رواية ليلتي الفصل الأول 1 بقلم ولاء مدحت
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية ليلتي الفصل الأول 1 بقلم ولاء مدحت
البارت الأول
كان البيت زحمة وصوت الضحك عالي، بس هي كانت قاعدة ساكتة في الركن، كأنها دخيلة في وسط الناس دي.
“ليل” لبست فستانها الأبيض الواسع، شعرها نازل على ضهرها بنعومة، ووشها هادي… بس عنيها لا.
كانوا قاعدين يحتفلوا بخطوبة بنت عمها “سُمية”، وكان المفروض الليلة دي تبقى عادية، بس من أول ما سمعت اسمه، قلبها ضرب بسرعة غريبة.
زين رجع.
قالوا إنه وصل من السفر، وجاي يحضر الخطوبة.
اتعدى 4 سنين من آخر مرة شافته فيها، كان وقتها سايب البلد ومشي من غير وداع، ولا حتى كلمة.
صوت الباب الخارجي اتفتح، ودخل هو.
نفس الهدوء… نفس الشموخ اللي بيخوفها ويشدّها في نفس الوقت.
دخل بثقته المعتادة، لابس جلابية رمادي، وشنب مرسوم على وشه كإنه حدوتة صعيدي قديمة، لكن ملامحه بقت أهدى، أنضج، وأبرد.
عينها وقعت عليه… واتسمرت.
وهو؟
ولا كأنه شافها.
سلّم على الكل، وباس راس عمه، وقعد.
لكنها شافت… شافت نظرته وهي جات عليها بالغلط.
ثانية واحدة بس… كأن الزمن وقف، وهي رجعت تبقى “البنت الصغيرة” اللي كانت بتجري وراه وتناديه “زينووو”.
بس دلوقتي هي كبرت، وبقت ليل… اللي محدش يعرف جواها إيه.
صوت “سهى” جه وقطع شرودها:
ـ “إنتي قاعدة لوحدك ليه؟ قومي شوفي زين، ده لسه جاي، وحضنه ناقصك انتي!”
ضحكت سهى بخبث، لكن جواها كانت نار.
ليل بصت لها بلطف مصطنع:
ـ “خليه ياخد نفسه… شكله تعبان من السفر.”
سهى ما ضيعتش لحظة، وراحت قعدت جمب زين.
قريب جدًا.
وبدأت الحكاية.
ليل كانت بتبص من بعيد، وسكوتها كان بيصرخ.
كل مرة تلاقي “سهى” بتضحك له، أو تمد إيدها تقطّعله فاكهة، كانت بتشد طرف الفستان بإيديها وتضغط على صوابعها.
هو لسه ساكت…
بس عينه؟
كل ما تلمحها، ترجع تشوفها عليها.
مش دايمًا، بس كفاية لمحة.
قلبها بيقول إنه شافها، وحس بيها، وافتكر.
بس ليه ساكت؟
هو كمان بيتحدى؟
ولا بيحاول يبني جدار ما يتعداش تاني؟
ليل ما قدرتش تكمل قعادتها، وقامت تمشي في الجنينة.
الليل كان دافي، والهوا بيعدي على شعرها كأنه بيطبطب.
وسمعت صوته لأول مرة من 4 سنين.
ـ “لسه بتحبي تمشي وأنتي حافية، يا ليل؟”
اتجمدت مكانها…
لفت، شافته واقف وراها، وملامحه نفس ملامح زمان، بس صوته… صوته وجّعها.
ـ “أنت لاحظت؟ رغم إنك ما سلمتش حتى.”
قالها بهدوء:
ـ “أنا سلمت… بس مش على الكل.”
ـ “آه… واضح.”
سكتوا.
الهوا ما بقاش دافي… بقى تقيل.
وكل كلمة بينطقوها، بتشد جرح قديم من مكانه.
قالت له:
ـ “كبرنا، بس لسه سايبني واقفة لوحدي… زي آخر مرة.”
بص لها، بعين مش مفهومة وقال:
ـ “وإنتي لسه زي ما أنتي… بتحبي تسكتي وتسيبي اللي في قلبك للوقت الغلط.”
ولما حاول يكمل، سمعوا صوت سهى بتنادي من بعيد:
ـ “زين؟ تعالى هنا، عايزاك ثواني.”
بص ليل لها، بعين فيها كل الغيرة اللي الدنيا مش شايفاها…
وهو؟
لف وراح.
وسابها واقفة تاني…
بس المرة دي مش زي زمان.
المرة دي قلبها واجعها أكتر من أي مرة قبل كده.
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية ليلتي)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)