روايات

رواية لعنة الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم نور الشامي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية لعنة الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم نور الشامي

 

البارت التاسع

 

الفصل التاسع
لعنه الصعيد

كانت تقف عالية وسط العائلة متوترة، تضع يديها أمام صدرها كأنها تحاول أن تمنع قلبها من القفز من بين أضلاعها. نظراتها معلّقة بالباب، تنتظر… تدعو… تتشبث بأمل هش ثم انفتح الباب فجأة ودخل شهاب، وذراعه معلّقة على كتف أمين، يسنده ببطء. رأسه مائل قليلًا إلى الجهة اليسرى، والدماء الجافة تلطخ جبينه، بينما ملابسه ممزقة من أثر الحادث. وبمجرد أن وقعت عينا عالية عليه، شهقت بحرقة، وركضت إليه مردده:

شهاااب…. مالك انت كويس.. اي ال حوصلك

ثم ارتمت في حضنه وهي تبكي كأن دموعها كانت تنتظره منذ دهر وهتفت:

أنا كنت هموت من الخوف عليك… والله العظيم كنت هموت!
انت كويس.. اي دا كله.. تعالي انت لازم ترتاح

لف شهاب ذراعه اليسرى حولها دون كلام، وصمت قليلًا، كأن صدره يختزن ألف تنهيدة، ثم رفع عينيه نحو سعاد التي كانت تقترب منه ببطء وقلق:

شهاب… يا ابني انت كويس… الف سلامه عليك و

لم تنهي سعاد كلماتها حتي رفع شهاب يده فجأة ليوقفها، وصوته خرج منخفضا، لكنه حاد كالسكين:

متقربيش مني… أنا عرفت كل حاجه. حتى العلاج… كنتي بتحطيلي حاجه فيه، صوح؟

ارتبكت سعاد وتراجعت خطوة للوراء، لكنه أكمل بنفس النبرة:

مش هتكلم أكتر علشان أنا تربيت على إيدك… بس خلاص. انتي وكمال… هتسافروا من اهنيه ، ومش عايز أشوف وشكم تاني في البلد

شهقت سعاد وكأن أحدهم صفعها وقالت :

نسافر… نسافر فين عاد… شهاب اسمعني و

قاطعها شهاب بنظرة حادة، فعجزت عن النطق، بينما عالية كانت تحدق فيه غير مصدقة ثم قالت بغضب :

يعني إي؟! إزاي تسمحله يسافر؟! دا مجرم…. انت نسيت؟!

سكت شهاب و لم يرد، فقط أشار برأسه إلى أمين ليسنده نحو غرفته فتحرك الاثنان بصمت بينما عالية تحدق فيه كأنها تتلقى طعنة… لم تستطع كبح نفسها، فلحقت به ودخلت الغرفة بعده، وعيناها ممتلئتان بدموع الغضب والخذلان:

هو دا ال طلعت بيه في الآخر؟! إنت عايز تتخلص مني ولا إي بالظبط

جلس شهاب على حافة السرير، وعيناه لا تجرؤان على النظر في عينيها ثم هتف :

انا مستعد أعمل أي حاجه تطلبيها… أي حاجه علشان تسامحيني… لو جدرتي طبعا مع اني متاكد انك مستحيل تجدري…. وهنطلح

قالت وهي تبكي وصوتها خرج مختنقا :

دا ال فكرت فيه؟ بعد كل دا

ردد بهدوء كأن الألم قد خدره:

دا الصوح… انتي تستاهلي حد أحسن… مش واحد زيي

لم ترد، فقط استدارت خارجة، والدموع تنهمر على وجنتيها كالسكاكين، وأمين الذي كان واقفًا قرب الباب، ظل يتأمل الموقف ثم هز رأسه بضيق وقال:

كنت جولها إنك بتحبها وخلص نفسك من كل الهم دا… هتستني لامتي

رفع شهاب عينيه إليه، وصوته خرج متكسرا:

تبجى بجاحه مني بعد ال عملته فيها… أنا… أنا كنت سبب في كسرها… ال زيي يستاهل يموت اصلا.. ازاي هجولها اني بحبها بعد كل دا

وضع أمين يده على كتف صديقه، وقال بهدوء:

خلاص… بلاش كلام دلوجتي. ارتاح بس، وربك كبير.

ثم ساعده ليستلقي على الفراش، والظلال تتسلل إلى الغرفة، كأن الليل استقر في صدره، لا في السماء وبعد فتره في تلك الغرفة الخانقة، حيث ، وقف كمال، وعيناه مشتعلتان كأن فيهما نارا لا تنطفئ. يواجه يمنى، والغضب يتدفق من صوته كالسم:

أنا ملمستكيش! إزاي تجولي إني السبب في إنك حامل… انتي مش حامل

ابتسمت يمنى بسخرية باردة، ورفعت حاجبها بتهكّم، ثم رددت:

ومين جال إني ممكن أسمح لواحد مريض زيك إنه يقرب مني أصلا…. دا أكبر غلطة عملتها في حياتي إني اتخطبت لواحد زيك… أنا جولت كده علشان أكشفك… والحمد لله، اتكشفت

تقدم كمال نحوها بخطوات بطيئة، وابتسامة خبيثة ترتسم على وجهه، ثم مدد يده فجأة وسحبها من خصرها نحوه بعنف، وعيناه تلمعان بمكر:

بجد بتكرهيني؟ طب إي رأيك… علشان متطلعيش كدابة جدام أهلي… تبجي حامل بجد

شهقت يمنى، ودفعت صدره بقوة لتبعده عنها، ثم صفعته على وجهه بقوة جعلت رقبته تميل، وصاحت، ودموع الغضب تسبقها:

إنت إنسان حقير! ونهايتك مش هتبجى كويسة… صدجني! ربنا هيوريك ال عملته فيا وفي غيري

ثم فتحت الباب بعنف، وخرجت من الغرفة، وهي تلهث من التوتر والاشمئزاز ولم تمر لحظات، حتى دخلت سعاد الغرفة، ووجهها مشدود، وعيونها متسعة من الفزع، وما إن وقع بصرها على ابنها حتى صفعته على وجهه بقوة جعلته يتراجع خطوتين وصرخت:

هو إنت كنت بتديني بدل المنوم علاج يأذي أخوك؟! إنت ال عملتله الحادثة؟ كنت عايز تجتله؟

صرخ هو بدوره والغضب يتفجر من صدره:

وإنتي مالك؟! دا مش ابنك! وبعدين يستاهل

جاءتها الصدمة مضاعفة، فصفعته مرة أخرى، بقوة أكبر، ثم صاحت:

لع دا ابني… وأنا ال مربياه! وأنا كنت فاكرة إن ال بتدهوله منوم… مش حاجة تأذيه! إزاي تتجرا وتحاول تجتل أخوك؟! إنت إي… شيطان

أخذت تلعنه وتصرخ فيه، ثم أكملت بنبرة مملوءة بالندم والقهر:

انت هتسافر بكرة… وأنا هسافر معاك! هنخلص من كل دا… غلطتي إني دلعتك… غلطتي من الأول إني معرفتش اربيك صوح… ياريتك كنت طلعت زي شهاب

ثم استدارت وخرجت من الغرفة بخطوات ثابتة، بينما تجمد كمال مكانه، والغليان في صدره على وشك الانفجار. وادار عينيه في أنحاء الغرفة، ثم زمجر كالثور الهائج، ورفع الكرسي القريب منه، وألقاه بعنف نحو الحائط حتى تحطم، وصاح بأعلى صوته:

شهاب… والله ما أنا سايبك

وبعد عدت ساعات وقد أسدل الليل ستاره على البيت، وهدأت كل الأصوات، عدا أنفاس متقطعة هنا وهناك تخفي تحتها صدورا مثقلة بالوجع وفي غرفة شهاب، كان مستلقيا على الفراش منهك الجسد، شاحب الوجه، وجسده بالكاد يتحرك من الألم. وعلى الأريكة المقابلة، كانت عالية تجلس في صمت، ذراعاها ملتفتان حول نفسها، وعيناها لا تفارقان وجهه المرهق وفجأة، انتبهت عاليه لحركته.. ففتح عينيه ببطء، وتنهد بحرارة. لاحظت أن الرباط الذي كان يلف جرحه قد انفك، فقامت بسرعة واقتربت منه بلهفة مردده :

مالك؟! الرباط دا فك… استنى أربطه تاني

أخذت تعيد لف الشاش حول رأسه بحذر، خوفا من أن تؤلمه، ثم قالت برقة:

اكده أحسن… انا هروح اجيبلك عصير انت ماكلتش ولا شربت حاجه من امبارح

وقبل أن تقوم لتخرج من الغرفة، قال وهو يمسك يدها بلطف:

عالية… أنا آسف

تجمدت لحظة، ثم جلست بجواره من جديد، ودموعها تنزل دون إذن وهتفت:

طب… افترض إني سامحتك. تفتكر فيه أمل نرجع نكون مع بعض؟

سكت شهاب وظلت عيناها تبحثان عن إجابة في صمته، ثم قالت، بصوت متهدج:

رد عليا بالله عليك… مرة واحدة في حياتك، رد بصراحة

ظل الصمت مخيما فـ انتفضت واقفة، والدموع تملأ وجهها:

انا مش جادرة… مش جادرة أتحمل سكوتك! ليه سايبني أتعذب اكده

استدارت نحو الباب، وقبل أن تمسك المقبض، سمعته ينطق بصوت مبحوح، ولهفة تسكن نبرته:

أنا بحبك

توقفت عاليه ثم استدارت بسرعة، وركضت إليه كأنها تلحق بأمل كاد أن يضيع منها، واحتضنته بقوة وهي تبكي:

والله وأنا كمان بحبك جوي! أنا سامحتك يا شهاب، بس اوعدني…ا وعدني تبعد عن أخوك خالص، ونعيش سوا… نكون أسرة

توقفت لحظة، وهمت بأن تخبره بحملها، لكن صوتا عنيفا شق سكون البيت كان صراخا مدويا جعل قلبيهما يسقطان في اللحظة ذاتها. تبادلا نظرة رعب، ثم نهضا بسرعة، وركضا خارج الغرفة. وفي الردهة، كانت نريمان ملقاة على الأرض، ودماء غزيرة تنزف من رأسها، وعيناها بالكاد تفتحان. فـ اقترب شهاب منها، وارتمى على ركبتيه:

نريمان إي ال حوصل… مالك انتي كويسه.. استني انا هطلب الحكيم

همست نريمان بصوت خافت متقطع:

إلحق… كمال… خد يمني

وفجأة، ظهر أمين عند الباب، وما إن رأى نريمان على الأرض حتى صرخ، وارتمى بجوارها:

نريمان… مالك يا جلبي ؟! مين عمل فيكي اكده

لم يكن لدى شهاب وقت للصدمة، فركض نحو الحديقة بعد أن لمح شيئا يتحرك في الخارج. وعندما خرج، سمع صوت صراخ عالية، صادرا من داخل سيارة تتحرك بسرعة وصوت صراخ:

شهاااااب

ركض شهاب نحو السيارة بكل ما أوتي من قوة، لكنها كانت تبتعد فـ اقترب منه أحد الحراس وهو يصيح:

يا بيه! كمال خد عالية والمدام يمنى معاه… ركبهم العربية بالعافية ومشي

وقف شهاب متصلبا في مكانه، وأنفاسه تتحول إلى لهاث مفترس وعيناه تكادان تشتعلان من الغضب، ويداه ترتعشان فهمس بين أسنانه، بصوت خفيض… لكنه قاتل:

لو جرالهم حاجة… هجتلك يا كمال.. جسما بالله لـ هجتلك و

لم ينهي شهاب كلماته حتي تفاجئ عندما وجد سياره الشرطي ونزل منها احدي الظباط مرددا:

شهاب… انت مطلوب القبض عليك… عاليه اعترفت انك انت ال جتلت عادل يوم الفرح

نظر شهاب اليه بصدمه وفجاه و

توقعاتكم ورايكم وان شاء الله هنزل الخاتمه في اسرع وقت علشان مقدرتش انزل دلوقتي بسبب مشكله البيدج.. عايزه رايكم وتوقعاتكم وياتري اي ال هيحصل في الخاتمه رايكم وتفاعل

 

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى