رواية قرية الناجيين الفصل الثالث 3 بقلم مصطفى محسن - The Last Line
روايات

رواية قرية الناجيين الفصل الثالث 3 بقلم مصطفى محسن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية قرية الناجيين الفصل الثالث 3 بقلم مصطفى محسن

البارت الثالث

 

عبد الرحمن قام مفزوع من النوم على صوت همس واطي جاي من عند باب الأوضة:
ـ “الليلة… هتعرف ورثكم يا عبد الرحمن.”
قلبه وقع، وفضل يبص للباب وهو مش قادر يتحرك. إيده تقلت، نفسه بقى سريع، والعرق غرق جسمه كله.
جمع شجاعته وقام بسرعة، فتح الباب بعنف… لكن مفيش حد.
الممر كان مظلم وساكت، كأنه بيت مهجور من سنين.
قفل الباب وهو بيرتعش ورجع قعد على السرير، بس ماقدرش ينام. عقله كان شغال، والفضول بياكل فيه. قرر يقوم ينزل يشوف ستّه رشيدة… يمكن تفسرله اللي بيحصل.
نزل تحت، فتح أوضتها بالراحة.
بس المنظر اللي شافه… كان أبشع من أي كابوس.
رشيدة كانت قاعدة على الأرض، ضهرها للغرفة ووشها للحائط. شعرها منكوش وكتافها بتتهز بشكل غريب ومرعب.
وقالت بصوت تخين، مش صوتها خالص:
ـ “أهلا… أهلاً يا عبد الرحمن.”
عبد الرحمن اتجمد مكانه، صوته خرج مهزوز:
ـ “يا… يا تيتة؟”

 

من غير ما تبصله، ردت:
ـ “اقعد يا عبد الرحمن.”
هو قال بسرعة:
ـ “حاضر.”
وقعد وهو قلبه هيقف من الخوف.
بصوت هادي لكن مرعب، قالت:
ـ “إنت جيت عشان تعرف ورثك.”
عبد الرحمن بلع ريقه وقال:
ـ “يبقى إنتي اللي كنتي ورا الباب من شوية… يا تيتة؟”
رشيدة هزت راسها وقالت:
ـ “لأ.”
عبد الرحمن وشه اصفر وتجمد مكانه:
ـ “أمال عرفتي إزاي؟”
ردت بكلمة قصرت ضهره:
ـ “دي مرات أبوك.”
عبد الرحمن صرخ:
ـ “إيه؟! هو أبويا اتجوز؟!”
رشيدة قالت بهدوء:
ـ “وعندك إخوات.”
الدنيا لفت بيه:
ـ “فين؟! عاوز أشوفهم! دول إخواتي.”
رشيدة ضحكت ضحكة مرعبة وقالت:
ـ “يعني ما سألتش على أبوك لما جيت؟”
عبد الرحمن قال وهو مخنوق:
ـ “بابا اتوفى من زمان… ده اللي عرفناه. ولو كان عايش، كان سأل علينا أنا وأختي.”
رشيدة لفت وشها وبصتله لأول مرة، وضحكتها كانت أبشع من الكوابيس:
ـ “أبوك عايش… ما ماتش.”
عبد الرحمن اتصدم:
ـ “إيه؟! يعني هو عايش؟! وسايبني أنا وأختي…؟! ولا بيسأل علينا؟!”
قالت ببرود:
ـ “ولا حتى بيسأل عليّا.”
عبد الرحمن قرب خطوة منها وقال بعصبية:
ـ “إنتي هتجننيني يا تيتة! في حاجة مرعبة بتحصل هنا… فهميني!”
رشيدة ضحكت تاني وقالت ببرود:
ـ “أبوك عايش… وهو كمان معانا في البيت.”
عبد الرحمن اتنفض واقف وقال:
ـ “إزاي؟! مش قولتي مبيسألش علينا؟! إزاي عايش هنا وأنا مش شايفه؟! لأ… أنا همشي حالًا. أنا جيت اطمنت عليكم وخلاص. مش عاوز أي ورث.”
رشيدة بصتله وقالت:
ـ “هتمشي من غير ما تعرف ورثك؟”
رد بسرعة:
ـ “مش عاوز أي حاجة.”
رشيده:ابتسمت ابتسامة باردة وقالت:
ـ “مينفعش… الورث مربوط بيك.”
عبد الرحمن قرب منها وقال وهو بيترعش:
ـ “يعني إيه مربوط بيا؟! ورث إيه ده؟!”
وفجأة الباب اتفتح… ودخل عمه سالم.
ابتسم وقال بصوت هادي:
ـ “إزيك يا بني… عامل إيه؟”
عبد الرحمن جري عليه وهو بيترعش:
ـ “الحقني يا عمي! أنا مش فاهم حاجة! وتيتة رشيدة بتقول كلام يخوف! أبويا عايش؟! مراته هنا؟! إخواتي؟! إيه اللي بيحصل؟!”
سالم مسكه من دراعه وقال بهدوء غريب:
ـ “تعالى معايا يا عبد الرحمن… وأنا هفهمك كل حاجة.”
عبد الرحمن بص على ستّه رشيدة قبل ما يخرج… لقاها رجعت قعدت زي ما كانت، ضهرها للغرفة ووشها للحائط بشكل مرعب.
سالم ماسكه من دراعه وبيسحبه بهدوء ناحية طرقة طويلة آخر البيت.
عبد الرحمن وقف وقال بخوف:
ـ “الطرقة دي… ظهرت إمتى؟! أنا عديت من هنا قبل كده ومشوفتهاش!”
سالم ضحك وقال:

 

ـ “الدنيا مليانة أسرار… أو يمكن إنت ماخدتش بالك.”
عبد الرحمن قال وهو متردد:
ـ “إحنا رايحين فين يا عمي؟”
سالم بصله بابتسامة باردة:
ـ “هتشوف اللي نفسك تشوفه من سنين… أبوك.”
عبد الرحمن اتجمد:
ـ “يعني فعلاً عايش؟! فين هو؟!”
سالم رد وهو بيكمل خطواته:
ـ “هنا… ورا الباب ده.”
الطرقة كانت ضلمة بشكل مش طبيعي. نور اللمبة اللي في السقف بيرتعش كأنه هيتطفي في أي لحظة.
كل ما يقربوا من الباب، عبد الرحمن يحس الأرض بتتقل تحت رجليه.
وصلوا عند باب خشب قديم، مقفول بترباس مصدي.
سالم مد إيده على الترباس، ولسه الابتسامة الباردة على وشه.
عبد الرحمن قال بخوف:
ـ “استنى يا عمي… قبل ما تفتح، جاوبني… ليه أبويا عمره ما جه وسأل علينا؟ وليه مخبينه هنا؟”
سالم رد ببرود:
ـ “عشان أبوك… مش زي ما إنت فاكر.”
وبحركة عنيفة، سالم سحب الترباس وفتح الباب.
ريحة خانقة طلعت… ريحة عفن متخزن من سنين.
الغرفة كانت مظلمة فيه لمبة قديمة نورها ضعيف جدا.
في نص الأوضة… راجل قاعد على كرسي خشب، متكتف بسلاسل مصدية. شعره أبيض وطويل، شعره نازل على وشه مش باين الملامح.
عبد الرحمن صرخ:
ـ “بابا؟!”
الراجل رفع عينه ببطء… عنيه كانت حمرا. ابتسم ابتسامة مرعبة وقال بصوت متقطع:
ـ “عبد الرحمن… كنت مستنيك من بدري.”
عبد الرحمن جسمه كله بيرتعش:
ـ “إيه اللي بيحصل هنا؟! ليه متكتف؟! وليه عنيك كده؟!”
سالم قال من وراه:
ـ “أبوك… مش بني آدم زي ما إنت فاكر. هو ده ورثكم يا عبد الرحمن… إنت وأختك ورثتوا اللي جواه.”
عبد الرحمن بصله وهو بيصرخ:
ـ “يعني إيه؟! إنتو بتضحكوا عليا؟!”
الأب فجأة ضحك ضحكة مخيفه… ضحكة خلت الأوضة كلها تهتز.
وبصوت مرعب قال:
ـ “الأثر… أثركم هو اللي هيفك السلاسل دي.”
عبد الرحمن صرخ:
ـ “إنتو مجانين! أنا همشي!”
لكن قبل ما يلحق يتحرك، الباب وراه اتقفل والحيطان كلها ارتجّت.
وظهرت امرة مرعبه ورا أبوه.
“وبصوت طيخن مرعب” قالت:
ـ “محدش… هيخرج من هنا. الليلة.”
الصوت فضل يتكرر في دماغ عبد الرحمن كأنه صدى لا نهائي.
والسلاسل اللي مربوطة في جسم أبوه بدأت تتحرك وتطلع صوت بشع… كأنها بتستعد تتفك.
الأب رفع وشه لفوق، وضحك ضحكة غير بشرية، صوته رجّ قلب عبد الرحمن.
عيونه ولعت أحمر كأنها جمر، وقال بصوت غليظ مرعب:
ـ “جيت أخيرًا… أثرك هو المفتاح يا عبد الرحمن!”

 

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *