رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الثاني 2 بقلم أميرة أحمد - The Last Line
روايات

رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الثاني 2 بقلم أميرة أحمد

رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الثاني 2 بقلم أميرة أحمد

 

 

البارت الثاني

 

دخلت نور الي غرفتها بعد ان انصرف يوسف…. وجدت زياد يجلس يقرأ كتاب على ذلك المقعد بجوار السرير… تنحنحت وقالت: زياد… ممكن أتكلم معاك شوية؟

رفع عينيه من الكتاب بابتسامة وخلع نظاراته الطبية ووضعها فوق الكتاب وقال: ادخلي يا نور واقفلي الباب.

جلست امامه على السرير، نظرت له في عينيه وقالت: شكرا يا زياد إنك رفضت.

امسك يديها بين راحتيه وقبلها وهو يقول: انا مش هوافق على حاجة تضايقك ابدا يا نور… انا وجعتك كتير اوي زمان ومش هاعمل كده تاني …. رغم ان بصراحة يوسف صعبان عليا.

قالت بضيق: البنات في الدنيا كتير..

همس لها بنفس الابتسامة: بس انا عارف كويس معني انه يكون شايف ست واحدة عنده بالدنيا كلها يا نور قلبي.

همست له في دلال: زياد… وبعدين معاك..

اقترب منها وجلس الي جوارها: نور …. قولتلك قبل كده مش هاخلي حاجة في الدنيا كلها تضايقك… واعتقد اني وفيت بوعدي السنين دي كلها…. انا سيبتلك تربية الاولاد علشان انا واثق أنك هتخليهم حاجة عظيمة. وفعلا طلعوا أحسن ناس في الدنيا…. بس مش هاسمح ان حد يكسر قلبك حتى لو كان ابنك.

همست له بعينين دامعتين: ربنا يجبر بخاطرك يا حبيبي.

ضمها إلى صدره وهو يهمس: ربنا يخليكي ليا… يا قلبي.

ضحكت بين ذراعيه: زياد هو انت كل ما بتكبر كلامك بيحلو.

ابتسم وهو يضع قبلة علي شفتيها: قولتلك قبل كده كل اما بتحلوي اكتر بتغريني أقول كلام حلو اكتر.

همست له: كبرنا يا زياد…. والمرة دي بجد.

ضحك وهو يقول: قولتلك قبل كده هتفضلي دايما في عيني بنت الجيران الصغيرة اللي هاموت وتبص ناحيتي بس و باحلم كل ليلة باليوم اللي هاتكون فيه بين ايديا.

ابتسمت بعينين لامعتين: حققت حلمك من 26 سنة يا زياد.

مرر يديه بين خصلات شعرها الرمادي ورفع حاجبه وقال: هو كان حلمي لوحدي يا نور؟ نسيتي الجوابات؟!.

ضحكت وهي تمرر أصابع يديها بين شعيرات لحيته: انت عمري كله يا زياد….. مش بس حلم.

وضع قبلة بين شفتيها وهو يهمس: انتي قولتيلي قفلتي الباب.

قهقهت وهي تبتعد عنه: اعقل يا زياد الولاد بره…

فأردف: يالهوي على الضحكة دي… بتوقف قلبي كل ما بسمعها.

قالت بدلال: سلامتك قلبك يا حبيبي….. بس …..تفتكر يوسف بيحب البنت دي بجد؟

سرح قليلا ثم قال: أكيد… هو اتربي في بيت عارف فيه معني الحب كويس اوي…. فمعتقدش انه هيبقي عنده الجرأة ييجي يقولي انه عاوز يتجوزها الا لو فعلا بيحبها.

ضحكت وقالت: اللي انا متأكده منه ان أكيد هي بتحب أبني… انا ابني يتحب.

– طبعا يا حبيبتي…. كفايه انه ابنك.

– يوسف يتحب علشان شبهك… فيه كتير منك على فكرة….. سرحت قليلا ثم أردفت: لو كانت أي واحدة تانية كنت روحت خطبتهاله وانا فرحانة بس ملقاش في الدنيا دي كلها غير بنتها…. أنت وابنك مصممين تتعبوا قلبي.

– بعد الشر على قلبك.

————————————–

دخل يوسف إلي المنزل وهو محمل بالهموم والأفكار تعصف برأسه… دخل غرفة حياة أخته وجدها تجلس تشاهد فيلم علي الحاسوب الخاص بها…. هتف في ضيق: تعرفي هما فين؟

نظرت له حياة بوجهها البشوش وقالت: انت عملت ايه؟؟ بعد ما انت نزلت ماما فضلت تتخانق و تزعق علي أي حاجة.. شوية تقول البيت مش مترتب.. وانتوا عايشين زي البهايم… و بابا في الاوضة من ساعة ما انت دخلتله المكتب و بعدين ماما دخلت قعدت معاه شوية … بس اظن ماما في المطبخ دلوقتي.

ضحك يوسف: حبيبتي يا رويتر.

عقدت حاجبيها وقالت: انت تعمل المصيبة و انا أخد نصيبي من التهزيء و أني هاتجوز ازاي و انا مش متحملة حتي مسؤولية نفسي… و الكلام اللي انت حافظه ده.

اقترب منها وقبل يوسف رأسها: حقك عليا.

نظرت له بتفحص وقالت: مالك يا يوسف؟ مش علي طبيعتك…. هو ايه حصل بينك و بين بابا؟

تجهم وجه يوسف من جديد: بابا موافقش أنى اخطب لارا…. علشان مامتها.. مش عارف في ايه بينهم ومش راضي يقولي..

نظرت له نظرة المحقق كونان وقالت: الموضوع ده فيه ماما مش بابا.

تعجب من كلامها وتسأل: يعني ايه يا فلحوصه؟

وضعت سبابتها على رأسها: يعني ماما هي اللي في بينها حاجة و بين مامتها… انت عارف بابا حبيبي مش بتاع مشاكل…. بصراحة ولا ماما… بس ممكن تكون غيرة ستات او حاجة كده.

يوسف: وتفتكري لو في غيرة بابا هيرفض الجوازة علشان كده؟

حياة: امال ايه يا ناصح؟

زفر يوسف زفرة حارة: مش عارف، بس انا مش هاستسلم.

قالت حياة: انا هحاول اقرر ماما بس لو اتخانقت معايا ابقي دافع عني.

هم يوسف بالخروج من غرفتها: متقرريش حد… انا هاعرف بطريقتي.

استوقفته حياة : استني بس يا يوسف… مش هتتغدي… اجيبلك أكل في اوضتك؟

ربت علي كتفها: لا يا حبيبتي مليش نفس.

انصرف يوسف إلي غرفته….. وخرجت حياة إلي والدتها في المطبخ بوجه عابس.. جلست علي مقعد امام الطاولة الموضوعة في منتصف المطبخ بينما انشغلت نور ببعض الاعمال في المطبخ، ما ان رأتها نور هتفت: أخيرا خرجتي من اوضتك يا دكتورة؟

قالت بنفس العبوس و باقتضاب: اه يا ماما.

حاولت نور ترسم ملامح الغضب على وجهها وقال بحدة: اخوكي جه من بره؟

حياة بعدم اهتمام: في اوضته يا ماما.

نور: روحي شوفيه لو عايز ياكل.

حياة: قولتله يا ماما و مش عايز ياكل.

زفرت نور في ضيق: استغفر الله العظيم.

تكلمت حياة في حدة: ماما هو من حقه يختار يعيش مع مين وانتوا على الأقل تدولوا سبب لرفضكوا ده.

دخل زياد عليهم… نظر إلي حياة بغضب وصاح بحدة: انتي بتتكلمي مع ماما كده ليه؟

تمتمت حياة: بابا انا اسفة.. بس انا مضايقة.

تجاهلها زياد و اقترب من نور و همس لها: بتعملي ايه؟

لايزال يعتري ملامحها الضيق لكنها أجابت بهدوء: رز باللبن.

همس لها: اول مرة اشوف مهلبية بتعمل رز باللبن.
ضحكت نور
صاحت حياة: جماعة بجد حرام عليكوا…. الواد هيموت نفسوا جوه وانتوا بتحبوا في بعض هنا.

نظر لها زياد بابتسامة: عاوزة ايه يا حياة قلب بابا…. مش عاوزاني ادلع ماما شوية بعد اللي اخوكي عمله؟

ردت حياة في حدة: بابا هو عمل ايه؟ بيحب بنت وعاوز يتجوزها…. ايه غلط في كده؟

رد زياد في هدوء: اختياره مش مناسب… هيهد عيلتين …. اقترب منها وضمها إلى صدره: انتي عارفة يا حياة انتوا أهم ناس عندي في الدنيا و سعادتكوا مهمة بالنسبالي… مش هوافق علي حاجة تهد سعادة بيتنا.

انصرفت حياة وهي غير مقتنعة بكلمات زياد وعادة إلي غرفتها… جلس زياد علي المقعد المقابل لنور وضع رأسه بين راحتيه و همس: مكنتش اعرف ان غلطة واحدة في الماضي هتفضل تطاردني العمر كله.

اقتربت منه نور وربتت على كتفه: بكرة ينسي يا حبيبي.

نظر لها في ضعف: انا أكتر واحد عارف انه لو بيحبها بجد مش هينسي ابدا.

—————————————————–

جلس الجميع في إحدى الكافيهات للاحتفال بعيد ميلاد جميلة…. كان الجميع في انتظارها فأطلت عليهم ترتدي بلوزة من المخمل باللون الأزرق الداكن و بنطلون اسود اللون اظهر جسدها المتناسق و رفعت شعرها إلي أعلي في دائرة تشبه الأناناس…. ملامحها هادئة… وجنتين مكتظتين وعينات لوزيتان بلون البندق و شفاه بلون الكريز….. ابتسمت حين وقعت عيناها عليه… لوحت بيديها في الهواء تسلم علي الجميع، لكنها اقتربت منه و مدت يديها إليه لتصافحه و هي تنظر لعينيه و همست: انا مبسوطة اوي انك جيت يا مالك.

ابتسم لها مالك ولم يعقب، بل سحب مقعده في هدوء وجلس إلي جوار يوسف.

تنهدت بألم وجلست إلي جواره بصمت، بينما الجميع يهنئونها بعيد ميلادها، همس لها مالك: كل سنة و انتي جميلة يا جميلة.

اتسعت ابتسامتها وهتفت: وانت طيب يا مالك.

مال عليه يوسف الجالس إلي جواره و همس بصوت منخفض: هو ايه العلبة الحمرا اللي في جيبك دي يا مالك؟

ارتبك مالك وقال بصوت متوتر: دي هدية جميلة.

ابتسم يوسف بخبث: واشمعني انت اللي جبتلها هدية …… و الله بتحبها يا واطي.

قاطعه مالك بحدة: لأ مبحبهاش…. ثم أردف بتوتر: لو الهدية اللي هتفهما أني بحبها مش هاديهالها.

نظر له يوسف بتمعن: أديهالها يا مالك…. بس بطل تكابر واعترف لنفسك و ليها انك بتحبها.

زفر مالك في ضيق: قولتلك مش حاسس ناحيتها بحاجة….. المهم قولي انت عملت ايه مع باباك؟

تنهد يوسف بضيق: بابا مش موافق.

تعجب مالك: انا مش قادر اصدق ان جدتك وجدتها اخوات ومتعرفوش بعض غير من الجامعة و متعرفوش أصلا انكوا قرايب…. وليه باباك مش موافق أصلا.

يوسف: مش قادر أفهم في ايه بين بابا ومامتها…. ومحدش راضي يقولي ايه هي … ماما فجأة وشها قلب و تقولي بنت سارة لأ…. كأن كان في حاجة قديمة بينهم.

مالك: طيب ما تسأل صاحب باباك … مش انت بتقول زي الاخوات ويعرفوا بعض من زمان… يبقي أكيد يعرف كل حاجة و ممكن يساعدك.

قاطعهم شادي الذي أقترب منهم بوجه عابس، جذب مقعد وجلس في المنتصف بين يوسف و مالك و قال بضيق: انتوا ازاي محدش فيكوا يقولي ان حنين جاية…. عاجبكوا شكلنا كده؟

يوسف: احنا مكناش نعرف انها جاية… بس عادي يعني اكيد هتتقابلوا.

تألم شادي و هو يقول: انا باموت كل اما اشوف دبلة الزفت ده في ايديها…. وهي مبسوطة و بتضحك…. ببساطة كده نسيت كل حاجة بينا.

مالك: لازم تقتنع يا شادي أنها خلاص مبقيتش ليك، ولازم تعرف تتعامل معاها…. مش هينفع كل اما تشوفها متتكلموش وكل واحد يبص في حتة و يقلب وشه.

يوسف: مالك عنده حق… أصل أكيد هتتقابلوا يعني في أي مكان.

شادي: انا مش عايز اتعامل معاها زي الاصحاب وانا بحبها.

يوسف: لو كانت بتحبك زي ما بتحبها مكنتش اتخطبت لواحد تاني.

مالك: متلومش عليها يا يوسف وهو قالها مش هيتجوزها…. هي من حقها تكون ليها بيت و أولاد.

اعتري الضيق ملامح شادي أكثر وهتف: و هو يعني لو ظروفي مش مظبوطة و مش هاقدر نتجوز دلوقتي يبقي نسيب بعض.

يوسف: خلاص يا شادي انساها بقي وعيش حياتك.

انصرف شادي ولايزال على هذه الحالة من الضيق بينما حنين كانت رغم انها تحاول ان تظهر بمظهر المنشغلة بالحديث مع صديقاتها، الا انها بين الحين و الأخر تختلس النظر إلي شادي بعينين مرتعدتان.

مالت لارا علي يوسف وهمست: انا فكرت في فكرة هتخلي أهلنا يوافقوا اننا نتجوز.

ابتسم يوسف: ايه هي يا حبيبتي؟

قالت لارا بتردد؛ هنقولهم اني حامل.

صاح يوسف: ايه؟! انتي اتجننتي…. عاوزة تلبسيني مصيبة…. هو انا لمستك و لا جيت جنبك

قطبت لارا جبينها: انا لسة شايفاها في فيلم قبل ما انزل.

ضحك يوسف: فيلم ايه بس يا حبيبتي…. انتي فاهمة دي سمعتك … بعدين لو مامتك صدقتك اهلي مش هيصدقوا… و لو صدقوا هتبقي مشكلة اكبر لانهم هيعندوا…. بطلي عبط يا بيبي.

هتفت لارا في براءة وهي تضع يدعا على خدها: ماهي نفعت في الفيلم يا حبيبي … خلينا نجرب.

ضحك وهو ينظر اليها بكل حب: براءتك دي هاوديكي في داهية يا حبيبتي.

عقدت حاجبيها وقالت بغضب مفتعل: مش باحاول اشوف حل….. انا حاولت أجس نبض ماما كده اقولها انك عايز تيجي تخطبني بي قالتلي حاجة غريبة اوي.

تغيرت ملامحه إلي الجمود و صاح: بدل ما تقوليلي خطط الكلام المهم ده عمالة تقولي في خطط هبلة… انطقي…. قالتلك ايه … يمكن يوصلنا للسبب.

ترقرقت الدموع في عينيها وهمست: قالتلي لو بابا كان هنا عمره ما كان هيوافق ابدا…. وانا احتراما ليه مش هوافق.

سقطت دمعة من عينيها، سارعت بمحوها بكفها وأردفت: بس بابا الله يرحمه لو كان عايش كان هيختار سعادتي… بابا عمره ما كان هيزعلني.

ربت يوسف علي كتفها بحنان… مرر يديه عبر ظهرها محاولا مواساتها وهمس: ربنا يرحمه.

صمت قليلا يستوعب كلماتها ثم هتف كمن وجد حل للغز: باباكي مكنش هيوافق…. و بابا قالي انا مش هاكسر قلب امك….. ده معناه ان في حاجة بين ابويا و أمك.

صاحت لارا في ضيق: احترم نفسك.

ضحك وهو ينظر لها: انا مقصدش حاجة وحشة والله…. بس فكري فيها بالعقل.. مامتك بتقولك باباكي مكنش هيوافق وبابا بيقولي مامتك هتزعل يبقي هما بينهم حاجة …. يمكن مثلا كانوا بيحبوا بعض زمان…. او كانوا مخطوبين صالونات … أي حاجة من بتاعت زمان دي.

نظرت له بتمعن: تفتكر؟

قال بغموض: بكرة هحاول اعرف كل حاجة

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *