روايات

رواية في سبيل صهيب الفصل الرابع عشر 14 بقلم لبنى دراز

رواية في سبيل صهيب الفصل الرابع عشر 14 بقلم لبنى دراز

 

البارت الرابع عشر

 

كم من الحقائق عشنا ننكرها، حتى باغتتنا فجأة، فمزّقتنا قبل أن ننطق بحرف، وحدها الحقيقة لا تموت، لكنها تُميت من حاول دفنها.
في سبيل صهيب بقلمي✍️________لبنى دراز
فـ شقة نرمين
رجعت نرمين شقتها بعد ما علي طلقها وطردها شر طردة، كانت الأيام التلاتة اللي فاتوا جحيم حقيقي بالنسبة ليها، فضلت رايحة جاية فـ الشقة، مش قادرة تستوعب إزاي خطتها اللي بتخطط لها سنين طويلة تنهار فـ لحظة! كانت بتوLـع سيجارة من التانية، تسحب منها نفس جامد وتنفخ الدخان بعصبية، وكأنها بتحاول تطفي Nـار الغل اللي جواها، لكن ولا السجاير ولا الوحدة قدرت تهديها، عقلها كان بيلف فـ دايرة مفرغة، مش عارفة ترد القلم لـ علي وصهيب إزاي؟ إزاي تاخد حقها وتنتقم منهم؟ ملامح وشها كانت مشدودة، عينها بتلمع بغضب، كوّرت قبضة إيديها من شدة غضبها لدرجة ان ضوافرها انغرست فـ كفها وما حستش بالألم، لأنه بقى مجرد شيء تافه قدام اللي جواها، فجأة، لمع اسم هاني فـ دماغها، من غير تردد، مسكت الموبايل، ضغطت ع رقمه، وحطت الفون ع ودنها، مستنية الرد.
هاني كان قاعد على سريره فـ بيته، ماسك سيجارة بين صوابعه، وعينيه سرحانة فـ السقف، بيفكر فـ اللي حصل فـ قصر الشهاوي، فجأة، رن موبايله، بص ع الشاشة، ولما شاف اسم المتصل، ابتسم ابتسامة خفيفة مليانة سخرية،
وردّ ببرود مستفز: أنطشي حبيبتشي! بنت حلال، كنت لسه بفكر فيكي.
نرمين كانت رايحة جاية فـ شقتها بعصبية، وبنبرة مليانة غضب: سيب اللي فـ إيدك وتعالالي حالًا يا هاني.
هاني قام من ع السرير مستغرب من نبرة الأمر اللي فـ صوتها، وبنبرة كلها بقلق: خير؟ هي سها انكشفت كمان؟!
نرمين ردت وهي بتعض شفايفها من التوتر: لحد دلوقتي لأ، بس أنا مش عايزاك عشان كدا.
هاني بيحك دقنه بإيده وبنبرة استفسار: أومال عايزاني ليه؟
نرمين بترفع حاجبها بغيظ: أكيد عرفت إن علي طلقني وطردني برة القصر.
هاني بحزن مصطنع ونبرة تهكمية: أكيد يا أنطي عرفت، وزعلت أوي عشانك والله، معلش بقى نصيب هنعمل إيه!!
نرمين عينيها بتلمع بالغل ونبرة صوتها كلها حقد: بقى بعد 21 سنة استحملت فيهم عجرفة اللي يسوى واللي مايسواش، أترمي فـ الشارع كدا وأخرج من المولد بلا حمص؟!
هاني وهو بيهز راسه بنبرة باردة: ودي تيجي؟! بقى معقولة نرمين هانم تخرج من الليلة دي، إيد ورا وإيد قدام؟! ما تدخلش دماغ عيل صغير دي يا أنطشي!!
نرمين بتنهيدة قوية وحزن مصطنع: أه وحياتك يا هاني، وحياة ما بقول ربنا يستر سها وما تنكشفش، ده هي الشقة اللي ستراني وشوية فكة.
هاني بابتسامة مكر: بقى شقة ع النيل بـ 5 مليون جنيه و20 مليون فـ البنك شوية فكة يا أنطي؟!”
نرمين بتبص فـ الفراغ قدامها وبتنهيدة: ودول ييجوا إيه فـ مليارات الشهاوي يا هاني؟ يا دوب شوية فكة!!.
هاني وهو بيرفع حواجبه بمكر: طب وبالنسبة للألماظ أبو 100 مليون اللي دخلتيه عن طريق صفقة من صفقاتهم وحطتيه فـ خزنة خاصة فـ البنك يا نرمو، إيه ظروفه؟! هو مش ده برضو مقلّبة تمنه منهم.”
نرمين بتقرب الموبايل من شفايفها وبنبرة تحدي: ما تتدخلش فـ اللي ما يخصكش يا هاني! ولا أقول يا أبو ياسين أحسن؟!
هاني بعصبية ونبرة غضب: أبو ياسين مين؟ انتي اتهبلتي ولا إيه يا نرمين؟ اوزني كلامك وشوفي انتي بتقولي إيه!!
نرمين بابتسامة خبيثة: الله، اتعصبت كدا ليه يا هانّو؟! ولا هي الحقيقة بتعصب؟!
هاني بيحاول يسيطر ع أعصابه وبنبرة مليانة توتر: حقيقة إيه اللي بتتكلمي عنها دي؟! بقولك إيه؟ ما تلبسنيش مصيبة!! الواد ده لا ابني ولا أعرفه.
نرمين بنبرة تهد*يد واضحة: بقولك إيه يا هاني؟ كُل عيشك معايا أحسن، وبلاش نفتّح لبعض، عشان أنا لو بُقي اتفتح، هتروح ورا الشمس يا حبيبي.
هاني وهو بيبلع ريقه بقلق: قصدك إيه يا نرمين؟
نرمين: قصدي واضح يا هاني، زي ما انت عرفت بحوار الألماظ، أنا عارفة انت هتموت وتحط إيدك ع شركة من شركات الشهاوي ليه، فياريت نتفق مع بعض أحسن، عشان نطلع كسبانين من الليلة دي، قولت إيه؟ نتفق؟ ولا كل واحد يطلع اللي عنده؟ وساعتها بقى، ابقى سلملي ع الشهدا يا حبيب أنطك.
هاني بيحاول يخفي توتره وبصوت مبحوح: نتفق يا نرمين.
نرمين بنبرة أمر: يبقى تقفل معايا وتغير هدومك وتيجي جري، عشان تحط إيدك فـ إيدي ونضـ*ـرب الشهاوية فـ مقـtـل، يلا بسرعة، مستنياك، سلام.
قفلت نرمين المكالمة ورمت الموبايل ع الترابيزة، وضحكت ضحكة هادية، لكنها مليانة خبث، قعدت ع الكرسي وسندت ضهرها لورا، عينيها لمعت بنشوة الانتصار، وأخيرا، جت اللحظة اللي مستنياها من زمان، اللحظة اللي هتشوف فيها كل واحد فيهم وهو بيتكوي بـNـار انتقا*مها بقت أقرب من أي وقت فات، قعدت ترتب أفكارها بهدوء، عقلها شغال بسرعة، بيظبط كل تفصيلة قبل ما هاني يوصل وينفذ اللي فكرت فيه، رسمت الخطة، ونصبت الفخ لـ علي وصهيب، مافيش خطوة هتكون عشوائية، طقطقت صوابعها براحة، وهي حاسة انها مسيطرة، وأن أخيرا اللعب هيبقى ع مزاجها، والكل هيتحرك زي العرايس الماريونيت، لحد ما توصل لهدفها وتخليهم يندموا ع طردها من القصر
______________________
فـ فرنسا 🇫🇷 مارسيليا
فيلا شريف التهامي
عمران نزل من اوضته بخطوات تقيلة، كأن كل خطوة بتسحب من روحه حتة، خرج فـ الجنينة شوية، عشان يغير جو الاوضة اللي قاعد فيها من وقت ما عرف الحقيقة، وهو خارج من الباب لمح سبيل قاعدة لوحدها فـ ركن بعيد، حاطة ايدها ع بطنها بحنان، صوابعها بتتحرك بخفة، بتطبطب ع ابنها، ووشها مرفوع للسما بتهمس بكلام ماحدش سامعه غيرها، قرب منها بهدوء، وقبل ما يتكلم لمح دموعها ع خدها، قلبه اتقبض، مد ايده مسح دموعها بإبهامه، وبنبرة حنونة وهو بيمسح ع شعرها: حبيبة جدو مالها؟
سبيل بصت له بعيون بتلمع ببريق الحزن اللى سرق من ملامحها الفرحة، ابتسمت بابتسامة هادية بس مهزوزة وبصوت مبحوح: مافيش يا جدو، انا كنت بكلم صهيل.
عمران لاحظ رعشة ايديها، قعد جنبها ع الكنبة وقرب منها أكتر، حرك ايده بهدوء وضمها جوة حضنه: وليه الدموع دي يا ضى عيني؟ ولا هى كل اللى تكلم ابنها تعيط كدا؟!
سبيل حسّت بحرارة صوته، كأنه بيحاول يطبطب عليها بالكلام، بس قلبها كان موجوع، غمضت عينيها، بتحاول تحبس دموعها، لكن خانتها دمعة نزلت هربانة ع خدها، وهى بتتنهد بوجع: قلبي واجعني اوي يا جدو.
عمران ابتسم ابتسامة خفيفة، ابتسامة أب شايل هم بنته، وبنبرة صوت دافي: سلامتك من وجع القلب يا قلب جدك، ايه اللي واجع قلبك يا حبيبتي؟
سبيل فضلت ساكتة لحظات، بعدين رفعت له عيونها الباكية، خدودها كانت محمرة، وعينيها وارمة، ملامحها كانت بتصرخ بخوف أكبر من اللي تقدر تعبر عنه بالكلام، خدت نفس قوي، وصوتها طلع ضعيف، كله قلق: خايفة عليه اوي.
عمران ضيّق عينه بمكر خفيف، عارف إن قلبها مش بس خايف ع صهيل، لأ، فيه حد تاني، وبنبرة ماكرة: خايفة عليه هو برضو!! ولا خايفة ع ابوه؟!
سبيل رفعت راسها، وبصت له باستغراب، رفعت حاجبها وظهرت ع شفايفها بسمة صغيرة رغم الدموع اللى نازلة من عيونها، وبصوت هادي: هو انت ازاى بتلقطها كدا؟! مافيش حاجة بتعدي عليك ابدا؟!
عمران ضحك ضحكة خفيفة، ضمها تاني لحضنه وباس راسها بحنان: يا حبيبتي انتي بنت قلبي اللى ربيتها وكبرتها وعارف قلبها ده بيدق لمين! ما تخافيش، صهيب عاقل ومش هيعمل حاجة تضيعه….
وبعدين ابتسم لها بمكر وهو بيغمز لها: هو مش انتي برضو قولتيله كدا فـ الرسالة يا بيلا؟!!
سبيل غمضت عيونها، شردت فـ كلامه، والخوف رجع يزحف جوّاها، كأنها بتشوف بعينيها، صهيب وهو بيشوف سها فـ حضن غيره، الغضب اللي ممكن يسيطر عليه، الوجع اللي هيحسه، الدم اللي ممكن يسيح لو اتهوّر: قولتله يا جدو، بس برضو خايفة عليه، من وجع الصدمة، لما يشوف الفيديوهات والصور اللي بعتهاله، خايفة ما يتحملش ويتهوّر ويقـtـلها، او ينهار ويجراله حاجة، خايفة هاني ونرمين يأذوه ويحرموني من نفسه اللى موجود حواليا، خايفة ابني يتيتم يا جدو، لو جراله حاجة انا مش عارفة هعيش ازاى من غيره.
عمران بص لها بحنية، وحسّ بكل كلمة طالعة من قلبها، قرب منها أكتر، وحطّ إيده ع إيدها، نبرة صوته مليانة حب حقيقي: يااااااه، كل ده جواكي، قد كدا بتحبيه يا سبيل؟
سبيل رمشت ببطء، دمعة وقعت ع خدها، حركت راسها حركة بسيطة، صوتها كان أضعف من إنها تعترف، لكن الكلام خرج غصب عنها: بحبه، دي كلمة قليّلة اوي ع اللى فـ قلبي يا جدو.
عمران أخد نفس قوي، بعدين ابتسم: خلاص أحنا فيها، يلا نرجع مصر، وقوليله الكلام الحلو ده.
سبيل غمضت عيونها وهزّت راسها بوجع: لأ، مش قادرة ارجع، موجوعة منه أوي ومش قادرة اسامحه.
عمران خرجها من حضنه ومسك إيديها الاتنين، بصّ لها نظرة طويلة، كأنه بيحاول يفهم اللى بتقوله، وبعد لحظة بهدوء: انتي بتنتقدي نفسك يا سبيل؟ ازاى بتحبيه وخايفة عليه ومش عايزة ابنك يتيتم؟ وازاى رافضة ترجعي؟ ما هو انتي كدا برضو هتيتمي ابنك وابوه موجود، خصوصا انه لحد اللحظة دي ما يعرفش ان له ولد منك.
سبيل رفعت راسها للسما، دموعها خانتها، صوتها طلع مهزوز وهي بتهمس: صدقني يا جدو نفسي اسامحه، نفسي ارجع واقوله اني بحبه، نفسي يكون جنبي وانا بولد ويكون اول ايد تشيل ابننا، بس كل ما افتكر رفضه ليا وافتكر اللى عمله فيا، قلبي يوجعني وما اقدرش اسامحه.
عمران بص لها بمكر، وبنبرة مليانة تحدي: طب والخطر اللى حواليه؟! مش لسة كنتي بتقولي انك خايفة عليه، ايه؟ هتسيبيه كدا لوحده؟!
سبيل بصّت له بحدة، ورفعت حاجبها، وابتسمت ابتسامة خفيفة، لأنها استوعبت تلميحاته، ومن غير كلمة زيادة، مسكت موبايلها، كتبت رسالة بسرعة، قلبها دق جامد وهي بتبعتها، وبعدها اتصلت برقم فتحي، وبمجرد ما رد، نبرتها كانت قوية وحازمة: اسمعني يا فتحي عايزاك تزود حراسة ع صهيب فـ كل مكان موجود فيه، عايزة ناس عندها قدرة انها تتخفى كويس وماحدش يحس بيهم وفـ نفس الوقت يكونوا حيط صد لأى خطر ممكن يتعرض له، وكمان تزود حراسة ع القصر واللى فيه، مش عايزة ناموسة تأذي حد من عيلتي، فاهم يا فتحي؟ لو حد جراله حاجة فيها عمرك، انت فاهم؟
فتحي رد بنبرة كلها ثقة: تحت أمرك يا هانم، برقبتي، ما تقلقيش.
قفلت المكالمة، وسابت الموبايل فـ حجرها، وفضلت لحظات بصة للفراغ، أنفاسها طالعة نازلة من الخوف، كانت مقررة تبعد، ورافضة تسامح، بس فـ لحظة، مجرد فكرة إنه يتأذى، أو يختفي من حياتها للأبد، كفيلة انها تهز كل قراراتها، عمران كان بيتابعها بهدوء، ابتسامة صغيرة ظهرت ع طرف شفايفه، وهو شايف إنها حتى لو عقلها رافض الرجوع، قلبها دايمًا مشغول بيه وقريب هتغير قرارها وترجع له
_____________________
مصر 🇪🇬 قصر الشهاوي
فـ الصالون
بعد ما صهيب فـgـر القنـ*ـبلة وواجه سها بحقيقتها ع إنها هنادي، الصمت سكن المكان، كأن الدنيا كلها اتسحبت وسابتهم لوحدهم فـ مواجهة الحقيقة اللي ماحدش كان مستعد لها، الاسم وقع زي الصاعقة، نزل ع سها قـtـلها وهي واقفة، سحب الروح من جسمها وسابها متجمدة، عينها بتزوغ فـ الفراغ حواليها مش مستوعبة اللي حصل، كأن الزمن وقف، حتى النفس اللي طالع من صدرها بقى تقيل، وكأن حد ماسكها من رقبتها، وكل اللي فـ الصالون قاعدين ساكتين الصدمة كانت شلّاهم، عيونهم متثبتة ع سها، أنفاسهم متقطعة، ونظراتهم متخشبة، مافيش صوت فـ الأوضة غير صوت دقات قلوبهم اللى كان مسموع، مستنيين يسمعوا تفسيرها.
رسلان اول ما سمع الأسم قام وقف فجأة، صدره طالع نازل بسرعة، بياخد نفسه بصعوبة، عينه كلها ذهول، صوته طلع مهزوز، مش مصدق ودانه: انت قولت ايه؟!
صهيب عيونه كانت حمرا، موLـعة من الغضب، قام وشد سها بعـNـف ناحيته، ومن بين أسنانه وهو بيدوس ع كل كلمة وكأنها سـkـاكين بتقطع فـ قلبه: سها حسن الرفاعي، او هنادي قدري رسلان، أختك يا متر، اللى بتدور عليها من سنين…
نادر وقف فجأة، عينه برقّت، قلبه بيدق بسرعة ملحوظة من قوة الصدمة وبنبرة كلها ذهول: سها؟!
صهيب لفّ وشه ناحية نادر، وضحك ضحكة خفيفة رغم البرkـان اللى جواه، وبنبرة كلها سخرية: تخيّل؟! سها طلعت أختك يا نادر، إيه رأيك بقى فـ المفاجأة دي؟! لأ، وايه بقى، انا كدا بقيت جوز اخواتك الاتنين!! شوفت؟!
بعدها زقها وقعت قدام قدري، اللي كان قاعد متسمر مكانه وعينه ما سابتهاش لحظة، واتكلم بصوت هادي، لكنه كان تقيل زى الرصـ*ـاص: اتفضل بنتك يا حاج، اللى قصدتني ادور لك عليها.
حالة ذهول خيّمت ع الكل مافيش حد قادر يتكلم، الدنيا ساكتة، الصدمة شلتهم كلهم، مافيش غير صوت انفاسهم التقيلة ونظراتهم المتخشبة ع سها، فـ نفس اللحظة علي افتكر الرسالة اللى جاتله، الجملة لمعت فـ عينيه”بنتها عايشة وموجودة حواليك” عينه وسعت ع أخرها بيحاول يستوعب، بص لـ سها ورسلان اللى كان واقف، متجمد مكانه ما بيتحركش، مافيش غير صوت أنفاسه، افتكر لما شافها اول مرة فـ النادي، من كام يوم، ذكرياته معاها فـ البلد، عصفت فـ دماغه، عقله رافض يصدق، معقول هى دي أخته اللى اتربت معاه؟! مستحيل!! مستحيل تكون دي هنادي، نادر كان واقف متجمد مكانه ومصدوم، كل حاجة جواه متلخبطة، سها أخته؟! طب ازاى؟ ماخطرش فـ باله لحظة إنها تكون من دمه؟! قلبه بدأ يخبط بسرعة، في حاجة غلط، عقله مش قادر يستوعبها، عمر وأمه وعادل وسامية، كانوا قاعدين، عيونهم بتتنقل بين سها وصهيب، الصدمة واضحة ع ملامحهم، كأنهم تماثيل مش قادرين يتحركوا.
صهيب بص لهم وضحك، ضحكة مليانة قهر وسخرية، لكن جواه برkـان ع وشك الانـfـجار، وبنبرة صوت تهكمية لكنها مليانة مرارة: ايه يا جماعة؟! مالكم؟ متنحين كدا ليه؟! اصبروا لسة التقيل ورا.
عمر كان أول واحد كسر حاجز الصمت، بص له بحدة، ملامحه متوترة، ونبرة صوته مليانة غضب: تجيل ايه تاني؟! أكتر من انها غيرت شكلها واسمها واتچوزت من غير علمنا يا بشمهندس؟
صهيب قرب من عمر بثبات، لكن عيونه كانت مليانة وجع مكتوم، وصوته طالع مكـ*ـسور رغم قوته: اللى انت شوفته ده، ولا حاجة يا دكتور، سها هانم.. قصدي مدام هنادي عندها لسة مفاجآت كتير…
لفّ وشه ناحية سها، ونظراته اتحولت لـ غضب Nـاري، صوته طلع حاد، قاطع زي السيف: تتكلمي انتي؟ ولا اتكلم انا؟
سها رفعت راسها ودموعها مغرقة وشها بصت له برجاء، وهي بتتحرك، تمسك فـ رجله تحاول تقف، نبرتها مكسورة، صوتها بيرتعش من القهر: ارجوك يا صهيب اسمعني الاول، قبل ما تحكم عليا.
صهيب رجع خطوة لورا بسرعة قبل ما تلمسه وكأن لمستها هتحـ*ـرقه، Nـار الغضب جواه مشـ*ـتعلة وعيونه قايدة: قولي مبرراتك لأهلك، مش ليا، بصي فـ عيونهم وقوليلهم، قولي لـ ابوكي كنتي فين وبتعملي ايه فـ الخمس سنين اللى فاتوا؟!
رسلان كان واقف، جسمه متخشب، لكنه بيبلع ريقه بصعوبة، عيونه حمرا زى كاسات الدم، الغضب مالي صوته: تِعِرف ايه تاني يا صهيب احنا لسة ما نِعِرفهوش؟
صهيب سكت لحظة واتحرك ناحية ترابيزة صغيرة جنب باب الصالون، مسك ملف وفلاشة، لفّ ناحية رسلان، وصوته مليان قهر وغلّ: أسمع يا رسلان مفاجآت اختك، المحترمة، اللى سلمتها أسمي وشرفي، متجوزة هاني خطيب أختى عرفي، من قبل ما نتجوز، ومتفقين سوا هما ونرمين هانم، ع اللعبة القذرة اللى عملوها عشان يوقعوني..
أخد نفس وخرجه ببطء، بيحاول يكتم الانـfـجار اللي جواه، صوته ارتعش وهو بيكمل: ومش بس كدا، الولد اللي شايلاه أمي ده!! يبقى ابنها منه، مش ابني..
وفـ لحظة، انـfـجر زى البرkـان، صوته عليّ وهو بيشاور بالملف لـ سها: خد عندك، وعِد بقى يا متر، كام قضية.. تزوير فـ اوراق رسمية وتعدد ازواج ونسب طفل لغير أبوه ونصب واحتيال.
مد ايده بالملف لـ رسلان وهو بياخد نفسه بصعوبة: الملف ده بيثبت كل كلمة قولتها، واتأكدت من كل معلومة فـ الاوراق دي بنفسي قبل ما اتصل بيك.
رسلان كان حاسس إنه بيغرق فـ دوامة، الأرض بتتهز تحته، عقله مش قادر يستوعب، مسك الملف، فتحه بإيدين بترتعش، شاف شهادة الوفاة اللى باسم هنادي وشهادة ميلاد سها وصورة عقد جواز عرفي بينها وبين هاني، وتقرير تحليل الـDNA اللى بيثبت ان ياسين مش ابن صهيب، الملف وقع من إيده، بص حواليه، دماغه تقيلة، مش قادر يتنفس، شاف نظرات أبوه، أمه، عمر، الكل مصدوم.
عمر قرب، خد الورق اللى وقع من إيد رسلان، بص فيه، بعدها رفع راسه وبص لـ سها، صوته خرج ضعيف لأول مرة: لأ، مستحيل!! انتي يا هنادي تعملي إكده؟! انا راهنت رسلان عليكي، جال لي امها هتمشيها ع حل شعرها، جولتله مستحيل تربية الحاچ جدري تغلط، لييييه يا بت أبوي تعملي فينا إكده؟ ليه تحطي راسنا فـ الطين؟
رسلان أنـfـجر فجأة، الغضب اللى كان حابسه جواه السنين اللى فاتت طلع فـ لحظة، اندفع ناحية سها مسكها من شعرها، شدها بقوة، عينيه أحمرت من شدة غضبه، حكم قبضة ايده ع شعرها، وايده التانية رفعها ونزل ع وشها بكل قوته، قلم ورا التاني ووراه التالت، غضب أعمى مالوش آخر، وصرخته رجّت جدران القصر: ااااااه يا فاااااااچرة، انا لازم أجتلك، لازم اخلّص عليكي واغسل عاري بيدي.
عادل قام من مكانه بسرعة، قرب منهم وهو بيحاول يشد رسلان بعيد عنها، مسك دراعه بكل قوته، نبرة صوته كانت مليانة حسرة ووجع: كفاية يا ابني، هى ما تستاهلش تضيع نفسك بسببها.
رسلان لفّ ناحية عادل، وشه متشنج، وايده لسه مغروسة فـ شعرها، عينه مش شايفة غير ضباب وصدى صوت صهيب فـ ودانه، صوته طالع من جوة صدره مليان قهر وحسرة: واعيش كيف بعارها، يا عادل بيه؟! انا راچل صعيدي، دمي حر، أجبلها كيف ديه، لااااا، لازم أخلِّص عليها بيدي عشان ارتاح.
سها كانت بترتعش، جسمها كله بيتهز فـ قبضة ايده، مسكت فـ دراعه بتحاول تفك ايده من شعرها ودموعها نازلة زى السيل ع خدها، صوتها خرج مكسور بتحاول تنطق اى كلمة تنقذ نفسها: أحب ع يدك يا خوي، ما تجتلني، سيبني أربي ولدي…
لفّت وشها ناحية قدري، تستنجد بيه، كأنه طوق النجاة الوحيد، صوتها كان بيتقطع بين شهقاتها: سايجة عليك النبي يا بوي، جول له يسيبني! هو بيسمع كلمتك، ولدي لسه صغيّر ومالوش غيري، هاخده وامشي، والله هاخده وامشي من مصر خالص وما هتشوفوش وشي تاني، بس جول له ما يجتلنيش.
قدري كان قاعد متسمر مكانه، ما بيتحركش، عينه مطفية، ضهره أنحنى كأن الزمن فجأة رمى عليه حموله كلها، بياخد نفسه بصعوبة، ساند ع عصايته، رغم انه مانطقش بكلمة بس سكوته كان أسوأ من أي كلام.
سامية كانت قاعدة مصدومة، إيدها ع بُقها، بتحاول تكتم شهقتها، عينيها بتلف بين صهيب وسها، مش مصدقة اللي بيحصل قدامها، دموعها نازلة بتحـ*ـرق خدها، صوتها خرج مخنوق، مليان ندم ووجع: قلبي كان حاسس ان فيكي حاجة غلط اول ما شوفتك، وقولتله، يا ابني قلبي مش مرتاح، قال لي بحبها يا ماما! سكت.. سكت لما شوفت لمعة عينه بحبك، اتغضيت عن احساسي، واهو!! طلع صح..
كل كلمة بتقولها، كانت بتقطع فيها قبل ما تطلع، كأنها بتجلد نفسها ع لحظة ضعف صدّقت فيها قلب ابنها بدل إحساسها.
صهيب غمض عينه، بيحاول يمنع قلبه من الانـfـجار، بس مش قادر، كل حرف سمعه كان سـkـينة بتنغرز جوه صدره، تنهيدة تقيلة خرجت منه، جواها وجع مميت، فتح عينه، قرب من أمه، وباس راسها بحرقة، صوته خرج مكسور، ندمه كان بيوجعه أكتر من أي ألم: حقك عليا يا أمي.. سامحيني، ياريتني سمعت كلامك! ياريتني ما كنت مشيت ورا قلبي، وادي النتيجة… شايل ليلة مش بتاعتي..
عينه غصب عنه راحت لياسين، طفل بريء، بس وجوده لعنة بتطارد روحه، دموعه خانته، ونزلت من غير استئذان، صوته اتخنق، وهو بيتهز من جواه: وبربي ابن غيري ع أنه ابني…
عادل قرب منه، طبطب ع كتفه بحركة هادية، بس ملامحه كانت زي الصخر، مشاعره مدفونة تحت جبال من الحزن المكتوم فـ صدره: خلاص يا ابني، اللي حصل حصل، ما منوش فايدة الندم… طلقها، خلّيها تمشي تروح لحالها، بابنها، كفاية اللي جانا منها لحد كدا..
لحظة صمت، قصيرة، بس قبل ما يردّ، برkـانه انـfـجر، صرخته هزت المكان، كأنها زلزال بيهدم كل حاجة حواليه!
فـ ثانية، كان شدها بقوة من تحت إيد رسلان، قبضته كانت من حديد، عينيه وLـعت Nـار، صوته كان أقوى من زئير الاسد الغضبان: لااااااااااااااا! مش قبل ما أعرف باقي الحقيقة!
لفّ ناحيتها، شدّ دراعها، وضغط عليه كأنه بيحاول يعصر الحقيقة من عروقها، صوته كان صدى لجحيم مشـ*ـتعل جواه: سؤال واحد بيلفّ ويدوّر فـ دماغي من يوم ما اكتشفت حقيقتك القذرة! إزاي؟! إزاي كنتي بِكر ليلة جوازنا وانتي متجوزة هاني؟! هااااااااا؟! إزاااااااي؟! ردّي!
سها وقفت زي التمثال، مخها مش قادر يستوعب الرعب اللي فـ عينيه، جسمها كان بيرتعش، عينيها بتلفّ بينه وبين رسلان، كأنها بتدور ع مهرب، صوتها خرج متقطع، ضعيف، وبيتكسر معاه آخر جزء من كرامتها: أنا، أنا، أنا ما كنتش بِكر.. ده، دي، ده.
صهيب ما كانش فـ حالة تسمح له يسمع لجلجتها، قبضته زادت ع دراعها، صوته كان زي طلقة رصاص وهو بيصرخ فيها: انتي هتقطّعي زي العربية الخرباااانة! اتكلمي ع طووووول، قبل ما صبري ينفد واخلّص عليكي!
سها شهقت، وجسمها كلها اتشنج، انفاسها متقطعة، الرعب خنقها وهي بتنطق بصعوبة، الكلام خرج منها بالعافية: انت ما لمستنيش ليلتها، هاني إداني حبوب أحطها لك فـ العصير، وازازة فيها دم صناعي، أفّضيها فـ…
قبل ما تكمل، صوت القلم اللي نزل ع وشها سمّع فـ القصر كله! الضربة كانت قاtـلة، من قوتها وقعتها تحت رجلين رسلان، شهقت، أخدت ثواني عشان تستوعب اللى حصل، دموعها نزلت، وهي مش قادرة حتى تبص فـ وشه، بس هو؟ وقف فوق راسها، غضبه ما كانش مجرد غضب.. ده كان دمار، كان انهيار، كان وجع سنين جاي يـfـجر نفسه مرة واحدة! صوته كان رماد لـ روحه اللى احتـ*ـرقت وهو بيصرخ: بتخدريني يا زبااااااااالة؟! عشان تعرفي تنفذي خطتك مع الكلاب اللي رسموها لك؟! طب أناااا، أستااااااهل اللي يجرااالي! عشان مشيت ورا قلبي، واتجوزت واحدة حقيرة زيك، كل همها الفلوس والمظاهر والمركز الاجتماعي!
لفّ فجأة ناحية قدري وهو بيشاور عليه، غضبه مشـ*ـتعل فـ عينيه، صوته رجّ القصر رغم القهر والمرارة اللى جواه: ما فكرتيش فـ الراجل ده؟! ما فكرتيش وانتي بتمرمغي شرفه فـ الطين، هيجراله ايه لما يعرف؟! ما فكرتيش فـ العار اللي هيلحقه طول عمره، هو واخواتك الرجالة؟! ما فكرتيش شكلهم هيبقى إيه قدام النااااااس؟ دمااااااغك كانت فييييين وانتي بتبيعي شرفهم وتدوسي ع شرفي؟! هااااااااا؟!
وفـ ثانية، فـ لحظة غضب أعمى، إيده خطـ*ـفت سـ*ـلاح رسلان من جنبه، صوت شد الأجزاء كان بمثابة إعلان صريح بموتها! رفع المسـ*ـدس ناحيتها، عينيه كانت الجحيم نفسه! كل الموجودين فـ الصالون صرخوا، الدنيا كلها اتجمّدت، فجأة، يمنى وشاهندة دخلوا يجروا من الباب ناحيته! فـ نفس اللحظة، تليفونه رن، مش مرة، ولا مرتين، رنات متواصلة، جنونية، كأنها صرخات حد بيحاول يمنعه! إيده كانت بترتعش وهو بياخد الموبايل من ع الترابيزة، عينه نزلت ع الشاشة، شاف رقم برايفت، رن أكتر من 15 مرة، فتح المكالمة، وقبل حتى ما ينطق، صوت مجهول بنبرة مرعبة: افتح الرسالة ضروري وبسرعة، قفل الخط.
صهيب كان بيتنفس بصعوبة، كأن روحه بتتسحب منه ببطء، فتح الرسالة، قلبه وقف وهو بيقراها: بلاش تتهوّر، خلّي ايدك نضيفة من دمها، واتصرف بحكمة، وياريت تاخد بالك من نفسك، حياتك مش ملكك لوحدك، في ناس روحها متعلقة فيك، كون بخير عشانهم..
اتجمد فـ مكانه، عينه جابت المكان كله بجنون، قلبه كان بيدق فـ صدره بسرعة جنونية، بيصرخ فـ ودانه كأنه طير جريح محبوس جوة قفص، أنفاسه متلخبطة، صوته خرج زي الرعد وهو بيصرخ: انت مييييييين؟! شااااايفني ازاااااااااي؟!
____________________
فـ فرنسا 🇫🇷 مارسيليا
فيلا شريف التهامي
سبيل كانت قاعدة فـ الجنينة، ماسكة موبايلها بإيد بترتعش، بتدوس ع زرار الاتصال بجنون، عينها متثبتة ع الشاشة، بتراقب الرنات اللي بتروح لـ صهيب من غير أي رد، كل ما المكالمة تتقفل، ترجع تتصل تاني، بلهفة وخوف مالهمش حدود، وبمجرد ما المكالمة اتفتحت، صوتها طلع بسرعة قبل ما تسمع حتى أنفاسه: افتح الرسالة اللي بعتها لك حالًا!
وقفلت قبل ما يرد، كأنها خايفة تسمع صوته، تضعف وترجع.
عمران كان قاعد جنبها، عينه عليها، متابع كل حركة، وكل رعشة فـ صباعها وهي بتكرر الاتصال، استغرب، ورفع حاجبه بنظرة مكر وبنبرة فيها دهشة: هو انتي ناوية تجننيه وتجيبي له أزمة قلبية بالرنات دي؟! ليه كل ده؟
سابت الموبايل، وحطت إيدها ع قلبها بتحاول تهدي ضرباته اللي زادت، دموعها نزلت من غير ما تحس، وصوتها طلع مهزوز: قلبي مش مطمن يا جدو، اول مرة ابعت له رسالة وما يشوفهاش.
عمران لاحظ ارتعاشة صباعها اللي كان بيلمس الشاشة، وابتسم ابتسامة خفيفة وهو بيهز راسه: وانتي بقى متعودة تبعتيله رسايل؟!
هزت راسها ببطء وعينها ما فارقتش صورة صهيب اللى فـ شاشة الموبايل: كل ما قلبي يحس انه محتاجني ببعتله رسالة تعرّفه اني جنبه، وبتكون دايما فـ وقتها المناسب.
عمران ضيق عينه باهتمام: وبتعرفي ازاى بقى وقتها المناسب يا بنت ابني؟!
سبيل قربت منه، وهمست فـ ودنه بنبرة فيها شقاوة: كلام فـ سرك يا جدو، انا مسلطة عليه عفريت كيوت، اول ما يلاقيه هيتهور يقولي، ابعت رسالة ع طول، ولو ما فتحهاش اشغل الخاصية إياها، واعمل مكالمة صئنونة قد كدهو عشان يفتحها، بس كدا.
عمران ضحك بخفة: امممممم، وايه هى بقى الخاصية دى يا شقية؟!
سبيل ببراءة مصطنعة: برنامج تغير الاصوات يا جدو، لما صهيب يرد بيسمع صوت راجل بيرعبه عشان يشوف رسالتي.
عمران انـfـجر فـ الضحك:
بقى انتي بتعملي له رعب فـ عز قلقه عشان يرد عليكي؟! والله انتي ما لكيش حل! المهم بقى،
عفريتك قالك ايه جننك كدا بالشكل ده؟!
بس ضحكته ما طولتش، لما نبرة سبيل اتغيرت فجأة، الخوف سيطر ع كل ذرة فـ كيانها، دقات قلبها بقت واضحة قدام عينه، صوتها طلع مليان توتر وقلق: صهيب واجه سها يا جدو، وكان هيقـtـلها، عشان كدا اضطريت ارن عليه كتير لما ما فتحش الرسالة.
عمران طبطب ع كتفها بحنية، وبنبرة جادة: سيبك من الهزار بقى، وتعالي نتكلم جد شوية، عرفتي ازاي انه واجهها؟!
سبيل فتحت الموبايل، ورّته رسالة لسه جاية من لحظات، ومدّت الموبايل ناحيته من غير ولا كلمة.
عمران اخد الموبايل منها، عينه جريت الكلام وشاف اسم المرسل، دادة محاسن، قرأ الرسالة وهو قلقان: الحقي يا سبيل يا بنتى، صهيب هيموت سها ويضيع نفسه، كل اللى فـ القصر ماحدش قادر عليه، اتصرفي بسرعة…
رفع لها عينه وابتسم رغم خوفه الواضح ع ملامحه: امممم، بقى محاسن هى العفريت بتاعك!! والله اصيلة وفيها الخير.
سبيل مسحت دموعها وهى بتبتسم ابتسامة حزينة: من يوم ما مشيت اول مرة من كام سنة وهي بتطمني عليكم كلكم، ومرة كان حصل لـ صهيب مشكلة وكان متعصب جامد، وقتها قالتلي، بقيت هتجنن ومش عارفة اعمل ايه، لحد ما جه فـ بالي ابعت له رسالة من رقمي البرايفت، مش فاكرة كتبت له ايه وقتها، بس بعدها لاقيت دادة بتكلمني وتقول انه هدي فجأة، كأن مافيش حاجة حصلت، ومن ساعتها هى تبلغني اللى بيحصل معاه وانا ابعت له رسالة تهديه.
عمران مسح على دقنه وهو بيهز راسه بتفكير: طب تفتكري ان رسالتك النهاردة هتهدّيه؟
سبيل بتنهيدة قلق: كلها شوية وتيجي رسالة من دادة محاسن ونعرف اللى حصل.
عمران حط الموبايل ع الترابيزة، وبص لها نظرة كلها اهتمام: طيب ده بالنسبة للقصر، وبرة القصر بقى، عفريتك التانى اللى اسمه فتحي، ايه حكايته؟
سبيل ضحكت بخفة، وهي بتتكلم بحماس: شوف يا سي جدو، فتحي ده ظابط مباحث سابق، تقاعد بسبب إصابة فـ رجله واشتغل فـ شركة حراسات خاصة صاحبها لوا سابق فـ الجيش، اتعرفت عليه فـ باريس هو ومراته، وطلبت منه يرشحلي حد كويس وثقة يكون زي ضلكم برة القصر، وسيادة اللوا وقتها رشح فتحي.
عمران بص لها بدهشة: وطلع ثقة؟!
هزت راسها بحماس: أكتر مما تتخيل! وبسببه يا باشا، حاليا بقى عندي فريق مخابرات خاص متدرب ع أعلى مستوى ماشي وراكم بيحميكم من أى خطر، واى حاجة بتحصل بعرفها فورا.
سكتت لحظة وبصت له باستغراب وكملت: بس الغريب بقى، انهم ما جابوش سيرة جواز صهيب من سها خالص، مش عارفة ليه!!
عمران ضحك ضحكة إعجاب وبنبرة كلها فخر وسعادة: بقى كل ده يطلع منك؟!
بس ضحكته اختفت بسرعة مرة تانية لما شاف دموعها وهي بتنزل بغزارة، فجأة، رمت نفسها فـ حضنه، حضنته بكل قوتها، صوتها طالع حزين وضعيف: انا ليا مين غيركم يا جدو أخاف عليه، لو حد فيكم جراله حاجة اموت وراه، رغم وجعي منكم، بس مش قادرة اتخيل حياتي وانتوا مش فيها، حتى لو كنت بعيد عنكم، بس يكفيني انكم بخير.
عمران شدها لحضنه أكتر، حسّ برعشة جسمها وقلبها اللي بيدق بسرعة كأنه بيصرخ بخوفه، بيقول كل اللي مش قادرة تنطقه، مشاعرها كانت أكبر من مجرد خوف، كانت حب صادق، ما لهوش شروط، حب أكبر من أي وجع وأي بُعد، بص لها بعينه نظرة كلها حنية، وهو بيهمس لها: لو يعرف انتي بتحبيه قد ايه!! كان باع الدنيا كلها وجالك جري، بس اقول ايه، غبي!
سبيل ما ردتش، بس دموعها اللي نزلت كانت أبلغ من أي كلام، عمران زاد حضنه، حسّ انها، رغم كل اللي شافته فـ حياتها، قلبها لسة نضيف وبتخاف ع الناس اللي بتحبهم أكتر ما بتخاف على نفسها، اتنهد، وهمس لنفسه بصوت هادي: ربنا يحفظك ويحفظه يا بنتي، ويريح قلوبكم الموجوعة، ويجمعكم مع بعض قريب، آمين.
_____________________
فـ مصر🇪🇬 قصر الشهاوي
اوضة الصالون
صهيب فضل يصرخ بعد ما قرأ الرسالة ويلف زى المجنون فـ الأوضة، نفسه كان متقطع، صدره طالع نازل، كأنه بيغرق فـ دوامة سودة مش شايف لها اي نهاية، حس بـ ايد مكتفاه، كأنه مربوط بسلاسل تقيلة مش شايفها، لا قادر يتحرك، ولا قادر ياخد قرار، سها واقفة قدامه، بس في حاجة أكبر وأقوى منه بتمنعه، بتوقفه، الرسايل.. مين؟! إزاى؟! عقله اتشوش، افكاره بتخبط فـ بعضها مش قادر يفهم حاجة، جسمه كله بيرتعش، فجأة، سكت، كأن حد ضربه ع دماغه، قميصه اتبّل من العرق اللى بيجري فـ جسمه، حس ان اللى بيبعتله الرسايل دي، شايفه، كأنه واقف معاه، عارف كل خطوة بيخطيها، مش بس كدا، ده سابقه بخطوة، حد حافظه أكتر من نفسه، عارفه بيفكر ازاى، مسيطر عليه بكلامه، وكل ما يفكر يتحرك، الرسالة تربطه أكتر، تخليه يلف فـ نفس الدايرة، من غير ما يلاقي مخرج، ولا يوصل له.
شاهندة اندفعت ناحيته، منهارة وخايفة، دموعها مغرقة وشها، صوتها ارتعش وهي بتصرخ بتوسل: صهيييب، ارجوك بلاش، احنا محتاجينك، عشان خاطري سيب اللي فـ ايدك ده، بلاش تضيّع نفسك.
صهيب إيده ارتعشت، عينه اتعلقت بـ شاهندة، لحظة والمسد*س وقع منه، فضل باصص لها شوية، بيحاول يفكر، جواه شك، معقول تكون هى اللى بعتتله الرسايل؟! واتكلم بصوت مبحوح وهو بياخدها فـ حضنه: ما تخافيش يا حبيبتى، مش هضيّع نفسي عشان واحدة زى دي.
رسلان واقف متسمر مكانه وعينه مانزلتش من ع شاهندة من اول ما دخلت الصالون، رغم الألم والقهر اللى جواه من هنادي لكن حس بحاجة نورت فـ قلبه، لما شافها، وحس بـNـار الغيرة وLـعت جواه، لما جريت ع صهيب واترمت جوة حضنه، غمض عينه بوجع وهو بيتمنى الكابوس ده ينتهي، بيتمنى يلاقي فرصة واحدة عشان يبقى قريب منها.
يمنى قربت من سها وهجمت عليها، ضربتها بكل قوتها ع وشها وبتخبطها فـ صدرها وهى بتصرخ فيها بانهيار، صوتها شق الحيطان: انا بكررررررررهك، ما بحبكيش، أختي راااااااحت مني بسببك، امشي اخرجي من حياتنا، انتي بوووومة، نححس من يوم ما دخلتي حياتنا وانتي بوظتي كل حاجة فيهاااااا.
سها كانت واقفة مصدومة، حطت ايدها ع خدها، لكنها ما حستش بوجع الضرب قد ما وجعها كلام يمنى، رفعت وشها ليها، عيونها مليانة دموع، خدودها حمرا من كتر الضرب، شفايفها بترتعش وبنبرة مهزوزة كلها حزن: انا كمان أختك يا يمنى، زيها…
نادر انـfـجر فجأة وقام وقف وهو بيخبط ع الترابيزة بايده، عينه كانت حمرا زى الجمر وصوته طالع غضبان وقّف الكلام ع لسانها: أخرسيييي، عمرك ما كنتى ولا هتكوني زيها انتى فاهمة؟!
نفسه كان طالع نازل بصعوبة، عروقه نافرة فـ رقبته، جسمه كله وLـع من الغضب وهو بيكمل: سبيل شافت الويل من أمك، وداقت المُر من بابا بسببها، وعمرها ما غلطت فـ حد، عاشت سنين لوحدها فـ فرنسا من غير ما تضعف ولا تغلط، تيجي ايه انتي فيها؟! عشان تقولي انك زيها.
ضحك ضحكة باردة وبنبرة سخرية: ياااا.. اختي.
سها اتعصبت والدم غلي فـ عروقها، نيـ*ـران الغيرة وLـعت فيها، صرخت فيه بانهيار: من أمتى وانت بتحبها يا نادر؟! من امتـــى؟ انا من يوم ما عرفتك وانت بتكرههااااا، وماشي ورا كلام ماما، دلوقتي بقت أختك حبيبتك وبتتباهى بيها؟
صهيب اتحرك ناحيتها بسرعة مسك دراعها وضغط عليه بكل قوته، صوته طالع من بين أسنانه، بنبرة تهد*يد: أنتي جايبة الجبروت ده كله منين؟! إياكي تجيبي سيرتها ع لسانك ده تاني، فاهمة؟!
سها انهارت وبصوت مكسور كله حزن: فيها ايييه زياااااادة عني؟ عشان الكل يحبها ويدافع عنها بالشكل ده، حتى انت يا صهيب؟
صهيب حدف دراعها وبنبرة كلها احتقار وقرف: انتي ليكي عين تتكلمي؟! يا بجاحتك يا شيخة.
يمنى انـfـجرت فيها دموعها غرقت وشها، صوتها خرج زى الإعصار: انتي ما تجيبيش سيرتها خااااااالص، سبيل احسن منك ملييييون مرة، ما تقارنيش نفسك بيها يا حقيييييرة، انتى فاااااهمة؟!
وقربت من صهيب، مسكت ايده تترجاه وبنبرة كلها توسل: ارجوووك يا ابيه خليها تمشي من هنا، مش عايزاها، انا عايزة ابلة سبيل، رجعهالي والنبي، عشان خاطري.
صهيب مسح ع راسها بهدوء رغم الـNـار اللى جواه: حاضر يا حبيبتى، هعمل كل اللى اقدر عليه عشان ارجعها لك.
سها صرخت فيه بصوت مليان سخرية: مش هترجع يا صهيييب، فاااااهم؟ سبيل مش هترجع، زمانها قاعدة فـ حضن شهاااااب وبتغفلك هى واخوووك وانـ…..
كف صهيب نزل ع وشها بسرعة البرق، بكل قوته، صوته سمّع زى الرعد، وبنظرة مرعبة كأنه وحش مفترس: قولتلك لسانك ده ما يجيبش سيرتها، حرف زيادة فـ حقها مش هسمي عليكي، اللى بتخططيله انتي وامك ده، مش هيحصل، حتى لو شوفتهم بعيني، فاهمة؟! حتى، لو، شوفت بعيني، لأنهم تربية عمران الشهاوي، يا زبالة.
سها خدت نفس وقررت ترمي آخر أوراقها، أي حاجة تنقذها من الليلة دي، قربت منه، رفعت موبايلها، وشغّلت الفيديو اللى عملته لـ سبيل، صوتها كان مزيج بين التحدي والخبث: أحنا فيها يا بشمهندس، اتفضل شوف بعينك عشان تصدق… قربت الفيديو أكتر من وشه وعينيها بتلمع بانتصار وبصوت مليان خبث: مراتك واخوك دول ولا لأ؟
لفّت الموبايل ع وشوش الكل وهى بتصرخ: اتفرجوا شوفوا كلكوا، الست اللي عاملة فيها خضرة الشريفة هى وشهاب بيه، عشان تصدقوا
يمنى صوتها خرج زى الصرخة وعيونها مليانة دموع وغضب: انننننتتييي اييييييه؟ مافييييش فااااايدة فيكي، مش مكفيكي اللى أمك عملته فيهاااااااااا وكانت سبب انها تبعد عننا، كمان بتفبركيلها فيديوهات عشان تخليها زيك.
علي كان ساكت طول الوقت، اتحرك فجأة، وحركته كانت سريعة، صوته طلع زى الرعد هزّ المكان: سهااااااااا، كلمة زيادة عن بنتي، انا اللى هخلّص عليكي بنفسي واريح الكل من شرّك، فاهمة ولا لأ؟
سها حاولت تسيطر على الموقف، لكنها ما قدرتش، بس لسه عندها وقاحة ترد بسخرية:
دلوقتي بقت بنتك يا جوز امي؟! كنت فين وانت سايبها طول عمرها ملطشة لـ نرمين هانم؟! ايه فجأة كدا حنيت وافتكرت؟ ولا بتدافع عنها، عشان ترجع تكسب ثقتها تاني؟! انسى يا علي بيه.
علي اتحرك ناحيتها بسرعة
كان ع وشك يمد إيده، بس قبل ما يحصل، يمنى انـfـجرت بانهيار وصرخت: بااااااااااااااس كفااااااااااااية بقى مش عايزة اسمع صوووووتك…. وخرجت جري من الصالون وبرة القصر كله، الكل اتفاجئ برد فعلها واتجمدوا مكانهم، عادل شاور لـ شاهندة بسرعة عشان تجري تحصلها وترجعها، وفعلا شاهي خرجت وراها تلحقها قبل ما تبعد، الهدوء الغريب اللى سيطر ع المكان لثواني كان مرعب أكتر من أى صوت.
صهيب بص لـ سها وعينه كانت زى الجمر، ملامح وشه كلها غضب، نبرته خرجت هادية لكنها كانت زى الطوفان: انتى ايييييه بالظبط؟! جنس ملتك ايه؟ شوفتي وصلتي يمنى لـ إيه؟..
عيونه كانت بتتحرك ببطء وهي بتمرّ ع وشها، بيحاول يفهم إزاي كانت قادرة تعيش بالكدب ده، غمض عينه لحظة، يحاول يهدّي ضربات قلبه، لكنه لما فتحها، كان في وجع بارد مسيطر عليه: انا كان فين عقلي؟! كان فين عقلي يوم ما حبيتك واتجوزتك، قد كدا كنت أعمى؟! ازاى ماشوفتش حقارتك وقذارتك دي؟!..
اتحرك خطوة ناحيتها، صوته كان واطي لكنه مليان قوة كفيلة انه يطحنها تحت رجله: نفسي أفهم كنتي بتحسي بايه وانتى بتكدبي عليا؟…
بلع ريقه واخد نفسه بصعوبة وكمل وهو بيبعد عنها: يا شيخة ده انا يوم ما جدي أجبرني اتجوز سبيل، وقفت قصاده لأول مرة فـ حياتي، وقولتله لأ، جرحتها برفضي ليها، وقولت قدامها، مستحيل اتجوزها، انا بحب واحدة تانية، ولما جدي صمم ع رأيه وتمم الجوااااز، كسرتها وسيبتها بفستان فرحها، وجيتلك، سيبتها من غير ما افكر الناس هتقول عنها ايه، عشانك، ودمرتهااااا، لما قربت منها غصب عنها وسيبتها من غير حتى ما ابص عليها وبرضو جيتلك جري، وإحساس اني خاين، بيقطع فيا، وهى مراااااتي ع سنة الله ورسوله وفـ النور، وماكنتش قادر ارفع عيني فـ وشك، انتى بقى كنتى بتعمليها ازاااااى؟! بتنامي جنبي وبتاكلي وتشربي معايا وتبصي فـ عيني بكل بجاحة، كأنك مش عاملة حاجة، ازاااااااااى؟!
عادل قرب منه، ووقف حط ايده ع كتفه، وصوته كان حاسم: خلاص يا صهيب، كفاية يا ابني لحد كدا، أنهي المهزلة دي، طلقها وسيبها تمشي مع أهلها، ودوّر ع بنت عمك ورجّعها، وعوضها عن اللى عملته فيها.
صهيب هز دماغه لـ عادل، ونده بثبات: رسلااااااااااان، انا وعدتك اني الاقي لك أختك، واعتقد كدا انا نفذت وعدي، وانت فهمت كل حاجة.
رسلان كان واقف تايه، عينيه بتلفّ ع كل الموجودين، مش مستوعب حجم الفضيحة اللي اتكشفت قدامه.
صهيب قرب منه بهدوء رغم كل الوجع اللي جواه وبصوت مبحوح: تقدر تاخدها وتمشي، بس قبل ما تمشوا، بكرة الصبح هتيجي معايا الشهر العقاري اعملك توكيل، عشان ترفع لي ع مدام سها الرفاعي دعوة إسقاط نسب، وتخلص إجراءات الطلاق بهدوء، وياريت كل حاجة تبقى سرية.
رسلان هز راسه بالموافقة من غير ما ينطق.
صهيب لفّ ناحيتها، وهو آخر حاجة كانت ممكن تيجي فـ باله انه يتعرض للموقف ده: انا خلّيت أخوكي هو اللي يرفع القضية، عشان اللى حصل هنا ده، ما يخرجش برة القصر، وده منعاً للشوشرة ع اسم عيلة الشهاوي، وإكراما للحاج قدري، الراجل الطيب ده، اللي كل ذنبه انه اتجوز نرمين وخلفك.
وقف للحظة، صوته كان بارد وهو بينطق كلامه الأخير:
انتي طالق، اتفضلي خدي ابنك وامشي زى ما انتي كدا، حتى تليفونك ده والدهب اللى انتي لابساه هتسيبيهم، وبالمناسبة، انا جمدت رصيدك فـ البنك ووقفت الكريدت كارد، يعنى هتخرجي زى ما دخلتي.
اتجمّدت سها فـ مكانها، أول مرة تحس إنها انكسرت فعلاً.
قدري قام وقف وخرج عن صمته أخيرا وبصوت موجوع: انا ما خابرش اجول لك ايه؟ كنت جد جولك يا ولدي، ونفذت وعدك، بس بعد اللى شوفته وعرفته كنت اتمنى، انك تخلفه، ع الأجل كانت تفضل صورة بتي نضيفة فـ عيني…. بص لـ رسلان وهو بيلفّ عشان يمشي: يلا بينا يا ولدي نعاود البلد ننصب صوان وناخدوا عزا هنادي.
لفّ وشه ناحيتها بحسرة: أما المسخ ديه ما تلزمناش اتركها يا ولدى ترچع للمستنجع اللى وجعت فيه، لله الامر من جبل ومن بعد.
رسلان شدها من دراعها، وعيونه كلها غضب: لا يا ابوي مش جبل ما اچيب الكلب هاني هو والمَرة السو اللى اسمها نرمين وادفعهم التمن ع كل اللى عملوه..
لفّ وشه لـ صهيب: متشكرين يا بشمهندس ع تعبك معانا، فـ انتظارك بكرة ان شاء الله.
ومن غير كلمة زيادة، خرج وهو بيشدها، والقصر غرق فـ صمت تقيل، كأن الـNـار اللي كانت مشـ*ـتعلة فيه اتحولت لرماد، لكنه لسه سخن، وممكن يوLـع من تاني فـ اى لحظة!
برة القصر
بعد خروج يمنى وشاهندة من القصر جري، الهواء البارد ضرب فـ وشوشهم، أنفاسهم كانت بتقطع، كأنهم كانوا بيهربوا من شبح، لكن، صوت فرامل عربية 4×4 سودة فاميه قطع عليهم الطريق، ظهرت فجأة من العدم، الباب الخلفي اتفتح بعـNـف، ومن غير مقدمات، اتنين رجالة نطّوا منها بسرعة البرق، كمّموا البنتين وشدوهم جوة العربية،
يمنى حاولت تصرخ، لكن القماشة اللي ع بُقها خنقت صوتها، شاهندة ضربت الراجل اللي ماسكها بكل قوتها، لكن قبضة إيده كانت من حديد، شدّها جوة ولبسها غمامة سودة، نفس اللي حصل ليمنى.. دقايق، وكانت العربية طارت باقصى سرعتها، سابت وراها سحابة من تراب كأنها بتمسح أي أثر للجريمة، فـ نفس اللحظة، واحد من الحرس اللي كانوا حوالين القصر لمح اللي حصل، عينيه وسعت برعب، شد سلا*حه بسرعة وجرى ورا العربية، ضر

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية رعد وتقى - اجببت مربية ابنتي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم هالة محمد

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *