رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل التاسع عشر 19 – قصة رومانسية عربية
رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل التاسع عشر 19 – قصة رومانسية عربية
البارت التاسع عشر
كانت سيارات الإسعاف تنطلق بسرعة البرق عبر شوارع مدينة البحر، أضواؤها الحمراء والزرقاء تخترق الظلام كسيوف نارية، بينما صفاراتها تصدح كصراخ يمزق الليل. داخل السيارة الأمامية، كان كمال مستلقياً على النقالة الطبية، وجهه شاحب كورقة بيضاء، ودماؤه لا تزال تتسرب من كتفه رغم الضمادات الطارئة التي وضعتها ليلى بيديها المرتجفتين. كانت تجلس بجانبه، يدها تمسك بيده بقوة، عيناها السوداوان مليئتان بالدموع التي تكافح لكبحها، بينما تقيس نبضه وتتحدث إلى الإسعافيين بصوتها المهني الذي يخفي الرعب. “الضغط 80/50، النبض 110، الجرح في الشريان الذراعي الأيسر – نحتاج تدخل جراحي فوري في غرفة 1! أعطوه 500 مل من السالين وابدأوا الأدرينالين إذا انخفض أكثر!”
صاح الإسعافي الأول، شاب قوي البنية يمسك بالسائق: “دكتورة، هو مستقر مؤقتاً، لكن النزيف شديد! أنتِ زوجته؟” أجابت ليلى بسرعة، صوتها يرتجف قليلاً لكنه حازم: “نعم، أنا دكتورة ليلى منصور، جراحة قلب، وهو كمال الرشيد! اتصلوا بغرفة العمليات الآن، وأخبرونا إذا كان الفريق جاهزاً!” صاح الإسعافي الثاني، وهو يحقن الجرعة: “مستشفى الرشيد على الخط، يقولون الغرفة جاهزة! بس الشرطة وراءنا، يريدون استجوابكِ عن الحادث في المؤتمر!” ردت ليلى بغضب مكبوت، يدها تضغط على الجرح: “دعوهم ينتظروا! كمال أولاً – هو اللي أنقذني، وأنا هأنقذه الآن!”
في السيارة الخلفية، كان الأخوة الثلاثة يتبعون بسيارتهم الخاصة، خالد يقود بسرعة مجنونة، يده اليمنى تضغط على المقود بقوة، وعيناه السوداوان مليئتان بالغضب. “اللعين حازم! لو ما مسكتش الشرطة، كنتُ قتلته بإيدي!” صاح خالد، صوته يدوي في السيارة الصغيرة. رد برنامج من المقعد الخلفي، أصابعه تطير على لوحة مفاتيحه: “هدي نفسك، يا وحش! أنا حذفت كل الإيميلات المزيفة، والفيديو الآن يظهر الحقيقة – جميلة ورامي في السجن، ونسرسين تحت التحقيق. بس كمال… لو الجرح عميق، هيحتاج جراحة طويلة!” صاح سامي، المحامي، وهو يمسك هاتفه: “أنا اتصلت بالقاضي، المذكرة مضادة جاهزة. حازم هيروح السجن لسنين، ورامي هيخسر شركته. بس جميلة… هي اللي هتتكلم، عشان تخفف عقوبتها. ليلى هتواجهها في التحقيق!”
وصلوا المستشفى في دقائق، والإسعاف يتوقف أمام الباب الطارئ بعنف، والفريق الطبي يهرع نحوهم كجيش منظم. حملُوا كمال إلى غرفة العمليات، ليلى تتبعهم وهي تصرخ أوامر: “أنا هأدير العملية! أحضروا الفريق القلبي، والدموية AB+، وجهزوا التصوير بالأشعة تحت الجرح!” صاح الطبيب المساعد، وهو يفتح الباب: “دكتورة منصور، أنتِ متأثرة عاطفياً – دعينا نحن!” ردت ليلى بغضب، عيناها تشتعلان: “لا! أنا اللي هأصلح اللي حازم خربه! كمال هو اللي أنقذني من الرصاصة، وأنا هأنقذ قلبه الآن! يلا، داخل!”
دخلت الغرفة، ترتدي الرداء الأخضر بسرعة، يداها ترتجفان لكنها ثابتتان كالصخر. الفريق يحيط بها، والأجهزة تصدر أصواتاً منتظمة، نبض كمال يتباطأ تدريجياً. “الضغط ينخفض، 70/40!” صاح الممرض. صاحت ليلى: “ابدأوا الصدمة الكهربائية إذا لزم، وأعطوه أدرينالين 1 مجم! الجرح في الشريان – أنا هأغلقه بنفسي!” بدأت العملية، يداها تدخلان الشق، تقطعان اللحم بعناية، وهي تهمس لكمال الغائب: “كمال، أنت قلتَ معاً… أنتَ مش هتموت، مش هتسيبني وحيدة بعد كل ده! تذكر الليالي اللي كنتِ أقرأ لك في الغيبوبة، كنتِ تسمعني، صح؟ أنتَ سمعتَ حبي، فالنهارده، اسمع صوتي وابقَ معايا!”
خارج الغرفة، في الردهة، كان الأخوة ينتظرون مع والدة كمال، سيدة الرشيد، التي وصلت سريعاً بعد الاتصال. كانت امرأة أنيقة في الخمسينيات، شعرها الفضي مربوطاً بأناقة، لكن وجهها شاحب كالموت، عيناها مليئتان بالذنب. صاح خالد: “أنتِ… أنتِ والدته؟ ليه ما جيتِش المؤتمر؟” ردت سيدة الرشيد بصوت مرتجف: “كنتُ خايفة… الإيميلات دي مزيفة، أنا ما خانتش كمال، أنا حذرته من حازم قبل الحادث! بس… بس هناك سر أكبر، عن أبوه، وعن ليلى… ليلى هي المفتاح لكل حاجة.” صاح برنامج: “سر إيه؟ قولي دلوقتي، كمال داخل ينزف!” صاحت سيدة الرشيد: “أب كمال… كان شريك حازم في صفقة قديمة، ومات في حادث مشبوه قبل سنين. وسليم، أب ليلى، كان يعرف السر ده، وهو اللي أرسل ليلى لكمال عشان تحميه! ليلى… ليلى مش مجرد ابنة سليم، هي… هي وريثة السر اللي يقدر يسقط الرشيد كله!”
صاح سامي: “وريثة إيه؟ تكلمي بوضوح، يا ست!” صاحت سيدة الرشيد، دموعها تسيل: “سليم كان يخبي وثيقة عن صفقة غير قانونية بين أب كمال وحازم – صفقة أدوية مزيفة قتلت ناس! وسليم أعطاني الوثيقة قبل موته، وقال: ‘حمي ليلى، هي اللي هتكشف الحقيقة يوماً.’ لو جميلة عرفت، هتستخدمها عشان تسقط كمال نهائياً!” صاح خالد: “إذن ليه ما قلتِش ده قبل
كده؟” ردت: “خفتُ أنْ أفقد كمال… بس النهارده، بعد الرصاصة، أنا هقول كل حاجة. ليلى هتخرج من الغرفة، وأنا هعطيها الوثيقة!”
داخل الغرفة، كانت العملية في أوجها، ليلى منحنية فوق كمال، يداها تغلقان الشريان بدقة، والدم يتوقف تدريجياً. “النبض يرجع طبيعي، 90/60!” صاح الممرض. صاحت ليلى: “حسناً، أغلقوا الشق وتابعوا المتابعة! كمال… أنتَ هتبقى كويس، بس لو فتحت عينيك دلوقتي، هأقتلك بنفسي عشان اللي عملته!” ابتسمت ابتسامة خفيفة، لكن عيناها مليئتان بالألم، وهي تغطي الجرح بضمادة نهائية.
خرجتْ من الغرفة بعد ساعة، رداؤها ملطخاً بالدم، ووجهها متعباً لكن عيناها مليئتان بالأمل. صاح الأخوة: “ليلى! هو كويس؟” ردت: “نعم، مستقر، بس هيحتاج أيام في العناية. الرصاصة لمست الشريان بس ما اخترقت القلب – حظ سعيد.” صاحت سيدة الرشيد، تقترب منها: “ليلى… شكراً إنكِ أنقذتِ ابني. وأنا… أنا هقولكِ السر كله. تعالي معايا.” أمسكتْ بليلى من يدها، وسحبتْها إلى غرفة خاصة جانبية، بعيداً عن الأخوة.
جلستَا، وسيدة الرشيد أخرجتْ صندوقاً صغيراً من حقيبتها، مليئاً بأوراق قديمة وصور. “ليلى، أبوكِ سليم كان صديق أب كمال، وكانوا يعملوا معاً في صفقة أدوية. بس حازم خدعَهم، وزوّرَ الدواء عشان يبيعَ أكتر، وقتل ناس كتير. أب كمال مات في حادث مشبوه عشان يسكتَ، وسليم هرب بالوثيقة دي – دليل على الجريمة. قبل موته، سليم أعطاني الوثيقة وقال: ‘إذا حصل حاجة لكمال، ليلى هي اللي هتكمل المهمة.’ ليلى… أنتِ مش مجرد ابنة سليم، أنتِ… أنتِ بنت أب كمال الحقيقية! الاختبارات الدموية تثبت إنكِ أختهُ غير الشقيقةِ، من علاقة قديمة بين أبوكِ وأم كمال قبل الزواج!”
تجمدتْ ليلى، عيناها تتسعان في صدمة: “ماذا؟ أنا… أنا أخت كمال؟ هذا… هذا مستحيل!” صاحت سيدة الرشيد: “مش مستحيل، هو الحقيقة! سليم كان يحميكِ عشان ده، وحازم عرف وهددَ الجميع. جميلة… جميلة عرفت السر من نسرين، وعشان كده حاولتْ تقتلكِ – عشان تأخذِ الإرث كله!” صاحت ليلى، دموعها تسيل: “إذن كل ده… الغيبوبة، الزواج، الخيانة… كان عشان سر دمي؟ كمال… كمال هيكون مصدوم لما يعرف إن زوجته أخته!”
في تلك اللحظة، رن هاتف ليلى برسالة من سامي: “ليلى، جميلة هربت من الشرطة! ورامي هرب معاها، وقالوا إنهم رايحين للفيلا عشان يأخذوا الوثيقة القديمة من مكتب كمال! الشرطة متأخرة، روحي دلوقتي!”
اندفعتْ ليلى من الغرفة، قلبها يخفق كالرعد: “جميلة… هتدمر كل حاجة قبل ما أشرح لكمال!” صاحت سيدة الرشيد: “ليلى، انتظري! السر ده هيغير كل حاجة!” لكن ليلى كانتْ قدْ رَكَضَتْ نَحْوَ السَّيَّارَةِ، وَهِيَ تَهْمِسُ لِنَفْسِهَا: “كَمَالْ، أَنْتَ هَتَسْتَيْقِظْ وَتَعْرِفْ… بَسْ لَوْ أَخَذُواْ الْوَثِيقَةْ، هَيْكُونْ نِهَايَةْنَا جَمِيعًا.”
فِيْ الْفِيلَا، كَانَتْ جَمِيلَةُ وَرَامِي يَدْخُلَانِ الْبَابَ الْخَلْفِيِّ بِمِفْتَاحٍ مُسْرَقْ، وَجَمِيلَةُ تَهْمِسُ: “الْوَثِيقَةْ فِيْ الْمَكْتَبْ، وَلَوْ أَحْرَقْنَاهَا، كَمَالْ هَيْسْقُطْ إِلَى الأَبَدْ… وَلَيْلَى مَعَهُ.”
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية ليلى منصور وكمال الرشيد)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)