رواية فرح وعثمان – حلاوة ليلة الفصل الرابع 4 بقلم شيماء سعيد
رواية فرح وعثمان – حلاوة ليلة الفصل الرابع 4 بقلم شيماء سعيد
البارت الرابع
بكت بقهر وقالت:
_ مامي مهتمة أوي بالتصوير عشان تبقى قدام الناس قد إيه كانت منهارة على جوزها والسوشيال ميديا تتكلم عن جيهان هانم وشكلها في العزا، ما فكرتش تيجي تطبطب عليا ولا تقولي إنها جانبي أنا عايزة بابي يا سليمان يمكن ما يعرفش يرجع لي بس انا اقدر اروح له..
وضع سليمان كفه أمام شفتيها يمنعها من إكمال حديثها ثم قال بجدية:
_ ومين قالك انك لما تموتي نفسك هتروحي له هو احتمال كبير يبقى في الجنه وأنتِ الاكيد انك هتبقي في النار، يعني في الحالتين مش هتتقابله تاني يا زينب، لكن لو صبرتي وعملتي كل حاجة حلوة عشانه عشانك هتتقبلوا في النهاية.
ببراءة طفلة قالت:
_ أنا خايفة..
_ خايفة وأنا موجود ؟!..
لا يعلم لما قال هذا لكنه قال، ربما لأول مرة يشعر بالشفقة عليها لأول مرة يراها فتاة ضائعة تبحث عن الأمان، ألقت بنفسها على صدره وذراعها حول عنقه هامسة بنبرة مرتجفة:
_ خليك جانبي يا سليمان خليك جانبي على طول..
_ أنا جانبك يا زينب…
_____ شيما سعيد ______
بغرفة المكتب..
انكمشت فرح حول نفسها بخوف، توقعته ملاك سيقف معها لكنه قطعة طبق الأصل من أخيه، بكت بحسرة على حالها وعلى ما وصلت إليه ، مدت كفها المرتجف ووضعته على بطنها لعل صغيرها يشعر بالأمان بداخلها هامسة:
_ متخافش مهما حصل مش هضحي بيك ولا هسيبك تموت وإلا لو وصلت انا للموت، خليك قوي عشان بعد كده تبقى سندي وضهري اللي اقدر اقف قدام الدنيا كلها وأنا بستقوى بيه فاهمني يا قلب ماما..
حديثها مع صغيرها أعطي إليها دفعة قوية لتلقي بثوب الضعف بعيدا عنها وتفكر بكيفية الخروج من هنا، قامت من مكانها بخطوات ثقيلة وجسد مهزوم ثم دقت على باب الغرفة مرة والثانية، آت إليها صوت خشن من أحد رجال عثمان:
_ خير.
بيأس شديد قالت:
_ لو سمحت أفتح لي الباب كنت بنضف واتقفل عليا بالغلط..
حدق الرجل بمن يقف أمامه بشك مردفاً:
_ دي شكلها واحده من اللي بيخدموا هنا افتح لها الباب ولا ايه؟!
_ واحنا أي حد يقول لنا كنا بننضف نطلعه ما تفوق يا بني آدم بدل ما الباشا يطير رقبتك..
سمعت ما قاله فقالت برجاء:
_ والله العظيم أنا شغالة هنا فعلا خرجوني..
صرخ بها الرجل بغضب:
_ اكتمي يا بت وغوري في أي داهية لحد ما الباشا يجي ويشوف هو عايز يخرجك ولا لأ..
قدرتها على الوقوف انتهت فألقت بجسدها على الأرض خلف الباب ثم ضمت ساقيها لصدرها، العالم من حولها ينتهي ولا تري لو بصيص صغير من الأمل، سمعت صوت كعب حذاء نسائي يحرك بالخارج فقالت بجنون:
_ انا محبوسة هنا حد يخرجني ارجوكم..
صوتها لفت انتباه أحلام فاقتربت من باب الغرفة المكتب مردفة لرجال عثمان بشك:
_ أنتوا واقفين هنا بتعملوا إيه ؟!..
أجاب أحدهم:
_ دي أوامر عثمان باشا هانم اتفضلي أنتِ..
رفعت حاجبها إليه بغضب شديد مردفة:
_ وأنت مين عشان تحددلي أقف ولا لأ؟!.. اوعى من وشي..
دفعته بعيداً عن الباب ثم ضربت عليه بقوة قائلة:
_ مين إللي جوا ؟!..
إجابتها الأخري بصوت ملهوف:
_ ده أنا فرح يا أحلام هانم..
أخرجت أحلام نسخة من مفتاحها الشخصي لغرفة المكتب وفتحت باب الغرفة، أخذت فرح نفسها براحة أخيراً مردفة:
_ دخلت انضف المكتب لقيت الباب اتقفل عليا فجاه والاتنين دول رفضوا يطلعوني..
نظرت إليها أحلام بتعجب مردفة:
_ أنتوا واقفين هنا بتعملوا إيه ومنعينها تطلع ليه؟!..
أجاب الآخر باحترام:
_ يا أحلام هانم إحنا ما نعرفش مين اللي جوه دي اوامر عثمان بيه ان ما حدش يطلع من المكتب او يدخل غير لما حضرته يرجع..
حركت رأسها برفض وقالت:
_ روحي أنتِ شوفي شغلك في المطبخ يا فرح لو أشوف إيه الحكاية بالظبط..
لم تكمل حديثها وركضت فرح بسرعة البرق، وصلت للمطبخ وجدت صديقة والدتها بالعمل فقالت لها بخوف:
_ الحقيني يا طنط صفية..
_ مالك يا بنتي في إيه وبقي لك أسبوعين مختفية فين كل ما أسأل أمك تهرب مني بالكلام..
تعلقت فرح بملابسها مردفة بعلامات زعر واضحة على ملامحها مثل الشمس:
_ وديني بيتك وهقولك على كل حاجة هناك بس مشيني من هنا أبوس رجلك..
ضمتها صفية لصدر بحزن على حالتها ثم قالت:
_ طيب يا بنتي يلا بينا من هنا وباقي البنات يبقوا يكملوا مكاني..
أخذتها وذهبت أما على بعد بسيط كانت تقف نبيلة إحدى الخادمات، شابة صغيرة من عمر فرح الخادمة الخاصة بجيهان ولا تكره بحياتها إلا فرح، حركت شفتيها بتعجب مردفة:
_ هي إيه الحكاية بالظبط البت دي بتعيط ومرعوبه كده ليه؟!.. شكلها عاملة مصيبة بس على مين يا خبر بفلوس كمان ثواني في ايد نبيلة هيبقى ببلاش..
____ شيما سعيد ______
_ حتة عيلة زي دي تهرب منكم يا شوية كلاب ؟!..
_ يا باشا..
_ أخرس..
قالها عثمان وهو يعطي للراجل اللكمة الثانية، فلت عقله كيف لفتاة مثل فرح تقدر على الفرار من أيدي عثمان الراوي بأقل مجهود، اشتعلت النيران بقلبه أكثر وبدأ يلعب بوجه رجاله بكل أنواع الضرب لعله يرتاح..
نزلت جيهان وبجوارها أحلام التي أقتربت من عثمان بغضب مردفة:
_ في إيه يا عثمان أنت من أمتي بتمد أيدك على رجالتك بالشكل ده؟!..
عند أحلام يصبح عثمان حمل وديع، أبتعد عن رجاله عدة خطوات للخلف ثم قال بجبروت:
_ معاكم ساعه واحدة وأعرف بنت الكلب دي فين بالظبط والا قسما بالله هتناموا أنتوا الأربعة النهاردة في قبركم…
نسحبوا الرجال لتنفيذ أمر سيدهم، ليلقي عثمان جسده على أقرب مقعد فأقتربت منه جيهان مردفة:
_ مالك يا عثمان شكلك بيقول ان في مصيبة حصلت أكتر من موت حسين..
أغلق عينيه لعدة لحظات قبل أن يقوم من فوق المقعد ويعطي إليه ضربة قوية بساقه ليسقط أرضا ثم صرخ بغضب:
_ في إن الباشا قبل ما يموت باسبوعين اتنين راح اتجوز بنت الشغالة وجايه تقولي إنها حامل، فاهمة يعني إيه حامل يا جيهان يعني لو البنت دي جابت ولد هتبقي الخادمة معها فلوس عيلة الراوي..
شهقت جيهان بصدمة، حركت رأسها برفض مردفة بغضب:
_ مستحيل يا عثمان حسين ما يعملش كده البنت دي أكيد كدابة..
فلتت من عثمان ضحكة ساخرة قبل أن يقول:
_ لأ عمل جوزك حط راسنا تحت جزمه الزبالة دي..
سقطت جيهان على أقرب مقعد مردفة برعب:
_ احنا داخلين على انتخابات ومش محتاجين شوشرة وطالما هربت تبقى مش ناويه تنزله، انا مش هسمح ان الخدامة وابنها ياخدوا جنية من الثروة اللي فضلت إبني فيها سنين يا عثمان فاهم ولا لأ..
كانت بحالة من الجنون فأخذتها أحلام بشفقة على حالها وصعدت بها لجناحها مع عثمان بعدما رفضت دخل جناح حسين..
أما في الأسفل جذب عثمان خصلاته مردفاً بغضب:
_ الله يسامحك يا حسين الله يسامحك..
بخطوات مترددة أقتربت نبيلة من قرب مقعده مردفة بخوف:
_ باشا أنا عارفة مكان البنت فرح..
أنتفض من محله مردفاً:
_ انطقي هي فين ؟!..
_ في بيت الحاجة صفية..
بمنزل الحاجة صفية..
ضربت السيدة صفية على صدرها برعب مردفة:
_ يا لهوي حامل من حسين باشا ؟!.. عملتي في نفسك كده ليه يا بنتي دول ديابه ما بيرحموش، عثمان باشا هينزل إللي في بطنك وهيخلص عليكي بعدها، أنتِ حلك الوحيد تسيبي البلد يا فرح..
بكت فرح بقهر مردفة بقلة حيلة:
_ هروح فين بس يا طنط صفية؟!. الدنيا كلها مقفولة في وشي كنت فاكرة ان عثمان باشا غيرهم ولما أخبط على بابه هيوقف جنبي ويلمني ويلم إبن أخوه في حضنه..
ضمتها صفية بحنان وقالت:
_ هخليكي تروحي عند أهلي في البلد لحد ما ربنا يفرجها ونشوف إيه اللي ممكن يحصلك.. ..
أومأت إليها ببصيص من الأمل ثم قالت بامتنان:
_ شكراً يا طنط أبويا اللي انا من لحمه ودمه معملش معايا كده..
_ شكراً إيه يا عبيطة أنتِ زي بنتي يلا خلينا نلحق القطر..
سارت معها لباب المنزل وفتحته السيدة صفية لتجد أمامها عثمان وخمسة من الرجال، دفعها عثمان بقوة بعيدا عن طريقه ثم جذب فرح إليه من عنقها مردفاً بجبروت:
_ كنتي فاكرة إنك هتقدري تهربي مني يا بنت الخدامة..
يتبع….
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية فرح وعثمان – حلاوة ليلة)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)