رواية كرهتهم واحببتك الفصل الرابع 4 بقلم همس كاتبة
رواية كرهتهم واحببتك الفصل الرابع 4 بقلم همس كاتبة
البارت الرابع
كَرهتهم و أحببتُك
بارت 4
( مواساة مجهولة )
وصلتني رسالة واتساب من رقم مش متسجل عندي محتواها
” شعرك حلو اوي ، بس بالطرحة احسن حتى لو بالضلمة ، و بالنقاب احسن و احسن ”
حسيت جسمي قشعر ، بعتله رسالة ” مين ؟ ”
و لبست الاسدال و خرجت للبلكونة ابص حواليا لو في حد ، بس ما فيش ، السكون كان رهيب مفيش غير صوت المطر
فتحت الموبايل لقيته بعتلي رساله
” مش مهم انا مين ، اعتبريني نور القنديل الخفيف الي بيواسي ضلمتك ، و ادخلي جوة لحسن تاخدي برد ”
ابتسمت ، حسيت فعلا اني محتاجة حد يواسيني ، محتاجة حد ينصحني من غير ما يجبرني على حاجة انا مش عايزاها
تاني يوم نزلت بدري انا و و عد عشان نروح الجامعة
وعد : ليل عايزة اقولك على حاجة ، بس خايفة تزعلي
ليل : قولي يا بنتي مش هزعل ، هو في حاجة تزعل و ما حصلتش معايا
وعد : ما المرادي اعتقد هتتدايقي اكتر
ليل : في ايه يا وعد اتكلمي
وعد : في واحد متقدملك ، سمعت ماما و خالي بيتكلمو
وقفت في نص الطريق متجمدة و بصتلها و انا مرعوبة
ليل : ايييه ؟! ازاي ، بابا موافق ؟!
وعد : ما هنا الكارثة ، باباكي ادى كلمة للراجل ده معدي ال 60 سنة و متجوز ثلاثة
ليل : يا انهار اسود ، مستحيل ، مش هتجوزه مستحيل اوافق
وعد : ماما برضو قالت كدة و وقفتله و قالت مش هتسمحله يغصبك المرادي ، و انتي خليكي قوية و اثبتي على رأيك ، الزمن اتطور و دلوقتي لو رحتي لاي حد هيساعدك
********************
بعد ما الدنيا ضلمت و بقت الساعة 2 الصبح ، خرجت للبلكونة و انا كل هموم الدنيا متراكمة على قلبي
قعدت و ضميت رجليا لصدري و خبيت وشي
بدأت اعيط ، معرفش قد ايه عيطت ، فكرت بحياتي كلها ، ليه شخصيتي ضعيفة كدة ؟ لازم اقف بوش بابا و مش هقبل اتجوز غصب عني تاني ، بدأت افكر اني لازم اروح لدكتورة نفسية ، انا ليه على طول خايفة و مرعوبة من الي حواليا ، لازم افك عقدتي و اخلص من صدمات الطفولة الي دمرتني
قاطع تفكيري صوت رسالة واتساب من نفس الشخص المجهول محتواها
” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”
قريتها و انا عنيا مليانة دموع ، صرت اعيط اكتر ، حسيت ان ربنا بيطبطب على جرحي ، كأن الرسالة دي وصلتني من سابع سما ، رفعت ايديا و بدأت ادعي ربنا يخفف عني و يطمن قلبي
وصلتني رسالة تانية
” اقري سورة مريم ، هتخفف عليكي حزنك ”
ابتسمت لا اراديا ، حسيت صدري انشرح ، و قمت جبت المصحف و بدأت اقرأ بتجويد و كل ما اقرأ دموعي تنزل اكتر
وصلت للآية 23
“فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا”
جسمي اترعش ، ما قدرتش امسك نفسي اكتر و بقيت اعيط بصوت عالي جدا ، الاية دي لامست قلبي بطريقة عظيمة
فجأة سمعت صوت قرآن من الجامع الي جنبنا بيقرأ من الاية 24 من سورة مريم ” فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ” و كمل لاخر السورة
استغربت جدا و بدأت ابص حواليا ، هو مين الي بيراقبني ؟ مين ده الي شايفني و انا مش شايفاه ؟! و ازاي قدر يوصل لسماعات الجامع ؟!
معقولة اكون بتخيل ؟!
بعتت رسالة للرقم ” انت مين ؟ ”
رد عليا بسرعة ” قولتلك انا نور القنديل الي بيواسي ضلمتك ”
ابتسمت و كتبت ” انا بتكلم بجد ، انت مين ؟ و ليه بتراقبني ؟ ”
رد ” مش براقبك ، انتي الي بتطلعيلي صدفة ، و انا مش مستحمل اشوف دموعك و ما اعملش حاجة ”
لاول مرة احس ان في حد مهتم جدا لأمري ، في حد شايف ان دموعي غالية و مش لازم تنزل ، و الحد ده غريب لا هو امي و لا ابويا ، احساس صعب ، انا وحيدة و حاسة باليتم ، مع ان بابا و ماما عايشين ، بس حياتهم مش مستحملة وجودي
اتخنقت من صوت افكاري بعتله ” مخنوقة اوي”
رد عليا بالاية ” وَاصبِر فَإِنَّ اللَّـهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ”
و بعت رسالة بعدها بيقول ” سلمي امرك لله يا ليل ، و ادعي ربنا وحده جبار الخواطر ”
رديت ” و نعم بالله ، بس انت عرفت اسمي منين ؟ ”
رد ” مش مهم ، الوقت اتأخر و الجو سقعة ، ادخلي صلي الفجر و نامي ”
مش عارفة ليه ابتسمت و قمت ، دخلت و فردت سجادة الصلاة و بدأت اصلي و ادعي ربنا يهديني و يخفف عني
******************
صحيت الصبح و انا عندي طاقة غريبة ، كمية راحة عمري ما حسيتها
فتحت الدولاب و طلعت النقاب و العباية ، لبسته و بصيت لنفسي بالمراية ، قد ايه الشعور جميل ، حسيت نفسي انسانة تانية ، تخيلت نفسي حورية من حوريات الجنة
دخلت عمتي شروق و شهقت
شروق : ايه ده يا بت ؟! انتي هتلبسي النقاب ؟
ليل : ايوة ، ايه رأيك ؟
شروق : تجنني يا حببتي ، و الله قمر ، ايوة كدة اسعي عشان ترضي ربنا ، و الله لايق عليكي يا حببتي
فرحت اوي و حضنتها ، اول مرة احس بالسعادة دي ، كنت مبسوطة و حاسة اني خفيفة اوي
نزلت و رحت للجامعة ، حسيت بكمية امان رهيبة ، محدش بيبصلي بنظرات غريبة بالعكس كل النظرات فيها احترام ، كل البنات صحابي بيباركولي و بيمدحو بشكلي
اول ما دخلت المحاضرة وصلتني رسالة
” مش قولتلك النقاب احسن ، شكلك حلو اوي”
ضحكت من قلبي و كتبتله ” شكرا ، انت الي شجعتني البسه ”
بعتلي رسالة ” طب على كدة في درس تفسير للقرآن في الجامع الي جنب بيتكم ، كل يوم الساعة 5 ، لو عندك وقت روحي احضريه هتستفيدي ”
قرأت الرسالة و اتحمست جدا ، انا فعلا محتاجة اتقرب من ربنا اكتر ، احساس الراحة الي حسيته بعد ما لبست النقاب عمري ما حسيته قبل كدة ، خصوصا اني اتحجبت و انا صغيرة و كان الهدف اني احمي نفسي مش عشان اتقرب من ربنا ، بس النقاب كان عن قناعة تامة ان ده هيرضي رب العالمين
رديت ” اكيد هحضر ، و بشكرك مرة تانية ”
************************
رحت الدرس و قعدت باول صف و بدأت اسمع للشرح بتركيز و انا مستمتعة جدا و متحمسة افهم اكتر ، استغربت ان الحلقة كانت عن الحجاب و اللبس الشرعي ، كأنهم عارفين اني لابسة النقاب جديد
لما خرجت بدأت افكر بكلام الاستاذة عن الحجاب ، احنا صحيح بنلبسه عشان هو فرض من عند ربنا ، بس بنفس الوقت ربنا لما فرضه كان لحمايتنا ، هيا قالت ان الحجاب مش بس غطا ، هو رمز للحياء و الطهارة و الالتزام
ربنا سبحانه و تعالى امرنا بالستر عشان اللي في قلوبهم مرض ما يطمعوش في زينة النساء، وده كله لسلامتنا ولراحة قلوبنا
كلامها اثر فيا جدا ، ربطت الي حصل معايا زمان بكلامها ، انا لبست الطرحة و انا عندي 11 سنة عشان خوفت من نظرات الناس ليا ، تجربتي خلتني اكون مقتنعة مية بالمية ان الستر ده اتفرض عشان يحمي الست من شهوات الرجالة
*************************
مرت الايام و خلصت الترم التاني ، كنت ملتزمة بالدروس الدينية و بحضر كل يوم
اتقربت من ربنا اكتر و اكتر و بقيت ملتزمة بمعنى الكلمة ، احساس الراحة و الامان بالفترة دي عمري كله ما حسيت بيه ، حفظت سورة البقرة كاملة و بقيت بصوم كل اتنين و خميس و التزمت بالصلاة و قيام الليل ، بقيت انسانة تانية تماما
بيوم دخلت عمتي شروق الاوضة
شروق : ليل حبيبتي ، جاية اتكلم معاكي بموضوع
ليل : اتكلمي يا طنط
شروق : انتي عارفة اني تخانقت مع باباكي عشان العريس الي اتقدملك من فترة و هو اضطر يرفض بسببي ، و انا و هو قاطعنا بعض من ساعتها ، بس النهاردة اتقابلنا في بيت جدك و اتصالحنا
بلعت ريقي و توترت
ليل : قصدك اني لازم ارجع لبابا ؟
شروق : لا يحببتي مش ده الي عايزة اقوله
ليل : اومال ايه ؟
شروق : بصراحة ، في عريس متقدملك ، بس المرادي طلبك مني مش من باباكي
ليل : بس انا مش عايزة اتجوز يا عمتو
شروق : اسمعيني للاخر يحببتي ، العريس ده شب محترم جدا و متدين ، مش زي ما انتي فاكرة ، انا عارفة مشكلتك يا حببتي ، انتي كنتي فاكرة ان كل الرجالة واحد و كلهم مؤذيين ، بس الحقيقة غير كدة خالص ، انتي دلوقتي اتغيرتي و بقيتي فاهمة بالدين اكتر و اكيد عرفتي ان الراجل الي يعرف ربنا كويس مستحيل يأذيكي
ليل : يا عمتو ، انا فعلا اتغيرت و فهمت الدنيا ماشية ازاي ، بس انا مش مستعدة ارتبط دلوقتي ، مش جاهزة لتجربة جديدة عليا ، انا دلوقتي مرتاحة و مبسوطة بحياتي ، مش عايزة اتوجع زي زمان
شروق : صدقيني العريس ده مش هتلاقي زيه ، ده متعلم و متدين و محترم جدا ، طلبك مني مخصوص عشان عارف باباكي كويس ممكن يجبرك على الجوازة ، هو قالي انا عايزة رأيها هيا بقناعتها التامة و بدون ضغط من حد ، ده خايف عليكي من اهلك يا بت
استغربت جدا من كلام عمتي ، ايه ده ؟ هو يعرفني منين عشان يقول كدة ؟! معقولة يكون القنديل ؟ ايوة انا كدة مسمياه عندي ، معقول هو ؟
ليل : مين العريس ؟
شروق : مفاجأة ، انتي وافقي تقابليه و هتعرفي مين ؟
احترت و بقى عندي فضول رهيب عايزة اعرف مين هو
ليل : ماشي هقابله
************************
باليل جيه العريس و اهله ، استقبلتهم عمتي في بيتها و انا جهزت مستنياها تديني اشارة ادخل
وعد : يا بنتي دي شوفة شرعية يعني لازم يشوف وشك
ليل : لا ، مش هدخل غير بالنقاب
وعد : اممم ، بس واضح انه يعرفك ، قوليلي بقى يعرفك منين ؟
ليل : و انا ايش عرفني ، انا معرفوش اصلا
وعد : طيب انا هساعدك و هقولك معلومة عنه
ليل : قولي ايه ؟
وعد : هو بيدي دروس تفسير للولاد في الجامع الي هنا و عنده 25 سنة
قلبي بدأ يدق بقوة ، جسمي قشعر من الخضة ، على الاغلب هوا ، ايوة هو الي قالي عن دروس التفسير ، يبقى هو اه ، بس ازاي هتأكد ؟ لا هتكسف اسأله ، طب هعمل ايه ؟
بالوقت ده نادتني عمتي و روحتلها
مسكت الصنية و انا بترعش ، دخلت و عنيا بالارض ، قدمت الشربات للموجودين ، كنت هخرج بس عمتي قالتلي اقعد ، قعدت و انا مكسوفة ارفع وشي عن الارض ، معنديش جرأة ابص لحد حتى
بعد شوية كلهم خرجو و انا فضلت ابص في الارض و دمي اتجمع بوشي و حسيت بحرارة قوية
قاطع الصمت و قال : شكلك حلو اوي بالنقاب ……… يتبع
بقلمي : همس كاتبة
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية كرهتهم وأحببتك)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)