روايات كاملة

رواية سيطرة ناعمة كاملة – من الفصل 14 إلى نهاية الرواية جميع الفصول في مكان واحد | بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة كاملة – من الفصل 14 إلى نهاية الرواية جميع الفصول في مكان واحد | بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة الفصل الرابع عشر

شعور الغضب النابع من الغيرة قوي لكن محاوله مداراته كانت قاتلة وهو لم يتمكن، هنالك قوة غليظة من نار تقبض على احشائه، تهري كبده.
فلم يستطع وتقدم منهم يقبض على ذراعها يجذبها بغلظه جعلتها تصرخ وهو يقول:
-بتعملي ايه هنا؟
وضعها خلف ظهره يخفيها…حركه لا اراديه من زوج مع زوجته جعلت الجمع يتوجس من تصرفه الذي لا يتناسب مع شاب وابنة عمته..ان كان فشقيقته أولى.
انكمشت ملامحها بألم وهي تفرك رسغها من قسوة قبضته عليها فيما بقى هو يناطح طارق الذي هتف:
-ايه ده …حد يتصرف كده
-وانت هتعرفني بقا اتصرف ازاي
كاد طارق ان يجيبه بحده أعلى لولا تدخل فاخر في الوقت المناسب محاولاً تصحيح كل الشكوك:
-صلوا على النبي يا شباب في ايه؟
صمتوا جميعاً يصلون على النبي فيما أكمل فاخر:
-ماعلش يا طاروقه هو ماهر كده حريص على كل بنات العيلة لانهم رقيقين موت ومش بيحبهم يتعاملوا مع الشباب برا.
ليتقدم حسني ابو العينين متفهماً ويقول:
-اه طبعاً طبعاً ونعم الأخلاق …هي الرجالة ايه غير غيرة على أهل بيتك؟
بادل حسني النظرات بينه وبين ابنه ثم قال:
-بس احنا خلاص بقينا اهل مش كده ولا ايه يا ماهر.
-اه طبعاً.
قالها ماهر على مضض ليصدح هاتفه برسالة من عمه يقول له:
-اتلحلح روح سلم على خطيبتك يا بيه قبل ما ياخدوا بالهم.
اغلق الهاتف بغضب…اخر همه الان من يدعونها بخطيبته..كل همه تلك البلوة التي ظهرت له من العدم كي تقلب حياته رأساً على عقب.
لقد بات متوولاً بها..تصيب قلبه وروحه بسحر عظيم..الا يكفي مافعلته ليلاً؟!
ألقى عليها نظره غاضبه ثم أشار على الكرسي خلفها وامر من بين أسنانه:
-تترزعي هنا ماتتحركيش…حسابك معايا عسير
جلست بخوف وحرج تراه يتقدم كم خطوة حيث وقف لجوار جميلة و والدتها يحييهم بهدوء.
انشغلت عيناه عنها لثواني…فقط ثواني وكانت قد اختفت.

ولم يستطع الصمت او الصبر فسأل من فوره:
-لونا راحت فين؟!
فجاوبته شقيقته:
-بتقول هجيب حاجة تشربها.
لم يستطع ان يفهم او يتحاور فقد خرج الطبيب من غرفة جده يقول:
-لو سمحتم عايز اتكلم معاكم ضروري
-خير يا دكتور…جدي حصله حاجة
-خير ان شاءالله اتفضلوا معايا على المكتب.
فسار معه كل من فاخر و ماهر وعزام فيما وقفت جميلة بجوار والدتها التي قالت:
-عجبك كده؟!
-في ايه بس يا ماما؟!
-مش شايفه طريقته ناشفه ازاي؟! كان ماله طارق ابن عمك.
-يا ماما طارق ايه بس ده زي اخويا.
-اخوكي..كتك نيلة عاجبك على ايه سي ماهر ده مش شايفه طريقته معاكي؟!
-ييي يا مامي…هو كده وفي رجاله كتير كده بتبقى تقيلة مووت وماهو من النوع ده وده الي محليه اكتر واكتر.
نفخت الام وجنتها تشعر بالنيران داخلها من سذاجة وحيدتها ثم هتفت:
-انا مش عارفة الي جوا دماغك ده مخ ذينا ولا ايه..دماغك دي مسوحاكي وهتسوحنا معاكي.
_________سوما العربي________
خرجت تشتم الهواء بعيداً عنهم..ماكانت بحاجة لشيء تشربه كما زعمت، بل فقط تحججت كي تغادر تلك الجلسة المسمومة .

وقفت في اشعة الشمس المنعكسة على ملامحها الجميلة تحاول اخذ انفاسها ثم تقدمت كي تجلس على أحد مقاعد الانتظار في حديقة المشفى.
اخذت نفس عميق تغمض عيناها ووجها ينعكس عليه أشعة الشمس يريدها وهج وضياء، فتحت عيناها فجأة لتجد من يجلس لجوارها،طارق أبو العنيين بذات نفسه، يتأملها بتوله كأنه لأول مرة يرى فتاة بكل ذلك الجمال…وهو بالفعل كذلك.
تراجعت للخلف متفاجئة من وجوده معها وهو بقى مبتسم بإنسحار ثم ردد:
-حرفياً انتي احلى بنت ممكن حد يشوفها في حياته.
-ششكراً
-العفو…بس…
صمت بعجز…حاله يعبر عنه…هو عاجز عن وصف انبهاره بها…عن وصف حالته حين رأها اول مرة لكنه اكمل:
-انتي جميلة قوي يا لونا..وتجذبي..حتى اسمك حلو…انا عملت سيرش كتير لحد ما وصلت لمعناه.
صرح و وضح انه مهتم لأبعد حد وقدّ شغلته حتى بعدما غادرته…تركت أثرها داخله وظل يبحث عنها..وشئ بداخلها اهتز من سماعه صوته وهو يهمس معجباً:
-لونا بالإيطالي يعني القمر.
شملها…بل أكلها بعيناه اللامعه بلمعة محببة …لمعة إعجاب رجل بفتاة..لا…ليس كذلك بل كان ينظر لها كمن ظل يبحث عن شيء هو نفسه لا يعلمه وقد وجده أخيراً.
وهي كانت ترى وتلتقط كل ذلك بسهوله…صدق الإحساس وصلها.
لكن صمتها لم يروقه…يريد سماع صوتها وان تشاركه حديثه لذا همس:
-أنا مضايقك؟ اه سوري انا جيت وقعدت معاكي كأنه امر واقع…تحبي أقوم؟
اهتزت من كياسته وشياكته في التعامل…كأنه حضر من عالم اخر كان على النقيض تماماً.
فردت سريعاً:
-لأ ابداً…وحضرتك شخص لطيف جداً على فكرة.
تنهد بارتياح…كلامها كان جواز عبور بالنسبة له واختصر عليه مسافات طويلة.

تأملها مبتسماً بإعجاب وسعيد بل منشرح الصدر يعلم ان القادم افضل لو كانت معه فيه ثم همس:
-بصراااحة… انا مش كدة بالظبط…لكن انا كده دلوقتى لاني بتعامل معاكي يا لونا…انتي لازم تتعامل معاملة الألماظة النادرة…من اول ماشوفتك وانا حاسس انك هانم..لأ..أميرة…صح هو كده بالظبط ليكي طلة الملوك …انتي اتخلقتي عشان تكوني ملكة.
حديثه جميل وراقي من يسمعه كان سيطير فوق السحاب لكن مع لونا كان الوضع مختلف….طارق وحديثه نزلوا عليها كضربات موجعه…وكأن القدر يعاندها…يقف أمامها يخرج لها لسانه.
لقد جاء الشخص المناسب بالتوقيت الخاطئ وقد أضحت (مدام ماهر الوراقي) وهي تعلم ذلك تمام العلم..وكل مايحدث ويقال يزيد من حسرتها أضعاف.
قلبها يُشق بسكاكين حادة من كلامه المهذب ووصفه الراقي لها..ماهر يصفها بالعاهرة تغوي الرجال وطارق يخبرها أنها ملكة.
أغضمت عينها بتعب تسأل الله هل من خلاص…مع إغماضها لعيانها كانت تتمنى لو انسدّت إذنها ايضاً عن سماع كلامه اللطيف بحقها…يشعرها بنفسها وبأنوثتها المبالغ فيها…كان كثير عليها كل ما يحدث.
لكنّها لوهلة فتحت عيناها والتفت له تراه وتسمعه…كان طارق وسيم بجسم عضلي طويل وعريض..شعره طاير من الأمام قليلاً لكن لم يقلل من وسامته…كلامه بلسم ينعش روحها.
يضعها بحالة تمنت دوماً أن تعيشها…ترى في ذلك حق لها…الحب والحياة من حق الجميع وخصوصاً هي فهي لم تفرح في حياتها ولا بشبابها وجمالها الذي لم يدر عليها سوى الكره والنبذ والمصائب.
بحرمان شديد بدأت تبتسم لطارق توسع أذنها كي يدخل كلامه لمسامعها جيداً ربما عوضها عن كل ما سمعته من ماهر وعمها..تشرب وجدانها به …انها فتاة جميلة أنثوية ومغوية وأي رجل يتمنى لو كانت بحياته…ذلك ما تريدة…ما كانت تبحث عنه وماتريد معايشته..اليس من حقها…
تنصلت من الواقع وانفصلت عنه…ستنسى انها باتت زوجه لماهر ولو لوقت قصير خاص بها…وستسمح لنفسها بالإستمتاع بذاك الشعور الرائع الذي يدخلها فيه طارق…أليس من حقها وهي التي عاشت محرومه من الكلمة الطيبه طوال حياتها.
إبتسامتها والتفافها له كانا إشارة أكثر من جيدة توحي بالقبول من ناحيتها…فتنهد براحه وانبسطت ملامحه ثم أخذ يحدثها عن نفسه.
________سوما العربي_________

في غرفة الطبيب.
جلس ثلاثتهم متفاجئين مما اخبرهم به الطبيب ليسأله ماهر بنكران وعدم تصديق للحقيقة:
-يعني ايه؟
فجاوب الطبيب:
-للأسف دي تاني جلطه في خلال فترة قصيرة جدا ومحمد بيه من الأساس بيعاني من الشيخوخة وتقدم العمر يعني الحاجة الي الجسم العادي يستحملها هو مايستحملهاش فما بالك ان بالاساس جلطين ورا بعض لشخص عادي..الجلطة الأولى لحقناها ودوبناها لكن المرة دي الوضع صعب …
-عشان كده اتأخر في انه يفوق.
-لا خو يعتبر فاق وفتح عينه بالليل بس احنا منيمينه وبنحاول ننيمه لأطول وقت مؤقتاً لحد ما الحالة تستقر اكتر ونبعدها عن اي حاجة ممكن تأثر بالسلب عليه وطبعاً مش محتاج افكركم ان التعامل معاه لازم يكون بحذر شديد ومايتعرضش لأي انفعال او خبر وحش ولا حتى فرحه زيادة عن اللزوم كل ده خطر عليه على الأقل دلوقتي.
نظر ثلاثتهم لبعضهم ثم خرجوا بصمت من عند الطبيب وكاد فاخر وعزام أن يتحركا الا ان ماهر لزم يد فاخر يقول:
-الراجل نايم لا حول له ولا قوة يعني بلاها الي في دماغكم.
ضيق فاخر عيناه ثم قال بحاجب مرفوع:
-طالما لسه ماحولش حاجة للبت دي فأنا هوقف حاضر…انا مش ابن حرام بردو مش هبقى عايز احجر عليه من الباب للطاق كده…
لكنه أشهر أصبعه محذراً ماهر:
-لكن لو عملت الي في دماغك ومارجعتش فيه هتبقى كأنك بتقولي يا عمي دوس واعمل الي انت ناوي عليه واديك شايف جدك مش حمل وقعه جديده …أظن الرسالة وصلت.
أسبل ماهر جفناه بتعب يدرك ثم همس بتعب وشعور بالتورط:
-وصلت.
بعدها تحرك مغادراً يذهب كي يبحث عن فاتنته ليأخذها ويغادر يخفي حسّنها عن الجميع داخل أحضانه فقد أشتاقها بجنون يريد ولو المكوث لجوارها فقط

فسار بخطواته الواسعه الواثقه كعادته يتقدم منهم فيجن جنون جميلة عليه،يتهلل وجهها برؤياه.
وهو يبحث بعيناه عن حبيبته الرقيقة لكنه شعر بضيق واحباط وهو لا يجدها بل جن جنونه فالى اين ذهبت؟ الا يكفي انها قد حضرت لهنا دون إذن منه؟
هم لكي يهاتفها ويبحث عنها لكن جميلة لم تمهله الفرصة بل اقتنصتها واقتربت تتحدث معه برقه ودلال.
جميلة كانت جميلة بحق وسيكن كاذب ومضلل لو أنكر ذلك لكن…تنهد بتعب…فهو لا يرى غيرها ولا يريد غيرها.
ابتسمت له جميلة واقترب تقول برقة:
-ألف سلامة على جدو يا ماهر
-الله يسلمك يا جميلة
-إن شاء الله هيخف بسرعة ويكون كويس.
-إن شاء الله…شكراً على زيارتكم تعبناكم معانا.
لمعت عيناها ببريق خاطف واقتربت منه خطوة زيادة تقول :
-تعبك راحه…انتو غاليين علينا قوي يا ماهر.
اتسعت عيناه متفاجئ وابتعد خطوة للخلف وهو يرى لونا تدلف للداخل..لكن ضيق عيناه بغضب وهو يراها تتقدم مع طارق مبتسمان…زاد ضيقه وضيف عيناه وهو يرى شبح تناغم بينهما…طارق ينظر لها نظرة رجل معجب …طبيعي فأي رجل هذا الذي سيرى فتاة مثل لونا ولن يعجب بها؟
المثير للأهتمام هو إدراكه لحقيقة ….لقد خاف من لونا وابتعد من فوره خطوة للخلف عن جميلة بمجرد حضورها.
هنا طب واقعاً…على من سينكر وهو يحبها وقد أقر مسبقاً.
ولكن الأن الغيرة تنهش أحشاءه وحديث عمه في أذنه يدوي كالرصاص…يمني نفسه بالوصول لحل وسط عنما قريب .
أما لونا فتقدمت لتجلس بجوار چنا التي كانت توزع النظرات بينها وبين طارق ثم غمزت لها وهمست (الله يسهله)
كلمة بصوت منخفض لم تسمع لكنها كانت متوقعه من عيون الصقر الذي التقط غمزتها وفحواها وطبيعة الحديث الجانبي عقبها.
أشتعلت داخله نار غير قادر على إطفائها كل ما يعلمه ان حسابهما بالبيت عسير.

وبحركة غيية ميؤس منها بادر بحديث رائع مع جميلة يضحك ويلاطفها قاصداً إشعال جنون لونته عليه.
لكنه كان بوادي وهي بوادِ أخر…فرغماً عنها جلست سعيدة منتشية بكلام طارق اللطيف لها…كلامه كان رقيق معسول أشعرها بكينونتها…بكم انها أنثويه متغنجة يراها لطيفه ومهذبه على عكس ما كانت تراه وتسمعه من قبل…انتشلها من أفكارها صوت ضحكات ماهر مع خطيبته فنظرت عليهم بضيق…ضيق من نفسها…لانها شعرت بخطيئة حين جلست مع طارق وسمحت له ان يحادثها ويغازلها وهي زوجة لأخر…والأخر هاهنا يجلس يضحك ويبتسم يتحدث مع خطيبته المعلنه…فبأي هراء قد وضعت نفسها.
أسندت رأسها على الحائط من خلفها ثم شردت من جديد تفكر ماذا ستفعل لتخرج من ذلك الوضع الذي وضعها فيه ماهر.
لتخرج من شرودها على صوته الفظ:
-ايه الي مقعدك هنا…يالاااا.
أمرها بغلظة لتنظر حولها ترى نظرات الجميع منصبة عليها ملاحظين معاملته المهينة لها….لتتقدم چنا تقول له:
-في ايه يا ماهر بتكلمها كده ليه؟!
-ماتتدخليش انتي في كلام الكبار
كبار؟!! يرى چنا الاصغر منها بعامين فقط صغيرة ويراها هي كبيرة.
حبست الدموع بعيناها وهمت لترفض..لكنه قطع فتحها لفمها وقال متحججاً:
-يالا عندنا شغل ولا ناسيه؟!
شغل؟!!!! رددتها داخلها بمرارة تنظر له بغضب وعتاب لكنه هتف وهو يرى تقدم طارق من جديد لعندهم:
-يالا اتحركي…ثم همس من بين أسنانه المصكوكة بغل ونار تنهشه:
-ولا عاجبك قعدتك كده الي رايح والي جاي يبص عليكي.
أطبقت شفتيها على بعض وكذلك عيناها بتعب ونفاذ صبرها وقوتها..كادت ان تعانده لكنها لاحظت اقتراب طارق من جديد رفقة والده …بقلب فتاة رقيقة يانعه رفضت ان تُحرج أمامه وهي على علم بفظاظة ماهر…تريده ان يراها دوماً أنثوية مقُدّرة وبأفضل حال لذا وقفت تنهي حديث ماهر ستغادر برونقها أفضل لها.

تحركت كي تغادر معه بهدوء وهو على نار يغلي…لكنه لم يتحدث وظل على هذا صمته حتى وصلا للسيارة فدلفا داخلها ليتحرك بها بصمت كذلك .
وكان الصوت المبادر منها حيث قالت:
-روحني البيت.
لم يجيب عليها فهتفت بحده:
-انا مش رايحه معاك الشغل عايزه اروح البيت.
فرمل سيارته على جانب الطريق بحدة كادت ان تصيب مقدمة رأسها..انتبها الخوف والقلق ونظرت له كادت أن تتحدث لكنه قبض على ذراعها وقربها منه يقول:
-كان بيبص لك كده ليه؟! هااا انطقي كان بيبص لك كده ليه؟
-هو مين؟!
-الزفت الي اسمه طارق .
-ماعرفش…روح أسأله ولا ماتقدرش صحيح.
-قصدك ايه؟!
-فصدي اني تعبت وشايفه اننا غلطنا.
-بمعنى؟!
شحنت نفسها بقوة ثم تكلمت:
-انك لازم تطلقني.
اطلق ضحكه عاليه ساخرة وعاد لقيادة سيارته يحركها باتجاه عمله وهو يكمل مردداً:
-ههههه…أطلقك؟! أنتي متفائله قوي يا لونا…ده مش هيحصل ولا حتى في احلامك.
لم تستطع كبت عضبها وغيظها من تصرفاته خصوصاً ضحكه واستهتاره بها وصولا لتملكة لها فصرخت في وجهه:
-وانا مش عايزه اكمل ايه هو بالعافيه.

جاوبها ببرود:
-أممم..بالعافية
-نزلني
-لونا..انا بجد مش ناقص وتعبان وحكاية تعب جدي مخلصه عليا ولمي الدور لاني كل ده مش عايز اتكلم في انك قفلتي على نفسك الباب مع انك عارفه اني عايز انام معاكي…وقولت عديها يمكن نسيت
استفزت بزيادة مما جعلها تقول:
-لا انا كنت قاصده.
توقف بسيارته يصفها امام الشركه مردداً:
-والله..ده حلو قوي الكلام ده..انزلي.
لم تفعل فترجل هو والتف حول سيارته حتى وصل لعندها وفتح الباب يسحبها من ذراعها قائلاً:
-قولت انزلي يبقى تنزلي.
سحبها فنزلت بالفعل وجعلها تسير معه للداخل لكنها رافضه تقول:
-مش داخله معاك…عايزه اروح.
لم يهتم بمظهره أمام الموظفين وهم يرونه يسحبها معه ويتحرك بها يقف امام المصعد ينتظر وصوله.
وما ان وصل المصعد حتى استقله وفعها لتدلف معه ليتحرك بهما ويستفرد بها داخله…ضيق المسافه جعلت رائحته تتغلغل داخلها تراه يقترب منها باعين لامعه يميل على شفتيها ينوي تقبيلها..لتسرع في الابتعاد عن مرمى شفتيه تزامناً مع فتح الباب ودخول احد الموظفين.
وصل المصعد أخيراً للطابق المنشود فخرج منه يسحبها معه يدلف بها داخل مكتبه
تقدمت منه دينا السكرتيره تقول :
-مساء الخير يا فندم …شركة النصر للحديد نزلت زيادة جديدة وكانوا باعتين رئيس قسم المبيعات عشان يقابل حضرتك و…

قاطعها يقول بقوه وهو يسير بهمه لداخل مكتبه:
-اجلي اي حاجه دلوقتي.
ثم اخذ لونا معه واغلق الباب بالمفتاح عليهما من الداخل تحت اعين السكرتيره التي اتسعت عيناها من فعلته.
اما بالداخل
فقد دفعها ثم ولج خلفها يغلق الباب عليهما ويحوط خصرها بذارعيه يأثرها بينهما مردداً:
-بقى انتي بقا بتمنعي نفسك عني.
زاغت عيناها وتوترت وهي تراه وتشعر به يفكك أزار قميصها القطني وقد علت وتيرة انفاسه:
-كده يا لونا…مش عارفه اني ماقدرش استغنى عنك
حاولت التحدث معه بتعقل تقول:
-يا ماهر احنا مش هينفع نكمل مع بعض.
-ليييه؟
-ليه؟! بجد بتسألني؟! نكمل ازاي؟ خلي كل واحد مننا يروح لحالخ وخلينا نطلق.
جن جنونه على الاخير وصرخ:
-نطلق ايييه هو انا لحقت اتجوزك
-وانت بتسمي ده جواز؟
-اه وهتفضلي مراتي وبتاعتي العمر كله انتي فاهمة ولا لا
-لا مش فاهمه…انت ماشترتنيش على فكرة
-مين قالك…اشتريتك…انتي بتاعتي يا لونا بتاعتي وهتفضلي طول عمرك بتاعتي.
ثم هم يهجم عليها يقبلها لكنها نفضته عنها بغضب تقول:

-وانا مش موافقه…مش. موافقه ومش هسيبك تضيعني فاهم.
-انا اضيعك؟! انا اتجوزت على سنة الله ورسوله؟!
-مش عشان جواز عند مأذن بقا شرعي…تقدر تقولي مين يعرف؟
-كله عرف يا لونا ..كله عرف.
هبطت حدتها وبهت وجهها تهمس:
-ازاي؟!
-ماسألتيش ايه حصل خلى جدك يقع من طوله؟
-ايه؟
-انا قولت له ماستحملش الخبر بعدها حبيت اعرف الباقي
-وعرفوا؟
تنهد بتعب:
-يعتبر
-يعني ايه؟!
بذأ يخبرها عن وا دار بينه وبين عمه الى ان انتهى فوقفت من مكانها بحدة تقول:
-يعني ايه؟! هفضل مراتك في السر ومهري شركة انت المتحكم فيها وكمان عايز تشغلني خدامه عند موظفينك اعملهم شاي وقهوه..عايز تشغلني عامل بوفيه…باليل تمتع نفسك بجسمي وبالنهار تشغلني خدامه؟! وفاكرني هقبل؟! ده عمايل عمي فيا أهون.
وقف من مكانه يسألها:
-أنا؟! انا طلبت تشتغلي في البوفيه؟!
-ايوه…أسأل استاذة غادة بتاعتك.

تنهد بتعب…يريدها ويريد قربها…فخضع لها لاول مره ثم تفوه بوضوح:
-ايه يرضيكي وانا اعمله؟
تلعثمت في الحديث ولم تجيب فتحرك على مضد ناحية هاتف مكتبه الأرضي يحادث سكرتيرته :
-دينا…لونا ترجع دلوقتي قسم الجرافيك وتتعلم زي ما هي عايزه.
أنهى مكالمته ثم نظر لها يقول:
-هممم…مبسوطه كده.
لم تجيب ليقول بتعب مرهقاً:
-ممكن تاخديني في حضنك ؟!
لم ينتظر إجابتها وانما اقترب منها يضمها له ويدفن نفسه بصدرها ليتنهد بتعب:
-اااااه…تعبت قوي…تعرفي نفسي في ايه؟!
لم تسأله لكن ماهر اكمل:
-نفسي اخد اجازة ونروح جزيرة بعيدة مش عليها حد غيري انا والبنت الي بحبها وبس…بحلم ييجي اليوم الي اعمل فيه كده.
سحب نفس عميق برائحتها ثم همس مترجياً:
-ماتبعديش نفسك عني تاني يالونا وبلاش تقفلي باب اوضتك انا عايز انام في حضنك…اوكي؟!
-حاضر..
همست بتعب على عكس نواياها…لقربها منه ويرفع نفسه يتعمق في قبلته معها يمتع نفسه بها ويصبرها ريثما يعود في الليل.
ليلاً بمنزل الوراقيين.
دلف بغضب فالهانم بعدما فعل لها كل ما ارداته وعادت لقسم الجرافيك تتعلم كيمفها تريد قد استغلت انشغاله وغادرت للبيت بمفردها.
قبض على مقبض الباب يديره لتحتد ملامحه وهو يدرك انها قد أغلقته عليها من الداخل.

اما بالداخل فقد جلست لونا تبتسم وهي تطالع مراسلة طارق لها على إنستغرام يبدي إعجابه وباللحظة المناسبة سألته سؤال هام:
-تعرف حد ممكن يشتري شوكة أخشاب؟!
بلحظتها تم إقتحام الغرفة بنجاح من قبل ماهر الذي بدأ يقترب منها وهيئته لا تبشر بالخير….

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل الخامس عشر

كان شعور جميل دغدغ صدرها وإحساسها حين أبصرت طلب متابعة طارق لها على تطبيق الإنستغرام.
أبتسمت بفرحه تغلغلت داخلها…انها تكتشف الحب لأول مرة بحياتها.
تسير مع خطواته الأوليه الصحيحة، وبحركات بسيطة من أناملها كانت داخل صفحته الشخصية تشاهد صوره …
كم كان وسيم وسيم وسيم…يرتدي افخم الثياب…يقف وكأنه يملك العالم…تراه جذاب ويحمل قدر عالي من الكاريزما.
ابتسمت بهيام وهي تتبع صوره وكذلك مقاطع الفيديو القصيرة المنشورة له وحده احياناً وبرفقة احد أصدقائه أحياناً أخرى.
بوقتها أرسل لها رسالة فتسارعت دقات قلبها وارتعشت أوصالها وبدأت تهزي مع نفسها مفكرة:(أرد؟! ولا ماردش..لا أرد…لا لا أستنى شوية)
انتطرت وكل ما انتظرته لم يتعدى ثواني الى أن قبلت طلب المتابعة وقامت بمتابعته كذلك ثم الرد عليه واول ماقاله:
-لونا انا طارق..ازيك
فجاوبته:
-الحمدلله
-ماتعرفيش انا كنت مبسوط أد ايه اني شوفتك النهارده وعرفت اقعد معاكي لوحدنا.
صمتت ولم تجيب لكنه أضاف:
-على فكرة…شكلك كان زي القمر النهارده
طارت الفراشات في معدتها وابتسمت بحرج وكسوف هائمة مع كلماته.
لكن تلاشت بسمتها قليلاً وهي تشاهد صور له مع فتيات أجنبيات وعارضات أزياء كل منهن تقريباً لا ترتدي ما يكفي لستر معظم جسدها المكشوف، منهم من تحتضنه ومنهم من يحتضنها هو، ومنهم من تميل عليه وخلاف ذلك الكثير.
اصابتها صدمة جعلتها تتوقف عن التقليب وتتوقف عن الرد…هل كلهم كذلك؟ حتى طارق؟ أكل الرجال شهوانيين؟
غامت عيناها واظلمت مدركة(كلهم ماهر عزام) لا فرق…إذا مصلحتي فقط.
تعلم تماماً انها لا تسير على وتيرة واحدة وكل ما تتعلمه لا تنفذه..تتذكر كم مضى من وقت تدرس. تتابع تعاليم الاخصائيين النفسيين والمرشدين الشخصيين تتعلم وتنوي على تنفيذ ماتعلمته الا انها تسير على سطر وتترك سطر ولكن…الغلط مردود.
اخذت نفس عميييق ثم سألت:
-طارق ..
فجاوب:
-نعم

-هو انا لو طلبت منك طلب ممكن تنفذه او يعني تساعدني فيه
-يانهار ابيض…انتي تؤمري والكل يخدمك ..أنا عيوني ليكي يا لونا.
تنهدت براحه ثم اندفعت تسأل:
-تعرف حد ممكن يشتري شركة أخشاب؟
غاب عنها في الرد لثواني ثم ……
تم اقتحام الغرفة من ذلك البربري الهمجي…يقف ينظر لها والشرر يتتطاير من عيناه تداركت نفسها واخفت الهاتف تحت وسادتها.
وأول ما قاله:
-تاني؟!! مع اني حذرتك!!! بتقفلي الباب على نفسك تاني وانتي عارفه أني جايلك.
-عايز ايه مني؟
-واحد لسه عريس وعايز مراته تفتكري ممكن يكون عايز منها ايه .
اقترب من الفراش يخلع عنه سترته وقد اتسعت عيناها تسأله:
-أيه؟
-عايزك.
انتفضت من مكانها تقف فوق الفراش ترفع اصبعها أمامه محذرة:
-اسمع لما اقولك…أنا مش هفية عشان تعمل معايا كده أتفضل دلوقتى حالا اطلع برا بدل ما..
انقطع حديثها بعدما أوقعها على الفراش بجذب قدمها ثم سحبها لعنده وقيد يديها فوق رأسها ثم دنى يقترب منها بخطر صامت ..كان فقط يطالعها بشغف و وله وإعجاب..يملي عيناه منها ثم همس مغرماً:
-بدل ما أيه؟؟
تلعثمت في الحديث بسبب تبديل الحال واقترابه منها والفكرة التي ضربت رأسها لما أدركتها (إن لماهر تأثير عليها)

سخنت وتهدجت أنفاسه وهو مازال يأكلها بعيناه ثم يحسها على الحديث مكملاً:
-قولي بدل ما أيه؟
ملس بيده الحره صعوداً وهبوطاً على خدها المنتفخ المستدير يهمس:
-بحب أشوفك وانتي بتخربشي.
زاغت عينها وتوتر جسدها..لكن حمداً لله عقلها لازال معها وبوقتها همست:
-لو مابعدتش عني هصوت وألم عليك البيت كله.
أبتسم بحب معجباً:
-لو مابعدتش هتصوتي؟ طب صوتي عشان انا مش ناوي أبعد.
-ومش خايف يعرفوا الي بينا.
اعتدل على حين فجأة من فوقها يستطح بجوارها وهو يقهقه وهي اعتدلت تستقيم في جلستها تتابعه مستغربه ليردد:
-على أساس انهم مش عارفين؟!
-عارفين؟!
-أه …بس هينكروا
-يعني ايه؟!
تنهد بتعب ثم قال:
-هو انا النهاردة مش حكيت لك…على فكرة انتي ظالماني.. أنا نفذت كل الي طلبتيه مني وبردود لسه مش مدياني ريق حلو.
صرخت فيه:
-طلبت ايه وعملته؟
-مهرك اخدتيه ..إشهار وقولت بس جدي وقع فيها وعمي هددني لو كل الناس عرفت يبقى الخبر هيوصل لاهل جميلة ودي تعتبر إهانه كبيرة وعلى الملأ الناس كلها عرفت اني خطبتها ماينفعش ولا يصحش ابداً اني أروح أعلن جوازي من واحده تانيه كده فجأة…عيب في حقي وحقها..أفهميها بقا.

-وانا مالي…ذنبي انا ايه؟! انا فين من كل الحسبه دي..
وقفت تهز رأسها بجنون:
-و دخلتني فيها الحسبه دي ليه من الأساس ..مانا كنت في حالي.
صكّ أسنانه بقلة حيلة وتعب يردد:
-أنا كمان كنت في حالي ودنيتي ماشيه ..مش عارف طلعتي لي منين عشان تقلبي كل الموازين وتقلبي لي حياتي…مش عارف مش عارف.
نظرت له تطالعه فرأت رجل يتحدث بصدق لذا اقتربت منه تجلس أمامه تحدثه بتروي ربما تعقل و وصلا لحل:
-طيب تعالى نتكلم بالعقل ونوصل لحل..
هز رأسه وأكمل عوضاً عنها:
-جميلة بنت ناس وشيك ..مظبوطة على الشعرة وجمالها يهبل وبنت عيلة وشكلها بتحبني وهي الي زاقه أهلها على الجواز وباين عليها اخلاقها عاليه وطيبة يعني مافيش بعد كده..صح؟!
-بالظبط.
صرّح بتعب وجنون:
-قولت لنفسي الكلام ده الف مره…بس مانفعش…هي مش لونا.
مسحت بكفيها على وجهها تهزي(يالهوي عليا وعلى سنيني)
وضع يديه على كتفيها يقبض عليها بتملك مردداًبهوس:
-انا عايزك أنتي…مش عايز غيرك ومش عارف أكون مع حد غيرك…عشان كده اتجوزتك بسرعه…أنا عارف نفسي ماكنتش هعرف احوش نفسي عنك…ومع اول فرصه اتجوزتك.
تغيرت ملامحها ورفعت احدى حاجبيها كأنها التقطت معنى مبطن فسألت بشك:
-قصدك ايه؟!

توترت ملامحه فعمد للتشويش وقال:
-بقا بذمتك ده كلام نتكلم فيه!! أنا لسه عريس جديد ومالحقتش أتهنى بيكي ولا أشبع منك.
تراجعت خطوة للخلف تدرك مغزى حديثه وهمست:
-قصدك ايه؟!
-قصدي ايه؟! يعني لازم ارميها في وشك كده؟!
مسح على وجهه ثم نظر لها قائلاً:
-تعالي قربي مني؟!
هزت رأسها رافضه وتراجعت للخلف لكنه لم يتركها تكمل بل جذبها لعنده يطبعها على جزعه العاري تستشعر حرارة جسده وتحتك بخشونته المضادة لجسمها الغض الذي أثاره بجنون،يحتضنها له وهو يتنفس بحرارة مردداً:
-وحشتني يابت…شكلي أدمنتك ومش هعرف أبعد عنك…بس..
شهقت بصدمه متألمة وقد صفعها فجأة على مؤخرتها وهو يقول:
-ايه يعرفوا الي مابينا دي؟هو انا مرافقك في الحرام؟! انتي مراتي ياهبلة.
هزت رأسها ترفض فرضه لسحره عليها…تتذكر وهي بمفردها تكن بتفكير وما ان ينفرد بها تصبح في تفكير أخر..ينجح في السيطرة عليها وبرمجة عقلها ثم تعود منفردة تجلد ذاتها على إنسياقها وراءه…كانت تعتقد أن بإمكانها فرض سيطرتها عليه بحضرته لتقف امام الحقيقة عاريه …بحضرته هو الوحيد المسيطر.
ساقها الى الي مالانهاية حين قوب أنفه يضعه فرق جلد خدها يسحب كمية غزيرة معبقه برائحتها ويهمس بحرارة صادقه خارجه من أعماقه:
-تعرفي …أنا مبسوط انك مراتي…مراتي أنا.
اخترقت الكلمة أذنها وألتفت كي تعارضه وتذكره بتضاد ما كان ينعتها مسبقاً الا انه لم يصبر ولم يترك للحديث فرصه …وضع إصبعه على فمها يمنع تفوهها :
-ششششش…ماتقوليش اي حاجة…
ثم سحبها في قبله عميقه أوقفت تفكيرها…ربما مايسحرها بأوقاتهما معاً أنه فعلا صادق يحبها…شغوف بها فيسلب عقلها الصارخ برفضه.

لكن كلها مسكنات تسكته لدقائق وسرعان ماتعود لرشدها…فينما هو يعتدل من فوقها يتصبب عرقاً ويضمها لجسده العاري يتنهد بإنتشاء يحتضنها مردداً:
-اااه…عمري ما كنت مبسوط كده.
قبل شفتيها قبله خفيفة ثم نظر لها هامساً:
-انتي تجنني.
حاولت الإبتعاد تلملم ملائة السرير البيضاء حولها وتبتعد عنه وتستعد لمغادرة الفراش لكنه قربها منه بخفه يمسكها من خصرها هامسا بحشرجه:
-رايحه فين؟
-هروح أستحمى.
قالتها وقد تحاشت النظر لعيناه ..النفور والندم متجليان ومتحدان على ملامحها الفاتنة…مر علقم وتكون في حنجرته ثم انصب على صدره.
لكنه يعلم…ربما معها حق…لقد سلبها الكثير من حقوقها..ماذا لو كانت القصه غير القصه والظروف مختلفه..ماذا لو.
تنهد بحراره وبدأ يفكك لفة الملائة من عليها كي يضمها لجسده العاري يتنعم بقربهما القاتل لكنها أحكمت يديها حول الملائة تنظر له بأعين رافضه بقوه فقال:
-في ايه؟! عايز اخدك في حضني من غير حاجه.
-لأ.. أنا كده كويسه.
زم شفتيه بأسى لكن رضخ لطلبها و وافق ..يكفيه ضمته لها…سحبها لأحضانه يقول:
-ايه رأيك لو نطلع أجازة يومين بعيد عن كل حاجة و…
صمت وقد رفعت له عيناها ليزم هو شفتيه ويغمض عيناه بضيق متذكراً الظروف .
نفخ انفاسه بضيق ثم ردد:
-أوووف..كل حاجه معكساني ومش عارف انبسط معاكي براحتي..عارفه كمان نفسي في ايه؟
-إيه؟
ابتسم لأنها بادلته وسألت…فهمس حالماً:

-نفسي في بيتين يبقوا بتوعنا واحد على البحر نقضي فيه الصيف كله وبيت في الريف اعمل مزرعة كبيرة يبقى فيها شجر فاكهة ومواشي وبقر وأرض تتزرع وخضرا حوالينا في كل مكان وفرن ريفي يتعملنا فيه العيش صابح كل يوم.
لمعت عيناها وهمست:
-اممم..ده هيبقى حلو قوي.
زاد من حرارة ضمها وهو يتخيل:
-قوي خصوصاً لما نقضي فيه الشتا انا وانتي والولاد.
الولاد؟!!!! رفعت عيناها تنظر له فأستغرب نظرتها وسألها بعيناه لتتحدث:
-هو احنا هنفضل مع بعض لحد مانجيب بيوت ويبقى في كمان ولاد؟!!!
-أمال انتي مفكرة أيه؟!
سحبت نفسها من أحضانه و ابتعدت بنجاح تلك المرة وو وقفت قائلة:
-مفكرة نفسي نزوة وحاجة رخيصه اخدتها من غير تمن.
اتسعت عيناه بغضب لما وصفت به نفسه وصرخ:
-انتي اتجننتي ..ازاي تقولي كده؟
سحبت ملابسها منّ الأرض وتحركت تجاه المرحاض تقول:
-انا بردد كلامك الي حفظته من كتر ماقولتهولي.
ثم صرخت فيه بقهر:
-احلامك دي ابقى حققها مع جميلة بنت الناس اللي عندها عيلة مخلاياك خايف منهم.
ثم اغلقت الباب في وجهه بعنف بعدما سددت ضربتها في الصميم وقد أغلق عيناه بعدما تلقى الضربه.
وقفت أسفل المياه تبكي بخزي وقهرتغسل جسدها بالليف والصابون كأنها تقطعه علها تريل طبع بصماته من عليها أو أي أثر له…تبكي بقوه وهي تشعر بأن أثاره لا تمحى وكيف ستمحوها وقد أكلها بأسنانه أكلاً مازال صوته في أذنها وهو يهمهم متلذذاً بها…مسحت بالصابون مجدداً لكن بلا فائدة…أغمضت عينيها..تباً لقد لعقها كلياً من شدة هوسه بها…إن أثاره لا تمحى.

وقد وقف خلف الباب الموارب يرى ماتفعله…نادمة دوماً تشعر بالعار على أجمل لحظات قد عاشها.
لم يرغب في المزيد من الضغط عليها وأغلق عليها الباي مغادراً لغرفته يفكر فيما قالت.
______سوما العربي________
دق جرس باب البيت الكبير وتقدمت الخادمة كي تفتح لتوقفها جيلان زوجة عزام مرددة:
-استني هفتح انا..روحي انتي شوفي شغلك.
ذهبت الخادمه تنفذ امرها فيما تقدمت جيلان تفتح الباب تستقبل رجل في أواخر العشرينات يرتدس ملابس فخمه وهيئته كانت فخمة وأنيقة .
فتحت له ذراعيها تردد بحبور:
-حبيب اخته…أخيراً جه زارها.
ضمتخ لها بقوه ليهمس :
-هي فين؟
فهمست :
-جوا..ادخل
ثم رفعت حسها من جديد:
-البيت نور يا حبيبي لازم تتغدى معايا بقا…تعالى اتفضل.
بوقتها كان كمال يهبط الدرج فنظر مستغرباً على ذلك الشاب وردد:
-مساء الخير
-مساء النور يا كمال..تعالى..تعالى سلم ده حسام اخويا لسه راجع من روسيا من يومين قولت اعزمه ييجي يتغدى معايا ويققضي معايا اليوم وبالمره يتعرف عليكم.
-اه طبعاً ينور في اي وقت..اهلاً وسهلاً يا حسام البيت نور.
-منور بيكم طبعاً

نظر كمال حوله ثم سأل:
-هما البنات فين؟
رفعت جيلان احدى حاجبيها بضيق ثم ردت:
-مش عارفه.
القى نظرة سريعه على حسام عادر ناوياً الاطمئنان عليهم بنفسه ليترك حسام ينظر لشقيقته مردداً:
-ابتدينا في الرخامة..بيسأل عن البنات قال يعني هاكلهم..على الله الحته تكون تستاهل البهدلة دي وتطلع حلوه.
زجرته اخته بهمس واكملت:
-لا من الناحية دي اتطمن..حلوه واصلاً مش مهم…المهم الي هيعود عليك من وراها…انا سامعه محمد الوراقي بنفسه وهو بيقول انه هيحول لها ورثها على حياة عينه يعني هتاخد شئ وشوايات لا وايه دلوقتي مش بعد عمر طويل…شوف بقا هيطلع لك كام.
زاغت عينا حسام وهو يحسي ويتخيل النعمه التي ستحل عليه لو طال نواياه.
_______سوما العربي_______
دلف كمال لغرفة چنا يحذرها من النزول الا معه فاعترضت مستغربه لكنه أمرها بحده وغادر لغرفة لونا يدق الباب بهدوء ليسمع صوتها الخافت تسمح بالدخول فدلف قائلاً:
-لونا لو سمحتي مافيش نزول تحت غير معايا عشان في ضيوف رجاله تحت..فاهمة
التفت تنظر له حيث كانت تجلس مرتديه قميص بيتي باللون الأزرق تجلس امام مرأة زينتها تسرح شعراتها المبتلة والدموع بعينها لتقول:
-حاضر.
اتسعت عيناه واقترب منها وقد انغلق منه الباب يقول بقلق:
-ايه ده؟ مالك؟! انتي معيطة؟!!
نكست رأسها أرضاً علها تداري دموعها وهمست:

-لا لا..مش معيطة.
رفعت عيناها وسألته:
-هو انت كمان شايفني كده ومش عايزني انزل تحت عشان ماشاغلش الرجالة الي تحت؟
صدم من حديثتها وصوتها المخنوق بالدمع والقهر لينفي سريعاً وهو يقترب منها:
-لا لا ابداً…ده انتي ست البنات…كل الحكاية اني شاب وشوفت كتير فبقيت عارف تفكير الشباب وسخ ازاي واصلا مابحبش ادخل حد غريب على اهل بيتي عشان كده خوفت عليكم حتى كنت لسه عند جنا قبلك بقولها.
تهللت ملامحها واشرقت تقول:
-بجد؟!
-بجد طبعاً يا لونا.
اقترب منها خطوة أخرى ثم قال:
-بس انتي عيونك معيطة ليه؟
اسبلت جفناها بتعب ثم همست :
-مافيش حاجة.
ربط على كتفها يوأزرها وهمس :
-أحكي لي يا لونا لو في مشكلة انا ها…
قاطعة دفعة الباب من ماهر لينظر كمال على طريقة إقتحامه الغرفة ثم وقفته أمامهما كأنه مارد غاضب يخرج صوته قاصفاً:
-انت بتعمل ايه هنا وايه الي دخلك عندها؟
وقف كمال مستهجنناً تصرفاته وتطريقة حديثه ثم بدأ يردد:
-زي ما انت دخّلت بالظبط بس على الالف انا خبطت انت الي ازاي تدخل كده عليها؟!!

سحب نفس عميق زفره بتروي ثم قال:
-انا أدخل عليها في اي وقت انا حر
-نعم؟! خلاص وانا كمان حر
-أنا جوزها..
-أيييه؟!!!!
صرخ كمال بصدمة واتسعت عينا لونا …ماكانت تتوقع ابداً ان يخبره ببساطة…فوقفت مذهولة.
اقترب كمال من ماهر يردد بغضب:
-انت بتهزر مش كده؟
-لأ
-لا؟!! ازاي؟؟ وامتى؟! وازاي ماحدش عارف.
نظر على لونا وجدها تتابع بصدمة ليقول:
-طب تعالى معايا نتكلم برا.
لم يتحرك كمال ليهتف:
-يالا…وانتي ادخلي البسي حاجه.
قبض على يد كمال يخرجه بغضب ثم قال لها:
-حسابك معايا بعدين
-اعمل الي تعمله
التف لها بصدمة…لا يصدق انها تفوهت بذلك..رفع إحدى حاجبيه لها ثم همس:
-حلوة الخربشة دي لا وجديدة..تمام…عشر دقايق وراجع لك.

خرج بكمال يدلف به لغرفته يغلق الباب والتف ليجد كمال يسأل بحده متتابع:
-ليه؟ازاي وأمتى؟ وليه؟ ليه ماحدش عارف؟
سحب نفس عميق زفره بتعب ثم همس:
-عشان بحبها..بحبها يا كمال..بحبها قوي
ثم بدأ يقص عليه طريقة زواجه منها وما حدث بعدها الى ان انتهى فهتف كمال:
-تقوم تتجوزها كده
-ماكنش قدامي حل تاني
-وجميلة وأهلها؟
-مش عارف مش عارف…حتى مش عارف اعلن جوازي منها بسبب ابوك.
-كل ده عك..عك في عك
-عارف بس مش عارف احلها ازاي..هي الي اجبرتني على كده..مافيش حاجة بعملها عجباها ولا شيفاني ولا بتقبلني.
فصرخ فيه كمال:
-عايزها تقبلك ازاي بتصرفاتك وكلامك دول مين فهمك ان السماجه والتناحة كاريزما…وفين ماهر الي حنية الدنيا فيه وبيعامل امه وأخته على انهم ملكات…جرب تعاملها كده وانا هتلاقيها زي الجيلي في ايدك.
حك شعره وهو يردد:
-انا فعلا فكرت في كده..خصوصاً اني…اتأكدت اني مش هقدر أستغنى عنها.
-طبيت…ههه الفاتحة على الرجالة.
زجره بحدة:
-كمااال

-خلاص ياعم…يالا تعالى معايا…وحاول تكون لطيف وجنتل معاها…عاملها بحنية وكلمها بهدوء
-ماشي.
خرجا معاً يهبطان الدرج وكمال يردد على مسامعه كلمه واحدة:
-عاملها بحنية وكلمها بهدوء…تعاملها بحنيه وكلمها بهدوء…تعاملها بحنية وكلمها بهدوء…
-هعاملها بحنية وأكلمها بهدوء هعاملها بح……لوناااااااااا.
هتف بها بحده وهو يراها تقف وقد سمعت حديثه وبدلت ثيابها لفستان العن وأضل سبيل يظهر حسنها الفتاك وقد سيبت شعرها ويقف لأمامها رجل يكاد يرى لعابه السائل عليها يهم لان يقبل يدها مسلماً فهبط الدرج العالي بقفزتين يقترب منها وهو لا ينوي خيراً لا لها ولا لذلك البغل…

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل السادس عشر

تقدم بخطواته الواسعة يقف أمام ذلك الغريب ويلزم يدها فيوقفها خلف ظهره يخفيها وبقى هو في مواجهة الاخر يهتف:
-انت ايه الي بتعمله ده؟ اتهبلت في مخك ولا ايه؟
تعالى صوت حسام وقد أُخرج أمام تلك الفاتنة فرد بغضب وتفزز:
-ماتحترم نفسك يا جدع انت ؟ انت ازاي تكلمني بالطريقه دي انت مش عارف انا مين
-حصلنا الرعب…تطلع مين بقا يا كوكو
-كوكو؟! لا ده انا كده هحسب لك الغلط
تدخلت جيلان هاتفه بغضب:
-جرى ايه يا ماهر انت ازاي تكلم اخويا كده؟ انا مش هسكت على الكلام ده وليا كلام تاني مع ابوك.
-تصدقي خوفت…يالا اجري روحي عيطي له.
اتسعت عيناها بصدمة من تماديه في الوقاحه ليتدخل كمال مهدئاً الوضع:
-اهدوا يا شباب..مش كده…وانت يا حسام حقك علينا.
ثم همس بأذن ابن عمه الغاضب:
-ممكن تهدى بقا…هتفضل كده تزعق هنا وهناك كل ما حد يقرب منها وتعمل مشاكل من مافيش…إهدى.
صمت بغضب شديد يحاول كبته ونظر خلفه لسبب بلاويه ثم جرها من يدها مردداً:
-تعالي معايا.
سحبها خلفه يصعد بها الدرج حتى وصل لغرفتها وادخلها فيها مرددا:
-شايفه…كل ده بسببك…كل شويه مصيبه شكل بسببك.
-انا ..وانا كنت عملت ايه؟
-ماهو لبسك الزفت ده هو السبب.
رفعت له احدى حاجبيها وقالت:
-انا بلبس زي جنا وزي جميله وزي كل البنات الي ممكن تقابلهم في يومك..مش بشوفك تعمل كده يعني معاهم..ماجميلة امبارح كانت لابسه توب كت وقصير وجيبه مش واصله لنص رجليها ماسمعتش صوتك يعني .
-وانا مالي ومال جميلة وبعدين جميلة صغيرة
-بجد؟! صح عندها ٢٢ سنه …بسسس…تخيل ان انا كمان عندي ٢٢ سنه

صك أسنانه بغيظ منها ثم اقترب يقبض على ذراعها مردداً:
-عايزه ايه؟؟ عايزة توصلي لايه؟؟ أنا فهمت خلاص…انتي عايزاني ارتكب جناية وادخل السجن فتخلصي مني مش كده.
صمتت لثواني متنهده ثم قالت:
-لا …اقولك حاجة…انا مابقتش عارفه انا عايزه ايه؟ وانا اصلا اتحطيت في وضع مش عايزاه ومش عارفه اخرته ايه.
اظلمت عيناه وهو يقول:
-قصدك جوازك مني
-اه …انا ماكنتش عايزة اتجوزك …انا كنت عايزاك أخ.
تهور غضبه من تلك الغبيه التي لا تحس…فهو دمه يغلي من شدة تأثيرها عليه وكل جزء من جسده يريدها وهي تريده شقيق لها…هو حقاً لا يجد ما يرد به عليها لكنه هتف:
-افهمي بقا…انتي مش اختي انا مش شايفك اختي ومستحيل أشوفك اختي.. شايفك مراتي فاهمه يعني ايه مراتي ولا اقولها لك صريحه في وشك .
دار حول نفسه بجنون يود قطف قطعه من السماء بيده ثم التف لها يردد:
-انتي السبب في كل الي بيحصل…انتي الي بتخليني اعاملك كده انا كنت نازل وانا ناوي اغير معاملتي ليكي لكن نزلت لاقيتك …
قاطعته تردد:
-ايه لاقتني في حضن واحد؟!!
إحمر وجهه وانتفخت عروقه من تلك البقرة وما تتفوه به لا تحسب انه قد يجلطه وصرخ فيها بأعين جاحظة:
-خدي بالك من كلامك …ازاي تقولي كده اصلااا.
كان الرعب يقتلها لكنها ملت وتريد الخلاص:
-انا بقولك الحقيقة انت نزلت لاقيتني بسلم عليه زي ما اي حد بيسلم….مشكلتك معايا مشكلتك ان انا لونا.
هز رأسه بتأكد تلك بالفعل المشكلة…مشكلته انها لونا..وانه يتعدى حدود المعقول مان ان يتعلق الأمر بها.

-فعلاً انا مشكلتي معاكي انتي..
ألتفّ مغادراً يقول بتنيه:
-تفضلي في اوضتك مالمحش طيفك برا..
كادت ان تتحدث لكنهه قال:
-الي بقوله يتنفذ سامعه ولا لا؟
ثم خرج لا ينتظر رد منها وهي سقطت على الفراش من خلفها تغمض عيناها وقد أغرقها الدمع..
تناولت هاتفها من جوراها وفتح منها على الكاميرا الأمامية لترى هيئتها الباكية وعيونها الذابله بعدما كانت متهمه دوماً بالغنج والإغواء لتقف تسأل نفسها سؤال واحد :
-انا هفضل أعيط لحد أمتى؟ لحد امتى هفضل اعيش دور الضحيه والكل يبقى جاني.
فتحت الفيديوهات المصورة تبحث عن دكتورة سارة وفيديوهاتها وبلحظة فارقه قررت التواصل معها مباشرة وحجز (جلسه خاصه معها)
كلام ماهر لازال يدوي بأذنها…هي السبب في كل مايجري …لأول مره تصدق على كلماته …ربما كانت هي السبب…يكفيها عذاب ربما حان موعد التغيير.
فتحت اتصال هاتفي مع دكتورة ساره تحكي لها عن قصتها بأختصار و أول سؤال سألته له الدكتورة كان:
-وانتي عايزه ايه دلوقتي يا لونا..ليه فكرتي تتواصلي مع حد يرشدك.
تنهدت لونا بتعب ثم جاوبت:
-عايزه اشوف الغلط فين..مش عايزه افضل تعبانه متهمه مش عايزه ابقى ضحيه انا عايزه أنجو بنفسي.
إبتسمت الدكتورة بهدوء ثم قالت:
-برافو عليكي يا لونا…انتي كده حطيتي ايدك على الجرح انتي طول السنين اللي فاتت كنتي عايشه في شخصية الضحية ومش عايزة تطلعي براها …برمجة عقلك خايفه تطلع من منطقة الراحه خايفه تبذل مجهود التغيير وتشوف المشكله فين وتعالجها..وعايزة أقولك بقا على المفاجأة…انتي دلوقتي جاهزه للتغيير وهتتغيري عارفه ايه الدليل؟
-إيه؟

سألتها بتعجب لتجيب الدكتورة :
-بدليل أن الفيديوهات بتاعتي والي شبهها كانت بتطهرلك.. الكون ده له رب يا لونا و هو قال “وكل شيء خلقناه بقدر” مافيش حاجة في كون الله بتحصل صدفه..مافيش اصلا حاجه إسمها صدفه..وعشان كده انا بقولك ان ربنا باعت لك رسايل وبيقولك قومي ده وقتك…
أبتسمت لونا لثواني ثم همست:
-ربنا بيكلمني؟!! بيكلمني أنا؟!!!
-ربنا بيكلم كل عبادة يالونا بس احنا نفهم الرسايل بس..
-مش قادرة أستوعب بجد
-هتستوعبي بس لازم تكوني عارفة ان رحلتك هتبقى طويلة وممكن يحصل فيها انتكاسات كتيرة هتبقى أدها؟!
-إن شاءالله.
-تمام…أول حاجة لازم تعملي هدنه مع ماهر…إشتعال الموقف بينكم هيعطلك ومش هيفيدك أبدا…
-اعمل كده ازاي انا مش بعرف أتكلم معاه كلمتين على بعض.
-من كلامك الي فهمته انا مش محتاج غير تعامل بهدوء مع ابتسامة لطيفه لحد ما نبدأ رحلتنا…ساعتها حاجات كتير هتوضح ومين عارف يمكن انتي الي تختاري تكملي معاه.
هتفت لونا بقوه:
-مستحيل.
لتبتسم دكتورة ساره بهدوء:
-أول حاجه نتعلمها…مافيش مستحيل بلاش تطلقي أحكام لانها بتحصل..بلاش تطلقي احكام في العموم لا على نفسك ولا على حد لأن لو قولتي حاجة على حد مثلاً فلان ده كذاب فلانه عينها وحشه دي ابشع حاجة تعمليها في حق نفسك لان ربنا بيسخر لك الي يقول عليكي الحكم ده …الحاجة الي تقولي انا!! أنا مستحيل اعمل كذا!! للأسف مش هتموتي الا لما تعملي كذا ده فهماني يا لونا.

-فاهماكي..حاضر..هحاول .
اغلقت المكالمة تشعر ببعض الهدوء وبداية ترتيب فوضتها الداخلية…ربما تأخرت او ربماذلك هو موعدها..موعد تجليها مع ذاتها وفهمها ليتسقا في مسار واحد يحقق لها الحياه التي تريد.
فكرت لثواني كيف تهدء اللعب مع ماهر لكنها حقاً لا تعلم.
وقفت في المطبخ تعد صحون الطعام على صينيه كبيره فتقدمت جيلان من خلفها تتصنع الإبتسامة مرددة:
-واوو..الدريس ده تحفه..
ضحكت بخبث مكلمه:
-سمعتي كلام ماهر وغيرتي!!
-ابن خالي وخايف عليا…مش مشكلة لما اسمع كلامه مره.
رفعت لها احدى حاجبيها بنزق ثم نظرت للصحون مرددة:
-ولمين كل الأطباق دي؟!
حملت لونا الصينيه وهي تسألها ساخره:
-انتو بتعدوا اللقم هنا ولا ايه؟ حاجة غريبة جدا.
تبسمت بخبث وهي تكمل:
-بس انا هريحك…فعلاً دول مش ليا لوحدي..دول ليا و ..لضرتك.
نطقت ألأخيرة بخبث متمهل متأني ثم اقتربت من جيلان هامسه:
-مش هي مريضه واكبر منك ونايمه في السرير بس سبحانك يارب…حلوه وبيضه قشطه وتحسي فيها الرمق عنك.
اتسعت عينا جيلان من مقصد حديثها و قاحتها وهمت لتصرخ فيها لكن لونا همست ببراءة:
-والله العظيم يا حبيبتي انا كنت قاصدة مصلحتك لاني لمحت خالو عزام وهو بيتسحب لأوضتها أمبارح.

قالتها وغادرت بضحكة خبيثه تتمتم:
-قسماً بالله لوريكوا كلكوا..بقا انتو هتجيبولي انا قهر نفسي…أنا بقا فوقت لكمو وهطلع عين أهلكم..
وزادت ضحكتها وهي ترى جيلان تخرج هاتفها من جيب فستانها وتتصل بعزام واول ما فتحت المكالمة صرخت:
-إنت روحت عند الهانم بالليل؟!
سحبت نفس طويل براحه وتقدمت في خطواتها تدق الباب على والدة ماهر الى ان اتاها صوتها بالأذن فدلفت مرددة بحبور:
-مساء الخير…انا قولت اجيب أكلي وأكلك ونتغدى سوا.
ابتسمت لها السيدة تقول :
-بس انا مش جعانه لسه
-انا هفتح نفسك.
سحبت كرسي مقابل للفراش تجلس عليه متنهدة فسألتها أم ماهر:
-أخبارك انتي وماهر ايه؟
تلاشت البسمه من على شفتيها…مهما حاولت التمثيل لن تصمد طويلاً فهمست:
-الحمدلله
-على فكرة..ده ابني وانا حافظاه.
رفعت لونا عيناها لها تطالعها باهتمام تسمعها وهي تكمل:
-بيحبك..بيحبك قوي..ماهر صحيح مش جشع جشاعة أبوه وعمه لكنه دايماً عينه على المصلحة وتملي كان كل خطوة بحساب…جوازته منك مافيهاش حاجة حكمته غير قلبه …قلبه وبس.
سحبت نفس عميق وأردفت بعده:
-انا عارفه انه خطفك وكلفتك في الجوازه دي..واي كلام مش هيبرر الي عمله بس اقولك يا بنتي…بصي لنص الكوباية المليان…

زمت لونا شفتيها بضيق فأكملت أم ماهر ساخرة:
-ده أحسن لك يعني…اصله مش هيسيبك في حالك…هما الوراقيين كده مايسبوش حاجة بتاعتهم ابداً..أشتري نفسك ودماغك وخديها كلمة من ست عدت الخمسين…انتي هتعيشي وتموتي مرات ماهر الوراقي.
القت لونا معلقتها من يدها بيأس وضيّق واضحين لتضحك عليها والدة ماهر مرددة:
-سديت نفسك؟! يقطعني.
ثم تجلجلت ضحكاتها تضحك بزيادة على لونا التي تكاد تبكي من ما أُكد لها الأن.
لحظتها دلف ماهر للداخل وبعيناه الإستغراب يردد:
-هو في إيه؟ ايه الي حصل في الدنيا؟
ابتسمت له والدته مردده:
-لونا كتر خيرها حبت تيجي نتغدى سوا بدل ما بتغدى كل يوم لوحدي.
أبتسمت لها لونا لتكمل الأم:
-طبعاً مش مرات ابني الوحيد.
تحولت ملامح لونا للحنق الشديد فلم تتمالك الأم نفسها وانخرطت في الضحك تتسع عينا ماهر من جديد ويميل على لونا هامسا:
-بت أوعي تكوني شربتي أمي حاجة
-انت على طول ظالمني كده
-امال في ايه؟ أمي بقالها زمن ماضحكتش كده…
-مظلومه والله
-ايوه انتي اول ما تكومشي وشك كده بعرف ان في مصيبه في الخلفيه
زفرت بحنق ثم رددت:

-خير تعمل ..ماهر تلقى
-الله..انتي بتحلوي عليا..ماشي يالونا انا هوريكي.
كانت الام تتابعهم مراقبه وابتسامتها على وجهها ثم قالت:
-كفايه كلام ويالا عشان ناكل فتحتوا نفسي على الأكل فجأة.
مد ماهر يده يقول:
-وانا كمان
فهمست لونا:
-أنا جايبه معلقتين بس روح هات لنفسك واحده
-ها…
كاد ان يتحدث لولا اندفاع جيلان تقتحم الغرفه مرددة:
-اسمعي ياست انتي لو قربتي من جوزي تاني انا مش هسكت لك انتي سامعه.
تجعدت جباههم جميعاً ووقف ماهو هاتفاً:
-انتي ازاي تدخلي الاوضه من غير ما تخبطي انتي شكلك نسيتي نفسك واتعديتي حدودك ..وايه الهبل الي بتهبليه ده…امشي اطلعي برا ولو رجلك عتبت هنا اما هكسوها لك..فاهمه.
كادت جيلان ان تتحرك لولا صوت لونا:
-چيجي..
توقفت تنظر لها فقالت لونا بشماته وخبث:
-الست مش بتتحرك اصلا يعني مش بتقرب من حد …هي اللي الناس بتجيلها لحد عندها..مش نعقل الكلام قبل ما نقوله يا جين!؟؟
عصفت عينا جيلان بغيظ عظيم فيما لمعت عينا ماهر وجاهد لكبت ضحكته وغادرت جيلان تحمل في قدميها الخسارة والذل فيما قال ماهر للونا هامساً:

-مش بقولك وراكي مصيبه…كلامنا بعدين.
___________سوما العربي _________
انتهوا من الطعام وخرج بها من غرفة والدته بعدما نامت يسألها:
-تيجي معايا الشغل؟
اتسعت عيناها تسأله :
-بجد؟؟
اومأ مؤكداً:
-أممم
-بس انت قولت لي ماخرجش من.. قاطعها مبتسماً:
-غيرت رأيي…لما لاقيتك سمعتي كلامي وغيرتي الفستان ولميتي شعرك وبقيتي هاديه وكمان فكيتي وبدأتي تظهري شخصيتك الحقيقية وتضحكي وتهزري..وتعملي مقاالب هااا.
قالها مشيراً ناحيه غرفة جيلان لتدرك انه قد فهم عليها ليكمل:
-كده هقدر انا كمان أعاملك بهدوء وبحنيه وماطلعش جناني عليكي…هممم هتيجي معايا ولا اغير كلامي.
-لا لا هاجي…هاجي بسرعه.
خرجت معه سريعاً وذهبا للعمل ثم تركها تذهب لقصم التصميمات يتابعها من بعيد وهي تعمل بشغف وسعاده.
كانت إبتسامته واسعه وصدره منشرح وهو يخرج من مقر الشركه مقرراً الذهاب للمشفى ومتابعة حالة جده ريثما نتتهي لونته مما تفعله.
وكاد ان يتحرك بسيارته لولا تلك الدراجة البخارية التي اعترضت طريقه تقف في المنتصف وترجل من عليها قائدها يقف أمام ماهر قائلاً:
-ايه يا باشا كل ده…بوابات وأمن وحراسات..ده انت طلعت هايلمان بقا وانا مش عارف..كل ما اجي لك اقابلك يقولك عندك معاد سابق وتفتيشات وحورات تقولش داخل ألبيت الأبيض.

نزع ماهر نظارته وسأله:
-أنت مين يالا
ضحك الاخر ببذاءة يردد:
-هههأأ..لحقت تنساني يا باشا..ده الدوكش حبيبك..ولا مفكرني انور الاهطل هسكت من كلمتين هددته بيهم.
اتسعت عينا ماهر…كيف تناسى أمره وامر مافعله يومها فيما أكمل الدوكش:
-انا لاقيتك غيبت وقولت عدولي ايه فاكرني هفيه مش هعرف أوصلك
زم ماهر شفتيه بضيق وسأله :
-أخلص عايز ايه
-تحيني يا باشا..توريني ورقك الحلو..اللا الماده شاحه والمكنه جايبه زيت.
-عايز كام؟
لمعت عينا الدوكش لم يكن يعتقد ان يمر معه الأمر بتلك السلاسه..يبدو ان الأمر حساس وهام بالنسبه له ليهتف بعدم تدارك:
-عشرين باكو
-موافق
اتسعت عيناه أكثر بصدمه ليتهور مردداً:
-دلوقتي
-الي معايا ١٥ سيبلي رقم كاش ليك وانا احولك الباقي بس لو لمحت طيفك حوليا او حوالين حد يخصني تاني فانت مش عارف أنا ممكن أعمل إيه ؟!
-أوامر يا باشويه..بس لايمني على الفلوس.
________سوما العربي_________
دلف للمشفى وهو مهموم حزين …وجد كمال يجلس على باب غرفة جده فسأله:

-ايه الأخبار
-أخد الدوا ونام تاني …مالك؟!
-مشكلة…مشكله كبيره انا عملتها ..لو لونا عرفتها هتبقى كارثه.
-ليه؟؟ هو في كارثه تانيه بعد ما جبرتها تتجوزك بالطريقه دي.
ارتمى على المقعد من خلفه يردد:
-مش بعدها لا…قبلها
-هببت ايه يخربيتك.
لم يستطع ماهر رفع عيناه والنظر لكمال الذي فهم وسأله:
-ماتقول يابني.
-مش وقته…مش قادر اتكلم دلوقتي…و..
قاطعه دخول فاخر الذي ردد :
-أهلاً اهلا بابن اخويا حبيبي وفخر الوراقين كلهم.
نكس كمال رأسه أرضاً من أفعال والده لفت انتباه ماهر الذي نظر له ثم لعمه وعلم أن بعد تلك المقدمة مصيبه كبيرة فسأل:
-في إيه
ليجيبه كمال:
-جدك كان فايق من شويه..وانت اول واحد نطق اسمه
ارتعب ماهر ليكمل فاخر:
-بس ريحلي بالك خالص..عمك حبيبك سوى الحكاية.
-بمعنى؟!

جاوب فاخر بلا مبالاه:
-قولت لجدك ان الي انت قولته كان مجرد كلام وانك كنت عايز تطلب أيدها منه مش اكتر…
اندفع ماهر يقترب من عمه يضرب مردداً:
-مين سمحلك تقول كده.
فهتف فاخر:
-الزم حدك يا ماهر واعرف انك بتكلم عمك…جرى ايه يا بيه مش عاجبك كمان…انا الحق عليا اني بلم من وراك..بدل ماكل حاجه كانت تبوظ…صحة جدك الي ما صدقنا تتحسن وعلاقتنا وشغلنا الي كانوا هيتدمروا…تعالى اتفضل شوف معايا.
سحبه عنوة يوقفه عن الفاصل الزجاجي يقول:
-اتفضل شوف جدك مرمي وعايش على الأجهزة من ورا عمايلك…
مال على اذنه يهمس مهدداً:
-لو عاندت زي عوايدك وعملت فيها عشر رجالة في بعض واعلنت جوازك من البت دي انا كمان هعلن عن رفع قضية الحجر واهو اطول الي أقدر عليه بقا طالما نويت تخربها على الكل.
سكن ماهر بعجز وضيّق ليبتعد عنه فاخر مردداً:
-برافو عليك..هو ده ماهر الوراقي الي طول عمره بيحسبها حسبة عقل…عايزك بقا تجمد وتجهز عشان خطوبتك من جميلة مش عايزين نأجلها زي ما ابوك بيقول…همم..
_________سوما العربي_______
جلس مع صديقه في أحد الأندية الليلية والهم يسيطر عليه متجلي على ملامحه …اقترب منه يهمس له:
-خد أشرب الكاس ده
-مش عايز يا علاء مش عايز

-مالك بس يا ماهر…روق كده وكل حاجة هتتحل
-عماله تتعقد مافيش حاجة بتتحل وانا تعبت.
إقتربت منهما أحدى الفتيات تردد:
-أووه ماهر…مش ممكن أخيراً ظهرت.
وضعت يدها تميل عليه تنوي إغوائه ليبعدها بحده:
-إتجننتي ولا ايه؟
اتسعت عيناها بصدمه…فهتف:
-هو انا اي حد يقرب مني كده…شكل جرى لمخك حاجة…
تسمرت مكانها بصدمه ليتدخل علاء ويهمس لها:
-ماعلش يا مايا مانتي عارفه ماهر مالوش في كده .
نظرت لهما مايا بغضب ثم تحركت مغادره وجسدها يهتز من الامام والخلف معها لينظر عليها ماهر شذراً فيقول له علاء:
-مابراحه ياعم ..هبيت في البت كده ليه؟
-دي اتجننت في مخها…فاكره ممكن تلمس وتحسس عليا انا نفسي مش حلوه زي باقي الرجاله الي تعرفهم مش أي واحده تقدر تنول شرف انها تلمس ماهر الوراقي.
هز علاء رأسه متفهماً ومدركاً كل خصال صديقه فقدم له كأس نبيذ مردداً:
-طب هتشوف ولا ايه؟!
نظر ماهر للكأس بتردد ثم قال:
-لا لا..مش هشرب بردوا
يأس علاء منه كعادته وجلس لجواره يحاول معرفه سبب ضيقه إلى ان بدأ يتحدث وهو شارد يردد:
-كلهم بيقولوا اني لأول مره قلبي الي يتحكم فيا واني طول عمري بحسبها بعقلي وجيت عندها وحسبتها بقلبي بس.

ضحك ساخراً ثم أكمل:
-مايعرفوش ان حتى عقلي كان موافق وبيصرخ ويقولي دي فرصه مش هتلاقي زيها تاني…اوعى تضيعها مابتجيش في العمر كتير دي.
ضحك بشدة وهو يتنارل التفاح من الطبق الموضوع امامه مكملاً:
-ده حتى هو الي بدأ يخطط لي ازاي اوقعها واخليها تتجوزني في أسرع وقت….هههه واضح ان انا زي ما قال كمال…وقعت ولا حدش سمى عليا.
جعد علاء مابين حاجبيه ثم سأله:
-خططت وًوقعتها؟! ليه هو انت عملت ايه؟!
نظر له ماهر بتردد ثم صمت بعجز لكن علاء وفضوله لن يتركانه بحاله
_________سوما العربي ___________
اقتربت ساعات العمل في الشركه على الانتهاء وهو منذ أتى بها لم يظهر ولم تراه.
نظرت للهاتف تسمع توالي الرسائل متتابعه من طارق وهي تتعمد عدم الإجابه.
عليها التركيز في ورقه واحده …حديثها مع طارق يشتتها يجب ان تحسم قصتها مع ماهو بلا تشويش من تداخلات أخرى
مرت ساعة أخرى والكل بدأ يرحل وماهر غير موجود وهاتفه مغلق..للحظات انتابها القلق وزاد حين أبصرت طارق بضخامته وعنفوانه يتقدم داخل الشركه بخطى واثقه في نفس اللحظة التي يهاتفها فيها والغضب متجلي على ملامحه.
كانت كأنها تراه لأول مره وترى ذلك الجانب منه كان يتقدم يبحث عنها بين الغرف وقد احتدمت النيران في عيناه وهو يسمع صوت هاتفها باتصال منه والهاتف بيدها لكن لا تجيب.
استطاع الوصول لها من بين الغرف ليقف أمامها بضخامة جثته و وجهه أحمر يردد:
-بقا أنا..طارق أبو العينين بكلمك مش بتردي عليا؟!!
سقط قلبها بين قدميها واصابها هبوط في ضغط الدم الذي تجمد من هيئته المرعبه يبدو وكأنه مقبل على إرتكاب جريمة شنعاء بها وهي وحدها في مواجهته.

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل السابع عشر

الفصل السابع عشر من رواية سيطرة ناعمه لا يزال قيد الكتابة، لو حابب تقرأ الرواية كاملة بمجرد نشرها اكتب تعليق على الفصل ده عشان نبعتلك اشعار بمجرد نشر أي فصل جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى