رواية ليتني اعفو الفصل الرابع عشر 14 بقلم لمسة جمال
رواية ليتني اعفو الفصل الرابع عشر 14 بقلم لمسة جمال
البارت الرابع عشر
“دعنى أحب لعل الحب يخرجنى من ألمى و أوجاعى
و يزرع داخلى رحيقا من الأمل و وهجا من النور
و تنسى العين أدموعا صاحبتها سنين
و تحيى قلبا رقد منذ أعواما على أرصفة الهم
يعانى عين الحاسدين”
دخلت نور غرفة نومها تجر خطاها بتردد وقلق واضحين كان عمر يرتدى ملابسه ويصفف شعره امام المرآه ليرى صورتها امامه من المرآه وحالة من التردد واضحة على محياها
نور :عمر عاوزة اتكلم معاك فى موضوع مهم
بعدين ياحبيبتى عندى ميعاد مهم انتى عارفة اننى همضى العقد النهاردة مع الناشر الجديد ومش عاوز اتأخر ارجوك ياعمر مش هاخد من وقتك كتير الموضوع مهم مايحتملش تاخير
بعصبية :وبعدين يانور قلت لك لما ارجع الموضوع ده مايقدرش يستنى يعنى لحد اما ارجع ثم رمى الفرشاة من يديه لتحدث صوتا عاليا وخرج مسرعا من الغرفة
كانت تحاول جاهدة ان تشجع نفسها لتحكى له ماارادت قبل ان تتردد مرة اخرى لعلها تصل معه الى قرار يريح قلبها لكن يبدو انه سيتم تأجيل هذا الموضوع مرة اخرى
بعد ان خرج عمر واستقل سيارته الجديدة التى اشتراها بعد ان تحطمت الاخرى من اثر الحادث احس انه تعصب على نور اكثر من اللازم فهذه الخصلة تلازمه دوما ويريد ان يمحيها ويبتعد عن هذه العصبية استعاذ بالله وامسك هاتفه ليسمع الرنين ثم ترد بفتور :الو
بصوت اجش :نور حياتى اسف اننى اتعصبت عليكي ارجوكى سامحيني انا مش عارف ايه اللى حصل لى وليه اتعصبت بالشكل ده والموضوع مايستاهلش
خلاص حصل خير ياعمر
لا انا حاسس انك لسة زعلانة
قلت لك خلاص مابقتش زعلانة
طيب قولى انك بتحبينى وانا اعرف انك مابقيتيش زعلانة منى خلاص
بحبك
يااا يانورى وانا بعشقك وبموت فيكي ونفسى الدنيا كلها تشهد على حبى ليكي صدقيني حبيبتى انا مش عارف مالى قلقان وخايف من موضوع العقد ده وطبعا جات فيكي ها سامحتيني
خلاص ياحبيبى سامحتك وربنا يوفقك منتظرة تليفونك تطمنى بعد ماتخرج من الاجتماع وكمان حاول ترجع بدرى علشان محتاجة اكلمك ضرورى
حاضر ياقلبى اول مااخلص هرجع لك فوريرة بس نفسى اكل لقمة حلوة من ايديكى الحلوين مش معقول يانورى من يوم مااتجوزنا يااما دادة منيرة او الخدامة
ضحكت له بدلال خلاص ولا يهمك هتاكل من ايدى النهاردة وربنا يقدرنى بقى ويعجبك
اى حاجة من ايديكى الحلوين دول يبقوا عسل كفاية انك تحطى صوابك فيهم هيبقوا شهد
خلاص بقى ياعمورى مش هعطلك واكيد انت سايق خد بالك من الطريق سلام ياحبيبى
لا استنى
ها
مفيش دفعة مقدمة كدة تشحنى لحد مااجى
قامت نور باعطائة عدة قبلات متتابعة ثم اغلقت الخط فورا من خجلها الذى ازداد بعد جرأتها الغير معهودة منها فى ايصال حبها له
امسك عمر بالهاتف وهو يقبله :اه يانورى ربنا مايحرمنى منك ابدا
وصل عمر الى مقصده وتم الاجتماع بنجاح اكثر مما كان يتوقع وحصل ايضا على شيك بمبلغ كبير كدفعة مقدمة ليعود الى حبيبته محمل بالهدايا تعبيرا عن حبه لها
اعدت نور طاولة مليئة باكلات قليلة ولكن مذاقها رائع مرتبة بطريقة انيقة وهذا مااستطاعت فعله حيث تابعتها دادة منيرة فى الهاتف بالخطوات وفى النهاية كانت النتيجة مرضية واضاءت الشموع لتضفى للمكان جو حميمي هادئ
دخل عمر يحمل باقة من الورود منتقاه بعناية ليقدمها لنور جاذبا يديها ويلثمها عدة مرات مقتربا منها حاضنا اياها :وحشتينى حبيبتى ثم اخرج من جيبه علبة مخملية حمراء وفتحها ليبرق منها خاتم ماسى بفص ازرق من منتصفه ابهر نور بجماله لينزعه من علبته ويضعه فى اصبعها
قبلته نور من وجنته هاتفة :رائع حبيبى ذوقك يجنن تعبت نفسك ليه
ينظر لها عمر بحب :يانور حياتى لو جيبت لك الدنيا كلها مش كتير عليكي ثم التفت الى الطاولة المعدة ..ايه الجمال ده كله واضح انك ست بيت ممتازة
ضحكت له نور و ابعدته بهدوء: مش للدرجة ديه بس ماتتعودش على كدة يالا بقى غير هدومك بسرعة الاكل هيبرد
حاضر ياعيون وقلب وروح عمر ثوانى وهكون جاهز
وبعد ان انتهى العشاء فى جو مرح يشوبه الحب والصفاء
التفت لها عمر :تسلم ايدك ياحياتى الاكل كان طعم جداا ..ها ياحبيبى كنتى عاوزانى فى ايه بقى الصبح تبدلت ابتسامتها واصبحت باهتة لتجذبه من يديه هاتفة:تعالى نقعد هناك نشرب الشاى واحنا بنتكلم
ماشى ياستى يالا بينا
نور :حبيبى انت عارف مر اد ايه على جوازنا
نظر لها بتشكك هاتفا :اكتر من ست شهور ليه
لتنظر له بتحفز :ولحد دلوقت ماحصلش حمل
يااااا يانورى هو ده بقى الموضوع خوفتيني ياشيخة انا قلت عندك مشكلة ولا حاجة فى الشغل
وانت فى رايك ديه مش مشكلة برضه
ياحبيبتى احنا لسة صغيرين والعمر قدامنا كبير ولو ماحصلش دلوقت هيحصل ادام شوية ثم اقترب منها يقبل وجنتيها وينزل الى رقبتها هامسا :ثم انا لسة ماشبعتش منك علشان تجيبى لى ولى العهد اللى ياخدك منى ويشغلك عنى
ابتعدت عنه نور قليلا وباصرار :عمر انا عملت تحليل والنتيجة طلعت
نظر لها بتامل منتظر تتمة حديثها لتقول :انا ماعنديش اى حاجة تمنع الحمل احمرت اوداجه واشتعل من الغضب هاتفا:قصدك ايه ان العيب منى
حبيبى اهدا كدة انا ماقصدتش اللى انت بتفكر فيه ده انا بس كل الحكاية بفكر انك تعمل تحليل ولو فيه اى علاج نلحق ناخده وربنا يرزقنا ساعتها
طيب ايه رايك بقى اننى مش هعمل اى تحاليل يانور وحصل حصل ماحصلش خلاص انتى مستعجلة كدة ليه واحدة زيك تقول انا كدة مرتاحة من الهم ووجع الدماغ
امسكته من يديه واقتربت منه ناظرة فى عينيه بدلال :وان قلت لك علشان خاطرى حبيبى الموضوع كله هيبقى فى غاية السرية هتروح معايا الصبح بدرى المستشفى نعمل التحليل ولا من شاف ولا من درى
بس يانور ..
ارجوك ماترفضش علشان خاطرى واعتبره اخر طلب هطلبه منك
ماشى ياحبيبتى وانا تحت امرك
اقتربت منه اكتر والتفت يديها حول عنقه لتقبله بحرارة هاتفة :ربنا مايحرمنى منك ابدا ياروح وقلب نور
لالالا انا مااقدرش على كل الدلع والدلال ده ثم قفز حاملا اياها بين احضانه ليجرى بها مندفعا الى غرفة نومهم والضحكات تتعالى وكلمات الغزل تزداد من عمر لتزيد احمرار نور خجلا وعندها اغلق عمر باب الغرفة بارجله وسكتت شهرزاد ….
فى الصباح الباكر دخلت نور الى المشفى ممسكة بايدى عمر وهما يتبادلا اطراف الحديث المرح والضحكات تتعالى الى ان دلفت الى غرفة مكتبها
كانت هناك عيون حاقدة تتبعه ليلتفت الى ممرضته :بت ياعلية هى الدكتورة نور اللى عدت دلوقت
ايوة يادكتور هى وجوزها الاستاذ عمر
همس لنفسه ياترى ايه اللى جابهم على الصبح كدة اكيد فيه سر لزيارته ديه
اجرى بسرعة اعرفى لى ايه سبب الزيارة العجيبة ديه
حاضر يادكتور بس انت تحن علينا شوية
غورى من وشى مش ناقص قرف ونفذى اللى قلت لك عليه
يووووو حاضر بس ماتشخطش كدة لحسن بخاف منك
ثم هربت من امامه مسرعة خوفا من غضبه…
نور :وبكدة ياسيدى خلصنا كل حاجة
عمر باضطراب :والنتيجة هتبان امتى
كمان ساعة كدة ان شاء الله تقدر تروح دلوقت وانا لما تتطلع هبقى ابلغك بالنتيجة
باصرار رد عمر :لا انا هقعد معاكى هنا وكلها ساعة يعنى مش كتير ولا انتى هتضايقى من وجودى
بالعكس ياحبيبى وجودك اكيد هيسعدنى خلاص هحول اى حالات صباحية لاى دكتور فاضى علشان افضى لك حياتى واهو نفطر سوا لانك مااكلتش حاجة من امبارح
مرت ساعة وكل منهما فى حالة اضطراب وترقب ولم يحاول ان يظهر قلقه للاخر بتبادل الكلمات والضحكات المصطنعة الى ان طرق الباب لتدخل احدى الممرضات القادمة من قسم التحاليل:اتفضلى يادكتورة الدكتورة ايمان بعتت لك الظرف ده
اخذت منها الظرف قائلة :طيب اشكريها لى كتير
ثم فتحته ببطء وسط انتظار عمر وترقبه لمعرفة النتيجة
قراتها نور واصفر وجهها وتبدلت ابتسامتها لاحظها فورا عمر قائلا لها :فيه ايه النتيجة فيها حاجة وحشة للدرجة ديه
رفعت له راسها قائلة : لا ابدا اصل ..ثم صمتت
نور سكتى ليه العيب طلع منى !!!
عمر احنا هنبدا العلاج من بكرة وان شاء الله كل شئ هيبقى تمام ماتقلقش انت بس ه…
ثم قطع كلامها عندما خطف منها الورقة مندفعا الى الخارج لايرى من الغضب وكأن الشياطين تلاحقه
خطفت نور حقيبتها مسرعة خلفه كى تلحقه هاتفة :استنى بس ياعمر هتروح فين دلوقت
لمحها والدها ليوقفها:نور ياحبيبتى مالك بتجرى ليه ومال ووشك اصفر كدة ليه فيه حاجة حصلت
بتلعثم :لا ابدا يابابى بس افتكرت مشوار مهم ومستعجلة عاوزة الحقه قصدى عاوزة اروح له يووو سلام دلوقت يابابى
سلام ياحبيبتى بس ابقى طمنيني
كان يضحك من بعيد ضحكات ساخرة فقد استطاع ان يشعل النيران بينهم بطرقة اصبع واحدة هامسا بقوة :ولسة ياما هتشوفى يانور
عادت نور الى منزلها املة ان تجد زوجها هناك بعد ان تعذرت الرؤية لديها ولم تستطع ان تلحق به ولكنها لم تجده حاولت الاتصال به اكثر من مرة ما من مجيب الى ان اغلق الهاتف نهائيا يومان وهى تنتظر عودته بقلق وخوف ولا تعلم عنه اى شئ
قاد عمر بسيارته بطريقة جنونية فبعد ان ترك زوجته ذهب الى طبيب اخر ليؤكد له النتيجة المؤلمة انه عقيم وليس هناك اى امل فى علاج حالته لقد كانت تكذب عليه حين اخبرته انه سيبدا بالعلاج اخذ يضرب على مقود السيارة وعينيه تغشاها الدموع وبصياح :ليه يانور ليه عملت فيكي ايه علشان تدمريني بالشكل ده انا كنت مرتاح البال ومش بفكر لا فى عيل ولاغيره ايه اللى استفادته دلوقت اننى بقيت عامل زى الشجرة البور اللى ماراح تطرح ولا ثمرة ولا هيبقى ليها اى فايدة لحد فى الحياة اسم هيندثر ويتنسى مجرد مااموت
مازال يبكى ويلف فى الشوارع بدون هدف الى ان وصل امام البحر وقادته ارجله على الرمال ليجلس امام الامواج الصاخبة المتدافعة حزينا متالما استمر هاتفه فى الرنين وهو يعلم انها هى من تتصل به ولكنه لم يعد لديه الرغبة ان يرد عليها او على اى شخص اخر وفى النهاية اغلق الهاتف
فى اليوم الثالث عاد عمر الى شقته اشعث الشعر وقد نمت لحيته وبنفس ملابسه التى غادر بها بعد ان اصبحت مجعدة كانت نور تجلس على اريكتها المفضلة مترقبة لوصوله فلم تستطع ان تغفى ملئ جفنيها فى فراشها الدافئ طوال هذه الليالى الماضية وهى لا تعلم ماذا حدث لزوجها
جرت عليه تحتضنه :اخيرا ياعمر ظهرت خوفتنى عليك ياحبيبى ليه كدة غيبت عنى المدة ديه كلها بدون حتى ماتطمنى ولا ترد على اتصالاتى
ازاح يديها بهدوء قائلا :اسف يانور اننى قلقتك على عن اذنك هروح اغير هدومى وانام لاننى تعبان
طيب ياحبيبى غير وتعالى تاكل اى لقمة وبعدها ارتاح
لا عاوز انام بس
خافت من نظرة عينيه الغاضبة التى تنذرها بهبوب عاصفة عاتية لتردف :طيب ياحبيبى براحتك لما تقوم ابقى تاكل
خرجت هى وصديقتها من الروضة يتسامران معا ويتجاذبا اطراف الحديث الى ان سمعت صوت مألوف يناديها :مدام اميرة
زوجان من الاعين انجذبت نحو الصوت لتهتف اميرة :استاذ يوسف انت بتعمل ايه هنا
ازيك يامدام اميرة عاملة ايه
انا الحمد لله بس برضه ماعرفتش سبب وجودك ادام روضة الاطفال وبسخربة :ولا عندك طفل وجاى تستقبله بنفسك
بابتسامة باهتة :لا مش كدة بالظبط ممكن اتكلم معاكى شوية على انفراد
لتهتف سهر بفتور :طيب يااميرة انا ماشية اشوفك بكرة ان شاء الله سلام
لم تلتفت لها ولكنها ردت بغضب:ممكن افهم حضرتك ايه اللى جابك هنا وواقف منتظرنى ليه واحرجتنى ادام صاحبتى بالشكل ده
انا اسف بس محتاج انى اتكلم معاكى فى موضوع مهم
انا اسفة اكيد انت عارف ظروفى واى حركة منى محسوبة على وطبيعى اننى مستحيل اقابل شخص غريب عنى لوحدنا
حتى لو قلت لك اننى اخدت اذن فارس واننى هقابلك فى مكان عام .. هما عشر دقايق هتكلم معاكى فيهم وبعدها تقدرى تروحى مش همسكك
انا مش فاهمة انت عاوزنى منى ايه وليه الالحاح ده
لما نروح هتعرفى فيه كافيه قريب من هنا ممكن تتفضلى معايا فى العربية
لا طبعا انا معايا عربيتى امشى ادامى وانا هلحقك لما اعرف فيه ايه وحسابك معايا يافارس لما اشوفك
كانت هناك عيون تتبعها من بعيد وهو يكز على اسنانه
مروان :ياترى مين ده وعاوز ايه متهيالى اننى شوفته قبل كدة بس فين !!! استقل سيارته واندفع وراءها
دخلت اميرة الى المكان المحدد ويوسف يسير امامها لم ترد ان تكون بقربه وهو شعر بذلك ليسبقها
لقد اراد يوسف التقرب منها الفترة الماضية ولكنها لم تعطيه اى فرصة لذلك حاول التقرب من اسر كلما زار فارس حتى تعلق به الصبى وعند اصراره على التقرب من اميرة اذعن فارس اخيرا لطلبه حيث وجد انطواء اخته وبعدها عن الجميع وتغيرها فقد كانت تعمل فى النهار وتقضى بقية الوقت فى غرفتها مع ابنها حاول مرارا ان يخرجها ولكنها كانت رافضة لاى وسائل للترفيه مبتعدة عن الجميع وبالفعل عندما طلب منه يوسف ان يقابلها ويبوح لها اخيرا عما فى قلبه وافق على الا يتعد اللقاء اكثر من عشر دقائق ويترك لها حرية التصرف فى ان تقبل او ترفض
جلست امامه على الطاولة لياتى النادل وياخذ طلبهم ثم ابتعد
نعم يايوسف ممكن اعرف سبب المقابلة ديه
اميرة انا بحبك
ابتلعت ريقها بصعوبة هاتفة : ايه …..
واتغيرت حياتى منذ ذلك اليوم عمر اصبح شخص تانى سهر كل يوم ويرجع متاخر بعد مايتأكد اننى نمت ويصحى الصبح بدرى قبل مااصحى ويمشى متجاهلنى دايما كانه بيعاقبنى على ذنب ماليش يد فيه حتى تليفوناتى قليل لما بيرد عليها وحتى لما بيرد بقيت احس بنفوره وضيقه كأنه عاوز ينهى المكالمة بسرعة ويتخلص منى لحد مازهقت ومليت من الحياة اللى انا عايشاها وقررت اليوم لازم يبقى فيه حل وموضوع التجاهل ده لازم يبطله انا مش عاوزة حد من الدنيا الا هو وبس هو مش عاوز يفهم كدة فى مرة حاولت اتناقش معاه اتهمنى اننى بشفق عليه وانه اللى هيربطنا ببعض دلوقت مجرد امتنان لظروفه الجديدة هو مش فاهم انا بحبه اد ايه واننى اتحديت العالم علشان اكون بقربه ومعاه هو وبس اتصلت بيه وطلبت منه يرجع بدرى لاننى عاوزة اتكلم معاه ضرورى فى موضوع مهم
عمر ببرود :حاضر يانور هحاول اجى بدرى
جهزت سهرة رومانسية عمر ليه مدة طويلة مش بيحاول يقرب منى وحاسة ان الهوة بيننا كبرت خالص لبست القميص الاحمراللى بيحبه عليا وجهزت الاكل اللى بيعشقه من ايديى وانتظرت وساعة ورا ساعة ولما وصلت الساعة لمنتصف الليل طلبته لاقيت تليفونه مقفول :ليه كدة بس ياعمر انا عملت لك ايه علشان تعاقبنى بالشكل ده وفجاة رن التليفون فرحت وقلت اكيد بيقولى انه فى الطريق
لكن اكتشفت انه رقم غريب ورفضت ارد عليه والرن استمر لحد مارديت غصب عنى :نعم
الو انتى الدكتورة نور انا حبيت ابلغك ان جوزك اللى انتى فاكراه مخلص ليكي وبيحبك سهران مع واحدة فى فندق … وباين عليه هيقضى سهرة حمرا معاها ثم ضحكت ضحكة مايعة ااثرت غثيانى لاصرخ فيها :انتى مين وعاوزة ايه انتى اكيد كذابة ولكن مامن رد عرفت بعدها انها اغلقت الخط حاولت اتصل بالرقم ده تانى لكن لاقيته مقفول صرخت ورميت التليفون من ايدي لينزل على الارض منكسر الى عدة قطع صغيرة
اخذت الف فى المكان ذهابا وايابا وانا فى حالة من الضيق والقهر الى ان فتحت خزانة الملابس واخذت اول طقم قابلنى وارتديته لم استطع ان اقود سيارتى فى هذه الحالة المضطربة التى شعرت بها اشرت لسيارة اجرة واعطيت العنوان للسائق ولم اتحدث باى كلمة اخرى فقد كان صدرى يعتصر الما مما ساراه على بعد ثوانى قليلة ووصلت الى الفندق وخرجت من السيارة عندها فقط تسمرت امامه لا استطع ان اتحرك ثانية اخرى ثم اخذت نفس قوى حتى استمد قوتى من جديد ودخلت مندفعة الى المكان ليقابلنى النادل بابتسامة عذبة متسائلا اذا كان هناك حجز لى من قبل ام لا لم انظر له ولكن عيني كانت تبحث عنه فجأة احسست ان الارض تميد من تحت قدمى واتسعت حدقتا عيني ذهول مما ارى حاولت الصراخ باعلى صوتى ولكن لسانى خذلنى وبالفعل رايته كان يضحك لفتاة تجلس بقربه تضع مساحيق تجميل على وجهها بشراسة وترتدى ملابس فاضحة تظهر اكثر مما تخفى لم تكن تشبهنى فى شئ بل على النقيض هل هذا اصبح ذوقك يازوجى العزيز لكن كيف فعلتها وجدت نفسى ازيح النادل قليلا من طريقى واتجه نحو هذا الخائن المخادع وعندها توقفت مكانى حينما نهض جاذبا اياها من خصرها وهو يهمس لها بكلمات الغزل الوقحة وهى تميل عليه بضحكة عالية مائعة لا اعلم عندها لما عيونى كانت تذرف الدموع ولم استطع السيطرة عليها شعرت حينها بالنيران تخترق صدرى وتدميه وكأن قلبى توقف عن الخفقان فاصبحت حينها جسدا بلا روح سارا معا فى اتجاه المصعد ليقلهم للغرفة المطلوبة ولكن لحظة واحدة كانت الفارقة عندما رفع عمر عينيه ولمحنى امامه واتسعت عينيه ذهولا مما رأى وشعور بالندم وتأنيب الضمير يعتريه ليهتف:نور انا …
لم اشعر بنفسى سوى ويديى ترتفع باقصى قوتى وتصفعه على وجهه بكل مايعتمل بصدرى من الم وعندها فقط احسست براحة وجريت خارج الفندق وسط نظرات الجميع التى كانت تلاحقنى وانا لاارى ولا اسمع اى شئ اعلم انه يجرى خلفى بعد ان تركها باشمئزاز وابتعد عن من كانت برفقته
صرت اجرى واجرى الى ان انحرفت الى شارع جانبى واختفيت عن الانظار وفجاة ظهرت امامى سيارة واخر شئ سمعته صرير قوى للفرامل حتى تتوقف السيارة ولم اشعر سوى بجسدى يرتفع عن الارض ويرتطم بها وعندها وقعت ودخلت بعدها فى ظلام عميق
خرج من سيارته يشعر بالفزع لايعرف من اين ظهرت امامه لقد اعطاها انذارا اكثر من مرة بالنور تارة وزمور السيارة تارة اخرى وحاول ان يتفاداها على اخر لحظة ولكن للاسف ارتطمت بمقدمة السيارة ووقعت مغشيا عليها حاول ان يفيقها بكل الوسائل ولكنه شعر فجاة بشئ لزج يسيل على يديه تحت رأسها ليجد يديه غارقة بالدماء يبدو انها اصيبت فى راسها ليحملها فورا مريحها على كنبة السيارة الخلفية هاتفا بخوف :اطمنى ان شاء الله هتبقى بخير انا مش هسمح ابدا انك تتأذى او يصيبك اى مكروه واكون انا السبب انتى لازم تعيشى مش ممكن هتضيعى زى ماضيعتك قبل كدة لقد كان فى حالة جنون اصابه ذهب مسرعا الى اقرب مشفى حاملها مندفعا الى غرفة الطوارئ وهو يصرخ :ارجوكم انقذوها اى دكتور يجي هنا بسرعة
خرجت الممرضات اليه واحداها تجر سرير متحرك :اهدا يافندم هتكون بخير ان شاء الله هى المريضة تقرب لك
نظر لها قليلا ثم هتف :اه اه اختى انا الدكتور فارس المسيرى ارجوكم نادوا لافضل دكاترة عندكم وطمنونى عليها بسرعة
ماتقلقش الدكتور المناوب النهاردة من اكفأ الدكاترة عندنا عن اذنك
استمر فارس يزرع الرواق ذهابا وايابا وهو مضطرب وقلق لقد اعيد له الماضى مرة اخرى بكل حذافيره لكنه لن يضيعها مثلما ضاعت حبيبته لن يفقدها هى ايضا وعندما اتت احدى الممرضات تسأله اسم المريضة ليستوفى البيانات اخبرها :اميرة المسيرى لقد دون اسم اخته فهو لايعرف من تكون ولا يريد اى شوشرة على الاقل الان الى ان تسترد عافيتها وتخبره من هى وعندها سيستدعى اهلها واذا ارادت ان تحرر محضر ضده فلها كامل الحرية هى المخطئة ولكنه كان لابد ان يكون اكثر يقظة فى قيادته بعد ان انهى تدوين البيانات
خرج الطبيب المختص مكفهر الوجه لتتسع حدقتا عينيه هاتفا :فارس المسيرى
تفاجئ فارس بزميل دراسته زياد المصرى ليصافحه بحرارة
زياد بتشكك :هو المريضة اللى جوة ديه تقرب لك
تلعثم فارس قليلا :اه اه اختى ارجوك طمنى يازياد هى حالتها ايه
للاسف احب اقولك انها ……..
يتــــــبع
- لقراءة باقي حلقات الرواية أضغط على (رواية ليتني اعفو)