رواية قلبه لم يكن لي الفصل الخامس 5 بقلم الاء محمود
رواية قلبه لم يكن لي الفصل الخامس 5 بقلم الاء محمود
البارت الخامس
-آية تاخد نفس تقيل، دموعها بتغرق وشها، لكن صوتها ثابت بطريقة تخض:
ـإنت يا مالك،.
مالك يبتسم بسخرية لأنس، و رافع راسه بغرور كأنه واثق من الجواب.
أنس يحبس نفسه، عينه معلقة بيها.
الكل اتجمد، مستني الكلمة اللي جاية.
-بتكمل آية وهي بتصرخ فجأة،
إنت يا مالك، كنت اللعنة اللي دخلت حياتي!
أكبر غلطة، وأوجع جرح، وأقسى تجربة.
سنتين وأنا جنبك، سنتين بضحك قدام الناس وبموت جوّه!
دموعها بتغرقها، إيدها بترتعش وهي بتشاور عليه:
ـإنت يا مالك، قتلتني وأنا عايشة!
حرّمتني من حقي أكون ست، من حقي أتحب، من حقي أحلم.
خلّيتني ظلّ، نسخة باهتة من اللي كنت عليها.
مالك يتجمد، وشه يبهت، أول مرة يتكسّر قدامها.
آية تبص له بعيون كلها وجع:
التمن شهور اللي بعدتك عني، كانوا أعظم نعمة ربنا رزقني بيها.
تمن شهور مع أنس حسّيت إن قلبي لسه قادر يدق.
ضحكت، اتسمعت، اتطمنت،
اتعلمت إن الحب مش صدفة ولا كلمة، الحب فعل، اهتمام، تفاصيل صغيرة بتقول “أنا شايفك”.
تشهق وهي بتمسح دموعها بسرعة، تكمل بصوتها المبحوح:
حتى لو كنت آخر راجل في الدنيا، مستحيل أرجعلك.
إنت أكبر درس في حياتي، والدرس ده تمنه غالي قوي.
تسكت لحظة، تبص له بنظرة قاتلة:
وأنا من النهاردة، بدفن كل اللي بينّا. إنت بالنسبالي ماضي أسود، وأنا اخترت النور.
الكل ساكت علشان عارف ان معاها حق:
ومالك عينه بتتسع،و قلبه يتفتت، أول مرة يحس بالهزيمة الحقيقية.
وأنس واقف، دموعه محبوسة، بس ابتسامة صافية بتترسم على وشه، كأنه أخيرًا اتأكد إنها له.
مالك وهو ماشي فجأه آية تنده عليه:
-آية بصوت ثابت، بس كل كلمة طالعة بحرقة:
عارف يا مالك، الرجولة مش كلمة.
الراجل الحقيقي مش اللي يرفع صوته، ولا اللي يفرض سيطرته، ولا اللي يخلي الست اللي معاه تحس إنها صغيرة ومكسورة.
الراجل الحقيقي، هو اللي يبقى سند. اللي يخلي الست تحس إنها محمية حتى وهي أضعف ما تكون.
الراجل اللي بيحب، مش لازم يجيب هدايا، ولا يكتب شعر.
الراجل اللي بيحب، يكفي إنه يسمعك، يحترم سكوتك قبل كلامك، ويشوفك بعيوبك ومميزتك من غير ما يقلل منك.
الراجل، حتى لو مش بيحب واحدة، بيعاملها بما يرضي الله.
يحافظ عليها، ما يجرحهاش، ما يكسّرش نفسها، ما يخليش دموعها تنزل كل ليلة وهي نايمة جنبه.
الراجل، حتى لو قلبه مش معاها، بيصون العِشرة، وبيحافظ على الوعود اللي قالها قدام ربنا والناس.
لكن إنت؟ إنت كنت عكس كل ده.
إنت كنت جدار بارد، كنت سجن، وأنا كنت سجينة عندك.
إنت ما كنتش سند، بالعكس، كنت الحمل اللي بيكسر ضهري كل يوم.
تفتكر إيه يعني؟ إن الست محتاجة قصور وفلوس؟
الست محتاجة كلمة طيبة، محتاجة أمان، محتاجة قلب يحس بيها، مش حجر يحطّمها.
إنت كنت حجر، وكنت غلطتي إني فضلت ماسكة فيك سنين.
لكن خلاص، أنا اتعلمت.
واللي اتعلمته منك، إني عمري ما هقبل بحاجة أقل من الراجل الحقيقي.
اللي يكون سند، اللي يكون أمان، اللي يعرف يعني إيه يخاف على ست مش يخوّفها.
تعرف انا اكتشفت ان الأهم من الحب انڪ تنام وأنت واثق ان اللى بتحبه مش هيخذلك،مش هيجرحڪ، مش هيوجع قلبڪ، مش هيخليڪ تندم فيوم انڪ اختارته عن بقية الناس ڪلها.
والثقه دي ما عدتش موجوده يا مالك.
مالك وقع عليه الكلام زي الضربة، عينيه دمعت غصب عنه.
أنس رفع راسه ببطء، وهو مش مصدق اللي بيسمعه، عينيه لمعت بدموع فرحة ما قدرش يكتمها.
————————
-آية بعد ما خلصت كلامها لمَالك، وقلبها بيخبط بعنف، تاخد نفس طويل، وتلف تبص لأنس. عينيها فيها صدق وارتباك:
أنس، بصراحة، أنا مش هزيِّن الكلام.
أنا مش قادرة أقول إني بحبك، يمكن الكلمة دي تقيلة عليا أوي دلوقتي.
أنا لسه خارجة من وجع، من علاقة علمتني إن مش كل اللي بيتقال بيتصدق.
أنا لسه بلنلم كسري، ولسه بحاول أصدق إني أستاهل حد يحبني صح.
لكن… تسكت لحظة وصوتها يرتعش، معاك إنت… حسيت بحاجة مختلفة.
حسيت إن في حد شايفني، مش بس شايف شكلي أو ابتسامتي. شايفني بوجعي، بدموعي اللي بخبيها، وحتى بصمتي اللي محدش كان بيفهمه.
حسيت معاك براحة، براحة أنا ما عرفتهاش ولا في يوم مع مالك.
أنا معجبة بيك يا أنس.
معجبة باهتمامك البسيط اللي بيعمل في قلبي اللي مافيش حد قدر يعمله.
معجبة إنك عرفت حاجات عني من غير ما أسأل أو أشرح.
أنا مش بقولك بحبك دلوقتي، بس بقولك إني عايزة أديك فرصة،و أدي نفسي فرصة.
وترمش بعينيها بسرعة عشان تمنع دموعها، وتكمل بصوت أعمق
أنا موافقة نتخطب.
بس عايزة أخلي الزمن هو اللي يحكم، الأيام هي اللي تخليني أعرف، إذا الحب ده هييجي ولا لأ.
بس دلوقتي، أنا عارفة إن قلبي مرتاح وأنا جنبك. ودي بداية أنا ما كنتش أحلم بيها.
————-
-بعد أسبوع آية قاعدة في الكافيه لوحدها، طلبت مشروب جديد وطلع طعمه وحش.
•أنس يدخل بالصدفة ويقعد قصادها:
أنس وهو بيشرب من كوبايتها من غير استئذان:
يا ساتر! ده مشروب ولا عقاب؟
-آية بعصبية وضحكة في نفس الوقت:
إنت قليل الأدب! مين قالك تشرب منه؟
•لو إنتي قادرة تستحملي الطعم ده، تبقى قادرة تستحملي أي وجع… انتي أقوى من اللي فاكرة.
تضحك غصب عنها، وكأن كلمة “أقوى” لمست جواها حاجة.
اليوم اللي بعده، يشوفها في الجنينة قاعدة متضايقة. يجيب كرتين صغيرين.
•إيه رأيك نعمل تحدي؟ اللي يرمي أبعد يكسب.
-يا عم أنا ماليش في الهزار ده.
•أنس يبتسم:
يبقى هتخسري قبل ما تبدأي.
-آية تتحمس وتلعب وتغلبه:
شوفت! أنا كسبت.
•أنس بحب:
حصل كسبتي قلبي، بس اللي كسب فعلاً قلبي انا.
-آية بخجل:
أنس اتلم بقا.
•أنس بهزار:
ما انا ملموم اهو يا عيون أنس.
آية بتتجمد مكانها وتبص بعيد، قلبها يخونها بدقة أسرع.
———–
بعد فتره من محاولات انس المستمره:
-و آية واقفة قدام المرايا في أوضتها، بتبص لنفسها، بتضحك بخجل وهي بتقول مع نفسها بصوت واطي:
أنا……. أنا فعلًا ابتديت أحس بيه، أنس غير أي حد، فيه أمان، فيه دفء… أنا يمكن… يمكن بحبه.
قلبها يخبط وهي تاخد قرار فجأة:
أنا هقول له… أيوه، أنا مش هخبّي.
تفتح باب البلكونة بخطوات مترددة، والهواء يلعب في وشها. تبص للبلكونة المقابلة، تلاقي أنس واقف، ماسك الموبايل، صوته واصل بوضوح.
•أنس بنبرة هادية لكنها جدية:
يا عم، في ناس بتطلع من علاقة مكسورة، بيبقوا محتاجين أي كلمة حلوة عشان يصدقوا إنهم لسه يستاهلوا يتحبوا. بس ده مش حب، ده فراغ عاطفي.
آية تتجمد مكانها. إيدها تمسك في سور البلكونة بقوة.
• أنس مكمل:
وبعدين دي لسه خارجه من علاقه، المفروض تهد شوايه، أنا…….
لا، أحب مين؟! أنا عمري ما أحبها. دي واحدة عندها جفاف عاطفي، أي كلمة بتأثر فيها.
دمعة سخنة تنزل من عين آية، جواها صوت بيصرخ:
هو بيتكلم عني!
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية قلبه لم يكن لي)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)