رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثاني والعشرون 22 - قصة رومانسية عربية - The Last Line
روايات

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثاني والعشرون 22 – قصة رومانسية عربية

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثاني والعشرون 22 – قصة رومانسية عربية

 

 

البارت الثاني والعشرون

 

 

كانت الغرفة الخاصة في المستشفى تغرق في صمت ثقيل، كأن الجدران نفسها تخشى النطق بكلمة واحدة قد تكسر التوازن الهش الذي يحيط بكمال. كان مستلقياً على السرير الأبيض النظيف، أنابيب الأكسجين تتدفق بلطف في أنفه، وكتفه المضمّد يرتفع ويهبط مع كل نفس ضعيف. عيناه السوداوان مفتوحتان جزئياً، لكنهما غائمتان بالألم والارتباك، كأنه يحاول فك شيفرة كابوس لم ينتهِ بعد. الأخوة الثلاثة يقفون حوله كحراس، خالد يمسك ذراعه بلطف قوي، برنامج يراقب الشاشات الطبية بعينين حادتين، وسامي يتحدث بهمس إلى هاتفه مع القاضي. سيدة الرشيد تجلس في الزاوية، يداها مشبكتان في حجرها، وجهها يحمل خطوط الندم كندوب قديمة.
“كمال… أنتَ سمعتَ اللي قالته جميلة؟” همست ليلى أخيراً، صوتها يخرج كزفرة مكسورة، وهي تجلس على حافة السرير، يدها تمسك بيده الباردة. كانت قد وصلت المستشفى بعد دقائق من الهروب من الفيلا، الوثيقة مطوية في جيب معطفها كقنبلة موقوتة، والشرطة قد ألقت القبض على جميلة ورامي في اللحظة الأخيرة. لكن الكشف… ذلك الكشف الذي يحرقها من الداخل، كان أسوأ من أي رصاصة. “كمال، أنا… أنا مش عارفة أقول إيه. الوثيقة دي تقول إني بنت أبوك، أحمد الرشيد. سليم كان أبي اللي رباني، بس أبوك… هو الأب الحقيقي. يعني أنتَ… أنتَ أخي غير الشقيق.”
نظر كمال إليها ببطء، عيناه تتحركان كأنهما تقرآن روحها، والألم يجعل كلماته تخرج متقطعة: “ليلى… أنا سمعتُ. في الهاتف… في الفيلا. بس… بس ده مش ممكن. أنتِ… أنتِ اللي رعيتيني ثلاث سنين، اللي قرأتِ لي الكتب، اللي ضغطتِ على يدي كل ليلة وأنا في الغيبوبة. أنتِ اللي قبلتِني في الحانة، اللي أنقذتِ قلبي مرتين. لو كنتِ أختي… يبقى حبي ليكِ… حبي ده كله… إيه؟” توقف، يلهث قليلاً، والدموع تترقرق في عينيه لأول مرة منذ سنين. “أنا مش قادر أصدق. أبويا… أحمد… كان راجل صارم، مش عنده علاقات سرية. ده كذبة من جميلة، عشان تفصلنا!”
هزت ليلى رأسها، دموعها تسيل بصمت على يده: “كمال، أنا عايزة أصدقك. أنا عايزة أقول إن جميلة كذبت، بس الوثيقة… الوثيقة دي حقيقية. سيدة الرشيد أكدتها، وقالت إن سليم أعطاها إياها قبل موته، وقال: ‘حمي ليلى، هي اللي هتكمل المهمة.’ المهمة دي… كشف الجريمة اللي عملها أبوك مع حازم في تزوير الأدوية. اللي قتل ناس، واللي خلى أبوك يموت في الحادث المشبوه ده. وأنا… أنا جزء من السر ده. لو الدنيا عرفت، الرشيد هتسقط، وأنتَ… أنتَ هتكون مجنون من اللي حصل بينا.”
أمسك كمال بيدها بقوة أكبر، رغم الألم الذي يعصف به: “ليلى، مهما كان… أنتِ مش مجرد أخت. أنتِ اللي خليتيني أشوف نفسي تاني. في الغيبوبة، سمعتُ صوتكِ كل يوم. كنتِ تقرأي كتب الأعمال، وتهمسِ: ‘كمال، أنتَ هترجع أقوى.’ وفي الحانة، لما رفعتِ ساقكِ وتحديتيني، حسيتُ إني حي لأول مرة. والقبلات… القبلات دي كانت حقيقية، مش خطأ. لو الدم يقول إننا أخوات، يبقى الروح تقول غير كده. أنا مش هسيبكِ، ليلى. مش هسيب اللي بينا ينهار بسبب ماضي أبونا.”
بكت ليلى بصمت، جبهتها تضغط على يده: “كمال، أنا خايفة. لو الدنيا عرفت، هيحكموا علينا بالفضيحة. الزواج ده… الليالي اللي قضيناها مع بعض… هيبقوا خطيئة في عيون الناس. وجميلة… جميلة هربت مع الوثيقة التانية، والشرطة لسة بتدور. رامي استسلم وقال الحقيقة كلها – إنه كان يظن إنه مجرد شريك، بس جميلة استخدمته عشان الإرث. بس هي… هي رايحة تكشف كل حاجة على الإنترنت، وأنا مش عارفة أوقفها.”
دخل خالد الغرفة فجأة، وجهه متجهم: “ليلى، الشرطة قبضت على حازم ونسرسين نهائي، ورامي هيشهد ضدهم. بس جميلة… جميلة هربت خارج المدينة، ورسالة جات من رقم مجهول: ‘السر هيطلع غداً في مؤتمر صحفي كبير. الرشيد انتهوا.’ برنامج حاول يحظر الإشارة، بس هي استخدمت شبكة VPN متقدمة. لازم نلاقيها قبل ما تبث الفيديو!”
نهض كمال بصعوبة، يدعمه خالد، عيناه مليئتان بعزم جديد: “ليلى، أنا هاقوم دلوقتي. مش هسيب جميلة تفوز. السر ده… لو حقيقي، يبقى أنا هأواجهه معاكِ. أنتِ مش أختي بالدم بس – أنتِ حياتي. نروح الفيلا، نجيب النسخة التانية من الوثيقة، ونوقفها معاً.” صاحت ليلى برعب: “كمال، أنتَ مجروح! الدكاترة قالوا أسبوع في السرير!” صاح كمال بابتسامة ضعيفة: “أسبوع؟ أنا كمال الرشيد، مش هسيب حبيبي… أختي… تواجه وحدها.”
خرجوا من المستشفى في سرعة، كمال مدعوماً بخالد، والأخوة يحيطون بهم كدرع، وسياراتهم تنطلق نحو الفيلا. في الطريق، همست ليلى لكمال: “لو السر ده حقيقي… يعني إيه لينا؟ الزواج ده… الحب ده… هيبقى إيه؟” همس كمال، يمسك يدها: “هيبقى حب أقوى من الدم. أنتِ ليلى، مش مجرد اسم في وثيقة. أنتِ اللي أنقذتيني، وأنا هأنقذ حياتنا معاً.”
وصلوا الفيلا، اللي كانت الآن تحت حراسة الشرطة، بس جميلة كانت قد هربت من الباب الخلفي قبل دقائق. داخل المكتب، كانت الخزانة فارغة جزئياً، بس برنامج وجد نسخة مخفية في جهاز كمال: “وجدتها! الفيديو اللي جميلة هتبثه – هو اللي يثبت الجريمة، بس يظهر إنكِ أخت كمال! لازم نحذفها قبل ما ترسل!” صاح سامي: “الشرطة لاقت سيارتها خارج المدينة، بس هي رايحة لمطار خاص مع رجل غامض – ربما حارس لها القديم.”
فجأة، رن هاتف كمال برسالة من رقم مجهول: “السر هيطلع في ساعة. لو عايزين توقفوه، تعالوا لمستودع الرشيد القديم على الشاطئ. لوحدهم.” صاح كمال: “فخ! بس مش هسيبها تفوز.” صاحت ليلى: “كمال، لا! ده خطر!” بس كمال نظر إليها بعيون مليئة بالحب: “معاً، ليلى. زي ما وعدت.”
ركضوا نحو السيارة، والليل يغطي المدينة كستار أسود، والمستودع ينتظرهم كفم الوحش. داخل السيارة، همست ليلى: “كمال، لو السر ده حقيقي… أنا هحبك كأخ، بس قلبي… قلبي هيفضل يدق ليك زي الزوج.” همس كمال: “وأنا كمان. الدم مش هيغلب الروح.”
وصلوا المستودع، الرياح تعصف بالباب الحديدي المفتوح، والظلام يخفي كل شيء. صاح كمال: “جميلة! أخرجي!” فجأة، أضواء كشافة تضيء الداخل، وجميلة تقف هناك، مسدس في يدها، ورجل غامض بجانبها – رامي اللي هرب تاني؟ “مرحباً، أخي… أختي… النهارده، النهاية الحقيقية!” صاحت جميلة، ورفعت المسدس…

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *