رواية الغرفة الخالية الفصل الثالث 3 بقلم مصطفى محسن - The Last Line
روايات

رواية الغرفة الخالية الفصل الثالث 3 بقلم مصطفى محسن

رواية الغرفة الخالية الفصل الثالث 3 بقلم مصطفى محسن

البارت الثالث

 

الأيام اللي بعدها بقت الأمور هادية.
وفي ليلة كنا قاعدين إحنا التلاتة في الصالة.
الجو كان تقيل بطريقة مش طبيعية… كأن فيه غيوم جوه الشقة نفسها.
الساعة كانت قربت اتنين بعد نص الليل.
فجأة… ريحة كريهة ملَت المكان.
مش زي الزبالة ولا ريحة صرف… لا، دي ريحة “عفن” كأنها طالعة من حد مدفون.
محمد حط إيده على مناخيره وقال:

 

ـ “إيه الريحة دي؟!”
أحمد وقف مرة واحدة وقال:
ـ “حاسس إن في حد واقف ورايا.”
قبل ما يلحق يكمل… اللمبة اللي في السقف بدأت تطفي وتولع لوحدها.
وفضلنا واقفين متجمدين.
فجأة الأرض بدأت تهتز من تحتنا، وبدأ كلام مش مفهوم يتكتب على الحيطة.
وسمعنا صوت جاي من ناحية الطرقة… صوت ست بتضحك.
ضحكة تقيلة.
محمد مسك دراعي وقال بصوت بيرتعش:
ـ “يوسف… إنت سامع؟”
قلت:
ـ “آه… والضحكة جاية من أوضة حمدول تقريبا.”
وإحنا واقفين مش عارفين نعمل إيه…
باب أوضة حمدول اتفتح لوحده.
وفجأة… اتكتب على الحيطة اللي قصادنا كلمة كبيرة باللون الأحمر:
“مش هتخرجوا.”
كلنا صرخنا، وجرينا على الباب الرئيسي عشان نهرب.
لكن الباب ما فتحش.
المقبض بيلف في إيدنا، بس الباب مش بيتحرك.
في اللحظة دي…
ظهر حمدول من جوه أوضته.
كان ماشي وراه دخان أسود خفيف.
بصلنا وقال بهدوء:
ـ “ارجعوا مكانكم… البيت بيختبركم.”
الضحكة اختفت… الريحة راحت… والجدران رجعت عادية.
بعد اللي حصل في الصالة، أنا ومحمد قررنا إننا لازم نتصرف.
أحمد كان مرعوب ورفض ينزل معانا. قال إنه مش قادر يواجه أي حد ولا يشرح اللي حصل، وفضل قافل على نفسه في الأوضة.
نزلنا تحت، لقينا عم بركات البواب قاعد على الكرسي بتاعه قدام العمارة.
قربنا منه، وأنا بدأت أحكي:
ـ “بص يا عم بركات… في حاجات غريبة بتحصل فوق. لمبات بتفتح وتقفل لوحدها… وأبواب بتتقفل… أصوات غريبة بنسمعها.”
عم بركات ضحك ضحكة صغيرة وقال:
ـ “إنتو لسه طلبة… وتعبانين من المذاكرة والسهر. يمكن ماثر عليكم .”
محمد اتنرفز وقال:
ـ “يعني إيه ماثر علينا؟! أنا ويوسف وأحمد شايفين نفس الحاجة! هو إحنا اتجننا؟”
عم بركات مسح على دقنه وقال:
ـ “إنتو بتقولوا لمبة بتقفل وتفتح وأبواب بتتقفل لوحدها؟! معقول الكلام ده؟”
أنا رديت بسرعة:
ـ “أيوة، وكل ده حصل قدام عينينا.”
عم بركات فضل ساكت ثواني، وبصلنا باستغراب، كأنه بيحاول يفهم إحنا بنهزر ولا جادين وقال.
ـ “يا ولاد… أنا هنا بقالي سنين. عمري ما شفت حاجة زي اللي بتقولوه.”
محمد قال:
ـ “يعني هنهزر في موضوع زي ده يا عم بركات؟”
عم بركات رفع كف إيده وقال بهدوء:
ـ “أنا بقول ممكن تكونوا تعبانين من السهر، أو بتتأثروا من الجو الجديد. العقل ساعات بيلعب لعب غريبة.”
بصيت لمحمد، وقلتله:
ـ “يلا نطلع الشقة.”
وإحنا مش عارفين هل فعلاً إحنا اللي مبالغين…
ولا في حاجة بتحصل ومحدش عايز يقول عليها.
يوسف: داخل يستحمى…
الجو كان خانق وأنا محتاج أروق دماغي.
قفلت باب الحمّام… ووقفت تحت الدش.
المياه نازلة عادية، لحد ما فجأة… لقيتها اتحولت للون أحمر غامق.
أحمر تقيل.
صرخت بكل قوتي وفضلت أزعق:
ـ “محمد! يا أحمد! حد يلحقنيييي!”
حاولت أفتح الباب… مقفول.
المقبض مش بيتحرك.
برا… محمد وأحمد بيخبطوا على الباب.

 

أحمد ومحمد بيقولوا:
ـ “حاول تفتح!”
يوسف:
ـ “مش قادر! المية لونها أحمر غامق!”
محمد فجأة جري ناحية أوضة حمدول…
بس قبل ما يلمس الباب، لقى حمدول، بيفتح بابه بنفسه، كأنه كان مستني اللحظة دي.
حمدول بصله من غير أي انفعال… ومشي راح عند باب الحمّام.
حط إيده على الباب وبدأ يقول كلام غريب… حروف متقطعة مش مفهومة.
ثواني… والباب اتفتح.
المياه رجعت عادية… وكأن مفيش حاجة حصلت.
يوسف خرج وجسمه بيرتعش من الرعب.
حمدول قال بصوت تقيل يخوف:
ـ “أنا قولتلكم… المكان مش مناسب ليكم.”
وبعدها رجع أوضته وقفّل الباب.
تاني يوم، ماقدرتش أتحمل.
روحت لعم بركات وألححت عليه يجيبلي عنوان الحاجة سعاد صاحبة البيت.
وبالفعل، إداني عنوان بيتها.
رحت هناك…
البيت قديم، بس أنيق.
خبطت على الباب… هي بنفسها فتحتلي.
قعدت معاها وحكيتلها كل حاجة… من ساعة ما حمدول دخل الشقة.
هي كانت قاعدة ساكتة، ملامحها متغيرة.
لما خلصت كلامي، بصتلي وقالت:
ـ “خلاص… أنا بكرة هاجي عندكم وأتصرف.”
قمت عشان أمشي… بس وأنا خارج، سمعت صوتها وهي بتضحك وبتقول:
ـ “خليك قوي يا يوسف.”
بصتلها باستغراب وقلت في بالي:
الضحكة دي زي اللي سمعتها أنا وأصحابي في الطرقة بالليل.

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *