روايات

رواية عشق بين بحور الدم الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أسماء السعيد

رواية عشق بين بحور الدم الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أسماء السعيد

 

 

البارت الرابع والعشرون

 

#عشق_بين_بحور_الدم part24
الطائرة هبطت بهدوء على مدرج المطار، والضوء الخافت لعواميد الإنارة ينعكس على زجاج الكبينة. دهب كانت ممسكة حقيبتها الصغيرة، قلبها يدق بسرعة غير طبيعية، عيونها تتجول حول المكان كأنها تبحث عن مخرج، أو عن وجه مألوف.
أدهم كان خلفها بخطوات ثابتة، كل خطوة منه تصرخ بالبرود والسيطرة، لا تظهر على وجهه أي شعور، لا توتر ولا تردد. دهب شعرت بالبرد يتسلل إلى عمق جسدها، رغم الحرارة الخفيفة للمطار، وكأن وجوده خلفها جعل العالم كله قاتمًا.
خرجوا من المطار، والسيارات السوداء تنتظرهم، ودهب حاولت أن تتنفس بهدوء، لكن قلبها كان يصرخ داخل صدرها. أدهم فتح باب السيارة أمامها دون كلمة، ثم جلس خلف عجلة القيادة، والسكوت يثقل الجو بينهما.
الرحلة إلى القصر لم تستغرق طويلًا، لكن كل دقيقة كانت بالنسبة لها كالساعات. الأشجار الطويلة التي تمر بجانب الطريق، الظلال التي تتراقص مع أضواء السيارة، كل شيء كان يخطف أنفاسها.
وأخيرًا، وصلوا إلى قصر أدهم، القصر الفخم الذي يهيمن عليه الأسود والرمادي مع لمسات من الذهبي البراق. البوابات

 

 

الضخمة ارتفعت أمامهم بصوت صرير معدني، والعمارة تفرض هيبتها على كل من يقف أمامها.
دهب شعرت برعشة تسري في جسدها، عينيها تتجولان بين الأعمدة والتماثيل الفخمة، وكل تفصيل في القصر يشبه أحلامها المظلمة. أدهم كان واقفًا عند المدخل، عينيه لا تفارقها، ثابت كتمثال، وكل برود وجهه يزيد من رهبتها.
ترددت خطوة واحدة نحو القصر، لكنه أشار لها بصمت أن تتابعه، وهي كأنها تمشي على جليد رقيق، كل خطوة تقربها أكثر من عالمه الغامض. أدهم لم يرفع صوته، لم يبتسم، لم يقدم لها أي طمأنينة، لكنه جعل وجوده وحده كافٍ ليجعل قلبها يختل.
دخلوا بوابه القصر، والصمت يملأ الأروقة، فقط صوت خطواتهما يتردد بين الجدران العالية. دهب شعرت بثقل الهواء وكأن كل زاوية في المكان تعرف أسراره قبل أن يعرفها هو. أدهم توقف عند سلم فاخر، نظر إليها للحظة، ثم أشار لها أن تصعد، وهي رفعت عينيها إليه، محاولة قراءة ما يخفيه وراء ذلك الوجه الجليدي.
وفي اللحظة التي عبرت فيها عتبة بوابه القصر، شعرت أن القصر كله يراقبها، وكل شيء فيه ينبض بالقوة والسرية. أدهم وقف عند السلم، وعيناه لا تفارقها، بينما دهب شعرت أنها محاصرة بين رهبة المكان وبرودته، وبين خوفها العميق وما لم تفهمه بعد عن هذا الرجل الغامض الذي يقف أمامها بكل صمت وثبات.
دهب رفعت عينها لأدهم وهي بتحاول تهدى:
«أدهم… المكان كبير أوي…» صوتها فيه ارتباك.
أدهم ببرود وهو وراها:
«أعرف… القصر مش مكان للعب.»
دهب ابتلعت ريقها وحاولت تبين شجاعة:
«أنا… أصلاً مكنتش متخيلة يبقى كده…»
أدهم خطى خطوة لقدام، نظره ثاقب:
«كنتِ متوقعة حاجة تانية؟ ولا الخيال أحلى من الحقيقة؟»
دهب قلبها دق بسرعة، لكنها قالت:
«مفيش… محدش كان متوقع حاجة…»
أدهم ابتسم ابتسامة خفيفة، بروده باين:
«هتتعلمي بسرعة إن الواقع ساعات أقسى من أي حلم…»
دهب تحاول تمسك نفسها، وتمشي وراه:
«وإنت… هسيبني أعيش الواقع ده لوحدي؟»
أدهم وقف عند السلم الفخم، وأشار لها تصعد:
«ورايا، ومتحاوليش تهربي. كل حاجة هنا… هتكون على مزاجي.»
دهب خدت خطوة ناحية السلم، ونظرت له:
«تمام… هحاول امشي…» قالت بصوت واطي.
أدهم قرب منها شوية، وهمس:
«كده كفاية… خلي بالك. القصر ده… مش بيهزر مع الضعفاء.»
دهب شعرت بالخوف بيزيد، لكنها فضلت تمشي، وكل خطوة بتقربها أكتر من عالمه الغامض. القصر حواليها كبير وثقيل، وأدهم وراها كظل مش ممكن تهرب منه.
……… دخلوا القصر، والهدوء ثقيل لدرجة تخلي صوت خطواتهم على الرخام يتردد في كل ركن. دهب كانت عيونها بتتجول بسرعة، مش قادرة تصدق المكان، الأسود والرمادي مع لمسات الذهب كانو بيخلوها تحس كأنها في عالم تاني.
دهب بتوتر واضح:”هو القصر دا ملكك دا كبير اووي
أدهم وقف عند صالة كبيرة، صوته واطي وهو بيبص حواليه:
«أيوه… ده القصر كله… كله ملكي…»
دهب حست برعشة وهي بتسأل:
«مفيش حد هنا… ولا؟»
أدهم نظر لها بنظرة برود:
«اللي هنا… مينفعش يظهر. بس متقلقيش، في خدم بيتابعوا كل حاجة… من بعيد.»
دهب شعرت بالبرودة تمشي في جسمها، والخوف كبر:
«يعني… أنا لو حاولت أتحرك لوحدي… هيسيبوني؟»
أدهم ضحك ضحكة واطية، مش حقيقية، مليانة تهديد:
«أهو كده… كل حاجة تحت السيطرة… بس أي حركة غريبة… هيبان للناس اللي ورا الستار.»
دهب اتقدمت خطوة، وعيونها بتلف المكان كله، السجاد الثقيل، الثريات الضخمة، التماثيل اللي كأنها بتراقبهم. حست إن المكان كله عيون، رغم إن محدش ظاهر قدامها غيرهم.
أدهم لم يتحرك، بس صوته هز الجو:
«خلي بالك… القصر ده مش لعبة. حتى الهواء فيه ليه تمن… وانتِ لازم تعرفي قيمتك هنا.»
دهب كانت حاسة إنها وسط عالم غريب، مليان أسرار، والخدم اللي حواليهم ساكتين، بس مجرد وجودهم بيخليها تحس بالمراقبة طول الوقت.
«طب… هو… أنا هاعرف أي حاجة عن المكان ده؟» سألتها وهي بتحاول تهدي نفسها.
أدهم ببرود وابتسامة خفيفة:
«هتعرفي… بس على مهل… وكل خطوة هتاخديها هنا… هتكون تحت عيني… أنا دايمًا وراكي.»
دهب حسّت قلبها بيتسارع، ومش عارفة تمشي قدامه ولا توقف. كل خطوة كانت بتقربها من عالمه الغامض، وكل لحظة صمت بتزيد من خوفها وفضولها في نفس الوقت.
دهب مشيت ورا أدهم بصعوبة، كل خطوة بتحس فيها إن القصر أكبر وأكبر. صوت خطواتها على الرخام كان يتردد، والهدوء حوالينهم يخلي أي صوت صغير يبان ضخم.
فجأة، لمحت ظل بيعدي بسرعة عند طرف الصالة… قلبها كاد يوقف:
«إيه ده؟» همست لنفسها.
أدهم ما التفتش، بس بصوت هادي قال:
«مش لازم تخافي… دول بس الخدم… بيتابعوا كل حاجة من بعيد.»
دهب رفعت إيدها بتحاول تمسك نفسها من الرعشة:
«يعني… هما شايفيني طول الوقت؟»
أدهم هز راسه ببطء:
«أيوه… كل خطوة، كل حركة… أنا عارف بيهم.»
دهب كانت حاسة إنها محاصرة… مكان كبير، قصر مهول، وأدهم وراها زي ظل، والخدم حوالينهم ساكتين، شبه ما يكونوا أشباح.
بعد شوية، وصلوا لغرفة كبيرة فاضية إلا من كرسي واحد ضخم ووراءه نافذة كبيرة بتطل على الحديقة، وأدهم وقف عند الكرسي:
«دي هتبقى أول محطة… اقعدي هنا شوية، خدي نفسك.»
دهب وقفت مترددة، عيونها متجهة للخارج وللخدم اللي واقفين ساكتين عند الأعمدة، كل واحد زي تمثال.
هي قالت بصوت واطي:
«مش فاهمة حاجة… كل حاجة هنا غريبة أوي.»
أدهم ابتسم ابتسامة خفيفة، باردة:
« قولتلك هتفهمي… بس على مهل. القصر ده… مش بيتعرف عليه بسرعة. وكل حاجة فيه… ليها قواعدها.»
دهب جلست على الكرسي، وكل عينها بتدور حوالين المكان، على الخدم اللي حركتهم هادئة وغامضة، وعلى أدهم اللي واقف قدامها بثبات وهدوء رهيب.
وهي قاعدة كده، شعرت إن قلبها بين الخوف والفضول، كل شيء حواليها مش عادي… وكل خطوة جاية مع أدهم كانت هتكشف جزء من أسراره، بس بنفس الوقت ممكن تزيد رهبتها أكتر.
دهب وقفت من على الكرسي، وعيونها بتلف المكان كله. بعد لحظة، قالت:
«أنا… تعبت شوية… عايزة أطمن وأرتاح. ممكن أطلع جناحجناحي أو أستريح في أوضتي؟»
أدهم نظر لها بثبات، وابتسامة بسيطة على وجهه:
«تمام… هوديكي جناحنا… تقصدي متخافيش ورايا.»
دهب مشيت وراه، كل خطوة بتحس إنها بتغوص أكتر في عالم القصر الغامض. الغرف حواليها فخمة جدًا، الأسود القاتم والدهبي في كل حاجة، وكل زاوية كانت كأنها بتراقبها.
وصلوا للجناح الكبير، دهب فتحت الباب وبصت حواليها، الغرفة ضخمة ومهيبة، كل حاجة فيها مظللة بالألوان الغامقة. حسّت برعشة من التوتر والخوف، وعيونها وقعت على التفاصيل الغريبة… الستائر الثقيلة، الإضاءة الخافتة، والصمت اللي يخنق.
دهب تنهدت وقالت بغضب واضح:
«إيه ده؟… كل حاجة هنا بتخوف أوي… إزاي ممكن حد يعيش في المكان ده؟»

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية حبيبي المجهول الفصل العاشر 10 بقلم شيماء محمد

 

 

أدهم وقف عند المدخل، وعيونه لا تفارقها، بصوته الهادئ لكن القاسي:
«ده القصر… هنا كل حاجة ليها قواعدها… ومفيش حاجة بتحصل صدفة.»
دهب اتوترة أكتر، مش قادرة تكتم غضبها:
«يعني أنا لازم أكون هنا… وسط كل الرعب ده… وانت واقف بس تبص عليا كده؟!»
أدهم اقترب منها خطوة واحدة، صوته منخفض:
«مفيش حاجة هتأذيكي… بس محتاجة تعرفي مكانك… واللي حواليكي… بيتابع كل حركة.»
دهب أخدت نفس عميق، عيونها حوالين الغرفة كلها، حست بالخدمة الخفية حواليها، ومع كل لحظة حست إن القصر كله بيضغط عليها. هي شعرت بالغضب والتوتر في نفس الوقت، عايزة تعلن عن نفسها لكنها مش قادرة تتحرك بسرعة، وكل شيء حواليها بيزود من رهبتها.
دهب قربت وقعدت على السرير، عيونها حوالين الغرفة، بتتلمس كل زاوية كأنها ممكن تخطفها فجأة. الغموض حوالينها زي سحابة ثقيلة، والهدوء اللي كان موجود قبل شوية اتحول لتوتر. الخدم خرجوا من الغرفة، وخطواتهم الهادية اختفت في الصمت الكبير للقصر.
دهب خافت جدًا، وهي بصوت مرتعش قالت:
«أنا… مش قادرة… مش عاوزة…ارجوك سيبني ارجع»
أدهم وقف قدامها، صوته واطي بس حازم:
«مش هسيبك… ومش هنرجع دلوقتي… القصر ده كبير، ومفيش حاجة هتهرب منك.»
دهب شعرت بدموعها قريبة، وعصبت وهي بتقلب كل حاجة في نفسها:
«مش عايزة… أنا عايزة أرجع… مش عاوزة أكل… مش عاوزة أي حاجة!»
الأكل اللي على الطاولة كان قدامها، وبدون ما تفكر، مسكت الصينيه ورمته على الأرض، الصوت كان مزعج، والقطع اتكسرت، ودهب زعقت:
«مش عايزة… سيبني أرجع!»
أدهم عينيه اتسعت شوية، مش من الغضب لكن من الصرامة، صوته ارتفع قليلًا:
«دهب… كفاية! أنا مش هرجعك… وانتِ لازم تفهمي ده!»
دهب شعرت بالغضب والخوف والطفولية كلها مجتمعين، رجعت تتخبى ورا الوسادة على السرير، ورجليها متشابكة:
«ليه… كل حاجة هنا تخوف… ومفيش حد يشرحلي حاجة…؟»
أدهم اتقدم خطوة، بصوته وهدوءه المعتاد:
«القصر ده… مكان للسيطرة، وكل حاجة فيه ليها قواعد… ومفيش حد بيهزر هنا… ولازم تعرفي تتحكمي في نفسك.»
دهب رفعت راسها وهي بتتنهد بصوت عالي، حاسة كل حاجة حوالينها غريبة وغامضة:
«أنا خايفة… ومش عايزة أكون هنا… كل حاجة كبيرة وغريبة… ومفيش حاجة مريحة!»
أدهم اتنفس بهدوء، بصوت منخفض لكنه ثابت:
«عارفة… بس دلوقتي… مفيش رجوع… ولازم تتعلمي تتعاملي مع المكان… وكل خطوة هتاخديها هنا… هتعلمك حاجة جديدة عن نفسك.»
دهب بعصبيه ودموع:مش عاوزه ارجوك سيبني ارجع لحياتي ولابوي انا مش عاوزك وصدقني هبطل احبك بس انا خايفه يا ادهن رجعني ارجوك
اتنهد ادهم وقرب منها:دهب اهدي انا مش هأذيكي انا هحميكي وعاوزك تثقي فيها انا حبيت اجيبك معايا عشان مش عاوز اسيبك تاني
دهب حست برعشة، وعيونها حوالين الغرفة بتتلمس الظلال الغريبة، كل حاجة حواليها لسه غامضة، والخدم اختفوا، والصمت الثقيل بيضغط عليها أكتر. لكنها حست كمان إن وجوده جنبها، صوته الهادئ والصرامة اللي فيه، بيخليها تقدر تتنفس شوية رغم كل خوفها وغضبها وطفولتها.
بعد لحظة صمت طويل، أدهم لف ومشى ناحية الباب، وخطواته الثقيلة على الرخام اختفت في الصالة الكبيرة. دهب حست برعشة قوية، قلبها اتجمد لحظة وهو مشي، وكأن القصر كله سكت فجأة.
وقفت على السرير، رجليها متشابكة، وصوت نفسها بيتردد في الغرفة الكبيرة، وكل الظلال حوالينها بقت أكبر وأخطر. بعد شوية، شجاعتها الصغيرة ظهرت، قالت لنفسها:
«لا… لازم أشوف… لازم أعرف إيه اللي حواليّ…»
نزلت بهدوء من السرير، كل خطوة بتحسها تقربها من الغرفة، والأرضية الرخامية تحت رجليها بارد وبيخوفها أكتر. وصلت للمدخل، وبدأت تتجول بخطوات حذرة، عيونها بتتلمس كل زاوية وكل ظل.
فجأة، ظهروا الخدم من بعيد، بيهزوا رؤوسهم ويتكلموا بسرعة… بالإيطالي. دهب رفعت إيديها، حاسة بارتباك كامل:
«إيه… إيه اللي بيقولوه؟ أنا مش فاهمة حاجة!»
الخدم بيكرروا الكلام، وواحد منهم أشار لها بحركة بسيطة، محاولة تهديها، لكن الصوت الغريب واللغة اللي مش مفهومة خلتها تحس بالغربة والخوف أكتر. قلبها دق بسرعة، وهي بتحاول تاخد نفس عميق:
«أنا… مش فاهمة… مش فاهمة حاجة…» همست لنفسها، وعينها حوالين الغرفة، كل التفاصيل الغريبة حواليها، الستائر الثقيلة، الأعمدة السودا، والذهب اللي بيلمع شوية مع الضوء، كل ده بيزود شعورها بالغموض.
أدهم لسه مش موجود، والخدم حواليها ساكتين لكن حركتهم منظمة، زي ما يكونوا جزء من القصر نفسه. دهب حسّت إنها لو حاولت تتحرك لوحدها، كل حاجة حواليها ممكن تتغير أو تكشف أسرارها الصغيرة.
وهي ماشية ببطء، حاسة بالخوف والفضول معًا، بدأت تركز على الأصوات الصغيرة، تحاول تفهم الكلام اللي بيقولوه الخدم بالإيطالي، لكن كل كلمة كانت مجرد همسات غريبة بالنسبة لها، زودت إحساسها بالعجز والخوف… وفي نفس الوقت، كان عندها شعور غريب بالفضول إنها تعرف أكتر عن القصر واللي بيحصل فيه. واتحركت حواليهم
وهما بيبصلها زي الاصنام وبيكلموها بلإيطالي
دهب بدأت تمشي بحذر في جناحها الكبير، رجليها بتلمس الأرض الرخامية الباردة، وكل خطوة كانت بتخليها تحس إنها أقرب لغموض القصر. الخدم حواليها ساكتين، بيتحركوا بهدوء، وبيكرروا كلامهم بالإيطالي. دهب رفعت إيديها وحاولت تفهمهم، بس كل كلمة كانت مجرد أصوات غريبة:
«إيه ده… أنا مش فاهمة حاجة…» همست لنفسها، ورجليها تحاول تمشي بثبات.
واحدة من الخادمة قربت منها، حاولت تشير لها على المكان، لكن دهب حست إنها ضايعة أكتر، الغرفة الكبيرة والستائر الثقيلة والدهانات الغامقة كلها زادت إحساسها بالخوف، وفضولها في نفس الوقت.
فجأة، ظهر أدهم عند نهاية الممر، واقف ساكت كالمعتاد، عيناه مركزة عليها، صوته واطي لكن حازم:
«مش لازم تخافي… أنا هنا… ومش هسيبك.»
دهب رجعت لورا، قلبها بيدق بسرعة، حاولت تقول حاجة بصوت مرتجف:
«ليه… فجأة بتظهر…؟ أنا كنت بحاول أفهم… إيه كل ده؟»
أدهم خطى خطوة لقدام، صوته هادي لكن فيه قوة:
«القصر ده… مكان للسيطرة… وكل حاجة فيه ليها نظامها… وانتِ محتاجة تعرفي تتعاملي معاه ومتخافيش المكان عادي جدا يا دهب يعتبر ملكك زي ماهو ملكي بس انا بقالي زمن من وانا صغير وانا عايش في المكان هنا لوحدي.»
دهب شعرت بالغضب والتوتر، رجعت تتراجع خطوة، وعيونها حوالين الغرفة بتلمس كل تفاصيلها الغريبة، وفضولها بدأ يختلط بالخوف:
«بس أنا… أنا خايفة… ومش عارفة أتصرف إزاي والله ما قادره!»
أدهم ابتسم ابتسامة بسيطة، لكن عيونه ثابتة:
«عارفة… عشان كده أنا هنا… عشان أوريك إزاي تتحكمي في خوفك… وكل خطوة هتاخديها هنا… هتعلمك حاجة جديدة عن نفسك وانا معاكي وبردو بقولك تاني مش هأذيكي.»
دهب أخدت نفس عميق، وحاولت تهدي نفسها، لكن الخدم حواليها لسه بيتحركوا بهدوء، بيكرروا الكلام بالإيطالي، وكل حركة منهم كانت بتزود إحساسها بالغربة والرهبة.
وهي ماشية بخطوات صغيرة باتجاه أحد النوافذ الكبيرة، حسّت إن القصر كله بيراقبها، كل ظل وكل حركة حوالينها كانت بتزيد شعورها بالخوف والغضب والطفولية في نفس الوقت، لكنها بدأت تحس كمان إن وجود أدهم جنبها، صوته الهادئ وثباته، بيخليها تقدر تتنفس شوية رغم كل شيء.
وبياخد حاجه وبينزل…
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية حنين الرعد الفصل الثامن 8 بقلم أمل مصطفى

 

 

في الصعيد…. وتحديدا في قصر العميري … في غرفه رقيه
كانت تجلس علي السرير وهيا هتموت من التوتر والخوف
ورنه علي غالب الي رد
رقية ماسكة التليفون بإيدها، صوتها مرتجف شوية:
«غـالب… أنا… أنا خايفة… جدتي… شافتني وانا راجعه وكلامها غريب تفتكر عرفت حاجه… ومش فاهمة إزاي…»
غالب من التليفون، صوته هادي وواطي:
«ما تقلقيش يا رقية… أنا هكلم جدي دلوقتي… كله حاجع هتظبط.»
رقية شالت نفسها على السرير، قلبها بيضرب بسرعة:
«بس… أنا خايفة… مش عارفة هو هيزعل منك ولا لأ ولا هيتعصب…»
غالب ضحك ضحكة هادية وقال:
«مش هيتعصب… ولا حاجة هتحصلي… وطول ما إنتي معايا متخافيش، وأنا هكلم جدي وهنعرف كل حاجة.»
رقية حاولت تهدى، لكنها فضلت تتنهد:
«أنا… حاسة إن جدتي… ممكن تعمل حاجة أكبر… ومش عارفة أتصرف…»
غالب صوته ثابت:
«ما تقلقيش… هكون جنبك… دلوقتي هكلم جدي وهحل كل حاجة… ومفيش حاجة هتضرّك.»
رقية رمشت بعينها، وحست بشوية راحة:
«تمام… بس متقلقش… محتاجة حد يطمني اووي…»
غالب ضحك ضحكة واطية وقال:
«أنا موجود… متخافيش… كله هيتحل دلوقتي… ركزي بس معايا وسبيها لله يا عمري.»
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في ايطاليا… روما…. في احدي الشقق الفخمه
كنده قاعدة على الأريكة الصغيرة في الصالون، شعرها الأصفر لامع، وفستانها الأحمر الناري بيشد الأنظار. قلبها بيخفق بسرعة… مستنية خبر وصول أدهم من إيطاليا، ومستنية تكتشف آخر حكاية سرها الغامض.
ساندي دخلت ، عيونها بتلمع بنبرة شريرة خفيفة، لكن واضح إنها مهتمة:
«كنده… جه لنا خبر… اندريه وصل إيطاليا النهارده.»
كنده رفعت راسها بسرعة، عينها اتسعت، وخفتة صغيرة اختلطت بفرحة كبيرة:
«جد؟ دلوقتي؟ فعلاً؟»
ساندي ابتسمت ابتسامة واطية، فيها شوية خبث:
«أيوه… هو هنا… وصل النهارده… وكل حاجة هتبدأ تتغير.»
كنده شعرت بارتياح وفرحة مختلطة بالغموض، وهي ماسكة التليفون، بتحاول تفكر في السر اللي مخبيه عن الكل:
«تمام… دلوقتي كل حاجة هتبقى أسهل… لازم أشوفه… لازم أفهم…»
ساندي قربت منها، بصوت واطي وشرير شوية:
«خلي بالك… هو موجود هنا… وكل حاجة حواليه… وهو عارف مين اللي بيحبه… ومين اللي هيلعبها صح.»
كنده ابتسمت ابتسامة صغيرة، وعيونها مليانة خبث:
«عارفة… وكل خطوة هخدها دلوقتي… هتبين مين اللي واقف جنبه…ومين الي هيلعب عليه الحب…»
ساندي ضحكت بخبث، وبصوت واطي قالت:
«ده أدهم… وهو في قصره دلوقتي… فخلي بالك… كل حاجة هتبقى مشوقة.»
كنده شعرت بخفة على صدرها… الفرحة عايشة معاها… لكنها كمان حسّت إن الغموض حوالين أدهم، ووجوده، هيخلي كل خطوة جاية مليانة مفاجآت، ومحتاجين يكونوا مستعدين لكل حاجة….
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مكتب القصر، أدهم جالس على كرسيه خلف المكتب، بارد كالثلج، والجو مليان هدوء وغموض. إيثان معه علي الهاتف وقدامه عرفه، وعينيه مركزة عليه.
إيثان (بالإيطالي):
«Signor Adhem, dobbiamo parlare del prossimo passo.»
(سيدي أدهم، لازم نتكلم عن الخطوة الجاية.)
أدهم (بالإيطالي، بارد):
«Parla, Ethan. Ho poco tempo.»
(اتكلم، إيثان. وقتي قليل.)
إيثان (بالإيطالي):
«Il piano è pronto, ma dobbiamo essere attenti. Non possiamo permetterci errori.»
(الخطة جاهزة، لكن لازم نكون حذرين. مش ممكن نغلط.)
أدهم (بالإيطالي، بارد):
«Capisco. Farai ciò che è necessario.»
(فاهم. هتعمل كل اللي لازم.)
إيثان (بالإيطالي):
«E se qualcuno cerca di interferire? Dobbiamo eliminare ogni rischio.»
(ولو حد حاول يتدخل؟ لازم نلغي أي خطر.)
أدهم (بالإيطالي، بارد):
«Non ti preoccupare. Tutto sarà sotto controllo.»
(ماتقلقش. كل شيء هيكون تحت السيطرة.)
إيثان (بالإيطالي):
«Bene… allora ci fidiamo l’uno dell’altro.»
(تمام… يبقى إحنا واثقين في بعض.)
أدهم (بالإيطالي، بارد):
«Esatto. Nessuna emozione, solo azione.»
(بالضبط. مفيش عواطف، بس تنفيذ.)
وقفل ادهم……
عرفه بتوتر:هو احنا جينا لييه يازعيم
ادهم ببرود:عادي جيت اقتل الماضي عشان اعيش من جديد مثلاً
عرفه بقلق:قلبي مش مطمن يازعيم مش عارف لييه تعالي نروح لندن هنا الجوو خنيق اووي والقصر دا مش بيريحني انما في لندن القصر اخسن ومريح. علي الاقل ممكن
ادهم بحده:انا هنا الي اقول نقعد ولا نمشي يلا اطلع نام عشان بكرا ورانا يوم طويل..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في جناح ادهم….
دهب كانت بتلف في الغرفة بسرعة، رجليها مش قادرة تثبت، كل فكرة عن الهروب كانت بتجيلها فجأة، لكنها حسّت إن أي خطوة من غير تخطيط هتخليها تضيع. عيونها تلمع من التوتر، وإيديها بتلمس الطاولة والسرير، تدور على الموبايل، لكنها مش لاقياه.
«فين الموبايل بتاعي… لازم ألاقيه… لازم أكلم حد…» همست لنفسها وهي بتتنقل بسرعة بين الأثاث.
وفجأة، الباب اتفتح بهدوء، وأدهم دخل، مشهده ثابت وبارد، مش محتاج حتى يحرك حاجة، بس وجوده كفاية إنه يخلي الجو كله يتجمد. دهب وقفت فجأة، قلبها بيضرب بسرعة، حاولت تقول حاجة:
«أ… أنت…!»
أدهم مشي شوية للغرفة، صوته واطي وبارد:
«مش هتكلمي غيري… وانسي أي حد لحد ما ترجع… ومتفكرش تهربي… هتتوهى من غيري.»
دهب وقفت عاجزة، دموعها بدأت تنزل، صوتها ارتجف:
«أرجوك… متخلنيش… متخلنيش أكرهك…»
أدهم ابتسم ابتسامة واطية، عيناه مركزة فيها، بروده مخفي خلف هدوء صارم:
«ده اللي أنا عايزه… عشان كده أنا جبتك هنا.»
دهب أخدت نفس عميق، حاولت تهدي نفسها، لكن كل شيء حوالينها صار ثقيل، كل خطوة كانت بتزود توترها، وهي واقفة قدامه، بتحاول تفهم إيه اللي بيحصل، ليه هو عايزها كده، وليه حضورها معاه بيخليها تحس بالأمان والخوف مع بعض.
أدهم اقترب منها خطوة بخطوة، صوته ثابت وهادئ:
«مش هسيبك… بس لازم تفهمي حاجة… أي محاولة تهرب هتخليكي تضيعي… وأنا مش هسمح بده يادهب او انك تبعدي فاهمه.»
دهب انفجرت بالبكاء، وهي بتحاول تمنع نفسها على الانهيار، صوتها مش قادر يطلع:
«ليه… ليه… كل مرة بحس إني مش قادرة… ومفيش حد يقدر يفهمني غيرك؟»
أدهم مد إيده لها، لكن مش مسكها بسرعة، بس حضوره كان كافي يخليها تهدأ شوية:
«عشان أنا الوحيد اللي يقدر يمسكك دلوقتي… وكل اللي محتاجة تعمليه… تسمعي كلامي… وتسيبي الباقي عليا.»
دهب حست قلبها بيرتعش، دموعها ما وقفتش، لكنها بدأت تهدأ شويه، كل كلمة منه كانت بتثبت إحساسها بالأمان… رغم خوفها، رغم كل التوتر، رغم رغبتها في الهروب… كانت حاسة إن مكانها الوحيد دلوقتي جنب أدهم، ومفيش حد يقدر يحميها زي حضوره البارد والصارم.
أدهم وقف جمبها، صوته واطي لكن حازم:
«خلاص… متقلقيش… كل حاجة هتكون تحت السيطرة… بس خليكي هاديه… وكل حاجة هتبقى تمام.»
دهب رمشت بعينها، قلبها بيضرب بسرعة، وحست بمزيج غريب من الخوف، الحب، والاعتماد الكامل عليه… دموعها استمرت، بس بقت دموع فيها ارتياح… لأنها عارفة دلوقتي إنه مش هيسيبها… مهما حصل.
دهب وقفت قدّامه، صوتها بيرتعش، ودموعها بتلمع في عنيها:
«ممكن… تسيبني أمشي؟ أنا خايفة بجد يا أدهم… وانت أصلاً مش بتحبني… سيبني أمشي.»
أدهم وقف ثابت، نفس الهدوء اللي بيغيظها ويخوفها في نفس الوقت.
رفع عينه ليها وقال بصوت منخفض وواضح:
«أيوه… أنا مش بحب. معرفش الحب أصلاً… بس ده ما يمنعش إني عايزك جنبي… ومعايا.»
دهب اتعصبت أكتر، الدم طلع لوشها:
«ليه؟! ليه وأنا أصلاً… حياتك — بايظة منّي؟!»
أدهم رفع حاجبه ببرود لأنها لخبطت كلامها، بس ما علّقش.
قال بس بهدوء:
«اهدّي يا دهب. وأنا مش هسيبك تمشي.»
وبدون ما يستنى ردّها، دخل الحمّام… وسابها واقفة في نص الغرفة، الخوف والغيظ والخنقة متجمعين جواها لدرجة إنها ما بقتش عارفة تمسك نفسها.
دموعها نزلت مرة واحدة، قعدت على الكنبة، وفضلت تبكي لحد ما صوتها اختفى… ولحد ما التعب شدّ عليها أكتر من خوفها… وفي الآخر نامت وهي لسه بتشهق.
بعد شوية، خرج أدهم من الحمّام.
كان لابس بنطلون رياضي أسود و تيشيرت زيتي قاتم، شعره مبلول شوية من المي، بس ملامحه زي ما هي… هدوء يدوّخ.
بصّ عليها وهي نايمة على الكنبة، دموعها ناشفة على خدّها، ونفسها متقطع كأنها كانت بتحارب.
قرب منها من غير صوت، وحملها براحة كأن وزنها ولا حاجة.
كان ماسكها بثبات، ولا كلمة خرجت منه.
حطّها على السرير… بس ما سابهاش.
قعد جنبها، وبعد لحظة، مد دراعه بهدوء… مش عشان حنان، لأ… عشان حاجة جوا عقله هو—حاجة مابيعرفش يسميها—خلّته يسحبها ناحيته.
دهب اتحركت لا إرادياً ناحية صدره من غير ما تصحى… وبقت في حضنه، رأسها على كتفه.
أدهم ما اتكلمش.
بس عينه كانت ثابتة في السقف، وملامحه جامدة…
وعقله شغال… بيفكر في اللي جاي.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية زواج بلا اختيار الفصل الثاني 2 بقلم سما سامح

 

في اللي مستنيه.
في اللي لازم يعملُه…
وفي ليه وجود دهب قصاده بالشكل دا… مخلّيه يفكر بطريقة ما كانش بيقرب منها قبل كدا؟؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
استوووب… اظن البارتات بقت طويله ايه رايكم في طريقه الكتابه الجديده… هتصدقوني لو قولتلكم اني بقيت اخاف من ادهم….. بس ظش مهم المهم ان الروايه دي هتكون غير الي فات كله.. 🙂😊
بارت عشان خاطر عيونكم القمر❤🌑

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *