رواية مغرم مجنون الفصل العاشر 10 بقلم خديجة أحمد - The Last Line
روايات

رواية مغرم مجنون الفصل العاشر 10 بقلم خديجة أحمد

رواية مغرم مجنون الفصل العاشر 10 بقلم خديجة أحمد

 

 

البارت العاشر

 

#مغرم_مجنون
البارت العاشر
الليل كان ساكت إلا من صوت كعب نيهال وهي داخلة الفيلا، التعب باين على وشها، وعلامات الضيق لسه مرسومة من امبارح… من كلام هاجر اللي وجعها أكتر ما كانت متوقعة.
طلعت السلم وهي بتتنهد، ناوية تدخل أوضتها وتنسى كل حاجة،
لكن وهي ماشية، عينها وقعت على باب أوضة هاجر… مفتوح.
وقفت لحظة، قربت بحذر، دخلت بخطوات هادية،
بصّت حواليها… السرير متوضب، النور مطفي،
بس مفيش أي أثر لهاجر.
حست بخنقة مفاجئة، قلبها بدأ يدق بسرعة.

 

 

هاجر عمرها ما اتأخرت كده قبل كده… عمرها.
مدّت إيدها للفون بسرعة، دورت على رقمها،
الصوت اللي طلع من السماعة كان كفيل يخلي الدم يجري في عروقها خوف:
“الرقم الذي طلبته غير متاح حاليًا.”
وقفت نيهال مكانها،
عينيها بتدور في الأوضة كأنها بتحاول تلاقي تفسير…
بس جواها، كانت حاسة إن في حاجة غلط جدًا حصلت.
على الرغم إنها دايمًا كانت مشغولة عنها،
ومكنتش بتقعد معاها كتير ولا تسمعها زي ما كانت هاجر نفسها،
لكن في الآخر… هي أمها.
لكن مهما اتقال ومهما حصل، بتحبها وبتخاف عليها،
وجواها قلب أم عمره ما عرف القسوة،
يمكن اتلخبط، يمكن اتأخر في الحنية،
بس دلوقتي الخوف سيطر على كل حاجة.
نيهال بدأت تمشي بسرعة في الطرقه، قلبها بيخبط ف صدرها،
فتحت باب البلكونة تبص لو العربية بتاعة هاجر لسه في مكانها…
لكن المكان فاضي.
إيديها بدأت ترتعش وهي بتنزل السلم،
كل خطوة فيها خوف وأسئلة كتير في دماغها:
“هي راحت فين؟ طب ليه ما قالتش؟ طب ليه التليفون مقفول؟”
فضلت نيهال واقفة في نص الصالة، عقلها بيلف بأفكار متشابكة،
فجأة لمعت في بالها فكرة،
قالت لنفسها بصوت متردد:
– ممكن تكون سافرت؟
بس سرعان ما سكتت، نظرتها راحت بعيد وهي بتهمس:
– بس لو كانت سافرت… كانت هتقول، ولا عشان اللي حصل امبارح؟
الخوف اتبدّل بقلق أعمق، وبسرعة راحت على أوضة هاجر،
فتحت الدولاب بإيدين بيرتعشوا،
وبصت جوا… الفراغ كان أبلغ من أي رد.
الهدوم مش موجودة.

 

وقفت لحظة، خبطات قلبها بقت مسموعة،
وبعدين قعدت على السرير ببطء، كأن التعب وقع على جسمها كله مرة واحدة.
نظرتها اتجمدت على الأرض،
وشها اتبدّل، مابين صدمة ووجع وندم،
وقالت في سرها وهي بتتنهد تنهيدة طويلة:
– يعني فعلاً… سافرت.
دمعة نزلت بهدوء على خدها،
مش بس خوفًا… لكن حزنًا على بنت كانت محتاجة حضنها، وهي ما فهمتش غير بعد ما راحت.
هاجر قامت وهي بتتنفس بصعوبه،
عينها بتلف في المكان الغريب اللي حواليها،
الحوائط لونها باهت، والإضاءة خافتة كأنها جاية من لمبة صغيرة ف الركن.
بصت على نفسها…
اللبس مش لبسها!
فستان بسيط، مش بتاعها خالص،
حست برعشة في إيديها وهي بتقول لنفسها بصوت مبحوح:
– إيه دا؟ أنا… أنا فين؟!
جريت بسرعة على الباب،
شدته بكل قوتها…
خبطت عليه، صرخت:
– في حد! افتحواااااااا!
لكن مفيش ولا صوت.
الهدوء كان مرعب، كأن المكان مفيهوش روح.
رجعت تبص حوالينها،
قلبها بيدق بسرعه،
راحت ناحية الشباك، حاولت تفتحه بالعافية،
لكن لما بصت من بره…
اتجمدت.
المسافة عالية جدًا،
شايفه تحتها زي فناء كبير،
بس مفيش أي صوت عربيات، ولا ناس، ولا حتى طيور.
كأنها في مكان بعيد عن الدنيا كلها.
رجعت بخطوات بطيئة لورا،
قعدت على الأرض وهي بتحاول تهدى،
وبصوت واطي مليان خوف قالت:
– أنا… فين؟!
طلعت نيهال السلم بخطوات بطيئة، التعب باين على ملامحها، بس قلبها هو اللي متقلق أكتر من جسدها.
وقفت قدام باب أوضة راكان، خبطت بخفة وقالت:
ـ “راكان؟”
صوته جه من جوه هادي وواثق:
ـ “اتفضل .”
دخلت، عينيها فيها قلق واضح وحزن،
ـ “كنت عارف إن هاجر هتسافر؟”
ابتسم راكان ابتسامة خفيفة، فيها مزيج غريب بين الهدوء والخبث، وقال:
ـ “سمعتها امبارح وهي بتقول إنها ناوية تسافر.”
نيهال عقدت حواجبها:
ـ “يعني مقالتش ليك بنفسها؟”
ـ “لا.”
قالها وهو بيبص بعيد عنها، صوته ثابت أكتر من اللازم… كأنه حافظ الكلام قبل ما يقوله.
ـ “غريبة، كنت فاكرة إنكم قريبين.”
ضحك بخفة، ضحكة باهتة مفيهاش روح، وقال:
ـ “كنت فاكر كده برضه… لكن يمكن كنت متوهم.”
سكت لحظة، نظره راح للأرض، بس في عينيه لمعة غريبة، لمعة مش مفهومة — مابين غموض ورضا مكتوم.
نيهال قالت بحزن:
ـ “حصل امبارح بينا كلام، يمكن أنا زعلتها… قللت من مشاعرها، بس كل دا من خوفي …. خوفي اني أواجهها وأنا عارفة إني غلطانة.”
قرب منها بخطوة، صوته بقى ناعم أكتر من اللازم وهو بيقول:
ـ “ما تلوميش نفسك يا طنط، هاجر محتاجة وقت، يمكن السفر يكون راحة ليها.”
كلماته كانت ناعمة، لكن في نبرته حاجة باردة، كأن اللي بيواسيها مش فعلاً حاسس بيها،
كأن كل حرف بيطلع منه محسوب…
وبينما نيهال بتبص له بعين أمّ حنونة،
هو كان بيبصلها بعين فيها سرّ، سرّ تقيل محدش يعرفه غيره.
في تاني يوم الصبح، راكان خرج من البيت ببرود كأنه رايح شغله عادي، لكن في عينيه نظرة مختلفة، نظرة فيها سرّ مخفي وهدوء مريب.
ركب عربيته، شغّلها بهدوء، والابتسامة الصغيرة اللي على وشه كانت غريبة… فيها راحة، بس راحة من نوع مش طبيعي.
الطريق كان طويل، ساعتين وهو ساكت، لا صوت غير الموتور وأنفاسه المنتظمة كأنه حافظ الرحلة دي كويس.
كل ما قرب أكتر، الملامح حواليه بدأت تتغير، البيوت قلت، والطريق بقى أوسع… كأنه داخل عالم تاني، بعيد عن العيون والناس.
وفي الآخر وقف قدام فيلا كبيرة، فخمة بس هادية بشكل يخوف، مافيهاش أي حياة.
قدام الباب، كان واقف اتنين بودي جارد أجسامهم ضخمة، ملامحهم جامدة، أول ما شافوه فتحوا له الطريق من غير كلمة.
نزل راكان من العربية بخطوات ثابتة، عيونه بتلمع ببرود غريب،
طلع السلم، وكل خطوة كانت محسوبة، لحد ما وصل الدور التاني، وقف قدام باب معين…
مد إيده في جيبه وطلّع مفتاح صغير، فضي اللون،
دخل المفتاح في القفل بهدوء، صوته المعدني دوّى في الممر،
ولما لفّه… الباب فتح.
وقف لحظة، خد نفس عميق، وابتسامة خفيفة ارتسمت على وشه كأنه داخل على مشهد مستنيه من زمان.
جوه، كانت الغرفة غارقة في ضوء خافت جاي من لمبة صغيرة في الركن،
وفي نص الأوضة… كانت هاجر.
قاعدة على السرير، عنيها متعلقة بالباب،
أول ما شافته اتجمدت في مكانها، كل عضلة في جسمها تشدت،
الخوف اتجمع في ملامحها وهي بتهمس بصوت مبحوح:
ـ “راكان؟!”
دخل راكان بخطوات باردة وهادية، كأنه داخل بيته،
قفل الباب وراه بالمفتاح، وراح يحطه في جيبه بهدوء…
ابتسامة صغيرة ظهرت على وشه، فيها غموض ووثوق غريب، وقال بصوت واطي:
ـ “مفاجأة مش كده؟”
هاجر وقفت بسرعة، قلبها بيدق بعنف،
ـ “إنت… إنت اللي… خطفتني؟!”
قرب منها بخطوة، نظراته سابتش وشها لحظة،
ـ “خطف؟! كلمة تقيلة أوي يا هاجر، أنا بس حبيت اخد حقي ”
ـ “إنت مجنون حق اي؟!”
صوتها اتكسر وهي بتقولها، دموعها بدأت تلمع في عينيها،
لكن راكان ضحك بخفة وقال:
ـ “مجنون؟ يمكن… بس كلامك مش هيأثر فيا ولا هيخليني اتراجع عن اللي ف دماغي .”

 

 

الكلمة دي خرجت منه بهدوء، لكن وقعها كان تقيل عليها،
هاجر قالت وهي بتضحك ضحكة فيها وجع وسخرية، صوتها بيرتعش وهي بتحاول تخبي خوفها ودموعها:
ـ “كل دا… عشان اللي حصل في المكتب؟!”
ابتسامة راكان اتسعت، بس كانت ابتسامة خالية من الدفا، فيها برود غريب ونغمة خبيثة خلت قلبها ينقبض:
ـ “لا يا هاجر، أنا مش تافه أوي كده… أنا هاخد حقي من الشخص اللي كان السبب في موت أمي.”
سكت لحظة، وصوته اتغير، بقى تقيل كأنه طالع من جرح قديم، عيونه لمعت بغل دفين وهو بيكمّل:
ـ “هاخد حقي منهم بالطريقة اللي توجعهم.”
هاجر اتراجعت خطوة، ملامحها اتبدلت، الخوف بدأ ياكل ملامحها، قالت:
ـ “وانا مالي؟ مالي بكل ده؟ أنا معرفش مامتك ولا عمري شوفتها!”
نظرات راكان سكنت عليها، كان فيهم وجع مش مفهوم، قرب منها بخطوة بطيئة وقال بنبرة خافتة بس بتغلي من جوّه:
ـ “ما تعرفيهاش… بس هي هتعرف وجع فقدِك، زي ما أنا عرفت وجع فقد أمي.”
هاجر بصّت له بذهول، حاجبها اترفع وملامحها اتجمدت كأن الزمن وقف للحظة،
صوتها خرج متقطع بين الخوف والدهشة:
ـ “مين اللي هتعرف وجع فقدي؟ أنا مش فاهمة حاجة!”
راكان ضحك ضحكة خفيفة بس مليانة مرارة، ضحكة مافيهاش ولا ذرة دفء،
قرب منها بخطوة، عيونه كانت بتولّع غضب، وصوته نزل حاد زي السكينة:
ـ “أمك… نيهال عمر القاضي، هي السبب في كل اللي بيحصلك دا.”
هاجر اتجمدت مكانها، الكلمة دخلت ودنها بس عقلها رفض يصدق،
ـ “ماما؟! إنت بتقول إيه؟!”
راكان شد نفسه وقال ببرود قاتل، كل حرف بيخرج منه كأنه بينتقم:
ـ “أيوه، مامتك… هي السبب في موت أمي، والنهارده… جاي الدور عليكم تحسّوا بنفس الوجع اللي أنا عشت فيه سنين.”
صوته كان ثابت بس عنيه كانت بتكشف كل العاصفة اللي جواه،
دموع الغضب مكبوته، وهاجر حسّت إن الدنيا بتلف بيها، قلبها بيتخبط في صدرها،
الكلمات تقيلة… تقيلة أوي، والهوى في الأوضة بقى خانق.
سألت بصوت واطي مبحوح:
ـ “إزاي؟! إزاي ماما تكون السبب؟!”
راكان بوجع:
_ياااه إزاي دي محتاجه اقولك من اول م امك دخلت شركه أبويا و …..
صوت الموبايل قطع اللحظة زي سكينة بتشق الهوا،
راكان عض شفايفه بزفره مليانة ضيق،
مد إيده ف جيبه وسحب الفون رد وهو بيحاول يسيطر على نبرته:
ـ “ألو، في إيه يا عبدالرحمن؟”
جاله صوت عبدالرحمن متوتر، نفسه متقطع كأنه جري قبل ما يتكلم:
ـ “طنط نيهال يا راكان… جت الشركة وهي متعصبه وشكلها غضبان ومنهاره”
راكان اتعدل في مكانه، عضلة فكه شدت، وصوته بقى حاد:
ـ “منهارة ليه؟ إيه عرفت حاجه؟”
عبدالرحمن بلع ريقه وقال بسرعة:
ـ “لندا… وهي بتنضّف الصبح لقت باسبور هاجر!
يعني البنت مسافرتش، ونيهال دلوقتي بتدور عليها في كل مكان…
وكمان شاكّة فيك، بتقول إنك كدبت عليها وقلت إنها سافرت!”
يتبعععع

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *