روايات

رواية عشق يحيى الفصل العاشر 10 بقلم سلمى جاد

رواية عشق يحيى الفصل العاشر 10 بقلم سلمى جاد

 

 

البارت العاشر

 

 

P 10
الساعه 11 قبل منتصف الليل ..كان عمر سايق بتهوّر، عنيه نصف مُطفأة من أثر المخدر، بيدخل من شوراع ويخرج من شوارع وفجأة… لمح بنت ماشية في شارع ضلمة وهادي، ماسكة الموبايل بإيدها وبتحاول تطمّن أمها بصوت متوتر:
ـ يا ماما والله المستر كان عامل مراجعة مهمة وأخرنا شوية… خمس دقايق وهوصل البيت، ما تقلقيش.
هو، بعقله المشوش ولسانه المتلخبط، طلّع راسه من الشباك وقال وهو بيضحك ضحكة سكران:
ـ إيه القمر اللي ماشي ده؟

 

 

البنت اتوترت وزوّدت مشيتها.
هو هز دماغه وهو بيقول باستنكار:
ـ سيباني و رايحة فين بس يقمر؟
لف فجأة ووقف العربية قدامها، نزل وهو مترنّح، ولما البنت حاولت تهرب، مسكها من كتفها بقوة.
حاولت تصرخ برعب ، بس خوفها جمّد صوتها…
وبلمح البصر كانت إيده دايسة على بقها، والتانية كانت بتحاول توصل لرقبتها من تحت الحجاب وفجأة ضغط على شريانها النابض بعنف لحد ما فقدت توازنها بين ايديه
بعد دقايق…
كانت مرمية في الكنبة اللي ورا العربية، وهو سايق بلا عقل، لحد ما وصل لشقته في حي راقي.
شالها،وطلع بيها السلالم وهو بيترنّح، فتح باب شقته برجله، ودخلها أوضته ورماها على السرير.
وقف قصاد السرير وهو بيتأمل البنت اللي فاقدة الوعي، أنفاسه تقيلة وهي بيتأملها ، جميلة ،جسمها الضعيف المستخبي تحت فستان واسع باللون الأخضر وبيتوسط خصرها حزام بيج بين خصرها النحيل وحجابها اللي اتفك بإهمال لما حاول يفقدها الوعي وظهر خصلات من شعرها الاسود المموج …
طَلّع من جيبه كيس شفاف فيه بودرة بيضا، قعد على الكنبة، وحط منها على ضهر إيده واستنشقها بمتعة وتلذذ.
دقايق…
عنّيه اتفتحت بلمعة رغبة وعدم وعي، وابتدى يتقدّم بخطوات متخبّطة ناحية السرير……
قرب من السرير وفعل فعل شنيع في بنت كان كل ذنبها إن القدر وقعها في إيد ذئب تحت تأثير المخ.درات
________________________________
في صباح يوم جديد… وفي شركة الريان جروب.
لينا كانت قاعدة في مكتبها، القلم في إيد، واللاب مفتوح قصادها… بس طبعا مكانتش مركزة في الشغل لكنها كانت مشغّلة أغنية يا قلبو لنانسي عجرم، ومندمجة فيها راسها بتتهز وإيديها بتلوّح كأنها في فرح
ضحك وضحكتلو
دلع أنا ياما اتدلعتلو
فاضل إيه تاني وأنا أعمله
مانا عملت اللي عليّا…
غمز وغمزتلو
وكلام حلو أنا ياما قولتلو
ده تاعب قلبي معاه وبهدلو
وبرضو مش حاسس بيا
وفجأة… وهي في قمة اندماجها، حسّت بظل واقف وراها.
لفّت ببطء… وقلبها وقع.
واقف إيديه في جيوب بدلتة فخمة، وحاجبه مرفوع بنظرة معناها:
“أنا شوفت كل حاجه .”
لينا، وخدودها اتلونت أحمر من الخجل:
ـ بشمهندس ريان… إنت واقف من إمتى؟
ريان بهدوء مستفز :
ـ من أول ما عملتي كل اللي عليكي وبرضه مش حاسس بيكي.
وش لينا احمرّ أكتر، فابتسم هو بخفة وقال:
ـ يلا يا لينا. المفروض هنروح الموقع النهارده. العمال مستنيين، وعايزك تبقي موجودة وتشوفي شغلك على الطبيعة.
نزلوا سوا.
ولما دخلت عربيته الراقية، عينها جريت على كل تفصيلة. رفاهية صريحة.
قعدت ساكتة، فبصّ لها وهو بيربط الحزام وقال بجديّة مالهاش أي علاقة باللي بيقوله:
ـ إنتي فان لنانسي عجرم؟
بصّتله وكأن حد قالها معلومة صادمة:
ـ أيوة… بحبها أوي. ليه؟
هو شغّل العربية وقال ببرود:
ـ بسأل بس.
هي اتنرفت من بروده… وسكتت.
في الموقع…
كل واحد انشغل في شغله.
ريان بيراجع مخططات، ولينا بتتابع العمال، وبعدين راحت تقف مع المهندسين فوق منطقة عالية شوية.
كانت مركّزة قوي… لدرجة إنها نسيت إنها واقفة على الحافة.
وفجأة… رجلها اتزحلقت.
صرخة خرجت منها:
ـ اااااه
وفي ثانية… اتسندت على صدر حد.
إيده لافّة على وسطها، ماسكها بقوة وثبات.
عينه كانت فيها خوف… خوف حقيقي مش متعوّد يبان عليه.
ـ انتي كويسة؟
ـ آه…
بصّت لتحت واتخضّت أكتر، فشدّها ناحيته تاني وقال:
ـ خلاص… متبصّيش تحت. تعالي براحة.
بعد ما بعدوا عن الحافة، قال بنبرة حاسمة:
ـ كده كفاية عليكِ النهارده.
لينا اعترضت:
ـ بس أنا لسه…
قطعها بنبرة لا تقبل نقاش:
ـ قولت يلا.
في العربية راجعين…
ريان وصل موبايله بسماعات العربية… ولحظات والأغنية اللي كانت بترقص عليها في المكتب اشتغلت من جديد.
بصّ لها بابتسامة جانبية وهو مركز في الطريق:
ـ أغيّرلِك الأغنية؟ ولا هتزعلِك الذكريات؟ بصراحة… رقصِك فظيع.
لينا اتأفأفت وهي بتحاول تداري خجلها:
ـ يا بشمهندس بقا… أنا مكنتش برقص. كانت دندنة بس.
ضحكته طلعت أوضح المرة دي.
وفجأة… وقف بالعربية على جنب.
هي اتفزعت:
ـ في إيه؟!

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية صرخات أنثى الفصل الحادي والتسعون 91 بقلم آية محمد رفعت

 

 

قال بنبرة شبه جد:
ـ جعان جداً. ثواني وجايلِك.
نزل… ورجع بعد دقايق شايل كشري سخن وكانز ساقعة.
عطاها علبة كشري وكانزاية بيبسي
.. ولينا بتبصّ له.
مستغربة إزاي الشخص اللي دايمًا لابس قناع البرود… فجأة بقى طبيعي، بسيط… وودود بطريقة بتقرب من القلب غصب
واكلوا في العربية ياكلوا وسط كلامهم وضحكهم اللي مالي المكان
______________________________
كانوا قاعدين في مطعم صغير على البحر في دهب، المكان كله هدوء… ورائحة الهوا المالح داخلة مع صوت الموج وهو بيخبط في الصخور.
الأنوار الخفيفة المتعلّقة فوق الترابيزات عاملة جو دافي، ودهب بالليل ليها سحر محدّش يعرف يقاومه.
يحيى كان قاعد قدّام ليلى، رافع كُم قميصه ونسمات الهواى بتداعب خصلات شعره البني.
ابتسم لها وقال:
ـ إحنا يعتبر لسه فـ فترة تعارف… وعايزك تعرفي كل حاجة عنّي.
ليلى رفعت حاجبها بلطف:
ـ كله؟ متأكد؟
بدأ يحكيلها عن طفولته…
عن أول مرة وقع من فوق عجلة ، وعن أيام المدرسة، وعن صاحبه «زين» اللي كان ماشي معاه في كل مصيبة في وقت المراهقه
كان بيحكي وعيونه فيها لمعة ..كإنه فعلاً بيرجع يعيش اللحظة.
وهي كانت مبهورة… مش بالكلام، لكن بطريقة كلامه.
الهدوء ده… والدفا… مش شبه أي حد قبل كده.
قطع كلامه فجأة…
مدّ إيده، قطع حتة فراخ من طبقه، وقربها من بُقّها وقال:
ـ دوقي دي من إيديا .
ليلى اتكتم نفسها:
ـ يحيى! الناس بتبص
ضحك بهدوء:
ـ يسيبوهم يبصّوا… إنتي معايا.
قربت راسها شوية وتاكل من إيده… ووشها احمرّ وقلّبت عنيها يمين وشمال وهي شايفه الناس بتبصلهم.
فجأة يحيى مدّ إيده في جيبه وطلع علبة صغيرة لونها سماوي وفتحها قدّامها…
كانت فيها أسوِرة فضّة رقيقة ومعاها سلسلة صغيرة بنفس الستايل وعليها دلاية على شكل قلبين متشابكين.
وافتكر لما اشتراها ليها وقت ما كانت بتقيس الفستان
ـ دي ليكي.
ـ يحيى… بجد دي عشاني ؟
ـ من يوم ما جبتي سيرة إنك بتحبي الإكسسوارات اللي ليها معنى… وأنا قررت أجيب لك حاجة ليها معني
مسك إيديها…
لبّسها الإسوارة بنفسه، وبعدين قام ووقف وراها وحاوط رقبتها ولبسها السلسلة برقه
ليلى كانت بتتأمل الدلاية االي نازلة من السلسلة
القلبين المتشابكين بيلمعوا في الدفا الخفيف بتاع إضاءة المطعم… كإنهم بيرسموا لحظة جديدة بينهم.
هي:
ـ روعة…
ـ عجبتك؟
ـ قوي.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية في حضن الغرباء الفصل الثالث 3 بقلم أمل عبدالرازق

 

 

ـ على فكرة… القلبين دول…
قرب وشه وقال بنبرة واطية:
ـ شبهنا ..شبه قلوبنا اللي اتعلقت ببعض من وإحنا أطفال ..
سكتت، وصوت أمواج البحر العالية عبرت عن صوت دقات قلبها لدرجة إنها حست إنه سامع صوتهم.
رجعوا الفندق…
ليلى طول الطريق ساكتة.
من توتر خوف… توتر من المجهول اللي المفروض يحصل بعد ما يوصلوا الأوضة بعد كل اللحظات اللي قربتهم.
قاعدة على طرف السرير بتلعب في ظوافرها بإرتباك
يحيى قال لها بهدوء:
ـ هدخُل آخد شاور
دخل الحمّام…
وهي قعدت تبلع ريقها، تفتكر نظرته وهو بيلبسها الإسوارة، وصوته وهو بيحكيلها عن طفولته.
كانت حاسة إن الليلة دي هتغيّر حاجة… بس مش عارفة إيه بالضبط.
بعد حوالي عشر دقايق…
الباب اتفتح.
خرج يحيى
… بس مش بنفس شكله.
كان لابس تيشيرت بسيط، شعره لسه مبلول…
بس وشّه أحمر، وصوته وهو بيعطس كان واطي ومختنق.
ـ اتشيييي
مسح مناخيره بمنديل .
ليلى وقفت فورًا بخوف من التعب اللي ظاهر على وشه:
ـ فيه ايه يا يحيى … شكلك مش طبيعي.
قربت منه، وحطت إيدها على جبينه…
وتفاجئت
ـ يحيى… إنت نار!
ـ عادي… بس شوية برد.
ـ شوية؟! ده وشّك مولّع!
مسكته من دراعه وسحبته برفق ناحية السرير:
ـ اقعد… متتحركش.
قعد، وهو بيحاول يخفي التعب بابتسامة بسيطة…
بس عنيه كانت بتقول إنه مش بخير.
فردته على السرير، فتح أول زرارين من التيشيرت من غير ما تبص في عينيه من التوتر، وراحت تجيب فوطة مبلولة من الحمّام.
قربت منه، وحطت الفوطة الباردة على جبينه.
سمع شهقة صغيرة منها:
ـ إنت سخن بطريقة تخوّف… كنت كويس طول اليوم، إزاي تعبت فجأة؟
هو مغمض عينيه، وصوته مبحوح:
ـ يمكن… من الهوا… أو يمكن…
فتح عينه نص فتحة وبص لها:
ـ يمكن عشان… قلبي سخن فجاءة لما لبستك السلسلة في المطعم وكنت قريب منك .
هي:
ـ يحيى بالله عليك… انت مش وقت رومانسية.
ـ لأ وقتها…
وصوته بدأ يبقى متكسّر من السخونة.
بعد دقيقة…
بدأ يهلوس شوية.
شدّ إيدها فجأة…
سحبها عليه لدرجة إنها قربت من صدره وسمعت دقّة قلبه السريعة.
ـ ليلى…
ـ ها؟
ـ متسبنيش…
ـ يحيى أنا هنا.
شدّ إيدها أكتر، كأنه خايف تنفلت منه:
ـ بلاش تمشي… بلاش.
قربت وشّها منه، وقالت له بنبرة هادية مليانة صدق:
ـ أنا عمري ما هسيبك… ولا ثانية.
مسحت على شعره بإيدها التانية، وحطّت الكمادات تاني.
هو غمض عينيه… ونَفَسه بدأ يهدى.
وهي بتغيرله الفوطة، سمعته بيقول كلمات مش مترابطة… بس فيها نفس المعنى:
“متروحيش… خليكي.”
وهي كانت موجودة.
من غير تفكير…
ومن غير ما تسأل نفسها ليه….
__________________________________

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية حازم وملك - ملك في قلب صعيدي الفصل الأول 1 بقلم مريم محمد

 

في مكان تاني…
وفي أوضة هادية ضلمتها بسيطة، بنت بدأت تتحرك على السرير بتنهيدة تعب.
فجأة مسكت دماغها وقالت بوجع:
ـ اااه… يا راسي… أنا فين؟!
فتّحت عينيها كويس… ولقت نفسها نايمة على سرير غريب.
ولما لفّت على جنب…
اتجمّدت.
شاب نايم جنبها.
نفسه منتظم ،شعره الكثيف مغطي وشه ، بصتله بخوف اتحول لصدمة لما خدت بالها من وضعهم
وقفت فوق السرير، صرخت بأعلى صوتها:
ـ إنت عملت فيّا إيييه؟!
الصريخ قلب المكان.
عمر صحى بفزعة، جسمه اتشنج من الصوت:
ـ إيه؟! في إيه؟! بتصرخي ليه؟!
ولما فتح عينيه وشاف الوضع…
إيده اتسندت على راسه بصدمة، وقال بنبرة مليانة ندم وخنقة: غبي غبي.
حاول يهدي البنت اللي كانت بتصرخ بإنهيار ودموعها نازلة زي الشلال
_أرجوكي اهدي، أنا والله مكنتش في وعيي ومعرفش عملت فيكي كده إزاي
وفجاءة اتجمد مكانه لما البنت فقدت الوعي وعمر بصلها بصدمه وجسمه اتشل ومش عارف يتصرف ازاي

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *