رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثاني 2 - قصة رومانسية عربية - The Last Line
روايات

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثاني 2 – قصة رومانسية عربية

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثاني 2 – قصة رومانسية عربية

 

 

البارت الثاني

 

 

كانت ليلى تحدق فيه أيضا، وقالت بصوت خافت لكن حازم: “كمال، دعنا نطلق، هل أعجبتك هدية عيد الميلاد هذه؟”
لم تتحرك ملامحه الوسيمة، وقال: “كل هذا فقط لأنني لم أحتفل بعيد ميلادي معك؟”
قالت: “جميلة عادت من الخارج، أليس كذلك؟”
عند ذكر جميلة، ارتسمت على شفتي كمال ابتسامة ساخرة، وضحك باستهزاء.
تقدم نحوها بخطوات بطيئة، وقال: “هل يزعجك وجود جميلة؟”
كمال، أصغر أساطير عالم الأعمال، كانت هالته مزيجا من السلطة والمكانة والثروة. وحين اقترب، تراجعت ليلى لا إراديا خطوة إلى الوراء.
شعرت ببرودة في ظهرها النحيل حين اصطدمت بالحائط.
ثم انحجب الضوء عنها، اقترب كمال حتى أسند يده إلى الحائط بجانبها، محاصرا إياها بين صدره العريض والجدار.
خفض كمال جفنيه ونظر إليها بسخرية وقال: “الجميع في مدينة البحر يعلم أنني كنت سأتزوج جميلة. عندما سعيت بكل وسيلة لتحلي محلها وتصبحي السيدة الرشيد، ألم تكوني تعلمين؟ لم تهتمي وقتها، فما كل هذا التظاهر الآن؟”
شحب وجه ليلى.
نعم، المرأة التي كان ينوي الزواج بها هي جميلة.
ولولا أنه دخل في غيبوبة، لما أتيحت لها فرصة الزواج به؟
لن تنسى يوم استيقاظه أبدا، حين فتح عينيه ورآها، وكان خيبة الأمل والبرود طاغيين في نظرته.
منذ ذلك الحين، بقيا في غرفتين منفصلتين، ولم يلمسها يوما.
هو يحب جميلة.
كانت تعرف كل ذلك، لكنها…
حدقت ليلى طويلا في وجه كمال، فرأت ملامحه تتداخل مع وجه الفتى الصغير الذي عرفته قديما…” كمال، ألا تتذكرني حقا؟”
اتضح أنها الوحيدة التي ما زالت واقفة في نفس المكان، في نفس الزمن.
لا بأس.
فلتكن هذه السنوات الثلاث تضحية حب من طرف واحد.
كتمت ليلى ألم قلبها وقالت: “كمال، دعنا ننهي هذا الزواج الخالي من العلاقة الجنسية.”
رفع كمال حاجبيه فجأة، وانطلق صوته العميق والجذاب: “زواج بلا علاقة جنسية؟”
مد يده وأمسك بذقنها الصغيرة، ووضع إبهامه على شفتيها المتوردتين، ضاغطا عليهما بنبرة شهوانية وقال: “إذا، لهذا السبب تطلبين الطلاق؟ ما الأمر، هل بدأت ترغبين؟”
احمر وجه ليلى الصغير فجأة، كأنه توت ناضج، متورد ومشتعل.
لكن هذا لم يكن قصدها!
وكان إصبعه، الذي ما زالت بصماته واضحة، يضغط على شفتيها بحركة خبيثة ومثيرة، لم تتوقع أن رجلا بهذه الوسامة والهيبة يمكن أن يكون بهذه الوقاحة.
لقد كان يلهو بشفتيها بأصابعه!
كانت هذه أول مرة يحدق فيها كمال من قرب في ليلى؛ طالما اعتادت ارتداء ملابس باهتة بالأبيض والأسود، ونظارات سميكة تخفي ملامحها، كما لو كانت امرأة عجوز.
لكن عن قرب، رأى وجهها الصغير بالكاد بحجم راحة اليد، ووراء نظاراتها السوداء ظهرت ملامحها النقية الساحرة، ومع عينيها الواسعتين السوداوين بدت كأنها من عالم آخر.
كانت شفتاها ناعمتين جدا.
عندما ضغط بإصبعه على شفتيها، تلاشى لونها للحظة، ثم عاد ليشرق من جديد بنعومة ولمعان.
ما يجعل من الصعب مقاومة الرغبة في تقبيلها.
أظلمت نظرة كمال قليلا، وقال: “لم أتوقع أن السيدة الرشيد بهذه الشهوة، ألهذا الحد تشتاقين للرجال؟”
“صفعة!”
رفعت ليلى يدها وصفعته بقوة على وجهه.
انحرفت ملامحه الوسيمة بفعل الضربة.
كانت أطراف أصابع ليلى ترتجف من شدة الغضب، تأكدت أن الحب حين يكون من طرف واحد لا يجلب سوى الإهانة، كيف يجرؤ على إذلالها بهذا الشكل؟
قالت وهي ترتجف من الخزي والغضب: “أعلم أنك لا تزال متعلقا بجميلة، حسنا، سأترك لكما الطريق. أعيد لها لقب السيدة الرشيد!”
تغير وجه كمال فجأة، وتغطت ملامحه بطبقة من البرود. هو، بمكانته، لم يضرب على وجهه من قبل، أبدا!
نظر إليها كمال ببرود وقال: “ليلى، عندما أردت الزواج بي تزوجتني، والآن تريدين الطلاق؟ ماذا تظنين أنني؟”
ضحكت ليلى وقالت: “لعبة.”
“ماذا؟”
انفرج وجه كمال.
قالت ليلى، تخفي ألمها: “أنت اللعبة التي أخذتها من جميلة، والآن مللتها وأريد التخلص منها.”
قال كمال وهو ينظر إليها بعين مظلمة: “حسنا، ليلى، أحسنت. دعينا نطلق، لكن لا تأتي لاحقا باكية تطلبين الرجوع!”
صعد كمال إلى الطابق العلوي ودخل غرفة المكتب، وأغلق الباب بصوت مدو.
بدت ليلى وكأنها فقدت كل قوتها، وانزلقت بجسدها النحيل على الحائط ببطء.
جلست على السجادة، ولفت ذراعيها حول جسدها، “كمال، لن أحبك بعد الآن.”

في صباح اليوم التالي.
فتحت الخادمة أمينة باب غرفة المكتب ودخلت.
كان كمال جالسا على كرسي المكتب يراجع الملفات، فهو معروف بهوسه في العمل.
قالت أمينة: “سيدي.”
لم يرفع كمال عينيه، وكان واضحا أن مزاجه سيئ، والجو من حوله مغمور بالبرود.
وضعت أمينة القهوة بجانب يده بحذر وقالت: “سيدي، هذه القهوة أعدتها السيدة من أجلك.”
توقفت يده التي كانت تمسك بالقلم للحظة، وبدأت ملامحه المتجهمة تخف قليلا.
هل هذه محاولة منها للصلح؟
لو أنصف نفسه، لقال إن ليلى كانت زوجة صالحة، تطهو له ما يحب، وتغسل ملابسه بيديها، وتعتني بكل تفاصيل حياته.
أخذ كمال الفنجان وارتشف منه رشفة.
كانت قهوتها، وكانت بالنكهة التي يفضلها.
لكن الغضب ما زال في داخله.
لقد صفعته البارحة، وهذا غضب لن يهدأ سريعا.
فنجان قهوة لا يكفي لمصالحة كهذه.
قال كمال: “هل أدركت السيدة خطأها؟”
نظرت أمينة إلى كمال بنظرة غريبة وقالت: “سيدي، السيدة رحلت.”
تجمد كمال للحظة، ثم رفع رأسه نحو أمينة.
أخرجت أمينة شيئا من يدها وقالت: “سيدي، السيدة خرجت ومعها حقيبتها، وطلبت مني أن أسلمك هذا قبل مغادرتها.”
أخذ كمال الورقة وفتحها، فظهرت أمامه كلمات: “اتفاقية الطلاق”.
لم ينبس كمال بكلمة، لقد ظن أنها كانت تحاول المصالحة!
قالت أمينة: “سيدي، السيدة طلبت منك أن تنهي قهوتك وتوقع الطلاق فورا.”
نظر كمال إلى فنجان القهوة ببرود وقال: “اسكبيه! كله!”
قالت أمينة في نفسها: “سيدي، كنت تحب هذه القهوة منذ قليل، ما الذي تغير؟”
لم تقل أمينة شيئا، أخذت القهوة وغادرت بسرعة.
تلبدت ملامح كمال بالغيوم، نظر بسرعة إلى اتفاقية الطلاق، فوجد أنها لا تطلب شيئا، وترحل دون أي مقابل.
ضحك كمال بسخرية، تملك بعض الكبرياء فعلا، لكنها فتاة من الريف، هل تظن أنها تستطيع العيش بدون أمواله؟
قبل ثلاث سنوات، فعلت كل ما بوسعها لتتزوجه، أليس من أجل المال؟
في تلك اللحظة، ضاقت عيناه، فقد رأى سبب الطلاق.
كان السبب مكتوبا بخط يد ليلى: “لأن الزوج يعاني من ضعف جنسي، ولا يستطيع أداء الواجبات الزوجية.”
كمال: “…”
تغير وجهه الوسيم إلى الوجه الممتلئ بالغضب.
تلك المرأة اللعينة!
أخرج كمال هاتفه واتصل مباشرة بليلى.
سرعان ما تم الرد، وسمع صوت ليلى الصافي يقول: “ألو.”

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *