روايات

رواية لعبة القدر الفصل الخامس 5 بقلم يمنى محمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية لعبة القدر الفصل الخامس 5 بقلم يمنى محمد

 

 

البارت الخامس

 

 

خرجت من البيت وانا رايحة للمكان اللي الشخص قالي عليه وحرفيا متلخبطة، قلبي بيرقص زي طبلة، ودماغي بتولّع، وانا ماسكة الموبايل جالي إشعار من رفم غريب
الكلام اللي في الموبايل كان مسمّرني:
“لو ما بعدتيش عن ياسر.. الصور هتنزل.”
ما كنتش عارفة أروح فين ولا أعمل إيه، رجلي ساقتني للمحطة من غير ما أفكّر. كنت عايزة أتنفس، أهرب من الدوشة اللي في دماغي.
وقفت عند سور قديم، ماسكة الموبايل وبكتب له رسالة:
“يا ياسر، أنت السبب في كل ده.. أنا مش هسيبك تدمّرني.”
وفجأة، حسّيت بإيد تقيلة على كتفي وصوت واطي وخشن:
تعالي معانا شوية يا قمر.
التفت بسرعة، لقيت اتنين رجالة، وشهم مش مريح، والريحة طالعة منهم زفرة، ماسكين دراعي.
قلت لهم وأنا بخبط فيهم:
إنتوا مين؟! سيبوني!
واحد منهم ضحك وقال:
هنروح مع بعض مشوار صغير ورا مصنع الكراسي بس.. وهترجعي زي القمر ومبسوطة من اللي هنعملوه معاكي يا مُزة
صرخت، وحاولت أجري، بس إيدين تقيلة شدتني ناحية عربية سودا مركونة.
قلبي كان هيقف..
“يا رب.. أنا هضيع!”
وفي ثانية، حسّيت بحد بيشدني من الناحية التانية، وصوت رجولي جامد بيدوي:
سيبوا البنت يا ولاد الكلب!
التفت لقيت شاب طويل، جسمه رياضي، عروقه نافرة من الغضب. مسك واحد منهم ورماه في الأرض زي كيس بطاطس، والتاني جري بسرعة ورمى نفسه جوه العربية اللي جريت من غير ما تبص وراها.
وقعت على الأرض، ركبتي اتخبطت والدم نزل، والوجع قطع نفسي.
الشاب جري ناحيتي، مسك إيدي وقال بهدوء فيه رجولة:
إنتي كويسة؟
بصيت له ودموعي نازلة:
أنا… أنا مش عارفة إيه اللي بيحصل!
قاللي:
قومي، المكان هنا خطر.

مشيت معاه لحد قهوة صغيرة على أول الشارع، قعدني على كرسي بلاستيك وقال للقهوجي:
هات ميه بسرعة.
بصيت له وأنا رجلي بتترعش:
إنت مين؟
ابتسم ابتسامة خفيفة وقال:
واحد معدّي، شاف مصيبة قدامه وما قدرش يسكت.
يعني إنت متعرفنيش؟
لأ.
ومتعرفش الرجالة دول؟
لأ.
كان صادق.. مفيش في عينه أي غش. قلبي كان بيدق بجنون، مش عشان خوف.. لأ، عشان إحساس غريب بالراحة بعد ما كل الدنيا كانت خنقاني.
قاللي:
إنتي عايزة تاخدي تاكسي وتروحي؟ ولا أوصلك؟
هزّيت دماغي:
لأ، أنا تمام.. شكراً.
وقف، بصلي نظرة كلها جدعنة وقال:
خلي بالك من نفسك يا بنت الناس.. الدنيا بقت وحوش.
ومشي.. سابني وقلبه كبير زي البحر، ومطلعش عايز مني حاجة، ولا حتى يعرف اسمي.

رجعت البيت، هدومي مبهدلة، وركبتي فيها جرح، وأمي أول ما شافتني قالت بقلق:
إيه ده يا منى؟ رجلك مالها؟
ضحكت بالعافية وقلت:
وقعت يا ماما، مفيش حاجة.
دخلت أوضتي وقفلت الباب.. رميت نفسي على السرير، ولسه بفتّح الموبايل لقيت رسالة جديدة من نفس الرقم اللي هددني:
“ما قولتش إننا هنهزر معاكِ يا منى. المرة دي نجوتي.. المرة الجاية مش هتلحقي تصرخي.”
ساعتها فهمت.. الرجالة دول من طرف مين؟!
من طرف خطيبة ياسر!
البنت اللي بعتالي الصور قبل كده هي اللي بعتهُم يخلصوا عليا قبل الفرح.

وأنا لسه مصدومة من الرسالة، صوت أمي جالي من ورا الباب وهي فرحانة:
يا منى! قومي يا عروسة.. العريس اللي اتكلمنا عليه جاي بعد بكرا، وأبوك قال كلمته ووافق.
وقفت قدام المراية، دموعي نازلة، وبطني صغيرة لسه، بس كل يوم بتكبر.
“أنا هقول لهم إيه؟! هقول لهم أنا مبقتش بنت بنوت؟! هقول لهم شرفي ضاع وحامل؟!”
بمسك بطني وأعيط.. مش عارفة أعمل إيه.
الندم كان بيقطعني:
يا رب.. ليه سلّمت له نفسي؟ ليه صدّقت كلامه؟ ليه ضيعت حياتي عشان واحد واطي بيلعب بديله؟!
وفي اللحظة دي، جالي إشعار من الموبايل.. رقم جديد، وجملة واحدة:
“لسه اللي جاي أكبر يا منى، لو مبعدتيش عن خطيبي، المرة الجاية مش هتتأذي انت بس، شرف أسرتك كلها هيكون على سيرة كل لسان، ومتنسيش تعرفيني الجنين بنت ولا ولد!”
دي عرفت كمان إني حامل! يعني مش هتقول بس شرفي ضاع، هتقول إني حامل ف
ي الحرام! يا رب انا غلطت انا مش عارفة أعمل إيه ساعدني يا رب!

 

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *