روايات
رواية في حضن الغرباء الفصل السادس 6 بقلم أمل عبدالرازق
رواية في حضن الغرباء الفصل السادس 6 بقلم أمل عبدالرازق
البارت السادس
(مريم على نفس الكرسي، بتكتب بصعوبة. الجو مشحون والكل مرتبك. ظل الشخص ورا الشباك لسه موجود، وكأن الزمن واقف عند اللحظة دي.)
مريم (صوت داخلي):
“أنا في وسط المعركة… والنقاب مش حصن، والقلم مش سيف… بس لازم أكمّل.”
(تبدأ تكتب، لكن إيدها بترتعش. صوت خافت بييجي من الخارج… كأن حد بينادي اسمها.)
الصوت (بهمس مش واضح):
مريم…
(تنتفض… تبص حواليها، لكن مفيش حد. المراقبتين بيبصوا في الورق، وفرد الأمن مشي. تتهته مريم وهي بتكتب، وتلمح ظل بيختفي.)
مريم (تهمس):
“مش هسمحلكم تسرقوا اللحظة دي… مش بعد كل ده.”
(تبدأ تكتب إجابتها، واحدة واحدة… الحروف بتتكوّن، السطر بيكمل.وجهها المتغطي، وعيونها اللي فيها نار، نار الخوف، ونار التحدي.)
…
مريم (صوت داخلي):
“أنا في وسط المعركة… والنقاب مش حصن، والقلم مش سيف… بس لازم أكمّل.”
(تبدأ تكتب، لكن إيدها بترتعش. صوت خافت بييجي من الخارج… كأن حد بينادي اسمها.)
الصوت (بهمس مش واضح):
مريم…
(تنتفض… تبص حواليها، لكن مفيش حد. المراقبتين بيبصوا في الورق، وفرد الأمن مشي. تتهته مريم وهي بتكتب، وتلمح ظل بيختفي.)
مريم (تهمس):
“مش هسمحلكم تسرقوا اللحظة دي… مش بعد كل ده.”
(تبدأ تكتب إجابتها، واحدة واحدة… الحروف بتتكوّن، السطر بيكمل.وجهها المتغطي، وعيونها اللي فيها نار، نار الخوف، ونار التحدي.)
…
في الخارج – أمام مبنى الإدارة
(إبراهيم بيتحرك رايح جاي. وشه مش مرتاح، بيكلم موظف في الأمن الإداري)
إبراهيم (بعصبية هادية): يا باشا، أنا مش أي حد… البنت اللي دخلت دي قريبتي، وهربانة من أهلها، وفيه بلاغ مفتوح!
موظف الأمن (ببرود):إحنا مش جهة تنفيذ بلاغات، ولو في شكوى روح القسم الأول.
إبراهيم (يضغط على الموبايل): أنا هخلّي جدتي تكلمكم… الموضوع مش بسيط.
(بيرن على حميدة… صوتها بييجي من السماعة بصوت مبحوح)
حميدة: عرفت وصلت فين؟
إبراهيم (بنبرة غيظ): لازم تيجي محدش مصدقني، انا مستنيها تطلع، وهاخدها حتى لو على كتفي.
حميدة (بحدة): مش هينفع اظهر في الصورة بس متغلطش… خليك شاطر، خليها تطلع لوحدها، ولو لقيت فرصة… خلّيها تيجي برجليها.
إبراهيم (بصوت ماكر): هتشوفي هعمل إيه
_______
(حمزة واقف على بُعد، بيراقب من غير ما يبان، ملامحه متحفّظة، بس عينيه بتتحرّك بسرعة… فجأة يلمح إبراهيم بيشد في فرد مع الأمن بصوت عالي.)
حمزة (في نفسه، بنبرة داخلية مشوشة):
هو دا؟… نفس الوش اللي شفته في الصورة اللي شوفتها على موبايل مريم وحذرتني منه؟
(يتقدم خطوتين، يحاول يسمع الكلام من بعيد، بس الضجة عالية… يلمح الأمن وهم بيبعدوا إبراهيم، اللي بيصرخ بصوت عالي)
إبراهيم (من بعيد):
مش هعدي إزاي! دي مريم… بنت عمي وخطيبتي، هتدخلني ولا أعمل مصيبة!
حمزة يجزّ على أسنانه ويقول بهمس: لازم أتحرّك…
لو فعلاً اكتشف إنها هنا، كل اللي رتبناه هينهار.
وأكتر واحدة هتدفع التمن هي… مريم.
(يطلع تليفونه بسرعة، يتصل بنادية)
حمزة (بنبرة سريعة):
مدام نادية، في مشكلة… الشخص اللي مريم كانت خايفة منه واقف برا، بيحاول يدخل.
خلي بالك عليها، وأنا هشوف أتصرف إزاي من برّا.
ناديه بصوت منخفض: فهمت… هحميها بعنيا، أنت بس ما تخليش حد يقرب من هنا
(حمزة يقفل المكالمة، وعينه ترجع تراقب إبراهيم اللي لسه بيحاول يتحايل على الأمن)
حمزة (بصوت داخلي):أنا قلت إني هكون جنبها…
وحتى لو دا معناه أواجه ناس مش سهلين…
مش هسيبها لوحدها تاني.
(يبدأ حمزة يتحرك ناحية مكتب الأمن، لكن بهدوء محسوب… واضح إنه بيجهّز حاجة، ممكن يتدخّل رسمي، أو يكلم جهة أعلى…)
_____
داخل اللجنة
(الساعة بتقرّب على نهاية الوقت، مريم بتكتب آخر سطورها، الدموع سايلة على خدها بهدوء، لكن مفيش صوت.)
مريم (صوت داخلي): “أنا هنا… كتبت، رغم إني كنت متأكدة إني مش هقدر. يمكن أخرج ألاقيهم مستنييني، يمكن معرفش أكمل، بس على الأقل… أنا عملت اللي كان مستحيل.”
(تمد مريم يدها لتسليم الورقة، وفجأة… صوت خطوات تقرع في الممر. خطوات ثقيلة ومسرعة.)
(المراقبتان تنظران لبعضهما، والمراقبة الثانية تقترب من الباب وتفتحه قليلًا، تنظر للخارج.)
المراقبة الثانية (بقلق خفيف): غريب… محدش بيعدي هنا وقت اللجنة الخاصة.
(مريم تشد الطرحة على وجهها أكتر، قلبها يدق بسرعة.)
(لحظات تمر ببطء… صوت الخطوات بيبعد تدريجيًا… يرجع الهدوء.)
(نادية تطرق الباب وتدخل بسرعة، وجهها متوتر لكنها بتحاول تبان هادية.)
نادية (بهمس لمريم): يلا، بسرعة… هنخرج من الباب التاني، متسأليش دلوقتي.
(مريم تقف، قلبها بيخبط، تاخد شنطتها، وتمشي جنب نادية، نظرتها لسه مرعوبة لكنها ثابتة.)
(تخرج من اللجنة… تمشي في الممر الهادئ، بتسمع صوت المراوح، وتحس قلبها بينط من صدرها. أول ما تنزل السلم، تلمح من بعيد حمزة واقف، بيطمنها بنظرة. لكن في لحظة تلاقيه بيشاور لها ونادية بتسحبها لمكتب فيه فردين من الأمن… وتشوف من فتحة الشباك إبراهيم بعيد، واقف في نهاية الساحة، عينيه فيها جنون.)
مريم (توقف، تاخد خطوة ورا):
“هو هنا… أنا ما خلصتش لسه.”
(حمزة بيرسل رسالة على موبايل ناديه وبتخلي مريم تشوفها متخافيش … أنا هنا، ومش هخلي حد يقربلك بس إلتزمي بالخطة اللي مدام ناديه هتقولك عليها)
_______
(في الخارج – أمام مبنى الإدارة)
تصل سيارة شرطة بسرعة، يقفز منها ضابطان وأحدهم ببدلة رسمية. إبراهيم يندفع ناحيتهم بعصبية وملامح الانتصار مرسومة على وشه.
إبراهيم (بانفعال): يا حضرة الظابط، أنا مقدّم بلاغ رسمي! البنت اللي جوه دي بنت عمي، وهربانة والمفروض إنها خطيبتي، وعندي ما يثبت… أهو صورتها، أهي، وشوف بنفسك.
(يفتح تليفونه، يورّيهم صورة مريم، ولحظتها يخرج أحد أفراد الأمن ويقول فرد الأمن: حضرتك الظابط؟ الإدارة استدعتكم بسبب التوتر اللي حصل من الشخص دا.
(إبراهيم بيتحرك رايح جاي. وشه مش مرتاح، بيكلم موظف في الأمن الإداري)
إبراهيم (بعصبية هادية): يا باشا، أنا مش أي حد… البنت اللي دخلت دي قريبتي، وهربانة من أهلها، وفيه بلاغ مفتوح!
موظف الأمن (ببرود):إحنا مش جهة تنفيذ بلاغات، ولو في شكوى روح القسم الأول.
إبراهيم (يضغط على الموبايل): أنا هخلّي جدتي تكلمكم… الموضوع مش بسيط.
(بيرن على حميدة… صوتها بييجي من السماعة بصوت مبحوح)
حميدة: عرفت وصلت فين؟
إبراهيم (بنبرة غيظ): لازم تيجي محدش مصدقني، انا مستنيها تطلع، وهاخدها حتى لو على كتفي.
حميدة (بحدة): مش هينفع اظهر في الصورة بس متغلطش… خليك شاطر، خليها تطلع لوحدها، ولو لقيت فرصة… خلّيها تيجي برجليها.
إبراهيم (بصوت ماكر): هتشوفي هعمل إيه
_______
(حمزة واقف على بُعد، بيراقب من غير ما يبان، ملامحه متحفّظة، بس عينيه بتتحرّك بسرعة… فجأة يلمح إبراهيم بيشد في فرد مع الأمن بصوت عالي.)
حمزة (في نفسه، بنبرة داخلية مشوشة):
هو دا؟… نفس الوش اللي شفته في الصورة اللي شوفتها على موبايل مريم وحذرتني منه؟
(يتقدم خطوتين، يحاول يسمع الكلام من بعيد، بس الضجة عالية… يلمح الأمن وهم بيبعدوا إبراهيم، اللي بيصرخ بصوت عالي)
إبراهيم (من بعيد):
مش هعدي إزاي! دي مريم… بنت عمي وخطيبتي، هتدخلني ولا أعمل مصيبة!
حمزة يجزّ على أسنانه ويقول بهمس: لازم أتحرّك…
لو فعلاً اكتشف إنها هنا، كل اللي رتبناه هينهار.
وأكتر واحدة هتدفع التمن هي… مريم.
(يطلع تليفونه بسرعة، يتصل بنادية)
حمزة (بنبرة سريعة):
مدام نادية، في مشكلة… الشخص اللي مريم كانت خايفة منه واقف برا، بيحاول يدخل.
خلي بالك عليها، وأنا هشوف أتصرف إزاي من برّا.
ناديه بصوت منخفض: فهمت… هحميها بعنيا، أنت بس ما تخليش حد يقرب من هنا
(حمزة يقفل المكالمة، وعينه ترجع تراقب إبراهيم اللي لسه بيحاول يتحايل على الأمن)
حمزة (بصوت داخلي):أنا قلت إني هكون جنبها…
وحتى لو دا معناه أواجه ناس مش سهلين…
مش هسيبها لوحدها تاني.
(يبدأ حمزة يتحرك ناحية مكتب الأمن، لكن بهدوء محسوب… واضح إنه بيجهّز حاجة، ممكن يتدخّل رسمي، أو يكلم جهة أعلى…)
_____
داخل اللجنة
(الساعة بتقرّب على نهاية الوقت، مريم بتكتب آخر سطورها، الدموع سايلة على خدها بهدوء، لكن مفيش صوت.)
مريم (صوت داخلي): “أنا هنا… كتبت، رغم إني كنت متأكدة إني مش هقدر. يمكن أخرج ألاقيهم مستنييني، يمكن معرفش أكمل، بس على الأقل… أنا عملت اللي كان مستحيل.”
(تمد مريم يدها لتسليم الورقة، وفجأة… صوت خطوات تقرع في الممر. خطوات ثقيلة ومسرعة.)
(المراقبتان تنظران لبعضهما، والمراقبة الثانية تقترب من الباب وتفتحه قليلًا، تنظر للخارج.)
المراقبة الثانية (بقلق خفيف): غريب… محدش بيعدي هنا وقت اللجنة الخاصة.
(مريم تشد الطرحة على وجهها أكتر، قلبها يدق بسرعة.)
(لحظات تمر ببطء… صوت الخطوات بيبعد تدريجيًا… يرجع الهدوء.)
(نادية تطرق الباب وتدخل بسرعة، وجهها متوتر لكنها بتحاول تبان هادية.)
نادية (بهمس لمريم): يلا، بسرعة… هنخرج من الباب التاني، متسأليش دلوقتي.
(مريم تقف، قلبها بيخبط، تاخد شنطتها، وتمشي جنب نادية، نظرتها لسه مرعوبة لكنها ثابتة.)
(تخرج من اللجنة… تمشي في الممر الهادئ، بتسمع صوت المراوح، وتحس قلبها بينط من صدرها. أول ما تنزل السلم، تلمح من بعيد حمزة واقف، بيطمنها بنظرة. لكن في لحظة تلاقيه بيشاور لها ونادية بتسحبها لمكتب فيه فردين من الأمن… وتشوف من فتحة الشباك إبراهيم بعيد، واقف في نهاية الساحة، عينيه فيها جنون.)
مريم (توقف، تاخد خطوة ورا):
“هو هنا… أنا ما خلصتش لسه.”
(حمزة بيرسل رسالة على موبايل ناديه وبتخلي مريم تشوفها متخافيش … أنا هنا، ومش هخلي حد يقربلك بس إلتزمي بالخطة اللي مدام ناديه هتقولك عليها)
_______
(في الخارج – أمام مبنى الإدارة)
تصل سيارة شرطة بسرعة، يقفز منها ضابطان وأحدهم ببدلة رسمية. إبراهيم يندفع ناحيتهم بعصبية وملامح الانتصار مرسومة على وشه.
إبراهيم (بانفعال): يا حضرة الظابط، أنا مقدّم بلاغ رسمي! البنت اللي جوه دي بنت عمي، وهربانة والمفروض إنها خطيبتي، وعندي ما يثبت… أهو صورتها، أهي، وشوف بنفسك.
(يفتح تليفونه، يورّيهم صورة مريم، ولحظتها يخرج أحد أفراد الأمن ويقول فرد الأمن: حضرتك الظابط؟ الإدارة استدعتكم بسبب التوتر اللي حصل من الشخص دا.
الضابط (بجدية): تمام… هنتصرف دلوقتي.
(لحظة صمت… ثم تقف سيارة تانية بهدوء، وتخرج منها سيدة كبيرة في السن، تمشي بصعوبة، وتستند على عصا خفيفة. إنها حميدة.)
حميدة (بصوت متقطع وهي تقترب): أنا الوصية على مريم بعد وفاة أبوها، وجالي استدعاء من الإدارة والشرطة.
الضابط: تمام يا حاجة، هندخل اللجنة سوا ونشوف مريم دي.
________
(مكتب صغير على أطراف المبنى، مريم قاعدة فيه مع نادية، وهي لابسة عباءة رمادية ونقاب بلون مختلف. نادية بتعدل طرحتها، ووش مريم مليان توتر)
نادية (بهمس): خلاص كل حاجة تمام، كدا غيرتي اللبس اللي كنتي لابساه خبيتي حاجتك؟
مريم (تهز راسها): آه… أنا مستعدة.
________
(تدخل بنت تانية، أصغر شوية في البنية، لابسة نفس لبس مريم اللي كانت بيه طول اليوم، حتى نفس لون الطرحة والنقاب. اسمها “سعاد محفوظ”. حمزة يدخل بعدهم، ومعاه ضابط ببدلة مدنية، واضح إنه من جهة أعلى.)
الظابط (بهدوء للبنت البديلة): أتمنى حضرتك تركزي وتخلي بالك كويس من كل اللي قولته
سعاد: خلاص يا فندم فاهمة الدور… ومريم هتخرج من الباب الخلفي بعد ما التمثيلية تخلص.
الضابط: تمام… ودي تعليمات من فوق. اللي هيحصل كالتالي… اللجنة هتفضل زي ما هي، ولو دخلوا يدوروا على البنت، هنواجههم بالبنت دي، وخلال اللي بيحصل البشمهندس حمزة يكون اتحرك، وصدقني أنا هخليها تكمل كل امتحاناتها والمشكلة دي هتتحل.
_______
(يدخل إبراهيم بسرعة، وراه حميدة مترددة، والضابط اللي استقبله في الخارج. المراقبتان يقفن على الجنب بثبات.)
الضابط (بحزم): البنت اللي بتدور عليها… اسمها إيه؟
إبراهيم (بثقة): مريم
الضابط (ينظر للبنت الجالسة على الكرسي): أنسة… اسمك؟
البنت (بصوت خافت): سعاد محفوظ… 4 تربية نوعية إنجليزي، اتفضل بطاقتي
إبراهيم (يندفع ناحيتها): كدب! دي مريم ونفس اللبس اللي داخله بيه! شيلوا النقاب وهنشوف!
الضابط (بحدة): إهدا شوية يا أستاذ، ماينفعش تتكلم كده.
(ينظر للبنت): من فضلك يا أنسة، انا بعتذر ليكي بس ممكن ترفعي النقاب، ولو مطلعتش مريم انا عارف هعمل معاك إيه.
(البنت ترفع النقاب بهدوء… واللي يظهر وش مش مريم إطلاقًا. ملامح تانية خالص.)
الضابط (بصوت بارد): واضح إنك سببت فوضى وإزعاج للجنة، واتهمت طالبة بريئة قدام الكل.
إبراهيم (متلعثم): لا… لا… دي مش هي… بس… الصورة… واللبس، حتى نفس عينيها!
الضابط (بيقاطع بصرامة): حضرتك سببت ذعر لطالبة، واتعديت على الأمن، ودخلت مؤسسة تعليمية بدون إذن، وبلّغت عن حد مش موجود أصلاً. دا اسمه بلاغ كاذب، وإثارة فوضى.
(يشير للشرطيين): خدوه على القسم.
إبراهيم (بيحاول يقاوم): بس دي خطة! حد بدّلها! أنا متأكد!
(قبل ما يمشي، حميدة تقترب منه، وعينيها فيها نار وغضب)
حميدة (بصوت مبحوح): كنت فاكره إنك راجل… لكن طلعت أضعف من أي حد شفته في حياتي، وعملت دوشه وفضحتنا
(وترفع إيدها… وتضربه بالقلم على وشه صفعة تقلبه للحظة)
(الضباط يسحبوه وهو بيتلفّت حواليه مش مصدق، وحمزة من بعيد بيشاور لنادية تمشي مريم من الباب الخلفي، بأمان.)
___________
(في ممر جانبي داخل الكلية، خطوات سريعة… مريم خارجة من باب جانبي بمرافقة الضابط ونادية. بتتحرك بسرعة وهي لسه لابسة العباءة الرمادية والنقاب المختلف. بتبص حواليها، قلبها بيخبط، بس فجأة… تلمح راجل واقف بعيد، على أول السلم، وشه مش غريب… بيبص لها بقلبه مش بعينه.)
مريم (بصوت داخلي متوتر): “اللي واقف دا…… بس مستحيل!”
(الضابط يشاور لها تنزل، ونادية تضغط على كفها بحنية)
نادية (بهمس): يلا، مافيش حاجة تخوف دلوقتي.
(مريم تتحرك، وقبل ما تعدّي الراجل اللي واقف، تسمع صوته ناعم، لكن حاسم)
منير (بصوت خافت): ماشية على رجلك يا مريم… أهو كده.
(مريم تتجمد في مكانها، عينيها توسع تحت النقاب، تبص له بذهول، بس مترددة ترد. منير يكمّل بنظرة فيها وجع وفخر)
منير: طول عمرك شجاعة… ومافيش فيكِ من الكسر غير الاسم. ما تقلقيش… أنا هنا علشان لو حصلك حاجة، كنت برا حوالين لجنتك.
نادية (تبص له بحذر): حضرتك مين…
منير (يبتسم لها): أنا عمّها… ومن حقي أطمن، حتى لو مش من حقي أقرب منها واحضنها.
(الضابط يومي برأسه، ويفتح له الطريق)
الضابط: كله تمام، السيارة مستنياكم برّه.
(قبل ما تمشي، يظهر شاب لابس رسمي بسيط، بشنطة جلد على كتفه… بيعدّي ناحيتهم وبيبص لنادية)
المعيد (بهدوء): الطالبة بخير؟ أنا عادل، معيد في القسم. الأستاذ حمزة كلّمني قبلها وبلغني بالخطة… وكنت جاهز أساعد لو حصل أي حاجة.
نادية (تبتسم رغم التوتر): شكرًا يا أستاذ عادل، ربنا يكرمك… وجودك فرّق كتير.
منير (ينظر للمعيد بعين فيها امتنان): عادل صاحبي وهو اللي ساعدني أدخل وأنا كنت موصيه لو سمع اسم مريم وإنها هتحضر الامتحان يبلغني… وافق من غير وجع دماغ، ولا أسئلة.
(مريم تبص لهم، وماتقولش ولا كلمة… بس قبل ما تركب العربية، ترجع تبص لمنير لحظة، وتهمس)
مريم: شكراً… حتى لو جاي متأخر، كفايه انك فكرت تحميني
منير (بصوت مكسور): أنا يمكن جيت متأخر… بس عمري ما بطّلت أخاف عليكِ وأحميكِ.
مريم بدموع ونظرة امتنان: أنا عايزه احضنك
منير بسعادة: تعالي يا حبيبتي، خدي الفلوس دي معاكِ وافتحي الموبايل عشان عايزك في موضوع مهم، بس لازم تتحركي دلوقتي
(تدخل مريم السيارة، والعربية تتحرك ببطء لكن حمزة يعرفهم ان في إجراءات لازم يخلصها، ومنير يفضل واقف مكانه، يتابعها بعينه)
_______
أمام الكلية بعد انتهاء الأحداث
(الشمس بدأت تميل، والجو فيه هدوء بعد العاصفة. سيارات الأمن غادرت، منير واقف بعيد، حمزة يقترب منه بخطوات ثابتة، بيقف جنبه.)
حمزة (بنبرة هادية): أعرفك بنفسي انا حمزة.
(لحظة صمت… كل واحد فيهم بيقرأ التاني.)
منير (يتنهد): بشكرك يا حمزة… بجد اللي عملته النهارده مايتردّش. أنت وقفت قدام الكل… عشان بنت مالهاش سند حقيقي.
حمزة (يبص له بثبات): ليها سند… من دلوقتي على الأقل.
بس الحقيقة يا أستاذ منير… إحنا ما ينفعش نكمل كده.
منير (بتركيز): تقصد إيه؟
حمزة: أقصد إن الوضع ده ماينفعش يفضل على حافة الخطر. كل مرة مريم هتمشي في شارع، هتخاف. كل مرة هتفكر في كليتها، هتقلق.
لازم حل نهائي… وده مش هيحصل غير لما نقعد ونتكلم زي الرجالة.
منير (بتنهيدة طويلة): أنا معاك… بس جدتها؟ إبراهيم؟ العيلة كلها؟
حمزة: أنا ما بطلبش معجزة… أنا بطلب بداية، على الأقل تسمعوا مريم وتفهموا هي ليه هربت، وتعالجوا المشكلة.
منير (بصوت هادي لكنه فيه حزن): عارف… عارف إننا غلطنا.
بس اللي يوجع أكتر… إننا افتكرنا إننا بنحميها، وإحنا كنا بنخنقها.
حمزة (ينظر له بصدق): مريم محتاجة تطمن إن أهلها مش أعداءها…
وإنت أقرب واحد تقدر توصل دا لجدتها حميدة… ولإبراهيم وللكل.
منير (يومئ برأسه): قابلني في أي وقت… أنا جاهز.
حمزة (بابتسامة خفيفة): هبعتلك العنوان… ونتكلم براحة، بعيد عن أي ضغط.
منير: ربنا يكرمك يا بني… ويجازيك خير عن كل اللي عملته.
حمزة (بنبرة صادقة): الخير الحقيقي لما مريم تقدر تكمّل حياتها من غير خوف.
(يتصافحوا، نظرة احترام متبادلة بينهم، وكل واحد فيهم عارف إن الخطوة الجاية محتاجة شجاعة أكتر.)
“بين ارتجافة القلوب وصخب المواجهات، كان الخوف يتمدد كظلٍ ثقيل، لكن الشجاعة تولد أحيانًا في أضيق الزوايا، حين لا يبقى أمام القلب إلا أن يقاتل ليثبت أنه ما زال ينبض”
_________
(السيارة تسير بهدوء في طريق شبه فاضي يقود السيارة سائق حمزة الشخصي. الأضواء اللي من الشارع بتدخل من الزجاج، تنعكس على وش مريم، وهي قاعدة في الكنبة الخلفية جنب نادية. صوت المكيّف والجو بدأ يكون هادي)
(مريم حاطة إيديها في حجرها، ماسكة طرحتها، عينيها سابحة في الفراغ، زي اللي جسمها هنا… وعقلها لسه هناك.)
مريم (بصوت واطي، شبه همس):أنا… مش مصدقة إن اليوم خلص.
كان كأنه سنة…
كل لحظة فيه كانت ممكن تنفجر.
(لحظة صمت… ثم تقف سيارة تانية بهدوء، وتخرج منها سيدة كبيرة في السن، تمشي بصعوبة، وتستند على عصا خفيفة. إنها حميدة.)
حميدة (بصوت متقطع وهي تقترب): أنا الوصية على مريم بعد وفاة أبوها، وجالي استدعاء من الإدارة والشرطة.
الضابط: تمام يا حاجة، هندخل اللجنة سوا ونشوف مريم دي.
________
(مكتب صغير على أطراف المبنى، مريم قاعدة فيه مع نادية، وهي لابسة عباءة رمادية ونقاب بلون مختلف. نادية بتعدل طرحتها، ووش مريم مليان توتر)
نادية (بهمس): خلاص كل حاجة تمام، كدا غيرتي اللبس اللي كنتي لابساه خبيتي حاجتك؟
مريم (تهز راسها): آه… أنا مستعدة.
________
(تدخل بنت تانية، أصغر شوية في البنية، لابسة نفس لبس مريم اللي كانت بيه طول اليوم، حتى نفس لون الطرحة والنقاب. اسمها “سعاد محفوظ”. حمزة يدخل بعدهم، ومعاه ضابط ببدلة مدنية، واضح إنه من جهة أعلى.)
الظابط (بهدوء للبنت البديلة): أتمنى حضرتك تركزي وتخلي بالك كويس من كل اللي قولته
سعاد: خلاص يا فندم فاهمة الدور… ومريم هتخرج من الباب الخلفي بعد ما التمثيلية تخلص.
الضابط: تمام… ودي تعليمات من فوق. اللي هيحصل كالتالي… اللجنة هتفضل زي ما هي، ولو دخلوا يدوروا على البنت، هنواجههم بالبنت دي، وخلال اللي بيحصل البشمهندس حمزة يكون اتحرك، وصدقني أنا هخليها تكمل كل امتحاناتها والمشكلة دي هتتحل.
_______
(يدخل إبراهيم بسرعة، وراه حميدة مترددة، والضابط اللي استقبله في الخارج. المراقبتان يقفن على الجنب بثبات.)
الضابط (بحزم): البنت اللي بتدور عليها… اسمها إيه؟
إبراهيم (بثقة): مريم
الضابط (ينظر للبنت الجالسة على الكرسي): أنسة… اسمك؟
البنت (بصوت خافت): سعاد محفوظ… 4 تربية نوعية إنجليزي، اتفضل بطاقتي
إبراهيم (يندفع ناحيتها): كدب! دي مريم ونفس اللبس اللي داخله بيه! شيلوا النقاب وهنشوف!
الضابط (بحدة): إهدا شوية يا أستاذ، ماينفعش تتكلم كده.
(ينظر للبنت): من فضلك يا أنسة، انا بعتذر ليكي بس ممكن ترفعي النقاب، ولو مطلعتش مريم انا عارف هعمل معاك إيه.
(البنت ترفع النقاب بهدوء… واللي يظهر وش مش مريم إطلاقًا. ملامح تانية خالص.)
الضابط (بصوت بارد): واضح إنك سببت فوضى وإزعاج للجنة، واتهمت طالبة بريئة قدام الكل.
إبراهيم (متلعثم): لا… لا… دي مش هي… بس… الصورة… واللبس، حتى نفس عينيها!
الضابط (بيقاطع بصرامة): حضرتك سببت ذعر لطالبة، واتعديت على الأمن، ودخلت مؤسسة تعليمية بدون إذن، وبلّغت عن حد مش موجود أصلاً. دا اسمه بلاغ كاذب، وإثارة فوضى.
(يشير للشرطيين): خدوه على القسم.
إبراهيم (بيحاول يقاوم): بس دي خطة! حد بدّلها! أنا متأكد!
(قبل ما يمشي، حميدة تقترب منه، وعينيها فيها نار وغضب)
حميدة (بصوت مبحوح): كنت فاكره إنك راجل… لكن طلعت أضعف من أي حد شفته في حياتي، وعملت دوشه وفضحتنا
(وترفع إيدها… وتضربه بالقلم على وشه صفعة تقلبه للحظة)
(الضباط يسحبوه وهو بيتلفّت حواليه مش مصدق، وحمزة من بعيد بيشاور لنادية تمشي مريم من الباب الخلفي، بأمان.)
___________
(في ممر جانبي داخل الكلية، خطوات سريعة… مريم خارجة من باب جانبي بمرافقة الضابط ونادية. بتتحرك بسرعة وهي لسه لابسة العباءة الرمادية والنقاب المختلف. بتبص حواليها، قلبها بيخبط، بس فجأة… تلمح راجل واقف بعيد، على أول السلم، وشه مش غريب… بيبص لها بقلبه مش بعينه.)
مريم (بصوت داخلي متوتر): “اللي واقف دا…… بس مستحيل!”
(الضابط يشاور لها تنزل، ونادية تضغط على كفها بحنية)
نادية (بهمس): يلا، مافيش حاجة تخوف دلوقتي.
(مريم تتحرك، وقبل ما تعدّي الراجل اللي واقف، تسمع صوته ناعم، لكن حاسم)
منير (بصوت خافت): ماشية على رجلك يا مريم… أهو كده.
(مريم تتجمد في مكانها، عينيها توسع تحت النقاب، تبص له بذهول، بس مترددة ترد. منير يكمّل بنظرة فيها وجع وفخر)
منير: طول عمرك شجاعة… ومافيش فيكِ من الكسر غير الاسم. ما تقلقيش… أنا هنا علشان لو حصلك حاجة، كنت برا حوالين لجنتك.
نادية (تبص له بحذر): حضرتك مين…
منير (يبتسم لها): أنا عمّها… ومن حقي أطمن، حتى لو مش من حقي أقرب منها واحضنها.
(الضابط يومي برأسه، ويفتح له الطريق)
الضابط: كله تمام، السيارة مستنياكم برّه.
(قبل ما تمشي، يظهر شاب لابس رسمي بسيط، بشنطة جلد على كتفه… بيعدّي ناحيتهم وبيبص لنادية)
المعيد (بهدوء): الطالبة بخير؟ أنا عادل، معيد في القسم. الأستاذ حمزة كلّمني قبلها وبلغني بالخطة… وكنت جاهز أساعد لو حصل أي حاجة.
نادية (تبتسم رغم التوتر): شكرًا يا أستاذ عادل، ربنا يكرمك… وجودك فرّق كتير.
منير (ينظر للمعيد بعين فيها امتنان): عادل صاحبي وهو اللي ساعدني أدخل وأنا كنت موصيه لو سمع اسم مريم وإنها هتحضر الامتحان يبلغني… وافق من غير وجع دماغ، ولا أسئلة.
(مريم تبص لهم، وماتقولش ولا كلمة… بس قبل ما تركب العربية، ترجع تبص لمنير لحظة، وتهمس)
مريم: شكراً… حتى لو جاي متأخر، كفايه انك فكرت تحميني
منير (بصوت مكسور): أنا يمكن جيت متأخر… بس عمري ما بطّلت أخاف عليكِ وأحميكِ.
مريم بدموع ونظرة امتنان: أنا عايزه احضنك
منير بسعادة: تعالي يا حبيبتي، خدي الفلوس دي معاكِ وافتحي الموبايل عشان عايزك في موضوع مهم، بس لازم تتحركي دلوقتي
(تدخل مريم السيارة، والعربية تتحرك ببطء لكن حمزة يعرفهم ان في إجراءات لازم يخلصها، ومنير يفضل واقف مكانه، يتابعها بعينه)
_______
أمام الكلية بعد انتهاء الأحداث
(الشمس بدأت تميل، والجو فيه هدوء بعد العاصفة. سيارات الأمن غادرت، منير واقف بعيد، حمزة يقترب منه بخطوات ثابتة، بيقف جنبه.)
حمزة (بنبرة هادية): أعرفك بنفسي انا حمزة.
(لحظة صمت… كل واحد فيهم بيقرأ التاني.)
منير (يتنهد): بشكرك يا حمزة… بجد اللي عملته النهارده مايتردّش. أنت وقفت قدام الكل… عشان بنت مالهاش سند حقيقي.
حمزة (يبص له بثبات): ليها سند… من دلوقتي على الأقل.
بس الحقيقة يا أستاذ منير… إحنا ما ينفعش نكمل كده.
منير (بتركيز): تقصد إيه؟
حمزة: أقصد إن الوضع ده ماينفعش يفضل على حافة الخطر. كل مرة مريم هتمشي في شارع، هتخاف. كل مرة هتفكر في كليتها، هتقلق.
لازم حل نهائي… وده مش هيحصل غير لما نقعد ونتكلم زي الرجالة.
منير (بتنهيدة طويلة): أنا معاك… بس جدتها؟ إبراهيم؟ العيلة كلها؟
حمزة: أنا ما بطلبش معجزة… أنا بطلب بداية، على الأقل تسمعوا مريم وتفهموا هي ليه هربت، وتعالجوا المشكلة.
منير (بصوت هادي لكنه فيه حزن): عارف… عارف إننا غلطنا.
بس اللي يوجع أكتر… إننا افتكرنا إننا بنحميها، وإحنا كنا بنخنقها.
حمزة (ينظر له بصدق): مريم محتاجة تطمن إن أهلها مش أعداءها…
وإنت أقرب واحد تقدر توصل دا لجدتها حميدة… ولإبراهيم وللكل.
منير (يومئ برأسه): قابلني في أي وقت… أنا جاهز.
حمزة (بابتسامة خفيفة): هبعتلك العنوان… ونتكلم براحة، بعيد عن أي ضغط.
منير: ربنا يكرمك يا بني… ويجازيك خير عن كل اللي عملته.
حمزة (بنبرة صادقة): الخير الحقيقي لما مريم تقدر تكمّل حياتها من غير خوف.
(يتصافحوا، نظرة احترام متبادلة بينهم، وكل واحد فيهم عارف إن الخطوة الجاية محتاجة شجاعة أكتر.)
“بين ارتجافة القلوب وصخب المواجهات، كان الخوف يتمدد كظلٍ ثقيل، لكن الشجاعة تولد أحيانًا في أضيق الزوايا، حين لا يبقى أمام القلب إلا أن يقاتل ليثبت أنه ما زال ينبض”
_________
(السيارة تسير بهدوء في طريق شبه فاضي يقود السيارة سائق حمزة الشخصي. الأضواء اللي من الشارع بتدخل من الزجاج، تنعكس على وش مريم، وهي قاعدة في الكنبة الخلفية جنب نادية. صوت المكيّف والجو بدأ يكون هادي)
(مريم حاطة إيديها في حجرها، ماسكة طرحتها، عينيها سابحة في الفراغ، زي اللي جسمها هنا… وعقلها لسه هناك.)
مريم (بصوت واطي، شبه همس):أنا… مش مصدقة إن اليوم خلص.
كان كأنه سنة…
كل لحظة فيه كانت ممكن تنفجر.
نادية (تبتسم لها بحنان، وهي ساندة راسها على المقعد): بس خِلص، عدّى… وكنتي قدّه.
أنا كنت جنبك طول الوقت، وشوفت بعيني قد إيه كنتي شجاعة.
مريم (تضحك بخفة، بس فيها وجع):
شجاعة؟
أنا كنت بترعش…
قلبي كان بيخبط في ضلوعي…
كنت حاسة إن أي خطوة، أي نظرة، أي همسة… هتفضحني.
(تصمت لحظة، وبعدين تبص على نادية)
مريم: بس انتي… انتي كنتي هادية، ثابتة…
أنا كنت بتمسّك بيكي، حتى من غير ما أقول.
نادية (تمد إيدها تطبطب على إيد مريم):أنا وعدتك، ومش ممكن أخذلك.
وانتي كمان… كنتي أقوى من الخوف.
كتبتِ، وعدّيتي أول امتحان في المعركة.
مريم (تبص لقدام، في الضلمة اللي بتتخللها أنوار الشارع): هو أنا… فعلاً عدّيت؟
ولا أنا لسه محبوسة في دايرة؟
كل حاجة حواليّ بتتلخبط،
إبراهيم، تيتا، الامتحانات… شايلة هم اللي جاي لسه، خوف من اللي جاي والمجهول، هكمل إزاي بعد اللي حصل ، لازم من المواجهة وإلا هفضل خايفة
نادية (بهدوء): أوقات كتير الحقيقة مابتظهرش كلها مرة واحدة…
بس دا مش معناه إنك تايهة،
معناه بس إنك بتتكوّني، وبتفتحي عينيكي.
مريم (بصوت حزين لكنه صادق): أنا اتعودت أهرب…
يمكن لأول مرة… حسّيت إن فيه ناس مستعدة تحميني من غير مقابل ومافيش اي رابط بينا
(تسكت، تبص من الشباك، والدمعة تنزل من غير صوت)
مريم (بهمس):نفسي أعيش من غير خوف…
نفسي أكون بنت عادية…
مش بنت كل خطوة في حياتها فيها حساب وعقاب وملاحقة.
نادية (بحنان): وهتوصلّي…بس خطوة بخطوة.
النهارده بداية، مش نهاية.
مريم (تغمض عينيها، تاخد نفس طويل):
يا رب… خلّي كل ده يعدّي…
واكتبلي يوم واحد بس… أنام فيه وقلبي مطمن.
(السيارة تكمل طريقها، وضوء أحمر من إشارة المرور يعكس على وش مريم، كأنها وقفت… بتفكر هل تكمل نفس الطريق، ولا تغير المسار.)
“أنا ماشيّة بخطواتي… بس قلبي لسه مربوط بخوف، ولساني بيتأخر عن الكلام… بس جوّه قلبي، في صوت بيقول: مافيش خلاص من غير مواجهة. ”
_________
منزل حميدة
(الغرفة مظلمة إلا من نور خافت طالع من لمبة جانبية. حميدة قاعدة على الكرسي بتاعها، شايلة شال صوف على كتفها، ووشها مشدود… ملامحها مش مصدّقة اللي حصل.)
حميدة (بتكلم نفسها، بنبرة غضب مكبوت):
يعني آخرتها بنت زي مريم تبهدلني كدا!
تعمل فيا كدا؟ تضحك عليا… وتزوّر نفسها… وتخدعنا كلنا؟
دا مش تمرد… دا طعن في الظهر!
(تقوم من مكانها وتبدأ تتمشى في الغرفة، إيديها بتتحرك بعصبية.)
حميدة (بصوت عالي): أنا اديتها فرصة… والله اديتها!
قلت يمكن تهدى، تفوق… ترجع لعقلها.
بس الظاهر إن مفيش في دماغها غير العند… !
عِند بعِند بقى
(تتوقف، تبص في المراية، وتشوف انعكاس وجهها المرتجف من الغضب والخذلان.)
حميدة (بهمس حاد): البنت دي مش نافع معاها لا طيبة ولا قسوة…
واضح إن ما بقاش في حل غير حل واحد
وأخلّيها تيجي برجليها…
(فجأة… موبايلها يرن بنغمة خافتة)
(تقرب منه، تبص على الشاشة، تلمح إشعار: “مريم – متاحة الآن”)
(عينها تتوسع، تاخد نفس عميق، بإيد مرتعشة تضغط على الاتصال…
الجرس يرن… مرة، مرتين…
وفي الثالثة يُفتح الخط،
حميدة تسكت لحظة، ثم بصوت مريب فيه هدوء غريب…)
حميدة:
كنتِ فاكرة إنك خلّصتي؟
بتستخبي؟ بتغيّري هدومك؟ بتعملي حركات؟
أنا ست مش سهلة يا مريم…
بس المرة دي… مش هزعّق، ومش هعيّط،
المرّة دي… هقولّك الحقيقة اللي عمرك ما كنتي هتتخيليها.
(صمت لحظة)
حميدة (بنبرة غامضة وخاتمة صادمة):
أمّك…
أمّك يا مريم…
عايشة.
ثم تنقطع المكالمة………
أنا كنت جنبك طول الوقت، وشوفت بعيني قد إيه كنتي شجاعة.
مريم (تضحك بخفة، بس فيها وجع):
شجاعة؟
أنا كنت بترعش…
قلبي كان بيخبط في ضلوعي…
كنت حاسة إن أي خطوة، أي نظرة، أي همسة… هتفضحني.
(تصمت لحظة، وبعدين تبص على نادية)
مريم: بس انتي… انتي كنتي هادية، ثابتة…
أنا كنت بتمسّك بيكي، حتى من غير ما أقول.
نادية (تمد إيدها تطبطب على إيد مريم):أنا وعدتك، ومش ممكن أخذلك.
وانتي كمان… كنتي أقوى من الخوف.
كتبتِ، وعدّيتي أول امتحان في المعركة.
مريم (تبص لقدام، في الضلمة اللي بتتخللها أنوار الشارع): هو أنا… فعلاً عدّيت؟
ولا أنا لسه محبوسة في دايرة؟
كل حاجة حواليّ بتتلخبط،
إبراهيم، تيتا، الامتحانات… شايلة هم اللي جاي لسه، خوف من اللي جاي والمجهول، هكمل إزاي بعد اللي حصل ، لازم من المواجهة وإلا هفضل خايفة
نادية (بهدوء): أوقات كتير الحقيقة مابتظهرش كلها مرة واحدة…
بس دا مش معناه إنك تايهة،
معناه بس إنك بتتكوّني، وبتفتحي عينيكي.
مريم (بصوت حزين لكنه صادق): أنا اتعودت أهرب…
يمكن لأول مرة… حسّيت إن فيه ناس مستعدة تحميني من غير مقابل ومافيش اي رابط بينا
(تسكت، تبص من الشباك، والدمعة تنزل من غير صوت)
مريم (بهمس):نفسي أعيش من غير خوف…
نفسي أكون بنت عادية…
مش بنت كل خطوة في حياتها فيها حساب وعقاب وملاحقة.
نادية (بحنان): وهتوصلّي…بس خطوة بخطوة.
النهارده بداية، مش نهاية.
مريم (تغمض عينيها، تاخد نفس طويل):
يا رب… خلّي كل ده يعدّي…
واكتبلي يوم واحد بس… أنام فيه وقلبي مطمن.
(السيارة تكمل طريقها، وضوء أحمر من إشارة المرور يعكس على وش مريم، كأنها وقفت… بتفكر هل تكمل نفس الطريق، ولا تغير المسار.)
“أنا ماشيّة بخطواتي… بس قلبي لسه مربوط بخوف، ولساني بيتأخر عن الكلام… بس جوّه قلبي، في صوت بيقول: مافيش خلاص من غير مواجهة. ”
_________
منزل حميدة
(الغرفة مظلمة إلا من نور خافت طالع من لمبة جانبية. حميدة قاعدة على الكرسي بتاعها، شايلة شال صوف على كتفها، ووشها مشدود… ملامحها مش مصدّقة اللي حصل.)
حميدة (بتكلم نفسها، بنبرة غضب مكبوت):
يعني آخرتها بنت زي مريم تبهدلني كدا!
تعمل فيا كدا؟ تضحك عليا… وتزوّر نفسها… وتخدعنا كلنا؟
دا مش تمرد… دا طعن في الظهر!
(تقوم من مكانها وتبدأ تتمشى في الغرفة، إيديها بتتحرك بعصبية.)
حميدة (بصوت عالي): أنا اديتها فرصة… والله اديتها!
قلت يمكن تهدى، تفوق… ترجع لعقلها.
بس الظاهر إن مفيش في دماغها غير العند… !
عِند بعِند بقى
(تتوقف، تبص في المراية، وتشوف انعكاس وجهها المرتجف من الغضب والخذلان.)
حميدة (بهمس حاد): البنت دي مش نافع معاها لا طيبة ولا قسوة…
واضح إن ما بقاش في حل غير حل واحد
وأخلّيها تيجي برجليها…
(فجأة… موبايلها يرن بنغمة خافتة)
(تقرب منه، تبص على الشاشة، تلمح إشعار: “مريم – متاحة الآن”)
(عينها تتوسع، تاخد نفس عميق، بإيد مرتعشة تضغط على الاتصال…
الجرس يرن… مرة، مرتين…
وفي الثالثة يُفتح الخط،
حميدة تسكت لحظة، ثم بصوت مريب فيه هدوء غريب…)
حميدة:
كنتِ فاكرة إنك خلّصتي؟
بتستخبي؟ بتغيّري هدومك؟ بتعملي حركات؟
أنا ست مش سهلة يا مريم…
بس المرة دي… مش هزعّق، ومش هعيّط،
المرّة دي… هقولّك الحقيقة اللي عمرك ما كنتي هتتخيليها.
(صمت لحظة)
حميدة (بنبرة غامضة وخاتمة صادمة):
أمّك…
أمّك يا مريم…
عايشة.
ثم تنقطع المكالمة………
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية في حضن الغرباء)
____
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)