رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل العشرون 20 - قصة رومانسية عربية - The Last Line
روايات

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل العشرون 20 – قصة رومانسية عربية

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل العشرون 20 – قصة رومانسية عربية

 

 

البارت العشرون

 

كانت سيارة ليلى تنطلق كالسهم عبر الشوارع المظلمة لمدينة البحر، محركها يزمجر بغضب يعكس عاصفة قلبها، والرياح تخترق النوافذ المفتوحة كأنها تحاول إيقافها. كانت يدها اليسرى تضغط على المقود بقوة، واليمنى تمسك الهاتف الذي يرنّ باستمرار – مكالمات من الأخوة، من الشرطة، من سيدة الرشيد التي كانت تصرخ في الرسائل: “ليلى، لا تذهبي وحدك! الوثيقة ليست مهمة، أنتِ الأهم!” لكن ليلى لم تتوقف، عيناها السوداوان مثبتتان على الطريق، دموعها تجف على خديها كندوب من معركة لم تنتهِ. “كمال… أنتَ هتستيقظ، وأنا هأحميكِ من السر ده، مش هأخلي جميلة تدمرنا!” همست لنفسها، صوتها يختلط بالريح.

 

 

وصلت الفيلا في دقائق، البوابة مفتوحة جزئياً كأن شخصاً هرع داخلها، والأضواء الخارجية تخفت كأنها تخشى الكشف. أوقفت السيارة بعنف، وقفزتْ خارجها، قلبها يخفق كالطبول في غرفة عمليات. “جميلة! رامي! أنا هنا، كفى هربان!” صاحت، صوتها يتردد في الليل الهادئ، وهي تدخل الباب الرئيسي الذي كان موارباً. داخل الردهة، كانت الفوضى واضحة: أدراج مفتوحة، أوراق مبعثرة على الأرض، وصوت خطوات سريعة من الطابق العلوي – المكتب.
ركضتْ ليلى إلى السلم، يداها تمسكان بمفتاح السيارة كسلاح بدائي، وهي تصعد الدرجات الرخامية بخوف وغضب. “جميلة، أنتِ خلاص انتهيتِ! الشرطة ورايا، والأخوة جايين، والعالم كله شاف الفضيحة في المؤتمر! الوثيقة دي مش هتغير حاجة – كمال هيبقى كويس، وأنتِ هتروحي السجن!” صاحت، صوتها يرتفع مع كل درجة. توقفتْ أمام باب المكتب، الذي كان مفتوحاً، ودخلتْ بجرأة، لتجد جميلة ورامي يفتشان الخزانة السرية خلف المكتب الكبير.
التفتَتْ جميلةُ فجأةً، وَجْهُهَا الْمَتَوَرِّدُ مَلِيْءٌ بِالْكَرَاهِيَةِ وَالْيَأْسِ، فَسْتَانُهَا الْأَحْمَرُ مُلَطَّخٌ بِغُبَارِ الْأَوْرَاقِ، وَيَدَاهَا تُمْسِكَانِ بِصُنْدُوقٍ قَدِيمٍ مَفْتُوحْ. “لَيْلَى! أَنْتِ… أَنْتِ مَجْنُونَةْ إِنْ جِيْتِيْ وَحْدَكِ! أَنْتِ دَائِمًا الْبَطَّةُ الْقَبِيحَةُ الَّتِيْ تَتَدَخَّلُ، بَسْ الْآنَ، أَنْتِ هَتْسْقُطِيْ مَعَ كَمَالْ!” صَرَخَتْ جَمِيلَةُ، وَهِيَ تَرْفَعُ وَرَقَةً صَغِيرَةً مِنَ الصُّنْدُوقِ – وَثِيقَةُ الْعَقْدِ الْقَدِيمِ بَيْنَ أَبِيْ كَمَالْ وَحَازِمْ، مَلْطَخَةً بِالْحِبْرِ الْأَحْمَرِ كَالدَّمِ. “شُوفِيْ دِيْ! هَذِهِ الْوَثِيقَةْ تَثْبِتْ إِنَّ أَبْ كَمَالْ كَانَ شَرِيكَ حَازِمْ فِيْ تَزْوِيرِ الْأَدْوِيَةِ الَّتِيْ قَتَلَتْ نَاسْ! وَأَنْتِ… أَنْتِ الْمِفْتَاحْ، لَيْلَى! أَنْتِ بِنْتْ أَبِيهِ الْحَقِيقِيَّةْ، مِنْ عَلَاقَةْ سِرِّيَّةْ! سَلِيْمْ كَانَ أَبْكِ الْوَرْعِيْ، بَسْ أَبْ كَمَالْ هُوَ الْأَبْ الْحَقِيقِيْ – وَدِيْ هَتْسْقِطْ الْرَّشِيدْ كُلَّهُمْ!”

 

تَجَمَّدَتْ لَيْلَى فِيْ مَكَانِهَا، الْعَالَمُ يَدُورُ حَوْلَهَا كَالْعَاصِفَةِ. “مَاذَا… أَنْتِ كَاذِبَةْ! أَنَا… أَنَا بِنْتْ سَلِيْمْ، لَيْسَ أَبْ كَمَالْ! هَذَا مُؤَامَرَةْ أُخْرَى!” صَرَخَتْ، لَكِنْ يَدَهَا تَرْتَجِفُ وَهِيَ تَقْرَبُ، عَيْنَاهَا تَقْرَأَانِ الْوَثِيقَةَ الْقَدِيمَةَ – تَوْقِيعُ أَبِيهَا سَلِيْمْ، وَصُورَةٌ صَغِيرَةْ لِامْرَأَةٍ شَابَّةٍ تُشْبِهُهَا، وَبَرْنَامِجْ يَقُولُ: “الْأَبْوَةْ مُؤَكَّدَةْ، لَيْلَى مِنْصُورْ ابْنَةُ أَحْمَدْ الرَّشِيدْ (أَبْ كَمَالْ) مِنْ زَوَاجْ سِرِّيْ.” “لَا… لَا يُمْكِنْ… كَمَالْ أَخِيْ؟ زَوْجِيْ أَخِيْ؟ هَذَا… هَذَا هَيْدْمِرْنَا!” هَمَسَتْ لَيْلَى، دُمُوعُهَا تَسِيْلُ كَالْمَطَرِ.
ضَحِكَتْ جَمِيلَةُ ضَحْكَةً مَجْنُونَةً، وَهِيَ تَقْرَبُ مَعَ رَامِي الَّذِيْ يَمْسَكُ مَسَدَّسًا صَغِيرًا: “أَيْوَهْ، دِيْ هَيْدْمِرْكُمْ! أَنْتِ وَكَمَالْ زَوْجَانْ مُحَرَّمَانْ، وَالْعَالَمْ هَيْعْرِفْ إِنَّ الرَّشِيدْ مَبْنِيْ عَلَى كَذِبْ! حَازِمْ كَانَ يَعْرِفْ، وَنَسْرِيْنْ كَانَتْ تَخْبِيْهُ عَشَانْ تَأْخُذْ الْإِرْثْ، بَسْ أَنَا… أَنَا هَأَحْرَقْهَا دِيْ وَأَبْعَثْهَا لِلْإِنْتَرْنِتْ! كَمَالْ هَيْبْقَىْ مَجْنُونْ لَمَّا يَعْرِفْ إِنَّهْ تَزَوَّجْ أُخْتُهْ!” أَمْسَكَتْ بِالْوَثِيقَةِ وَرَامِي يَرْفَعُ الْمَسَدَّسَ: “وَإِذَا مَا هَرَبْتِيْ، هَيْكُونْ نِهَايَةْكِ هُنَا.”
لَكِنْ فِيْ تِلْكَ اللَّحْظَةِ، سَمِعُواْ صَوْتَ سِيَارَاتْ الشَّرْطَةِ تَقْرَبُ مِنْ بَارِيْدْهَا، وَالْأَخَوَةُ يَصْرُخُونَ مِنْ بَارِيْدْهَا: “لَيْلَى! احْمِيْ نَفْسَكِ!” اندَفَعَتْ لَيْلَى نَحْوَهُمْ، لَكِنْ رَامِي أَطْلَقَ رَصَاصَةً تَحْذِيرِيَّةً فِيْ السَّقْفِ، وَجَمِيلَةُ تَضْحَكُ: “أَخِيرًا، نِهَايَةْ الْبَطَّةِ!” لَكِنْ فَجْأَةً، سَمِعُواْ صَوْتَ كَمَالْ مِنْ هَاتِفِ لَيْلَى الْمُتَسَاقِطِ: “لَيْلَى… أَنْتِ… أَنْتِ أُخْتِيْ؟ لَيْلَى، أَرْجُوْكِ، قُولِيْ إِنَّهَا كَذْبَةْ… أَنَا أَحْبُبْتُكِ كَزَوْجَةْ، لَيْسَ كَأُخْتْ!”
كَانَ كَمَالْ قَدْ اسْتَيْقَظَ فِيْ الْمُسْتَشْفَى، وَسَمِعَ الْكُلْ مِنْ هَاتِفِهَا الْمُتَصَلِّ، وَالْعَالَمُ يَنْهارُ حَوْلَهُمْ…

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *