصت له بحدة، وهو حاول يخبي ارتباكه في لقمة تانية.
بس نظراته اتغيرت،و ملامحه اتغيرت لحظة،
زي اللي اتفاجئ إن “الجاهلة” ردّت عليه بالعقل مش بالصوت.
رجعت أكلي تاني كأني ما حصلش حاجة،
بس قلبي كان بيغلي،
مش من كلامه…
من نفسي إزاي كنت في يوم معجبة بشخص تفكيره بالشكل ده.
اللحظة دي بس، كانت كفاية أعرف أنا مين… ومين اللي فعلاً لازم يتكسف من نفسه.
قمت من السفرة بخطوات سريعة،
ما كنتش قادرة أكمّل لحظة واحدة هناك.
دخلت أوضتي، وقفلت الباب ورايا بإيدي،
بس قلبي كان بيدق بسرعة،
زي اللي بيهرب من حاجة وجواه وجع مش عارف له اسم.
قعدت على السرير شوية، وبعدين قمت أتنفس عند الشباك.
الهواء كان ساكت، بس صوتهم لأ.
صوت معتز كان واصل لحد عندي واضح…
كان بيكلم صاحبه في البلكونة، وضحكته تقطع الهدوء.
قال بنبرة فيها استهزاء واضح:
– اسكت يا عم،مش أمي كانت هتجنني النهارده.
وعايزاني أتجوز واحدة جاهلة، جايه من ورا البهايم،
ولا تعرف تتكلم حتى.
ضحك صاحبه وقال:
– طب عملت إيه؟
معتز كمل بنفس النبرة المتعجرفة:
– خلاص يا عم، خلعت منها قبل ما أمي تحلف عليا اني اخدها غصب عني.
بس بغبائها كالعادة، فتحت الباب ودخلت كأنها فاهمة كل حاجة.
سكت لحظة، صوته بقى أهدى،
وقال بخفة فيها لمحة غرور:
– بس الغريبة بقى… إنها مش وحشة.
يعني لو كانت متعلمة، والله يمكن كنت فكرت.
ضحك هو وصاحبه بعدها،
ضحكة خفيفة…

 

 

بس بالنسبالي كانت أقسى من ألف كلمة.
وقفت ورا الشباك، جسمي ثابت بس دموعي نازلة بهدوء،
من غير صوت، من غير نفس.
مسحت دموعي، وبصيت للسما،
وقلت لنفسي بهدوء، بنبرة وعد:
هتشوف يا معتز… هتشوف مين فينا اللي جاهل.
—————–
#يتبع.
يترا فرح هتعمل ايه؟
وهل معتز عندو حق يتكلم عنها كده ولا غلطان؟
وهل سعاد مامات معتز هتجوزهم لبعض فعلا؟
كل ده هنعرفه في البارت الجاي باذن الله ♥
بقلميّ /آَُلُاًَءًَ محٍمدِ حٍجٍازْي♥

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *