رواية قلب مصاب بالحب الفصل العاشر 10 بقلم ناهد خالد - The Last Line
روايات

رواية قلب مصاب بالحب الفصل العاشر 10 بقلم ناهد خالد

رواية قلب مصاب بالحب الفصل العاشر 10 بقلم ناهد خالد

 

 

البارت العاشر

 

 

قلب مُصاب بالحب …الفصل العاشر ” وزال الخطر ”
جالسه كالجالس على جمر من النار , وكيف لها أن تهدأ وهي تعرف أن زوجها خرج ليقابل أخرى الآن , ورُبما يُجدد علاقته بها , حالها الآن كحال الكثير ..كحال من ينتظر نتيجة العام الدراسي في المرحله الثانويه ليُحدد مستقبله , كمن ينتظر نتيجة التحاليل ليطمئن أنه لا يحمل المرض الخبيث كما توقع الطبيب , كسيده تنتظر أن يحدثوها ليبشروها بحملها بعد سنوات من الصبر والحرمان , جميع هؤلاء يجتمعون بها الآن , تذكرت ما بذلته من مجهود وهو يحدثها قبل خروجه معللاً أن لديهِ أمر هام , تصنعت كما تفعل منذُ شهران تقريبًا , ليس شئ جديد عليها , حتى وإن كان الأمر أصعب الآن , ولم تنسى وضع مُسجل الصوت الصغير في ثيابه قبل خروجه دون أن يشعر , وها هي الآن تجلس وهاتفها متصل بذلك المسجل فتستمع من خلاله لكل شئ يحدث معه حتى صوت السياره , وأعصابها قاربت على التلف , وأخيرًا بدأت تستمع لأصعب مشهد في القصه وأكثرهم إثاره لأعصابها وهي تسمع غريمتها ترحب بهِ …..
أما في الجهه الأخرى …وصل للمقهى المحدد ودلف للداخل فرآها تجلس على أحد الطاولات بإنتظاره فتحرك تجاهها بهدوء تام حتى أصبح أمامها فوقفت مقابله وهي تهتف بابتسامه واسعه :
-اووه , متتخيلش وحشتني طلتك قد ايه يا صالح .
ابتسم بهدوء وهو يمد كفهِ ليصافحها وقال :
-ازيك يا مُنى ؟
لمعت عيناها بحماسه وهي تجيبه :
– كويسه جدًا بعد ما شوفتك .
جلس بهدوء وهكذا فعلت هي في حين أخرج هو هاتفه ومفاتيح سيارته ووضعهما على الطاوله أمامه بهدوء وهو يسألها :
-طلبتِ حاجه ؟
أجابته بدلال :
-تؤ , مستنياك نطلب سوا .
أومئ برأسه وهو يقول :
-تمام , هتطلبي أيه ؟
-ممكن أيس كوفي .
أشار للنادل الذي جاء له سريعًا فقال :
-واحد أيس كوفي وواحد قهوه ساده .
-تحت أمرك يافندم .
قالها النادل باحترام قبل أن ينصرف تاركًا لهما المجال للحديث , نظر لها ” صالح ” وهو يبدأ فيما جاء من أجله :
-وبعدين يا مُنى , هتفضلي تلفي ورايا لحد امتى ؟
تحولت ملامحها للحزن وهي تجيبه :
-صالح أنا مش عارفه أنساك , ومش قادره أستوعب أنك خرجت من حياتي .
دقق النظر فيها لفتره حتى توترت من نظراته قبل أن يقول بقوه :
-أنتِ واهمه نفسك , ده إذا كنتِ فعلاً مصدقه حوار أنك مش قادره تنسيني ده , مُنى أنتِ بس مش قادره تستوعبِ أن أنا الي سبتك مش العكس , وأراهنك أنك بتكدبي على صحباتك ومفهماهم أننا لسه بنتكلم .
توترت ملامحها وتلجلجت في الحديث وهي تقول :
-أنا بس ..يعني محبتش اقولهم عشان هي فتره وهنرجع لبعض أنا واثقه .
سألها بهدوء تام :
-وايه الي خلاكِ واثقه ؟
أسبلت عيناها وهي تقول بنبره رقيقه وكفها تمتد لتحتضن كفه الموضوع فوق الطاوله :
-عشان أنا مش مجرد واحده عدت في حياتك يا صالح , أنا واثقه أنك بتشتاقلي وبيوحشك خروجتنا وكلامنا وسهرنا زمان , وغير إعجابك بيا الي متقدرش تنكره , تنكر أنك أوقات بيبقى نفسك تكلمني وتقولي يلا ننزل أو تعالي نتقابل تنكر ؟
صمت لدقيقه تقريبًا دون رد , دقيقه كانت كافيه لإنهيار أعصاب تلك التي تنتظر إجابته على أحر من الجمر وتخشى أن يكون حديث الآخرى قد أثر بهِ وأن يكون صحيح , حتى استمعت له يقول بنبره بدت حائره :
-حتى لو , مبقاش ينفع أنا حاليًا متجوز ومينفعش يكون ليا علاقه بيكِ .
هتفت بضيق واضح :
-واتجوزتها ليه أصلا ً ! وعمومًا سهله طلقها .
ردد باستنكار :
-أطلقها !.
أومأت وهي تقول بإصرار:
-ايوه طلقها , صالح حياة المتجوزين الخنيقه دي مش ليك صدقني , أنت طول عمرك حر مش هتيجي دلوقتِ تربط نفسك بواحده طول العمر !
زفر أنفاسه بضيق وهو يجيبها :
-ايوه بس …أصلها بنت عمي وموضوع الطلاق ده صعب جدًا هي مش واحده غريبه عشان أطلقها ويبقى كل واحد راح لحاله كمان هي معملتش ليا حاجه وحشه بالعكس .
نفضت شعرها للوراء وهي تذم شفتيها قائله :
-مش لازم تعمل وحش , أنت مش مرتاح وده سبب كافي , أو ممكن تتلكك لها وتعمل مشاكل معها وهي بنفسها مع الوقت هتطلب الطلاق .
نظر لها بحيره ثم سألها بشرود :
-تفتكري ؟
أومأت له بحماس شديد ثم قالت :
-Of course , أكيد مش هتستحمل طريقتك معاها .
نظر لها بتفكير وهو يقول :
-وبعد ما اطلقها !
رفعت منكبيها ببرود وهي تقول :
-هتعيش حر ولنفسك .
-لا قصدي احنا هيبقى الوضع بينا ازاي ؟
-هنرجع زي ما كنا الأول .
رفع حاجبيهِ بدهشه وهو يقول :
-يعني مش عاوزانا نتجوز مثلاً ! أنا فكرتك بتعملي كل ده عشان اتجوزك !
ضحكت بشده وهي تنظر له باستنكار ثم قالت :
-صالح بتهزر ! أنا اتجوز ! no way ” مستحيل ” طبعًا , أنا مليش في خنقة الجواز دي , أنا هفضل كده خروجات مع الشله وسفر وحفلات this’s my life ” هذه حياتي ” .
سحبت نفس عميق بصعوبه بالغه , تشعر وكأن أحدهم يطبق بكفهِ على عنقها فيمنع تنفسها ودموعها تنهار بصمت كمجرى شلال مائي دون توقف , وهنا أتى بعقلها سؤال واحد هل ستستطيع أن تفي بوعدها لإبنها وتحارب من أجله ؟ هل بعد ما سمعته ستستطيع أن تدافع عن زوجها وأحقيتها فيه !, الأمر ليس بالسهوله التي توقعتها , بل أصعب بكثير , تشعر أن عقلها قد انفصل عن جسدها فأصبح متيبس لا تستطيع تحريكه حتى ناهيك عن ذلك الألم القوي الذي تشعر بهِ في قلبها ولأول مره تعلم ما معنى أن يؤلمك قلبك .
انتظر صالح حتى انتهى النادل من وضع المشروبات وذهب فنظر لها وهو يقول ببرود :
-يعني بقالك حوالي 3 شهور بتلفي ورايا ومكالمات ورسايل وتهديد وكل ده وفي الآخر تقوليلي لا طبعًا جواز ايه وكمان عاوزاني أطلق مراتي ! , ده أنتِ مريضه .
اتسعت عيناها ذهولاً وهي تردد بصدمه :
-صالح أنت …..
صمتت وجسدها قد ارتجف حين وقعت عيناها على من دلف للتو من باب المقهى يسير في اتجاههم فوقفت بفزع شديد وهي تغمغم :
-بابا !
اتجه لها والدها بملامح تصرخ غضبًا حتى أصبح أمامهما فقبض على ذراعها بعنف وهو ينهرها :
-بقى أنتِ عماله تلفي ورا الرجاله زي ال **** , وبتخربي بيوتهم كمان , وأنا الي كل ما قولك أوعي يكوني ليكِ علاقه بشباب تقوليلي متقلقش يابابي دول صحباتي البنات بس , بقى أنتِ يطلع منك كل ده !
أدمعت عيناها بخوف وهي تهمس له بشفاه مرتعشه :
-بابا أنا ….
قاطعها بحده :
-اخرسي , كلامنا في البيت وأنا هعرف ازاي أعيد تربيتك من جديد .
حول نظره لصالح وهو يقول بخزي :
-أنا متأسف يا بشمهندس لأني مصدقتكش وفكرتك بتكدب عليا لما حكتلي الي بتعمله , مش هقدر ألومك على علاقتك بيها في الأول لأنها هي الي سمحتلك بده , بس من واجبي اعتذر إني معرفتش أربيها وانشغلت عنها لحد ما فسدت .
تنهد ” صالح ” بضيق وهو يقول :
-أنا الي متأسف إني حطيت حضرتك في موقف زي ده , ومتأسف كمان على علاقتي بيها من الأول وعارف إني غلطان , وصدقني لولا أنها بتهدد حياتي واستقراري ومش قابله أنها تبعد عني رغم إني حذرتها كتير عمري ما كنت هحطك في الموقف ده بس مكنش قدامي حل تاني .
نظر ل ” مُنى ” باعتذار حقيقي وهو يرى الذعر المرتسم فوق ملامحها بوضوح :
-أنا عمري ما اتمنيت أدخل والدك في الموضوع بس أنتِ الي اضطرتيني بدل ما كنت أأذيكِ عشان معنديش استعداد 1 % أني أخسر مراتي بسببك , أنا قلتلك أني بحبها وأني مستكفي بيها عن كل العك الي كنت بعمله بس أنتِ مستوعبتيش ده , أنا آسف .
أنهى حديثه وذهب من أمامها تاركًا إياهم وتاركًا قصتها بأكملها خلفه، وأخيرًا يشعر أن الخطر الذي يهدد حياته قد زال .
نظرت لوالدها برعب وهي تنتظر ما سيفعله معها فوجدته ينظر لها بنظره ظهر بها العتاب وهو يقول :
-عجبك كده , شوفتِ الموقف الي حطتيني فيه , أنا بجد مصدوم فيكِ .
انهمرت دموعها وهي تهمس له :
-بابا ..أنا آس….
قاطعها وهو يُكمل حديثه :
-أمك كان معاها حق لما قالتلي أن وجودك معاها أفضل وإنها هتاخد بالها منك أكتر مني , بس من هنا ورايح مش هسمح لأي حاجه تشغلني عن تربيتك من أول وجديد .
أنهى حديثه وهو يجذبها خلفه خارجًا من المكان بأكمله حتى وصل بها لسيارته وهناك تحديدًا انفجرت هي بهِ وهي تقول ببكاء :
-أنت بتحاسبني على ايه ! بتحاسبني على ذنب أنتوا السبب فيه ! لا قدرتوا تكملوا عشاني ولا وافقت أبقى مع أمي زي ماهي كانت عاوزه , ولا حتى اهتمت بيا , أنت عارف أنت بتسافر كام مره في السنه وبتسبني بالأسابيع لوحدي ! عارف أنا كام مره احتجت مامي عشان أكلمها وأحكيلها عن حاجات تخصني حاجات عمري ما هقدر أقولهالك ولا هتنفع في الفون , بتريح ضميرك بزياره ليها كل سنه مره !أنا مش محتاجه أشوف أمي مره في السنه , مش محتاجه أقضي معاها شهر من 12 شهر بيعدوا عليا , ليه مسبتنيش أسافر معاها , هناك الدنيا متفتحه أكتر بس أنت عارف هي كانت هتحافظ عليا ازاي , عالأقل كانت هتبقى جنبي .
نظر لها بصدمه وهو يستمع لحديثها , وللأسف إنها محقه , رفض سفرها مع والدتها ل ” فرنسا ” حيث مسقط رأسها , ولم يستطع أن يبقى معها طوال الوقت , حرمها من حنان ورعاية والدتها ولم يوفر هو لها ما حُرمت منهِ , تُرى أأصبح هو المذنب الآن ؟
-أنا مكنتش بلاقي حد أكلمه ولا حد يسمعني ولا حد يهتم ليا , صحابي عارفني بس عشان الفلوس مش أكتر وبعد كده مبيفتكرونيش , صالح كان بيهتم بيا وبيسأل عني , بيعملي الي يفرحني , عشان كده استمريت في علاقتي معاه ومتقبلتش فكرت أنه يبعد , عشان هو عوضني عنك .
وكم كانت جملتها الأخيره مؤلمه , كالصفعه التي تلقاها ليدرك أنه من خسر أبنته وإن كان هناك مذنب فهو المذنب الأول حتى وإن تحملت هي جزء من الذنب , درس قاسي لكلاهما لكنه جاء في وقته قبل فوات الأوان .
——–( ناهد خالد )————-
كالفراشه التي تتسلل بين الزهور مُحلقه بسعاده في فصل الربيع المنعش لها , كفتاه ترقص أسفل المطر دون اهتمام ببرودة الشتاء القاسيه , كعازف يستمتع وهو يعزف ألحانًا تنطق بالحب لحبيبًا حاضرًا , ككل شئ جميل كانت هي الآن وسبحان من بدل حال بحال , منذُ دقائق كانت تتلوى ألمًا والآن ترقص سعادةً , أنتهت من تمشيط شعرها وارتدت فستان ضيق أبرز منحنياتها بوضوح من اللون الأحمر الذي يفضله عليها , ونثرت القليل من عطرها الذي يسحره ,قبل أن تركض للنافذه حين استمعت لصوت سيارته بالأسفل , منذُ سماعها ما حدث وهي تشعر بعاطفة حب جياشه تملأ صدرها تجاهه , فانطلقت تجهز نفسها لأستقباله بكل الحب الذي يكمن في قلبها له , استمعت لصوت الباب يُفتح وتبعه بعد ثوانِ دلوفه للغرفه لكنه توقف مبهورًا بجمالها حين وقع نظره عليها , فاقتربت هي منه ورفعت ذراعيها تحيط عنقه وهي تهمس له بشفتاها المطليه بالحمره :
-بحبك يا صاصا .
ابتلع ريقه بصعوبه وهو يطالع وجهها ويستمع لهمسها المُغري لقديس , ثم أنزل ذراعيها ببطئ وهو يتحاشى النظر لها فطالعته باستغراب وهي تسأله بتهجم :
-ده ايه ده بقى !
أبعد خصلات شعرها للخلف وهو يقول بابتسامه متوتره :
-عاوز أتكلم معاكِ في موضوع مهم جدًا , وطول ما أنتِ قريبه لا هتكلم ولا هنطق , ممكن نتكلم وبعدها أنا الي مش هطلعك من حضني أصلاً , أنا ما صدقت إن حصار الدكتوره اتفك .
أحمر وجهها بخجل وهي تهتف بتلعثم :
– أنا مش قصدي الي بتقوله ده على فكره أنا بس استغربت أنك بتبعدني عنك .
سألها بعبث :
-وأنا قولت ايه ؟
رفعت أنظارها له وهي تردد مُحذره :
-صالح !
أجابها وهو يسحبها للأريكه الموجوده بالغرفه :
-عيون صالح , تعالي بس نقول الكلمتين قبل ما أفقد أعصابي .
جلس وأجلسها بجواره فنظرت له بترقب وخاصًة وهي ترى توتره الواضح في حين زفر هو بضيق وقال :
-قولتلك قبل كده أني هحكيلك ليه خوفت لما عرفت بحملك , ودلوقتِ جه الوقت المناسب الي أقولك فيه .
احتبست أنفاسها هي الأخرى وهي ترى أن وقت المواجهه قد حان …

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *