رواية جنة النسور الفصل الثالث 3 بقلم رحمة أيمن - The Last Line
روايات

رواية جنة النسور الفصل الثالث 3 بقلم رحمة أيمن

رواية جنة النسور الفصل الثالث 3 بقلم رحمة أيمن

 

 

البارت الثالث

 

 

♕أقتحا’م ♕
شهقت بــذهول وشفايفي لجمتهم بإيدي وانا شايفة المنظر المُهيب ده قدامي
صرح عربيات مرسيدس Benz G-Class باللون الأسود من أول الشارع لآخره مكونة من حوالي «6 أو 7» عربيات بتتقدمهم عربية Range Rover Autobiography بالــلون الأبيض بنفس الهيبة والفخامة و بشكل يخطف الأنفاس ويقذ’ف الر’عب في القلوب
رفعت عيوني علي البلكونات المفتوحة والشبابيك وحرفياً مفيش واحد في بيته طنط إبتهال وأم أحمد وعمو عبدالله وعياله ومروة وأمها منال الساقعة وهي مبحلقلي بصدمه وفاتحة بُقها ثلاثة متر من وجودي جنب العربيات دي كلها
حرّكت عيوني للعيون الفضية جنبي وهو بضحك بسخرية واستهزاء علي خضتي وذهولي وبعدها حرّك إيده لجيبه وخر.ّج مفتاح العربية وداس عليه فنورت الرينج روڤر
ووقتها ما تعرفش تحدد وهي ساكتة أفخم ولا وهي شغالة وبعدها دخل جوها واحتل عجلة القيادة بــهيمنة وغرور مش هنكر انهم لايقين عليه
« أركبي في العربية التانية مع سلسبيل يا صغيرة عشان تاخدي راحتك وما تتحرجيش وانا وسالم هنركب مع داود، خلينا نروّح بعد اليوم الطويل ده»
جفلني صوته وبحته المميزة « عزام عبد الجواد النسيري يالله! ازاي ما خدتش بالي انه هو!، مفيش بني آدم ما يعرفش مين هو عزام النسيري، مَلك النسور وأكترهم هيبة » وبعدها حرّك راسه بإيماءة خفيفة واثقة فكانت الإشارة ليهم عشان يتحركوا وكل حارس دخل عربيته « ما عدا واحد» ولقينا آخر مرسيدس بتنور في آخر الشارع من ورا وبتتحرك لليمين عشان تعدل نفسها وتكون هي المفتاح لخروج الكنز ده كله من الشارع بتتمختر علي أربع عجلات وبتقولك شوفني وانا بتحرك شوفي وانا جامدة
يالله! المرسيدس العشق!
« اتفضلي يا هانم من هنا! »
جذب انتباهي صوت طنط سلسبيل ولقبها الغريب ليا فبلعت ريقي وتحركت معاها باستسلام وكانت عربيتنا تاني عربية وحارسها مستنينــا قدامها خد مني الشنطة باحترام وفتح لي الباب وانا ما عدتش هستغرب حاجة، انا اصلا نسيت انا مين
تحركت العربيات ورا بعض في منظر يجذب الأنظار والانتباه لأي بشري وخصوصاً لأنها معروفة انها تخص عائلة واحدة هنا.. عائلة النســايرة
علامة معروفة بيها بتأكد زعامتها التجارية وانها الإيد العُليا في البلد دي غ’صباً عن عين أي حد
حضنت نفسي وانا براقب من قزاز العربية المتفيمه الطريق ومعرفش مصيري إيه ولا رايحة علي فين
لسة مصدومة، لسه مش قادرة استوعب هو فعلاً عمل فيا كده! با’عني لعائلة النسور مقابل ديونه! سا’وم ببنته اللي طول عمرها شايلة قرفه ومستحملة كل حاجة بتحصل فيها وراضية علي قرف مراته عشان تعيش جنبه وفي أول مطب واختيار اتحط فيه ا’تخلى عني!
نزلت دموعي وانا بمسحها بكف إيدي من غير صوت حاسه بعيون طنط عليا والشفقه اللي في عينيها اتجاهي
لكن مهتمتش مينفعش يعاتبه بني آدم يتيم انه يعيط لأنه مبقاش في إيده حاجة غير الحل ده
سبتيني’ ليه يا ماما، أول مرة احس فعلاً اني يتيمة النهارده من يوم ما مشيتي!
……………..
« بعد ساعة»
« رتب الصفوف يا علي، محتاج أنزل ورايا شغل مهم»
« عُلم يا فندم»
وقفت العربيات مرة واحدة فضيّقت المسافة بين حواجبي باستغراب لكن خروج سواق الروڤر من كرسي القيادة فهمني اننا وصلنا بلد النسور وهينزل قبلنا
« ياسر، الباشا الصغير هينزل بدّل مكانك بسرعة! »
راقبت بنظرات خاطفة اللي بيحصل بره ووقوفه بثقة في أرضه
“داود عزام عبد الجواد النسيري”
كان بيفتح أول زرار في قميصه الأبيض وبعدها انتقل لــدرعاته وهو بيحررهم من حوالين رسغه وبيطبقهم لفوق فبرزت عروق إيده الواضحة وهو بيتكلم في التليفون بتركيز وبيعمل ده بتلقائية وكأنه متعود عليها
شعره المرفوع بحلاقة رجالية رايقة
دقنه الخفيفة وبشرته الخمرية وتقاسيم وشه الحادة ونظراته الشرسة عليه، هيئة بتصرخ وسامة ورجولة
لفت نظري بروز عضمتين خده لما يتكئ عليهم وهو بيسمع الطرف التاني بتركيز وتقريباً بيسمع كلام مش عاجبه خالص وعيونه اللي بتحرق’ كل حاجة بتقع عليها من حدتها بتثبت ده وأول ما وصل ياسر قدامه مدله المفتاح وحرك راسه
بأنه سمحله يركب
بلعت ريقي بخضة لما رصا’صية عينيه اتحدت مع غبّائي ولو الضلمة كانت سلا’ح فعيونا الملحومة كانت ا’لطلقة اللي خرجت منه
بعّد عيونه عني وضهره العريض كان آخر حاجة شوفتها لما بعدت نظري انا كمان وسابني وانا بجلد ذاتي علي تصرفاتي دي ازاي ما بتعديش نظرك عنه يا غبية!
هيقول عليكي إيه دلوقتي!
سمعت حمحمة خفيفة من طنط سلسبيل جنبي رحمتني من واصلت الشتايم والسُباب اللي مغرقة نفسي بيهم وهي بتبتسم بخفة وبتنطق بخبث
« ما تلموش نفسك! هو عاجب كل كبير وصغير في البلد هنا، انا أحيانا بسرح فيه من غير ما اخد بالي وانا اللي مربياه أساساً ههه»
كتمت طبعاً وما نفتش كلامها واحمريت وبسبب بشرتي للأسف بان عليا إحراجي فضحكت بوقار وكان ردي عليها اني غمضت عيني بإحراج أكتر وما بصتش اتجاهها ولا مرة منك لله’ يا جنة يلي موديانة في داهيه!
…………………..
« بعد نص ساعة»
وقفت العربيات من فترة وكله خرج منها ولأنــه مفيش غير عربيتين بس اللي كملّت و دخلت الرينج وعربيتي أنا وطنط سلسبيل وقفنا قدام القصر مباشرةً بشكله اللي ما شفتوش غير علي النت وكل بنت بره بيت النسور أو جواها نفسها بس تشوفه من جوه أو تعدي البوابة بتاعته
.. قصر النسور ..
« طيب يا عزام ياخويا انا همشي بقى نتقابل بكره»
« ماشي يا سالم، وابقي تعالي بكره عشان حسابنا لسه مخلصش! »
أظن انه ده سالم أو سليم عبد الجواد النسيري أخوه عزام الكبير وصاحب المصايب والبلاوي في عائلة النسور، هو اللي كان قاعد معاه وبيضحكوا في البيت ولما نزلنا ركب جنبهم
حر’قني بعيونه وهو بتخطاني ونظرته مكانتش بدّل علي الخير أبداً..
معدتي بدأت تمغصني وجسمي زادت ر’جفته حرارة جسمي عليت تاني والبرد دخل عضمي وحاسه إني هقع من طولي ولأول مرة هقولها من بداية اليوم وكل حاجة مريت بيها… أنا خا’يفة! رغم قسا’وة مرات أبويا وضيقي من معتز وحر’قة دمي وأعصابي كل يوم مع أبويا لكن يا رب ارجع لهم
وحشني حضن ياسمين! وحشني بيتنا الصغير
عايزة أرجع بيتي يا رب! عايزة أرجع بيتي ونبي!
« اتفضلي يا صغيرة واقفة ليه؟ أهلا بيكي في عائلة النسور»
بعد ما مشي أخوه عمو عزام المريب دخلت مع طنط سلسبيل وأنا بقدم رجل وبأخر رجل
خطت رجلي القصر ولو كنت مبهورة من كبره وجماله الخارجي، فاللي شفته كان أكبر من أي انبهار أو إحساس أو صدمة شفتها قبل كده قصر بعصر فيكتوري، قصر بيحضن الهيبة وبيقول إنه ملك الأرض ده بعزته وقوته..
لمحت بعيوني زهرة قصر النسور بتنزل السلم بعبايتها المطرزة وحجابها المتزين بالعفة والجمال، م’حتل وشها تجاعيد خفيفة وكتلت جمال فوق الجمال..
« زهرتي الغالية! »
« حمدلله على السلامة يا حج»
قرب عليها عمو عزام وضم راسها بكفه وانحني بخفة وطبع شفايفه على جبهتها بمنظر يتزرع جوه قلب أي شخص من جماله وشكله
جواز انتشر في جميع السوشيال ميديا ورغم إنه اتعرض عليهم يروحوا برامج مع بعض لكن كانوا دايماً بيرفضوا
حب بيتحكي ويتحاكىٰ بيه كل الناس وبسبب رفضهم الظهور كذا مرة في أي برنامج كنت فاكره تمثيل ونصب لكن الحركة دي منه قدامنا كلنا أكدتلي إنهم كانوا صح..
« مين دي يا عزام؟ »
حرّكت عيونها العسلية عليا فاتكلم جوزها بكل هدوء وكأنه بيقولها مساء الخير
« ده واحد كان عليه ديون لينا بسبب أعمال الزفت سالم أخويا ومعندوش فلوس يدفع فقولتله هدفعلك ديوني وديون الناس اللي عليك وآخد بنتك معايا فوافق وجبتها معايا وجيت إيه رأيك في الصفقة مش حلوة؟؟ »
بصتله بذهول وكأنها بتستوعب كلامه لكن للأسف عيوني أنا دمعت
توجعت أوي من سهولة الكلام على لسانه وصعوبة الموقف على قلبي وكأني سلعة ر’خيصة اتبا’عت بسبب ديون أبوها فتحت عيونها بتحذير وتكلمت بعتاب بعد ما شافت حالتي
« حج! متقولش كده قدامها! »
« مكانش سؤالك إنتي يا تاج الراس؟! اعمل إيه يعني، سألتيني ورديت عليكي المهم خديها يا سلسبيل على الجناح التاني»
« الجناح التاني!! »
نطقوها مع بعض بخضة فاستغربت من ردت فعلهم ولقيته بيتكلم بجدية وعصبية
« جرا إيه يا جماعة هتفضلوا تتفاجؤوا من غير فعل كتير ، كلامي يتنفذ’ بسرعة ومن غير أسئلة ونقاش»
نزّلت سلسبيل رأسها باحترام وتكلمت بندم
« أنا أسفة يا يبه، كلامك هيتنفذ حالاً، اتفضلي يا هانم من هنا»
اتحركت معاها من غير جدال وأنا بسمع صوت أنثوي ورايا مزهول.. صوت زهرة الهواري
« إنت بتهرج يا حج.. الدور التاني! »
خطواتي طلعت السلم ووقف سماع الكلمات منهم هنا، وأنا ماعرفش موجود إيه في الدور التاني ولا ليه سلسبيل متوتره وخا’يفة جنبي بشكل ده لكن كل اللي أنا عارفاه إنه جسمي نا’ر وهقع من طولي بعد شوية ومفيش طاقة أفهم ولا أسأل ولا حتى أتعامل…
« واطي صوتك يا زهرة مش عايزها تعرف هي رايحة فين؟ »
« شكلك ناوي على مصيبة’ يا حنفي »
« هه أممم وهتسمعيها حصري الليلة وحياتك»
« إنت مفيش أمل فيك! دماغك دي ركبها ميت عفريت’ ولا بنفهم منها حاجة غير لما تد’هسنا بقطر وتمسكوا في بعض كالعادة مش عارفة ألاقيها منك ولا من النسخة المصغرة اللي تشبهك»
« كل اللي أعرفه يا زهرتي إنه البنت دي وقفت لابنك وبجحت’ فيه وخرجته عن شعوره لدرجة إنه مسك’ السلاح’ وضرب’ نار’ على رجل أبوها من عصبيته»
« هه متقلقيش! طلقة’ سطحية’ هتتعالج بسهولة»
« ومن إمتى ابن النسور بيضرب’ بسلاح من غير ما يفكر يا عزام؟! متأكد إنك تقصد داود»
« متأكد ونص، فهمتي أنا ليه بعمل كده؟
المهم أنا عايز آكل وأغير هدومي وأستريح شوية قبل الحدث الكبير وأثناء ما أنا بعمل كده تقوليلي يا زهرتي عملتي إيه النهارده في غيابي تمام »
« هه حاضر يا عزوم هقولك»
~~~~~~~~~~~~~~
«طيب يا عم صابر احنا بنمولك ديماً وعارف بضاعتنا واسعارنا ولو عايز حاجة اقل شوية في الجودة روح شوف في مكان تاني واحنا يا سيدي مش زعلانين منك»
«يا أستاذ مازن انا بقالي 25 سنة في السبوبه دي عمري ما اشتغلت غير ما الحج عزام الله يديه الصحة ويطول في عمره وبعده الباشا الغالي ابن النسر الكبير وعمري ما اتاخرت ولا الدنيا زنقت معايا غير دلوقتي بطلب وقت بس عشان والله ما بإيدي حاجه»
«طيب ده الشهر التاني اللي تقول فيه كده يا عمو صابر و…»
حرّكت عيوني بعد ما كنت غايب من أول الكلام ولقيت انه الموضوع لسه في مناقشات وده مش وقته خالص
«جرا إيه يا صابر! قولتلك مليون مرة أنا ولا بصبر’ ولا بقبل’ بالاجل، سلم واستلم يا حبيبي ولو مش عايز في غيرك يتمني كتير وانت من التجار الي انا بحبها وبينا عشرة عشان كده صابر عليك
بكره اذا مسلمتش الفلوس وخِلصنا من الحوار ده، اعتبرنا مش معاك الشتا ده، تمام با غالي!»
«لكن يا باشا أنا..»
«خِلصنا يا صابر! ده اخر كلام عندي وعايزين نشوف غيرك ونتوكل الله وكيلك مش ناقصه»
نزّل صابر عينيه بضيق ومنكرش اني عليت صوتي وزودتها معاه لكن اليوم بايظ من أوله معايا
من وقت ما صحيت لحد ما قابلنا ام البت دي الصبح
«اللي بعده يا مازن اخلص»
«مالك يا ديدو؟! اول مرة تزّعل عمو صابر منك وجي موّلع وجايب آخرك»
«مفيش حاجة، بكره انت هتعرف لوحدك»
«طيب ما ت…»
«مازن وحياة أمك اللي مبقبلهاش ولا بتقبلني واللي هي اختي لو مبطلتش زن هقوم وهخليك تكمل لوحدك»
«ياهو! اوك يا خالو براحه يوه، اللي بعده متزعلش ده انت غريب يجدع!»
دقت الساعة 12 وتقفل الشغل ومرضتش أركب حاجة واخد الطريق مشي افضي دماغي واسمع صوتها اللي مر’حمنيش طول القاعدة في الشغل انهارده والزكريات اللي عمّاله تتكرر في عقلي..
«بتعمل كده ليه هاه؟ ناوي علي إيه يا حج عزام»
«ناوي اجوزك يبن الحج عزام وافرح بيك وافهم البلد كلها انه ابني لي في الستات عادي مش…»
«انت بتهزر معايا! وقت هزارك معايا هو!»
ضحك من قلبه عليا وانا لما بشوفه بيضحك بهدى تلقائي حتي لو مبين عكس ده
بحبه اوي وعايز اريحه وعارف انه طول ما انا ابنه عمره ما هيرتاح
«شكلها عجبك قولت أجوزهالك»
قلبي نبض بعنف وضيق جوا قفصي الصدري هو فاهم انه ده حَب، اني كنت هقتل’ ابوها’ وكبلتها’ في’ حديد’ وكنت ناوي مرجعش من عندهم الا وانا مزعلها عشان تبجحها ده وتحديها ليا وتقولي اعجبت
«انت مكانتش معانا جوه ولا إيه؟! حج هو الحالة جت!»
«ما تحترم نفسك يله! مش عشان ابني يعني تخبط في الكلام»
«طيب حلو، وغلاوة زهرة عندك يخي بلاش انا!
يلا نمشي وانا هتجوز مَراسي اهو ارحم واحققلك اللي انت عايزة لكن نروّح من غيرها»
«مستحيل! مَراسي لأ وهتجوز البت دي غضب عنك»
«بتتحداني’ يا حج! فكرك انا بتحط تحت الامر الواقع’ وهدبسني انت، انا العريس يا بابا مش العروسة صحصح معايا كده»
«ماشي يا عريس رهني ولو بكره الصبح مجوزتهاش ليك يبقي مكانش عزام النسيري يابن بطني »
« ههه بحبك وانت دمك خفيف يا نسر النسور بعيدا طبعاً عن انه هي اصلا بتكرهني وانا كذلك ، لكن هقولها اني مبخلفش وشوف وقتها هي هتعمل ايه يا.. حج!»
اتكتله علي الجيم فحط كف علي كف زي العادة وهو بتحداني بنظراته وبنطق بإنتصار
«كرت محر’وق! انا قولتلها فعلاً انك مبتخلفش ومش برضاها ولا برضاك هجوزهالك غصباً’ عن عينك وعينها»
ابتسمتي خفت واضيقت لما عرّفت انه قلّها عليا وكسر’ عيني قدامها واكيد هتستخدم ده ضدي لكن كل اللي همني هو برواز الظل’م اللي ابويا عايز يحطها فيه
«مبسوط انك كسرت عيني قدامها؟؟»
«ولا عاش ولا كان اللي يكسر عينك وانا حي!»
«بابا عشان خاطري، عشان خاطري تخرج الموضوع ده من دماغك!»
«لأ مش هخرجه واحدة ابوها باعها’ وانا اشتريتها’ وهتجوزها’ عشان نقول لناس انك اتجوزت وافرح بيك واسكت لسانهم وعينيهم عشان اتاخرت لدلوقتي وبعدها لو عايز تطلقها’ طلقها’»
فتحت عيني بزهول من تفكيره! ابويا عمره ما كان سطحي بشكل ده ! حصل إيه؟! لأ اكيد بهزر اكيد
وبعدها كمل بكلام وجعني
«هي مش هتنطق بلسانها ولا هتقول لحد اي حاجه وبدال مش من اهل البلد نفسها محدش هيصدقها لو قالت عليك نص كلمة، احنا بس هنسيبها شوية وقت معانا ولو عايز تطلقها’ وتمشيها’, مشيها’ و انا في ضهرك متقلقش»
اضيقت من تفكيره وكلامه عليها بشكل ده حتي لو كان عشاني ونطقت بحِده عمرها ما حصلت مني قدامه لكن من ضيقي
«مش هعمل فيها كده يا حج ومش هيحصل هي..»
واول ما كنت هدافع واقول ملهاش ذنب ظهرت قدمنا بوشها المليان اثار دموع وتعب واضح عليه، عيونها الزيتونيه جذبتني من جديد لكن من غير ثانية زيادة تحركت لتحت عشان اهرب من كل حاجة اسمعتها وتفكير الحج اللي اكيد مش ناوي علي خير بعد اللي قاله
Back
غمضت عيني بضيق وتعب وانا بطلّع جناحي وبفتح باقي الزارير في قميصي في الممر عشان ارمي واتقلب انام
مكسل حتي اتحرك للحمام اخد دوش
هبقي اخده بكره قبل صلاة الفجر
كان انهارده يوم طويل اوي ومحتاج جرعة نوم فخمه عشان اللي هنقابله بكره
اول ما دخلت لقيت الاوضه عتمه كالعادة الا من السهرية الموجودة فوق وبقفلها في العادة معرفش مفتوحة ليه حالياً
خلعت قميصي ورميته علي ارضيه الاوضه بضجر وخمول ولسه هدخل السرير لقيت جسم تاني موجود اتعدل مره واحدة بخضه زهلني!
واول ما فقوت وبدأت اركز لقيت صوت ناعم بنطق برجفه وخوف
«انت مين! وبتعمل إيه هنا؟!»
«انتي اللي بتعملي ايه هنا! دي أوضتي!»
الصوت ده مش غريب ولا العيون دي اقدر انساها معقول تكون…!!!!
« الصوت ده..! يلهووووي الحقوووني!»
حرّكت كفي علي بُقها اسكتها لقيت وشها بيصهد نار لكن مهتمتش وانا بنطق بسرعة
«اششششش يخربيتك البيت هيصحى، هتودينا في داهية!’»
«أنا….»
سمعت كلمة أنا وبعدها جسم بيقع من طوله فلقفتها بدراعي وبشرتها الدافية اتلحمت مع بشرتي وشعرها الناعم الملفوف علي إيدي بينلي انه اغمي عليها
«لأ مش وقته خالص! مش وقته خااالص!»
وطبعاً اتضاف من الشعر بيت والنور اتفتح وهلّ علينا الحج وسلسبيل وزهرة وهما بيشهقو’ا بصد’مه من المنظر قدامهم
«كملت! هي كده كملت!»
يتبع…

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *