رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثالث عشر 13 - قصة رومانسية عربية - The Last Line
روايات

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثالث عشر 13 – قصة رومانسية عربية

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثالث عشر 13 – قصة رومانسية عربية

 

 

البارت الثالث عشر

 

 

كانت الفجر يطل على مدينة البحر بلمعان خافت، كأن الشمس تخجل من كشف أسرار الليل السابق. في الفيلا، كانت ليلى مستلقية في السرير الواسع، أشعة الصباح تخترق الستائر الثقيلة لترسم خطوطاً ذهبية على بشرتها الناعمة. كانت قد نامت قليلاً فقط، بعد تلك المواجهة العنيفة مع عائلتها، لكن الحضن الدافئ لكمال كان كافياً ليجعلها تشعر بالأمان لأول مرة منذ سنوات. كان ينام بجانبها، ذراعه ملتفة حول خصرها بحماية، ووجهه الوسيم مسترخياً في نوم عميق، كأنه طفل يحلم بعالم خالٍ من البرود. لم يحدث شيء بينهما الليلة الماضية – لم يكن الوقت مناسباً بعد – لكن اللمسات الخفيفة، الهمسات

 

 

الدافئة، والقبلة الرقيقة على جبينها كانت كافية لتشعل شرارة الأمل في قلبها.
استيقظت ليلى أولاً، ونظرت إليه بابتسامة خفيفة، أصابعها تلامس خده بلطف. “كمال،” همست، صوتها ناعماً كالحرير، “الصباح جاء. يجب أن أذهب إلى المستشفى.” كان لديها نوبة طويلة اليوم، وحالة طارئة لمريضة حامل مصابة بمشكلة قلبية نادرة – تحدٍ يتطلب كل تركيزها. لكن قبل أن تنهض، فتح كمال عينيه السوداوين، وجذبها نحوه بقوة خفيفة، شفتاه تلتقيان بشفتيها في قبلة أولى لليوم، عميقة ومفعمة بالوعد. “لا تذهبي بعد،” قال بصوت أجش من النوم، يداه تتجولان على ظهرها. “دعيني أثبتُ لكِ أنني جاد. اليوم، سأقابل والديكِ الآخرين – والديّ – وأعلنُ عن علاقتِنا الحقيقية. ليلى، أنتِ لستِ سرّاً بعدُ الآن.”
ضحكت ليلى ضحكة رقيقة، وهي تدفعه بلطف. “كمال، أنتَ دائماً تسرّعُ. أولاً، دعني أنقذُ حياةً أو اثنتين، ثم نتحدثُ عن الإعلانات الكبرى.” نهضت، وارتدت ملابسها بسرعة، لكن قبل أن تغادر، التفتت إليه وقالت: “شكراً لدعمِكَ الليلةَ الماضية. شعرتُ… آمنةً.” خرجتْ من الفيلا، سيارتها الصغيرة تنطلق نحو المستشفى، بينما بقي كمال يحدق في الفراغ، قلبه يخفق بسرعة جديدة – حب حقيقي، ليس وهماً.

في الجهة الأخرى من المدينة، كانت جميلة جالسة في مقهى فاخر مطل على البحر، وجهها مخفياً خلف نظارات شمسية كبيرة، لكن عينيها كانتا مليئتين بنار الثأر. الليلة الماضية كانت كابوساً: دموعها أمام كمال، رفضه البارد، وتلك النظرة التي أعطاها لليلى – نظرة الحب الحقيقي. “كيف؟” همست لنفسها، أصابعها تضغط على الهاتف بقوة. كانت قد أرسلت رسالة إلى صديقها القديم، رامي الشريف، رجل أعمال شرس يدير شركة منافسة لمجموعة الرشيد. رامي كان يحبها منذ الجامعة، وكان مستعداً لفعل أي شيء من أجلها – حتى لو كان تدميراً.
وصل رامي بعد دقائق، قامته الطويلة الرياضية تجعله يبدو كنجم سينما، لكنه كان أكثر شراً مما يظهر. جلس أمامها، وأمسك بيدها بلطف زائف. “جميلة، حبيبتي، ما الذي حدث؟ رسالتُكِ كانتْ تبدو كاليائسة.” ابتسمت جميلة ابتسامة مريرة، وأزالت نظاراتها لتكشف عن عينيها المتورّدتين. “كمال… هو يعودُ إلى ليلى. تلك الفتاة التي كانتْ مجرد بديل! اكتشفتُ أنها دكتورة قلب، نابغة في هارفارد، وهو الآن يحميها كأنها كنزُهُ. رامي، أحتاجُ مساعدتَكَ. أريدُ أنْ أُضْرِبَهُ حيثُ يؤلمُ – في إمبراطوريتهِ. أنتَ تعرفُ نقاطَ الضعفِ في شركةِ الرشيد، خاصةً في قطاعِ الطبِّ. ليلى تعملُ في مستشفاهُمْ، وأنا… أعرفُ بعضَ الأسرارِ الطبيةِ من أيامِ دراستِي.”
رفع رامي حاجبَهُ بدهشة، ثم ابتسم ابتسامة خبيثة. “أسرارٌ طبية؟ مثلَ ماذا، يا وردتي الحمراء؟” ترددتْ جميلة للحظة، ثم همست: “في المستشفى، هناكَ حالةُ طارئةُ اليومَ – مريضةُ حاملٌ معَ مشكلةِ قلبٍ. ليلى ستُديرُ العمليةَ. إذا… إذا تسرَّبَتْ معلوماتُ خاطئةُ عنِ الإجراءِ، أو إذا حدثَ ‘خطأُ فنيُّ’ في الشركةِ المنافسةِ، يمكنُ أنْ يُسْقِطَ سمعةَ ليلى… وسمعةَ كمالَ معَها.” كان رامي يستمعُ بتركيزٍ، عيناهُ تتلألآنَ بفرصةِ الانتقامِ. “حسناً، جميلة. سأبدأُ اليومَ. لكنْ مقابلَ ذلكَ… أريدُكِ. كليَّكِ، بعدَ أنْ ينتهيَ كمالُ.”
أومأتْ جميلة برأسِها، قلبُهاَ يعتصرُ بالكراهيةِ، لكنَّها شعرتْ بالقوةِ لأولِ مرَّةٍ منذُ الليلةِ الماضيةِ. “صفقةٌ، رامي. اجعْلْها تُؤْلِمُ.”

في مستشفى الرشيد، كانت غرفةُ العملياتِ رقمَ 2 مُستَعِدَّةً للعمليةِ الكبيرةِ. المريضةُ، امرأةٌ في الثلاثينِ منَ العُمْرِ، حاملٌ في الشهرِ السابعِ، كانتْ تعانيِ منْ تَضَيُّقٍ في الشريانِ التَّاجِيِّ – حالةٌ نادرةٌ تُهْدِّدُ حياةَ الأُمِّ والطِّفْلِ معاً. وقفتْ ليلى أمامَ الطَّاولةِ الجَرَّاحِيَّةِ، يَدَاهَا مَغْلُوفَتَانِ بِالْقِفَّازَاتِ، وعَيْنَاهَا مُرْتَكِزَتَانِ كَالْبُرْقُ. “الْفَرِيقُ، جَاهِزُونَ؟” سَأَلَتْ بِصَوْتٍ هَادِئٍ، لَكِنَّهُ يَحْمِلُ

 

 

سُلْطَةً لا تُقَاوِمُ. الْفَرِيقُ أَوْمَأَ بِرَأْسِهِمْ، وَالْمَرِيضَةُ نَائِمَةٌ تَحْتَ التَّخْدِيرِ.
بَدَأَتِ الْعَمَلِيَّةُ بِسَلَاسَةٍ، يَدَا لَيْلَى تَقْطَعَانِ الْأَوْصَالَ بِدِقَّةٍ جَرَّاحِيَّةٍ، وَهِيَ تَرْفَعُ الْقَلْبَ الْمُتَضَرِّرَ كَأَنَّهَا تَصْلِحُ عَالَمًا صَغِيرًا. فَجْأَةً، رَنَّ هَاتِفُهَا بِرِسَالَةِ طَّوَارِئِ مِنْ يُوسُفَ، سِكْرِتِيرِ كَمَالَ: “سَيِّدَتِي، مُشْكِلَةٌ فِي الشَّرْكَةِ. تَسْرِيبُ مَعْلُومَاتٍ عَنْ عَمَلِيَّةِ الْيَوْمِ. الصُّحُفُ تَتَحَدَّثُ عَنْ ‘خَطَرِ الْعَمَلِيَّاتِ الْقَلْبِيَّةِ فِي مُسْتَشْفَى الرَّشِيدِ’.”
تَجَمَّدَتْ لَيْلَى لِثَوَانِي، لَكِنَّهَا لَمْ تَتَوَقَّفْ. “مُسْتَمِرُّونَ!” أَمَرَتْ، وَهِيَ تَفْكِرُ بِسُرْعَةٍ. مَنْ يَقْفُ وَرَاءَ هَذَا؟ جَمِيلَةُ؟ نَظَرَتْ إِلَى السَّاعَةِ – الْعَمَلِيَّةُ تَحْتَاجُ دَقَائِقَ أُخْرَى، لَكِنَّ السَّمْعَةَ تَتَحَطَّمُ الْآنَ. فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، انْفَتَحَ بَابُ الْغُرْفَةِ، وَدَخَلَ كَمَالُ مَرْتَدِيًا رِدَاءَ الْجَرْرَاحَةِ، وَجْهُهُ مُتَجَهِّمًا. “لَيْلَى، سَمِعْتُ عَنِ التَّسْرِيبِ. أَنَا هُنَا لِأَدْرِئَهُ. انْتَصِرِي عَلَى هَذِهِ الْعَمَلِيَّةِ، وَأَنَا أَحْمِيكِ مِنَ الْخَارِجِ.”
عَمِلَا مَعًا مَرَّةً أُخْرَى، يَدَاهُ تُسَاعِدَانِهَا فِي الْإِجْرَاءَاتِ الْأَخِيرَةِ، وَكَأَنَّهُمَا فِي إِيقَاعٍ وَاحِدٍ. نَجَحَتِ الْعَمَلِيَّةُ، وَالْأُمُّ وَالطِّفْلُ آمِنَانِ، لَكِنَّ لَيْلَى عَلِمَتْ أَنَّ الْحَرْبَ الْحَقِيقِيَّةَ بَدَأَتْ. عِنْدَمَا خَرَجَا، وَقَفَ كَمَالُ أَمَامَهَا، يَمْسَحُ عَلَى وَجْهِهَا بِالْمِنَادِيلِ الْجَرَّاحِيَّةِ. “مَنْ وَرَاءَ هَذَا، لَيْلَى؟” سَأَلَ، عَيْنَاهُ تَحْمِلَانِ غَضَبًا حَارًّا.
فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، رَنَّ هَاتِفُهُ بِرِسَالَةٍ مِنْ بَدْرِ غَسَّانَ: “أَخِي، جَمِيلَةُ تَتَوَاصَلُ مَعَ رَامِي الشَّرِيفِ. خُطَّةٌ لِتَسْرِيبِ مَزِيدٍ مِنَ الْأَسْرَارِ. وَهُنَاكَ… شَيْءٌ أَكْبَرُ عَنْ حَادِثِ الْغِيْبُوبَةِ قَبْلَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ.”
تَجَمَّدَ كَمَالُ، وَنَظَرَ إِلَى لَيْلَى بِعَيْنَيْنِ مَلِيْئَتَيْنِ بِالْخَوْفِ لِأَوْلِ مَرَّةٍ. “لَيْلَى… هُنَاكَ سِرٌّ عَنْ حَادِثِيْ… وَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ مَرْبُوطًا بِعَائِلَتِكِ.”

 

 

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *