روايات كاملة

رواية فريد من نوعه كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم حنين شريف

رواية فريد من نوعه كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم حنين شريف

رواية فريد من نوعه هي رواية من الروايات الرومانسية الجديدة والقوية للكاتبة حنين شريف، وتعتبر هذه الرواية من أقوى وأخف الروايات الرومانسية التي صدرت في الفترة الأخيرة، ونوفرها لك كاملة للقراءة والتحميل بصيغة pdf على موقعنا هُنا اليوم بشكل حصري وفي صفحة واحدة.

اقرأ ايضًا:

رواية فريد من نوعه كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم حنين شريف
رواية فريد من نوعه كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم حنين شريف

رواية فريد من نوعه الفصل الأول

في عام2005
في منطقه متوسطه
صوت القرآن يملأ المكان ، الخيم السوداء تغطي الشوارع العديد من الرجال جالسين ، الحزن يُخيم علي الجميع.
وفي وسط ذلك الحزن يتقدم رجل في منتصف الاربعين ليقول بصوت منخفض لأخاه الذي لايزال شاباً :
امال الحج فين؟…
ليجيبه الاخر بحزن
من ساعه ما سمع الخبر وهو في اؤضته قاعد مع فريد…حتي الأكل مش عايزه يأكله…
ليقول الآخر بحقد
طبعاً خليه يزعل علي ابنه براحته…
اجاب الاخر وهو يقول بأندفاع
هو انت ايه يا فوزي ، للدرجه دي مش فارقلك اخوك الي من لحمك ودمك!…
قال فوزي غاضباً وهو يسحب أخاه بعيداً عن الانظار
يا متخلف ايه الي بتقوله قدام الناس ده؟!
قال أخاه غاضبا
انا مش عارف هو اخوك عملك ايه علشان حتي يوم عزاه متزعلش عليه ، انتو جيبتوا القسوه دي كلها منين!…
قال فوزي ساخراً
سبنهالك يا عم الحبيب…
نظر الي فوزي بأشمئزاز بينما تجاهله فوزي وقال بسعادة :
المهم دلوقتي انه خلاص اسماعيل اتكل علي الله هو ومراته ومعدش غيري انا وانت والبت سحر واول ما ان شاءالله الحج يتكل هو كمان هنتنغنغ بالفلوس …
نظر اليه بغضب وقال
انا ماشي…
نظر فوزي اليه وقبل ان يمشي قال له بسخريه:
من امتي الحنيه دي يا عاطف ، ماطول عمرك بتكرهه…
نظر له عاطف وقال بغضب مختلط بحزن علي فراق أخاه
انا كنت بحب اخويا ، بس انتو الي بعدتونا عن بعض…
مشي عاطف بينما نظر إليه فوزي وهو يقول بشمئزاز
ممحن زي امك…
…………………………….
وفي منزل الحج شوقي
حيث تفتح الابواب وتمتلأ الصاله بالنساء ذوات الملابس السوداء ، وفي منتصف الصاله تعلق صوره كبيره عليها شريطه سوداء ، تحتوي علي رجل في أوائل الثلاثينات ذا الشعر البني والعينين الخضراوتين والملامح الهادئه وبجانبه امرأه في اواخر العشرينات ذات الشعر الاسود والعينين السوداء ذات الملامح الرقيقه.
وفي المطبخ
حيث تقف امرأتين احداهن تقول للاخري:
بت ياسحر متقومي تشوفي ابوكي ليكون مات هو كمان…
نظرت اليها سحر بملامحاها الحاده وقالت :
سناء ..ابعدي عن وشي السعادي..
قالت سناء بسخريه
لتكوني ياختي زعلانه علي اخوكي ومراته ، حكم انا عارفه انتٍ كنتٍ بتعزيه هو ومراته قد ايه..
نظرت اليها سحر بضيق وقالت وهي تحمل صينيه الطعام لكي تدخلها الي والدها:
لا ياختي ..انا مبزعلش علي حد…
تركتها وخرجت لكي تقدم الطعام الي والدها بينما قالت سناء
ساخره:
شوفي يابت..قال مبتزعلش علي حد قال…وهي من امتي وبتحس أصلا…
اكملت وهي تعدل من هيأتها
يلا بلا نيله…
خرجت من المطبخ وهي تصيح ببكاء مزيف
روحت يا غالي يا ابن الغالي..روحت يا اخويا وانت في عز شبابك…
ملحقتش تتهني بشبابك يا اخويااااا..
…………………………
وفي غرفه الحج شوقي
كان الحج شوقي جالس علي سريره وهو يتأمل وجه حفيده النائم الذي يبلغ من عمره الخامسه والذي يشبه والده الي حد كبير .. ويقول ببكاء:
ذنبك ايه بس يا فريد تتربي من غير ام ولا أب ، ذنبك ايه بس تعيش لوحدك…ابوك سابني انا وانت في الدنيا دي وهو عارف انا بحبه قد ايه…خايف ليكون مات وهو زعلان مني…يعلم ربنا يابني انا بعزه قد ايه ، ومعزته غاليه عندي قد ايه..
يقاطعه صوت طرق الباب ليمسح دموعه ومن ثم يقول بنبره ضعيفه:
اتفضل…
دخلت سحر وهي تبتسم لاوالدها ، وضعت صينيه الطعام علي السرير وقالت:
عارفه انك مأكلتش حاجه من امبارح ، قولت اعملك لقمه تاكلها..
قال شوقي بحزن
ومين له نفس ياكل يا سحر …شيلي الاكل ده من قدامي…
قالت سحر
يابا انت كده مبتعملوش حاجه ، هيجرالك حاجه وانت قاعد من غير لا اكل ولا شرب…
شوقي بنبره حاده
اعملي الي قولتلك عليه يا سحر..
تنهدت سحر بضيق وامسكت الطعام لتدخله مره اخري .
……………………………
في نهايه اليوم في منزل الحج شوقي
كان يجتمع كل من فوزي وزوجته
فوزي
امال البت سحر فين؟..
سناء بملل
بتنيم فريد…
جأت سحر وقالت بضيق
كنت ناقصه انا الولا ده…
فوزي بجديه
مش مهم الكلام ده ، المهم دلوقتي….اسماعيل مات ومفيش غيري انا وانت ياسحر دلوقتي ، عايزين الفتره دي نرضي ابوكي ، عايزين نريحه، نشيله من علي الارض شيل..سامعه…؟
تنهدت سحر بضيق
سامعه…
اكملت بتفقد
امال عاطف فين؟..
نهض فوزي ثم قال بجديه
سيبك منه انت ، المهم متنسيش الي قولتلك عليه ، خلاص معدش غيري انا وانتٍ الي هنورث فيه لما يتكل علي الله…
سحر بقلق
وعاطف؟..
فوزي بابتسامه خبيثه
مش مهم نبقي نرمليه اي حاجه…
وجه كلامه الي سناء
قومي يلا ياسناء…
غادر كل من فوزي وسناء الي منزلهم بينما جلست سحر تفكر فيما سيأتي بعد ذلك.
……………………………
في عام 2025
في نزل بسيط حيث صوت القرآن يملأ المنزل والكراسي الكثيره الممتلأه بالرجال، يجلس فتي في منتصف العشرينات ، يجلس علي احد الكراسي ، يجلس واضعاً يديه علي رأسه ، يسند بكلتا كوعيه علي رجليه.
انتبه علي شخص يربط علي كتفيه ، يرفع رأسه ومن ثم يقف ليقول الآخر:
البقاء والدوام لله …شد حيلك يا بطل…
رد الخر قائلا
ان الله وان اليه راجعون…
قال الأخر بحزن
عارف يا فريد انه صعب عليك ، لكن ان شاءالله هتعدي ، وانا جنبك لو عايز اي حاجه متترددش تجيلي….
فريد بابتسامه باهته
اكيد يا أستاذ حمدي…
انتهي العزاء ليقفل فريد الباب ويتنهد بحزن ، ثم يمشي في الصاله ليجد صوره لرجل يبدو انه لازال في شبابه ، شعره اسود يرتدي بدله انيقه ويبتسم بسعاده وبجانبه طفل في ١٦ عشر من عمره يرتدي بدله هو الآخر شعره بنيه وعينيه خضراوتين ، يبدو عليه السعاده من ضحكته الجميله.
نظر فريد الي الرجل وهو يبتسم ، ثم ذهب الي غرفته ليرتمي في سريره ويغط في سباتاً عميق.
……………………………..
بعد عده أيام
يستيقظ فريد من نومه بتكاسل ليفرك عينيه ومن ثم ينظر الي هاتفه ليراها الساعه الثانيه عشر .
يقف في المطبخ ليصب فنجان القهوه دون ان يأكل شئ مثل الايام الخوالي ، يجلس علي السفره ويمسك بجريده بينما يحتسي القهوه.
يقاطعه صوت طرق الباب ليفتح ويري رجل يقول له:
مش دي شقه فاروق بيه…
قال فريد باستغراب
ايوه..انت مين؟..
قال
انا احمد ابن الحج محمود الله يرحمه صاحب الشقه…
فريد
اه…
احمد بتساؤل
حضرتك فاروق ؟..
تنهد فريد وقال
فاروق بيه اتوفي من فتره ، وانا تقدر تعتبرني ابنه…
احمد
رينا يرحمه…
نظر له فريد ليكمل كلامه
احم..الحقيقه انا كنت داخل علي جواز وكنت ناوي ان شاءالله اسكن في الشقه دي ..
فريد بأستغراب
نعم!!..
اكمل احمد متجاهلاً رده فعله
علشان كده كنت جاي اقول لحضرتك تجهز نفسك ان شاءالله علي اخر الشهر تكون ظبطت امورك وشوفت شقه تانيه..
فريد
ااايوه بس …
احمد
ان شاءالله تشوف شقه وتعجبك..عن اذنك.. والبقاء لله
غادر احمد بينما تنهد فريد ومن ثم قفل الباب وجلس علي احدي الكراسي وهو يضع يديه هلي رأسه ويقول:
اللاقيها بس منين ولا منين…

رواية فريد من نوعه الفصل الثاني

واخيييييراً ????????????
………………………
بجد يا محمد..لقيت بيت بالسعر ده؟!..
قالها فريد بسعاده بينما قال محمد
ايوه ، بس خد بالك المنطقه دي مش قد كده يعني…
فريد بسرعه
مش مهم كل ده..المهم بس اني هعرف اسكن فيها حتي عقبال ما اشوف شغل….
محمد
تمام …انت هتسيب الشقه امتي؟..
فريد
بعد بكره …
محمد
خلاص هبقي اعدي عليك واوريلك الشقه…
انهي فريد المكالمه وتنهد بأرتياح ثم دخل غرفته لكي يضُب اغراضه استعداداً لترك مكانه.
وقف فريد امام غرفه مغلقه ، تلك الغرفه الذي يضعوا في كل الأشياء التي بلا اهميه.
يقرر فريد ان يفتح باب الغرفه ويدخل .
ـــــــــــــــــ
يفتح فريد باب الغرفه ليشم رائحه كريهه ، يتذكر المرات القليله الذي فتحت فيها تلك الغرفه ، يتفقد تلك الغرفه ليجد بها الكثير من لُعبه القديمه، يري حقيبه صغيره مهترئه ، يقرر فريد ان يفتح تلك الحقيبه ليجد بها ملابس صغيره .
عقد فريد حاجبيه بأستغراب ولكنه يندهش عندما يري كاميرا يبدو من شكلها انها قديمه ، يقول بدهشه:
بابا!…
…………………….
في عام 2007
فوزي بابتسامه مزيفه
سلامتك يا حج شوقي…
نظر له شوقي بتعب وقال
الله يسلمك يابني…
فوزي بنفس الابتسامه
قُملنا بس كده بالسلامه ، الشغل مالوش طعم من غيرك …
شوقي بتعب
طمني عاملين ايه في الشغل؟..
فوزي بثقه
كل تحت السيطره ياحج وماشي ولا كأنك موجود…متشليش انت بس هم الشغل انا مظبط الدنيا هناك….
دخلت سحر وهي تمسك دواء والدها والماء
كفايه يا فوزي كلام عن الشغل..بابا تعبان سيبه يرتاح…
فوزي
الله..مش لازم اطمنه …
تناول شوقي الدواء وقال لسحر
هو فريد فين..
سحر بقليل من التوتر
هاا.. بيلعب بره مع العيال …
شوقي بحنيه
طيب ناديهولي…
فوزي قال بسرعه
ليه بس يابا…
نظر له شوقي باستغراب ليقول فوزي محاولاً رسم الابتسامه علي شفتيه:
قصدي يعني انك تعبان…لازم ترتاح وانت عارف العيال الصغيره شقيه…وفريد لسه ٧سنين..
شوقي بجمود
انا قولت كلمه …
فوزي بأبتسامه مزيفه
طبعاً ياحج كلمتك الي تمشي…
غادر فوزي الغرفه وقال بغيظ
خلصنا من سي اسماعيل دخلنا في الزفت فريد…
لحقته سحر وقال بسرعه
الواد فريد بعته يجيب طلبات ولسه لغايه دلوقتي ماجاش…
فوزي بغضب
راح فين القرد ده كمان…
قاطعه دخول فريد وهو يبدو علي وجهه التعب قائلاً
جبتلك الحاجه ياعمتو…
فوزي بغضب
كنت فين يالا كل ده!!…
فريد بخوف
والله انا روحت عند عمو وه….
قاطعه فوزي بعصبية
اخر مره تتأخر كده سامع ولا لا…
قال فريد بدموع
سامع…
سحر بضيق
روح يلا اشطف وشك وروح لجدك..وحسك عينك اسمعك قولت لجدك حاجه…
غادر فريد من امامهم وهو يمسح دموعه ، بينما دخل عاطف وقال بضيق:
ما كفايه بقي كده…براحه علي الولا شويه…
فوزي بغضب
عاطف امشي من قدامي بدل ما اطلع غلِ فيك…
تنهد عاطف بضيق من معاملة اخواته له ولهذا الطفل الذي لا ذنب له، ولكنه لايستطيع ان يعترض امام كلمة اخواته الكبار.
…………………….
في غرفه الحج شوقي
يطرق فريد الباب ليبتسم الجد قائلاً بلطف
ادخل يا فريد….
دخل فريد بأبتسامته الرقيقه ليقفل الباب ورائه ومن ثم يجلس علي السرير بجوار جده.
قال فريد متسائلاً
انت ازاي بتعرف انه انا الي بخبط؟..
ضحك الجد قائلاً
وهو في حد خبطته صغيره كده غيرك..
ضحك فريد ، ثم نظر الجد بحب ومسح علي شعره وقال:
انت الوحيد يافريد الي بحب اقعد معاه…
ضمه فريد وقال
وانا كمان يا جدو…
ضمه الجد بحب ولكن فريد ابتعد عنه وقال بحزن
بس انت ليه كل شويه بتسيبني امشي من جمبك…مش لو بتحبني يبقي تخليني جمبك علي طول…
قال له الجد
مينفعش يافريد ، لازم تروح المدرسه وتبقي شاطر..زي ما بابا كان عاوز…
ترقرقت الدموع من عيني فريد وهو يريد اخبار جده انه لا يذهب الي المدرسه ف منذ تعب جده وبقائه في السرير منع عمه فوزي الذهاب الي المدرسه ، وجعله يعمل .
قال الجد وهو ينظر الي فريد
مالك يا فريد…
قال فريد وهو خائف من اخبار جده
كويس…
الحج شوقي
انا عارف انك عايز تقعد معايا ، بس لازم تروح المدرسه علشان تبقي شاطر زي بابا…
هز فريد رأسه بحزن ، قال الجد وهو يحاول تخفيف الحزن علي فريد:
روح افتح الدرج الي هناك ده هتلاقي فيه كاميرا هاتها…
ذهب فريد واحضر الكاميرا واعطاها الي جده ليقول الجد بأبتسامه:
عارف يا فريد الكاميرا دي بتاعت مين؟…
هز فريد رأسه بنفي ليبتسم الجد قائلاً:
الكاميرا دي كانت بتاعت ابوك الله يرحمه..
قال فريد بأندهاش
دي بتاعت بابا…
ابتسم الجد قائلا
اه..ابوك كان طول عمره بيحب التصوير، صحيح انا مكنتش حابب تعلقه بالتصوير..بس كان اكتر حاجه بيحبها هو التصوير…
اعطاها لفريد وقال له:
انا عارف انك ملكش صوره او حاجه تجمعك بأبوك ، والكاميرا دي الحاجه الوحيده الي من ريحه ابوك…خدها وخلي بالك منها ، او تضيعها او حتي تكسرها…
نظر فريد الي الكاميرا بأعجاب وقال بعفويه:
انا عايز اجرب اصور زي بابا…
ضحك الجد ثم قال:
حاضر اوعدك بس اول ما تكبر شويه هخليك تتعلم التصوير …
وضع فريد الكاميرا جانباً ثم ضم جده بحب.
مسح جده علي شعره بحنان حتي نام فريد بهدوء ، قال الجد وهو لازال يمسح علي شعره :
خايف عليك من عمامك يافريد… خايف يحصلي حاجه وساعتها مش هبقي معاك..يارب احفظ فريد يارب …
…………………….
فريد في غرفته
يجلس فريد علي سريره وهو يتفقد تلك الكاميرا
تنهد فريد وقال بضيق
انا بعمل ايه ؟!
ماهي اكيد مش هتشتغل يعني…
ترك فريد الكاميرا جانباً ونهض يحضر ملابسه.
بعد يومين
كان فريد مرتدياً ملابسه وينتظر هاتف محمد .
رن الهاتف وكان المتصل محمد ، اغلق فريد الهاتف ثم نهض من سريره ليخرج الي الخارج ولكنه توقف عندما رأي كاميرا والده،
توقف قليلاً ثم امسكها ليدخلها في حقيبته ومن ثم يخرج من البيت ليقفله ، ينظر فريد نظره اخيره للبيت الذي عاش فيه اجمل ايام حياته ، اغلق فريد الشقه وغادر وكأنه يترك كل ذكرياته وايامه.

رواية فريد من نوعه الفصل الثالث

وقف فريد امام عماره صغيره في حي شعبي بسيط.
اخرج محمد الحقائب وقال لفريد:
ايه يلا مبلم كده ليه؟..
قال فريد وهو لازال ينظر الي الحي والاولاد الذين يلعبون كره القدم:
مش مصدق اني هعيش في نفس المستوى تاني..
قال محمد
ياعم هي كلها كام شهر وبعد كده تشوفلك حته تانيه ..
نظر فريد الي العماره:
ربنا يسترها ومتكنش دبستني..
محمد وهو يدخل العماره :
لا لا هنا بقي ومسمحلكش..
فريد وهو يصعد السلالم
ليه بقي ان شاءالله..
قال محمد وهو يتقدم فريد في صعود السلالم
بص يافريد هو ممكن يكون مكان شعبي شويه..لكن صدقني السكان هنا محترمين جدا جدا… و العماره بتتميز بهدوء سكانها وو…
قاطعه خروج رجل كبير في السن يرتدي حماله بيضاء ويقول بعصبيه:
انت ايه يا وليه؟..مبتتهديش…
خرجت امرأة لتقول بردح:
مين دي الي تتهد يالينقصف عمرك…
قال الرجل بعصبية
ينقصف عمر مين ياوليه ياخرفانه…وحياة امك ياسعديه لاتجوز عليكي واجيب ست الستات..!..
قالت المرأه بردح
تجوز مين يا راجل يامهزأ ، ده انا وخداك وانت محلتكش اللضي ، وقعدوا يوعوني ، يقولولي يابنتي متمسكه بيه علي ايه ، علي ماله ولا جماله!!..
الرجل بغيظ
ياوليه هجيبك من شعرك!…
الزوجه قالت بردح
لا ياااااا عممممممر… فاكرني علشان بسكت لما تفضل تبصبص للبت جارتنا اكون لقمه ساهله!…
لا ياااااا احمد …
امسك الرجل الزوجه من شعرها وهو يدخلها منزله قائلا
وحياة امك لأربيكي من جديد يا سعديه…
كل ذلك تحت انظار فريد الصادمه ، نظر فريد الي محمد بغضب:
هي دي العماره الي بتتميز بهدوء سكانها؟!..
ما أنت يا بتشتغلني يا انت اطرشت؟!!..
قال محمد وهو يصعد السلالم مره اخري ويحاول تهدئه فريد:
يافريد دي مشاكل زوجيه وارده تحصل في اي وقت واي مكان ، مين يعني عمره ما اتخانق مع مراته وصوته علي يعني…
المهم يافريد انه فعلاً السكان هنا محترمين سيبك بس من الحج احمد ومراته ، لكن حتي الستات الي هنا متعاونين وحتي لو فيه ..
قاطعهم صوت امراه تقول بصوت عالي
جري ايه يابت يالي ملقتش الي يربيكي..
قالت الاخري بعصبيه
مين دي الي متربتش ياوليه مشافتش بربع جنيه ربايه..!
جري ايه يا صفيه هي هبت منك تاني ولا ايه…
شهقت صفيه وقالت بردح
مين دي الي متربتش يا بت يا بايره يالي مش لاقيه الي يعبرك!..
ولا انت يابت يا سهر علشان شايفاني متجوزه سيد الرجاله وقاعده تلفي عليه بس عامله زي المفراك الخايب..
شهقت سهر وقالت
ليه ياختي شايفاني ناقصه ايد ولا ناقصه رجل علشان محدش يعبرني..
ده كل الرجاله واقفه علي بابي وبيخبطوا بس انا الي منفضه، اصلك عقدتيني ، خوفت لو اتجوزت ابقي وحشه كده زيك…
صفيه بردح
مين دي الي وحشه يا بت الخباز…
سهر وهو تتمايل امامها بدلع
شوفي الحلاوه دي وانت تعرفي …
لوت صفيه بوزها وقال
واش يفيد الجمال مع وقف الحال…
فريد نظر اليهم بصدمه ثم نظر الي محمد وعينيه تشع غضب.
صعد فريد ومحمد وتركوهما .
فريد بصوت غاضب
ده ايه الصداع ده ، انا مستحيل اعيش هنا..
محمد محولاً تهدئته
يافريد متاخدش في بالك دول شويه ستات وبيتخانقوا ، انما فعلاً باقي سكان العمار…
قاطعه فريد قائلا بغضب
شششششش..ولا كلمه .. حاسس انك لو قلت حاجه تانيه هلاقي راجل طالعلنا بمطوه…
قال محمد بسخريه
ومين يعني الي…
نظر له فريد نظره اخرسته.
صعدوا الي طابق منزله الجديد ليروا امراه تنتظرهما لتقول:
اهلا اهلا يا بشمهندسين…
قال محمد بابتسامه مجاملاً
اهلا يا ست شاديه
لم ينتبه فريد علي ما يقولون بل لفت نظره الباب المجاور الي منزله ، لمح فتاه من وراء الباب ولكنها اقفلت الباب بسرعه ، لم يري شئ سوي شعرها الأسود .
افاق فريد من شروده علي محمد وهو يقول له:
ايه يابني انت روحت فين…
فريد بأنتباه
هااا..لا انا هنا اهو..
اعطاه محمد مفتاح المنزل وقال
خد بقي انت المفتاح وعيش حياتك وانا عندي مشوار كده اخلصه وابقي اعدي عليك…
غادر محمد ثم تنهد فريد وفتح باب المنزل ثم تنهد ليحمل حقائبه ثم يدخل الي منزله الجديد مؤقتاً.
تفقد المنزل ، كان المنزل بسيط كان يحتوي علي غرفتين ، غرفه كبيره وغرفه صغيره ذات سريرين صغيرين.
دخل فريد الي الحجره الكبيره ووضع ملابسه في خزانته .
خرج فريد من غرفته بعدما وضع ملابسه ليري الحقائب الاخري.
تنهد فريد بقله حيله ، ليضع كل شئ في مكانه.
جلس علي احدي الكراسي بتعب وقال :
لا لا كده كتير اوي….
دخل فريد الي غرفته وارتمي في سريره بتعب ، حاول فريد النوم ليهرب من ذلك الواقع .
“حسنا قد يكون الأمر صعباً بعض الشئ ولكنه تعود ، اعتدت ان اتحمل فوق طاقتي واعتدت أيضاً ان اكون وحيد…”
………………….
فلاش باااااك
يجلس فريد يبكي في زاوية غرفه جده وهو يضم ركبتيه الي حضنه.
رفع فريد عينيه ليري سرير جده فارغاً ، هز فريد رأسه نافياً وقال ببكاء :
لا لا يا جدو….متسبنيش لوحدي زي بابا وماما..علشان خاطري….
والله هبقي كويس ومش هعيط تاني بس متسبنيش لوحدي معاهم….
ارتمي فريد علي سرير جده واحتضن وسادته حتى نام من كثرة البكاء.
في خارج المنزل حيث يُقام عزاء “الحج شوقي” .
المشهد مره اخري ، العديد من الرجال جالسين والخيم السوداء تملأ المكان ، الحزن يعُم علي الجميع مره اخري …
قال احد رجل كان يمشي بجوار العزاء الي صاحبه:
هو عزا مين ده؟..
تنهد الأخر بحزن:
ده عزا الحج شوقي ، ربنا يرحمه ويغفر له ، كان خيره علي الكل…
قال الأخر
ربنا يرحمه…
اكمل الرجل الاخر قائلاً :
زي ما يكون مات مع ابنه…
نظر له صديقه بأستفهام ف الاخر اكمل:
ابنه مات من سنتين وسابله ابنه الصغير ، من ساعه ما ابنه مات وهو تعب ، و زي مايكون مقدرش يستحمل فراق ابنه…
في نهايه اليوم تجمع كل من فوزي و زوجته وسحر وعاطف .
قالت سناء لفوزي:
كلمت المحامي يافوزي؟..
قال فوزي
اه كلمته وهيجي بكره نفتح الوصيه وكل واحد ياخد حقه…
قال عاطف عاقداً حاجبيه
هو بابا كتب وصيه؟..
ابتسم فوزي بسخرية لتتدخل سحر قائله بأندفاع:
واحنا اش عرفنا ان الوصيه الي مع المحامي وصيه ابويا..
مش يمكن تكون اتفقت مع المحامي و بدلت الوصيه؟؟..
قال فوزي بجديه
جري ايه ياسحر..م تشوفي انت بتقولي ايه!…
قالت سناء بضيق لسحر
اساساً ياختي المحامي مش هنا ، المحامي في اسكندريه ولو مش مصدقه اتصلي وشوفي…
صمتت سحر بينما قال عاطف:
امال فين فريد؟..
قالت سناء بسخرية
تلاقيه قاعد في اي حته… وانت يهمك في ايه يعني يا عاطف…
نهض عاطف متجاهلاً حديثها وهو يبحث عن فريد.
فتح عاطف باب غرفة والده ليري فريد نائماً علي السرير ، اقترب عاطف منه وجلس بجواره ، تنهد بحزن علي فريد ومسح علي شعره وقال:
ربنا يسترها معانا يافريد ويعديها علي خير ، عمك وعمتك دول شياطين ، بيجوا علي الناس ومحدش بيجي عليهم غير الي خلقهم…
………………………
بااااااك
استيقظ فريد علي رن هاتفه.
فريد بنعاس
الوو….
محمد
ايه ياعم انت نمت ولا ايه؟..
فريد بنعاس
اه نمت شويه كده ، هي الساعه كام؟..
محمد بسخريه
الساعه عشره بليل يا باشا..
فريد بأندهاش
عشره؟!..
معقول انا نمت كل ده؟..
محمد
سيبك انت بس….بقولك ايه انا هعدي عليك وابقي انزلي..
فريد وهو يفرك في عينيه
لا انسي، تعالالي انت البيت واقعد معايا ، انا مش نازل من هنا…
محمد بثقه
مش قولتلك المكان هيريحك…
فريد بغضب
هقفل السكه في وشك…
خرج فريد من غرفته ليغسل وجهه ثم دخل المطبخ لكي يحضر القهوة ، تأفأف بضيق عندما لم يجد القهوة.
امسك فريد هاتفه ليقوم بالاتصال لمحمد لكن كان الخط مغلق ، تأفأف بضيق ليقول:
شكلي هنزل انا…
ارتدي فريد ال”كروكس” لينزل الي الشارع ، مشي فريد قليلا ثم وجد “كشك” صغير اقترب منه قليلا ليجد فتاة لايري سوا شعرها الاسود الطويل ، اقترب قليلاً ليسمع صوتها وهي تقول الي صاحب “الكشك” :
عايزه كيس ملح يا عم فؤاد…
احضر كيس ملح ليقول لها بأبتسامه:
اتفضلي ياست البنات..
دورت وجهها لتقابل فريد ، انزلت وجهها بسرعه ثم مشت بسرعه ،
ابتسم فريد ابتسامه صغيره وهو يراها تمشي بسرعه من امامه.
قال “عم فؤاد” لفريد:
ايه يابني..
انتبه فريد وقال
هاا….عايز كيسين قهوة…
صعد فريد الي طابق منزله لينظر الي الباب المجاور لمنزله ، ابتسم ثم التفت ليفتح باب منزله.

رواية فريد من نوعه الفصل الرابع

محمد وهو يشرب القهوه
عملت ايه بقي ….
فريد كان يجلس امامه علي كرسي ، امسك فريد كوب القهوة وقال:
هعمل ايه يعني….
كان محمد يحتسي كوب القهوة بهدوء بينما قال له فريد بضجر:
انت باارد كده ليه؟..
محمد برفع حاجب
عايزني اعمل ايه يعني.؟..
تنهد فريد وقال
يابني هو انا مش قولتلك تشوفلي شغل؟..
محمد
اااااه…ماهو النهارده معرفتش..بس متقلقش هشوفلك بكره…
فريد بضيق
محمد انا مش عايز البرود بتاعك ده.. أنجز وخلصلي الموضوع..
محمد
حاضر والله متقلقش…
صمت فريد وكذلك أمسك محمد هاتفه.
قال فريد
هو صحيح يامحمد..
اغلق محمد هاتفه وهو ينظر لفريد بأهتمام بينما اكمل فريد
هو انت عرفت الشقه دي ازاي ؟..
محمد
عادي يعني كلمت واحد صاحبي كان يعرف سمسار كويس واداني الشقه دي…بس أشمعنا يعني ؟..
فريد وهو يحاول رسم اللامبالاة
عادي يعني…جه في بالي
صمت فريد قليلا ثم تسأل مره اخري
هو …..محمد انت تعرف حد من السكان هنا..
نظر له محمد بتعجب
هعرف منين يعني يا فريد…
تأفأف فريد بضجر وقال
يييوه..هو انا مش هعرف استفاد منك بحاجه أبدا ؟!…
نظر له محمد برفع حاجب
ده اناااا؟…
فريد بغضب
قوم يلا من هنا..انا هنام…
محمد بدهشه
تنااام….فريد انت لسه صاحي..؟…
وقف فريد وقال
عايز اقعد لوحدي..تقدر تتفضل بقي…
نهض محمد وهو يلملم اشيائه
حاضر….
غادر محمد بينما جلس فريد ووضع يديه علي وجه
كانت نقصاك يامحمد…
شعر فريد بالنعاس ليدخل الي فراشه وينام مره اخري .
…….
المكان مظلم يشعر فريد بالخوف يقف حائراً ، لايعلم اين يذهب ، لايستطيع رؤيه اي شئ…
فريد بصوت مرتجف
ههو في حد هنا…هو انا …لوحدي…يا جدو..فاروق….انتو فين.؟!..
جلس فريد علي الارض بخوف ، جلس يبكي مثل الطفل الصغير ،
لكنه احس بشئ ما ، شعر بأن الضوء يقترب ، رفع عينيه ليري ضوء ابيض بسيط، ولكن وسط تلك العتمه ..يصبح له أثراً كبيراً…
احس بشخص ما يقترب منه..لم يكن له ملامح..كان يشع منه نور ابيض ساطع…اقترب ذلك الشخص قليلا وقال:
قوم يافريد…قوم…متفضلش خايف..
كان فريد سوف يقف ولكنه سمع صوت مخيف في تلك الغرفه، جلس واضعاً يديه علي اذنيه وهو يقول بصراخ
سيبوني… سيبوني…
قال الشخص بهدوء
متسمعلهومش… قوم…
قال فريد وهو لايزال واضعاً يديه علي اذنيه
ابعدو..بطلوا..سيبوني …
قال الشخص مره اخري
متسمعلهومش …قوم…
فريد يضغط علي اذنيه بقوه من قوه الصوت ، قال فريد بصراخ
لااااااااا…..
……..
نهض فريد من النوم وهو يحاول اخذ انفاسه ، ينظر حوله بخوف ليراه لايزال في المنزل..
ينهض فريد من علي سريره بسرعه واتجه الي المرحاض.
يحاول اخذ انفاسه ، غسل وجهه وهو يحاول أن يهدأ ، نظر امامه في المرأه وهو ينظر الي وجهه المذعور.
شرب فريد المياه وجلس علي” الكنبه” وضع يديه علي وجهه لينعكس ضوع الشمس عليه.
ينظر في اتجاه الساعه المعلقه علي الحائط ليجدها الثامنة صباحاً.
ينهض ليفتح النافذه ليسمع العديد من الاصوات المتداخله ، العديد من الناس في الشارع ، يري كل شخص يعمل ويوجد ازدحاد من كثره عدد الناس ، الكثير من محلات الملابس والفواكهه والمفروشات المتنوعه .
تأفأف فريد بضيق قائلاً
الواحد مش هيعرف يركب عربيه الواد محمد ، اااووووف هضطر انزل انا…
بدل فريد ملابسه ليخرج من المنزل ، يغلق باب المنزل لينظر الي المنزل المجاور له ، سمع صوت فتاه من الداخل تقول:
حاضر يا ماما متقلقيش…
ثم انفتح الباب ليري تلك الفتاه مره اخري ، نظرت اليه الفتاه بخجل ثم نزلت الي أسفل ، قرر فريد ان ينزل ورائها ولكن بهدوء حتي لاتشعر به.
خرجت الفتاه الي الشارع ليتبعها فريد بهدوء اتجهت الفتاه الي منطقه مزدحمه ، حاول فريد ان يتبعها ولكنه فشل في إيجادها مره اخري .
خرج فريد من ذلك الحي وخرج وتمشي في احد الشوارع.
اخرج هاتفه ليتصل بصديقه الوحيد ‘محمد”
ايه يا محمد انت فين؟..
محمد
مفيش والله كنت بشتغل ..
فريد
طب المهم..شوفتلي شغل؟..
محمد بأرتباك
هو…..
فريد بضيق
اممم..انجز…
محمد
بص هو في الشركه الي انا بشتغل فيها عايزين محاسب ، وبما انك خريج تجاره ف قولت لو الشغل ده هيناسبك…
فريد بتفكير
اممم.. وايه كمان ، ايه اخبار المرتبات؟..
محمد
لا متقلقش من الناحيه دي ، هي الحمدلله مش شركه معفنه ، تعالي بس واعمل انترفيو وشوف…
فريد
طيب…
محمد
انت فين كده ؟..
فريد
بتمشي….
محمد
طيب ياسيدي هخلص شغل وابقي اعدي عليك…
ابتسم فريد بسخريه ثم اغلق الهاتف ، مشي فريد بعض الخطوات بهدوء ، يتنفس براحه عندما تداعبه نسمه هواء وكأنها تخفف عنه كل آلامه وجوارحه القديمه التي لاينساها ، وكيف ينساها وهي ذكريات طفولته .
لطالما كان يسمع عن الطفوله الجميله المليئه بالعب والحب والمرح ، ولكن طفولته لم تكن كذلك .
تخلي عنه الجميع …في يوم ما تغيرت حياته ، في يوم واحد فقد اباه وامه ، في يوم واحد اصبح وحيداً ، لم يدخل حياته سوي جده… ولكنه تركه أيضا.
بقي وحيداً بين ذلك الظلام الذي لامفر منه ، لايستطيع الهروب منه مهما حاول …ولكنه عندما اعتاد علي ذلك الالم …خرج من ذلك الالم الي ألم اكثر قسوة ، الي وحده ولكن من نوع اخر …
………………
فلااااش بااااك
نعممم!!
انت بتهرج ولا ايه؟!..
قالها فوزي بغضب بينما كان كل من سناء وسحر وعاطف مندهشين.
قال المحامي بهدوء
يا استاذ فوزي…ده الي مكتوب في الوصيه…
فوزي بغضب
هو الراجل ده جري لعقله حاجه قبل ما يمو*ت ولا ايه …!
يعني ايه يكتب كل ده بأسم العيل الصغير ويسيب عياله…
المحامي بهدوء
زي ما حضرتكوا سمعتوا الوصيه ، الحاج شوقي خلاني واصي علي فريد وكتبله كل املاكه ، والوصيه دي لازم تتنفذ…
سحر بسخريه
طبعا ما انت مزبطها معاه ، عايز تاخد فريد وتتمتع انت بالفلوس…
المحامي بضيق
يا انسه سحر بعد اذنك ، متنسيش ان الحج شوقي كان صديقي وزي اخويا الكبير ومسمحلكيش انك تكلميني بالطريقه دي، انا عامل حساب للحج الله يرحمه…
فوزي بغضب مكتوم
طيب يا استاذ اشرف تقدر تتفضل…
غادر المحامي اشرف ثم قالت سناء بغل:
بقي هنسيب المفعوص ده ياخد كل الفلوس دي!..
عاطف بدهشه
انا مش مصدق الي بابا عمله ده…
قال فوزي بغموض متجاهلاً حديثهم
الوصيه دي لايمكن تتنفذ..
سحر بتسأؤل
امال هنعمل ايه…
اكمل فوزي
الولا ده لازم يمشي من هنا…
قاطعه عاطف متسائلاً
قصدك ايه ؟..
فوزي بطمع
زي ما سمعتوا كده…ان شا الله نرميه في الشارع.. المهم اننا ناخد الورث بتاعنا..حقنا…
لم يتحدث احد بينما نظر عاطف بصدمه الي اخوته وقال:
انت بتقول ايه؟!!..
مش كفايه الي عاملينه في الولا..كمان عايزين ترموه في الشارع ؟!..
قال فوزي بغضب
معاك حق … نسيبه معانا وياخد هو كل الورث واحنا نطلع من المولد بلا حمص..
انت اتهبلت يا عاطف ؟!…
قال عاطف بأعتراض
بس انا مش موافق…
اكمل فوزي غاضباً
ان شاالله عنك ما وفقت..
قالت سحر لأخيها عاطف
امال نعمل ايه يا عاطف ، احنا عايزين ناخد حقنا…
عاطف بضيق
ناخده اه بس مش كده…
تنهدت سحر بضيق وقالت
امال ازاي…
سكت عاطف قليلاً ثم قال
نوديه حتي ملجأ..
نظر فوزي الي سحر باستغراب ليكمل عاطف
اهو نكون منا اخدنا حقنا وكمان الولا يلاقي حته ينام فيها..
قال فوزي
خلاص ..وانا موافق..نرميه قدام اي ملجأ وخلاص…علشان برضو نريح ضميرنا…
نظر اليه عاطف بسخريه ” عن اي ضمير تتحدث عنه؟.”
قالت سناء
طب والمحامي ؟..
فوزي بأبتسامه خبيثه
وايه المشكله …نبدل الوصيه…
سناء
ايوه بس المحامي واصي عليه…
فوزي بنفس الابتسامه الخبيثه
سيبيلي المحامي ده ، انا هريحه من الدنيا وبلاويها…
كان فريد يسمع كل ذلك بعيد عن انظارهم ، يضع يديه علي فمه يحاول كتم صوت بكائه ، يكاد قلبه يتوقف من الخوف ، دخل بسرعه الي غرفة جده وأخيراً استطاع البكاء بحريه ، كان كل ما يتمناه ان يبكي وان يشعر بيد احدهم تربط علي كتفيه..يأخذه في احضانه ، لم يطلب الكثير ولكن أحياناً احلامنا البسيطه حتي لا تتحقق…????
…………….
بااااااااااك
سقطت دمعه من عين فريد ، الكثير من الذكريات المتداخله والكثير من المشاعر الحزينه ، تهزمه الذكريات مره اخري.
ازدادت شده الرياح مع قلبه الذي ينبض بسرعه يتذكر كل شئ وكأنه كان امبارحه وليس من عده سنوات ، بدأ يُسرع في خطوته مع ازدياد جرحه ….
لايستطيع النسيان ..وكيف ينسي ماحدث له بي الماضي .
لطالما كان الماضي هو عدوه الاول الذي دائما ما يهزمه ، يقف امامه حائراً.
يوجد بداخله طفل صغير يبكي..يريد الامان..يريد الاهتمام…يريد ان يطمأن…ولكنه يداري جرحه امام الجميع.
يخاف ان يبين ضعفه…يُظهر شخصاً اخر.. شخصاً اخر يتمني ان يكون هو..ولكن..ليس كل ما نُظهره للناس يكون ما بداخلنا…
…………………..
عند محمد
كان محمد جالساً علي مكتبه يعمل بأهتمام ، قاطعه طرق الباب .
اذن للطارق بالدخول ليدخل صديقه وزميله عبد الله:
اخبارك يا محمد…
جلس عبد الله امامه علي المكتب ليترك محمد الورق الذي امامه ويقول:
الحمدلله والله…انت عامل ايه
عبدالله
الحمدلله…
تسأل محمد
هو انت مشوفتش ياسر النهارده ؟
عبدالله تنهد بحزن
لا اخد اجازه كده كام يوم…
محمد باستغراب
ليه انا كنت لسه مكلمه امبارح…
عبدالله بحزن
اصل ابوه اتوفي النهارده الصبح….
قال محمد بحزن
رينا يرحمه…
بعد ما نخلص شغل نبقي نروح نعزيه…
عبدالله
اه كنت جايلك علشان كده…
محمد بهدوء
تمام..هستناك نمشي مع بعض…
حاول محمد ان يهاتف فريد لكي يخبره انه سوف يتأخر اليوم ولكنه كان لايرد.
ذهب محمد وصديقه الي العزاء .
سلم علي صديقه ياسر الذي كان وجهه باهتاً ، كان محمد هو الوحيد الذي يعلم ما يمر به ياسر ، كان وجه ياسر مألوفاً بالنسبة اليه ، تذكر نفسه عندما توفي والده وكان يبلغ من عمره الخامسه عشر عاماً ، تركه وحيداً بدون ام او حتي اهل .
جلس محمد علي احد كراسي العزاء وصوت القرآن يملئ المكان ، جلس بجوار صديقه عبد الله ليعود بالزمن الي ايام وفاة والده…..
فلااااش بااااك
كان محمد لايزال في الخامسه عشر عاماً
كان يفتح باب منزله المجاور لمنزل جاره فاروق .
سمع صوت جاره فاروق وهو يصعد السلالم ليقول له:
ازيك يا محمد ..عامل ايه ؟..
التفت له محمد وابتسم ابتسامه باهته
الحمدلله يا عمو…
لفت نظره الي ولد اخر في مثل سنه او اكبر منه قليلا بجوار فاروق ، ابتسم فاروق وقال لمحمد:
ده فريد يا محمد..تقدر تقول انه زي ابني… ايه رايك تيجي تتغدي معانا وبالمره تتعرف علي فريد…
نظر محمد الي فريد مره اخري ، كان يبدو ان فريد هادئ ، لايوجد علي ملامحه اي رده فعل .
نظر محمد الي فاروق الذي كان ينتظر موافقته وقال:
ماشي…
لم يكن يعلم ان فريد سوف يكون صديقه الوحيد الذي يحكي له كل أسراره ، ربما معامله فريد له ليست افضل معامله..ولكن يكفي انه ملجأه الوحيد….

رواية فريد من نوعه الفصل الخامس

في الليل
كان فريد يمشي قريباً من الحي.
كان وجهه شاحباً ، لم يتناول الطعام منذ الصباح ، يشعر بالضعف الشديد ، سئم من كل شئ….
من شده تعبه جلس علي احد الارصفه في شارع قريب من الحي.
سند ضهره علي احد الاعمده ، اغمض عينيه بتعب ، كان المكان هادئ ، لايسمع اي صوت .
كان مغمض العينين ولكن كان مستيقظاً ، سمع صوت اقدام صغيره تقترب منه ، ظل مغمض العنين لتقترب اكثر ، شعر بيداً ناعمه تلمسه كتفيه.
انت كويس يا أستاذ ؟…
كان صوت انثوي خائف ، سمع ذلك الصوت من قبل! ،فتح عينيه ببطأ ، كانت الرؤيه مشوشه ، رأي فتاه وجهها ابيض وشعرها اسود طويل ، لم يري ملامح وجهها ، ولكنه احس بشئ لم يشعر به من قبل ، شعر وكانه قد وصل الي منزله الحقيقي ، الي الامان الذي كان يتمني ان يحصل عليه..
كررت الفتاه سؤالها بقلق
انت كويس يا استاذ؟؟..
حاول ان يتمالك نفسه وينهض ولكنه شعر بدوار جعله يفقد الوعي.
……………..
فتح عينيه ليراه في منزله ، عقد فريد حاجبيه بأستغراب ، “ايعقل ان كل ذلك كان حلم ؟؟.”
كان نائما علي سريره ، دخل محمد الي الغرفه بابتسامته المعهوده:
قلقتني عليك يا فريد بيه..
قال فريد :
هو ايه الي حصل؟..
جلس محمد بجوار فريد علي السرير وقال:
مفيش ياسيدي ، كنت برن عليك علشان حصلي ظرف كده وكنت هتأخر لكنك مكنتش بترد عليا ، وكنت جايلك متأخر علشان عارف انك هتكون صاحي و وانا جاي في العربيه لقيتك مغمي عليك وكانت جمبك جارتك الي في الشقه الي قصادك ، قالتلي انها لقيتك نايم علي الرصيف ولما جات تصحيك اغمي عليك…
ابتسم فريد ابتسامه هادئه ليكمل محمد
انت كلت؟..
هز فريد رأسه نافياً ليقول محمد بضيق
ما طبيعي لازم تتعب ، علي العموم انا كده كده عملتك حاجه تاكلها..
خرج محمد بينما اتسعت ابتسامه فريد وقال:
بقي القمر دي هي الي ساعدتني…
نهض من فراشه وقال:
لا انا اكيد هشكرها يعني…
دخل محمد حاملاً الطعام
يلا ياسيدي اكل انا كمان معاك…
تأفأف فريد وقال لنفسه
شكلي كده هأجلها لبكره…
جلس فريد ومحمد يتناولون الطعام ، قال فريد بتسأل
هو صحيح يا محمد ، متعرفش اسم البنت الي ساعدتني؟..
قال محمد وهو يتناول الطعام
اه اسمها هدير…
عم الصمت علي المكان ومن ثم نظر محمد لفريد الذي كان يأكل وقال:
صحيح يافريد..انا روحت عزاء واحد صاحبي..
نظر له فريد وقال باستغراب
صاحبك مين؟..
محمد وهو. يتناول الطعام
زميلي في الشغل…والده اتوفي النهارده…
فريد بغيظ
اممم علشان كده بقي اتأخرت عليا…
محمد برفع حاجب
ده علي اساس اني لو جيت كنت هتكون موجود يعني ؟..
فريد بضيق
اممم كمل…
محمد
اول ما شوفت وشه افتكرت نفسي لما بابا اتوفي… نفس ردة الفعل ، ونفس الصدمه…
ابتسم وقال
وافتكرت برضو اول مره عرفتك ، لما عم فاروق جابك العماره…
ابتسم فريد وقال
اه فاكر…
محمد
كنت غامض اوي انت…
فريد بضحك
طبعاً…
محمد
الله يرحمه…
فريد بتنهيده حزينه
الله يرحمه..
محمد بتذكر
هو صحيح يافريد ، ازاي يوم العزاء مجاش حد من قرايبكم؟..
تبدل وجه فريد الي الهدوء التام وقال:
خالو كان عنده مشاكل مع عيلته ، قصدي يعني عليتنا ، علشان .كده محدش جه…
محمد قائلاً
بس خالك فاروق كان طيب اوي يافريد…ده انا مش مصدقك اصلا ان لما ابوك وامك اتوفوا خالك هو الي قرر يربيك…
فريد بهدوء
انا شبعت ..
محمد باستغراب
طب كمل…
قاطعه فريد
محمد معلش انا تعبان وعايز انام…
تنحنح محمد وقال
ماشي .. ابقي اجيلك في وقت تاني…
غادر محمد بينما اطفأ فريد الضوء ليظل في الظلام ، ويظل في عتمته الداخلية ، حيث لايراه احد ، مثلما اعتاد دائماً.
نام علي سريره وقال بنبره حزينه
محدش عارفني يامحمد…لا انت ولا حتي فاروق الي رباني ، مع انه هو الي اتبناني من الملجأ وخلاني اعيش حياه عمري ما كنت متخيل اني ممكن اعيشها ، بس هو حتي ميعرفش حقيقتي ، كان نفسي احكيلك عني بجد…من غير كدب..بس في حاجه جوايا منعاني ، مش قادر اصارحك بحقيقتي…لان الافضل هو انك تفضل مخدوع فيا ، لانك لو عرفت حقيقتي …هتمشي…وانا مش عايزك تمشي….
……………………….
في نفس الوقت في البيت المجاور لفريد ، حيث منزل هدير…
كانت هدير جالسه بجوار والدتها التي قالت:
طب وهو عامل ايه دلوقتي…
قالت هدير
معرفش…هو صاحبه اخده البيت وانا اتحرجت يعني اخش معاه ، قلت ابقي اشوفه الصبح…
والدتها التي تسمي وفاء:
ربنا يشفيه ان شاءالله…
قالت هدير
يارب…
دخلت هدير الي فراشها لتحاول النوم.
فلااااش باااااك
والد هدير بغضب
بت انت هتقرفيني ولا ايه؟.!
هدير ببكاء وهي تتمسك بوالدتها الذي تقول له بغضب
انت بتقول ايه ياراجل انت!
ايوه البت هتتعلم وتشتغل وتبقي بميه راجل….
والد هدير الذي يسمي “مدحت”
بقولك ايه يا وليه انت ، كلامي هيتسمع غصب عنك ، بعدين وهو من امتي والبت بتتعلم ، طول عمرنا …البت مكانها بيتها غير كده مش هيحصل!…
وفاء نظرت له بدموع وهو ضحك بسخريه وقال
ولا يكون وحشك ضرب زمان…
غادر مدحت بينما جلست وفاء علي الارض تبكي وتحضن ابنتها وترتبط علي كتفيها وتقول بدموع:
انا اسفه ياهدير..اسفه يابنتي…انا الي غلطت..انا الي اتجوز واحد زي ده…ده ذنبي يابنتي…سامحيني…
باااااااك
فتحت هدير عينيها التي تمتلأ بالدموع لتمسحها بسرعه وتحاول النوم وعدم تكرار تلك الكوابيس التي عاشاتها.
…………….
عارفه ان الفصل ده قصير بس ان شاءالله هعوضه الفصل الجاي

رواية فريد من نوعه الفصل السادس

 

في الصباح
استيقظ فريد من نومه بألم في رأسه ، غادر السرير و اغتسل ليعمل
القهوة المفضله اليه ، امسك هاتفه ليرن علي محمد الذي رد عليه قائلا:
لسه هرن عليك..عامل ايه دلوقتي…
رد فريد قائلاً
الحمدلله احسن..
كنت عايز اسألك علي موضوع الشغل….
محمد بتذكر
ااه…بص انا هبعتلك البوست الي الشركه نزلته .رن علي الرقم الي موجود واتفق معاهم امتي هتكون المقابله وابقي عرفني..
فريد
تمام ماشي…
اغلق فريد الهاتف لينظر الي الساعه التي قاربت الثانيه عشر ، ارتدي ملابسه وخرج من المنزل لكي يتمشي قليلا ، فتح باب منزله ليري هدير التي اوشكت هلي المغادره..
تنحنح فريد قائلاً
صباح الخير…
قالت هدير بهدوء
صباح النور…عامل ايه دلوقتي…؟
رد فريد الذي قال بتوتر
الحمدلله والله ، ااا…كنت عايز اشكرك علي الي عملتيه معايا يعني..
قاطعته هدير قائله بابتسامه بسيطه
لا ابدا..لو اي حد مكاني كان عمل الي عملته..بعدين انا معملتش حاجه يعني…
ابتسم فريد بهدوء لتستأذنه هدير وتغادر ، نظر فريد الي طيفها بأبتسامه هادئه وعيون تبدو مشتاقه…”كيف اشتقت لها وانت لا تعرفها؟!..”
يمشي فريد وعقله لم يتوقف عن التفكير في هدير ، يتذكر وجهها الابيض والملامح البسيطه …وشعرها الاسود الكثيف ، يتذكر ملامح والدته…قد كانت مثل تلك الملامح…يشعر انه من اول مره رآها وهو يري والدته…دمعت عيناه عندما يتذكر صوره والدته التي رآها عندما كان صغيراً كانت معلقه علي الحائط ، لا يتذكر ملامح وجهها ولكنه يتذكر القليل من والدته…ابتسم عندما تذكر هدير والامان الذي يشعر به عندما يراها….
……………………
في اليوم التالي
استيقظ فريد من نومه بنشاط حتي يستعد لمقابله العمل اليوم ، يريد ان يعمل بأي طريقه وهذه هي فرصته…
استعد وارتدي ملابسه الانيقه ليذهب الي الشركه لأجراء مقابله العمل ، وعندما كان فريد قادم كان في نفس الوقت سياره تمشي بسرعه بأتجاه الشركه ، كان ذلك هو ابراهيم شوقي…
كان يجلس في الخلف بينما كان السائق جالس امامه ، كان يرتدي بدله انيقه وهو يتحدث في الهاتف ويقول بضيق:
يعني ايه برضو!…هيفضل كده…هفضل واقف متكنف كده!…
ليقول الآخر بهدوء
يا ابراهيم بيه ..انا عارف انك زعلان علي الوالد..لكن صدقني احنا بنعمل كل الي نقدر عليه…الباقي علي ربنا…
تنهد ابراهيم بضيق
ونعم بالله ..متشكر جدا يا دكتور….
اغلق ابراهيم الهاتف وعقله منشغل بحاله والده المريض ، حاول دائما ان يكون بجانبه ولكن مرض والده الذي اصابه في الاربعين من عمره لم يفارقه ابداً ، حاول ابراهيم الاستعانه بالكثير من الأطباء ولكن دون جدوى…
وقفت السيارة امام شركته الضخمه ، ينزل من السياره وهو يعدل من هيئته ، يمشي بثقه ويدخل الي شركته ، الجميع يعمل بجد واجتهاد ، ينظر ابراهيم الي الموظفين الذين يعملون بجد بأبتسامه ، فقد استطاع ان يدير أمور الشركه وان يصلح من حالها ،
دخل الي مكتبه لينظر الي الاوراق الموضوعه امامه علي المكتب ، يبدأ في العمل بجد ولكن يقاطعه عندما دخل ابن عمه مصطفي الذي دخل بأبتسامه وهو يقول:
وحشني يا هيما…
تنهد ابراهيم بضيق قائلاً وهو لايزال جالس هلي كرسي مكتبه:
تمام .. الحمدلله…
جلس مصطفي علي الكرسي المقابل للمكتب ليقول بحزن مصطنع:
جري ايه يا هيما…ده انا حتي جاي من سفر..
قال ابراهيم وهو لاتزال عيناه معلقه علي الاوراق :
حمدالله على السلامه…
قال مصطفي بضيق
ابراهيم…
نظر اليه ابراهيم بملل ليقول
مصطفي ..لو انت فاضي وجاي تتسلي عليا ف احب اقولك اني مش فاضي…
مصطفي بحزن مصطنع
ده انا كنت جاي اسأل علي عمي …سمعت انه تعبان اوي وكنت جايله..بس قلت اعدي عليك الاول…
ابتسم ابراهيم بسخريه ليقول
طب قبل ما تسأل علي عمك تسأل الاول علي ابوك…الي انت سيبته لوحده ده…
مصطفي بضيق
ابراهيم!…دي حاجه تخصني انا و ابويا…
ترك ابراهيم القلم الذي كان بين يده قائلاً
وانا ابويا تعبان…ومش قادر يتكلم مع حد..ف لو عايز تطمن عليه ابقي اسألني عليه…كده احسن بالنسبه له…
نهض مصطفي بضيق وقال
طيب يا ابراهيم…انا ماشي…
نظر ابراهيم لطيفه ليقول بغيظ
علي جثتي يت مصطفي اناولك الي في بالك…
مع فريد
وصل فريد الي الشركه التي كان معجب بها ..لم يتوقع ان تكون الشركه بهذا الشكل.
شعر انه لن يعمل بهذه الشركه ، ظن انها لن تقبله ، ولكنه حاول ان يشجع نفسه ودخل الي الشركه ، سأل موظفه الاستقبال عن موعده فأخبرته ان يصعد الي الطابق الثالث ، صعد وعيناه معلقه علي الموظفين ، جميعهم يرتدون بدل والجميع يعمل بجد حتي انه شعر ان لن ينتبه احد لوجوده ، سأل موظفه عن موعده فأخبرته ان يدخل الي الباب المجاور وهناك سينتظر المدير.
دخل فريد وهو يتفقد ذلك المكتب ، كان ليس كبيراً ولكنه كان منظم ، انتظر فريد حتي تقدم شخص يرتدي بدلة لايختلف كثيرا عن باقي الموظفين ، دخل بأبتسامه بسيطه وتقدم ليسلم علي فريد الذي وقف ليقول:
فريد مش كده..
هز فريد رأسه وقال
ايوه…
جلس المدير علي مقعده بينما جلس فريد في الجهه المقابله للمكتب ليتحدث المدير قائلا:
معتز.. المسؤول عن قسم المحاسبه….
ابتسم فريد ابتسامه بسيطه ليكمل معتز حديثه
كنا محتاجين محاسب القتره دي…
قال فريد بعمليه
ايوه وانا شوفت البوست الي الشركه منزلاه وقولت اني اقدم عليه…
قدم له فريد السي في علي المكتب ليتفقده معتز ويقول:
معندكش خبره كبيره… ومع ذلك متخرج بأمتياز…
قال فريد وهو يحاول ان يتحدث بأكبر ثقه ممكنه
ايوه…انا فعلا متخرج بأمتياز وكنت حريص بكده علشان شغلي..لكن حصلي ظروف وكنت مضطر اسافر …ومقدرتش اشتغل كفايه…
قال معتز بعدما ترك السي في من يديه:
طيب يا فريد…انت هتدرب فتره معانا ٣ شهور..مع المتدربين الي هنا..ولو قدرت تثبت كفائه ٣شهور ساعتها هتكون خلاص ..موظف ثابت…
نظر له فريد بأهتمام ليكمل معتز
وبالنسبه للمرتب هيكون””””””” وده في فتره التدريب انما بعد التدريب”””’ وطبعا بقي انت وشطارتك..لو قدرت انك تنجح كمان بعد التدريب وتترقي…
مد معتز له يديه وقال
نشوفك بكره يا استاذ فريد…
سلم عليه فريد الذي اكتفي بابتسامه بسيطه.
خرج فريد سعيداً وهو لايصدق انه استطاع ان يعمل في تلك الشركه ، كان ينوي أن يبذل قصار جهده ليجتاز فتره التدريب وان يعلي بمنصبه.
تنهد فريد بهدوء وقال
كله بوقته…محتاجين الصبر بس….
هاتف فريد صديقه محمد الذي أخبره بقبوله الي العمل ، سعد محمد كثيراً واتفقا ان يلتقيان.
في الليل
وقفت سياره محمد بالقرب من الشارع الذي يسكن فيه فريد.
نزل فريد من السياره وقال لمحمد
يلا يا باشا..نام بدري واوعي تتأخر علي الشغل…
ابتسم فريد لصديقه ، غادر محمد بينما التفت ليدخل الي العماره ، دخل فريد العماره وصعد السلم حتي اقترب من طابقه ، ولكنه رفع فريد حاجبه بتسؤال عندما راي…

رواية فريد من نوعه الفصل السابع

 

الفصل السابع من رواية فريد من نوعه للكاتبة حنين شريف لا يزال قيد الكتابة، يُمكنك العودة بعد قليل لقراءته أو الإنضمام لقناتنا على تليجرام وكتابة تعليق على هذه الصفحة لنُرسل لك إشعارًا بمجرد نشره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى