رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل السابع عشر 17 - قصة رومانسية عربية - The Last Line
روايات

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل السابع عشر 17 – قصة رومانسية عربية

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل السابع عشر 17 – قصة رومانسية عربية

 

 

البارت السابع عشر

 

كانت قاعة المؤتمر الكبيرة في فندق السحاب مليئة بأصوات الهمسات والكاميرات التي تومض كالبرق في عاصفة. الجدران الزجاجية الشاهقة تطل على البحر الهائج، والشمس الصباحية تخترقها بأشعة ذهبية تكشف عن وجوه الرجال والنساء الذين يرتدون بدلات أنيقة، يمسكون بأجهزة اللوحية ويتبادلون بطاقات الأعمال. كان هذا المؤتمر السنوي لقطاع الأعمال في مدينة البحر حدثاً لا يُفوَت، حيث تُعلَن الصفقات الكبرى وتُسْقَط الإمبراطوريات بكلمة واحدة. لكن اليوم، كان الجو مختلفاً: شائعات عن فضيحة في مجموعة الرشيد تنتشر كالنار في الهشيم، والكل ينتظر كمال الرشيد ليظهر ويواجه الرياح العاتية.
دخل كمال القاعة بخطوات واثقة، بدلته السوداء المصممة خصيصاً له تلمع تحت الأضواء، وساعته الفاخرة تعكس التوتر المحيط. بجانبه، ليلى، ترتدي فستاناً أسود أنيقاً يبرز رقة جسدها النحيل، شعرها الأسود مربوطاً في ذيل حصان مشدود، وعيناها السوداوان تحملان بريقاً من التحدي. خلفهما، الأخوة الثلاثة: خالد يمشي كحارس عملاق، برنامج يحمل لابتوبه كسلاح سري، وسامي يمسك محفظة الوثائق كدرع. الجميع يلتفت نحوهم، الهواتف تُرفَع لتصوير اللحظة، والصحفيون يهمسون: “هذا هو الثنائي الذي سيغير اللعبة… أم يسقط معاً؟”

 

 

صعد كمال إلى المنصة الرئيسية، يمسك الميكروفون بيد ثابتة، بينما جلس الأخوة في الصف الأول، وليلى بجانبه كشريكة متساوية. “سيداتي وسادتي،” بدأ كمال بصوته العميق الذي يملأ القاعة، “اليوم ليس يوم صفقات عادية. اليوم، سنكشف الحقيقة خلف الشائعات التي تحاول تدمير إمبراطورية الرشيد. لقد واجهتُ غيبوبة قبل ثلاث سنوات، وكانت تلك البداية لسلسلة من الخيانات. لكن اليوم، معي ليلى منصور – زوجتي، شريكتي، والجراحة النابغة التي أنقذت حياتي وحياة عشرات الآخرين.”
توقف للحظة، ينظر إلى ليلى التي أومأت برأسها، ثم استمر: “الشائعات تقول إن عملياتها فاشلة، وأن مستشفى الرشيد يخاطر بحياة المرضى. لكن الحقيقة مختلفة. أمس، أنقذت ليلى أماً حاملاً وطفلها من سم حقن عمداً في الوريد. هذا ليس خطأً طبياً، بل محاولة اغتيال لسمعة الرشيد… ولها.” رفع يده، وأشار إلى برنامج الذي فتح الشاشة الكبيرة خلفهما، حيث ظهر فيديو التشخيص الطبي، مع شهادات المرضى الذين أنقذتهم ليلى.
فجأة، انقطعت الكهرباء لثوانٍ، ثم عادت، لكن الشاشة الآن تعرض فيديو آخر: ليلى في غرفة عمليات قديمة، يداها ترتجفان، والمريض يموت أمامها. صرخ الصحفيون: “فضيحة!” والهمسات تحولت إلى صراخ. اندفع رامي الشريف من الصف الخلفي، يرتدي بدلة رمادية، ويصعد إلى المنصة بجرأة، يمسك ميكروفوناً احتياطياً. “كمال الرشيد، أنتَ تكذب! هذا الفيديو دليل على فشل زوجتك! وأنا، رامي الشريف، أعلنُ اليومُ شراكةً مع مجموعة منصور – نعم، حازم منصور – لشراء مستشفى الرشيد بسعر البيع! ليلى، أنتِ فاشلة، وكمال، أنتَ مجرم يخفي خيانة والدته!”
تجمدت القاعة، والكاميرات تومض بجنون. نهض خالد بسرعة، يمسك برامي من كتفه بقوة: “ابتعد عن المنصة، يا كلب! هذا الفيديو مزيف، وأنا خالد دالي، جراح العظام، أشهدُ أن ليلى أنقذت حياتي أخي قبل سنوات!” صاح برنامج، وهو يضغط على لابتوبه: “انظروا! البرنامج يظهر التعديل – الصوت مضاف من تسجيل جميلة، والصورة مقصوصة من عملية ناجحة!” أما سامي، فقد رفع الوثيقة: “وحازم منصور مجرم! هذه التحويلات المالية تثبت أنه دفع لتعطيل سيارة كمال. والسجن ينتظره!”
لكن قبل أن ينهي، دخلت جميلة القاعة من الباب الجانبي، فستانها الأحمر يلمع كالدم، وعيناها مليئتان بالكراهية. اندفعت نحو المنصة، تصرخ: “كذب! كله كذب! ليلى، أنتِ اللي سرقتِ حياتي! كنتِ دائماً البطة القبيحة، اللي حلقتِ شعرها عشان تبقي زيي، واللي أمي رميتها في الريف عشان ما تشوفيش اللي حصل! كمال كان لي، وأنتِ… أنتِ اللي استغليتِ غيبوبته عشان تأخذي ماله!” توقفت أمام ليلى، وجهها قريب جداً، وهمست بصوت يسمعه الكل: “وأمك، نسرين، كانت تعرف كل شيء. هي اللي قالت لي: ‘دعي ليلى تبقى في الوحل، هي مش تستاهل’. بس أنا… أنا اللي هدمرتُكِ النهارده.”
اندفعت ليلى إلى الأمام، عيناها تشتعلان، وصوتها يدوي في القاعة: “جميلة، أنتِ كاذبة! أنتِ اللي هربتِ لما كمال وقع في الغيبوبة، وأنا اللي بقيتُ أرعاه ثلاث سنين، أدرس ليلاً وأغسل ملابسه بإيدي! أنتِ اللي اتحالتِ مع رامي عشان تسقطيني، حقنتِ السم في الوريد عشان تقتلي سمعةي! بس النهارده، أنا مش البطة القبيحة – أنا الدكتورة ليلى، اللي أنقذت قلبكِ لو كنتِ مريضة! وكمال… كمال اختارني، مشكِ، عشان أنتِ الوردة اللي ذبلتِ بالكذب!”
صرخ رامي ضاحكاً: “اختارتكِ؟ كمال، أنتَ عارف إن والدتكِ كانت تتعامل مع حازم عشان صفقة سرية! هي اللي أعطته

 

 

المعلومات عن السيارة، مش عشان تحميكِ، بل عشان تأخذ نصيبها في الشركة! شوف الإيميلات دي!” رفع هاتفه، وشاشة عملاقة أخرى تظهر رسائل قديمة بين والدة كمال وحازم. تجمد كمال، وجهه يشحب: “لا… أمي؟ هي… هي كانت تحميني، مش…”
قاطعته جميلة بصوت هستيري: “تحميكِ؟ هي اللي قالت لحازم: ‘كمال يستاهل درس، هو متكبر زي أبوه’. أنا سمعتها بنفسي! وأنتِ، ليلى، أنتِ اللي استفدتِ من الغيبوبة عشان تأخذي مكاني في الزواج، وسرقتِ كمال! النهارده، الشرطة هتيجي، والقاضي هيحكم عليكِ بالاحتيال!”
فجأة، انفتح باب القاعة الرئيسي، ودخلت الشرطة بقيادة ضابط كبير، يحمل مذكرة توقيف. “كمال الرشيد، أنتَ متهم بإخفاء جريمة، وليلى منصور متهمة بإهمال طبي!” صاح الضابط. صاح خالد: “كذب! أنا الدكتور خالد دالي، وهذه الوثائق تثبت براءتها!” صاح برنامج: “والفيروس ده هيحذف كل الأكاذيب في دقيقة!” وصرخ سامي: “أنا المحامي، وهذه مذكرة مضادة لحازم ورامي – اللي حقنوا السم!”
القاعة تحولت إلى فوضى: الصحفيون يصرخون أسئلة، الضيوف يهرعون للخروج، والشرطة تحاول السيطرة. اندفع كمال أمام ليلى، يحميها بجسده: “لا تلمسوها! هذه مؤامرة من جميلة وحازم!” صاحت ليلى: “جميلة، أنتِ اللي هتدفعي الثمن! أنا هقاضيكِ على التشهير، وعلى محاولة القتل!” صاحت جميلة ضاحكةً مجنونةً: “قتل؟ أنا هقتلكِ بالحقيقة! كمال، تذكر الليالي اللي كنا نعيشها قبل الغيبوبة؟ أنا اللي لفت ساقي حوالين خصرك، مش هي!”
في وسط الفوضى، اندفع رامي نحو ليلى، يحاول الإمساك بذراعها: “أنتِ اللي هتسقطي الأولى!” لكن خالد دفعَهُ بقوة، فسقط رامي على الأرض. صاح كمال: “ليلى، خدي الوثائق واهربي! أنا هتعامل معاهم!” صاحت ليلى: “لا! معاً، كما وعدتَ!” صاحت جميلة: “معاً؟ هو هيترككِ زي ما تركني!”
فجأة، انفجر صوت إطلاق نار خارج القاعة – طلقة تحذيرية من الشرطة – والكل يركض مذعوراً. في اللحظة تلك، اندفع حازم منصور من الباب الخلفي، يحمل مسدساً صغيراً: “كفى! كمال، أنتَ اللي بدأتَ! أنا اللي هأخلص منكِ مرة تانية!” صاح كمال: “حازم! أنتَ المجرم!” واندفع نحوَهُ، بينما صاحت ليلى: “لا، كمال! الشرطة هتتعامل!”
لكن قبل أن يصل، أطلق حازم طلقة عشوائية، والرصاصة توجه نحو ليلى…

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *