رواية عشق شرف انتقام الفصل الأول 1 بقلم نور كارم
رواية عشق شرف انتقام الفصل الأول 1 بقلم نور كارم
البارت الأول
الفصلُ الأول ♡
وفي وسط الزحمة…
لم يكن صوت يعلو فوق صخب الزغاريد اللي ماليّة البلدة من أولها لآخرها، ولا فوق دويّ طلقات النار اللي بتشق السماء ابتهاجًا بزواج أحد أبناء عائلة “الهلالي”!
كانت واقفة هي بفستانها الفضفاض، مرصّع ببعض الألماسات اللامعة، تشبه في بريقها لون عينيها الغارقتين في دموع القهر… لكنها لم تكن تبكي، كانت تنزف. تنزف دمًا صامتًا وهي شايفاه واقف قدامها، بيرقص بكل فرحة، مع عروسته، بكونه عريس الليلة…
وأمّا هي، فكانت تموت ألف مرة، قلبها الاحمق لوه على من عشق، ولوسته مع أحدً بحقارته…
لا تصدّق أنّ ذاك الشاب الذي كان جنبها يومًا، وكان يلاحقها بنظراته وكلماته، أصبح الآن واقف قدامها بعد أن سلب منها أغلى ما تملكه أي فتاة في الدنيا!
زدادت ضربات قلبها، وأصبح تنفسها صعبًا، شبه مستحيل. أنفاسها تتقطّع، تثور كقلبٍ مشتعل بين ثنايا صدرها…
متعرفش هي لسه عايشة ليه لحد دلوقتي؟
سؤال بيطوف بعقلها ويولع نار وجعها أكتر من الأول…
إحساس القهر والحسرة… أقسى شعور ممكن تحسه أي بنت، وبالأخص لو كانت بتحب بجد.
تغلغلت العبرات في بعينها، ضربات قلبها زادت جنونًا، حاولت تاخد أنفاسها، لكن الضعف سبقها…
غمامة سوداء لفحت عينها السوداء اللامعة بالدموع… حتى باتت رؤيتها منعدمة تمامًا.
وفي لحظة… خانتها قوتها، فسقطت أرضًا فاقدة الوعي، لا حول لها ولا قوة!
التفتت كل الوجوه نحوها، بعد ما سمعوا صوت سقوطها، وبعضهم دفّها أرضًا …
توقفت الأغاني الصاخبة، وارتج الحفل كله بخبر مفاجئ. صرخ أحدهم بندفاع:
_ الحق يا عمدة… الست شرف أغمي عليها!!
جحظت عيون العمدة من الصدمة، وهو بيجري ناحية أبنته ويصرخ بأمر قاطع:
_ شرف بنتي… ابعدوا من هنا! إنتوا بتتفرجوا على إيه؟؟!
اتسع له الطريق، حملها بين ذراعيه بخوف و لهاث، وكان أبنه الآخر “رفعت” بجانبه؛
كل هذا تحت أنظار ذاك الحقير الذي تلجم لسانه لوهلة، وارتبكت محياه بشدة.
• • • •
وفي إحدى المستشفيات…
كانت تمكث على فراش صغير، والقلق يملأ الغرفة… خرج الطبيب من غرفة الطورائ وقال بهدوء:
_ في إيه يا جماعة؟ أنتم خايفين ليه كده…؟ كله خير!
_ مالها بنتي يا دكتور؟ هي كويسة؟
سأل العمدة بخوف، عيونه متسعة، لـ يتنهد الطبيب بنبرة جادة:
_ كل خير… متقلقش يا عمده… هي بس تعبت شوية… بس في خبر حلو جدًا… مبروك… المدام حامل!
توقفت أنفاسهم، وجحظت أعينهم صدمة، فانقض لآخر على الطبيب، ماسكه من لايقه البالطو، يهزه بعنفٍ:
_ إنت بتقول إيه؟ إنت اتجننت؟ مين دي اللي حامل يا دكتور؟؟
أرتبك الطبيب من الهجوم المفاجئ، وقطرت قطرات العرق من جبينه، لكنه رد بهدوء وحزم:
_ وبعدين إيه ده؟ ده مش كلام… هو في إيه يا عمده؟ مينفعش كده!
كان العمدة مصدومًا أكثر، وكأن أنفاسه انسحبت من رائتيه… وجهه شاحب، والدهشة غطت ملامحه، كأنها طعنة سكين تُقتل قلبه واحدة واحدة…
كاد يفقد صوابه، لكنه استفاق على أبنه المجنون وهو يرفع سلاحه في وجه الطبيب ويصرخ بغضب:
_ أنطق! مين دي اللي حامل!!
_ رفـــــــعــــــــــت!!
هدر ولده بصوت صارم، مما جعله يفرّغ قبضته عن الطبيب، وينظر له بدهشة. ارتجفت يد العمدة وهو يقترب، وقال بهدوء يختلط فيه ألم وحزم:
_ أنا آسف يا دكتور… بس هو على أعصابه… أخته لسه مطلقة من جوزها، وجوزها عامل مشاكل… ومش متصور إيه اللي هيعمله لو عرف إنها حامل؟!
جمع الطبيب شتاته، رتب ملابسه بغضب، وقال:
_ برضه يا عمده… مينفعش اللي حصل ده!
_ حقك عليّا… ولد طايش ميعرفش حاجة!
قالها آسفًا، ثم عاد يبتسم بخفة، وقال:
_ يلا يا رفعت… خشّ جيب أختك…خلينا نروح!
أنزل العمدة رفعت عينه بغضب مكبوت، هز رأسه بالإجابة، ودخل إليها بعينين حادتين جعلتاها تبتلع رمقته بخوف ولم يلفح رأسها غير!
“الآن… قد جاءت نهايتك يا فتاة!”
• • • •
بعد مرور ساعة تقريبًا…
كان رفعت يجذبها من ملابسها الممزقة والمليئة بالدماء على الأرض، ويصفعها صفعات متتالية على وجنتيها، وصاح بها بسبابً، وكانت عينه متسعه بغضب جنوني وكانه قد فقد عقله تمامًا :
_ إزاي حامل…؟ إزاي حامل وأنتِ بنت بنوت…؟ يا بنت الكـ””!
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية عشق شرف انتقام)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)