رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثالث 3 – قصة رومانسية عربية
رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثالث 3 – قصة رومانسية عربية
البارت الثالث
ضم كمال شفتيه في خط بارد وقال: “ليلى، عودي إلى هنا حالا!”
ضحكت ليلى وقالت: “بكلمة منك أعود؟ لقد طلقنا، من أنت حتى أدللك؟”
قال كمال من بين أسنانه: “سبب الطلاق هذا، أمنحك فرصة، اكتبيه من جديد!”
ضحكت ليلى بسخرية أكبر وقالت: “هل كتبت شيئا خاطئا؟ كمال، لقد مر على استفاقتك نصف عام، ولم تلمس حتى يدي. كنت نباتيا لثلاث سنوات، وبالرغم من أن وظائفك الجسدية الآن تبدو جيدة، لكن من حقي أن أشك في قدرتك كرجل. لم تعد قادرا! ابحث لك عن طبيب عجوز، وأفضل دعاء طلاق مني هو: أتمنى أن تستعيد رجولتك قريبا!”
كمال: “…”
بدأت عروقه في جبينه تنبض بغضب.
هذه المرأة تجاوزت كل الحدود!
“ليلى، سأجعلك تدركين من أنا عاجلا أم آجلا!”
“آسفة، لن تنال هذه الفرصة!”
“ليلى!”
“بيب، بيب”، أغلق الخط من الجهة الأخرى مباشرة.
لم يكن كمال قد انفجر غضبا بعد حتى جاءه صوت الإشارة المقطوعة، فصمت: “…”
ليلى!!!
…
كانت ليلى قد وصلت بالفعل إلى شقة صديقتها المقربة سعاد، وما إن أغلقت الهاتف حتى انفجرت سعاد ضاحكة ورفعت إبهامها: “أحسنت يا ليلى، كمال الآن لا بد أنه يشتعل غضبا!”
شعرت ليلى أن سبب تعاليه في السابق هو أنها أحبت بإفراط وبلا كرامة.
من يحب، عليه أن يحب نفسه أولا.
وخاصة المرأة، يجب أن تحب نفسها قبل أي شخص.
قالت سعاد: “قبل ثلاث سنوات، لما عرفت جميلة أن كمال صار نباتيا، هربت فورا! لكن يبدو أنه كان يتضور شوقا، فبعد أن استيقظ عاد ليبحث عنها! رجل كهذا؟ الطلاق نعمة!”
فتحت ليلى قطعة من حلوى ووضعتها في فمها، كان طعمها الحلو يخفي مرارة قلبها، وقالت: “سعاد، هذه هي الفرق بين الحب واللا حب.”
من يحب يكون جريئا بلا خوف.
ومن لا يحب، يعيش في القلق والترقب.
نظرت سعاد إليها، فوجدت أنها أكلت كمية كبيرة من الحلوى بالفعل.
سحبت سعاد ليلى لتنهض وقالت: “هيا يا ليلى، ابتسمي! عندما تتخلين عن شجرة، تكتشفين أن الغابة كلها لك! الليلة سأطلب ثمانية عارضي أزياء لنقيم لك حفلة طلاق مجنونة!”
ضحكت ليلى وهي تضع يدها على جبهتها.
في تلك اللحظة، مدت سعاد يدها ونزعت النظارات ذات الإطار الأسود من وجه ليلى، وألقتها في سلة المهملات.
حاولت ليلى استرجاعها وقالت: “نظاراتي!”
أوقفتها سعاد وقالت: “ليلى، قضيت وقتك في الأبحاث واعتدت على هذه النظارات، لكن الآن عليك أن تتعلمي من جميلة، اهتمي بنفسك وكوني جميلة!”
تذكرت ليلى كيف كان والداها يقولان إنها البطة القبيحة، بينما جميلة هي البجعة البيضاء.
ويبدو أن كمال أيضا كان يراها كذلك، مجرد بطة قبيحة.
سحبت سعاد يد ليلى وقالت: “لنخرج للتسوق! شعر، أظافر، ملابس، أريد أن يرى كمال بعينيه كم أنت جميلة!”
ثم تذكرت شيئا وقالت: “بالمناسبة، ليلى، هل حقا لن تأخذي أي مال من كمال بعد الطلاق؟”
أجابت ليلى: “أنا أملك المال.”
“إذا تتركين أموال كمال لتصرفها جميلة؟ هي الآن تشكرك!”
“…”
“وأين البطاقة التي أعطاها لك كمال؟”
كمال كان دائما كريما، وأعطاها بطاقة سوداء فاخرة من قبل، لكنها لم تستخدمها.
أخرجت ليلى البطاقة من حقيبتها وغمزت بمكر: “إذا، سأصرف اليوم، وعلى حساب كمال.”
…
في المساء، في بار 1996.
لطالما كان بار 1996 من أغلى الأماكن في مدينة البحر، يرتاده أبناء الأثرياء الذين ينفقون الأموال بلا حساب. الليلة، الموسيقى تعصف بالمكان والجنون يعم الأجواء.
في ركن فاخر ذي إضاءة خافتة، جلس كمال في المقعد الرئيسي على الأريكة. كان يرتدي قميصا أسود وبنطالا أسود، وقد لف أكمامه ليظهر ساعديه المتينين وساعته الفاخرة التي تساوي ملايين الدولارات. مظهره الوسيم المترف جذب أنظار نساء الحانة كالمغناطيس.
جلس بجانبه صديقه المقرب بدر غسان، وريث عائلة غسان، ومعهم عدد من أبناء الأثرياء.
انفجر بدر ضاحكا وقال: “ماذا تقول يا كمال؟ ليلى تريد أن تطلقك؟”
ضحك الآخرون كذلك: “الجميع يعرف أن ليلى تحب كمال بجنون، حتى عندما كان نباتيا أصرت على الزواج به، كيف تجرؤ الآن على الطلاق؟”
“دعونا نراهن، كم يوم ستصمد قبل أن تركض إليه؟”
قال بدر: “أراهن أنها لن تصمد حتى نهاية اليوم، سترسل له رسالة خلال دقائق!”
كانت ملامح كمال الوسيمة متجهمة وقاسية، من الواضح أنه في مزاج سيئ.
أخرج هاتفه وفتح محادثته مع ليلى.
كانت آخر رسالة منها ليلة أمس، صورة لحساء العظام مع عبارة: “حبيبي، كثافة عظامك عادت طبيعية، لكن لا تنس شرب المزيد، وعد باكرا.”
عند التمرير للأعلى، كانت كل الرسائل من ليلى. ترسل له كل يوم.
لم يرد على أي منها.
ولا مرة واحدة.
لكن اليوم، صمت تام، لم ترسل شيئا.
شعر كمال بانزعاج داخلي.
طن.
وصلت رسالة قصيرة.
قال بدر بحماس: “ما قلت لكم؟ ليلى أرسلت لك!”
طن، طن.
توالت الرسائل واحدة تلو الأخرى.
انفجر الجميع ضاحكين: “كنا نعلم أنها لن تصمد!”
قال بدر: “افتحها يا كمال، لا بد أنها تبكي وتتوسل الآن!”
تحركت عينا كمال قليلا، هل أرسلت له حقا؟
لو كانت ستندم، فلماذا فعلت هذا من البداية؟
ألم تكن قوية صباحا؟
فتح كمال الرسائل، وتجمد فجأة.
قرأ بدر بصوت مرتفع: “عزيزي العميل المميز، تم إنفاق 80 دولار في صالون أظافر ببطاقتك المنتهية بـ0975.”
ظهرت علامات الاستفهام على وجوه الجميع.
تصفح كمال لأعلى، 200 دولار في صالون تصفيف الشعر.
في شانيل 8600 دولار.
في لوي ڤيتون 24000 دولار.
…
لا يوجد أي توسل، فقط رسائل تنبيه بالشراء.
الجميع: “…”
كأن ليلى صفعتهم عن بعد، كان الموقف محرجا.
بوجه شاحب، وضع كمال الهاتف بقوة على الطاولة. لم يكن مهتما بما أنفقته، بل لأنها بعد الطلاق مباشرة خرجت للتسوق. يا لها من امرأة، مدهشة فعلا!
تلك المرأة التي أطاعته لثلاث سنوات، تحولت فجأة إلى من تملك أنيابا.
قال بدر: “ما الذي تخطط له ليلى؟ تذهب لصالونات التجميل وتشتري ملابس؟ هل تحاول تقليد جميلة؟”
“جميلة هي الوردة الحمراء لمدينة البحر، أما ليلى ففلاحة. تقليدها سيكون سخيفا مهما حاولت.”
“البجعة البيضاء تبقى بجعة، والبطة القبيحة تبقى بطة. لا يمكن للبطة أن تصبح بجعة.”
كان الجميع يسخر من ليلى.
في تلك اللحظة، عم البار ضجيج مفاجئ، وتوجهت أنظار الجميع إلى جهة واحدة، فصاح أحدهم مندهشا: “انظروا! إنها جميلة مثل الإلهة!”
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية ليلى منصور وكمال الرشيد)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)