روايات

رواية ليلى وريان وخالد الفصل الرابع 4 بقلم الاء محمد حجازي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية ليلى وريان وخالد الفصل الرابع 4 بقلم الاء محمد حجازي

 

 

البارت الرابع

 

-عارفة يا سارة، ساعات بحس إن عمرو مش زي زمان. بيسرح كتير، يرد عليا بكلمة ويكمل في موبايله. أنا مش متعودة منه على كده.
~بترد عليها سارة من التليفون بخبث:
آه، بدأ يزهق بقى. الرجالة لما يبتدوا يسيبوا مراتاتهم يتكلموا لوحدهم، يبقى قلبهم في حتة تانية.
-مريم مشدوهة:
إيه؟! لا طبعًا، إنتي بتكبّري الموضوع. هو، هو يمكن بس تعبان.
~سارة بضحكة صغيرة:
تعبان؟ ولا بيلاقي راحته مع حد تاني يضحكه؟
-مريم بتتجمد مكانها وشها بينقلب من القلق للرعب وبتقول بصوت متقطع:
لا… عمرو مش كده… عمرو مش ممكن يخوني.
~سارة ببرود:
الخيانة مش شرط تبقى خيانة جسد، ممكن تبقى خيانة قلب. إن قلبه يروح لمكان غيرك. وإنتي مش حاسة؟
•فجأة يخرج عمرو من أوضة النوم وهو بيلبس تيشيرت، يسمع آخر كلمة. يبصلها باستغراب ويقول بحزم:
مش حاسة بإيه يا مريم؟! بتكلمي مين؟!
-مريم بتتلخبط، وتقفل المكالمة بسرعة وإيديها بتترعش،و عمرو واقف قدامها بنظرة غضب.
-مريم بلخبطه وشرود:
ها…… كنت بكلم سارة ياعمرو!
•عمرو بنرفزة:
انا مش قولتلك ميت مره، اني مبستريحش لسارة دي، بحسها مش بتحبك؟
-مريم بعصبية:
اللي انت بتقوله ده ياعمرو، سارة صحبتي، وكمان ليه بتقول عليها كده؟
•عمرو بصوت عالي:
لان كل مره تكلمك في التليفون، او تيجي هنا، لازم نتخانق بعدها، دي واحده حقوده ومش بتحبك افهمي بقا. قال كلامه وسبها ومشي.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
تاني يوم مريم قاعدة مع سارة وبتقول بصوت مضطرب:
امبارح عمرو دخل وأنا بكلمك، حسيت إنه شاك فيا أنا! قعد يسألني كنت بقول إيه وليه قفلت بسرعة.
~سارة بهدوء مصطنع ومكر:
شايفة؟! حتى هو عنده أسرار، لكن لما إنتي يكون عندك كلمة زيادة بيتوتر. مش غريبة؟
-يمكن، ويمكن أنا غلطت إني قفلت بسرعة كده، لان لو اي حد كان هيشك برضو.
~سارة تضحك بخبث:
غلطتي عشان صدقتي زيادة، الرجالة ما يستاهلوش ثقة مطلقة.
مريم بتبص لها بقلق وتبدأ الفكرة تستقر في عقلها.
• بالليل، عمرو داخل من الشغل، تعبان. بيرمي شنطته، ويقعد.
مريم… في أكل؟
-مريم بحدة غير معتادة:
أيوه. في أكل، بس قوللي الأول كنت فين متأخر كده؟
•عمرو مصدوم من نبرتها:
إيه السؤال ده يا مريم؟! في الشغل طبعًا.
-مريم بشك:
الشغل بينتهي 6، إنت جيت 10. أربع ساعات ضايعين فين؟!
•عمرو بيقوم غاضب:
إيه اللي خلاكي تحاسبيني كأني متهم؟! أنا راجل بشتغل عشان البيت ده يعيش.
-مريم بدموع وصوت عالي:
يمكن البيت ده يعيش فعلا.
عمرو يضرب كف بإيده على الترابيزة بعصبية، ويسكت لحظة، و بعدين يطلع من الأوضة.
-تجري مريم تجيب الفون وتكلم سارة بعياط:
سارة، الحقني أنا وهو اتخانقنا جامد، أول مرة نوصل لمرحلة إننا مانتكلمش.
~سارة تبتسم، كأنها مبسوطة، وبعدين تقول بحزن مصطنع:
عارفة ليه؟ عشان إنتي قربتي تلمسي الحقيقة، دايمًا لما الواحدة تبتدي تسأل أسئلة مظبوطة الراجل يتوتر ويبان على حقيقته.
-مريم بقلق:
يعني، إنتي شايفة إنه فعلاً ممكن يخوني؟
~سارة تقول ببطء:
أنا مش هقولك آه أو لأ، بس اللي بيتأخر وبيخبي، بيخبي وراه سر كبير.
-مريم بحزن:
حاسة إنه بقى بعيد، بيرجع مرهق، قليل الكلام.
~سارة تضحك بخبث:
بعيد؟ ده معناه إن في حد تاني مالي دماغه. خلي بالك يا مريم، الرجالة لما يسكتوا يبقى في وراهم حكاية.
-بس أنا عارفاه، عمرو مش كده.
~إنتي فاكرة كده. كل واحدة اتخانت كانت بتقول جوزي مش كده.
-مريم تقفل وتبدأ تنهار أكتر.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
• تاني يوم عمرو راجع من الشغل، بيحاول يهزر معاها:
إيه يا ست الكل؟ مش ناوية تضحكيلي بقى؟ من ساعة ما دخلت وإنتي مكشرة.
-مريم بفتور:
إنت جاي متأخر كالعادة، وانا تعبت من الانتظار.
•عمرو يتنهد:
الشغل يا مريم.
-مريم صوت متردد:
يمكن… ويمكن في حاجة تانية؟
•عمرو يبص لها مستغرب:
إيه الكلام ده؟
-مريم بتهرب:
ولا حاجة، سيبك.
•عمرو بيحاول يلمس إيدها:
مالك بقيتي ساكتة؟
-مريم تسحب إيدها:
قوللي الأول، إنت فعلاً كنت في الشغل امبارح؟
•عمرو يتجمد من الصدمة، وصوته يعلى:
إيه السؤال الغريب ده؟!
-مريم ببرود لكن من جواها مقهورة:
أنا بسأل! ليه زعلان؟
•عمرو بحزن:
لأني مش متعود مراتي تشك فيا!
-مريم دموعها نازلة:
كفاية يا عمرو، مش قادره أعيش وأنا حاسة إنك مش معايا. إنت بتخوني، صح؟! قول الحقيقة!
•عمرو ينفجر:
إيه الكلام الفارغ ده! أنا عمري ما خنتك، لكن شكك ده هيولّع البيت!
-مريم بتصرخ:
أنا مش بجيب من عندي! سارة قالتلي…
•عمرو يقطعها بعصبية:
سارة؟! سارة؟! إنتي بقيتي تاخدي حياتنا من لسان واحدة غريبة؟! بيتنا هيتهد بسببها!
يسكتوا لحظة و التوتر يوصل للقمة و نظراتهم كلها كره وجرح. يرفع صوته:
يعني أنا كل يوم أرجع مهدود من الشغل عشان ألاقيكي مستنياني!
كنت فاكر ألاقي حضن،طلع العكس كنت بألاقي تحقيقات! ألاقي شك! كل ده عشان صاحبتك؟!
لو الموضوع مكمل كده، يبقى الطلاق أرحم!
-مريم تتراجع، وعيونها تلمع بالدموع وتحاول تقرب:
عمرو انت بتقول أي؟
•عمرو بوجع:
مريم، الثقة لو وقعت ما بتتصلحش بسهولة. إنتي خليتي واحدة غريبة تبقى الحكم بيني وبينك. لو ده بيتكلم، يبقى بيتنا فعلاً بيتهد.
-مريم تنهار، تحاول تمسك إيده، وهو يسحبها، يطلع من الأوضة ويقفل الباب جامد.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
عند عمرو وهو نازل السلم بيلاقي سارة طالعة لمريم، و اول لما تشوفه تقف بثقة وابتسامة مصطنعة.
~سارة بصوت ناعم:
إزيك يا عمرو… عامل إيه؟
•عمرو بيرد وهو مش طايق يشوفها، بنبرة قصيرة وجافة:
بخير الحمدلله.
~سارة تضحك بخفة وتقرب ناحيته:
أقولك حاجة يا عمرو؟
•عمرو وهو متضايق، رافع حواجبه باستنكار:
إيه تاني يا سارة؟
~سارة بهدوء لكن كلامها زي السم:
كنت عاوزه اقولك، بصراحة، مريم ما تنفعكش. بقت زنّانة، ونكدية وشكاكة زيادة عن اللزوم. الراجل مش بيستحمل كده، ده وجع دماغ. وأنا بقولك من الآخر، استحسن تسيبها قبل ما تخرب حياتك.
•عمرو بيتجمد لحظة، وبعدين عينه تلمع بالغضب. ويرد بحدة وبصوت غاضب:
خلاص يا سارة، كفاية. كل مرة لازم تدخلي بيني وبين مراتي؟
~سارة تتفاجئ بحدته، وتحاول تمثل إنها بريئة:
أنا بخاف عليك بس، مصلحتك عندي يا عمرو.
•عمرو بسخرية، يقرب منها بخطوة:
مصلحتي؟! إنتي مش شايفة نفسك؟ كل كلمة بتقولّيها مليانة حقد… إنتي مش طايقة تشوفي مريم مبسوطة. مش طايقة تشوفيها عايشة في أمان مع جوزها. إنتي عايزة تهدي بيتنا بأي شكل.
~سارة تفتح بقها علشان ترد، بس عمرو يقطعها، وصوته حاسم:
اسمعي يا سارة، من النهارده مفيش دخول في حياتنا. لا كلمة ولا نصيحة ولا تدخل. مريم مراتي، وحياتنا ملكنا إحنا. إنتي لو عايزة تخربي بيتك، اخربيه. لكن بيتنا لأ ويسبها وينزل.
~سارة الكلام ينزل عليها زي جردل المياه الصاقعة في عز الشتا وتنزل قبل متروح لمريم تمشي بسرعة وهي متغاظة
بليل وعمرو داخل البيت، يلاقي مريم قاعدة على الكنبة متضايقة، باين عليها إنها مضغوطة.
-مريم بصوت واطي وحزين:
حمدالله على السلامةيا عمرو.
•عمرو يقعد قصادها، بصوت ثابت:
تعالي هنا يا مريم. أنا عايز أقولك حاجة مهمة، قبل ما تضيعي بيتنا.
-مريم بتتسمر مكانها:
في إيه؟
•عمرو يبص في عينها:
صاحبتك اللي إنتِ مش مخلّياها حاجة ما تعرفهاش عننا، بتقول عليكي إيه؟ بتقول إنك زنّانة، نكدية، وشكاكة. والنهارده وقفت على باب البيت وقالتلي أسيبك. تخيلي!
-مريم تتصدم، تحط إيدها على وشها، دموعها تنزل وهي مش مستوعبة وتقول بصوت مخنوق:
هي قالتلك كده؟! أنا، أنا عمري ما صدقت إنها ممكن تقول عني كده.
وكمان هي مجاتش هنا النهاردة؟
•عمرو بيمسك إيدها بحزم:
فوقي بقى يا مريم. دي مش صاحبة، دي سمّ. إنتي طول الوقت بتحكي لها أسرارنا، وهي مش مستنياكي غير تتهدّي وتتهزّي. وأنا مش هسيبها تخرب بينا.
واه يمريم جات هنا النهاردة وقالت الكلمتين دول لما شفتني نازل ونزلت بعدي علي طول؟
-مريم تبكي بحرقة، تحس إنها كانت عمياء طول الوقت. ترمي نفسها في حضنه، وهو يضمها بحب وقوة وتقول بحزن:
سامحني يا عمرو، أنا كنت هضيّع كل حاجة بسبب كلامها.
•عمرو يمسح دموعها:
خلاص، أهم حاجة إني وإنتي نفهم مين اللي معانا ومين ضدنا. بيتنا لينا إحنا، مش لحد تاني.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
•عمرو بجدية:
هنعمل اي دلوقتي، يا مريومتي.
-مريم بكسوف من نفسها وعدم فهم:
مش عارفه، بس قبل اي حاجه، انا عاوزه اعرف، ليه عملت كده عاوزه افهم.
•طب وهتعملي اي.
-مريم بصوت مكسور:
هكلمها وافهم، اي ده! دي بترن، الو سارة تعاليلي احنا اتخانقنا وهو ساب البيت،علشان عاوزني اقطع علاقتي بيكي وانا رفضت.
بعد وقت قصير، مريم بتقوم تفتح باب الشقة لسارة وهي داخلة بخطوات سريعة، ورسمة ابتسامة باردة جدًا.
~سارة بهدوء مصطنع:
اهدي، أنا جيت. شفتي؟ حتى جوزك قلب عليكي. واضح إن هو اللي بيحرّضك عليا.
•عمرو بعصبية مكبوتة:
لا يا سارة، أنا ما قلبتش حد. أنا فضحت اللي إنتي بتعمليه. مريم عرفت إنك طول الوقت كنتي بتلعبِي في دماغها، تقولي لها: جوزك مش ملاك، جوزك كذا وكذا، علشان تشك فيا!
-مريم بعصبية، وصوتها عالي:
بيحرّضني؟! عمرو عمره ما قالّي كلمة عليك غير النهارده. وانتي عارفة ليه؟ لأنه شاف الحقيقة اللي أنا كنت عمياء عنها، شاف إنك إنتي السبب في كل اللي حصل بيني وبينه!
~سارة تتنهد، تقعد على الكنبة، تبص لها نظرة فيها تحدي:
الحقيقة؟ ولا الهبل اللي في دماغك؟ يا مريم، جوزك مش ملاك. إنتي عشان بتحبيه بتتعامي. أنا بس بفتح عينيكي، بكشفه قدامك. جوزك مش زي ما انتي فاكرة.
-مريم بصريخ:
كفاية! كفاية لعب بعقلي! أنا طول عمري باجي أفضفضلك، أقولك على كل حاجة، أحكيلك أدق تفاصيل حياتي، إزاي تبيعي كل ده؟ إزاي؟!
سارة تسند ضهرها على الكنبة وتضحك ضحكة قصيرة فيها سخرية وتقول بحقد:
علشان انتي عندك اللي أنا مش لاقياه! عندك راجل شايفك ست، شايفك غالية.
وعلشان تبطلي تعيشي في دور البرنسيسة. كل يوم جوزي عمل وجوزي جاب وجوزي بيطبطب، وأنا؟! أنا باخد إيه؟ شتيمة، ضرب، قلة قيمة. حتى حماتك بتحبك، وأنا حماتي بتاكل في لحمي. إنتي عايشة في نعمة ومش حاسة بيها!
-مريم بتصرخ،و صوتها مبحوح من العياط:
كفاية! أنا مش ناقصاكي إنتي عارفة إني طول عمري مستنيا ضمة، كلمة، طفل يملالي حياتي، وما جاش ! ورغم ده حامدة ربنا! عمري ما حسدتك على حاجه.
وأنا؟! أنا عندي كل حاجة؟ أنا مش ناقصني؟! أنا بقالي سنين متجوزة ومخلفتش، بحس إني نص ست، ومع ذلك راضية،ليه بقى تبصيلي بغل؟ ليه تكسري بيتي؟!
~سارة تقوم تقف،و تقرب منها بخطوة، صوتها واطي لكنه مليان سم:
علشان انتي عندك اللي أنا مش لاقياه، حنية، حضن، راجل يقولك كلمة حلوة. أنا عمري ما شفت ده. كل يوم وجع، كل يوم ذل. فلما بشوفك، بكرهك. أيوه، بكرهك!
-مريم بتنهار، وتقع على الكنبة، تحط وشها في إيديها وتبكي بصوت عالي جدًا. سارة واقفة قدامها، وشها متحجر بس عيونها مولعة بالحقد.
مريم من وسط العياط، بصوت متقطع:
أنا كنت فاكرة إنك أختي، وطلعتِ غريبة، طلعتِ عدوة!
-فجأة بتقوم تقف وتقول بصوت مبحوح، لكن قوي:
أنا مش عايزه أعرفك تاني في حياتي. غوري، بالغل اللي جواكي، ابعدي عننا. إنتِ خلاص، انتهيتي بالنسبة لي!
عمرو يقف جنب مريم، يحط إيده على كتفها كأنه بيثبتها. سارة تتلبك للحظة، وكل ده ومريم بتعيط في حضنه، وهو ماسكها بقوة، كأنه بيقول أنا هنا، ومش هسيبك
سارة تبص لهم بنظرة كلها حقد وانكسار، تاخد شنطتها بسرعة وتخرج، الباب يتقفل وراها بعنف.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
بعد خروج سارة. مريم بتقف تايهة، دموعها بتنزل من غير ما توقف. عمرو يقرب بسرعة، ياخدها في حضنه. هي تنهار وتعيط بصوت عالي، وهو ماسكها جامد.
•عمرو بهدوء وصوت حنين:
مريومتي، خلاص يا حبيبتي، أنا هنا. ما تسيبيش أي كلمة من حد تكسرك، أنا عمري ما هسيبك.
يخليها تقعد على الكنبة، يقعد قدامها ماسك إيديها، يبص في عينيها مباشرة:
بصي يا روحي، في حاجات بيننا إحنا بس. حتى أقرب الناس مش لازم يعرفوها. البيت اللي يطلع سره برا… مش بيبقى بيت.
اسمعي، أنا ممكن أزعل منك، أصرخ، نتخانق مليون مرة. بس أوعى تفتكري إني في يوم أقبل أسمع كلمة واحدة عليك من بره، حتى لو من أختي!
اللي بيننا ده مش هزار، ده عمر وحياة.
يمسح دموعها، ويحط إيده على خدها ويقول بنبرة قوية لكن هادية:
خديها نصيحة مني يا مريم:
ما فيش حد هيخاف على البيت غير اللي ساكنينه. اللي برا، ممكن يغير، ممكن يحقد، حتى لو لبس وشّ صاحبة أو أخت.
إنتي قلبي، واللي يدخل بيني وبينك عمره ما هيبقى في صفنا.
من النهارده، أي حاجة بتحسي بيها، قوليلي أنا. أنا الوحيد اللي هسمعلك.
مريم تبص له بعيون غرقانة دموع، بس ابتسامة صغيرة بتظهر وتقول بهمس:
إنت صح يا عمرو، والله ما أكررها. أنا اتعلمت الدرس. إنت ضهري وسندي، وربنا يبعد عننا أي حد يغير علينا.
•عمرو يبتسم،و يسحبها في حضنه تاني، ويطبطب على ضهرها، ويقول بابتسامة هادية:
وإحنا مع بعض، محدش في الدنيا يقدر يوقعنا.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
في ناس كتير بنقابلهم في حياتنا، بنشوف فيهم الأخت، الصحاب، السند. بنصدق إنهم هيفرحوا لفرحنا ويزعلوا لزعلنا.
بس الحقيقة، مش كل الناس قلبها أبيض زي ما إحنا متخيلين.
أوقات بيبقى اللي قدامك بيحبك فعلًا، بس يشوف عندك حاجة مش عنده، يشوف جوزك بيطبطب، أو بيتك متماسك، أو حتى ابتسامة على وشك، وساعتها جواه حاجة صغيرة بتتزرع، غيرة، حقد، وجع، حتى لو هو مش عايز يحس بيها.
المشكلة إن الحاجة الصغيرة دي ممكن تكبر، وتتحول لخنجر يطعن بيه قلبك وأنتِ مش واخدة بالك.
اتعلمت إن السر لو خرج من بينك وبين اللي معاك في بيتك… ما يبقاش سر.
اتعلمت إن مش كل كلمة تتقال، ومش كل وجع يتشارك. في حاجات مكانها جوا حضن اللي بتحبيه، مش ودن أي حد تاني.
إوعى تفتكري إن القرب معناه الأمان. القرب ساعات بيكشفك… يخلي اللي قدامك يشوفك ملكة وهو حاسس نفسه خسران.
إوعى تفتكري إن اللي بيضحك في وشك دايمًا هيفرحلك. في ناس بتضحك وهي جواها بتقول: ليه هي؟ مش أنا ليه؟
خديها قاعدة، البيت بيتين: بيت جوه جدرانه، وبيت جوه قلوب أصحابه. لو فتحتِ بابه لكل الناس، هيتهد.
لكن لو قفلتيه على حبك وراجلِك، هيبقى حصن، محدش يقدر يهده.
اللي يحافظ على سره، يحافظ على بيته.
واللي يحافظ على بيته، يحافظ على عمره كله.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
“ودي كانت حكاية مريم مع سارة، حكاية علمتنا إن مش كل اللي يدخل بيتك يستاهل يعرف سرك، علمتنا إن الغيرة ممكن تلبس وشّ المحبة، وإن أقرب الناس ليك ممكن يكونوا أبعدهم عن قلبك.
ودي لا أول بنت تتوجع ولا آخر واحدة. ولسه حكايات البنات كتير.
وفي الآخر… ربنا بيعوضها باللي يستاهلها، ويوريها إن اللي راح كان رحمة، ويداوي جرحها، ويكتب لها بداية جديدة.
انتظروني في حكاية بنت جديدة.”
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

يتبع….

 

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x