رواية حب عبر الحدود الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم اسراء هاني شويخ
رواية حب عبر الحدود الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم اسراء هاني شويخ
البارت الثالث والعشرون
وصلت المركز هبطت منه تحت نظارتها ليوقفها أحد الشباب واضح أنه عربي وقال بابتسامه ” مرحبا تمارا ما جتيش امبارح ليه ”
نظرت له وهيا ترفع حاجبها وقبل أن تجيب شعرت بأحد يحاوط كتفها وقال بهدوء ” في حاجة يا تمارا ”
أجاب الشاب ” حضرتك أخوها أهلا وسهلا في حضرتك أنا صراحة معاها في المركز من اول الكورس ومعجب فيها وكنت عايز يعني اخد من حضرتك معاد يعني اجي انا وأهلي”
تيبست قدماها من الصد..مة تقسم انها لم تراه حتى نظرت لخليل تتابع ردة فعله وهو ينظر لها بهدوء ثم ابتسم للشاب ومد يده يصافحه وأجاب بابتسامه ” هو مش لسة صغيرين على الخطوبة ”
هز الشاب رأسه بالنفي وهتف بحماس ” لا أنا عندي ٢٧ سنة من مصر وجيت هنا بعقد عمل ”
هز رأسه ثم قال بهدوء وابتسامة ” طيب تعال اطلع معايا احكيلي عن نفسك وخلي تمارا تروح الدرس ”
هز الشاب رأسه بالموافقة وذهب الى السيارة اما هو نظر لتلك التي تكاد تموت بسكتة قلبية لقد وافق على الشاب ويريد التعرف عليه هل كل تلك الأحلام التي بنتها كانت سراب فاقت على همسه ” اطلعي الدرس ولما تخلصي كلميني ”
التف يريد الذهاب ليعيد النظر لها وقال بجدية ” وما تتكلميش مع حد تاني نهائي يا تمارا ”
لم تستمع لكلامه صعدت درسها بحالة يرثى لها أغمضت عينيها تسمح لدموعها بالتخفيف عنها…
في المساء كانت تغني بغيظ شديد ” ضحك وضحكتله غمز انا وياما وغمزتله فاضل ايه تاني وانا أعمله ”
استمعت صوت ضحكات شديدة اوقفتها عن الغناء وحدفته بأحد الكتب وقالت بغيظ ” بتضحك خليك اضحك لما اقت..له واحطه بأكياس ان شاء الله ”
زادت صوت ضحكاته مما زاد جنونها لتهمس بصوت مختنق بالدموع ” النهاردة في حد طلب ايدي منه خده معاه يتعرف عليه ”
توقف عن الضحك ينظر لها بصد..مة واستغراب غير مصدق ما قالت وهيا خبأت وجهها بيديها تبكي بشدة…
تنهد بتعب وقال ” تمارا طيب حاولي ليه لا ”
نظرت له بحدة وسألته ” يعني ايه ”
مسح وجهه يرفض ما سيقول لكنه فعلا يعتبرها أخته ” ليه ما تحاوليش مع واحد من سنك او أكبر شويا يحس بيكي بدال الوجع اللي انتي فيه ”
مجرد التخيل رفضه قلبها وبشدة بل هددها بالتوقف عن النبض ان كانت لغيره نظرت له بضياع ترفض ما يقول ثم هتفت بقوة ” لو مش خليل مش هكون لغيره تحرم عليا رجالة الدنيا كلها ولو مش هيشوفني مراته ومش هيحبني مش هتجوز حد تاني ”
آلمه قلبه لأجلها ليهز رأسه يهتف بمواساه ” ان شاء الله ربنا يكتبلك الخير يا تمارا انتي ركزي في دراستك وربنا يوفقك ”
هزت رأسها وجلست تكمل دراستها شعرت بأحد يقف خلفها ويسألها بابتسامه ” بتشربي ايه ”
تمارا بابتسامه ” نسكافيه أعملك معايا ”
رفع حاجبه بتفكير ثم أمسك كأسها وقال بهدوء ” صراحة ماليش فيه كتير هاخد الكباية دي قبل ما تبرد وانتي اعملي واحد تاني ليكي ”
شعرت بالخجل الشديد انه سيشرب من كأسها لكنها وافقت وذهبت تعد واحد آخر رفع رأسه ينظر لذاك الذي ينظر له بحاجب مرفوع عقد حاجبه وقال باستغراب ” بتبصلي كدة ليه ”
مروان بسخرية ” انت خدت كبايتها اللي شربت منها ”
نظر للكأس الذي بين يديه وقال بعدم فهم ” ايوة وفيها ايه ”
مروان باستنكار ” خليل انت استحالة تشرب من كاس حد مسكه في ايده مش شرب منه ”
رفع حاجبه بعدم فهم ثم سأله ” مش فاهم فيها ايه ”
مروان بابتسامه ” انك تشرب من كبايتها دي فيها ان ”
ضحك بتهكم ورد عليه ” ايوة ده معناته ان ما بنامش الليل من التفكير فيها وفي حبها مش كدة ”
” وليه لا ”
نظر لأخي باستنكار سؤاله وقال ” وليه لا ؟ بجد وأعمل فيها كدة ليه انا لو مخلف بدري كان عندي بنت أكبر منها ده سبب يكفي ولا لا اني متجوز ومخلف يقنعك السبب ده ”
مروان بلامبالاة ” عادي فرق السن مش قصة ممكن الواحد يتجوز حد أكبر منه ب٤٠ سنة وانك متجوز يا سلام عالجواز اللي مش بتشوف مراتك غير بالصدفة فيها ايه مش يمكن هيا اللي تسعدك ”
خليل بهدوء ” انا عارف انت قصدك ايه بس مش عشان تسعدني أتعسها انا لما أبقى ٥٠ سنة هيا هتكون ٣٠ يعني لسة بشبابها وانا هبقى عجزت صدقني الموضوع مرفوض من كل الجهات أنا بعتبرها أختي وقولتلك انت بنفسك اللي هتوصلها لعريسها ”
مروان بجهل ” وليه مش انت اللي توصلها ”
خليل ببرود ” أنا هبقى وكيلها ”
رحل من أمام أخيه وأخيه ينظر لظهره بعدم فهم ولأول مرة يعجز عن فهم أخيه…
توقف خليل على نداء تمارا ” انت ما جبتليش شيكولاتة اليوم ”
لكم جبينه وقال باحراج ” نسيت هعوضهالك بكرة ”
تمارا بحزن طفولي ” وهعمل ايه دلوقتي معرفش أركز بدون ما آكل شيكولاتة ”
عقد حاجبه بعدم تصديق ووضع الكأس من يده ” تعملي ايه هو انا مش جبتلك بوكس من يومين وتقريبا كل يومين كيس كبير ”
رمشت بعينيها بخجل ” خلصوا ”
نظر لها بصد.مة يستوعب ما قالت ليسألها بهدوء ” ايه اللي خلصوا ”
” التشوكليت كلها ”
سكت ينظر لها ثم سألها بنفس الهدوء ” تمارا انتي خلصتي اكتر من ٣٠ حبة شيكولاتة بيومين ”
شعرت بالخجل الشديد انها ممكن ان تكون كلفته كثيرا فقالت بصوت خافت ” آسفة معرفش اني بتقل عليك وبصرف كتير أصلي ”
قاطعها بعدم تصديق ” هو ده اللي فهمتي انك بتقلي عليا ومتضايق من تمن الشكولاته بجد ”
نظرت له لم تستوعب سبب حدته ليهتف بجنون ” سمعتي قبل كدة عن مرض اسمه السكر ”
سكتت ولم تجبه ليصر.خ بها ” انتي عندك ١٨ سنة لو جالك السكر هتستحملي الانسولين والتعب والاغماء والغيبوبة وكل القصص دي ”
هبطت دموعها حزنا من قسوته لكنه لم يهتم هو هكذا وسيبقى هكذا عندما يخاف على أحد يحبه لا يرى أمامه من اسبوعين اكتشفت بالصدفة انه حضرتك مد..منة مخللات من ليلى لما لامتك انك بتاكلي كتير رغم انه قبل كدة في غز..ة تعبتي من كليتك ورجعتي ودلوقتي بتاكلي كمية شيكولاتة ممكن تموتك مش تمرضك بس ”
سكت ينهج بشدة بسبب عصبيته ليهتف بها ” الصبح مش هأروح الشغل تصومي من الليلة الساعة عشرة هنروح المستشفى نعمل مخزون السكر ونطمن عليكي وان يا تمارا لو طلع السكر عندك مش مظبوط ما تلمحي الشكولاته تاني ”
كانت دموعها تهبط بشدة تحت نظرات مروان الذي يتابع ما يحدث بهدوء أخيه محق لكن ردة فعله هذه مستحيل ان تكون لشخص عادي بالنسبة لخليل ردة فعله هذه لشخص يحب وبشدة ….
كان كلامه جدي غادرت غرفتها تبكي وهو خرج فقد تعب من كل شئ ….
أمسك حاسوبه يتابع عمله ليسمع همسها التف لها بحب وأغلق جهازه أمسك يدها تجلس جواره وقال بحب ” عاملة ايه دلوقتي أحسن ”
هزت رأسها تنام على صد.ره فهيا ما زالت تشعر بالنعاس الشديد هتفت بخجل ” بعرف بقالي فترة مقصرة وبنام كتير بس أصلي ”
وضع يده على فمها يمنعها أن تكمل ” هششش مقصرة ايه بس كفاية انك بخير حكاية انه الوحم عندك نوم مش مضايقني خالص المهم انك كويسة ”
دق قلبها بشدة من شدة ما تشعر به من سعادة وقالت بابتسامه ” هو انا هحبك اكتر من كدة ازاي ”
مسد على حجابها وهمس بحنان ” كفاية انا أحبك ايه رأيك تلبسي نخرج أفسحك ونطمن عليكي وعلى بنوتي ”
عقدت حاجبها بضيق مصطنع ” الناس بتروح كل شهر للدكتور تتطمن انا بأروح كل ٣ ساعات في ايه يا مروان وبعدين ليه حاسة اني بقالي درة ”
رمش بعينيه ببراءة ورد بسرعة ” درة مين دي اللي تبقى ليكي درة لا بنتي ولا غيرها ”
ضيقت عينيها تنظر له بشك ليبتلع ريقه بخوف كاذب ” هو بصي يعني انا هحبها شوية صغيرين عشانها منك بس اما انتي الأصل ”
مدت شف.تيها كالاطفال وقالت بغيظ ” من يوم ما عرفت انها بنت وانت تجننت وعايزها تتولد امبارح قبل النهاردة وبقيت كل نص ساعة تسألني انتي بالشهر الكام انا حاسة انها لما تيجي هتاخد مكاني ”
سحبها لحض.نه ونظر داخل عينيها وسألها ” بصي في عينيا شوفي في حد في الدنيا ممكن ياخد مكانك ”
لا ينكر أنه عندما علم أنها حامل بفتاة كاد يجن من شدة سعادته حتى انه يشتري لها كل يوم ملابس وألعاب ينتظرها بفارغ الصبر لكن لا أحد يقارن بحبها في الأساس لم يكن يعلم انه يستطيع ان يحب أحد لهذه الدرجة
..
فاق من شروده بها على رسالة من والدته ” سآتي انا وخالتك واولادها عمر وديما غدا أخبر خليل لأنه لا يرد على اتصالتي ”
انشغل باله بشكل لا يصدق خصوصا ان خالته تلك لا تختلف عن والدته بالغرور نظر لتلك التي تحاول فتح عينيها والسهر برفقته لكنها لا تستطيع حملها بين يديه وهمس بحب ” ما تكابريش عشان أي حد نامي وارتاحي يا حبيبي ”
دثرها جيدا في الغطاء وذهب لخليل يريه الرسالة نظر خليل لقلق أخيه الشديد فقال بحنان ” ما تخافش انا معاك ”
مروان بقلق ” خليل ليلى فترة حمل ونفسيتها صعبة مش هستحمل حد يزعلها في كلمة والله العظيم أرتكب جنا..ية ”
ضحك على لهفة أخيه وسأله بمشا..كسة ” مش عارف ليه حاسس اني اتركنت عالرف مين أغلى أنا وليلى ”
حرك عينيه ينظر بأنحاء المكتب كأنه لم يسمع السؤال قهقه خليل على طريقته وقال بغيظ مصطنع ” لا انا لازم أتصرف وأتخلص من ليلى بأسرع وقت ”
نظر له بخوف حقيقي وقال بهمس ” أقسم بالله أموت من غيرها ”
ضمه أخيه بحب وقال بجدية ” ما تخافش أنا في ضهرك يا حبيبي ”
في الصباح لم يذهب الى عمله وكان ينتظرها للذهاب الى المستشفى ذهبت برفقته وجلست بسيارته دون كلام بعد قليل بدأت تجري جميع انواع التحاليل وهيا تختبئ بحض.نه تصر..خ بخوف من الحق..نة …
وللأسف الشديد أظهرت التحاليل ان مخزون السكر عال
الطبيب بجدية ” لا نجزم ان كان مزمن ام عارض سنتابعه لكن حاليا يجب الإحتماء والتخفيف من أكل السكر ونعيد التحليل الاسبوع القادم ”
هز رأسه بضيق شديد وهو ينظر لتلك التي تنظر للأمام لا تعير كل ما يحدث اي اهتمام بعد وقت كانت أمام طبيب آخر “يوجد بعض الحصاوي على الكلى لكن الآن العلاج سهل بالليزر يتم تفتتيهم سنحجز لحضرتك الاسبوع القادم ”
أومأ بصمت وغادر برفقتها دون كلام جلست برفقته كان يقبض على المقود بعصبية شديدة كز اسنانه وقال بغيظ ” بنت عندها ١٨ سنة طفلة عندها كل ده عالعشرين هتعملي ايه ”
هو محق في كلامه لكن قسوته تؤلمها لم تتكلم فقط شهقاتها التي تسمع لم يتحمل أكثر سحبها ترتطم بصد..ره أما هيا فإن كان نهاية كل مشكلة بينهم سيكون هذا الحض.ن فستفتعل المشاكل كل دقيقة..
رفع رأسها ينظر لها عن قرب وسألها بحنان ” لو لقيتي ليلى بتاكلي تشوكليت وحاجات تضرها اوي هتعملي ايه ”
أخفضت عينيها ولم تجبه رفع رأسها مجددا وهمس ” ما بقولش كدة عشان تنزلي راسك تمارا صحتنا دي امانة معانا هنسأل عليها اللي بيد..خن اللي بيسكر اللي بتعا..طى ونفس الوقت اللي بياكل حاجات تضره فهماني ”
أومأت بالايجاب ليعيدها لحض.نه وقال بصوت دافئ ” هنعمل حمية نطمن انه السكر مش مزمن وبعدها هناكل بالمعقول وكل فترة هنطمن عليكي والحصوة كمان هنحجز نعملها ”
نظرت داخل عينيه تتمنى لو تفهم تلك النظرة لكنها تشعرها بالأمان والدفئ …
تحرك بعد وقت برفقتها لأحد المطاعم لأنها صائمة من الليلة الماضية لأجل التحاليل…
في أحد الأيام كانت تمارا تتابع أخبار غز..ة بجانب ليلى ومروان وخليل لتصر..خ بسعادة شديدة عندما قرأت كشف الأس..رى التفت لها ليلى بلهفة لتهتف تمارا بسرعة ” ابراهيم عايش يا ليلى ما استش..هدش اسمه في كشف الاسرى.. ”
ابتسمت ليلى بسعادة ليسألها خليل بفضول ” مين ابراهيم ده ”
تمارا بلهفة ” ابن عمي عصام وكان خطيب لي…. ”
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية حب عبر الحدود)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)